أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق السويراوي - إنتظار مع قصص أخرى














المزيد.....

إنتظار مع قصص أخرى


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


إنْدماج
تثاقلها في سيرها كان يوحي أنّها تعدّتْ الخمسين وربما حتى الستين،  فيما هو ما زال في مقتبل العمر .. لم يكونا في تلك اللحظة، على موعد ، فقط، جَمَعَتْهُما حاجة التبضّع من السوق المزدحم كالعادة في ضحى كل صباح .. قرّر عبور الشارع ثمّ تريّث قليلاً، كانت هي الإخرى تهمّ بالعبورنحو الجهة الإخرى، خمّنَ، بل أيْقن، أنّها سوف لا تتمكّن من العبور بسهولة، فشدة الزحام  تبتلع كل الفراغات .أمْسكَ بيدها وسارا ببطء بضع خطوات .. قبيل وصولهما منتصف الشارع  أصْبحتْ رغبتهما في عبور الشارع حيث  الجهة الإخرى، مستحيلة تماماً , فالمكان بأسْره هزّهُ إنفجار عنيف لم يبْقِ من جسديهما سوى بضع قطع متناثرة من اللحم المتفحّم ..
****
صورة
في لحظةٍ ما، إعتبرتُ نفسي فيها أنني أوفرُ حظاً من غيري، فقد كانت مصادفة أكثر من رائعة، بل وعجيبة، حين شاهدتُ المتنبي، شاعرنا الكبير، يتجوّل في سكك مدينتنا وحاراتها، وللحق، لحظتها، لم أستطع تخمينَ هدف زيارته على وجه الدقة، أهيَ للنزهة أمْ لهدفٍ آخر. وعلى عجل، عرّفته بنفسي كونه لا يعرفني بالطبع، فأدهشني إرتباكُه الشديد والواضح وهو يهمُّ بالإنصراف عني، بل عن المكان كله، قلت له متوسلا .. ” سيدي … شاعرنا العظيم المبجل ، يسعدني بل ويشرّفني أنْ ألتقط معك صورة للذكرى ” . تلفّتَ بكلّ الإتجاهات وهو مذعور ثم قال وبحزم قاطع ” وهل أنا مجنون لأتيح للقتلة الجُدُد فرصة التعرّف بي لإُقتَل من جديد ؟ ” .
****
لقاء
كان صباحاً رائقاً ، إذ إمتدتْ يدُه نحو يد حبيبته التي فارقته منذ مدة قريبة ، مدّ يدَه ثانية وثالثة ، وربما العاشرة، ورغم إشتعال رغبته الشديدة بمصافحتها ، لكن قوة مهيمنة شعر بها تحول دون تحقيق ملامسة كفّه لكف حبيبته ، كرّر المحاولة وبإصرار شديد ولمرات عديدة فلم ينجح ، بعدها إستدار ، وبإنزعاجٍ واضح تاركا خلفه ، قبرا زيّنتٔ سطحَه العُلوي ، باقةُ وردٍ ملونة.
****
إنتظار 
مع الغبش وعلى خطّ التّماس السّاكن مع العدو  ،باغتتْهُ رصاصةُ قنصٍ وأخترقتْ رأسَه فأيقظ صدى أزيزها، طفله الرضيع من نومه ،حيث كان ينتظرُ عودة أبيه في أحدِ بيوتِ مدينته الغافية على البعد ، إنها لحظةُ حضورِ لغائبٍ لم يلتقِه الرضيع بعد .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهول وقصص أخرى
- وجدانيات
- نصوص قصصية 54
- قصتان قصيرتان جدا / 53
- ومضات 19
- وطن وقصص اخرى
- لو عاد السياسي المعدوم سابقاً للحياة هل ينبذ الساسة الحاليين ...
- الماضي القريب هل هو الزّمن الجميل حقاً ؟
- ومضات / ٩
- لعبة لجان التحقيق الحكومية
- رمضان والسمو الرّوحي
- ديستوفيسكي والغور في نفوس أبطاله..
- الذات بين المثقف والسياسي
- صرخة وقصة أخرى
- أيقونة وقصص أخرى
- أشهر صالات السينما في بغداد السبعينات
- زمن وقصص أخرى
- ٣ قصص قصيرة جداً
- نصوص ١٩
- ثمالة وقصص أخرى


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق السويراوي - إنتظار مع قصص أخرى