أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه















المزيد.....

مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 08:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا اليوم (وذلك في صيف سنة2003)جمعتنا الاقدار برجل مفضال ، له في قلوبنا مكانة ، وبين اعيننا هيبة، رجل ربطتنا به رابطة روحية، وعلاقة حميمية ، ووشائج ود لن تبلى جدتها ماتواترت الاحزان ، وتتابعت غارات الزمان . هذا الرجل حين استحضره بين عيني ، اجده مهيبا ، تعلوه بسمة فطرية يرسلها في كل وجه ، وكنت اذا سافرت الى مغنى تلادي ازوره، فاستمطر منه دعوات صادقة ، واتوسل به في نيل المراد والقصد ، وكنا نجلس في مجلسه بوقار وجشوع ، وهينمات مجلسه تشعر بهيبة المكان ، فان نسيت فلن انس انه من فتق قارحتي ، ومن اوقفني على مبادئ العلوم ، ويشهد الله انني احضر الى مجالسه لاستفيد منه نفحات يتحفنا بها ، وارشادات يجود بها علينا ، سيما وانه قد مزج بين التصوف السني ،والسلفية المعتدلة ،فلا تكاد تشعر في تفكيره بنشاز تطرف ولا غلو، وكنا نساوقه فيما يرى من اراء ، ويتجه اليه من افكار ، حتى شب عمرو عن الطوق ، وتناثرت الى صقيع!!تفكيره بعض آراء ، فلا يدري اهل هو مصيب ..؟؟ ام غزا العقوق التلميذ الاثير..؟؟
وكنا نناقش في مجلسه اشياء كثيرة تتعلق بمجال الثقافة والمعرفة، فاذا رأى من التلميذ المتمرد جنوحا ، خفف من حدة الغضب عنده ، وارجعه الى صواب العقل .لكنني وان اكتفيت بتقديس آرائه ،والاكتفاء بها دون ماسواها ، فانني اليوم صرت الى وضع آخر قد لا اوافقه فيه الرأي ، ولا اشاطره التفكير، فليسمها قارئي تمردا وعنادا ، او رمية بعد استداد الساعد !!!،او ليسمها حريةاقتطعتها لعقلي ليتحرك فيها ،او مساحة وسعناها لتتبارى فيها افكارنا ،وتتجارى فيها اراؤنا ، وهذا لا اظنه قد يفسد لودنا صفاءه ، وللاخاء جماله ، لانني اعلم ان شيخي ليس
كالمشايخ الاخرين الذين درست عليهم ، بل ليس كحاملي الحقائب الفارغة.... في جيئة وذهاب الى مدرجات الكلية _سيما تلك الكلية التي وشمتني بذكرياتها_ وهم يرون انفسهم فوق النقد والتجريح ، ويخالون طلبتهم خولا وعبيدا ،ويزعمون انهم سدنة العلم الشرعي وحماته، واستطرد لقارئي لابين له انني كرهت هؤلاء، كما كرهت دروسهم ، ومواقفهم ، وتفكيرهم ، ونمط سلوكهم ، وقد ودعتهم بلا رجعة لئلا ينالني شواظ من حقدهم ، وان لم تخل حياتي من علل ابتصمتها ايديهم .فالى من اشكوا حالي ..؟؟ اذا كان حامي البيت حراميها فعلى الدنيا العفاء ، وعلى الخلان سلام الوداع والاصدقاء.
انني ارى من خصوصيات هذا الانسان اعتقاده وحريته ، فلم لا يوفر هؤلاء للناس عقولهم حتى يفضوا بما يستسيغون من اراء .ويبثوا ما يشعرون به من لواعج واحزان ، تالله لا ادري كيف اعطى هؤلاء لا نفسهم سلطة مراقبة المعتقدات والافكار ،وكيف سمحوا لانفسهم ان يعيشوا من وراء الستار يحركون دواليب القرار بدهاء ومكر ، والله لقد وقفت بباب الكلية في لحظة توديعها ، وانا انظر الى عنوانها_ كلية الاداب والعلوم الانسانية فتعجبت كيف سموها بهذا الاسم فلم لا يطلق عليها وكر التخلف والرجعية ، قال لي صديقي : وهو يجذبني لانصرف ، لانني تسمرت في مكاني انعى نفسي من موت طموحها ، وانا اردد (علاش تعاديني ..)وصدى الصوت يصل الى اذني متمزحا في حضرة قدوسية مع نغمات العود ، وصديقي يقول خفف الله عليك من ألمك .. قلت له ياصديقي : والله لو علمت ان هذا مصير طالب نبيه !!مثلي لما تمنيت ان ادرس العلوم الشرعية ، ولو تمنيتها لدرستها على ميشيل وجورج ودافيد ، قال لي بصلف :اعوذ بالله ، وهو يعرف طريقة غضبي ،ويعلم مني انني لا اتحمل الظلم . اعتذر لك ياقارئي ، فقد شرد بي ذهني وانا استحضر هذا الموقف ،وعيناي تقسمان علي ان لامفر من البكاء ، فلقد بكيت لئلا تحنت ، واعود بك الى اراء اجدني مضطرا لايصالها اليك في هدوء ،وابلاغها الى صندوق معلوماتك، وايقاعها في منتجع تفكيرك ، يامن صدقني فيما احكي ، واستحسن ما أرى ، وشملني وغيري برحابة صدر ، وسوف ارصفها لك كما تجانست في تفكيري ، وتشابكت مع كياني
ضياع
ان آفة مجالسنا أنها تنفض على أمل ان تعقد ،وتبقى المجالس تترى ،والكلام القديم هو محور اليوم ،وتنتهي هذه المجالس بدون ان تتابع بتقارير تدون مجمل مادار فيها من آراء ، فللزمان نفحاته ، وللمكان اسراره ،ولموافقة الاصدقاء لذته ، ولمشاكستهم وقعه ، وللحقيقة اقول: لو دون مادار في مجالسنا الكثيرة التي كنا نعقدها نحن وثلة من الاصدقاء الذين انتقتهم العناية الالهية لمثلت بين يدي مدونات كثيرة ،ومزبورات عدة، يمكن لنا ان نعود اليها كمذكرات نستشف من خلالها تضاريس الافكار ، وجغرافيا العقول، لانني رأيت مايدور في هذه الافلاك التي اراها كواليس مظلمة او دهاليزقاتمة ، مما تفيض به النفوس من هموم وآمال كثير وجميل ،والسبب من وراء هذا : هو التحرر من ربقة ان لم اقل : رقابة الدين والعادة والعرف العام ، واستحضر هنا ان شيوخنا كان لايبرحون دائرة الوقار ولو مصطنعا الا اذا خلو باصدقائهم ، واستأنسوا ببهاء المكان وجمال الزمان، فتراهم يستهلكون اشعار الغرام ، اوالحكي والقصص المتهتك ، او يخوضون في امور السياسة بجرأة وحرية ، لكنهم اذا انتظموا في وظائفهم جروا كما يجري الكلب بصاحبه مع النسق العام ، وخالفوا حريتهم طمعا في ارضاء طوائف عدة ، وان تمرد احد على هذه النواميس ، فياويله مما سيناله من عقاب وتنكيث ، وما سيصيبه من تهم و افك مبين ، وقد ظهر هذا النفاق بقوة، وان كان لا يخلو منه زمان ،وعريت اطراف سوأته بعد ظهور المهدي المنتظر (الاسلام السياسي ) فتحولت المجالس من فطرتها الى اسواق لعرض العقد النفسية ، والامراض الاجتماعية ، وقد كان هذا مثار خلاف بيني وبين المؤسسة الدينية التقليدية التي تدور رحاها مع الاطماع والحظوظ ، وتنقلب احوالها من حمل وديع الى حية رقطاء ، والادهى حين يصطبغ الواقع بحناء المعتقد المقدس ، فتتحول الحناجر المسمومة ، والافكار الهجينة ، الى صيارفة تغدق صكوك غفرانها على الواقع ، وتكوم في عقول الناس حب الخرافة والمثالية الكاذبة ، ولامر ما عضتني اصلال سوداء من هؤلاء ، ورموني بسهام موحدة لم يتركوا معها شانئة ولا عائبة الا والصقوها بنا ،وكأنهم خالوا المجتمع ميراثا للعمامات المدببة ، او للبنطلون والشعر المعنكش من حاملي حقائب العلوم الشرعية ، او للمتعصرنين من صاغة الاسلام العصري (موديرن ماركة مسجلة رقم 2005
قناة ...وقناة ...وقناة... الى آخر اللائحة) وحين اقول : لا اخشى على الدين الاهؤلاء ، يثور تلامذتهم كالثيران الهوجاء في حلبة المصارعة لينقلوا الصراع من سقفه الاعلى الى حظيظ افكارهم التي لاتتقن الا لغة الكذب والزور ،
لان سلاح العجزة عبر التاريخ البشري هو السب والتجريح ، ودغدغة المشاعر ايهاما بحماية المعتقد ، وابقاء لدار لقمان على حالها من الخصب حتى لا تجف الضروع ، وتشح الايدي .
ان هذه المجالس تعبر في جلائها عن صريح حال الامة ،وتصطف بقدميها مع احلام وهموم البشرية ، فلو حاولنا ان نكتب عنها لتوافرت لدينا معلومات عن حياتنا الخاصة والعامة ، ولا ستطعنا ان نتعرف من خلا لها على الطابويات التي تستبد بمسرح عقول الافراد والجماعات .
وحين نفيق من سباتنا ، ونهرع الى اصلاح احوالنا ، نجد انفسنا امام نكث وفوائد تفسرلنا سيكولوجيا الانسن المقهور ، الانسن المقتول بحمى المعتقد ، الانسان الذي هانت عليه حياته وهو يملأ كنانته بالمتفجرات ليرهب الشرق والغرب ، الانسان الذي يرى نفسا مملوكا للكهان والاحبار والرهبان ووو
ان ما لا تسمح به الرقابة بابعد ابعادها من العناوين البارزة، والصفحات المكبوتة ، والكتب الناسفة لمعبد الاسطورة ، تجدها في هذه المجالس التي تنعقد على الارصفة ، وفي المقاهي ، وفي دور السينما والمسارح ، وفي اندية الثقافة (لو كانت هناك ثقافة)وفي البيوتات التي تسلط عليها اضواء العيون ، بل حتى في وسائل النقل العمومية التي يرتادها الفقراء مثلي ممن لا يملكون دانقا ولا جنيها ، ولا يعتبرون من علية القوم ووجهائها ، ولا من حملة الفكر والثقافة‍‍‍‍‍‍ ‍‍،!!!! وقد يكون احدهم مخمورا فيرخي عنان لسانه فيرسلها قنابل من الكلام الواقعي ، او متذمرا فلا يرى من الا لوان الااسودها ، فيقول كل ما يحلوا له ، مما يراه مفجرا لغيضه ، او متمردا فيرتبك في تصوير اسباب النفرة والوثبة ، ولكنه يتقن فن ارسال الرسائل القصيرة ، اما العقلاء في اعتبار الخانعين فهم يخشون من ظلهم ، وينظرون من الزجاج يمنة او يسرة متظاهرين بالخشوع ، فيقول احدهم : الله سبحانه وتعالى اكرمنا بصفاء الحياة ، ونقاء الجو ، ولم ادر اهل هو صادق ام خوفته الحبائل ..؟؟؟



#ابراهيم_الوراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه