أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل !!














المزيد.....

يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل !!


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7956 - 2024 / 4 / 23 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جر الاحتلال التركي العثماني الطويل العراق الى دوامة الويلات والنكبات والازمات , بدءا بالتفريط في الأراضي العراقية التاريخية لصالح دول الجوار , والتهاون بحماية الحدود الرافدينية المعروفة ؛ ومرورا بتحويل العراق الى حاضنة للغرباء والدخلاء والاجانب والمماليك والسبايا والغلمان والمرتزقة من مختلف الاصقاع ؛ وملجأ وملاذا للمجرمين , والمطرودين ,والمهاجرين المتسولين , والزوار المتدينين القاطنين قرب المراقد الدينية ؛ ومنذ ذلك الوقت نشأت عوائل ( الچي ) وارتبط وجودها في العراق فضلا عن مصالحها بالدولة العثمانية , وبعد افول نجم الامبراطورية العثمانية ؛ بعضها انسحب مع القوات العثمانية المندحرة الى تركيا , والبعض الاخر هام على وجهه , متنقلا بين مدن وعواصم العالم , والبعض الثالث وهو الاكثر ؛ فضلوا البقاء في العراق , وغيروا القابهم وجلودهم , وتشبثوا بأذيال المحتل البريطاني ؛ فهم كانوا ولا يزالون عملاء مزدوجين لأكثر من جهة ؛ وسنلاحظ تكرار امثال هذه التصرفات من قبل هذه العوائل والشخصيات الهجينة ذات الجذور الاجنبية والاصول غير العراقية ؛ وقد تعاونت هذه الشراذم وشذاذ الفئة الهجينة مع تركيا طوال 83 عام تقريبا - 1921 / 2003 - , وقدموا للأتراك مختلف التنازلات والامتيازات ؛ بدءا بالاستيلاء على الحدود والمناطق الشمالية العراقية و مرورا بحصة تركيا من نفط كركوك ؛ وصولا للاتفاقيات والامتيازات الاقتصادية بين الجانبين والتي تصب في صالح الجانب التركي , وانتهاءا بالتدخل التركي السافر في العراق وخرق اجواء العراق والتعدي على حدوده واراضيه ؛ بحجة الاتفاقيات الامنية المبرمة مع نظام صدام ؛ لمطاردة عناصر حزب العمال الكردي .
واستمرت عمالة هؤلاء الشراذم للأتراك الى هذه اللحظة , فهم وعلى الرغم من خلافاتهم واختلافاتهم وتعدد ارتباطاتهم الخارجية واجنداتهم السياسية ؛ يجلسون جلوس الاتباع الاذلاء , مطأطؤ رؤوسهم عند ولي نعمتهم القديم الجديد , وقد وضعوا ايديهم على ارجلهم وكأنهم تلاميذ في مدرسة ابتدائية ؛ اتباعا لحركات الوفد التركي المرافق لاردوغان ؛ حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ؛ صامتون هادئون لا يتحركون ؛ كأنهم خشب مسندة ؛ وقد اختفى صراخهم وتبخرت غطرستهم ومعارضتهم , وخبا صوت وطنيتهم وقوميتهم التي طالما صدعوا رؤوسنا بها كذبا وزورا وتمثيلا وتدليسا ... ؛ ليت شعري ان كانت هذه الصورة لا تعكس مفهوم الذيول ومعنى التبعية ؛ فكيف تكون العمالة والتبعية والخيانة ؟!
لأول مرة اشاهد مضيف اشبه بالضيف ؛ ولسان حال القوم كما قال الشاعر : يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا ... نحن الضيوف وأنت رب المنزل ...!!
في عقر دارنا يجتمع عدونا التركي الذي طالما جرعنا غصص المشاكل والويلات والاعتداءات ؛ وصدق اسلافنا عندما قالوا : (لا يأتي الشر الا من ارض الروم - تركيا الحالية - ) بالساسة والمسؤولين والموظفين المحسوبين على العراق والطائفة السنية الكريمة ؛ وخلفه العلم التركي , وكأنهم رعايا اتراك او جالية عثمانية في عهد السلطان العثماني ؛ وان كان البعض منهم هكذا في حقيقة الامر ؛ الا انهم الان يصرخون ليل نهار: بأنهم اولاد قحطان وابناء عدنان وحماة الديار ...!!
وبما ان السياسة الخارجية قائمة على مبدأ التعامل بالمثل ؛ لعل سائل يسأل : هل يستطيع السياسي الشيعي العراقي ان يجتمع بالشيعة الاتراك ؛ او السياسي الكردي العراقي بالاكراد القاطنين في تركيا – مثلا - ؟!
وماذا لو اجتمع الرئيس الايراني بالساسة الشيعة في بغداد ؛ وبهذه الطريقة والكيفية وخلفه العلم الايراني فقط ؛ وماذا لو تزينت الكاظمية بالأعلام التركية مثلما تزينت الاعظمية بالأعلام التركية ... , هل سيسكت السنة والاكراد ؛ ام تقوم الدنيا ولا تقعد , وكيف ستكون ردة فعل الاعلام العربي والمحلي ...؟!
ومن سمح للرئيس التركي ان يتعامل مع العراق والامة العراقية ؛ بمنطق القوميات والاعراق والطوائف ؛ وهل يقبل اردوغان , قيام الحكومة العراقية بتشجيع النعرات القومية والطائفية في بلاده ؛ وان كان اردوغان يقبل بذلك ؛ فلماذا جاء للعراق للتنسيق مع العراقيين من اجل مكافحة الحراك الكردي التركي ومحاربتهم والتضييق عليهم ...؟!
ولعل ثمار هذا الاجتماع الطائفي المغلق ؛ ستظهر بعد حين , لاسيما وان تركيا لا تخفي اطماعها في الموصل وكركوك ؛ وان لم تتحرك الحكومة العراقية الان لسد كافة الثغرات الامنية والتدخلات السافرة التركية ؛ فمتى تتحرك ؛ عندما يحمد القوم السرى ...؟!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران وضرورة الاستعداد للمواجهة الحتمية مع الغرب
- استهداف قاعدة كالسو العسكرية في بابل
- بعد السياسة ؛ استولى البعثية والصدامية على الاقتصاد ..!!
- اشكاليات الرد الايراني
- الاقليم يتأرجح بين الوطنية المركزية والانفصالية اللاوطنية
- المسؤول الدوني والابتزاز الالكتروني (1)
- اشكاليات مفهوم الامة العراقية / 8
- اشكاليات مفهوم الامة العراقية / 7
- إشكاليات مفهوم الامة العراقية / 6
- مجرمو البعث لا يقتلون من يحب الموت ؟!
- طوباوية الدعوة القومية في العراق
- الناصرية على كف عفريت
- الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق
- ظاهرة تعليق صور القادة و الشخصيات في الاماكن العامة
- المجرم البعثي والجلاد الصدامي والذباح الطائفي يطالبنا بالأدل ...
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (2)
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (1)
- لا ترخوا أعنة ثيرانكم
- عملية نقد الحكومات والشخصيات بين الحرية الصحفية والمسؤولية ا ...
- سبب الضربات الامريكية على المقرات العراقية الحدودية


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - يا أردوغان لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل !!