غزة ما بين مرارة النزوح الإجباري و التشبث بالبقاء و لكن…

رولا خالد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد مرور مئتي يوم على حرب لم تكن بالحسبان على أهلنا في قطاع غزة..
عانى الجميع من ويلات العيش في الخيام طيلة فصلي الخريف و الشتاء، وها قد جاء الصيف بناره الحارقة، ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد معاناة النازحين في الخيام المصنوعة من النايلون و القماش التي تكاد أن تحترق من قوة أشعة الشمس التي تخترقها، ناهيكم عن انتشار الحشرات و القوارض و الزواحف الناقلة للأمراض المختلفة، و تنساب بين الخيام المتلاصقة ببعضها البعض المياه العادمة في ظل افتقار المنطقة لشبكات الصرف الصحي؛ لتنتشر الأوبئة ومنها الكبد الوبائي " A" الذي يعاني منه الأطفال و الكبار بالإضافة إلى النزلات المعوية، و فقر الدم الناجم عن سوء التغذية والافتقار التام لنظام غذائي متكامل يحتاجه الجسم، فيما يتم الاعتماد على المعلبات الغنية بالمواد الحافظة التي لها انعكاسات سلبية على صحتهم، فضلا عن التلوث البيئي بسبب تكدس أكوام النفايات و القمامة و انتشار البواعث الدخانية نتيجة إشعال النار؛ لصنع الطعام في ظل الشح الكبير و عدم توفر غاز الطهي.
فيما يتجمع الأطفال، الذين حرموا من الدراسة واللعب، وكذلك الفتية و النساء و الرجال في طوابير طويلة جدا يزاحمون بعضهم البعض، في ظل تقلبات الطقس، أمام المحطة الوحيدة للمياه المفلترة "Eata" و يقومون بنقلها و السير بها لمسافات بعيدة.
فيما يعتمد أهالي الخيام النازحين في تنقلهم على ركوب العربات المجرورة بالدواب كوسيلة مواصلات وحيدة نظرا لانقطاع الوقود،
و يحل الليل و تزداد حلكة الظلام في ظل انعدام التيار الكهربائي منذ سبعة أشهر متواصلة، و عدم امتلاك الغالبية العظمى منهم لوسائل الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية.
و يدوي في سماء مخيمات النزوح الاجباري اصوات مرتفعة لطائرات الاستطلاع " الزنانة " التي تقض مضاجعهم طوال الوقت.
ويخيم الحزن والتحسر على السكان بسبب ضنك الحياة وفقدان أعز الناس، والتدمير الشامل، وانعدام معالم الحياة.
يفقدون الأمل في ظل انغلاق الأفق السياسي، ويتطلع قسم كبير منهم إلى الهجرة.

#رولا_خالد_غانم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل