أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ابراهيم الوراق - ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟















المزيد.....

ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه مقالة كتبتها يوم احتدام الصراع بين التيارات الدينية والعلمانية حول التغييرات التي اصابت قانون الاسرة ..وانا اهديها لقارئي ..وارجوا ان يقبلها مني..
كثيرا ما شغلت بالنا قضية المرأة ، فمنذ أول صيحة و إلى اليوم، ما زالت المرأة تلك المادة الإعلامية التي تلوكها كثير من الاتجاهات الدينية و العلمانية واللائكية ، ولم أدر ماذا يراد من إعادة هذا الموضوع إلى طاولة المحادثة، و مشرحة البحث؟؟ أهل هو الاستهلاك الإعلامي و الحزبي و الإيديولوجي...؟أم تنفيذ لبروتوكولات حكماء صهيون . !! أو تطبيق لمقررات المنظمات العالمية...؟أم توجد هناك مشاكل حقيقية تحتاج إلى حل و علاج ، و تنتظر الدراسة و التحليل...؟فهل هي إشكالات دينية لها ارتباط بالكيان الفقهي..? أم إشكالات لها علاقة بالواقع الاجتماعي، و تتصل بالعادات والتقاليد..؟أم إشكالات لها صلة بالحالة الاقتصادية.(الفقر،الحرمان ، الأمية ) ..؟أم كل هذه المشاكل تتفاعل في إنشاء هذه الأزمة...؟ أم أزمتنا أزمة استلاب فكري .وغزو ثقافي...؟ أم المغلوب مولع بتقليد الغالب حتى صار لا يميز بين خصوصياته و ثقافته و حضارته.و خصوصيات غيره.؟ ام المرأة العربية في مسيس الحاجة الى قانون يغير من نظم الحياة والتفكير عندها .
هذه مجموعة من الأسباب المطروحة في جميع الخطابات التي تغزو الساحة الإعلامية و الثقافية و الفكرية اليوم..و يبقى السؤال المطروح اليوم، ما جدوى هذا الطرح أو ذاك..؟وهل استطاع أحد هذه الخطابات النفوذ إلى الحقيقة والوصول إلى لب القضية..؟
هذه المحاولة مني لا تعد إجابة عن هذه الإشكالية . ولا حلا لهذه المشكلة، و لا نقضا لخيوط هذه المعضلة، و إنما سأحاول أن أبين وجهة نظري و منتجع تفكيري في هذه القضية العويصة.
إن المرأة جزء من هذا المجتمع ، و نصف من هذه الحياة، فهي الأم التي بدونها لا وجود لهذا النسل البشري في الكون، بل هي أم الأمم كلها.ومعقد نظر اولي الالباب الذين يسعون الى تقدم الامم وازدهارها ..إلى غير ذلك من الأدبيات التي توارثناها دينا و مجتمعا .وتعلمناها ثقافةو واقعا...
لكن المرأة فوق هذا-و ربما على امتداد الحضارات- لم تستطع أن تحتل المكانة التي تريدها، بل كانت و إلى الآن مهبط اللعنات .. ومحمل الأرزاء.والبضاعة المشتراة . و الدارس للتاريخ البشري . و الناظر في سجل الحضارات، يلمس هذا و يراه واضحا...فهل استعادت المرأة
انسانيتها في الماضي و الحاضر...؟؟؟أم مازالت تتوق إلى الحرية...و تتمنى الانعتاق....؟
إن المرأة ، ربما بحكم تركيبتها الفيسيولوجية، لم تستطع أن تصل إلى ما وصل إليه الرجل.و هذا ما جعلها دائما تتمنى المحال . و تخدع بجميل المقال، ربما غير ذلك من الأسباب هي التي جعلت المرأة لم تنعم بحياتها، و لم تسعد بحركتها،أهل هي عقد النقص المركبة في كيان المرأة .أهل هي غير ذلك...؟إن أشياء كثيرة تتماوج في ذهني، و تتهادى بين طرفي تفكيري، و أنا لا أريد أن أتهمها بشيء، و لا أن أصدر عليها حكما، و لا أن أضرم شرارة الكره في كيانها، و لا أن أدعها تتيه في بحر المفاضلة و المساواة، و إنما سأحاول أن أعرج على مجموعة من قضاياها، و أقف على جملة من حقائقها،كما أراها لا كما تراني، فلربما وافقتني فيما أقول و هو المتمنى.
و إن لم توافقني فحسبي أنني أقمت لها في قلبي عرشا، و أسست لها ببياني مملكة ..و خير ما أملكه هو قلبي و لساني . و هو ما أهديه للمرأة العربية و المسلمة..و لست أدري هل تقبله مني . أم ترده علي ؟؟؟؟بئس ما فعلت،إذ ذاك ان ردته علي .... ولا أدري بعد ذلك بأي خطاب أخاطبها أم بأي نداء أناديها..؟و هل تعيرني أحاسيسها حتى أحدث لها حديثا يوافق أنانيتها، و يوائم غرورها.
هذه المرأة لم أشعر بها إلا بانية للمشاعر، و مكونة للعواطف، تنفجر فتنبجس معها الآلام و الأحلام . و تكلح فيعبس معها وجه الحياة،ان أرادت ملاطفة الزمان سالمك، و ان أبت خدعته بمعسول الكلام ، وفاتر النظر ، ثم يرميك بسهم مريش و رمح مطعان،
هذه هي المرأة في اندفاعها، و هذه هي إذا غلبت عاطفتها فأجلستك على فروة الأرنب ، أو داهمها عقلها فأقعدتك على لبدة الأسد...
في بعض الأحيان تحييني بعض الأفكار الجريئة حين أطرحها على نفسي، و أخاطب بها عقلي، وهي تقول لي: يا هذا، لا تبح بسرك و لا تفش أمرك..و لا أدري مم تخشى، أهل من قراصنة الحريات ؟أم من أباطرة أفكار الظلمات؟أم من كلام صريح ألم بقلب جريح رأى مفاتيح الألم بيد من لا يملك شفقة ولا رحمة؟
وأرجع لأقول و أنا استعرض موضوع المرأة، أهل لنا من عودة إلى حياة تنزاح فيها علائق التشنجات و تخفق فيها على هاماتنا راية الحرية و الإنعتاق؟
إن السؤال الذي حيرني و أنا أرى إسفافا بحق المرأة و حريتها ، و امتهانا مستهجنا لكرامتها: أية رابطة تربطنا بالمرأة؟ من هي..؟لماذا التضييق عليها حتى صارت الآن ينظر إليها و كأنها شيطان،إذا خرجت خرج معها،و إذا دخلت بيتها تحول إلى حارس لبابها..؟
لماذا ينظر إليها على أنها جسد لا تمتلك سواه..و لم تخلق إلا من أجله..؟ لماذا لايرضى الفقهاء ان تشاركنا المرأة في وطن الحب والصفاء ،
أليست هذه المرأة إنسانا تتمتع بانتمائها الينا ..؟ إذا كانت إنسانا، فلم لم يقبل الفقه التقليدي و الموروث الشعبي أن تساكنه في عش ضم جميع الأجناس و الألوان..؟ ولم لايرضى ان تكون الى جانب الرجل حتى لا تتحول الى اخطبوط عندنا ؟؟لم ينظر اليها من كوة ضيقة وبيننا وبينها متاريس من الخوف والاحتقار .
و إذا لم تكن إنسانا،فسمها إذ ذاك بما شئت،فصورتها عورة،و صوتها نكاية ،وجسدهامباءة لايروس الجنس ... إنني والله لا أدري لم صفدت هذه العقول التي لم تنتج لهذه الامة إلا أزمة فكرية . ومشكلة عقدية
فهل هذا هو الدين الإسلامي كما يصوره هؤلاء ....? دين يهضم حقوق المرأة ، ويجعلها فريسة للذكورية العليلة، وطريدة للنظرة الاقصائية الاستعلائية ..? أهل الدين الإسلامي على اعتقاد هؤلاء، أراد أن ينشئ مجتمعا غابويا تكون فيه الكلمة للأقوى ..? أو لمن خال نفسه قويا..? أهل الإسلام حرم على المرأة أن تشارك الرجل في حمل أعباء الحياة ، وأوزار الزمان...؟
إن نشأتنا في مجتمع محافظ . جعلنا نرث مجموعة من الرواسب ، ونتجرع قنينة من الأفكار الماضوية ، فلم نر المرأة من خلال هذه المخلفات إلا فريسة بالليل ، وأجيرا بالنهار... إن رأت فرأيها معوج ، بل ان ثقافتنا التقليدية تلزمنا بان نشاورهن ونخالفهن ، فلم أدر لم تشاور ثم تخالف، أهل هو اعتراف بها...؟
فاذا كان ذا فلم لايؤخد برأيها ..? ام اعتقاد سداد رأي غيرها .؟ وفساد كل رأي له اتصال بها ، حتى يعرف الحق في ضد قولها..? ربما ذا أو ذاك أو غير هذا، لكن الذي أعرفه عن هذه الأسر أن الرجل لا يشارك زوجته في حياته إلا لماما.. ومن العجب ألا يصارح الرجل هذه المرأة بمقدار ما يملك مالا وعقارا ، ولا أن يبوح لها بمشاريعه وتطلعاته ، ولا ان يكلمها بكلام رقيق تستعذبه ، أهل المرأة مدعاة لأن يتطير منها و يتشاؤم ..? و هذا اعتقاد البعض ، أم هو التكتم و الإخفاء والاختباء الدال على الأمراض و العقد النفسية...؟
إن كثيرا من بني جلدتنا ممن تربطنا بهم علاقات، نجدهم يدينون بهذا المبدإ ، مبدأ السرية و الكتمان، و يعتقدون بعقيدة التقية و التمويه،فان أرادوا الإقدام على عمل تكتموا، و إن هموا بعزم تخفوا،
فلم يؤسس هؤلاء أكواما من الوهم في أذهانهم..؟ و لم يعيشون حيارى يسوسهم الخوف من كل شيء..؟و لم هذه التعمية الضالة؟ أليست هذه هي المعيشة الضنكى؟ تالله لا أدري كيف سيتعايش الزوجان من هذه الطينة، تحت سقف بيت أنشئ على خلفية هذه التربية و نتاج هذه العقيدة..? و أتساءل مع نفسي: كيف لا تثور المرأة على هذه الثقافة المبنية على الأوهام و الخيالات الفاسدة..؟ و كيف ترضى لنفسها أن تعيش في وسط محموم، و مجتمع مسعور ، لا سيادة فيه للشرع ، و لاللقانون ...؟ و إنما ترجع فيه الكلمة للعقد النفسية . و الأمراض الاجتماعية...،و هل من حق وواجب تخوله التراكمات التاريخية والحضارية للمرأة في أن تحاول سحب بساط القوامة بمفهومها العرفي السائد، من تحت قدمي هذا الرجل ...المفتول العضلات...المنتفخ الأوداج...الكالح الوجه...الذي لا يرى بسمته في وجه هذه المرأة إلا انتقاصا لعزته، و إهانة لشرفه، و كيف لا تحاول ذلك و هي ترى الفكر التقليدي مؤتزرا برداء الجمود و التعطيل لادوات التحليل والاستنتاج .و الفقه الماضوي قابعا في تكايا الرجعية و الانطواء.. فإلى أي قضاء تشكو ما ألم بها،..؟؟و إلى أي عالم ترفع دعواها....؟؟؟ انها ان فعلت فلن تجد إلا ما يعكس هذه النظرة الاحتقارية لها
إن مشكلتنا نحن المسلمين ، أن كثيرا من عقدنا و أمراضنا النفسية والاجتماعية . ألبسناها لباس الدين و جعلناها عقيدة نوالي من أجلها و نعادي من خالفنا فيها .. فهل وجدت على امتداد الزمان و المكان متدينا يؤمن بالانطواء والانعزالية ، إلا و هو يستدل على ذلك بالنصوص التراثية..، أوهل صادفت منحرفا عقديا او فكريا ، إلا و هو يحاول إضفاء الشرعية على ممارسته.. و السر في هذا ، أن الاعتقاد أسبق عندنا من الاستدلال ، و أن بطن التراث و الفقه التقليدي يحتوي المتناقضات، ويجمع المختلفات، ويستوعب هذه التراكمات .
إن كثيرا ممن نحاورهم إذا استدلوا بنصوص التراث يزمون بأنوفهم،و يشمخون برؤوسهم و كأنهم أصابوا المحز، و طعنوا في مقتل .. و لم يدر هؤلاء أن أزمتنا هي أزمة فهم للتراث، فكيف ننظر إليه..؟ اهل هو إنتاج بشري..؟؟؟ أم هو نص مقدس(الكتاب و السنة)فإذا كان نتاجا بشريا ، و فهما مرحليا، فان النص المقدس لا زال يمدنا بطاقات متجددة للفهم، و حيوية نابضة لمسايرة الحياة.، فهل وقف العقل عند آخر دوراته،أم انتهى إلى نهاية حدوده..؟أو لم يدخر الله لأهل زماننا فهما ثاقبا و فكرا متنورا يجارون به مقتضيات حياتهم، و مستوجبات واقعهم...
ان أزمة ديننا أيضا أن كثيرا ممن يسوقونه في معلبات يعتبرونها حلولا للأمة هم أبناء لأسر تقليدية ، و ليس هذا عيبا فيهم ، بل العيب أن يبقى أثر هذه التربية، ومسة تلك العضات في نفسية هؤلاء فلا يفكرون الا بها ، و لا يحكمون إلا بواسطتها ، وحاشا .. ان يكون هدا طعنا في التقاليد، و نبزا للعادات، او تملصا من الأوضاع الاجتماعية ،او تفلتا من الأعراف و التقاليد، و إنما لابد من أن نصوغ مركبا، لا ينسى الأصيل، ولا يتمرد على المعاصر ، فلم تغيرت كثير من الأحوال والأوضاع الحياتية ..? ولم لم يواكبها تغيير على مستوى التفكير والفهم...? ( استعمل البدوي قبل الحضري النقال من الهواتف، وغزت التكنولوجيا مسارح الحياة، فلم لانشهذ مثل هذا على مستوى القيم ومبادئ التفكير. اضافة وتصرف في المقال الاصلي)
إن إنسان اليوم قد دخل إلى العالمية ( العولمة) من بابها المفتوح، حتى كاد ينسى انتماءه إلى المحلية، فها هو يقتني التقنية الحديثة (التكنولوجيا) ، ويستغل عصارة أفكار الحضارة الغربية ، ولكنه لم يقتحم هذه الحضارة بعقلية متوهجة ، ونفسية متوثبة ، ولم يلجها بفضول البحث عن الترقي بمستوى الحياة والثقافة.
.فهل ينظر من هؤلاء الذين خالوا الحضارة لعنة على الكون ، ومالوا إلى الأعصر الخوالي، ثقافة وفكرا، أن يعترفوا بإنسانية المرأة وعالميتها..؟
إن المرأة في اعتباري تتمتع بما يتمتع به الرجل من انتساب إلى هذه الإنسانية العالمية، والقرآن حين يخاطبها في غالب أحكامه، لا يفردها بالكلام إلا لنكتة واضحة، وفائدة هامة، أما سائر الأحكام والتشريعات ، فهي مساوية للرجل، متاخمة لحدود حرية الجنس الآخر ، وهل ينتظر من دين يؤمن بالعدل، و يرضى المساواة ، أن يهين المرأة ، ويزدري بقيمتها ، كلا إن المرأة في الدين الإسلامي لم تهن بما أهينت به في غيره من الديانات والحضارات الاخرى ، ولم تضمحل صورتها في كيان الوجود الاسلامي ، كما حصل لها عند من اعتبروها بضاعة للاتجار، وسلعة رخيصة يتوصل إليها بعقد شرعي ، أو بالمخادنة ، أوالأجر القليل... وأتساءل مرة أخرى ، أهل في مقدور المرأة أن تشارك الرجل في هذه المناصب التي يغلب عليها الحس الذكوري..? أم الغالب عليها النقص وعدم الاقتدار..؟ فادا استطاعت أن تقوم بهذه الأعمال وتنوء بهذه الاعباء، وصارت وزيرة وممثلة للأمة، فهل ستسيطر عليها عاطفتها، أم ستحكم عقلها ، فهل تعدل أم تجور كما جار غيرها..? هذه المهمات الحياتية الملابسة للاجتماع البشري ، أ هل تستلزم كفاءات لاتتمتع بها إلا تلك الذوات الموسومة بالرجولة ..? أم جعلوها خالصة للرجل لاتشاركه فيها المرأة..? ام قسموا دورها وفق نظريتهم ؟؟ ام هي حقيقة تراثية دينية ؟؟ فجعلوا لها الولاية الخاصة، ولم يجعلوا لها الولاية العامة..? أهل هذه المهمات تحتاج إلى خصائص نفسية، و مقومات معنوية هي ملك للرجل منذ الأزل ..؟ أم المرأة الحديثة طوت هذه الصحف الكاذبة، و أهانت تلك العقول الزنجة، و أقامت عند الرجل تصورا آخر، فهي الآن قادرة على مشاكسة الحياة، ومواجهة الظروف....و هل لك بعد هذا وها هي ذي تنافسك في كل ميدان،أن تشك في قدرتها على المواجهة..؟ ليس لك من حق ايها المتحجر أن تعترض عليها ، و هي تريد التحرر من القيود الظالمة و الأغلال الوهمية..والحبال التي نسجها التفكير الذكوري في الحضارة الاسلامية ، فبأي خطاب يمكن لك أن تستميلها إلى حجرة أفكارك المظلمة ...؟؟؟ وباي لسان جهوري تدفع بها لتقبل فهمك وترضى فكرك، فتضع النقاب على وجهها أو تخلعه..
إنني في حياتي المهنية،و أنا أتلقى أسئلة المستفتين، أستمع إلى مجموعة من المشاكل الأسرية، سببها الفهم السيئ للدين، و الممارسة الجاهلة لمقتضى النصوص.. رأيت مما بلغني أن أضيق بيت هي بيوت هؤلاء المتدينين بهذا النمط من الدين، و أن أتعس امرأة في الاسلام هي زوجة هذا الرجل الذي لا يرى المرأة إلا أفعى تخشى فتنتها، و تخاف عواقبها.
فهل الدين بهذا الفهم السيئ يستطيع أن يحرك عجلة الحياة، و أن يستدر عواطف النساء تجاهه؟
هذا أمر، نكل الحكم فيه إلى تلك العوائل التي ضاقت ذرعا بهذه المعاملات الفجة الغليظة ..
هذه المٍرأة لها من القدرة -و التاريخ الحديث يحكي و يشهد-ما يكفيها لأن تسيطر على جميع مناحي الحياة، و أن تكون لها كلمة الفصل في مجموعة من مشاكل هذا العالم ، وليس الرجل وحده هو القادر على مصارعة هذه المهمات وو المباشر لهذه الأحداث .
هذه المرأة أرحمها حين أراها فريسة لهؤلاء الطوباويين أو لهؤلاء الزمنى بأمراض العصر، و أقول لنفسي سائلا إياها في بعض الأحيان، أو معاتبا لها : لماذا لا ننظر إلى المرأة نظرتنا إلى الرجل؟و هل الغربيون يشاكلوننا النظرة؟أم فرويد في تحليله النفسي جعلنا- نحن المسلمين- عينات في مختبر تجاربه؟و لماذا نبقى هكذا نضرب الحجب فيما بيننا و بينها،فنراها بعيدة و هي على ملحظ منا أو مرمى؟
فهل هذا الصراع فيما بيننا وهمي، أم هو صراع الإرادات..؟
أم أراد الغير منا أن ننسى بناء جسور المودة ، فأحالنا الى صراع ثنائي بين الرجل و المرأة..؟
كل هذه الأفكار تدور بخلدي، و تجوس بخاطري ، و أتمنى أن نصل في يوم ما الى مرحلة التصالح مع المرأة، فتنسى آلامها معنا و نتذكر أننا ظلمناها إذ عددناها جسدا لا روحا.
هذه المرأة حين أنظر إليها بهذه النظرة المتكاملة ، و أسوقها إلى غيري ليروا فيها رأيهم، لا علينا بعد ذلك اذا جالسناها أو خاطبناها ، أو تحدثنا معها او تحدثت أمام الملأ.
ان الغريب عندي أن الكثيرين من ذوي المناصب الدينية لا يفهمون من أسرار هذه العلائق التي تربط بين الجنسين، إلا هذه العقدة الممسوخة المسماة بالشبقية أو الغريزة الجنسية،و لم يع هؤلاء بأن هذا الحس حيواني، و شعور بهيمي..ربما قد يكون هذا دافعا لسلوكهم تجاه المرأة ، ومحور نظرتهم اليها ، لكن الأدهى أن يجعل الإنسان نفسه مرآة لغيره، فيرى غيره بعين الدوافع التي يجدها في نفسه .
في أحاديثي مع غيري، مرت معي فكرة المخادنة أو المخاللة او المراسلة الى غير ذلك مما يحسب من أسرار المراهقين أو المتزوجين ، فلم أر في ذلك خدشا لكرامتهم،و لا طعنا في أشخاصهم، و أبى أحدهم ممن يستمعون الي الا أن يقيم الدنيا و يقعدها، و كأنني نقضت عرى الإسلام عروة عروة ، و خالني فاسقا زنديقا..فقلت له يا هذا ? ما معنى الخلوة الشرعية أو خلوة الاهتداء. في الفقه الاسلامي .؟ ..فلم يجب بشيء، فقلت :هل تتصور ماشيين في الشارع أمام الملأ ممن يشملهم حكم الخلوة ..؟؟؟ أم تعتقد أن المراسلة شبيهة بالعلاقة الجنسية..؟ فقال :لا... فنظرت إلى وجهه وقد علاه السواد، و قسماته يسيطر عليها الغضب،.وزفيره يخترق الجو...حتى خفت من نظراته المريبة ، وتوقعت الشر من مشاكسته ومقارعته ، وهكذا حال هؤلاء الظلاميين يرعدون ويبرقون بافكارهم ، ويرهبون الناس بسلوكهم ، فعدت الى نفسي فقلت لها:سبحان الله ، كم للتخلف من قباب في بلدي. وكم من قلوب صارت عروشا للظلامية في وطني،.فتركت الحديث معه ، لأ نني أعلم أن أمثال هؤلاء لن يقتنعوا و إن أفحموا بألف حجة، وعيبهم أنهم يرون أنفسهم حراس الدين، و حماة العقيدة، ويخالون غيرهم فساقا وفجارا ..فكيف تحاور من لا يراك إلا بهذه النظرة ،

و لا يقبلك شريكا له في قول ما ترى.
و أخيرا لا بد من الاعتراف بجميل المرأة، و عظيم انجازاتها في الحياة العامة و الخاصة، ولا بد من الايمان بمقدرتها و قوتها على صنع المعجزات.
في اليوم الذي أحرر فيه هذا المقال ، و أهيئه للطبع ، صادفت أن قرأه بعض الأصدقاء ، فألح علي بأن أعدل بعض عباراته اللاذعة ، و طلب مني أن أرفع للرجل شأنا كما ارسيت للمرأة سفينها على شطئان القلوب ، وان اسلك معه شأو ما قبلته من اقوال فيها ، واعتددته مفتاحا فيما بيني وبينها ، فكما أقمت لها قصرا من ريش النعامة ، فلأبن له رياض العز بداخلي ، فقلت ذاك ما أعتزم القيام به، وسوف أبين قيم المرأة الجمالية خلقا و خلقا في مقال آخر، ثم أتحدث عن الرجل و ما له من حقوق عاطفية و واقعية تجاه المرأة،



#ابراهيم_الوراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ابراهيم الوراق - ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟