أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الوراق - حين ولدتني أمي !!!














المزيد.....

حين ولدتني أمي !!!


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


الحياة الاولى


امام حنين الاوراق الى السقوط ، وشوق الدموع الى الانسياب ، اقف كاللاقطة للصور ، متسمرا ، اجمع تضاريس الزمان والمكان، لأصمم لنفسي اسئلة اطرحها على شعوري ... حين ولدت على سرير امي... كيف فكرت في حياتي ، وكيف خططت لمستقبلي ، هذا ليس سؤالا متعبا لتفكيري ، بل ما يتعبني كيف نظرت الى حياتي ، وكيف وضعت ممر عبوري الى عالمي بهذه الطريقة التي لا أراني مختارا فيها .
اما امي فقد صارحتني بتفكيرها يوم كبرت وصرت يافعا ، اما ابي فقد نفذ رغبته في وليده بمواقفه التي غرسها في حياتي ، اما اخوتي فلم يفكروا الا في مقدار ماينقصه هذا الغلام من ميراث الابوين ، اما اخوتي الصغاروهم يحملون براءة العالم ، فهم الفارحون لقدوم الوليد الذي سيكون سببا للأستزادة من حصتهم في الاكل ...

لأن من عادتنا ان نذبح شاة او خروفا من اجل الوافد الجديد ، اما اقاربي فقد هنئوا والدي بما جد لهما في حياتهما ، وطلبوا لي عيشا رغيدا ، وعمرا مديدا.
هكذا وصفت لي امي موقف البداية ..اوهكذا تخيلت الوجوه ، وتفرست الملامح.
اما كوني عاقلا مفكرا ، فلا استطيع ان اتصور صورتي يوم ولدت ..أهل ولدت وانا ابكي..؟؟ أم ولدت ضاحكا ؟؟ وهل بكائي مختنق من ماذا...؟؟
وهل ضحكتي عريضة من ماذا .؟؟؟
فكرت كيف تتشظى بين عيني حياة ، أراها رؤية العيان تتذرى ، تموت فيها كل القيم ، وتضمحل فيها كل الهمم .
فكرت لو ابتسمت في حياتي الاولى ...اهل وثقت من ابتسامة الحياة لي ...؟؟؟ ام تفاءلت بكوني سابتسم للوجوه الجميلة ...؟؟؟واعبس للوجوه الذميمة .
لا ادري كيف فكرت في قانون الحياة ، اهل وضعت صياغته من ذلك اليوم ، ام تعلمته من امي حين بشرتني باسمي ، وعلقت بنحري تميمة تحميني من طعنات العين.
ربما اعد نفسي من باب وساوسي ، كانني سمعت صوتها يتهدج ويقول:
يابني : إنك خلقت في هذه الحياة لتجامل الوجوه ، وتضفي المدح على ذاك الرجل العريض ، لقد مرت سنوات وما زالت صورته المكتنزة بين شقوق خيالي ، بل ما زالت نبرات صوت أمي الحزين تردد على سمعي انت هنا لتجدف مع عمك في رحلة بقائه ، ليس لتجاهد وتناضل من أجل الحياة

ام ربما سمعته من هاتف رن في اذني ، ام حكاه لي لسان الحال على صورة أمي ، التي نقول لها بأمازيغيتنا إن ، فلا ندري أهل التي شربنا لبنها ؟؟ أم التي تنصب الإسم وترفع الخبر ؟؟؟
أماه ‍‍‍ !!!! كيف اجامل ؟؟؟ وانت تعلمين انني صبي غريرلا اقدر على مواجهة هؤلاء العظماء
بني ّّّ!!!!
تعلم ابجدية النفاق ، والا تركوك ظهريا ، وخلفوك وراءا .
امي علميني كيف اداجي .. ؟؟؟
بني ، لو وجدت صاحب القصبة ( تاغاليمت ) راكبا عليهامن هبله ، قل : هنيئا لك ، هذا فرس وثاب ، (مبارك فرسك)
لو وجدت ذميما في خلقته ، قل :هذا وجه جميل ..!! (لم نر نظيرا لهذا المخلوق العجيب)
لو وجدت صوتا خشنا، قل : هذا مزمار داوود.
لو وجدت بخيلا، قل ، هذا اندى من حاتم طيء .
لووجدت عييا فهيها ، قل : هذا اخطب من قس بن ساعدة .
لو وجدت غليظا جافي القلب ، قل : هذا ظريف ، مستحسن العشرة ، لين الجناب ، وطيء الجناح .
بني : اياك والثقة في هؤلاء !!! فانها عنقاء مفقودة
هذا ما تذكرت ، وليتني تذكرت كل شيء اخبرتني به حتى اعيش حياتي كما توهمتها امي .......
انني ارغمت نفسي على اتباع قاموس نصائحها ، والزمت عقلي ان اعيش في دائرة تفكيرها ، واحيى في حياتي بحياتها.
سألتها في يوم مغيوم ، وانا اغتال بداخلي موجة من الاسئلة التي تغزوني بحرجها ، فاجدني في لاسعوري مرميا في جزيرة من التفكير المجهد الذي لا اكاد اجد له مخرجا .
اماه : ارى ان وصاياك غير صائبة.
فلقد اجهضت كل وشم في ذاكرتي ، واذبت كل حنين في قلبي ، فصرت شبحا لا يحمل شعورا.
اهكذا تعلمت منك ، ام تعلمته من مدرسة الحياة ؟؟؟
اماه : اهل ابقى في دائرتي ، لا ابرحها ،ام اسافر الى ارجاء العالم، اتعرف على عالم آخر انظف مما وصفت ورأيت....؟؟
اماه : إنني اعيش مأسورا لهذا الاخطبوط ، فهل سنرى في الحياة طهرا ..؟؟ام سنعيش هكذا ، بلداء ، لاتحركنا عاطفة ، ولا تؤرقنا دمعة .
بني : انني تفكرت في يوم ولادتك ، حين وضعتك بين يدي القابلة ، فنظرت في وجهك ، فتشابكت بين عيني دموع الفرح ، ولواعج الحزن ، فقلت في نفسي : هذا مهيب ، فلقد رايتك تعلو هامتك شامة من الانبساط ، فذكرتني بجدك المختار ، فانت وريث سره ، وابنه المفضال ، فاسمك يسامت اسمك ، وتقاسيم وجهك تحكي تضاريس وجهه ، والامل المرجو منك كبير .
رجعت الى نفسي ، اسألها ....عن سبب وجودها ، ومغزى حياتها ، وكيف قرر لها ان تعيش بين ناطحات الهوى ، وغازيات فضاء الخنا ، وكيف ستبقى بين قوم لئام ، ومردة جهام ، فترد علي بأجوبة حائرة تنثال علي كالعواصف ، تقلقني ، تؤلمني ، تجعلني اقول : ليتني لم افكر بوعي... ، ليتني لم احرج امي بالسؤال عن الحياة واسرارها ، ليتني عشت كما قالت لي امي ، ليتني قدرت على تمييز الوهم من الحقيقة ، والصديق الخدوع ، من الخلي الوفي ، ليتني وعيت اللعبة بتفاصيلها، لقد عشتها أياما حتى قبلت يد متنجسة لو بترت لما وجدت لها مدفنا ، لكن ، أهل للضرورة من قضاء مبرم علينا ، إنني لا أكره في الدنيا إلا ذلك الخبيث الذي يريدني عبدا ، وأريده ذرة أدوسها برجلي ، فهل هو وهم ، أم حقيقة ؟؟ ..وهل نحن امام قانون الاخلاق والقيم ، ام في مهمه الذئاب والاسود ، ليتني.............






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيال إنسانة
- خيال من خيالات انسانة
- لقاء على شاطئ سيدي بوزيد
- مسار عمرو خالد ، وخالد الجندي ، في الميزان
- صراع الوهم ، أم صراع الإرادات
- عمرو خالد بين الأسطورة والحقيقة
- شظايا في افق الكلمات
- اعباء الروح 1
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 6
- 1-2-3-4-5-مرابع البؤس -الانسان ، الزمان ، المكان- رقم
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 45
- حوار بين العقل والعاطفة -رقم 1-2-3-
- ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟
- مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه


المزيد.....




- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الوراق - حين ولدتني أمي !!!