أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - الطريقة التيجانية بين خيارين، الروحية، أو السياسة.















المزيد.....

الطريقة التيجانية بين خيارين، الروحية، أو السياسة.


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 05:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على إثر التفاعلات التي أثارتها الضجة الإعلامية لمزاعم بعض الصحف الجزائرية في أصل الطريقة التيجانية، والتي ادعتها أخيرا بعد عجز كل وسائلها في إثارة الفتنة، وكساد جل تحركاتها ضد ما هو أصيل في ثقافتنا شعوبَ المنطقة، وكأنها تحاول استغلال الظرف الراهن لتزج بمدرسة روحية عريقة في أتون الصراع المفضي إلى نزاعات لا يستفيد منها من يرجوا نفعا في دنياه، ولا من يدرأ عنه عقاب الله في أخراه، فنقول للمتشرنقين في شبكة الحقد، والنافخين في رماد العداء:
أولا: إن اللطف المحمدي المتجلي في الطريقة الأحمدية التيجانية، لم يك قبسا من نور، أوشعاعا من توهج، بل هو عين الوجود، و نور النور، انبثق من شمس المعارف الإلهية، وانبث إلى قلوب المريدين، وانسل إلى أرواح المحبين، والحق تقدست تجلياته، أراد أن يكون هذا البلد دارة الفلك، ومحيط النور، وأطلس المعارف، لا يستقصيه حذاق الأنظار بعبارة، ولا تنظم الحقيقة والمجاز كينونته، فهو شمس السر، وكوكب النور، انتظمته الإرادة المطلقة جوهرة ببلد عبدة، وياقوتة في سمط الوجود، لينتقل تبره إلى عين مستغرفة في الماضي، ثم يعود إلى جماله ذهبا خالصا لم يولد إلا في نقطة التحول من مركز إفاضة الحق بالحق، إلى جدول الزمان والمكان، فكانت فاس بفائها المتفانية في حب المولى، وهمزتها الشارخة لعيون الحساد، وسين سناء شهود القباب والمقامات، خيطا لعقد يحتضن سلسلة أهل الله النورانية، وأقفا يستجمع سلالة محبوبي الحضرة، فهناك، وبمراح جده الميمون مولاي إدريس الأصغر،كانت سُبُحات الفضل بحرا من نور الياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني، ترامت في أحضان بهائها أفواج أهل الاختيار، فخالها البعض منهم أنهارا من لبن لذة للشاربين، أو فيوضا من عسل مصفى، فكانت اللوحة المتجلية صيرورة مقََرَبة إلى الله، ونقلة نالوا بها زلفى الحقيقة المحمدية، فاستحالت في تركيبها وفتنتها كلمات كالجمان، وعبارات على رؤوس الكرامات كالتيجان، تراها عيون العقل نياشين من الآيات البينات، وتلحظها البواطن طوالع لائحات، فهل رأت العيون الولهى أبهى منها وجودا، وأسمى منها حضورا؟؟؟ ورآها البعض الآخر في عالم الأمر شمسا خلعت عليه فصا من سترها، فكان الفناء فيها كلا وجمعا، فما رأينا له بعد عينا ولا أثرا، وإن سمعنا به حاضرا مفقودا، فهو معنا بالدليل، نراه مع تجلي عروش الأكوان، على بساط المعارف والبيان، حقيقة يلمسها من يصلي على الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ورآها بعضهم بعين مخالفة لما رأينا، فنال ما لا يراه سواه منها، فسواء كان لطفا أم نارا، فالمراتب على قدر الاعتقاد!!! ورآها المتلاعب تهجينا للهمم، والمنكر تدجينا للذمم، فأجلب بخيله وأرجل، وأغلظ في لغطه وأفحش، وقال: هلموا، وغذا سيقول: إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم، فهناك الفراق وعين الشتات، وسينادي: إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون.
ثانيا:
إن الطريقة التيجانية رسالة مفتوحة لكل من يريد الاتصال بالحقيقة المحمدية عن طريق وارث السر المصون، وكلمة روحية لا تعرف الحدود، ولا ترسم الحواجز، ولا تعيش بين فكي الزمان والمكان، فهي قائمة بمنأى عن المطامح السياسية التي يحاول بعض السياسيين والإعلاميين بغير حق الانتفاع بها نيلا من ثابت عظيم من قيم التوحد على المشتركات الوجودية المتجسدة في حقيقة التصوف والعلاقات الإنسانية.
ثالثا:
إن الطريقة التيجانية ليست ملكا لأحد، ولا خزانة مفتاحها بيد مخصوصة، بل هي ميراث لعموم الأمة الإسلامية، وكلاءة منثورة لجميع المهتمين، فسواء كانوا فيها من المريدين، أم كانوا من المتتبعين، أم من الباحثين عن الظاهرة الروحية، أم من الواقفين على ساحل الإنكار، فشأنها شأن كل الطرق المتجاوزة للحدود الجغرافية، والتشكلات المحلية، والتنظيرات السياسية.
فلو صرفت الأقدار في تدبيرها، أن ينتمي بعض مشايخها إلى دول معينة، أو إلى سلالة خاصة، فهل يعني أن النظام السياسي القائم في ذلك البلد، أو الارتباط الأسري بمشجرات محلية، سيحاول السيطرة عليها، أو الوقوف في وجهها!!!؟؟ أو يستلزم أن تقف العلاقات السياسية حائلا دون وصول هذه النسمة الروحية إلى هنا أو هناك!!!؟؟ أو ستجعلها المحلية حكرا على مكان دون مكان؟؟؟ أو يدعوا الواقع إلى تبني أحد الموتورين طرف هذا النزاع، فيقول في هوج المهوسين: إن الطريقة لنا لا لغيرنا؟؟ أو هذه السلاسة أصل لنا لا لسوانا!!!؟؟ إن هذا الوضع وإن حدث على مستويات دنيا عند من حرموا لغة البناء، ومنعوا من عمل الخير، فإن التصوف في سقوفه العليا ينكر هذه النظرة الأحادية التي تنظر إلى الأشياء بخلفية عدائية، وتفسر الوجود تفسيرا جزئيا لايستغرق كل الموجودات والممكنات، فالطريقة التيجانية جزء من هذا المشترك المعدود في عيون العقلاء إرثا حضاريا يدفع إلى التوحد والتفاعل، لا إلى التنابذ والتطاحن، ويرفع بالواقع المعلول بمواقف هجينة تدل في عمقها على تدخل سافر في سيادة بلد، وقيمومة وطن، إلى نظرة كمالية تمكِّن لجمالية الحياة أن تتبرى من قوة المشئومين من أبناء هذه الأمة، وتتخلص من سعار النفوس المريضة المغذية للواقع الهجين بتقاسيمه المقيتة....والأغرب من هذا أن الطرق الصوفية التي يسعى بعض الساسة إلى توظيفها في عرقلة المسيرة الثقافة والفكرية للأمة، لم يك هذا دورها المباشر، ولا وظيفتها الأساسية، بل كانت سببا في إزالة الأورام التي تنتشر مرة بعد مرة بسبب السياسة، وواسطة لإهالة التراب على الفجوات المنتقلة إلى عموم الأمة بنازع الصراعات والخلافات الجزئية.
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح في هذه اللحظة الحرجة من تاريخنا، ألغير فقراء الطريقة الحق في التحدث باسمها؟؟أم هذا الحق سواسية بين الفقراء وغيرهم؟؟ أم نرتفع بالسؤال إلى سقف أعلى فنقول: ما هي الحدود التي تمتلكها الطرق الصوفية لممارسة دورها الموكول إليها؟؟ ومن هم المؤهلون لممارسة هذا الدور في الحياة؟؟
إن الذي تعلمناه من أدبيات الطريقة التيجانية خاصة، أن حق التعبير عن الطريقة كمعطى إيجابي لممارسة الحرية داخل منظومة الزاوية، يؤول إلى عموم الفقراء والمريدين من أتباع الزاوية عدا من ليسوا فقراء ولا محبين، فالطريقة في نظامها الشمولي، تتشكل من أربعة أنواع، الشرفاء أبناء الشيخ أبي العباس أحمد التيجاني، والمقدمون، والفقراء، والمحبون، فالشرفاء لهم المقام الأسنى، والمنزل الأعلى، وهم نفحة من بقايا الشيخ، وقذفة من نسيم حضوره، وهبة من الملكوت يتبرك بها رغبة في الارتباط بالشيخ عن طريق رعاية ذريته، وطلبا لفيض دعواتهم، ورجاء لسابغ بركاتهم، إلا أننا لم نعرف في سوالف المشايخ المعدودين من أساطين الطريقة من حكى عن الأشراف تدخلا في تسيير الطريقة، وتدبير الزوايا، وترتيب الإجازات، أو اعتبر البنوة منالا يستحق به أن يكون لسان الطريقة الناطق بمشاريعها، والمفصح عن توجهاتها، فإن رأينا لبعض الشرفاء المؤهلين هذا الحق، فليس للانتساب فيها مدخل، بل حصلت لهم المكانة بالعلم والاستقامة والتربية.
فالعلماء وهم النخبة العالمة الممدودة بربانية الطريقة، وايماضات المجاهدة، هم الذين يقومون بتفريغ روحانية الشيخ في قلوب عموم الفقراء، وهم والفقراء والمحبين يشكلون القاعدة الشعبية للطريقة، وينتخبون في غالب الأحوال مقدما يرونه عظيما في عيونهم علما وعملا، أو يصطفون ناظرا يوكلون إليه أمر الزاوية، ويؤمنونه على الأوقاف والهبات، فيتقدم عليهم العالم بالشرع والحقيقة، والمستجمع لشرائط التقديم، فيقوم بنشر العلم، وبث الدعوة، والحث على الفضيلة، ويتعهد الناظر أمر تدبير أوقاف الزاوية، ويتكلف يالنفقة عليها إصلاحا وإضاءة وتفريشا، ولا أرى من مستحسنات الطريقة المعتمدة على مبدأ شرعي، أن يعين الفقير نفسه مقدما، أو أن يطلب التقديم من كائن كيفما كان، أو أن تعطى إجازات التقديم بالمجان دون مراعاة لشروط التقديم، وإنما تختاره الألطاف الإلهية، وتجتبيه العناية الربانية، وتختصه القدرة الرحموتية، فيواصل السير على درب الأبرار، محتديا بما سطره أئمتنا الأخيار.
وهذا التصريف الإلهي، والتدبير الرباني، أعطى نتيجته المثمرة، وعمم مفهوم التصوف السني، وخَرَّج أفواجا عديدة من المصلحين لنشر الإسلام بوسطية واعتدال وحكمة، وما إفريقيا وجميع قارات العالم ببعيدة المسمع عن ذكريات تترى صباحاتها مع إشراقات شمس الأصيل، وتتغني بها أرواح المعارف بنسبتها المرتبطة بعاقدية الاستخلاف والعبودية، تذكِّر بفضل شيخها، و تعلن مزية أهلها، وتزرع في القلوب تحنانا وشوقا إلى مراقد أهلها، ومغاني أتباعها.
رابعا:
لو أننا سطرنا في الوجود للفقراء الأحمديين سطرا يخترق الأكوان، ويزيح الستار عن الأزمان، فإننا لا نجد بين حنايا القلوب إلا ذكرا لفاس، ومرحاً بموطن سلوة الأنفاس، وحين تذكر فاس فللطريقة التيجانية منها حظ ونصيب، وحين تنظر مآثرها فضراح أبي العباس موئل لها، فهل يستطيع موحِّد في شتى أمكنة العالم، أن ينكر هذه الحقيقة؟؟ أو أن يُعمي العيون عن تبصارها؟؟ فلنمتلك الجرأة إن كنا باحثين بصدق على النبش والتفصيح، ولننثر عنا غبار العداء والموجدة، ولنمحص ضمائرنا من شوب المغايرة، ووقع المنافرة، وحينها سنقتنع إن أردنا صراح الرأي، وصفاء الكلمة، بأن الطريقة التيجانية مغربية غرسا وثمارا، وأن جذور شجرتها يفوق تعداد المغاربة والأفارقة فيها سواهم. وإن أبيتم النظر في فرصة التاريخ بشهرة حقائقه، واستفاضة معلوماته وخزائنه، فلكم في الواقع خير دليل!!! فتأملوا وفود قارات الكون، ترد على نبع الفضل بفاس، وتتقاذف أمواجها بموقع اللطف، فليسألهم من يتوسل بالدجل الإعلامي، والفجور السياسي، عن التاريخ الذي يريد النزو على منبره الوتير، والسطو على أثره البهير، وليعد هؤلاء إلى إفادات شهادات من ألف من الخصوم والمحبين، لعل الهداية تفد على أرواحهم من مآذن الحياء، والتوفيق ينالهم من موسم المحبة.
خامسا:
لا يمكن لنا أن تنرك الحدث يمر بدون أن ننصح أنفسنا بما يلي:
أولا: إن الطريقة التيجانية قائمة بامتداد السر الإلهي، والمدد المحمدي، فهي لا تحتاج إلى مساجلات قد أجريناها من باب المشاكلة، ولا إلى مطارحات تنفعل فيها الكلمات الطائشة، بل تنتظر من الشرفاء والعلماء والفقراء والمحبين، أن يتحركوا من أجل طمس بعض المعالم التي تحول بين الطريقة وحركية المجتمع، وهذا جهد كبير، وموقف دونه جدد، أما الاختلاف على أصل الطريقة، واستغلال الظروف السياسية للعب بأوراق متهرئة، واستنزاف العقول باعتصار قيم الحياء فيها، فهذا أمر لا يخدم الطريقة التيجانية، ولا يعطيها فرصة للنشر والتبليغ، ولا يسمح لها بممارسة دورها التربوي والروحي، ولا يمنحها مساحة للفعل المباشر في حياة متشاكسة تحتاج إلى مسكة روحية، ومسحة إيمانية، فالشرفاء والعلماء والفقراء والمحبون، مطالبون بوعي اللحظة الراهنة التي يحاول البعض فيها تلطيخ مساحات الحب في قلوبنا، وتعكير صفائنا بدعاوى مغرضة لا تحرك إلا لغة الاستخفاف، ولا تعتمد إلا عبارات الاحتقار، فعلى جميع من يهمه الأمر، أن يتعالى عن هذا الوضع الذي يراد فيه أن تكون الطريقة التيجانية فريسة لسوء النيات التي تتربص مملكة التصوف، ودائرة أهل الله.
ثانيا: إن أتباع الشيخ أحمد التيجاني لن يكونوا صفقات في يد من يريد أن يؤسس صفحات جديدة ملؤها الكذب والخداع والتزوير.
ثالثا: إن أتباع الشيخ أحمد التيجاني يمارسون دورهم الروحي والتربوي، بغض النظر عن تأثيرات معينة يحاول البعض أن يجعلها قاعدة في تحشيد بعض الأطراف داخل منظومة الفقراء لممارسة الخيانة للتاريخ المكتوب على صفحات القلوب بمداد الحب والولاء.
رابعا: إن أتباع الشيخ التيجاني لن يكونوا في يوم من الأيام بذورا في طاحونة الحقد، أوثمارا للشجرة الملعونة الضالعة في خلخلة المفاهيم، أو موجة في الإعصار الناسف لكل مشروع وحدوي يحاول الأمن والاستقرار.
خامسا:إن أتباع الشيخ التيجاني، يعيشون ترفعا عن الأفكار الميتة التي يريد البعض إحياء مواتها لتمزع الجسم الواحد إلى شظايا متناثرة، ووحدات متجزئة، فهم يصيحون في وجه العتمة، ويعتبرون كل كلام يفرق الشعوب المسلمة انهزاما في مستنقع الأنانية.
سادسا: إن أتباع الشيخ التيجاني الذين رضوا بالتقسيم الجغرافي على حسب النظرة الكلية، ليس لهم من الأمر شيء، فإما أن يعودوا إلى خُلة الشيخ بمصافاة الحقيقة، ومخاللة المواقف الصريحة، وإلا حرموا بيضة الطريقة وسوادها، فهم بين أمرين، إما أن يقفوا في طابور الكذب على التاريخ، وإما أن يعودوا إلى كوثر ما سطره الأجداد، فهذه شواهد الحقيقة مكتوبة بين أعينهم، ومدونة في مزبورات كبار المشايخ، فلهم ما يريدون.
سابعا:إن أتباع الطريقة التيجانية صارت مهمتهم جسيمة، ومسؤوليتهم ضخمة، فإما أن يروا الواقع بعدسة الحقيقة، وإما أن ينزووا عن مواسم الحراك الاجتماعي، فيكون دورهم متحفيا، وثقافتهم تراثا، فنحن بين سعيين، إما تنوير الشعوب الإسلامية، والوقفة مع قضاياها، وإما الخلود إلى راحة ستؤول إلى فتنة، والفتنة أشد من القتل.
ثامنا: إننا أتباع الشيخ أبي العباس أحمد التيجاني، لم نك بمعزل عن الطاعة والولاء لمقدساتنا، فهي منا ونحن منها، فظهائر التوقير والاحترام من قبل ملوك الدولة العلوية الشريفة كانت لنا، والخدمة والامتثال كانت علينا.
تاسعا: إننا فقراءَ وأبناء المخلصين الذين خدموا الطريق، وحفدة الجهابذة القائمين بنشر لواء التصوف، لم نر لأحد تدخلا فينا، ولا لسلطة ضغطة علينا، فالزوايا مفتوحة، والأذكار مسموعة، ومجالس الوعظ معقودة، فهذا واقعنا، وهذه قناعتنا، فإن أراد أحد أن يلبسنا لباسا غير هذا، كما فعل بعض الصحفيين، قلنا له: أهل مكة أدرى بشعابها، فأين أنت منا، وأين نحن منك، فنحن أهل الدار، وبيننا وبينك التاريخ... فأين تدخل الدولة فينا؟؟ وأين تسييس العمل الروحي عندنا؟؟ أليست هذه وقاحة منكم؟؟ أم لا ترضون أن تعتبروا ما لغيركم من فضل وكمال، من باب قوله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا".
فالزوايا تدون في سجل الدولة باسم كبار المقدمين والمحبين، والعلماء يمارسون دورهم بدون أن تعينهم الدولة، والفقراء والمحبون يتواردون على الزوايا بدون إذن ولا قرار، فأين تدخل الدولة كما يقول هؤلاء؟؟؟
إنه عجز الساسة في السياسة!!! وقصور في فهم من يبحث عن خيط نور إخراجا لنفسه من الوعكة التي أصيب بها، وملأ للفراغ المؤكد للافتقار إلى تاريخ قوي، وثقافة واعية، فاتركوا الصراخ والعويل، فإن الحقيقة فوق المعايير المزدوجة التي تتحدثون بها، والمقاييس المعكوسة التي ترون بها سوء الفعال جمالا، فلنرجع إلى فهرست كتب الطريقة، ولنأخذ منها كتبا معتبرا، ولنطل على تراث الأولين من عمد الطريقة، ولنعد ولو بقراءة بسيطة إلى تراثيات توارثناها عن آبائنا، ولنجر مسحا على مسارات الطريقة، ولنتأمل تحولاتها المتعددة، ولننظر إلى الحقائق المزهدة عن المواربات التي تحتمي جمرتها في عقول مجلطة بسرطان الحقد، وفيروس العداء.... وحينها سنرى الحقيقة في إطلاقها بهية تتعالى على الأغراض والطوايا الخبيثة، أتمنى أن يحصل الرشد الذهني لمن يطبلون وراء جوقة الفتنة، وطوابير الأعداء.!!!!!



#ابراهيم_الوراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور التصوف
- أهمية التصوف
- التصوف وحوار الحضارات
- ][®][^][®][توابيت الموت ][®][^][®][
- مشروع شاعرة
- لن أرحل
- إلى الذي سأل أين الله
- قرية المجانين
- حين ولدتني أمي !!!
- خيال إنسانة
- خيال من خيالات انسانة
- لقاء على شاطئ سيدي بوزيد
- مسار عمرو خالد ، وخالد الجندي ، في الميزان
- صراع الوهم ، أم صراع الإرادات
- عمرو خالد بين الأسطورة والحقيقة
- شظايا في افق الكلمات
- اعباء الروح 1
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 6
- 1-2-3-4-5-مرابع البؤس -الانسان ، الزمان ، المكان- رقم
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 45


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - الطريقة التيجانية بين خيارين، الروحية، أو السياسة.