أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا خالد غانم - رواية عذارى في وجه العاصفة تأتينا بجديد.














المزيد.....

رواية عذارى في وجه العاصفة تأتينا بجديد.


رولا خالد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


رولا خالد غانم
رواية عذارى في وجه العاصفة تأتينا بجديد.

صدرت رواية (عذارى في وجه العاصفة) للكاتب المقدسي جميل السلحوت، عن مكتبة كل شيء في حيفا، تقع الرواية التي يحمل غلافها لوحة الفنان التشكيلي محمود شاهين، في 234 صفحة من الحجم المتوسط.
العنوان: يتضح من خلال العنوان الذي يتكون من جملة اسمية أن الجزء الأكبر من الرواية قد خصص للحديث عن المرأة وقضاياها، فعذارى جمع عذراء، وهو يدل على حضور أكثر من امرأة في الرواية، والجزء الآخر من العنوان( في وجه العاصفة) يشير إلى تعرض المرأة لشتى أنواع المعاناة وصمودها ومقاومتها، وبالفعل لم ينفك العنوان عن المضمون، فكان متلاصقا به معبرا عنه تماما، وهو كعادته يتحيز للمرأة التي ظلمت مرارا تارة على يد المجتمع، وتارة على يد المحتل إثر النكبة، فرحاب وهي إحدى بطلات هذه الرواية أجبرت على الزواج من طارق، لتعاني الويلات مرة أخرى على يد والدة زوجها، التي كانت تعاملها كجارية وتعيرها بأبيها الصياد، ليتضح فيما بعد أنها سليلة أسرة وضعها أدهى وأمر، فهي ابنة عتال وزوجة سابقة لتاجر مخدرات، ولم يطرح الكاتب هذه القضية عبثا بل هدف إلى تسليط الضوء على عقدة النقص المتجذرة عند البعض في مجتمعنا، ولم يكن القدر لطيفا مع رحاب مطلقا حين فصلها عن زوجها وحرمها من ابنها، وهاجرت مع الجموع التي اقتلعت من جذورها، لتبقى صامدة شامخة في وجه الرياح العاتية، وتبدأ حياتها من جديد مع زوج آخر، وفي وطن آخر بين أيدي أناس سوريين أكثر رحمة، وكأن الكاتب يريد أن يقول: إن الدنيا لا تخلو على الإطلاق من العنصر الطيب، فكمال السوري احتوى رحاب وزوجها ووقف إلى جانبهما، ووفر لهما عملا في أرضه فأكلا من خيراتها، واعتاشا من عائداتها، ليبين مدى أهمية الأرض وعطائها. ولم ينس في روايته التي تقوم على التفاصيل الصغيرة، فتجعلنا نعيش الأحداث بحذافيرها، وكأننا أحد أبطال الرواية، لم ينس قضية الإشاعة التي تمتاز بها مجتمعاتنا، فدارت شائعات حول مريم، تفيد بأن مولودها ليس ابن زياد الفالح زوجها، زياد الذي كان يترك لبنان ويتسلل ليتصل بزوجته. لقد برع الكاتب وسط هذا المزيج الذي يجمع بين الخيال والواقع، بأسلوب شائق وجميل، في نقل صورة دقيقة عن واقعنا الاجتماعي والسياسي، ليس بهدف التعرّي أمام العالم، بل بهدف التغيير نحو الأفضل، والتأكيد على الهوية وكسب الرأي العام، فكان مخلصا وفيا لقضيته، منصفا لنساء المجتمع، ناقدا جيدا، لسلبيات تأصلت في مجتمعاتنا العربية.
اللغة: اتكأ الكاتب على اللغة الشاعرية حينا، والعامية حينا آخر، موظفا بعض الأمثال الشعبية والآيات القرآنية.
المكان: كان المكان واقعيا، متعددا شمل( رام الله، الداخل المحتل، سوريا، الأردنّ ولبنان) مما أثرى الرواية ومنحها زخما.
الخاتمة: أقفل الكاتب أحداث الرواية بأسلوب رائع ومثير، فعجلة الزمان دارت، وأخذت حق رحاب، حيث عانقت ابنها وارتوت من أحضانه بعد طول غياب، فقد توصل إليها من خلال إعلان في صحيفة، وتوفيت والدة زوجها الأول بطريقة شنيعة تحت حوافر بغل. الحق أن الكاتب بذل جهدا واضحا في هذه الرواية لتبيان الظّلم الذي لحق بفلسطينيّات كثيرات بسبب النّكبة وما تبعها من تشتّت العائلات الفلسطينيّة، وينبع تميّز هذه الرّواية أنّها طرقت باب بكرا لم ينتبه له أحد.
14-1-2017



#رولا_خالد_غانم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -لنّوش- لليافعين والتّربية الحديثة
- رواية -زمن وضحة- تنصف المرأة
- رواية رولا لجميل السلحوت في الميزان
- رواية -العسف- وتجربة الاعتقال
- يافا تعدّ قهوة الصّباح في الزمن الجميل
- الحصاد رواية تعمق علاقة الإنسان بالأرض


المزيد.....




- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين
- -فتى الكاراتيه: الأساطير-.. مزيج من الفنون القتالية وتألُق ج ...
- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي
- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا خالد غانم - رواية عذارى في وجه العاصفة تأتينا بجديد.