أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجم الدين فارس - الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية















المزيد.....



الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية


نجم الدين فارس

الحوار المتمدن-العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 08:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الكاتب : نجم الدين فارس
الترجمة : يوسف عمر



" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "

الجزء الأول

السلطة الأوليكارشية ، هرم السلطة الرأسمالية:

الطبقة أو القبيلة الأوليكارشية عبارة عن طبقة أقلية في المجتمع والدولة وفي الأنظمة المتقدمة أو المتأخرة ، وفي العصور المختلفة من التاريخ ، وعند سلطتهم أو خارجها هدفهم ومطلبهم إحتكار جميع المفاصل ، والهدف الأساسي الاستيلاء على كل المفصل الاقتصادية والأجتماعية والسياسية والاعلامية والعسكرية ، ويكون جميع المؤسسات الحيوية في الدولة خاضعا لهم ، ويتم إستخدامهم لصالح الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، وذلك عن طريق تعيين وزج الأشخلص التابعين لهم في المفاصل الرئيسية للسلطة والدولة .
جميع أعمال وأفعال هذه الطبقة الأقلية من أجل زيادة الثروة والحفاظ على الرأسمال ، ويعد هذا العمل السبب المباشر في زيادة الفقر وتجمع ثروة المجتمع لدى مجموعة فاسدة .
للأوليكارشية تعاريف عدة وفي المصادر لها نفس المحتوى والتعبير ، سواء كانت التعريف للدولة الأوليكارشية أو الطبقة الأوليكارشية لا يفرق كثيرا ، لأن الدولة الأوليكارشية دون نظام سياسي اوليكارشي لن يدوم ، إذن في هذه الحالة يكملان بعضهما ، وبتفرقهما لا يستطيعان الصمود في مجتمعاتهم وبلدانهم على الصعيد العالمي .
في الدول التي ليست السلطة فيها ديموقراطية ، كما أن الحكومة ليست سلطة الأغلبية ولايمثل الشعب ، دون وجود نظام أقلية محتكرة لن يكون بالإمكان تسمية النظام السياسي والسلطة بالأوليكارشية ، وحسب الزمان والمكان والعصر يتغير .
إستخدام هذا المصطلح من قبل افلاطون في كتابة ( جمهورية أفلاطون ) تجاه طبقة أقلية سلطوية فاسدة ، حيث كانت مكاسبهم عن طريق أجساد وارواح الناس ، وكانوا يحتركون جميع المصادر الطبيعية وانشطة أفراد المجتمع لخدمة مصالحهم .
وينظون انفسهم أسياد الناس وصاحب الموارد الطبيعية ، وينظرون للناس كعبيد ومسخرين لهم ، وحسب المكان والزمان استخدموا شتي الطرق والأشكال المختلفة للسيطرة على الاقتصاد والسياسة .
يتكون مصطلح ( الأوليكارشية ) من فقرتين ( الأوليكوس ) يونانية اغريقية ويعني الأقلية ، ( ارخو) يعني السلطة أي حصر السلطة بيد عدة أشخاص أو عدة عوائل أو عائلة واحدة . علما بعد أفلاتون يتم استخدام مصطلح الأوليكارشية من قبل ارسطو في تحاليلة وأرائه السياسية تجاه السلطة في اليونان بذلك العصر ، واصبحت مصدرا لتحليل السلطة والطبقات في اليونان .
استخدام هذا المصطلح وتزحلقه للغة السياسة لدى الأوروبين يعود الى عام 1577 ميلادية ، ومن ثم أستخدمت كمصطلح سياسي واقتصادي في الفواميس السياسة . (1)
الأوليكارشية لدى ( هتشنسون ) سلطة الأقلية من أجل المصلحة الذاتية ، وفي الوقت الراهن هنالك عدة أشكال من سلطة الأقلية ، حيث يصفون أنفسهم بمتبعي الديموقراطية ، على سبيل المثال عائلة (دوفالير) في هاييتي كانت سلطة شبه عسكرية ودام حكمها من العام 1957 لغاية عام 1986 ميلادية . (2)
تعريف أخر للآوليكارشية يعتبر ( المالية ) هرم البرجوازية وسلطة الرعاية للصناعات والتجارة والبنوك ..... الخ ، كما أنها صورة مشيدة وثابتة لرأسمال المالية . (3)
حسب الرؤية الحالية للتعاريف معطم السلطات واحزابهم في العالم سلطات وفرق أوليكارشية لأنهم يمارسون الاحتكار في جميع أفرع الحياة ، ويتم السيطرة على جميع المفاصل الاقتصادية والسياسة والتجارية والاعلامية والثقافية من قبل الرأسماليين والأغنياء الفاحشين والمليارديرات ، وإختلاطهم بنظام النقد العالمي وأسهمهم في البنوك العالمية والشركات الاحتكارية لاستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي والمصادر الأخرى ، ويتم إستخدامهم لمصلحة الطبقة الأقلية الأوليكارشية.
لذا الحكام وبعض السياسيين وأحزابهم وبعض العوائل المتداخلة في السياسة وأحزابهم على الصعيد المحلي والعالمي ينطبق عليهم التعريف الأوليكارشي أو الطبقة الأوليكارشية .
منذ عام 1991 يتم السلب والنهب في الاقليم ، وبعد ذلك ومنذ عام 2003 في عراق المرجعية الشيعية والمتعصبون القوميين في المذهب السني والأحزاب الدينية وميلشياتهم ، ومن قبل مجاميع المافيا ، وتمت السيطرة والاستيلاء على المصادر الاقتصادية والمالية والطبيعية .
القادة من الأحزاب بعد الإنتفاضة الربيعية عام 1991 في إقليم كوردستان عادوا الى المدن دون أن يكون لديهم أي رأسمال أو يمتلكون شيئا يذكر ، ولكن حسب التقرير الذي أعدتها السفارة الأمريكية في العراق بعام 2016 مفادة أن قادة الجزبين الكبيرين في الأقليم وعوائلهم يمتلكون 300 مليار دولار ، وهذا المبلغ الضخم من ضمن الرأسمال الذي حصل عليه القادة في العراق من العلمانيين والاسلاميين والقوميين والذي قدرة 700 مليار دولار ، وحسب التقرير ذاته خمسة أشخاص من القادة الكورد يمتلكون ذلك المبلغ والذي قدرة ثلاثة مائة مليار دولار ، حيث أنهم من اعوان العائلة السياسية والاحزاب .
وحال مجاميع المافيا في وسط وجنوب العراق ليس أحسن حالا من أقرانهم في الاقليم .
كما يشير التقرير أن ثروة أعضاء دولة القانون والتي يتراسها (نوري المالكي) مبلغا هائلا وقدرة 210 مليار دولار ويتوزع المبلغ على (24) عضوا ، وكذلك قائمة أياد علاوي حيث كان أنذاك يحمل اسم القائمة العراقية ، ويعرفون أنفسهم كعلمانيين ، يمتلكون مبلغا قدرة 180 مليار دولار وتتوزع المبلغ على (24) عضوا . (4)
كل هذه الأمثلة وغيرهم عن الاحزاب منذ عودتهم الى العراق واقليم كوردستان حيث لم يكونوا يمتلكون أية ثروة أو لو كان لديهم شيئا من المال كان مبلغا مقارنة بما يملكونة الان شيئ لا يذكر حيث كان يدفع لهم من قبل بعض البلدان من أجل تنفيذ مقاصدهم السياسية في العراق واقليم كوردستان . مثال أخر على ذلك الوضع الذي حصل في اوكرانيا بعد عام 1991 ، أي بعد إنفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 .
وقعت الدولة تحت سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني حيث كان همهم الوحيد كيفية الحصول على الثروة وكيف يكونون أثرياء ، والمجموعات اليمينية القومية والمتطرفين ومؤيدي روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي ومساندتهم من لدن الدولة الروسية الحديثة ، ومن ثم عمليات السلب والنهب .
كل ذلك من أجل الاستيلاء على ممتلكات الدولة والثراء ، ويكونون من ذوي الرأسمال الضخم ، وأصبح هؤلاء طبقة أوليكارشية أقلية وأصحاب الرأسمال الكبير والثروة الوفيرة ولايتم استجوابهم لأنهم فريق أوليكارشي مسنودين من روسيا والغرب ، وظهرت هذه الحقيقة عند ابرام الصفقة السياسية مع الرئيس الوكراني (كوتشما) الذي كان من ضمن عائلة اوليكارشية أوكرانية كبيرة ويدعم من قبل روسيا ، وكان زعيم الثورة البرتقالية الوكرانية (فيكتور يوشينكيو) أوليكارشي أوكراني كبير ويدعم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
في إنتخبات 26 كانون الأول 2004 خسر المدعوم من قبل امريكا والغرب ، واتهم أعوان روسيا بالتزوير ، عندها وعدت الولايات المتحدة الامريكية (كوتشما) المدعوم من روسيا إذا فاز (فيكتور يوشينكو) في الانتخابات المعادة ، سوف لن يقوم الحكومة الجديدة المدعومة من قبلهم بمس ثروة عائلته ولن يقدموا للاستجواب والمحاكمة وعلى الوجه الخاص عدم الاقتراب من (بينشوك) الحفيد ، وهذا لان الجميع قام بجمع الثروة بطرق غير مشروعة .
تم إعادة الانتخابات ونفذت الاتفاقية ، وحصل (فيكتور يوشنكو) على نسبة %52 من الأصوات ، يصح القول إذا قلنا لقد زتبت له هذه النسبة من الأصوات .
كانت الثورة البرتقالية كذبة عارية وإهانة لمؤيدي الإصلاح ، لأن كما يقول الباحث السويدي (أندرس أسلوند) كانت الثورة البرتقالية ( ثورة أصحاب الملايين ضد سلطة أصحاب المليارات ). (5)
لم يكون الثورة البرتقالية ثورة من أجل الاصلاح والنزاهة ، بل كانت مصدرا لإندلاع القضايا والصراع بين أصحاب المليارات الأوليكارشية ، والشيئ ذاته ظهر في القضايا والصراعات الداخلية في العراق بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية .
أو نقول صنيعة هؤلاء على شاكلة أسلافهم هناك . الطبقة الأوليكارشية في العراق و اقليم كوردستان ، وحتى التي في أوكرانيا لديهم سياسة وهدف مقرب وقاموا بإتباعه وتنفيذه على نفس النمط ، وذلك من أجل الثراء حيث استفادوا من السيطرة على واردات وممتلكات الدولة واهماوا العمران وإنبعاث البنية التحتية لأوطانهم ، مما جعل منهم طبقة اوليكارشية وقاموا بتكوين الأوليكارشية السياسية حيث أدى الى المأسي والحياة النعيسة وعدم العدالة والحقوق .
هذه الطبقة الأقلية الأوليكارشية يتكون مصدر إيراداتهم من سلب ونهب ثروات وإيرادات والقوة الأقتصادية لدولة وقوت المواطنين ، ويتم استخدام الثروات في خدمتهم الشخصية وسلالتهم وعوائلهم. هذه الطبقة الأقلية لم يكونوا أصحاب المليارات عن طريق الصناعة والتجارة والانتاج ، بل عن طريق الاحتكار والاستيلاء على معظم المصادر المالية والايرادات ، ومن أجل ذلك قاموا بخلق الوضع المؤزم واستخدام الحالة المعيشية للمواطنين فضلا عن الخطابات المزيفة والكلمات الرنانة حيث باث الحالة المعيشية من الناحية الاقتصادية في اسوا الحالات ، كما قاموا ولايزالون مستمرين بتصنييق مساحة الحريات وجعل الحياة أشبه بالجحيم ، لا يدعون أي فرصة للناس واصحاب الرأسمال الصغير والوسط ، ويجعلون من الجميع تابعين لقدرتهم الاقتصادية ، وإذا ظهر إختراع أو عمل حديث لصالح المجتمع سيقومون بإزاحته أو يتم إستخدامه لخدمة مصالحهم .
استطاع عائلتان أو ثلاثة عوائل في اقليم كوردستان احتكار السوق والاستيلاء على الايرادات عن طريق سلب ونهب الثروات العامة ، وبذلك جمعوا ثروة هائلة ودمروا المصادر الجزفية وما فوق الأرض والمؤسسات الاقتصادية . كما تم نقل الملكية العامة الى الملكية الخاصة حيث معظم المسؤولين السياسيين وذوي السلطة يستولون على أبار النفط أو لديهم مصافي التكرير أو المستشفيات الكبيرة ووسائل الاتصال .. الخ ، كما يستولون على المصادر الاخرى للانتاج والطاقة الكهربائية وحتى الايراد الطفيف للزراعة ، هؤلاء لم يفعلوا شيئا لأجل الناس وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين ، وفي معظم الأحيان كانوا سببا لتحطيم كل ماتم ذكره ، ويعود وجود هذه الطبقة الأقلية في الاقليم والعراق الى السلب والنهب المتواصل خلال السنين المنصرمة ولا يزال العملية مستمرة .
لم يسعى هؤلاء لبناء بنية متينة لإنشاء الدولة ، أو العمل لتقدم الوضع والرأي الدولي . بدلا عن ذلك ساد الحزاب والتدمير للقوة الذهمية والمعنوية لقاطني الاقليم ، لكي يخلولهم الدرب للاستمرار في أعمالهم . لو كانوا رجال دولة وقوميين لعملوا سابقا وفي الوقت الحاضر من أجل بناء بنية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متينة لكي يتسني قرار إنشاء الدولة بسهولة ويكون امرا مسورا ، وكان بإستطاعتهم وحسب الفقرات والمواد القانونية الدولية والعمال الدبلوماسية وخطة استراتيجية العمل على تكوين وضع ورأي محلي واقليمي ودولي لإعلان الدولة الوطنية المستقلة . في مقال سابق وفي عام 2013 تحت عنوان ( محاولة من أجل إنشاء دولة كوردستان الوطنية ) أشرت الى عدة جوانب هامة ، ولكن لايبالون بذلك لأن ثرائهم أتت في ظل عدم وجود الدولة ومؤسساتها . في الوقت الراهن ومستقبلا سيصبح إنشاء الدولة نحسا لهذه الطبقة الأوليكارشية في اقليم كوردستان ، ولكن هذه الطبقة متواصلة مع الدولة ، وهذه الحالة يختلف عن أوكرانيا والدول الأخرى .
في حالة إعلان الدولة المستقلة سيظهر الحكومة شيئا من التخفوف والقلق ، كما جرى عند عملية الاستفتاء السابقة ، والأفعال التي قامت بها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد المواطنين في الاقليم وتم إستعلالها من قبل الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، لذا هذه الحالة ربط المواطنين في الاقليم بالسلطة الحاكمة ، ولكن لايبالي الناس بهذا الارتباط وسيفكرون بإستجواب تلك الطبقة الأقلية الأوليكارشية في الاقليم تجاه عدم العدالة والحقوق وممارسات السلطة ضد المواطنين .
لن يكون هذه العملية في صالح السلطة ، لذا السلطة الأقلية الأوليكارشية من أجل بقائها فكرت بالسيطرةعلى القوى العسكرية والاستخباراتية والأجهزة الأمنية ، وبالفعل تم ذلك .
سيبقى القوى العسكرية الحزبية على حالهم ، ويتم إلتصاقهم بصورة تامة بالأحزاب المسيطرة على السلطة ، كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الاستخباراتية والأمنية والبيشمركة .
من جهة أخرى يحاولون الاستيلاء على الاعلام ورؤي وأفكار الاعلاميين والمنظمات المختتصة بشؤون الطبقات والنخب ومنظمات المجتمع المدني ، ويجعلون من المراكز والجهات الاجتماعية والمؤسسات المسمى بمؤسسات الأبحاث تابعين لهم ويكونون تحت إمرتهم .
يقوم أحزاب الطبقة الأوليكارشية وسلالتهم وعوائلهم بالاحتكار والاستيلاء كما هو الحال في الأقليم ، ومن شدة خوفهم على الرأسمال والحياة لن يبقى شيئ إلا وأستلوا عليه تماما .
كل ذلك من أجل الدفاع عن بقائهم في السلطة والاحتفاظ بالثروة والأموال ، لذا بالنسبة لهذه الطبقة الأقلية الدولة لا يعني شيئا ، والوضع الحالي في الاقليم حيث أنها ليست بدولة وليست حوكمة مدينة تامة يفع في خدمة هذه الطبقة واسيادهم . يأمرون من الخارج ويعلمون لسيرالمسار السياسي لدول المنطقة نحو التقدم ، وفي المقابل يقوم تلك الدول بحمايتهم وبقائهم ضمن المجتمع وفي رأس السلطة ، وهذا يعني الحديث عن إنشاء دولة مستقلة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ليست إلا كذبة عارية من الصحة .
(الأوليكارشية المالية) مجموعة يتكون من كبار رجال البنوك والصناعات الاحتكارية ، ويستولون على اقتصاد وسياسة الدول الرأسمالية المعاصرة .
الذي يميز عصرالإمبريالية عن العصر الراهن عبارة عن اتعاد رأسمال البنوك مع رأسمال الصناعات حيث يكون الناتج عن هذا الاتحاد التكوين المالي .
كما يعتبر هذا الاتحاد تكثيفا لجزء هائل من الثروة الاجماعية لدى مجموعة قليلة من المحتكرين الكبار . (6)
يقول الباحث في العلوم السياسية (جيفري ويتنزر) الطبقة الأوليكارشية عبارة عن أقلية حاكمة أو تلك السلطة الياسية المحصورة عند مجموعة أو فرقة أقلية في المجتمع ، والذي يميزهم عن بقية أفراد المجتمع إنهم أصحاب أموال أو أنهم ذو أصل أو أنهم سلطة عسكرية ، وحسب العصر وجنودهم يصنهرون بصور مختلفة .
يشير ( ويتنرز) أن النخبة في علم الإجتماع الحديث منذ عصر بارميتو وميشيلز لديهم مفهوم ودلالة واسعة للأوليكارشية حيث الأثرياء الفاحشين والبيروقراطين الكبار وممثلي الأحزاب السياسية وقادة الرأي يكونون جزء صغير من السلطة . حسب رأي أرسطو الثروة والأموال الهائلة مصدر رئيسي لقوة الأقلية . (7)
كما يجري في الولايات المتحدة الأميركية حيث السلطة محصورة بيد أصحاب المليارات والأثرياء ، ويكون تداول السلطة فيما بينهم ، الحزبين الجمهوري والديموقراطي حزبي النخية في الولايات المتحدة الأميركية يضم كل حزب مجموعة من أثرياء الأوليكارشية المالية حيث يساندهم الصناعات والبنوك ، ويجري الحصلات الانتخابية برأسمالهم وفي المقابل الحزب الذي يتسلم السلطة يقع على عاتقة خدمة رأسمالهم .
يضمنون لهم فرص نمو الرأسمال عن طريق الاستثمار ضمن إقتصاد الدولة وبلدان العالم ، ويسهلون لهم عمليات الاحتكار ولا يدعون أن يصيبهم أي مكروة اقتصادي وانخفاص في الرأسمال عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة للأسنثمار ، كما ذكر (مجلة فوربس) في أواخر عام 2014 الفاحشين في أميركا البالغ عددهم أربع مائة شخص بلغ نمو ثروتهم حوالي %14 .
لم يقتصر احتكار الرأسماليين على الولايات المتحدة الأميركية فقط ، بل في الوقت الراهن كل من الصين وروسيا يأتيان بالمرتبتين الثانية والثالثة بعد أميركا ويوصفون ببلدان المليارديرات ، وحسب المجلة ذاتها يبلغ عدد المليارديرات في الولايات المتحدة الأميركية 413 مليارديرا وفي الصين 115 مليارديرا وفي روسيا 101 مليارديرا ، وكما ذكر المجلة الأميركية (فوربس) يبلغ عدد المليارديرات في العالم 1210 شخصا حيث يقدر رأسمالهم بأربعة ونيف تريليون دولار حيث كان رأسمالهم قبل عام كان 3.6 تريليون دولار ، وحسب ذلك قد زاد رأسمالهم في عام واحد حوالي 900 مليار دولار.(8)
التسلسل العالمي لمليارديرات الدول الأولى والثانية والثالثة يقومون الان بعمليات الاحتكار في جميع بلدان العالم حيث يحتكرون أسواق الاسلحة التقليدية والأسلحة الاستراتيجية وانتاج السيارات والحاسوب وتكنولوجيا الألكترونات والأقمشة والغاز والنفط والحبوب والألواح الحنشبية والكثير من السلع اليومية المذداولة .
هؤلاء الآوليكارشية الدولية يؤثرون على القرارات والتصويات وقوانين المنظمات والؤسسات الدولية ، إذن نستطيع القول بأن الأثرياء يحكمون العالم وليس السياسيون ، لأن السياسيين يقعون تحت تأثير رأسمال الأوليكارشية المالية والبنوك وعن طريق اقتصاد الاستثمار يصبحون سندا وعونا لهم ويخدمون بعضهم البعض ، والحكام والسياسيين عن طريق السلطة والقوة العسكرية والطبقة الوليكارشية يساندون بعضهم البعض .
مامسمى بالقادة والسياسيين وعوائلهم عن طريق الاهتمام بالسلالة واعمال السياسة وعوائلهم وأحزابهم والقوة العسكرية القابعة تحت نفوذهم يحتكرون جميع مفاصل وجوانب السلطة والادارة والاقتصاد ويضنون ان جميع المفصل والجوانب المذكورة جدير بهم .
تم تنظيم القوة العسكرية (البيشمركة) ضمن إطار حزبين مختلفين من أجل الإبقاء على السلطة والاقتصاد المحتكر ، ولم يقوموا بتوحيدهم كجيش وطني منظم ، والظاهر ليس لديهم نية لفعل ذلك ، لأن تنظيم البيشمركة ضمن جيش وطني منظم سيفقدهم السيطرة على تلك القوة العسكرية ، ولن يكون هذه القوة تحت إمرتهم ويخرج عن الاطار الحزبي ويصبح قوة وطنية حيث لن يكون بإستطاعتهم إنتشارها حسب أهوائهم والجربهم للإقتال الداخلي ، وكذلك لن ينتسنى لهم إستخدامها للوقوف بوجه القوى الاخرى ، أو إستخدامهم ضد المواطنين العزل في الاقليم ، والدفاع عن عملياتهم الاحتكارية في جميع مفاصل الحياة . إذا تم ذلك لن يكون بمقدورهم وحسب مصلحتهم صياغة القوانين والأحكام لمعاقبة ومكافأة الناس ، وكذلك لن يكون بإستطاعتهم بيع النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى ، حيث الأن يستفادون من هذه الوضعية وليس هنالك أي شخص على علم ودراية بكيفية البيع والتعامل ونوعية الصرف والتوزيع دون ان يكون الموال الهائلة المستحصلة في خدمة المجتمع ، كما لا يخلولهم الدرب كالذي يحدث الن للإستيلاء على الأشكال المختلفة للتجارة والإستثمار في العقارات والصناعات إن وحدت . الطبقة الأوليكارشية سواء كانت في السلطة أو خارجها يحاول السيطرة على مؤسسات الدولة ، و ذلك عن طريق زج أفرادهم والعمل على كل ماهو غير قانوني عملا قانونيا والعكس صحيح .
يتم هذه العملية مؤسسات القضاء والإدعاء العام ومجلس النواب ورئاسة الحكومة والمفصل العسكرية وجميع الميريات ومنظمات المجتمع المدني والطبقات والنخب حيث يتم استخدام الجميع من أجل مصلحتهم ، لكي لا يأخذ القوانين والأحكام مجراه الطبيعي ، ومن جهة أخرى يسيطرون على التيار الاعلامي ويقومون بصناعة ألف كاتب وكاتب وباحثين من دون أبحاث ومحللين سياسيين (مراقب سياسي) ويجعلونهم ميسورين من الناحية المالية ، وفي المقابل يقوم هؤلاء بحفظ ماء وجه الطبقة الأوليكارشية من خلال أكاذبيهم وكلماتهم المرزكشة لتغيير الواقع الذي بواجهه الواطنين من ظلم وفساد ومخالفة القوانين .
لا يخلو هذه الشبكة العنكبوتية من أساتذه الجامعات وما يسمى بالمثقفين حيث باتوا عبيدا للنقود ، والحقيقة هؤلاء يقومون بصناعة الكذب من أجل المال ، وبعض من هذه النخبة يستلمون النقود عن طريق تقاعدهم فضلا عن ما قبضوا من الموال سابقا مقابل صناعتهم للأكاذيب والكلمات المزركشة ، وطالت هذه السيطرة منظمات الطبقات والنخبة حيث أصبحوا سبب وعقبة أمام إيصال إحتجاجات المواطنين ويعلمون على إسقاط المتطلبات ، جميع الأصناف المذكورة يخونون أنفسهم والناس لصالح الطبقة الأوليكارشية من أجل مبلغ من المال .
يجعل الطبقة الأوليكارشية كل الأطراف في السلطة ملحقا للمال من أجل مصالحهم والدفاع عن البقاء في السلطة والعمليات الاحتكارية ، الدعم الوفير المقدم من قبل أساتذة الجامعات ودكاترة السياسة وما يسمى بامثقفين للأحزاب ، أو يصحون أعضاء في الأحزاب ، وهذا فضلا عن مبادئهم إذا كان نظير مباديء أحزابهم ، وعن طريق كتاباتهم ومحادثاتهم الخالية من المعرفة يصبحون دعاة الأحزاب وبدلا عن إنهاء العبودية في المجتمع والعمل على انتشار الوعي حول الحياة والمعيشة ، بأفواههم المهلهل وكتاباتهم المشبوهة ، يجعلون من العبودية مكافأة لأنفسهم وللمجتمع . ما نفعله هؤلاء من أجل نيل المناصب الحكومية والحزبية وعضوية البرلمان أو الحصول على مرتبة وزير أو مدير عام ومستشارين و... الخ ، وكل هذا من اجل الحصول على راتب أعلى مقارنة بذويهم في النخبة حيث يجرون ذويهم والناس نحو العبودية . يظهر هؤلاء كالمؤسسات الدينية التي تقوم عن طريق الفتوى والخطابة في المملكة العربية السعودية بالدفاع عن السلطة الملكية ، ويدفع لهم وعائلة (محمد عبدالوهاب ) الدينية في السعودية مبالغ هائلة ، إذن إستطاع الآثنان عن طريق النقود والكذب الدفاع عن الأوليكارشية الملكية السعودية ، إذن بصورة مباشرة أو غير مباشر جميع رؤساء النخبة المذكورة أعلاه جزء أو مكملة لبقاء السلطة الأوليكارشية ، ومع ذلك لن يقوم هؤلاء بأي خطوة إيجابية للأمام لكي يكون جميع الأعمال قانونية ويكون الدوائر الحكومية على صورة مؤسسات ، ولذا هؤلاء جزءمن عملية فساد السلطة السياسية الأوليكارشية واحيانا يكونون سببا لإشعال فتيل الإقتتال الداخلي عن طريق أفواههم المهلهل واحاديثهم الغير مرغوبة .
الطبقة الأوليكارشية في أقليم كوردستان ودولة العراق الفدرالية والأوليكارشية المذهبية والقومية المتعصبة أصحاب الأبار النفطية المسروقة والمحتكرة وحتى في العالم بأسره لكي يكونوا أثرياء أكثر وأكثر يقومون بزرع المخاوف وإندلاع الحروب الأهلية والاقتتال لالداخلي في بلدانهم وخارجها ، ويحصل أحيانا اللأقتتال الداخلي بين عائلتين أوليكارشية في الوطن التي يجمعهما ، والكثير من الناس يصبحون وقودا لقضايا وصراع الطبقات الأوليكارشية ، وخير دليل على الاقتتال الداخلي التي حدثت في اقليم كوردستان ، وأحيانا يصبح الاقتتال حربا بين دولتين ويحدث هذا إما بالوكالة أو يندلع الحرب بينهما بصورة مباشرة ، وكل هذا الصالح ومن أجل رأسمال الأوليكارشية العالمية والأقليمية.
يقف وراء معظم الحروب شركات متعددة الجنسيات في العالم ويدار من قبلهم .
لو كان كل ماتم ذكرهما مطلب الأوليكارشية ، فلن يستطيع الطبقة الأوليكارشية الكوردية والمذهبية والقومية العراقية إعطاء الحرية لإنشاء دولة كوردستان الوطنية ، لأنهم يهتمون بالرأسمال وليس الوطن والقومية .
استعمال المصطلحان المتعفنان العلاقة الأجتماعية السياسية واقتصاد العصر توأمان يتم تداولهما من اجل السيطرة و زيادة الرأسمال .


الجزء الثاني

القوى (القوة)وطبيعة القوة الثالثة :
للحديث عن القوة الثالثة ، يجب أن نحدد أسس وجذور تكوينها ، ونعلم هدفها وحركتها وسياستها ونهجها وتواصلها مع القوى المحيطة بها من نظرئها وتضادها ، لأن في العالم نوعان من الحركة السياسية ، ومجموعتان مختلفتان في المصالح والأهداف حيث لهما التأثير المباشر على تحديد القوة الثالثة .
هل هنالك وجود للقوة الثالثة ؟
أو أنها مجرد تسمية وتلوين .
أعتقد لاوجود للقوة الثالثة ، لأن العالم منقسمة على الظالم والمظلوم ، لذا مهما كانت لون القوة ، فإنها تقع ضمن الألوان المختلفة للحقيبتين ، يضم حقيبة الرأسمالية والبرجوازية ألوان وسيماء مختلفة وهدفهم ذات الهدف ، الليبراليون ، القوميون ، الليبراليون الجدد ، الليبراليون القدامى ن الديموقراطيون ، المحافظون ، الديموقراطيون الاشتراكيين ، الشعبويون ، البيروقراطيون ، الدكتاتورات التكنوقراطيون ، العلمانيون واصحاب الأعمال .... الخ .
كما نستطيع ان نضع اليساريون في الوقت الراهن ضمنهم ، ولكن مع وجود اختلاف طلي ، وفي المقابل هنالك قوة واحدة ، ألا وهي قوة الكادحين والعمال ، بحيث يكون هذه القوة معدة نماما بالمناهج والنظام الماركسي والاشتراكية العلمية ، ويكون لديهم رؤية واقعية وموضوعية للعالم ، وحسب الضرورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على تلك القوة الشاسعة في المجتمع أن يوجه أهدافها واستراتيجتها صوب المجتمع ونطامه . إذا في جميع بلدان العالم يوجد حقيبة من الألوان والسيماء الحزبية والحركات الفكرية والسياسية للجميع الهدف والعملية ذاتها . نسطيع القول بأن جميع الأحزاب في دولة العراق بشكل عام وفي اقليم كوردستان قابعين في تلك الحقيبة الملونة ، وفي الجهة المقابلة يوجد قوة الناس وإذا كانت هنالك لهم وجود المناظلون من الحركة الشيوعية ، وبين هاتان القوتين لاوجود لقوة ثالثة ، وتسمية القوة الثالثة إرتباك وإبعاد للقوة الحقيقية الثانية ، والإنخراط بينهما سيؤدي الى التضليل ويكون لصالح القوة الأولى .
سيقع القوة الأولى وما مسمى بالقوة الثالثة ضمن جبهة واحدة ضد الجبهة المقابلة والأسس الثورية ، ويجب أن نضع في الحسبان بأن النظام الرأسمالي سواء كانت متقدمة أو متأخرة يتكون من البرجوازيين والرأسماليين بأحزابهم ومنظماتهم وعناوينهم المحتلفة ، والجبهة المقابلة يضم العمال والكادحين والبروليتاريا ومعهم الشيوعيون العلميين حيث لهم نضال وهدف سياسي وطبقي مشترك .
فقط بإستطاعة هذه الجبهة الوقوف بوجه الجبهة الرجعية والبرجوازية ، وإحداث تغيير جذري في المجتمع ، حين يكون البرجوازيون الصغار مسرورين بأنهم أصبحوا القوة الثالثة حزبان أو اكثر سيقرون بأن هنالك قوة يقف الى جانبهم ومن الناحية العددية يحتلون المرتبة التي تليهم ، ولإثبات الواقع العملي والنظري يجب على الشيوعيين العلميين أن لا يكونوا من مروجي تلك الأفكار والأراء الخالية من الصحة . علينا أن لا ننسى لإذا كانت قوة من حيث المرتبة تلي قوة أخرى ، سيحاول أن يكون لها دور وتأثير على القوة التي تسبقها والقوى الأخرى . ليس بالأقوال المعدة مسبقا بل بالعمل الدؤوب والنظرية الشيوعية الثورية سيتم زعزعة قوى الجبهة البرجوازية والرأسمالية والأوليكارشية السياسية والاقتصادية ، وإن أمكن خلعهم من الجذور بصورة تامة . على القوة المضادة لجبهة البرجوازية والرأسمالية أن يضع عاتقها واجب نيل السيادة وإعادة المعايير الإنسانية والعمل به ، وبذلك يزعزهم ويخرج البساط من تحتهم ، لأن القوة الثورية الوحيدة في حاضر النظام الرأسمالية (الديمقراطية والليبرالية) والتي لها القدرة على تحقيق تلك المهام هي (الشيوعية العلمية) ، ولن تزدهر القوى بمكر وحيل النظريين السياسيين الواهمين .
القوة التي لاوجود لها في الواقع ، ويظن واهما ومتأملا بأنها قوة كبرى ، سيبدو ذلك كالنفخ في النفاخة. يجب ان تعلم حقيقة قوتك تجاه القوى الأخرى وتحدد مهاماتك لكي تنفذ الأعمال والأفعال بإتقان ومعرفة .
لذا على الشيوعين القيام بتقييم علمي وواقعي لقوتهم حتى يتسنى لهم تنفيذ مهامهم وأهدافهم في الأزمنة المختلفة بأكمل وجه. سابقا كان اليسار يرى نفسه كقوة ثالثة ، ولكن في الوقت الحاضر لهم حديث مغاير ، وفي الزمنين المختلفين مكرهم وعدم صحة تقييمهم معلهم في موقع الحاضر الغائب ، والمتداول من قبلهم سابقا كانت محض احترار رفاق الدرب حيث لم ينبث منه سوى الوهم ، ويستمرون في الحديث عن إعتقاد الحزبين الرئيسيتين حيث أنهما يقران بوجد القوة الثالثة في الساحة السياسية وتتمثل بالحزب العمال الشيوعي العراقي . (9)
من الواضح قد تم سابقا تقييم الواقع من قبل اليسار بمكيال الحلم والخيال ، ولايزال الرؤية ذاتها مستمرة ولم تتغير، وانهم لم يدركوا الصواب في (حزب العمال الشيوعي الكردستاني) وحددوا تسلسلهم من حيث العدد ، ويعد هذا المقياس خاطئا والرؤية في غير محلها حيث يحددون مكانتهم ودربهم النضالي بمكايل الأحزاب في الاقليم ، وفي الواقع القوة اليسارية في اقليم كوردستان نظريا وعمليا جزء غير منقطع عن سياسة ونهج الرأسمالية ويعتبر الوجه الخر للعملة ، ويقومون بتعريف الأحزاب الكوردية وبالأخص (الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) و (الاتحاد الوطني الكوردستاني) بأنهم أحزاب قومية ، لا أعلم المقياس والنظرية المستعملة لهذا التعريف ، ولكن في الحقيقة الحزاب في إقليم كوردستان سواء كانت دينية أو غير ذلك وحتى الحزبان المذكوران ليسوا أحزاب قومية ولا أحزاب وطنية حيث تكوينهم وأفكار وأفعال قادتهم يتطابق مع تصرف وسلوك البرجوازيون الصغار ، وفضلا عن سلب ونهب ثروات البلاد قاموا بتكوين الطبقة والعائلة الأوليكارشية ، ولم يفعلوا شيئا يذكر بإتجاه الخدمة لقضية الحرية واستقلال كوردستان . ظن اليسار أن هذان الحزبان المذكوران يحملان الأيديولوجية القومية ، وحسب هذا التقييم يعتبرون أنفسهم شيوعيين .
كما تم التوضيح هنالك جبهتان ، ولكن اليسار جعلها ثلاثة قوى وثلاثة جبهات ، وفضلا عن ذلك إذا أصبح قوتان نظيرين في السياسة لن يكون هنالك إنشاء لقوة ليبرالية إشتراكية أخرى كاليساريين ، وفاسد كالأحزاب الأخرى ، ليس هناك أدنى فرق . القوة الأولى والثانية والثالثة ليست إلاكذبة عارية ، وتسميتهم بقوميين وشيوعيين ليست سوى مبرر لتسمية القوى ، ولن يستطيع الخروج من دائرة التضليل .
التيار اليساري والأحزاب الأخرى في اقليم كوردستان يحملون العشرات من الأفكار الفايروسية، التكبر والحزب الأول والحزب البارز وعشرات العناوين المختلفة ، عناوين عصرية والمحتوى قديم ورجعي ، لأن اليسار صنعوا عالما من الوهم ضمن عالم الواقع ولم يكن بمقدورهم التأثير على فكر واحساس المجتمع ويكونون القوة النظيرة .
وكذلك لم يسيروا بحركة العمال والكادحين نحو الانجاه الصحيح ، كما لم يوضحوا ويحددوا مهامهم ووجبهم في تاريخ الانسانية ، ولهذا السبب لم يكن بإستطاعة هذه القوة ولن يستطيع أن يحرك الحركة الطبقية حتى ملما واحدا نحو الأمام وقيادتها نحو التقدم . لذا هؤلاء أيضا متفقون ومتعاونون للبرجوازية وأصبحوا مصدر قوة للسلطة الرأسمالية ويزركشون ألوان الحقيبة .
هذا العصر لا يقبل التستر والإهمال والتقصير أو حسب المزاج تترك المصادر النظرية والعلمية ، وعندما نقول لسبب ما لن يكونوا القوة الولى ، لأن لاوجود لمجتمع متنوع مستقر وبرلماني في اقليم كوردستان ، كل ذلك مبررات كاذبة ولن يستطيع أن يغير شيئا من نسيجهم السياسي ، حيث الشيوعيون من أجل الحصول على الحقوق الجديدة بالمواطنين واهداف العمال والبروليتاريا لايهتم بنوعية المجتمع ، ومهما كانت نوعية السلطة ديمقراطية ، ليبرالية أو مجتمع متنوع ... الخ . يعود نظرتهم هذه الى سزاجتهم بالمجتمع المتنوع والبرلماني ، بإعتقادي بالنسبة للكادحين والعمال ليس هنالك فرقا أو إحتلاف إذا كان المجتمع مستقرا أو غير مستقر ، لأن ذلك لن يحدد القوة الاولى والثانية والثالثة . بل يجب أن يكون الشيوعيون العلميين القوة الولى في الكفاح والنضال من أجل الأهداف التية والبعيدة للبروليتاريا في جميع مراحل الرأسمالية سواء كانت مستقرة أو غير مستقرة .
سابقا كانت تقدم النصح من قبل اليساريين في ايران لحزب عمال كوردستان العراق حيث لايزالون مستمرين في قراءة نفس النمط ، كانوا يقولون أيضا يجب على القوة الثالثة أن تبادر ويحل محل القوة الأولى أو يصبح مشاهدا لما يحل بكوردستان العراق ، أو على الأقل في هذه الدورة ماذا سيكون مصير البرجوازيون . (10)
في الماضي وحاليا لليسار القناعة والرأي ذاته لخروجة من الظروف السياسية لكوردستان العراق ، ويكمن هذا الطريق في سلك درب الأمم المتحدة لكي يقوم برعاية إستفتاء إنفصال كوردستان العراق من دولة العراق المركزية .
كما الأحزاب الغير يسارية لهم نفس القناعة والرأي في الوقت الراهن لحل القضية القومية عن طريق منظمات الامم المتحدة والمؤسسات الأخرى ، ويتم هذا العمل إذا قامت أفراد القومية والقوميات المتعايشة في الاقليم بمساندة قرار الانفصال .
هنالك تجارب كثيرة في السابق حيث المنظمات العالمية لا يستطيعون أن يضعوا هذا المهام على عاتقهم ويتم التنفيذ ، وحسب ذلك سيقدم اليسار أجمل وأقوى سجادة لكي تتمشى عليها الرأسمالية والبرجوازية بسبب أخطائه السابقة والحالية في العمل السياسي وإعتقاده ، لم يستطع اليسار أن يكون قوة جماهيرية . لذا لن يكون بإستطاعته التأثير على الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمواضيع الأتية . إذن لو كانت القوة الأولى أو الثالثة لن يتغير شيء من الواقع ، لأنهم لا يجيدون سبيلا لمعالجة القضية القومية .







الجزء الثالث

" الدولة الوطنية وسذاجة البرجوازيون الصغار "

حسب التعريف السياسي والجيو سياسية يتكون الدولة من محيط محدد في الأرض أو جغرافية حيث يعيش فيها شعب أو مجموعة من الناس في ظل سياسي ، ومهما كانت المسميات للدولة ( الوطنية ، القومية ، الليبرالية ) أو أي عنوان أخر .
يكون مجموعة صغيرة في السطة ويعمل لإخضاع مجموعة كبيرة من المجتمع تحت تأثير فكرها ومبدأها وسياتها وأهدافها ، ويفرض سلطتها ومصالحها ، ويتجسم الاختلاف الطبقي ، الاقتصادي ، السياسي ، الاجتماعي وينشأ طبقتان متضادتان ومختلفتين .
يبزع نوع أخر من حياة الصراع والعداء بين أفراد المجتمع ، والسلطة عن طريق الأجهزة الأمنية والجيش سيفرض جبروتها ويدافع عن مصالحها ، وسيكون هذا الاجراء سببا لعدم وجود العدالة .
الدولة الرأسمالية ، العمالية ، الوطنية ، القومية ومهما كانت العناوين إنها عبارة عن تسلط مجموعة على مجموعة أخرى وإضطهاد مجموعة لمجموعة أخرى ، ولكن السلطة العمالية ( دكتاتورية البروليتارية ) عن طريق المحاولة للقضاء على الطبقية وفي مقدمتهم طبقتها ومن ثم الطبقات الأخرى سوف يستلم السلطة ، لذا يوجد إختلاف بارز وأساسي بين هذه السلطة والسلطات الأخرى . يعود بداية ظهور الدولة الى بداية نشوء طبقتان مختلفتين حيث كانت متضادتين ، إذن الدولة نتيجة لصراع طبقي معقد ومتشابك . (11)
تتغير الصراعات ضمن سياق التاريخ حسب الزمان والعصر ونوعية السلطة ، وممارسة العنف المفرط أو القليل من القسوة لايخفي حقيقة وجود الصراع بين الطبقات .
الدولة بزوغ ونتيجة لإختلاف طبقي معقد ومتشابك ، وينشا الدولة بصورة موضوعية ، وحسب نسبة ومقدار الاختلاف الطبقي في حالة عدم الوصول الى إتفاق وبالعكس وجود الدولة دليل على عدم التوصل الى إتفاق بين الطبقات المختلفة . (12)
هذا الحدث مرتبط بالاختلافات الجمة بين الحاكم والمحكوم في الأنظمة حيث يساند الدولة منذ القدم أصحاب الرأسمال وأصحاب العقارات والأراضي ضد العمال والفلاحين أو العبيد ، وإذا إستمرت الحالة سيستع الإختلاف ويصبح التضاد أشدا.
بعد تغيير النظام المألوف البدائية رويدا رويدا الى الاجتماع ونشوء صلة الدم والعلاقات الاجتماعية ، سيتغير المجتمع من الشراكة الى عامل وذوي الإنتاج ، سلطة ومشاهد ، أصحاب المواشي والراعي ، مقاتل وخدم ، كل ذلك بداية لنشوء وتجسيد العبودية في المجتمعات البدائية ، ويعد بالتغير الاجتماعي البدائي والعلاقات في المجتمعات البدائية ، وفيما بعد أصبحت بداية لتأسيس النظام السياسي وتكوين الدولة .
يبدأ المحاولة الأولى لبناء الدولة بتدمير العلاقة العشائرية ، وذلك بتقسيم أعضاء جميع العشائر الى متسمين ( الأعضاء الجيدين ، الأعضاء السيئين ) باختلاف دورهم وتأثيرهم على علاقات عشائرهم ، وبهذا التقسيم وحسب فاعليتهم وكيفية عملهم سيكونون طبقتين ، مما يكون دافعا لبعضهم كي يقوموا بإضهار العداء لمجموعة أخرى (13) .
مصدر بناء الدولة العداء والاختلاف الطبقي ، منذ القدم وحتى الأن العداء والاختلاف أخذت أشكال متعددة ، ولكن المحتوى قضية وصراع السلطة والرعية . إذن الدولة في الماضي وفي الوقت الحاضر سواء كانت مهما كانت المسميات وطنية ، ليبرالية ، ليبرالية ديموقراطية ، اشتراكية ديموقراطية ، نصرانية ، إسلامية ، يهودية ، أو قومية يتميزون بالتركيبة السياسة ذاتها ، والإضطهاد وإنعدام الحقوق من سيماء حكمهم .
ليس هنالك فرق شاسع بين الدولة الوطنية والدول التي تحمل مسميات أخرى ، ولكن دولة إقتصادها وقوتها العسكرية وسياستها مسيطرة على الدول الأخرى ، وفضلا عن وقوع الدول الصغيرة تحت نفوذها السياسي والاقتصادي سوف يتعامل معهم وفق منهج الراعي والرعية ، مما يضع هذا الوضع عبئا ثقيلا على كاهل وكفاح طبقة واسعة في مجتمعات الدول الصغيرة ، وبالحد ذاته ينال العمال في بلدانهم العبأ الثقيل .
في النظام الرأسمالي مهما كانت شكل ونوعية الدولة سيكون فيها تقديم الخدمة للطبقة الحاكمة وأصحاب الرأسمال .
إذا كانت المسألة ترسيم حدود الدولة ، فهذه رغبة ومطلب الرأسمالية ، وخلق الاختلاف بين الأمم يعود لصالحهم أيضا ويستند عليه رغبتهم السياسية والاقتصادية .
إذا كانت القضية إبعاد ومعالجة لإحتكار الدول الاستعمارية العظمى لرأسمال الدولة البرجوازية في الدول المختلفة من الشرق الأوسط والعالم ، فلن يستطيع الدولة الوطنية والبرجوازية الوطنية في السلطة أن يخفف حتى بشكل طفيف من معانأة وماسي العمال والكادحين في الدول المختلفة .
قضايا وصراعات الدول الامبريالية والدول الشبة الرأسمالية المختلفة لايستطيع أن يقلل من حقيقة وجدارة والعالمي الواقع بين أصحاب الرأسمال من جهة والعمال والكادحين في الجهة المقابلة .
كما تحدث لينين عن ماضي ذلك الزمن في مقدمة كتابة ( الدولة والثورة ) ( الطبعة الاولى ) في الوقت الحاضر مسألة الدولة قد حازت على أهمية خاصة له من الناحية النظرية أو العملية السياسية ، الحرب الامبريالية والمقصود ( الحرب العالمية الأولى ) لقد أعطى قوة غير متناهية وسرعة قائمة لتغيير الرأسمالية الاحتكارية الى رأسمالية الدولة المحتكرة ، والظلم الفائض المتبع من قبل الدولة بحق الجماهير العاملة والكادحة ، حيث يختلط بشدة مع الإتحادات الرأسمالية للسلطة ومع مرور الزمن يزداد الظلم ، والدول المتقدمة التي نشأت في الأونة الأخيرة سيتحول الى معتقل عسكري مستنفذ ومهنك للقوى بالنسبة للعمال . (14)
البرجوازيون الوطنيون في بلدانهم ليسوا شيئا سوى عنوان وتخطي لمجموعة من النواية الاقتصادية وعبودية الرأسمالية ، حيث يقومون بإظهار الصراع مع الرأسمال العالمي تحت عنوان إنقاذ المواطنون من العنفوان الذي سيحدق بهم ، ليست إلاكذبة وخطاب عاري من الصحة .
لأن في الوقت الراهن النظام المسمى بالعولمة أبعدت القناع المزيف عنهم ، وأكاذيبهم جعلت منهم أضحوكة في السياسة الحلية والعالمية حيث إختلطت مبتغاهم ويخدمون بعضهم البعض .
يسعى هؤلاء عن طريق ما يدعى إنه إختلاف أن يعلنوا أنهم قادرين على معالجة القضايا الهامة كمسألة القومية ، ولكن هذا الاختلاف في الوضع الراهن بالنسبة للإقنصاد الرأسمالي الاحتكاري والأوليكارشية المالية العالمية للدول المنشأة سابقا والدول التي نشأت حديثا يحمل في طياته مهاني ودلالات مختلفة .
في عصر ما كانت اوروبا مصدرا للاختلاف الديني والعداء القومي ، وفي زمن كانوا أري أوروبي أو كانوا سامي ، أو كان لليثرقيين الدور الاكبر في التصدي وأوقعوا الإختلاف بينهم وبين الأخرين .
وفي الوقت الرهن أخذ هذا الاختلاف شكلا أخر واستفادوا منه ويسفبدون لاحقا ، لايستطيع الدولة الوطنية أو لم يستطع من إنهاء المسألة القومية ويظمن الحقوق السياسية والاقتصادية للعمال وينهي بشكل تام جميع القضايا والعراقل .
في معظم الأماكن وفي الأزمنة المتفارقة أصبحوا ملاذا وعملوا لتعميق الخلاف بين الأمم المختلفة .
في أوروبا بإستثناء دولة سويسرا حيث بوضع خاص في الماضي وحسب قرار أمعي في عام 1891 ميلادية أصبحت دولة مما يدة وبعيدة عن القضايا الأممية ولا يؤثر عليه الحروب والصراع القائمة بين الدول ، ولهذا السبب لا وجود للقضايا القومية في هذا البلد .
القضايا القومية الداخلية في الدول التي يتكون قاطنيها من عدة قوميات على الصعيد الاقليمي أو على الصعيد العالمي يتم إيوائها بصورة عملية وينمو بصورة فاعلة ، والعمال من ذوي البشرة السوداء والأفريقييون والأسيوين والشرقيين العاملين في القارة الأوروبية ينظر اليهم كضد ومختلف فقط لأنه ليست في مصلحتهم أو مصلحة دولتهم ، لأن في معظم ما يسمى بالدول العظمى منذ مدة طويلة قامت مجموعات من الشعوب الصغيرة والصعفاء والعبيد بالاتثمار فيهم لصالحهم .
الحرب الاحتكاري ليست إلاحربا من أجل التقسيم وإعادة توزيع ما حصلوا عليه في عمليات النهب النضال من أجل حرية جماهير القوة العاملة من تسلط السلطة البرجوازية بصورة عامة والبرجوازية الامبريالية بصورة خاصة حصب جدا إذا لم تناضل ضد الوهم والقناعة العمياء وصيادي الفرص بذريعة من أجل الدولة . (15)
بالنسبة الزعماء القوة العاملة والكادحين معالجة المسألة القومية عملية تاكتيكية ولا يحمل معنى إستراتيجي ، ولكن يجب أن يجسد في السياسة والناحية العملية ، وإذا كانت العملية إستقلال الوطن يجب أن يكون في دستور العمل السير على خطى معالجة المسألة في المناطق التي فيها القضية القومية ، ويكون النتيجة إيجابيا لمكافحة المسألة الطبقية ، وعليه القيام بإنهاء المسائل إن لم يكن مسيطرة عليه من قبل الدول الاخرى ، كما يجب ان يعمل على الصعيد الداخلي للسيطرة على أفكار وأراء مؤيدي البرجوازية الوطنية ، ومن جهة أخرى لا يمنع محاولات البرجوازيون في الداخل من محاولات معالجة المسائل ، ومع ذلك سيعمل هؤلاء أن يكون كفة المعالجة في صالحهم ، ولذا يريدون أن يكون ضمن جغرافية محددة وعن طريق سلب ونهب رأسمال الدولة أن يحافظو على رأسمالهم وينفذوا السقوط والهلاك .
معظم الأحيان بهذه الآراء يخدعون العمال ويحرضونهم على التفكير ضمن إطار محدد لتنفيذ منهاج ومنطق الرجوازية ، وهذا عن طريق تلك المعتقدات والآراء حيث ابرجوازيون الصغار يتفلسفون بها ، ظنا منهم إذا لم يتم إنقذ الوطن من قبضة الإستعماريين ، سوف لن يكون للحركة البروليتارية الطبقية قيمة ، ولن يكون لها معنى واقعي .
مع أن البرجوازية رويدا رويدا يعمل لخداع ألإراد المجتمع في بلده لصالح الرأسمالية ، لا يستطيعون معالجة قضايا الاقتصاد والسياسة والاستقلاا من الترابط بالرأسمالية العالمية وتحريره من نفوذ وتسلط الشركات العنصرية الضخمة في العالم ومن الإتكار الرأسمالي للدول المحتكرة . لأن الدول التي فيها القضية القومية معطمهم يقعوب في الشرق الأوسط ، واقتصادهم مختلفة ولا يستطيعون تنفيذ واجبهم وقراراتهم بصورة حرة ومستقلة ضمن الاقتصاد العالمي .
لذا الدولة الوطنية لا يستطيع رد المسائل بصورة تامة حيث باتت عبئا على المجتمع ، ومع ذلك نشوء أي شكل من الدولة الوطنية في أي وطن يوجد فيها المسألة القومية سيكون بمثابة خطوة نحو المام ، وبعد ذلك لا يهدو قوة وحماس النضال السياسي والفكري للطبقة العاملة .
يظن بعض الناس بأنهم تقدموا بخطوة كبيرة وأنقذوا أنفسهم من القناعة بالنمط الملكي بشجاعة ، وذلك بتأييد الجمهورية الديموقراطية ، ولكن في الحقيقة ليست الدولة شيئا إلا مؤسسات قمعية لطبقة من قبل طبقة أخرى ، وذلك يتطابق على الجمهورية الديموقراطية أيضا وبالدرجة ذاتها من الحقيقة التي يعتبر للملكية عملية ضائبة . (16)
مع كل ذلك المسألة القومية الكوردية في أي مكان ومن أي لحظة يجب أن يحصل على جواب ويتم معالجتها ، ولكن معظم الأحيان البرجوازيون الصغار والبرجوازيون والرأسماليون تحت عنوان الدولة القومية و الوطنية وعدم معالجة قضاياهم ، يفصل العمال في المنطقة والعالم عن بعضهم ، مع أن يجب أن يعمل بصورة عملية لإقترابهم والتنسيق بين الأمم ويغير القضاد المتواجد بينهم الى معاداة الطبقية ، ويكون سببا لإنهاء الآلام الذي تعرض له العمال على أيدي الرأسمالية في البلدان المختلفة من العالم. وهنا نقف عند سؤال ، مالمطلب الذي يطالب به البرجوازيون الصغار للمسألة والرغبة القومية وإنشاء الدولة الوطنية في كوردستان ؟!
وهل يمكن المعالجة في تأسيس وموقع الدولة الوطنية للحقوق المتساوية للأمم ؟ أو أنها فك عقدة من العقد المتعصية ؟!
لا شك كلا والجواب إنها ليست بدولة وطنية ، لأن الآمال وتنفيذ حقوق العمال لامكان له في هذه الشاكلة من الدول .
البرجوازيون الصغار وما يسمى باليسار البرجوازي الصغير يتحدثون عن الرغبة القومية كما يحلو لهم ( الوضع المخيف لواقع كوردستان في ذروتها ويمكن ذلك في سببين أساسين ، الأولى المسألة الكوردية كقصية شعب لم يعالج ليس في العراق وحسب بل في المنطقة بأسرها ، والثانية الصراع الدائر بين اميركا والعراق ومن ثم عدم توضيع موقع الحقوق السياسية وهوية الدولة ( الوطنية ) لكوردستان العراق . (17)
هذه الشاكلة من الرأي يدل على أن البرجوازيون الصيغار يبحثون عن فرصة لرفع سطيح الدولة الوطنية ، كما تم تداولها سابقا ، وهذه السعي من أجل الاحتفاض على موقعها السياسي والإقتصادي والإجتماعي .
من جهة أخرى يظنون يجب أن يتم الحديث عن المسألة القومية عندما يكون هنالك ظروف عصيبة يواجها أفراد تلك القومية ، أو يكون وضع سياسي وإقتصادي وإجتماعي إقليمي ودولي غير مستقر حول القضية القومية .
حسب الرأي الشخصي يجب أن لايكون شرط الحديث عن النضال واردا في المسألة ، وذلك ليس لأنك القومية المقهورة أو مايسمى بالتحتية وتقع تحت سيطرة الرأسمالية القومية المتسلطة ، بل تنظر وتفكر في الوضع بأنه مؤائية ومناسبة للحديث عن المعالجة السياسية للقضية القومية ، كما يجب في أي زمن كان أن يتم هنالك رؤى وأفكار علمية بحتة عن القضية القومية ووضع التكتيك المناسب النضال الطبقي للطبقة العاملة .
وذلك التاريخ من التضاد وعدم إقرار حقوق قومية من قبل قومية أخرى والمقصود الحكام وذوي السلطة يقرد النضال من أجل نيل حقوق القوميات .
ويقع على عاتق العمال والشيوعيون أن يردوا بصورة نظرية وعملية قاطعة للمسألة ، وحسب وجود ومكان وزمن القضية القومية ، ويقوموا بإيجاد الحل المناسب والأكمل ، وحسب ضرورة المعالجة يتم التماس والخض في حل القضية القومية ، ويتم وضعها في دستور العمل .
لقد تم تغيير الدولة الشعبية الحرة الى الدولة الحرة ، وفي هذه الحالية حسب المعنى اللغوي لهاتان اللفظين ، سيكون الدولة حرة تجاه سكانها ،وفي النتيجة سوف يكون حكومة هذه الدولة متغطرسة ويحارس العنف ذد أبناء الشعب . ( 18)
لو كان حسب أراء الرجوازيون الصغار حيث تحت عنوان الانسانية يقومون بمضغ قوانين وأحكام وحقوق الإنسان وسياسة وهدف اليبراليين ، ولايستطيعون ترك العصر الماضي والبدأ بعصر جديد .
لم يمارس القومية الكوردية في السابق وفي الوقت الراهن الحياة بصورة طبيعية تحت سيطرة الأنظمة المتعاقية في العراق وسوريا وايران وتركيا ، وإذا كانت هنا أو هناك ممارسة طفيفة للثقافات والعادات والتقاليد والحديث بلغتهم ، لم يصل الى مستوى الحقوق والحرية السياسية .
حسب القناعة والرأي الماركسي الوضع والظروف الحياتية للقوميات يستحق الحرية السياسية وسلوك وواجبات وحقوق الدولة ،ولكن ليست لفترة وحدة زمنية طويلة الأمد ، ومهما كانت الظروف يجب على الشيوعيين العلميين والثوار رفع شعار معالجة المسألة القومية بصورة جذرية .
لكي لايرفع البرجوازيون وأحزابهم بإسم القومية عنوان معالجة القضية القومية لمرامهم السياسي والاقتصادي ويجعلنوها حديثهم المتداول ويكون التيار الحر ضحية ويتاجرون بها من أجل الكسب الوفير.
لو كانت هنالك مسألة القومية وبحاجة الى حل والمعالجة حتى لو كان المعالجة يحتم إنشاء دولة برجوازية ، لاشك أن كل دول عبارة عن ( قوة خاصة متسلطة ) على طبقة مظلومة .
لذا ليست كل الدول حرة كما أنها ليست بشعبية . ( يعود التأكيد الى لينين ) . (19)
لهذا السبب يعد مسألة التحرر الوطني مسألة المراوغة والمخادعة البرجوازية الخاضعة والمرتبطة بالتحديات والثقة المالية العالمية ولا يستطيع في سياستها الداخلية وإقتصادها أن يتخلى عن إضطهاد العمال والمتاجرة بقوتهم العاملة .
كما لايستطيع أن يرفع يده عن التعهد الرجعي القائم مع رأسماليو القومية القابعين على زمام الحكم والسلطة ، ويترك الإمبريالية ويقف بوجه المتاجرة بالقوة العاملة .
مطلبهم لتأسيس الدولة الوطنية مطلب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة الشمولية للقومية الخاضعة ، وضد مسايرة الرأسمال البرجوازي في السلطة .
لأن الدولة الوطنية لايستطيع فك عقدة تلك القضية العصبية بصورة تامة حيث تأسست الدولة على أساس لإضطهاد العمال ويقوم بتنفيذ الحقوق من جانبها بصورة منفردة ، ويعد هذا إنقاذ قومية من الخضوع للقومية الحاكمة ، وسيكون هذه خطوة أخرى لهدف أوسع للطبقية .
الدولة الوطنية حيث حضرات المصلحين للقضية القومية والبرجوازية الشمولية الصغيرة والطبقة الأوليكارشية وأحزابهم يطالبون بها لايستطيع للحظة واحدة أن يرفع يد الظلم والإستبداد القائم من قبل الأجهزة القمعية لسلطة الدولة عن المواطنين بصورة عامة والعمال بوجه الأخص .
لم يتغير محتوى الدولة ، لأن يد الدولة لاتتجزأ على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . إن لم يتم حماية حقوق القوميات والأقليات والأديان والمذاهب ، سيكون هنالك هذف وقناعة إقتصادية سياسية للبرجوازية الوطنية أو البرجوازية الخارجية .
تنبت فلاسفة حقوق الدولة أرائهم على إنشاء الدولة من الغريزة مرورا بالأمنية ، العيش الكريم ، وحتى من العقل ، ولكن ليس العقل الاجتماعي بل من عقل الفرد .
يرتبط الفلسفة الحديثة بالآراء النظرية الأكثر مثالية وتعمق ، حيث يعتقد الفلاسفة أن الدولة عبارة عن عضوية كبيرة ويجب أن يتحقق فيها الحقوق والأخلاق والسياسة . علما عندما يلتزم المواطن بقوانين الدولة يعتبر ملتزما بالقوانين الطبيعية ، وبالأخص قوانين عقله الذاتي أي عقل الإنسانية. (21)
معالجة القضية القومية ، يحتاج الى موهبة العمال من الجميع القوميات في نظام الإشتراكية العلمية ، لأن هذا النظام فيه الجواب الوافي لجميع جوانب حياة العمال ، ( المساواة والموهوبية في القدرة الإقتصادية المستحلة والحقوق والعدالة وتقدم وتطور الحياة بكل جوانبها .
لأن إذا تم إنشاء الدول لجميع القوميات الخاضعة ، حيث لايعتبر عملا سيئا ، ولكن المسألة القومية والصراعات الإقليمية والعالمية سيبقى حاضرا بسبب النظام الرأسمالي ولايزول ، لأن هذه القضية سبب ودليل بقاء الرأسمالية .
إذن الدولة الوطنية دولة المعتقد السائد للبرجوازية الصغيرة ، أمام الحل القومي ، ومع أنها محاولة لتقدم خطوة من مجموع مطالب عمال القوميات الخاضعة نحو عدم التفكير بالقضية والصراعات القومية في النضال الداخلي ، وذلك لكي لايتم العودة الى نقطة البداية .
أساسا الدولة عبارة عن المركزية ومع ذلك مرتبطة بصورة حتمية بأحكام المركز ويحتم ذلك على الدولة الخروج من إطارها ويفرض نفسها بصورة عامة كاليد العليا التاهية ، ويظهر نفسها بموقف العادل ، وهذا الظرف فقط مرتبط بالتاريخ ، كما يظن أو يتأمل الدولة لا يأتي بالحرية المطلقة .
في هذه الحالة الحوار الذي تم الإشارة اليه سابقا لمفهوم الدولة ليست عملية ، ليست الدولة إلا حرية موضوعية ، الحرية الحقيقية للذات نظير الحرية المطلقة ، ومن أجل تحقيقها نحتاج الى شاكلة أخرى فضلا عن الدولة ( 22) .



الجزء الرابع

" الثورة العمالية والمسألة القومية "

معالجة المسألة القومية ، تلك الورم الذي وضعتها الرأسمالية عائقا أمام نضال العمال من أجل التحمد النهائي ، ويتم إستئصالة بثورة عمالية من خلال الدكتاتورية البروليتارية ، الإشتراكية والشيوعية العلمية . ينتج عن ذلك إنهاء التفاوت الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الطبقي ، والأختيار الصحيح يمكن في بناء الاشتراكية والشيوعية كما يقول كل من ماركس وأنجلس ( لم يكن الدولة من الأزل ) " 23"
تكونت الدولة كإنتاج لظهور الإختلاف الطبقي ، وفي المجتمعات البدائية لم يكن للدولة وجود ، وفيما بعد ونتيجة لبزوغ الطبقات تأسست الدولة من أجل الدفاع عن مصالح مجموعة أقلية تجاه المجتمع بأسرة .
التفاوت الاقتصادي مصدر حافل بالمشاكل والمرارة في المجتمع ، مما جعل عن طريق السيطرة على الاقتصاد والقوى المتحاربة والسياسة ان يقوم مجموعة أقلية بإضطهاد الأغلبية وخلق إختلاف كبير بينهم ، كما عن طريق السياسة والإقتصاد وإستخدامهما تحت عنوان القوى القومية وفكر العضوية الوطنية يخلقون التفاوت بين الجغرافية السياسية على سطح الأرض ، ويقومون بتنمية التشقق بين أطيافها . المصالح الاقتصادية المتفاوتة والجغرافية الأقتصادية تحت عنوان القومية والدفاع عن القوميات بالطرق الملتوية والأكاذيب الملفقة والأحاديث العارية من الصحة يحاولون خلق إنشقاق وصراع القوميات لصالحهم ، وعن طريق ما يسمى بالحفاظ عن جغرافية معينة حيث يقطنها مجموعة من الناس بلغة وملبس وثقافة مختلفة تجاه بقعة جغرافية أخرى ، وبتلك الرؤية يزرعون بذور الحقد في المجتمع ، وكل ذلك من أجل تكوم الرأسمال وتضخم الإقتصاد .
في معظم الأحيان يخلق الرأسمالية التفاوت الاقتصادي عن طريق الاستثمار وأجرة العمل المتفاوت ومنح المكافأت والمعاقبة لبقاء القضية والصراع . كما يخلق السلطة السياسية والاقتصادية التضاد والعداوة بين العمال تحت عنوان القومية والوطنية ، وبغطاء المحافظة على عمال قوميتها يجعل من نفسها لسان حاهم والحامي المخلص والوفي لحقوقهم . لذا تمكن المعالجة في المصدر الإقتصادي ، لأن الوصول الى الاقتصاد المتساوي وحرية العيش معا نقطة هامة لإستدارة معالجة الصراع والقضية القومية .
كذلك ببسط الحقوق المتساوية للقوميات وبثقافة متقدمة وبعيدة عن الثقافة القومية السائدة يتم المعالجة.
عندئذ سيكون هذه الخطوة سببا لكي يكون لهم مكانة متساوية ، ودور بارز في شتى المجالات كالأقتصاد والسياسة والإجتماع ، كما يكون لهم دور فاعل في ساحة النضال ضد عدم العدالة المتبع من قبل البرجوازيين والرأسماليين وتلك القيود والعراقيل بإسم القومية لخلق الفكر الشوفيني بين صفوف العمال ، بداية نشوء الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة يعد بداية اتأسيس الدولة القومية ومعها نشأت الفكر القومي ، ويعود بدايتها الى النصف الثاني من القرن السابع عشر .
بدأت الدولة القومية مع معاهدة ويستفاليا عام (1648) ميلادية وذلك بعد إتنهاء سلسلة من المعارك حيث دامت لثلاثة أعوام بسبب الصراع الدائر بين نمسا الكاثوليكية من جهة وولايات ألمانيا البروتستانتية من جهة أخرى في القارة الأوروبية بصورة عامة ، وعالجت الحرب الدامية عدة قضايا جوهرية حيث كانوا عقبة أفام التغيير في القارة الأوروبية من النواحي الدينية ، السياسية ، والقضية الشخصية ، والمقايظة والعلاقات الدبلوماسية .... (24)
مع أن ذلك العصر نشأن الدولة على المخلفات الفيودالية العفنة ، سوف لن يغيي شيئأ من حياة الكادحين والفقراء ، كما كانت هنالك إضطهاد تمارس من قبل النظام السابق فضلا عن الجوع والفقر ، وكانت إقطاعية ، ولكن لم يكن القضية القومية ذو أهمية لدى الفلاحين ، ومن سمات وصفات الرأسمالية أن يجعل من جمة المشاكل قضية قومية جنبا الى القضايا الإقتصادية . لذا لايستطيع النظام الرأسمالي معالجة الصراعات الداخلية والدولية ، وفي ضجيج السوق العالمي يعالج مسائل الحرية والمساواة والعدالة وجميع المسائل الإنسانية المتواجدة . لأن كل المسائل عبارة عن جزء من الضرورة المحتمة للبقاء في السلطة وبأسباب مختلفة وتحت عناوين مفارقة يخلق التطرف القومي بين العمال ويجعلها طرفا ضمن حياتهم وسعيهم ونضالهم ، لذا المعالجة عند الرأسمالية محددة ولها حدود ولا ينبت منها شيئ للناس . إذا نظرنا لأحاديث وخطابات اليساريون والاسلاميين والأحزاب اليمينية سنرى الازدواجية والنفاق في الحديث عن المسألة القومية وكيفية معالجتها ، والجميع يحسب لنفسه الشأن الكبير وأنه العمدة وعلية معالجة القضية القومية ، ولكن يستخدمون هذه القضية للمتاجرة ويضعونها ضمن إطار ضيق من تفكيرهم وارائهم وبحساب الجماهير والناس عموما بالقلق أزاء تصرفهم .
لأن الذي يفصل العصر الأول إنتباه الحركات القومية حيث يشغل طبقة الفلاحين العدد الأكبر من السكان ومن الصعب أن يكون هذه الطبقة مشجعا للحركة القومية من بين الطبقات الأخرى من الفاطنين من أجل النضال للحرية السياسية بصورة عامة والحقوق القومية على وجه الأخص ، ولكن الذي يفصل العصر الثاني يعود الى عدم وجود الحركات البرجوازية الديموقراطية والجماهيرية ن والرأسمال المتقدم يحاول التقارب والإختلاط الكثر والأكثر من القوميات ن وبعد إتجاه القوميات نحو الحركة التجارية بسبب بزوغ صراع بين الرأسمالية حيث إختلطو على الصعيد العالمي وبين الحركة العمالية العالمية التي لها مرتبة هامة ومتقدمة ، لاشك ليست هنالك أي تاجز لفصل تلك العصر ، بل يربطهم سلسلة من المتغيرات . كما أن هنالك عدة أسباب بفصل الدول :

* التنمية السريعة للوطن
* التكوين القومي للسكان
*توزيع السكان .

لذا لايمكن قطعا البدأ بوضع برنامج قومي للماركسيين ، وفي أي دولة من الدول أن لايؤخذ بنظر الاعتبار الأوضاع العامة والتاريخية وشتى الظروف المتجسمة الكائنة في الدولة . (25)
عندما لم يكن هنالك مسألة قومية ، سيكون الحديث عنها غير مجدي ، وإذا كانت هنالك قضية قومية فإنها تحتاج المعالجة .
تاريخ معايشة القوميات معا وكيفية التصرف والتعامل مع بعضهم البعض ، سيحدد إنفصال القوميات زصولا الى إقرار بناء الدولة ، ومن أجل ذلك وفي المقدمة على الشيوعيون العلميين إتخاذ القرار الصائب حسب الوضع التاريخي وعلاقاتهم ، لأن عبر الفترات المتفاوتة وفي المنطقة التي تتواجد فيها الحزب الشيوعي ويكون تلك المنطقة مكان تنفيذ مهام وحركة الحزب الشيوعي ، سيكون المسألة القومية قضية تاريخية ويصبح عائقا أمام الحركة الطبقية للطبقة العاملة ، وإذا وضعت هدف وإسترتيجية الحركة تحت المسائلة ، ويجب أن يتم إيجاد الطريقة المناسبة ومعالجتها من الجذور ، لكي يكون خطوة ذو إستفادة للحركة والثورة العمالية التي ستكون الرد الأول والناهي .
معالجة القضية القومية في أي دولة يتواجد فيها هذه المسألة ، ولكن في السابق وعند البعض من الحركات اليسارية كانت معتقدهم الواهم والغير علمي بأنها لايجوز للقوميات الإنفصال عن إطار الحكومة العمالية ، وكذلك كانت لدى الأحزاب اليمينية والإسلامية قضية غير أولوية الى الحد الذي يعتبرونها مسألة مخجلة ولايستحقق الحديث عنها .
من اجل كسب المجتمع الكوردي هنا وهنالك يتم الحديث عنها بصورة قصيرة حيث لايدل على أي محتوى ، لأن في النظام الرأسمالي ليس منتظرا أن يرفع الإضطهاد السياسي بصورة خاصة ويتم معالجة القضية القومية بصورة عامة ، لذا معالجة هذه المسألة بحاجة الى القضاء على الطبقية وبناء الاشتراكية . (26)
موقف التضاد من إنصال وإستقلال كوردستان والاعلان عنه سابقا وفي الوقت الراهن من قبل يساريي كوردستان ، لم يكن حتى الطريق الثاني للإختيار ، ولم يكن موقف الأحزاب الأخرى فيما معنى وحاليا ليست بالإختلاف الكثير ، إلا أنهم يظهرون العكس في بياناتهم .
لايؤمنون بالحكم الذاتي ولا الفيدرالية كما لايؤيدون الإنفصال ، أصبحت المسألة القومية العقدة الحاضرة أمام تقدم أهداف واستراتيجية الشيوعيون العلميين ، وكذلك إستخدام محاولات اليسار والمسألة القومية من أجل تقدم مصالح البرجوازيون الصغار ، ومن أجل ذلك يقولون بأن إستقلال كوردستان ليست بالطريق الثاني لكي نقوم بالاختيار . (27)
عدم إدراكهم أو معتقدهم القومي بنت لهم تلك الموقف تجاه المسألة القومية ، لأن قضية الكورد في كل من البلدان الأربعة ( العراق ، إيران ، تركيا ، سوريا ) لها تاريخ طويل ومديد من عدم وجود الحقوق السياسية والاقتصادية وحتى الحقوق الثقافية .
تعرضت جنوب كوردستان لحملات الأنفال والقصف الكيميائي وتهديم القرى والموارد الاقتصادية وكانت الحالة المعيشية وحياة المواطنين على شاكلة المسجون القاطن وراء القضبان ، وفي الشرق والغرب والشمال لم يحدث شيئا من هذا القبيل لكي يكون بمثابة الهوية التعريفية ، كانت ولايزال يعد المواطن الكوردي في البدان المذكورة مواطن في الدرجة الثانية ن ومواقف جميع البلدان اللواتي أنمتسمت عليهم الكورد جعل من المواطن الكوردي بأن يفكر بالإنفصال والاستقلال وإنشاء الدولة القومية كانها الحل الأول والناهي للقضية القومية .
لكن البرجوازية القومية القائم بالإضطهاد دوما يقوم بتغييرشعار الاستقلال الوطني بشعار مطاطي لمخادعة العمال في الحقل السياسي المحلي ويتخذون من هذه الشعارات مدخلا لعقد الإتفاقيات الرجعية مع البرجوازية القومية الحاكمة ، وفي مجال السياسة الخارجية يحاول جاهدا لإجراء واتمام الصفقات وتنفيذها مع أحدى الدول الامبريالية المعادية ، لكي يحصل على هدفها في السلب والنهب . (28)
مع ان هذه سياسة البرجوازيون القوميون والمذهبين العرب في العراق ، إلا في كل من دول ( إيران ، تركيا ، سوريا ) يتم العمل بذات السياسة ، ولكن ممارسة هذه السياسة ليست جزء من الهدف والمطلب السياسي والاقتصادي لعمال القوميات في البلدان المذكورة ، وكل ذلك عبارة عن خداع تمارس من قبل البرجوازيين القوميين والمذهبيين تجاه عمال القوميات ، وكذلك من أجل تنمية رأسمالهم وتقدم هذفهم السياسي والإقتصادي على عاتق عمال قومياتهم وجعلهم عبيدا عن طريقة سياسة متبعة واهدافهم الآنية والبعيدة . ( أي شعب يحعل من شعب أخر عبدا لمبتغياته مبيدة يصنع الأغلال لنفسه ) . (29)
جميع أفعالهم من أجل الصراع وتسابق الرأسمال مع برجوازيوا القومية الخاضعة ، ويتم ذلك على حساب مصالح العمال في بلدانهم ، ولكن في كل الأحيان يقف برجوازيوا القوميات المسيطرة والقوميات الخاضعة ضد العمال في كلتا القوميتين لكي يكون مصير نضال الطبقة العاملة للقوميات وحركتهم الطبقية الفشل والغناء .
كما في الماضي والحاضر فشلهم واضح للعيان ، لذا يجب على الشيوعيين العلميين إتخاذ اللازم تجاه عدم إنسجام العمال وتضادهم ووضعه نصب أعمالهم وأفعالهم .
حسب جميع الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتاريخية للقومية الكوردية في المنطقة ، سيكون أنفصالها وتأسيس دولتها القومية الحل الأمثل بدلا من أن يكون شببا لتشقق متفوت وتضاد بين القوميات ، لأن الاعتراف بحقوق الانفصال يقلل من مخاوف تقسيم الدولة . (30)
عندما لم يكن القضية القومية عائقا للطبقة العاملة ولم ينشغل بالنضال الطبقي والمطالب اليومية والمطلب التاريخي ، يجب أن يكون الانفصال لصالح اتحاد النضال والحركة العمالية .
كذلك يجب الضغط للسير في ها المسار ولم يكن موقفهم إذواجيا وغير مفدي ، ويكون سبل المعالجة بصورة مباشرة ضمن رؤي وتحاليل الشيوعيون العلميين .
حسب المشاورات والتحاليل السابقة لليساريين إن إستقلال أو إنفصال كوردستان لم يكن حتى بالطريق الثاني ، وتلك الرؤية والأعمال والكتابات والمحاولات من أجل تقدم تيار الحركة العمالية الشيوعية ن ليست إلا رؤية علمية ، وأنها نبع رؤية ومصالح البرجوازية الصغيرة ن وهذه النخبة في المجتمع حسب مكانتها وطريقها في النظام الرأسمالي يعود مواقفهم لصالحهم ن ومن أجل تحقيق مرامهم يستخدمون مجاميع أخرى من الناس .
كانت الرؤية الخاطئة والغير علمية للياسر في معظم الاحيان نظيرة للرؤية الرأسمالية والبرجوازية الحاكمة ن وكانوا يقولون لو تواجدت حالة أكثر تططورا من هذه الحالة والطبقة العاملة كانت باستطاعتها تسلم السلطة السياسة وأن يجمع حولها الطبقة الكادحة يشغل الحكومة العمالية محل حكومة البعث والسلطة البرجوازية ، وفي كلتا الحالتين نحن ضذ الانفصال وندافع عن وحدة العراق. ( 31)
ما الفرق بين هذه الآراء والمواقف مع أراء وأفعال النظام الرجعي الرأسمالي العراقي ، الطمع الاقتصادي والتجاري والذرائع المختلفة كانوا وراء عدم إقرار إستقلال القومية الكوردية من قبل الرأسمالية في العراق ن وذلك من أجل المصالح ووضع مساواة القوميات في إطار التفكير الشوفيني الضيق ، والرد عليها بالنار والحديد والإبادة الجماعية ، وفي الوقت الراهن كما كان سابقا يتخذ طرق مختلفة لكي يستطيع الدفع بعجلة مناوراتها السياسية والاقتصادية حسب مصالحها .
إذا لم يكن الحكومة العمالية مساندا للحقوق القومية حتى إذا وصلت للإنفصال ، إذا والذي يفرقها عن الحكومة الرأسمالية ؟ !
في الرؤية التاريخية الاقتصادية للبرنامج الماركسي ( حرية القوميات في تقرير المصير ) ولايجوز أن يكون لها مدلول أخر ، وهذا يعني حرية تقرير المصير السياسي ، إذن دولة مستقلة وغنشاء الدولة القومية ، ولكن الشروط من النظر الماركسي ، أي أنها من نظر الطبقة البروليتارية مساندة لمطلب البرجوازية الديموقراطية حيث يقول ( الدولة القومية فيما بعد نقرر ما نقول ، وفي الوقت اللااهن يتخلص حديثنا على تعريف معنى ومحتوى " حرية تقرير المصير " . (32)
الحكومة والنظام الديموقراطي البرجوازي ليست إلا سلطة طبقة أقلية متسكعة على السلطة بأكملها وعلى هدف الغالبية في المجتمع . لاشك الأسماء المتعددة مثل حكومة الرفاهية البرجوازية ، الليبرالية العصرية ، الكلاسيكية ، الديموقراطية والدكتاتورات ن جميع الاحزاب الكوردستانية الأخرى والشيوعية العمالية والشيوعية السوفيتية السابقة والماويون لايستطيعون تقديم الجواب الوافي لمطلب الأغلبية والذي تمكن في الانفصال وإنشاء الدولة المستقلة في إطار جغرافية سياسية مستقلة محدودة .
نظرتهم تلك ورؤيتهم العالمية المسألة القومية الكوردية ، وعدم تأثرهم ، السذاجة ومحتوى الآراء ، ورد فعلهم ضد الدكتاتورية البروليتارية والاشتراكية لاينبت منهم شيئ .
لايستطيع الدولة والسلطات الرأسمالية ضمان الحقوق المتساوية للقوميات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تنفيذ ومنح الحقوق القومية في ( الشيشان ، جنوب السودان ) من قبل دولهم حيث كانوا يتعايشون معا ، دولتا روسيا والسودان منحتا الحقوق القومية ، ولكن عمروهم بمجموعة من القضايا الإجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وهذا إذا كانت من لدن تلك الدول أو من قبل الرأسماليين والبرجوازيين في القوميات ذاتهن .
قضية البوسنيون والصرب يعود الى عام (1800) ميلادية كانت قضية مزمنة وغير منتهية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم دارت الحرب الدموية بمساندة روسية للصرب الأرثدوكس ن وكذلك مساندة وتشجيع البوسنيون المسلمين من قبل أميركا والغرب ، وكانت ضحية هذا الحرب الكاسر العديد من الأرثدوكس والمسلمين ، وكل ذلك مرتبطة بمصالح القوى العظمى .
إذا لو كانت هنالك قضية قومية سيكون للسياسة الخارجية للدول الأخرى تأثيرها في الداخل .
كلا الطرفان الداخلية والقوى الخارجية من أجل مصالحها يقومان بتجهيش نار التضاد وتلهبة ومن تم إخماده ، وجود النضال من أجل الاستقلال الوطني ضد دولة إمبريالية ، يجوز أن يتم إستقلاله في وضع محدد من قبل دولة إمبريالية كبرى لغاياتها الإمبريالية . (33)
قصية الدولة السورية وسكانها والقوى الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم كما في الدول التي أشرنا اليهم من أجل مصالحهم والصراع على بسط النفوذ فب المنطقة والسيطرة على مسار تصدير والغاز الطبيعي الى أوروبا ومعظم بلدان العالم تمت ويتم تصفية الحسابات والثمن أرواح الآلاف من مواطني الشعب السوري ونزوح عدة ملايين من أماكنهم . إنها سذاجة إذا ماكنا نظن بأن الرأسمالية والبرجوازية يعالجان القضية القومية ، ولكن إذا حاولوا في منطقة من بقاع الأرض لنيل جزء من المطالب القومية أو محنها لايجوز أن نمحي تلك المحاولة .
نعلم بأن البرجوازية والرأسمالية لا يقومان بمعالجة القضايا بصورة تامة ، ولكن لإطالة عمر السلطة هنا وهناك يقومان بإصلاح طفيف ، وذلك حسب الزمن وشدة ورخاوة القضايا من قبل القاطنين .
لذا يجب أن يكون للشيوعيين العلميين برنامج وإستراتيجية طويلة الأمد ، ويجب أن يكون يأخذ منطقة عملها بعين الإعتبار ، ويأخذ خطوة لحركة إستقلال الطبقات .
يوجد في منطقتنا أطياف من القوميات والأديان المختلفة ، ليس خفيا بأن لكل طبقة بحد مشكلة وقضية سياسية ، إجتماعية وإقتصادية .
يجب على الاحزاب والحركات الاجتماعية السياسية أن يكون صياغتهم للهدف والتكتيك حسب الوضع وظروف العمل والنشاطات ، وان يدور البرنامج الديموقراطي مني فلك المطالب الديموقراطية للعمال والمجتمع ويحمل في طياتها برنامج للمعالجة . لأن الدولة شكل خاص من تنظيم قوي ، تنظيم متن وحاد لإضطهاد طبقة من الطبقات ، أي طبقة يفرض أن يقوم البروليتاريا بإضطهادها ؟
لاشك يجب أن يضطهد الطبقات المسنمرة القائمة بالإضطهاد ، إذن البرجوازية المأجورة ليست بحاجة للدولة إلا في الحالة التي يقوم بإضطهاد المقاومة القائمة ضد المستثمرين ولايستطيع قيادة تلك الإضطهاد ، وفضلا عن ذلك سيبقى حتى النهاية الطبقة الثورية الوحيدة ، وذلك الطبقة التي سينفذ هذه العملية في حياتها هي الطبقة البوليتارية ، ويعد الطبقة الوحيدة التي تمتاز بتوحيد جميع العاملين بالأجر والمضطهدين في صف واحد للنضال من أجل الوقوف بوجه البرجوازية وإسقاطها ومخحوها بشكل تام ، (34)
والمعالجة التامة تكمن في برنامج ودستور البروليتاريا الثورية ، لأن في زمن الرأسمالية لايوجد طبقة ثورية أخرى سوى الطبقة البروليتارية ، كما في سياق التاريخ كانت الطبقة الثورية تكمن في طبقة العبيد والفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية ، وأصبحوا الطبقة الثورية ضد الإقطاعية البرجوازية والرأسمالية ، وبدلوا العصر القديم بالعصر الحديث ، ولهذا الزمن حيث الرأسمالية يهيمن على شتى الامور لايوجد طبقة أو نخبة يقوم بهذا الدور سوى الطبقة البروليتارية .
( بلا ثورة عنيفة وعدم الشدة لن يكون بالإستطاع أن يحل الدولة البروليتارية محل الدولة البرجوازية ، ومن أجل القضاء على الدولة البروليتارية أو أي شاكلة أخرى لايوجد طريقة لفعل ذلك سوى حلها أي تفكيك الدولة ) . (35)
عند ذلك ينتهي الخداع والغش بشكل تام ، وبهبه الطريقة يتم تنفيذ المهمة التي أسدنه التاريخ لها حيث أصبحت ضرورة تاريخي وحتمية ، وتلك المهمة تكمن في معالجة المسألة القومية التي باتت من إحدى مهام وتكنيك تلك الطبقة ، لأن موقف الثورة الاشتراكية البروليتارية تجاه الدولة ليست إهتمام سياسي فقط ، بل في الوقت ذاته يعد من إحدى المواضيع الضرورية اليومية ، ألا وهي يجب على الجماهير في المستقبل القريب توضيح وتحديد التحرر من إستبداد الرأسمالية . (36) .
عندما يؤخذ عمل تكتيكي بعين الاعتبار فانه من أجل خدمة الإستراتيجية الطبقية ، لذا يجب على القوميتان العربية والكوردية والأقليات القومية الأخرى في الوقت الراهن أن يفكروا جليا كي لايتم إستخدامهم من قبل البرجوازية والرأسمالية لأجل المصالح السياسية ومن ثم يجعلونهم ندا لبعضهم البعض .
معالجة المسألة القومية جزء من جواب النظام الرأسمالي حيث يحاول دوما عن طريق خلق العداء القومي والفكر العنيف ان يكون الطبقة العاملة خصوما فيما بينهم ، ويريدون تغيير المسألة الآتية وقضية العمال والبروليتاريا مع الرأسمالية بالصراع والقضية القومية . عندما التاريخ قالت قوله حول الصراع بين القوميات بأن الحل والمعالجة الحتمية تكمن في الإنفصال ، فإن على القوميتان العربية والكوردية الرضوخ لذلك الحل ويحاولا فيما بعد أن يتحدا ضمن قوة واحدة ضد الرأسمالية ويبذ لاكل ما بوسعهما من اجل القضاء على الرأسمالية ، وذلك عن طريق التضامن ومساندة الطبقة العاملة ضمن القوميات المختلفة ، وسيمنحهم هذه الخطوة القوة الكافية للقضاء على التفاوت القومي والطبقي والجنسي والديني .
لم يكن للدولة وجودا من الأزل ، عندما تكونت المجتمعات لم يكونوا بحاجة لوجود الدولة ، وكذلك لم يكن لهم أية أيديولوجية حول الدولة وسلطتها ، وعندما للضرورة توزع المجتمع الى طبقات كانت لها صلة بمرتبة محددة للتنمية الاقتصادية ، وحسب ذلك التوزيع أصبحت وجود الدولة ضرورة هامة .
نحن قريبتين من مرتبة وأعداد الخطوات السريعة للإنتاج ، وكذلك ضرورة وجود تلك الطبقات لم يكن كافيا ، بل اصبحوا حاجزا مباشرا امام الانتاج وللحاجة والضرورة سيتم فناء لطبقات كما تكونت في السابق للضرورة ومع فناء وتفكيك الطبقات ، سيتم فناء الدولة للضرورة .
سينظم المجتمع إنتاجا حديثا ، وسيكون التنظيم الحديث على أساس الحرية والمساواة وإتحاد المنتجين ، وسيرسل جميع أداة الدولة كما هي وبأكملها للمتاصف العادية جنبا الى النسيج البدائي والمنجل البرونزي . (37)


الجزء الخامس

" لأية جهة ينتمي الكورد في العراق "

عندما نعمل لنيل الحقوق المتساوية للقوميات ، علينا أن لانعود الى أصول القومية والى أية منطقة وجغرافية محددة ينتمون ، لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم سيصبح جزء هاما ومحددا للطلب والمنح وأحقية الحقوق المتساوية مع القوميات الأخرى ، وتتجسد الحقوق المتساوية لجميع القوميات في الجوانب السياسية والاقتصادية .
قبل البدء بأية محاولة وعملية يجب أن يكون الحديث عن الحقوق المتساوية لعمال القوميات ومن ضمنهم القومية الكوردية .
إذن أي حديث عن المساواة السياسية للقوميات ليست لها علاقة بإطار جغرافي محدد والحقوق السياسية للدولة أو الحقوق السياسية للدولة ، أو فرضية أن يكون لهم جغرافية محددة وخاصة بهم ، وإذا لم يوجد ليست أولوية هامة ، بل يرتبط بمنطقة السكن من تلك البقعة من الأرض حيث يعيش عليها ويمارس فيها حياتها اليومية الاعتيادية .
لم ينظر اليها بأنها سيكون لديها جغرافية محددة ، ولكن يعتبر هذه بالنسبة لجغرافية محددة صحيحة ومديرة أيضا كما لم يكن جغرافية .
وما يخص القضايا والصراعات القومية مع بعضهم البعض والحقوق المتساوية ، وبالحد ذاته مرتبطة بمستوى الصراع والقضية واعداء وضياع النضال الحقيقي للعمال ، وليست الجغرافية الخاصة بتلك الأهمية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم كانت رؤية اليسار لإقليم كوردستان خطا فادحا حيث لم يكونوا على دراية بأنها مرتبطة بأية حقوق دولية وإقليمية ، لأن المناطق الحالية لاقليم كوردستان وكما في السابق كانت ولايزال لهم الهدف ذاته مع مركز السلطة العراقية ، كانوا يجسدان السياسة والهدف المشترك ، وفي ذلك الزمن كانوا يديرون الأجندة السياسية لدول العالم والمنطقة وكما هو الحال في الوقت الراهن .
لأن جميع الأحزاب والقوى سواء كانوا في السلطة أوكانوا معارضين منذ عام 1991 والى يومنا هذا أحزاب وقوى خاضعة للقوى الاقليمية والدولية ، ولم يكونوا أحزاب تحررية قومية ووطنية ، بل كانوا طفيليون على الاقتصاد الوفير في مناطق نفوذهم ، ولم يكن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقوميات والأديان والمعتقدات المختلفة ذا أهمية ولم يكن شغلهم الشاغل . بل دوما يقومون بإستخدام القضية القومية والمكونات المختلفة كوسيلة ذا أهمية قصوى للحصول على الرأسمال لأنفسهم وعوائلهم .
عندما اقترح فرنسا مسألة المنطقة الآمنة ومنع الطيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ونتجت عنها قرار 688 لعام 1991 ، وأصبحت سببا لإنشاء منطقتين لمنع الطيران (خط 36) في شمال العراق (خط 32) في الجنوب ، وكانت هذه تارة أخرى بهدف القضاء على إنتفاضة الشعب في مناطق كوردستان وفي جنوب العراق ، ولكي لايكون المسار السياسي لدولة العراق نحو المسار العكسي لأجندة الدول العظمى ، وإلا لم يحقق شيئا بالنسبة لحقوق المساواة للقومية الكوردية في العراق ولم يكن ذو فائدة يذكر للكادحين والمضطهدين والعمال في وسط وجنوب العراق .
سابقا وفي الوقت الراهن يعمل القوى الدولية من أجل الإشراف على الوارد والصادر وتحركات قوائهم الاستخباراتية وعدم مسائلتهم في تنفيذ أجندتهم السياسية والاقتصادية وتصور وزركشة سياسة القوى النتصرة في الحرب الباردة بالمنطقة مستقبلا ، ويتم تحقيق كل ذلك عن طريق القوى المحلية الخاضعة للقوى الدولية والإقليمية .
هؤلاء الطفيليين المحليين مهدت لهم الطريق كي ينفذ وامرامهم بإذلال الكورد والشعب العراقي عموما ويجعلون من المنطقة محلا لإمتصاص أخر قطرة دم من الجسد العراقي ، وتركوا هؤلاء الطفيليين والأجساد والعجيبة والغريبة للتصرف بالجسد السياسي والاجتماعي والاقتصاد العراقي ومن ضمنها كوردستان .
كان هدف فرنسا من تلك الاقتراح أن يبرز نفسها ضمن سياسة القوى الكبرى ، وليست هدفها خدمة القوميات في المنطقة وضمان الحقوق المتساوية لهم . لأن سابقا وحاليا لم يبدي بشيء يذكر لضمان حر ومتساوي القومية الكوردية . إذن الخطان (36 و 32) لكم واضحا ومبينا لليسار ولم يدركوا أنهم ليسوا في منطقة يصعب تعريف إنتمائها لأية جهة أو عدم إنتمائها لجهة أخرى ، أو لا احد يعلم مكان نبعها .
كيف يحاول القوى المحلية سلخ الاقتصاد العراقي ، وكان تفكير القوى الدولية الاستيلاء على النفط والثروات الطبيعية في المستقبل في تلك الزمن وفي الوقت الحالي يدير الكورد في المنطقة بصورة عامة وفي العراق وسوريا بصورة خاصة حربا دموية .
لم يكن الولايات المتحدة وما يرى بأن من حق الكورد كقومية أن يكون لها حقوق متساوية مع القوميات الاخرى ، ولم ولن يتحدث عن هذا الأمر ولن يكون لها أي مقترح بهذا الشأن وسيتعامل مع المسألة القومية حسب مصالحها .
فيما مضى وفي الوقت الحالي لم يكن بالنسبة لهم إنتماء الكورد لأية جهة ذات أهمية ، دوما لم يكونوا مهتمين بإنتماء الكورد ، لأن الشركات الكبرى والقوى الأوليكارشية والجنسيات المتعددة والامبريالية العالمية هم من يقررون حقوق الآخرين ولهم كل الأمر إذا لم يتصدى لهم إرادة ثورية طبقية متينة .
يجب ان لا يكون إنتماء الكورد لأية جهة ذو أهمية ، بل يكون الحقوق المتساوية للقومية الكوردية مع القوميات الأخرى ذات أهمية بالغة .
كان تحليل اليسار سابقا إستبعاد الكورد من الانتماء لأية دولة ، كوردستان العراق بلا قانون ( أي قانون ) بلا دولة ( أية دولة ) . ( 38 )
على ما يظهر لم يكن كوردستان منتمية لأية دولة ، عبارة بدون محتوى من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لأن تلك الخط الوهمي الذي تم خلفه سابقا ويتم الحديث عنه حاليا من قبل الطفيليين تحت عناوين أخرى لم يكن إنقطاعا ولن يكون إنفصالا عن دولة العراق ، إنها فقط الوهم الذي تم ويتم التضليل به للبرجوازيون الصغار وخلق القناعة العمياء لدى الكثيرين من البسطاء والسواد الأعظم ،لأن الوجهان لخط (36) كانت نتاج التأثير والسياسة الواحدة للبرجوازية والقوى الامبريالية .
فيما مضى وفي الوقت الراهن كانت و لايزال القوانين والأحكام الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نبع السياسة العالمية ، ويعتبر الخط الفاصل بين الاقليم والمركز ، إنه خط أوليكارشي كاذب للطرفين ، ومن هذا الطريق إستطاعوا السيطرة على المصادر الطبيعية والموارد الاقتصادية في العراق .
ماذا يعني القانون لدى اليسار ؟ سابقا كانت السياسة الدولية والمحلية لدول المنطقة نفس السياسة وكانت اقليم كوردستان من ضمنها حيث القوى العظمى هم من يديرون مدار السياسة حسب مصالحهم .
ذلك من أثر غياب حركة ثورية بروليتارية وإستخدام منظمة الأمم المتحدة من لدن دول أصحاب ممارسة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي بمسار خدمة سياستهم ومصالحهم الاقتصادية سابقا وحاليا ينظر اليسار كسفية للظروف الموضوعية لسياسة العالمية ، إلا أن قانون أصحاب الفيتو قانون المتسلط والمسيطر على سياسة وإقتصاد العالم ، إذن هنا وهناك مجموعات مرتبطة بسياستهم ويعملون حسب مبتغاهم ويعلنون قانون الغابة ويمارسون القتل والحزاب .
أي قانون سوى قانون الاشتراكية العلمية ن يدعو للإضطهاد ودحر الانسانية ن إذن أية حكومة وأية دولة موقرة والانسان منتمي لجهة ما أو لم ينتمي وبوجود القانون أو عدمه ، معترف بها من قبل الامم المتحدة أو لم يعترف بها لايتغير شيء ، وإذا كانت مضطهدة وحقوقها البدائية والبعيدة مسلوبة ، فأهمية أساس جميع القوانين والحكام والدولة تكمن في حرية ومساواة الأفراد ، لأن الدولة مقياس سلطة طبقة على طبقة أخرى .
سابقا كان ظن اليسار بأن قوانين الامم المتحدة مقياس للإستقلال وإنشاء الدولة الكوردية ، ولكن قوانين الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون إجابة وافية لمعالجة الحقوق المتساوية للقوميات .
وغن وجدت أي قانون في المجتمع ، فالحقوق القومية للكورد يحتاج جواب علمي وجدير بعصرها .
مبين للعيان ان البرجوازيين الطفيليين في العراق بصورة عامة وفي المناطق الكوردية بصورة خاصة كيفية تعاملهم تجاه حقوق الناس والقوميات ، وحتى الدول التي يتحدث عنها اليسار واليمين والاسلمين والعلمانيين ... الخ ، إذا تواجدت فيهم الحقوق لن يكونوا أفضل حالا وفي ظروف أحسن من القوميات التي يتعايشون فيهم . لايتم في تلك الدول معالجة المسائل القومية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا ، لأن حسب متطلبات الحياة السياسة والاقتصادية يخلق النظام الرأسمالي الظروف كما يقتضي مصالخهم ن والذي جرى سابقا ونراها الأن في المنطقة وكوردستان يتم إدارتها بقانون دولي خاص . أصبح حياة ومعيشة الناس ضحية مصالحهم السياسة والحزبية والعائلية واستخدامها لخدمة القوانين وصالح الامبريالية العالمية ودول المنطقة ، وكذلك هنالك عبارة تقول بأن الفوضى العارم في كوردستان العراق يتم إدارته بقانون حيث أصبح سببا رئيسيا لهذه الحياة التعيسة والبعيدة كل البعد عن القوانين والاحكام الانسانية .
سواء كانت حكومة عربية أو كوردية ، فكلهم إستبداديونوهذه الشاكلة من الحكومات والدول لايهم إن كانت لديهم أسواق حرة أو لم يكن ، لأن لديهم المؤسسات القمعية والسجون حيث تعتبر مؤسسات حامية لسلطتهم ورأسمالهم ، ويعملون لترويج السلطة الاوليكارشية والوقوف ندا بوجه الحركة التحررية الشيوعية وبأعنف الطرق يواجهون المعارضين لسلطتهم وقوانينهم وسياساتهم .
جميع المؤسسات الحكومية يدار عن طريق قوانين واحكام خداعة ومضللة للناس ، ونستطيع القول بأن ليس لديهم أي قانون وكانت ولايزال الحال على نفس الشاكلة ، والمطلب السابق والحالي للعمال المضطهدين والمواطنين الكورد بأسره هو إنقاذهم من الإضطهاد القومي والطبقي .
الجواب تكمن في أخذ الحقوق المتساوية للقوميات حيث أنها المطلب والطموح الآتي والمستقبلي للقوميات الخاضعة أو المضطهدين في سلطة دولة القومية الواحدة ، ولايرتبط بنوعية الحكومات بقدر ما له علاقة بنوعية ممارسات السلطة وتاريخ المسألة القومية في الدول ن ومع ذلك الدولة أداة لإضطهاد المجموعة أو المجتمع ، وإستئصال هذه المسألة سيصبح ضرورة اليوم وسيسلط عليها الاضواء السياسية والعملية .
حسب رؤية اليسار إذا لم يتحدثوا عن المسألة القومية بصورة مباشرة ودقيقة فبذلك سيثبتون شيوعيتهم .
يطرح اليسار عدة رؤى مختلفة ويبينون بأنهم وضعوا الخطايا على عاتق الظروف الماضية ، والآن سيستطيعون أن يخلو عاتقهم من معالجة المسألة .
جميع الأحزاب في اقليم كوردستان وفي العراق لديهم رؤساء أوليكارشية ويبحثون عن زيادة راسمالهم ، وانهم سياسيون تجار بدرجة إمتياز ن وكذلك جميعهم بانواسببا وفاعلا لمحن الناس .
حسب رؤية اليسار لو كانت الممثلون الحقيقيين والمباشرين للناس كانوا على رأس العمل فبدون إثبات مسألة الحقوق لكوردستان العراق ، سوف لن يكن المسائل الاقتصادية والانتاج والرفاهية الاجتماعية وثبوت القانون وضمان أمن المواطنين وامور أخرى تحت سيطرتهم أو يدار من قبلهم. (39)
هذه النوعية من رؤية اليسار سابقا ولايزال رؤية مختلفة حول إذا كانت الأحزاب الكوردية مذنبون أم غير مذنبين ن ولم يستطيعوا أن يكون لهم موقفا متينا وبصورة صحيحة وصادقة يبتعدون عن الازدواجية ويكون لهم تمعن وموقف ويصبحوا الناطق بإسم السواد الأعظم من الناس ، ويبدون إستعدادهم لمعاجة المسائل .
من جهة الدفاع عن الناس واللذين أهلكهم الجوع وردائة الصحة وعدم وجود الأدوية والتأمين الصحي وعدم الاستقرار الأمني ومواصلة العمليات الارهابية حيث يتم تطبيقها من قبل الامبريالية العالمية والقوى الاقليمية والسلطات المحلية ، كنوا يظنون بان بإصدارهم لبيان إستنكار سوف يكون بإستطاعتهم القيام يجميع انواع الاستدارة .
كما كانوا يقومون بالدفاع عن السلطة المدارة من قبل الحزبان ، سلطة التجويع وعدم حقوق الناس ، وكان اليسار يقول لو كنا على رأس العمل لما أستطعنا أن نقدم هذا العمل الجيد ، حسب قولهم لأن ليس للكورد دولتها المستقلة ، والمسألة ليست فقط في بناء وإنشاء الدولة ، بل تكمن القضية في نظام الادارة .
عندما يقع على عاتقك إدارة وقيادة مجموعة من الناس ، فيجب أن تظمن لهم الحقوق المتساوية من جميع النواحي ، الحقوق السياسية والاقتصادية وصولا الى المستلزمات التي وصلت اليها البشرية ، ومع ذلك كل الظروف والامور الذي تم الحديث عنهم ، سوف لن يكون مبررا كي لاتقوم بطلب الحقوق القومية للكورد .
الدولة التي يتم البيان عنها حسب أهواء اليسار واليمين والاسلاميين ، لن ينفذ بإصلاح الظروف ، بل أنها بحاجة لعملية ثورية فعلية يقوم بها الشيوعية العلمية بالتعاون والتنسيق مع عمال الكورد والعرب والفارس والترك لبناء وتأسيس السياسة والاقتصاد لدولة لايتجسد فيها الشوفينية ، ويتم ذلك بنظام سياسي وإقتصادي معين .
مع أن الكورد في كل من العراق وسوريا وتركيا وإيران يعيشون ضمن إطار القانون ونظام الحكم حيث لكل دولة منهم ظروف وواقع سياسي وإجتماعي وإقتصادي مختلف ، ولكن تلك الظروف لم تستطع أن تباعد المجتمع الكوردي من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية ويكون سببا لإنقطاع كبير حيث أنهم يعيشون في أربعة بلدان مختلفة .
مع أن النظمة حسب عناوينهم يختلفون ، ولكن الاتجاه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدول تجاه الكورد لهم الهدف ذاته ، وحتى لو كانوا من الناحية المذهبية والنظام والمصالح الاقليمية والدولية مختلفون وتضاد مع بعضهم البعض ، ولكن لدحر الكورد يتألفون ويكونون يدا واحدة وينفقون ويتضامنون ويتعانون ولهذا الأمر يجتمعون سنويا واحيانا يكون الإجتماعات في السنة الواحدة أكثر من مرة ، وذلك عن طريق الإتفاقية الإقليمية الموجودة بين البدان التي إنقسمت الكورد عليهم .
البلدان الأربعة وحسب مركز يتهم لم يفعلوا من الناحية السياسية شيئا يذكر للقومية الكوردية بحيث يتم تعريف الحقوق القومية للكورد بصورة رسمية . بل على النقيظ من ذلك يتعاملون مع الكورد بصورة بشعة وشوفينية .
وفي المناطق التي معظم قاطنيها من الكورد يهمل من قبل السلطة من الناحية الخدمية ولايتم في تلك المناطق الاهتمام وتطور الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج ، وإستطاعوا ان يقاطعوا تلك المناطق مع عملية الانتاج وجعلوا من حياة القاطنين نظيرا للتخاف بحكم الوضع الكائن في البلدان الأربعة علاقة الكورد مرتبطة بمسائل السياسة والانتاج الجماعي ، لأن نمو الاقتصاد والانتاج الصناعي والزراعي في أي منطقة سيصبح سببا لتغيير الفكر والآراء السياسية والإجتماعية ، وتلك العوامل في معظم الأحيان كانوا السبب الفاعل لخلق الاختلاف القومي في المنطقة والعالم .
في منطقة يتم الاهتمام المتواصل بالصناعة وفي منطقة أخرى يكاد الاهتمام يكون معدوما ، هنا تتواجد سبل الحياة كما ينبغي وهناك يكاد ان يكون خالية من أبسط الخدمات .
باذن يتم إتخاذ تلك الخطوات والمسار حسب منهج وسياسة شوفينية كانوا ولايزالون يتبعون هذا العمل . بحسب رؤية اليسار التي تم الاعلان عنها فيما مضى وتطرقت اليها ، على ما يظهر يجب ان ينشا الكورد دولنها ومن ثم يعترف الشيوعية العمالية بحقوق الكورد في العراق ، وبهذه الرؤية أحاطوا أنفسهم بموقع المم المتحدة ، وباعتقادهم إنها عمل ليلة وضحاها ، وهذه الرؤية ذاتها بأن الدولة الكوردية حلم الشعراء ، أو الظروف لاتسمح بذلك والوضع ليست مهياة ، ومع كل ذلك يتم الحديث عن الدولة الكوردية . أعتقد النطرق لمسالة بهذه المستوى والنوعية من قبل الرؤساء والأعضاء البارزين في الاحزاب الكوردية نظير إعتقاد رؤساء القوى السياسية لدول المنطقة والعالم ، حيث يقولون ليست الظروف ملائمة لكي نستطيع إنشاء الدولة الكوردية والاعتراف بها .
هذه الرؤية كما رؤية اليسار لايجديان بشيء سوى تذيل وعمالة السياسيين والمعتقد والمصالح السياسية والاقتصادية لدول المنطقة والعالم .
قبل أن ينخدع العمال والكادحين والجماهير بما يقوم به البرجوازية تحت عنوان الدولة الوطنية الكوردية للوصول الى مراهم ، فيجب على الشيوعيين العلميين القيام بالمطلوب من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وأن يكون لهم أعمال وأفعال سياسية عن طريق محاولات عملية سياسية متناهية وتضمين الحقوق المتساوية للقوميات .
وكذلك لايعارضوا إنشاء دولتهم الوطنية إن وجدت سياسيين للبناء دون أن نثق نحن والعمال والكادحين بهم بالثقة العمياء ، كما يجب ان يمتنعو عن إستخدام العمال والكادحين وجماهير الناس من أجل مرامهم تحت عنوان إنشاء الدولة ويجعلون منهم حطبا لسد أهوائهم ويملؤن بنوكهم .
يجب القيام بالتصدي لهم من خلال قوة ثورية وعملية يكون محاولاتها بإتجاه الوقوف ضدعم وتحطيم مصالحهم وإنشاء السلطة التي ينبغي أن يكون ، وهو السلطة التي يتمناه الشعب سلطة المساواة والعدالة والحرية .
الفعل الثوري واجب ومحاولة من اجل الاستقلال ، لأن الرأسمالية والبرجوازية في السلطة لايستطيعان منح الاستقلال والحرية ، لذا يجب أن يأخذ منهم بهذه الطريقة .
القانون الذي تحدث عنه الياسر واليمين ولايزال الحديث عنه جاري ، لن يجلب الرفاهية والحياة السعيدة ، والغريب في الأمر لا نعلم ما نوعية هذا القانون ؟!
في الوقت الراهن وبعد غنشاء الدولة الحقوقية الوطنية للكورد ، مصدر هذا الكم الهائل من الغلط هي القناعة الزائفة للبرجوازين الصغار، ويتكون من تضليل الجماهير ومن أجل مصلحتهم يتم الخلق ومن ثم الاستخدام .
اليسار واليمين وجميع الحزاب الموجودة ومن ضمنهم الاسلامين جميعهم يعبرون عن الرأي ذاته حول الواقع الحال لكوردستان .
يدرك الجميع بأن دوام هذا الحال من المحال ، حيث سيصبح المجتمع في كوردستان مجتمعا مدنيا بإطار إقتصادي وسياسي بوجهة نظر حقوقي معرف كجزء من دولة العراق أو كدولة مستقلة ، وهذا مفترق واقعي وبحاجة الى رد واقعي وصريح من قبل ( ح . ع . ك ) وجماهير الناس .. (40) .
تعبير المجتمع المدني له محتوى وشكل مطاطي ، كما محتوى الديموقراطية ولايستطيع ان يأخذ شكلا وعلامة سياسية إجتماعية إقتصادية أخرى .
فضلا عن ذلك في الوقت الراهن يمارس الرأسمالية سلطتها الإضطهادية في العالم ، والأن تحت عنوان المجتمع المدني ينشب الرأسمالية نظام مجتمع الغابة ، ويصبح الآلاف من المهمتين في العالم ضحيا حروبهم ومصالحهم ، وفي المجتمعات المدنية الأوروبية والأمريكية لايزال الجنسي ونوعية البشرة ولون الشعر والعين والمذهب مصدر عملهم وتفكيرهم ويقومون بقحط مجتمعاتهم وتنفيتهها ، وعن طريق الأجهزة المنية والحبس والتعذيب اللاإنساني للأشخاص يطورون أعمالهم ويقومون المصالح على جميع الأصعدة .
أجرة عمل غير منصف ومصادرة جميع الحقوق الديموقراطية للعمال والكادحين في بلدانهم والعمال اللاجئين وسلب حميع الحريات والحقوق السياسية والاجتماعية والتنظيمية ، وسحق حقوق القوميات.
مخالفة جميع انواع المطالب المطروحة من قبل الجمعية وعدم الرد والتعامل بصورة وخشية في هذا العصر.
التخريب والتحطيم للبلدان والسكان اللذين يظنهم السلطة بأنهم مصدر لتفعيل المشاكل وعدم إنصياعهم لسياسة ومصالح السلطة .
هنالك أمثلة كثيرة للمجتمعات والسلطات اللاتي يتطاهرن بإسم المدنية والديموقراطية ، في الولايات المتحدة الامريكية السلوك والفعل السياسي وممارسات الشرطة المحلية تجاه ذوي البشرة السوداء حيث يعبثون بمقدراتهم ويعتبرهم أقل مرتبة من ذوي البشرة البيضاء ، ويتم قتلهم وحبسهم في السجون كعمل روتيني واعتيادي ، وتبادل السلطة منحصرة لأصحاب المليارات وذوي النفوذ .
يخلقون عدة حروب خارجية من أجل مصلحة وربح الشركات حيث الملايين من الأشخاص يصبحون ضحيا الحروب الطاحنة ويتشرد الألاف من ديارهم .
في ألمانيا والدول الاروبية الاخرى ينظر الى اللاجئين كمواطنين من الدرجة الثانية في مجتمعاتهم ، وهذا فضلا عن الاختلاف الجنسي ونوعية البشرة ، والخ ...
أفريقا وأسيا وامريكا الجنوبية ليسوا بعيدين عن كل ما يجري من المخالفات في أوطانهم ، وتارة أخرى يواجهونها من الخارج ومن قبل القوى العظمى مما يؤدي الى الحروب القبيلة وقتل وتشريد الألوف .
ففي الوقت الراهن من القرن الحادي والعشرين لايزال العبودية مستمرة بجميع أنواعها في العالم ، ويوجد حوالي ستة وأربعون مليون إنسان يتم التعامل معهم كعبيد ، (41) واحدى الدول التي فيها العبودية مستمرة ( الولايات المتحدة الامريكية ) .
بعد الاستيلاء التام على الحقوق الديموقراطية للعمال ، البسار في كوردستان مقتنعين بأن الحل تكمن في المجتمع المدني ، كما يظنون بأنه الحل الأمثل لمعالجة المسألة القومية .
إذ القينا نظرة على تاريخ علاقة الكورد مع الأنظمة المختلفة السابقة لدولة العراق ، وماذا حصل لهده العلاقة تحت سيطرة البرجوازية الكوردية وما يسمى بثوراتهم وسلطات العراق المختلفة ، فالتاريخ يدلي بأنه تم إستخدام الاسلحة الكيميائية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وحرق البيوت وتهديم القرى ، وجميع الآفات تمت في إطار الدولة ووجود الحقوق السياسية الدولية .
المصائب الجمة لم يحل أية عقدة من العوائق ولم يؤدي بالكورد صوب معالجة حقوقها القومية .
في الأوضاع المختلفة من جهة لايتحدث اليسار من مسألة إنفصال القومية الكوردية ، ومرة أخرى ومن جهة أخرى يتحدث عن هذه المسألة كالذي يجري بين أحزاب القادة الأوليكارشية في إقليم كوردستان ، وإذا لم يكن هنالك وضع وظرف سيكون الحديث عن تأسيس الدولة حلم وخيال ، وذلك نقيض فكر ورؤية الشيوعية العلمية لمعالجة القضية القومية .
الوضع السابق والحالي تمت بماركة القوى العظمى والامبريالية العالمية من أجل مصالحهم ، وقوى السلطة في إقليم كوردستان بانوا طفيليات على المصادر المالية والاقتصادية وأستولوا على مافي باطن الأرض وسطحة ، وبشتي الطرق يسلبون وينهبون الثروات ، وأغرقوا الاقليم بالديون وجعلوا المواطنين محرومين من الحقوق والمعيشة . لأنهم ليسوا بقوميين ولن يكونو وطنيين ولم يفكرو بتأسيس الدولة وليست إستراتجيتهم البعيدة ولن يكون محاولاتهم بهدف معالجة هذه القضية .
( مع أني لا أومن بالفكر القومي ولست متفقا معها بمثقال ذرة واحدة ، ولكن بالنسبة لي القضية هي أن ذوي السلطة والبرجوازيون الكورد وذوي السلطة والبرجوازيون في العراق يستفادون منها ويصبح سببا لزيادة وتكوم رأسمالهم ، لذا الحروب والاقتتال هنا وهنالك تحت عنوان المحافظة على القومية والدفاع عن الدولة ووحدة البلد ، بات كاكسارة حيث يكسرون وبحر شون العظام ، ويستلمون من قاداتهم العليا ثمن ما صنعت أيديهم . يتبين أن جميع الأحزاب اليسارية واليمينية والاسلامية هي في الماضي لم يكن بإستطاعتهم أن يردو بالمتطلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوضع والظرف السياسي الحالي ن مع أن في الماضي وفي الوقت الراهن الانفصال وعدم الإنفصال يتم زركشتها من لدن الامبريالية والقوى العالمية العظمى . لأن من الناحية السياسية والاقتصادية وكذلك العسكرية مسيطرين ومهيمنين على المنطقة والعالم ، وبهذه الهيمنة يظعون المعالجات حسب إحتياجاتهم .
لأن السياسة والحركة الطقية والشيوعيون العلميين ليست لهم فاعلية وغير منظمين ن ولن يكون بإستطاعتهم التدخل في تغيير وإستدارة الظرف السياسي والاجتماعي والاقتصادي لإقليم كوردستان والعراق ، لأن خلط سياسة وهدف الشيوعيون العلمين مع الرغبة والمطلب السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعمال والكادحين ضعيف جدا وليست ذو فاعلية .
التفكير الضعيف والغير مجدي لليسار حعل منه ظيرا للاحزاب الأخرى حيث يقول فلينفصل إقليم كوردستان أو لمركز السلطة في العراق ، وهذا الموقف طاغي ولن ينبث منهللسياسة شيء .
تعبير أن مختلفات حول الوضع حيث سابقا منهجة كانت كوردستان العراق مختلفة عن دولة العراق ، والآن يتم الحديث عن الانفصال من العراق . كما الأحزاب الموجودة في الاقليم حاليا ، اليسار سايقا كانوا يقولون الانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة في كوردستان العراق ( 42) .
هذه الجملة مع سابقتها مختلفان ولا يتوافقان ، لأن لو كان المجتمع الكوردي لاينتمي للعراق ، فلما الإنفصال عن العراق !! أو ماذا يعني هذه الجملة وما مدلولها ، كل ذلك والانتماء أو عدم الانتماء لن يكونو في دائرة الشك ، أو لن يخلق شكا بأن معالجة القضية القومية واجب ويجب إتمامه إن وجدت ودعت الحاجة .
البرجوازيون الصغار في اليسار والاوليكارشيون ليس لهم رؤية ورأي واضح حول هذه السياسية والحزبية الاخرى سابقا وفي الوقت الراهن لم يستطيعو أن يكون خطواتهم بإتجاه تأسيس الدولة المستقلة ولحقيق أمال واهداف الناس عموما .
في 30 تشرين الثاني من عام 1867 كتب ماركس رسالة لصديقة أنجلس حول مسألة ايرلندا معبدا له عن إعتقاده بإختصار قائلا الأن السؤال هو : بماذا ننصح عمال إنجلترا ؟
باعتقادي يجب أن يجعلوا من تفكك الاتحاد درسا لبرامجهم ( بإختصار مسألة عام 1783 مع أنه جعل الديموقراطية أن ينسجم مع الظروف أنذاك ) ، هذه الشكل القانوني الوحيد وفيما بعد سيكون الشكل الوحيد الممكن لتحرر الايرلنديون ، بلإمكان قبوله على البرنامج الحزبي الانجليزي .
يجب توضيح هذه النجربة فيما بعد ، وهل بإمكان الإتحاد الخصي النفي التواصل بين هاتان الدوليتين ، لدي إعتقاد طفيف بأنه من الممكن أن يحدث في الوقت المناسب .
الذي يحتاج اليه الايلنديون عبارة عن ( حكومة محلية ومستقلة في إنجلترا ! ... ) . ( 43 ) .
هذا الاعتقاد لماركس يوضح بأن لا أحد يعلم بأن اليسار واليمين وجهات لعملة واحدة ، في مسألة كالقضية الكوردية ، ماذا يفعلون وكيف سيطرحون المعالجة .
وهذه يعود لسببان ، أولا : لايعلم اليسار كيف يعلن عن نفسه ويخرج من طائلة سؤال الفكر القومي ، ويظهر كمؤيد وحامل لرسالة الطبقية .
ثانيا : المطلب الأوليكارشي لأحزاب اليمين حيث جعلوا من كل شيء ضحية لمطلبهم ورغبتهم المتعطشة لثروات هذا البلد .


الجزء السادس

الاستقلال والحرية يحتاج الى رد (لجواب) ثوري !

ما يتم رؤيتها حتى الأن من سلوك وسياسة القوى الكوردية ، أنها عقلية وعملية ومخيلة قومية شكلية ، ولم بإستطاعتهم الكتير والخروج عن هذه الشكلية في البلدان اللاتي يقطنها الكورد ، وكذلك الأحزاب والقوى اليسارية فيما مضى وحاليا لم يستطيعوا القيام بمل نحو إنفصال الكورد كي يضع تأسيس دولتها المستقلة ضمن إطار التفكير والآراء والخطة والعمل السياسي بهدف رغبة الاستقلال وإنها الصراع القومي في المنطقة .
ليس من السهل الفصل بين التفكير والآراء والأفعال لليمين واليسار ، كما ليس ممكنا تحديد هدف ومطلب مختلف ولن تجد بينهما إختلاف سياسي .
حتى الأن ليس واضحا للعيان أيهما اليمين وأيهما اليسار ، وأيهما مع نيل الحقوق القومية ويتعامل مع المسألة بصورة ثورية ، وأيهما لايعمل من أجل ذلك .
لا يبالي الطرفان ولا يهمهما تحقيق الحقوق القومية المتساوية . حزب يطالب بالحكم الذاتي وحزب أخر ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، واحدهم يرى من قرارات المؤسسات التابعة للأمم المتحدة حلا للمسألة القومية ، لايمثمر عن هؤلاء شيئ ومن الإنفصال أو عدم الإنفصال بات المل في أن يقوم الأمم المتحدة بالاشراف عن إستفتاء لهذا الغرض .
الحديث عن تأسي الدولة أو العودة للمركز جزء منها يرتبط بالمطلب الأوليكارشي لمجموعة من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين الحزبيين ، والجزء الآخر مرتبطة بعدم الدراية والامبالاة تحت عنوان الابتعاد عن الفكر القومي ، والجميع مرتبطون بحماية مصالح النخبة الأوليكارشية والبرجوازيون الصغار .
لأي غرض إن كانت مصدرها النظم ، فلن يكون بإستطاعتها تقديم الحل الجذري ، وفي المسألة القومية إذا أستخدمت في أي دولة عبارة ( تفكك الاختلافات الاجتماعية والسياسية ) بدلا عن عبارة ( القضاء على الاختلافات الطبقية ) سيفتح بابا للتساؤل والظن .
بين دولة وأخرى ن بين إقليم وأخر ، وحتى بين محلة ومحلة أخرى لايتم القضاء على بعض الاختلافات بين ظروف الحياة والمعيشة بصورة تامة ، بل بالإمكان تخفيف الاختلافات الى أدنى مستوى ، ولكن من الصعب تحقيق القضاء التام . (44)
لذا العبارات ليست ذات أهمية بالغة إذا لم يكن هنالك محاولات وأفعال من اجل التنفيذ ، ولهذا السبب ليست لها مكانة ومسار في تفكير وأراء وأفعال احزاب اليمين واليسار .
عندما يعطى البرجوازيون الصغار منصبا ومكانة في المصلحة الاقتصادية ويختلط مصالحهم مع رأسمال برجوازيو القومية الحاكمة ، حينئذ لم يكن بالنسبة لهم معالجة المسألة القومية ذو أهمية ، بل سيصبح مصدرا للكسب الوفير وتكوم الرأسمال ، كما هو الحال في الوقت الراهن حيث يتم التسويق بالرغبة القومية الكوردية من قبل الأحزاب ،مما جعل الاوليكارشيون والاحزاب السياسية يتاجرون بالرغبة والمسألة القومية ، وهذه ليست مرتبطة بدولة واحدة ، ولكن نوعية الافعال وكيفية إستخدامها واهميتها يميزهم عن بعضهم حيث يتم العمل بها بصورة متفاوتة من قبل الجميع .
وفي النهاية يعمل جميع الأطراف لتكوم الرأسمال وزيادة نسبة التجارة ويمارسون هذا النشاط المخذي عن طريق العب بمقدرات الناس وتعكير النفوس وتصفية الأجساد .
ويتم في إقليم كوردستان نفس الشيء ولايختلف عن الأقاليم والمناطق التي تتواجد فيها القضايا المختلفة والمسألة القومية حيث يتم إدارتهم من قبل البرجوازيون الصغار والاوليكارشيين ، ويظنون أنفسهم بأنهم الماكين للأقاليم والمناطق التناحرة .
بهذه الازوادجة البعيدة كل البعد عن الحقيقة والاستحقاق لهدف معالجة المسألة القومية ، يعلن اليسار عن هدفهم وسياستهم وفكرهم .
سابقا وفي الوقت الراهن الأهداف المعلنة للحزب الشيوعي يحتوي على نقطتين ، أولا : الثورة في كارفة أرجاء العراق وبناء مجتمع غير قومي ورفع الظلم عن الشعب .
ثانيا : تعريف حقوق المواطنين في كوردستان العراق بالإنفصال والإصرار على مبدا الإستفتاء . (45)
هذه العبارة فيها أقوال ومفردات متناقظة ، ومنها بناء مجتمع غير قومي ، بل من الأفضل تغيير هذه العبارة ويحل محلها ، لايكون هوية المجتمع حكرا لؤية قومية ، أي الحياة المتساوية ىالقوميات في إدارة لمجتمع من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وإذا كانت هنالك ثورة تعمل على هذا النحو ن سوف لن يكون للنقطة الثانية محلا أي أنباء لسنا بحاجة لذكر هذه النقطة .
لايستند النقطة الثانية على الناحية التاريخية وذرورة إنشاء الدولة الكوردية المستقلة ن بل إنها فقط إستخاثة وإعطاء أهمية لإجراء الاستفتاء تحت إشراف الامم المتحدة كحل أمثل لمعالجة المسألة القومية الكوردية في العراق .
هذه إزدواجية رؤية اليسار حول المسألة القومية ومحتوى عملية ثورية من قبل المجتمع وإند لاعها وصولا الى مستوى التغيير الجذري للمجتمع .
هل هناك ثورة قادر على إنشاء مجتمع غير طبقي وغير قومي ؟ !
لاشك إنها فقط ثورة الشيوعية العلمية القادر على إتقان هذا الدور ، وإنهاء الاختلاف الطبقي والقومي ، وإذا لم يتم إنهاء الاختلاف الطبقي ، سوف لن يكون بالإمكان إنهاء الاختلاف القومي .
الرأسمالية وسلطتها في هذا العصر وفي الماضي جني ويجني ثمار المسألة القومية ، وخير دليل على ذلك واقع الدولة السويسرية حيث يعيش فيها عدة قوميات مختلفة ، ألمانية ، فرنسية ، إيطالية وبعض قوميات أسيا و أوروبا الشرقية ، وحقوق جميع القوميات مصانة ، ومع ذلك لم يصبح المجتمع السويسري مجتمع غير طبقي ومتساوي من الناحية الاقتصادية .
كذلك ليست بدولة لايطبق فيها النظام الرأسمالي الليبرالي ، ويكافح وينهي الإضطهاد الطبقي ، وفي هذه الدولة يعيش مجموعة من الناس بارفاهية ، والبعض الآخر ليستهم حالتهم المعيشية مضمونة .
بعد ان تم تحديد سويسرا كدولة محايدة في السياسة والاهداف السياسية والعسكرية ضمن النظام السياسي الدولي .
نظمت القوميات عن طريق إنشاء نظام سياسي وكتابة منهاج وبرنامج ودستور خاص الحياة السياسية والاجتماعية في إطار الدولة .
لم يكن لك بشكل عفوي ، بل الناس من الجكيع القوميات تناغموا معها وفي أرفي ديموقراطية لعلاقاتهم استطاعوا نيل ذلك الناتج والهدف ،ولكن قد مر تلك الزمان وفقدت إعتبارها وليس بالإمكان إعادة نفس العملية ، ولن يكرر البرجوازيون والرأسماليون ماقاموا به سابقا في دولة أخرى إذا كانت على شاكلة الدولة السويسرية من حيث القوميات المختلفة .
حدثت تلك العملية في الدولة السويسرية فقط ، وذلك لأن حسب إتفاق دولي في عام 1871 بين القوى العظمى لدول العالم في تلك الحقبة الزمنية حيث تم الاتفاق على أن لايكون سويسرا ضمن الحروب والصراعات العالمية وأن لايساند أي تحالف أو صراع عالمي وإقليمي ، ولذلك ليست هذه الدولة ضمن العلاقات السياسية والقضايا والصراعات الدولية .
أي دولة عظمى لم يخلق قضية وصراع دولي في تلك المنطقة ، ولم يجعلوا من القوميات أداة للسياسة والهيمنة وصراع القوميات وإشعال الفتن داخل سويسرا ، كما حصل ويحصل في إقليم كوردستان حيث هذا الطرف وذلك الطرف يرقصان على أنغام الدول .
جميع الثروات اللاتي حدثت في السابق ، كانت للدفاع عن شكل في التملك ضد نوعية أخرى من الملكية ، ولن يكن بإمكانهم الدفاع عن تلك النوعية من الملكية دون المساس للنوعية الاخرى . (46)
الثورة التي قد تحدث في العراق يجب أن يغيير ظرف و وضع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويأتي بعصر جديد ومختلف .
لكن ما يتم تداوله من قبل اليسار واليمين في العراق وفي الاقليم حيث يؤشرون الى إندلاع الثورة ولا أحد يعلم ماهي نوعية الثورة وما مدى تأثيرها ؟!
هل سيكون الثورة إعادة المثال السويسري أو سيكون مغايرة ونوع مختلف ؟!
لاشك هؤلاء لم يقوموا بالثورة ولن يفعلو ، ولم يحملو رؤى وفكر ثوري . لأن في الوقت الراهن الثورة عبارة عن تغيير معنى وأهمية علاقة سياسية واقتصادية واجتماعية أنية الى علاقة إقتصادية إجتماعية مختلف تماما ومنطق عن التشكيلات والفرق الطبيقية والاجتماعية والاقتصادية ، كالذي مثبت في المجتمع حاليا .
النظم والاستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون ردا لإنفصال القومية الكوردية وصولا الى مستوى تأسيس دولتها .
لأن الأمم المتحدة مؤسسة لإدارة سياسة القوى العظمى وفرض مصالحهم على قوى الدول الضعيفة والصغيرة ، كما كانت منظمة ( عصبة الأمم ) في السابق ذو قدرة وقابلية هزيلة وضعيفة . (47)
لذا يجب أن يكون هنالك موقف وفعل واضح وعلني مصمم على إنفصال القومية الكوردية ، وحتى لو كانت في الوقت الراهن حكومة عمالية ( حسب رؤية وأراء اليسار) في السلطة ويتسلم زمام الامور .
تحقق بهذه القومية الويلات والأفات لمرات عدة من قبل الحكومات والدول المنقسمة عليهم الكورد حيث تعرضت لشتي أنواع التنكيل والتطهير العرقي والابادة الجماعية ، ما أثرت سايكولوجية التشتت والتفرق على ذهنيتها .
لذا يجب أن يكون الهدف مع رغبة ومطلب العمال والكادحين الكورد منسجمة من الناحية العاطفية والسياسية ، ويحتاج تحقيق هذه الرغبة عملية ثورية .
بما أن النظم والاستفتاء موقف وتفكير القوى السياسية في الإقليم ، فليس بالإستطاع أن يكون هكذا موقف وتفكير أن يكون ردا لرغبة ومطلب الإنفصال .
الذي يتم بداولة دوما من قبل اليسار واليمين يحمل في طيانة وضعان مختلفان وموقفين مختلفين ، وكل ذلك وتجسدة في محتوى فكر وفعل الاوليكارشيون .
الذي يتحدث عنها اليسار حول الثورة وليس معلوما لاحد المحتوى !
فما الواجب الذي يجب أن يتم تنفيذها من قبل الثورة في عصر الرأسمالية وكيف يتم التغيير ؟!
الاختلاف الموجود حول محتوى الثورة في تفكير وأراء اليسار ، حيث يتول ( الاشتراكيون الليبراليين ) ألم يمن الوقت كي يظهر مواطنوا كوردستان أرائهم في إستفتاء حول الانفصال أو البقاء ضمن إطار العراق ؟ ( 48 )
يتظاهر هذا الرأي للإستفتاء مع رأي الأمم المتحدة لمعالجة القضايا ، ولغاية الأن لم يكن بإستطاعة هذه الرؤية معالجة القضايا و‘نهاء معانات الشعوب والقوميات المطالبة بالاستقلال والانفصال في إطار بلدانهم ، ويبقى السلطات بنفس المحتوى والممارسات ، ولاينهي الإضطهاد وعدم الحقوق وعبودية الإنسان .
لذا هذه المحاولات تجاه المعالجة الجذرية أفعال عقيمة ، لأن هذا العداء والتضاد وعدم العدالة يدار من قبل تظام معين ، ولايحاول معالجتها ويعتبرها مسلكا لتطور مصالحهم ، واحيانا عن طريق تدعيم العداء القومي والمذهبي والديني والثقافي يتم المراد .
إذن كيف سيحاول أن يحطم ما يستند عليه ن حتما لن يكون ، وفي بعض الحيان خوفا من الاستفتاء وعقباته يتم المنع والتضليل ويعتذر بمبررات متنوعة كالتي تحدث في الوقت الراهن حيث يتعذرون بتعابير لانستطيع ، لايجوز ن ولم يحن الأوان ..... الخ ، وفي معظم الأحيان يدافعون عن أنفسهم بالأعمال المفرطة التي يقوم بها السلطات ويكون عائقا امام محاولات الانفصال والاستقلال كي لاينال الهدف .
في المعظم الأحيان والظروف للبلدان المختلفة سيكون القضية بحاجة الى فعل وعمل ثوري من قبل العمال والكادحين ضمن القوميات المختلفة للبلدان اللاتي تتواجد فيها القضايا والرغبات القومية ، ولذا يجب على عمال القومية العربية ان يكونوا متعاونين حول إنفصال القومية الكوردية وتاسيس دولتها المستقلة ، وذلك من أجل القضاء على العبودية ، وبعد ذلك نضالهم المشترك ضد الرأسمالية وسلطاتهم .
عندما يكون الأمم المتحدة مشرفا وراعيا سوف يكون خطة الاستفتاء طريقا للمعالجة ن وعند ذلك سيتم العمل من أجل تطور وتنمية مصالح القوى العالمية العظمى والقوى الاقليمية ن ومن هنا ينبرغ القناعة العمياء وعدم الادراك للبرجوازيين الصغار حيث يظنون من النظام الرأسمالي ترسيخ مناخ ديموقراطي .
تلك البؤس والمصائب الملحقة بالعمال والكادحين والمواطنين بصورة عامة في كوردستان ، لايتم معالجته فقط بتحديد التأسيس القانوني للدولة الكوردية ، لأن تغيير السلطة والشكل السياسي للبرجوازية والاوليكارشيين في الطبقة الحاكمة بسلطة أوليكارشية القومية الخاضعة لا يأتي بالمعالجة للمسألة ، ويمكن الحل الجذري في تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولكن مع ذلك تأسيس الدولة للقومية الخاضعة ينهي المهام الواقع على عاتق النضال والكفاح السياسي والاجتماعي.
لكن اليسار وتكافؤ رؤيتهم وأرائهم مع الأحزاب الأخرى ، سيعطي إضاءة نضال وكفاح العمال لأيديهم من دون فتيل ، ويعطنون عن فكر وقناعة متفقون عليها مع ذوي السلطة ويقولون ( بدون تحقيق حقوق كوردستان العراق عاجلا ، سوف لن بكون بالاستطاع الخروج من المصائب والقضايا المغلقة ) . (49)
هذا ليس حديث اليسار فقط ، بل الأحزاب الأخرى ومايسمى بأحزاب اليمين والأحزاب الاسلامية جميعهم متفقون على هذا الرأي . تحدثت أنفا بأن الخروج من كل هذه التراجيدية التي مرت على القومية الكوردية ، ليس بإستطاعة الحكومة أو الدولة الأوليكارشية أن يكون لها رد مقنع ، وحتى تأسيس الدولة الكوردية لايستطيع تحسين الواقع المعيشى وظروف العمل ، إذا لم يتم وضع نظام على أساس تأمين الحرية والمساواة والعدالة . سيكون تأسيس الدولة الكوردية بمثابة الرد الكافي والوافي لإنهاء الإضطهاد وحل المسألة القومية ، ورفع صرامة العنصرية القومية على قومية أخرى ، وإنها الى حد ما هام وذو شأن ن ولكنها ليست الجواب الفريد والقاطع لقضية واهات الكورد .
حسب أراء الاشتراكية الليبرالية والسياسيون الخرين عدم خروج هذه المجتمعات من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محصورة وصغرة في عدم وجود إطار حقوقي وحدود مغترف به.
إنهم غافلون عن حقيقة دامغة حيث يعيش الكورد ضمن حدود أربعة بلدان ( العراق ، الايران ، تركيا ، سوريا ) والاطار الحقوقي للدول المذكورة مليئة بالقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ومن الناحية الدولية والاقليمية إنهم مبتلون بعشرات المشاكل وغارقين في الأزمات .
فضلا عن السياسة الشوفينية المتبعة من قبل السلطات ضد القوميات المختلفة تحت عنوان وحدة الوطن ، زكا هذه الممارسات من اجل البقاء في السلطة ، ويكون ضحية تمديد السلطة الألاف من المواطنين .
لذا تثبيت الحقوق القومية التامة وحقوق المساواة والحريات يمكن في إنشاء سلطة العمال الكورد ، حيث يكون حقوق الجميع محفوظة ومحترمة ، وعلى الأفراد الالتزام بالحقوق والواجبات .
لايتم تنفيذ هذه العملية عن البعد وبالأقاويل الرنانة ، بل يتم عن طريق العمل الذؤب والموقف الثوري.
يجب أن يكون ناتج هذه الثورة إنشاء نظام مشترك ومتساوي بين جميع القوميات والسكان ، وبذلك سينتجو الكورد في العراق من مصائب وأهات سياسة البرجوازيون والرأسماليون والامبراياليون .
تمت بناء الدولة كضرورة لمسك جماح تضاد الطبقات ن وفي الوقت ذاته حسب نشأتها في حدود الإصطدامات بين الطبقات ، وهذه كمقومات عامة سيصبح دولة الطبقة القومية من الناحية الاقتصادية ، كما من الطريق ذاته سيكون دولة الطبقة السياسية القومية ، وبهذا الشكل سيحصل على عوامل مساعدة جديدة للإنتاج وإضطهاد الطبقة المظلومة .
قبل كل شيء كانت الدول منذ القدم ( الدولة القديمة ) عبارة عن دولة يمتلك العبيد لإضطهاد الفلاحين المساكين والعبيد ، وكذلك الدولة النيابية الحديثة عبارة عن أداة إنتاج العمل بالأجر من قبل الرأسمال ، ومع ذلك في بعض الحالات الاستثنائية وفي بعض المراحل يصل الطبقات المناضلة الى مرتبة بحيث يكون نظير القوة ،وينال الشكل النيابي سلطة الدولة لفترة محددة ، وتجاه كلنا الطبقتين بخلف نوع من الاستقلال . (50)
لذا تأسي الدولة الكوردية في أي وقت كانت ، سيكون مجرد محاواة لإنهاء الظلم الذي يمارس من قبل الرأسماليون والأوليكارشيون ن لاشك خلق الفرصة لها أهميتها ، ولكن الإرادة والمحاولة من اجل التنفيذ لها أهمية قصوى .
بعدم وجود الارادة حتى لو كانت الفرصة متاحة ، سوف لن يتحقق الهدف ، ولكن بتزامن الارادة والمحاولة ، وإن لم يكن هناك فرصة ، سيكون من المحتمل تحقيق المطلب ، وبنسبة عالية يتوقف تحقيقها علة التنسيق والتعاون والنضال المشترك العمال والقوميات ( العربية ، الفارسية ، التركية ) حتى إذا وجدت الفرصة فإن لم يكن للطرفان تأثير على إرادة وتضامن القوميات ، سيكون إمكانية الحصول على المطلب صعبا وبعيد المنال ، كما حدثت بعد إنتفاضة عام 1991 في إقليم كوردستان وجنوب العراق ، ومن ثم بسبب الأوليكاشيون الكورد لم يتحقق شيء من تلك الرغبة .
من الغباء إذا إعتقدت هنالك ظرف أو فرصة سيتبع لك الوصول الى مبتغاك ، فإن عدمت حركة عملية لإرادة الرغبة في إنهاء الظلم القومي ، حينئذ سيصبح المسألة حديث ومحاولة دائمة ومتواصلة لنضال وكفاح كاذب لقومية أخرى يمتلك السلطة ، وبذلك يقدم خدمة لطبقة اوليكارشية سياسية واقتصادية وعسكرية ، وفي نفس الوقت يتاجر هؤلاء بالمسألة ، كالتي حدثت في كوردستان العراق عام 191 ومازال مستمرا ، وكذلك عدم الروح الثوري لعمالب القوميات ، فإن إمكان فرض إرادة الناس من قبل الأوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الصغار للقومية الكوردية فلن يثمر بشيء .
كما حصلت ذلك في تسعينات القرن الماضي تجاه الشيشانيون من قبل روسيا الفدرالية ن وذلك لعدم وجود الإرادة ودعم الشعب الروسي ، ولهذا السبب ليس بالإستطاع وضع القوى الرأسمالية والدول الأوروبية تحت التغيير الجغرافي .
لم يستطع اليسار الخروج عن رؤية قادة الأحزاب السياسية الكوردية ، أي الآراء الموصولة لمسامح الناس ، فالنظير والمحتوى ذاته لنظام السلطة وحكومة الدولة ، فإنها إدارة حكم حيث أنها مطلب البرجوازيون والوليكارشيون الكورد ، ويسعون لنيل هذا المطلب .
لمعالجة القضايا القومية فإن وجدت الفرصة أو عدمت ن فيجب أن يكون هنالك محاولة للعمل الثوري ، وهذا المهام يقع على عاتق الأحرار والشيوعيون العلميين .
القوى الباحثة عن الفرصة سابقا ومازال بحثهم جاري ، لم يكونوا سوى كذبة عارية من الصحة ولم يثمر عنهم شيء ، كالتي يحدث من سياسات الأحزاب المحلية وطفيليات الإقليم حيث يتسترون بالمسألة القومية الكوردية ويسرقون ثروات البلاد .
إستثمار الفرص بحاجة لروح وسعي ثوري كي يصل للهدف المنشود ، ولهذا الغرض تلك الجهة وهذه الجهة يرقصان على نغم القوى العالمية والاقليمية .
أفكار وسياسات اليسار واليمين والاسلاميون والقوى الاخرى إن وجدت ، فليس بإمكانهم الخروج عن إطار السياسة والقانون المصاغ من قبل الدول العظمى واصحاب الفيتو يفرضون هيمنتهم على سياسات وقوانين الأمم المتحدة ن وبذلك يتم السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية على دول العالم .
لأن سياساتهم تصب لصالح الأوليكارشية ، وفيها مكسب للبرجوازيون الصغار ، لذا لم يكن بإمكانهم كسر طلسم سياسة الراعي المتبع من قبل القوى العظمى بشكل صحيح وتام ، ويتم التوضيح والتعريف للناس عن طريق المم المتحدة ، ومن ثم التراجع والإنكسار ، ولهذا الغرض يقوم الجميع بالمتاجرة بارغبة والمطلب القومي للكورد ومسألته .
تعريف كوردستان من قبل بعض الدول المختلفة بصورة رسمية ، وكذلك تثبيت التجارة والاقتصاد والدبلوماسية مع عدة أجزاء من العالم ، والإرشاد المقدم من الوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الكورد ، فإنها محاولة من قبل اليمين واليسار من اجل إثبات دولة برجوازية أوليكارشية للكورد في كوردستان العراق ، والإ ليست هنالك حديث عن أية دولة وحكومة أخرى .
لاشك تأسيس الدولة الكوردية ذو اهمية ، ولكن لن يصل الى مدى أمنية عمال الكورد ، لأن مناهج النظام السياسي بات تحت سيطرة السياسيون والعسكريون ورأسماليوا الوليكارشية ، وسيكون على شاكلة إدارة المافيا .
الاصلاح في البرنامج القومي لاينهي إمتيازات القومية المسيطرةولد يشكل المساواة الكاملة ، وكما لايفكك جميع أشكال الظلم والتعسف القومي . (51)
لهذا السبب المؤيديون للحكم الذاتي وحق تقرير المصير ورؤيتهم بشأن الإنتظار لإجراء الإستفتاء والإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة حول حق الانفصال وتعريفه رسميا في المؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية ، ليست إلا كذبة عارية ولا أساس لها ، ولايستطيع نيل الحقوق المتساوية للقوميات ، وكذلك الحديث عن الاختلاف بين الأحزاب في كوردستان العراق ، ليس بشيء سوى تضليل الناس .
الحديث المتداول بأنهم يسعون لإجراء إستفتاء لإنفصال كوردستان العراق أو جنوب كوردستان في العراق ، ليست سوى إستهلاك للوقت وإطالة العمر السياسي والاقتصادي والاجتماعي المخجل .
لأن إذا لم يكونوا أوليكارشيين وطفيليين على إقتصاد وسياسة كوردستان الجنوبية ، هؤلاء الاسود الثلجية لو كان غابتهم إعلان الدولة ، فكان من المفروض أن يعملوا الصياغة ووضع أساس لتأسيس الدولة الكوردية من النواحي الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والدبلوماسية ، وليس العمل لتجسيد سياسة وهدف الحزب والقبيلة ، بل كان الأجد ربهم العمل في مسار فرض سياسة الدولة ، ولا يكون طرفا ضد طرف أخر ، ولايكون الجميع خاضعين لسياسات وإقتصاد دول الجوار للإقليم ، وعدم تنفيذ أضدتهم في الداخل ضد المواطنين .
كما في السابق وبنفس الشكل عملت العشائر الكوردية ذات الحدث ضد بعضهم البعض ، ومنذ مجي الميديين كانت على هذه الشاكلة ، ويعتقد بأنها حتى قبل ذلك العصر كانت الامور تسير على نفس الشاكلة أيضا .
يذكر المؤرضون الآشوريين دور ملك نايري والمقاتلون الأشاوس لمركز كوردستان الوسط في يومنا هذا .
على مر التاريخ الاسلامي يظهر رؤساء العشائر وعشائرهم المختلفة بأنهم كانوا دوما في خدمة السلطات العليا للمنطقة . (52)
الوضع لليمين واليسار ورؤيتهم وأفعالهم يدل على إعادة نفس التاريخ لشيوخ القبائل ورؤساء العشائر والأغاةات والشيوخ ، فلم يستطيعو الاعتماد عاى أنفسهم وعدم الاستناد عاى القوى الإقليمية ، ويظهر بعض القوى المحلية أسلوب وعمل مختلف ويستندون ويعتمدون على أنفسهم .
كما حصل سابقا عندما يلتزم شيخ عشيرة صغيرة بدولة قوية ، ليست لدية شيىء يخسره ، بل من الناحية المادية سيستفيد وينال مبتغاه . (53)
المسألة القومية ومعالجتها لايرتبط بالظروف المستقرة أو الغير مستقرة والوضع السياسي المخضوض ، بل إنها مرتبطة بمستوى ودرجة التضاد القومي وصراعها القوية ، وكلما كانت أقوى سيكون المحاولة والرغبة للإنفصال أكثر جدية .
في إقليم كوردستان والدول الثلاثة الأخرى ( سوريا ، تركيا ، إيران ) المعادات القوية لرغبة ومطلب القومية الكوردية من قبل السلطات المركزية وعدم الاعتراف بصورة رسمية بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والحضارية من قبل الحكومات في الدول المذكورة ، وكانت دوما ظروف نيل تلك الحقوق القومية من قبل الكورد شبيهة بما حصلت سابقا في العلاقة الموجودة بين البرجوازية الانجليزية وأيرلندا ، لأن البرجوازية الانجليزية من أجل تخريب حياة الطبقة العاملة في إنجلترا قام بالترحيل القسري للإيرلنديين الفقراء ، ولم يقف بإستغلال فقر الإيرلنديين فقط ، بل عمل لتفريق البروليتريا الى جبهتين متغاصمتين .
جبهة العمال الثوريين المتحمسين وجبهة عمال أنجلوسكسون حيث كانوا هادئين ومعاملتهم إيجابية ، ولم يحدث أي إجماع وتنسيق بينهما ، بل العكس صحيح حيث كانت في جميع مراكز الانتاج الصناعي في إنجلترا جدال وتنافس عميق بين البروليتارية الانجليزية والبروليتارية الايرلندية ، وكان عامل متوسط إنجليزي يكره عامل ايراندي وينظر اليه كمنافس في الأجر وسببا لحفظ مستواه المعيشي ، ويحمل في أعماقه حقد قومي وديني وتعصب عرقي تجاه العامل الايرلندي .
ينظر اليه كما ينظر ذوي البشرة البيضاء الفقراء للعبيد وذوي البشرة السوداء في ولايات الجنوب في امريكا الشمالية ، ويقوم البرجوازية بصورة مفعلة بالحفاظ على العداء الموجود بين البروليتارية الانجليزية ويساندها ، لأنها يعلم بأن الحفاظ على أسرار جبروت إستبداد سلطتها ، تكمن في تفريق البروليتاريا . (54)
كي لايقع القوميات أو الأمم في اللعبة السياسية والاقتصادية للبرجوازيون والرأسماليين التابعين لهم ، ولا يكونون مضطرين من أجل تحقيق مرامهم أن يتخذوا قرار العنف والقتل والعداء بين القومية التي تستلم زمام السلطة والقومية المهمشة والخاضعة للبرجوازية الحاكمة ، فعلى عمال القومية الحاكمة تقديم المساندة الكاملة لإنفصال القومية المضطهدة من قبل الدولة ويكونون معهم في إتخاذ قرار الإنفصال .
لاشك إذا إتخذ أي شعب قرارا كي يجعل من الشعب الآخر عبيدا ، فبذلك الخطوة يضع بيده سلاسل العبودية على عنقه .
رغبة ومطلب الماركسيون إزاحة العبودية ورفع السلاسل عن أعناق الطبقة العاملة ، وهدفهم إنهاء المشكلة التي باتت عقبة في طريق تقدم النضال السياسي والإجتماعي والإقتصادي للطبقة العاملة في الأمم المختلة لسائر البلدان .
كذلك عليهم إيضاع مرام البرجوازيون حيث يقدمون بمساندة التضاد بين القوميات من أجل مصالحهم ، وإستبعاد العمال نضالهم الحقيقي ومهامهم التاريخي .
البرجوازيون والأغاوات والشيوخ والإقطاعيون الكورد يعلمون في صف البرجوازية التركية والعربية والفارسية لخلق عقلية التضاد القومي والعشائري في القومية الكوردية بغرض الحفاط على مرتبتهم ومقامهم الطبقي .
بعد تأسيس دولة العراق في عام 1921م من قبل البرجوازيون الإنجليز ، لم يكن هنالك أية مشكلة لبرجوازيوا القوميات في تطور رأسمالهم ، بل إستطاعوا إستثمار التضاد لصالحهم .
تأسست دولة العراق بالنار والحديد وحافظت على نفسها ، وباتت هوية هذه الدولة إستخدام الأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وتدمير المدن والقرى منذ بداية الانشاء ولايزال مستمرا .
قامت برجوازيوا الأمم بسقي بساتين وغابات رأسمالهم بدماء العمال والكادخين ، وكذلك إذا وجدت في دولة ما قوميات متعددة ، سيقوم البرجوازيون بالتنسيق فيما بينهم ويستخدمون إمكانياتهم بصورة مشتركة من أجل الإستثمار الكثير في القوى العاملة ومعاداة العمال .
مع وجود كل هذه النواحي وظروف حياة ومعيشة القوميات وبسبب عدم الحصول على الحقوق ومعاداتهم ، سيعتبر الإنصال وإنشاء الدولة المستقلة للقوميات عملية تاكتيكية ، لأن الهدف من إتحاد البروليتاريا والكادحين ، القضاء على الإضطهاد وسلطة الإستبداد ، ولكن بالغرض والغضب وبدون رغبة ومطلب العمال ، فلن يتحقق الهدف بسهولة . إذن من الممكن الحصول على الهدف من خلال عملية تاكتيكية ، ويستخدم التاكتيك لمهام عملي ومن أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية .
لن يتم إستخدام التاكتيك عكس الإستراتيجية في أي مبدا سياسي ، وبالأخص في السياسة الماركسية العملية ، لذا مطلبالعنصرية يجعل اليسار أن لايقرر الإنفصال ، وذلك بدليل أن الإنفصال سيكون ضد مسار حركتهم ، وهذا لاينسجم مع عقليتهم .
لأن ظروف العلاقة الطبقية بين العمال والكادحين الكورد والعرب والقوميات الأخرى يحدد رغبة الإنفصال .
عندما يكون النضال المشترك ووجدة كفاح الطبقات في العراق متواصلة ومرتبطة ، ولم يكن للدعاية القومية ولإضطهاد القوميات وجود ولم يصبح جزء من المتاجرة للأوليكارشية القومية ، فعند ذلك لايجوز الحديث عن معالجة القضية القومية حتى لو كانت حديثا عابرا ، وذلك لأنها بعيد كل البعد عن السياسة والعملية العلمية للسياسة والنضال الطبقي ، فإذا كانت الوضعية بهذه الصورة ، فالحديث عن الإنفصال سيكون مثقلا بالعقيدة القومية ولايثمر عنها سوى الشوفينية .
فإذا تكونت لدى مجموعة قناعة على هذه الشاكلة ، فهذا يعني يفكرون بصورة مغايرة وفي مخيلتهم صياعة لعملية لوزان أخر ، ويتم تنفيذ سياسة معاقبة قومية معينة ، كما حصل سابقا تجاه القومية الكوردية وتمت تقسيمها الى أربعة أجزاء مختلفة وتوزعت على الدول الأربعة المذكورة في المنطقة.
عند الضرورة حيث يصبح الإنفصال ذا أهمية وعملية صحيحة ، وإذا وضعت كعقبة أمام النضال الطبقي المشترك لعمال القوميات المختلفة ، فبهذه الحالة يتعاونون وينسقون مع البرجوازية في إطار عملهم وحركتهم السياسية ، ويكونو محاميين وحامي لمصالح البرجوازيين الصغار وارأسماليين ، وكذلك يصبح مصدرا لإشعال التضاد وتهيج الصراع القومي بين القوميات المختلفة .
في ظل هذه العملية وفرض العبودية على قومية معينة من قبل الرأسماليين وجعل قومية أخرى مسلطة عليها ، سيكون الناتج عبودية القوميتان ، ويكون الحاصل مصلحة السلطة الرأسمالية .
جوهر السوق عبارة عن الإنتاج وصرف السلع . لذا يفكر الرأسماليون في إنتاج يكون أقل كلفة من حيث الأبدي العاملة كي يستطيع منافسة السوق وبيع بضاعة أكثر ومن ثم الحصول على الربح الكثير .
ويعود هذا التصرف الى سببان ، تخقيض أجر الأيدي العاملة ، والتسويق أو العرض والطلب ، وهذا أيضا يرتبط بكلفة أجر البضاعة المنتجة حيث سعر القوة العاملة يحدد سعر البضاعة في السوق ، كلما كانت أجر الأيدي العاملة أقل ، سيكون سعر السلعة النتجة أقل ، فبذلك يكون بالإستطاع تنظيم العرض والطلب ، وهذا أيضا يتم عن طريق تنافس العمال اللذين يتقاضون أجرا أقل ، وفي معظم الأحيان يكونون مصدرا للقضايا القومية وخلق الإختلاف بينهم .
كالتي يحصل في منطقة معينة حيث يعملون على زيادة نسبة البطالة وتخقيض الطلب للأيدي العاملة ، وبذلك يتم تخفيض أجر القوة العاملة للعمال في قوميتهم ، مما يؤدي هذا التصرف الى خلف نوع من الحقد والكراهية بين عمال القوميات ، وفي النهاية يعود بالربح للرأسماليين حيث يستفيدون من جهتين :
أولا يحعلون من العمال متخاصمين ، ثانيا يكون سلطتهم مامنة وليس لها منافس وضد .
كذلك يكون لها تأثير على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الطبقية لعمال القوميات المختلفة .
إذن يجب أن لايكون العلاقة الجغرافية الاقتصادية بالنسبة لحقوق القوميات سببا لبسط السياسة الشوفينية على القومية الخاضعة ، كما يجري في بلدان ( العراق ، ايران ، تركيا ، سوريا ) تجاه القومية الكوردية والأقليات الدينية والمذهبية .
كانت السياسة الشوفينية عبر التاريخ من إنتاج السلطة البرجوازية ولارأسمالية وإستطاع بهذه الطريقة أن يفرض سياسة المعتقد القومي على العمال ، وكان الجدير بالعمال التفكير أساسا في النضال الطبقي ، وليس التعامل فيما بينهم كما يتعامل القوميين .
إذن السوق الرأسمالي لايستطيع أن يلبي الحقوق المتساوية للقوميات . لأن الرأسمال والسوق بحاجة الى إستمرارية المشاكل والقضايا بين عمال القوميات كي يستطيع ممارسة الانتاج في القوة العاملة ويرسخ وهم القومية في تفكير العمال .
خلق أو إنشاء الجغرافية الاقتصادية المختلفة لايستطيع أن يحل أية عقدة من القضية القومية ، وهذا أصبح سببا حيث سابقا وفي الوقت الراهن بأن يكون حياة العمال والفقراء تحت رحمة النهب وسرقة المصادر الاقتصادية لمعيشتهم من قبل نخبة سياسية وعسكرية أوليكارشية في العراق وإقليم كوردستان ، ومن هنا يتبين الدفاع عن الجغرافية الاقتصادية والسياسية ليست سوى عدم الرد والتهرب من مهام حيث يؤدي بالنضال الطبقي للطبقة العاملة الى مسارها الرئيسية والتاريخية تجاه النظام الرأسمالي ، وهذا لن يكون محاولة ولاينببتق منها سلوك الشيوعية العلمية ، ولن يحصلوا على مدالية الشجاعة والتفكير .
مع ذلك هذا نوع من الموقف والتفكير وجزء من عدم الفهم من الرغبة والمطلب الماركسي للعمال وعدم العمل بمسار واقع معالجة القضية حيث باتت ثقلا على كاهل الطبقة الكادحة والمضطهدة من العمال والفقراء في هذه الدولة .
أصبح سببا بالغا لعبودية العمال أمام الرغبة القومية ، وكذلك يحصل الميتافيزقيون في تيار التطور المادي للمجتمع على التحاليل من الخبرة ولايبالون بالجانب الآخر للغابة .
يحدد المجربون وذوي الخبرة مواقفهم وأفعالهم لأية ظاهرة على أساس الخبرة .
عندما يتم الحديث عن العلاقة القومية للطبقة العاملة في العراق ، ويتم التطرف لهذه المسألة بعدم الإدراك والمفهومية ، سيكون بزوغ العنف القومي على المحك ةيصعب معالجته .
كلما كانت إتحاد العمال في العالم وتوصيد موقفهم وهدفهم ذو أهمية في النضال العالمي للعمال ، فعلى ذات الشاكلة في بعض الأحيان تأسيس دولة صغيرة والإنفصال على الدولة التي كانت تابعة لها سيكون لها اهميتها بالنسبة للنضال المشترك للطبقة العاملة في العالم ، وهذه حسب ظروف علاقات تلك الطبقة ، حيث يتم تفريقهم تحت عنوان القوميات المختلفة .
حول هذه الحالة وعلاقة العمال الإنجليز وإيرلندا قام ماركس بشرحة بصورة مفصلة ( الشرط المسبق لإستقلال الطبقة العاملة الإنجليزية عبارة عن مبادلة المرتبة القسرية الأونيونية ، او عبودية إيرلندا لتحالف تام وحر إذا كان ممكنا ، أو إنفصال نهائي وتام لو كانت ضرورية وذو أهمية ) . (55)
في الحقيقة ليس هنالك أكثر تضليلا من أن يتم الغصب وبعملية فعلية ويكون لها وجهة شوفينية ويقول اما عن طريقي أو على حسابك ستنشا العلاقة الممية للعمال .
في الماضي ولغاية الآن يحاول الايرلنديون الإنفصال عن الملكية البريطانية العظمى ، ومرت على هذه القضية أحزاب وحركات سياسية شتي حيث لم يكن في محتوى فكرتهم أي شيء عن الانفصال والاستقلال ، وجعلوا من العمال ضحيا لمصالحهم ولم يحصلو على الاستقلال .
يوجد هذه المشاكل فقط في البلدان التي تعيش فيها القوميات المختلفة ن ويقعون تحت تأثير السلطة المستبدة للدولة المركزية ، مثل الكشمير في الهند وإقليم كتلونيا في إسبانيا حيث يسعى هذا الاقليم دوما للإنفصال عن دولة إسبانيا الاتحادية ، وكل يوم وفي كل مرة يعبرون بصورة مختلفة عن رغبتهم في الانفصال ، وحتى في ملاعب كرة القدم يظهرون هذه النية والرغبة .
إذا إنعدمت الحياة في موقع كبير ، فمن الأفضل تقسيمه ، ولو كانت الحياة والمعيشة في موقع منقسم أفضل للجميع ويسوده الإطمئنان ، فإذن برأي الحياة في بقعة منقسمة خالية من الحرب ، أفضل بكثير من موقع كبير يسوده الحرب والعنف والقلق النفسي .
في الحقيقة يحتاج التقسيم الى حس وتفكير وعمل ثوري مليء بالرغبة والمطلب .
أفكر بأنه كان من الأفضل إذا مارس عمال القوميات حياتهم السياسية والاجتماعية والإقتصادية ضمن إطار دولتهم ، لأن القوى عند ذلك لن يقوم بزجهم في حرب بإسم القومية ورغبتها ، حيث أن الحرب أساسا لايخص العمال ، بل أنه رغبة ومطلب الرأسماليون وسلطاتهم ، ويستفيدون من الإنشقاق بين العمال ، والتشبع من ممارسة حقوق الدولة يمتد نحو الإتساع وتكوين الرغبات الطبقية للطبقة العاملة تجاه الرأسمالية المحلية في الدولة ، حيث في إستدارة يظهر كثوري وينشر بلاغ الإستقلال ، والآن يصبح عقبة أمام تطور الرغبة الطبقية للطبقة المقابلة .
عند ذلك يصبح النضال المشترك مع الطبقة العاملة في القوميات الأخرى من أولوياتها ضد عدم العدالة والحقوق اللتان يعاني منها الطبقة العاملة .
لهذا السبب يقوم البرجوازية المحلية باللعب والإتهذاء بمقدارت الطبقة العاملة ، ولايفكر بالإستقلال وبأسباب ودلائل مختلفة وعن طريق المؤمرات يهمش تلك الرغبة ويحصرها في إطار مصالحها .
كما يحصل في إقليم كوردستان تجاه المواطنين من قبل الأوليكارشيون الأقتصاديون والعسكرين ، لأنها يجوز أن تخسر القليل من الحرية ، ولكن يستطيع ترويج السلطة المشبعة للإنتقام . (56)
لذا ينزلق هؤلاء نحو سلطات المنطقة ، وكل جهة يميل لدولة ويعمل كما يطلب بها أجندة الدولة التي يميل اليها ، ولن يتحقق الإستقلال في ظلهم إلا إذا قام القوى العالمية العظمى بتفعيل هذا المهام .
لذا عندما يغير الحس القومي ورئيس العشيرة ينظم لدولة معينة ويرتبط بها ، فلا يستطيع أن يفعل شيئا سوى التحييز والإنضمام لتلك الدولة أو دول أخرى كي ينال مساندتهم ، فالصراع والتضاد بين رؤساء العشائر يصبح مصدر وتخثر الإرتباط والإنضمام للدول ، والمقصود الدول التي تريد أن يكون لها موطيء قدم في كوردستان .
دوما يسعون وراء إرتباط مغاير لعدوهم ، وبهذه الصورة سيستند القومي والغريم المحلي والمركزي جميعا الى أبعد حدود على الشغب والمشاكل لصالح دول الجيران ، وحسب إتقان عملهم سيثبتون التزامهم وولائهم . (57)
كان العراق منذ القدم ولايزال محلا للصراع المذهبي والديني والقومي ، وإندلعت فيها حروب دموية والآلاف من المواطنين في هذه البقعة الجغرافية أصبحوا ضحايا ، وباتت الحياة بصورة تأخية حالة مستعصية ، والقدرة على تمكين تعايش المجموعات الدينية والمذهبية والإثنية في دولة العراق مستحيلة .
لذا الحياة في البساط العراقي الكبير أصبح شبيها بالموت للمجموعات المختلفة ولايمكنهم أن ينالوا فيها الراحة .
تقسيم العراق سيقدم رغبة ومطلب العمال خطوة الى الأمام ، وسيكون الطبقة الأوليكارشية الإقتصادية والعسكرية للكورد والعرب والمافيا وتجار الدم أمام المسائلة والإبادة ، لذا لن يتحقق الحقوق المتساوية للقوميات تحت طائلة الأوليكارشيون ، بل هذه العملية أيضا واجب ثوري للعمال والكادحين والشيوعيين العلميين ويتم تنفيذها عن طريقهم .
لهذا السبب يجب أن يقرروا كما وضعناه سلفا ، بأن إنفصال إيرلندا عن بريطانيا مستحيلة ، ولكن في الوقت الراهن أعتقد بأن هذا الإنفصال عملية فلا بد من إحرائها ، ومع أن الإتحادية الفدرالية ، سيصبح عقبة وحاجز أمام الإنفصال . (58)









الجزء السابع

الإستفتاء و الأمم المتحدة و معالجة القضية القومية

إنشاء و تكوين منظمة دولية مثل الأمم المتحدة، لم يكن عفوياً أو عن طريق الصدفة، بل كانت نتاج ضروري لتلك العصر، حيث كانت العالم مصابة بنكبة و قحط كبير جراء الحرب العالمية الأولى و كذلك الحرب العالمية الثانية، و قدرت ضحايا الحرب العالمية الثانية بحوالي ( 35 –60 ) مليون شخص. (59)
الأمم المتحدة منظمة و مؤسسة لتنفيذ سياسات الإمبريالية العالمية ، و قراراتها بصورة كبيرة و هامة تُصاغ من قبل مجلس الأمن التابعة لها، و من ثم يُقّر و يُنفذ. لأن لمجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة خمسة أعضاء دائميين و رئيسيين تتكون من ( الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا الإتحادية ، الصين ، بريطانيا و فرنسا ) .
يسيطر و يهيمن الدول أعلاه على جميع قرارات الأمم المتحدة ، و لا يتم تنفيذ أي قرار أو إقتراح بدون موافقتهم ، و كل ذلك يتم تحديده من قبل مؤسسات مجلس الشيوخ و الرئاسة الأمريكية ، و كذلك بالنسبة لروسيا الإتحادية يُتخذ القرارات من مجلس الدوما و الرئاسة الروسية، و في الصين لا يتخذ أي قرار من دون الرجوع الى الحزب الشيوعي الحاكم، و أما في بريطانيا و كذلك في فرنسا يصدر القرارات من قبل البرلمان و المجالس بالدفاع و محافظة المصالح السياسية و الإقتصادية. يجب أن يكون القوانين الصادرة لصالح و خدمة الراسماليين و اصحاب العمل في الدول أعلاه ، كما يشترط أن يكون القوانين و القرارات ذو فائدة و ربح لأسواق المستلزمات العسكرية و كافة السلع المنتجة في الدول المذكورة ، و إلا لن يصدر أي قرار من قبل الأمم المتحدة .
كأنهم ذئاب جائعة ، أي قرار يصدر يجب أن يعود بالربح و الفائدة لبلدانهم ، و لا يهمهم نوعية وكمية الضحايا في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا مواطنين مدنيين أو مسلحين ، الأمر الأهم هو أن يكون القرار الصادر ذو فائدة و ربح مادي و سياسي .
بيان حقوق الإنسان للأمم المتحدة , هذا البيان بذاته مصدر تهميش و مصادرة حقوق جزء كبير من المجتمع البشري على سطح الأرض لأنه يعتبر الملكية الخاصة مكسب مقدس للبشرية، و تمت صياغة القرار تحت تأثير و مقياس الأيديولوجية و الفكرة الليبرالية ، حيث أنه السبب المباشر لجميع المعانات و المآسي في العالم، إنه سبب و جزء هام لعبودية جديدة للإنسان على سطح الأرض ، و مهما كانت نوعية العبودية من حيث الحداثة في ربوع العالم.
لذا ليس بإمكان هذه المؤسسة معالجة القضايا بصورة تامة و رفع جزء من المعانات على البشرية، و كذلك لا يستطيع معالجة المسألة القومية و يكون لها الرد القاطع ، اذا لم يكن لصالح القوى العظمى ، و خير مثال على ذلك إنفكاك الإتحاد السوفييتي السابق حيث تمت تقسيمها الى عدة دول ، حيث حصلت الموافقة و لم يكن لهم أدنى إعتراض أو كلام عن تأسيس الدول ، كما تم تقسيم بعض الدول المنطوية تحت سلطة جبهة وارسو. اذا لم يعملوا بصورة دقيقة لتفكيكها، فلن يكونوا عقبة أمام استقلالهم، و من ثم قاموا باشعال حروب مدمرة في الدول الحديثة، من جهة اخرى لم يقروا بعد بالإستفتاء الذي جرى في اقليم قرم الأوكرانية في مارس 2014 و قرروا باتحادها مع روسيا الفدرالية. سياسة و قرارات الأمم المتحدة إزدواجية و يصدر حسب مطلب القوى العظمى، و ليس حسب ارادة المواطنين في المناطق التي فيهم المسألة القومية و الأخذ برأيهم حول الإتحاد أو الإنفصال عن الدول التي يتعايشون معهم .
بصورة عامة فقد تأسست منظمة الأمم المتحدة من اجل هذه المباديء و تتلخص في النقاط التالية:
1- إنقاذ الأمم مستقبلاً من معانات و آفات الحروب . و جاء ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث اندلعت الحربان العالميتان الأولى و الثانية على يد جيل اقحمت البشرية بآلام جمّة. لكن بعد ذلك و خلال تأسيس المنظمة المذكورة ، اندلعت عدة حروب، اندلاع حرب فرنسا ضد فيتنام عام 1946 ميلادية و دامت حتى عام 1954 ، و بعد ذلك اقتحام فيتنام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 ميلادية، و احتلالها حتى عام 1975، و حرب كوريا و تقسيمها بين قوتين عظمى في ذلك الزمن، أي تقسيم كوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي السابق . حيث اندلعت في 25/6/1950 و دامت حتى 27/7/1953 ، و بعد ذلك انقسمت كوريا الى شطرين ( الشمالية و الجنوبية )، و من ثم احتلال أفغانستان من قبل الإتحاد السوفييتي السابق في 28/12/1979، و الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات القرن الماضي، و كذلك حرب احتلال العراق للكويت عام 1990 ، و حرب التحالف ضد العراق عام 1991 . فضلاَ عن كل الحروب و عدم الإنصياع لمباديء الأمم المتحدة ، لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باسم الإحتلال بإقتحام العراق عام 2003 ، كما أن هنالك حروب بالوكالة ، أي الحروب القائمة في اماكن محددة و يقوم بإدارة هذا الحرب أشخاص آخرون نيابة عن القوى العظمى و ذهبت الآلاف من الأشخاص ضحايا لهذه الشاكلة من الحرب .
2- التأكيد على اعتقاد الشعوب بالحقوق الأساسية للبشرية .
3- خلق التسامح و التآخي و العيش بسلام و احترام حق الجيرة بين الدول .
4- توحيد القوات لحماية السلام و الأمن الدولي .
5- وضع الأسس و التخطيط لضمان عدم استخدام القوات المسلحة لوقوع الضرر بالمصالح المشتركة.
6- استخدام الإدارة الدولية بغرض رفع مستوى الضمان الإجتماعي و الإقتصاد العام للأمم. (60)
لكن كل ذلك كان حبر على الورق و لم ينفذ، و ان القوى العظمى في الأمم المتحدة بغرض حماية مصالحهم يقومون بالمناورة و يتعاملون كيف ما يشاء أهوائهم. كل ذلك اسباب جمّة من المعاملات غير القانونية و عدم المساواة مع الأمم. معظم الذين يحملون أفكار و معتقدات طبقية مختلفة ، من الأدباء و ما يسمى بالباحثين يقومون بتعريف ذئاب العالم بأنهم خراف، و بأنهم منجيون و حماة مصالح الأمم، بل أنهم اساساً يدافعون عن المصالح و الأجندة السياسية و الإقتصادية للدول العظمى في سائر بلدان العالم و في داخل الأمم المتحدة ، و سوى هذه العملية لا يثمر منهم شيء ، و كذلك يعتبر بمثابة منح الثقة لطرق معالجات الرأسمالية العالمية و سياسات دول القوى العظمى لمعالجة القضية القومية، فكل ذلك ليست الا كذبة و عناوين رنانة عارية من الصحة. فأي قضية يتم التدخل فيها من قبلهم بغرض المعالجة ، لم يتم معالجتها ، بل ستزداد تعقيداً. على سبيل المثال الأستفتاء الذي جرى في جنوب سودان عام 2011 م ، حيث يعيش المواطنون هناك حياة بدائية و متخلفة و دون ادنى مستوى العيش. اذن المعالجات و الإعتقاد بالنتائج النهائية للإستفتاء يتم التعامل معها حسب مقياسهم , و اذا لم يكن لدى المجتمعات قوة و ان لم يكونوا متمسكين بالتغيرات ، سوى ان يكون مصيرهم على شاكلة مصير سكان جنوب سودان ، او سيقفون ضد الإنفصال حتى لو جرت الإستفتاء كالّلتي حدثت في كتلونيا الإسبانية ، و حتى الدول الأوروبية لم يبدوا بالإرضاء لإنفصال كتلونيا عن اسبانيا، و ذلك فضلاً عن تهديدات رئيس وزراء اسبانيا لهذه الإقليم اذا أصرت على الإنفصال عن طريق الإستفتاء. في جميع الأحيان شريعة المعالجة لدى الدول الرأسمالية سيكون حسب مصالحهم و يتم المعالجة على هذا النحو .
لذا اذا تمت اجراء استفتاء في اي بلد تحت اشراف الأمم المتحدة ، فمن الصعب الاعتقاد بأن الإستفتاء سيتم بصورة نزيهة و خالية من الغش، لأن هذه المنظمة الدولية ليست مستقلة و لا ينفذ قراراتها في معظم الأحيان، او ستكون تحت تأثير القوى الفاعلة من داخل المنظمة، و ذلك من خلال السلطة المهيمنة على المنظمة من قبل الدول المساندة لها مادياَ ، لا سيما الدول الخمسة حيث لهم حق النقض (الفيتو ). يفعلون ما يشاؤون ، و هكذا يتم اصدار القرارات أو منعها من الغباء الإعتقاد بأن الأمم المتحدة ستعالج القضايا القومية بصورة تامة .
يرى اليسار بأن احدى طرق المعالجة عبارة عن استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة لإنفصال اقليم كردستان عن العراق ، هذه الرؤية مطابقة لإعتقاد الأوليكارشيين في الأقليم . ليست هنالك اختلاف ملموس بين الأحزاب اليمين و اليسار حول المسائل المصيرية، و منها مسألة انفصال اقليم كردستان عن العراق.
يتطابق رؤية الأحزاب الأوليكارشية التي تحمل شعار الحكم الذاتي و حق تقرير المصير الكاذبة مع رؤية الأحزاب اليسارية.
من جهة اخرى كانت لليسار في ايران سابقاً نفس الرؤية ، و ارادوا ان يكون مصير الشعب الكردي مطابقاً لرؤية القائمين بالإستفتاء، و يقولون الحزب الشيوعي العمالي يرغب معالجة المسألة الكردية بأسرع وقت، وذلك عن طريق استفتاء حُرّ في المناطق الكردية في غرب ايران و ان يكون باشراف المصادر و المؤسسات الدولية . (61)
اذا قمنا بتحليل هذه الصفحة من الرؤية يعتبر النفسة الماركسية ، سنجد أنها بعيدة كل البعد عن الرؤية و النظرة الماركسية، بل انها رؤية و معتقد ليبرالي رأسمالي . لأن الإستفتاء الحر يتجسد فقط في نظام يضمن الحرية و المساواة في المجتمع، و إلا عملية بهذه النوعية في مجتمع دكتاتورى و تحت اشراف منظمة دولية كالأمم المتحدة لا يستطيع ان يعلن الناتج كما هي بدون تلاعب في النتيجة و من دون خلق مشاكل ، لأن هذه المنظمة قد شكلت من اجل تلك المباديء . و لكن لم يكن باستطاعتها ان يكون لها دور و فاعلية ايجابية لغاية الآن، و يعمل لتغيير أوضاع المجتمعات نحو الأفضل و ينهي المآسي و المعانات.
و خير دليل لعدم تنفيذ جميع مباديء الأمم المتحدة ، العدد المخيف للعبيد في ربوع بلدان العالم حيث تقدر ب (46 ) مليون شخص ، و قام باجراء هذه الإحصائية و المسح حول العالم منظمة ( Walk Free ) ، و مقارنة بالعام 2014 , ازدادت النسبة فقر و امتدت الى 28 % في العالم 2016 ، و تم اعداد هذا التقرير من قبل مندوبين عن المنظمة اعلاه في 167 دولة مختلفة و من خلال اللقاء المباشر مع 42 الف شخص و ( 53) لغة مختلفة ، و هكذا تم تحديد الرق في العالم. المقياس المعمول به من قبل المنظمة للرق عبارة عن: خطف الأشخاص و المتاجرة بهم، العمل بالغصب ، تسليح الأطفال و أخذهم كجنود ، الزواج المبكر و بالإكراه ، القروض، الخداع و المتاجرة بالنساء و استخدامهن في الأعمال الإباحية ، و كذلك القوانين المخالفة لحقوق الانسان الصادرة من قبل الدول . ( 62 )
ما زالت العملية مستمرة ، علماً فقد تم اتفاقية انهاء معاملة الإنسان كعبيد في 25/ ايلول 1926 في الجنيف من قبل عصبة الأمم ، و كانت تحت عنوان ( الاتفاقية الخاصة بالرق ) .
في السابع من كانون الأول عام 1953 و للمرة الثانية تمت الإقرار على نفس الإتفاقية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث طالت على الإتفاقية القليل من التغيير و التعديل في الصياغة، و تمت اعدادها من اثني عشر مادة، و في السابع من تموز عام 1955 تمت المباشرة بتنفيذ الإتفاقية . (63)
الإحصائيات تتحدث عن الواقع الملموس ، منظمة بهذه الحالة، كيف لها ان تكون مصدراً لمعالجة المسائل، و يقوم بالإشراف على عمليات الإنفصال أو الإستفتاء ؟ !
لو كان باعتقاد اليسار بأن باستطاعة الأمم المتحدة الإشراف على الإستفتاء و لها القدرة على اصدار القرارات حول انفصال القوميات او الأقاليم عن الدول، فانها رؤية غير منطقية. الإستفتاء الذي يجري في عصر الراسمالية و تحت اشراف الأمم المتحدة سوف لن يكون أفضل حالاً من جميع عمليات الإستفتاء في الأنحاء المختلفة من العالم ، و كانت تحت اشراف الأمم المتحدة، لأن شتى انواع التضاليل المتبعة من قبل الدول الأعضاء في المنظمة سيكون في مصلحة الدول العظمى المهيمنة على المنظمة.
حق الأمم في التقرير عن مصيرهم، بالمعنى السياسي له الدلالة و المعنى التام لحقوق الأمم في الإستقلال و الحرية و الإنفصال السياسي عن القومية التي تقوم بأعمال الإضطهاد و تمتلك السلطة المطلقة. المطلب الذي يقوم الديمقراطية السياسية بالإعلان عنها، تكمن المعنى الفعلي له في الحرية المطلقة في التفويض و التشجيع بغرض الإنفصال و معالجة المسألة عن طريق استفتاء للقومية المطالبة بها. بهذه الصورة تلك المطلب ليست مطابقة مع مطلب الإنفصال و الإنقسام و انشاء الدول الصغيرة. بل انها تعبير صحيح و متفق مع النضال ضد جميع انواع الإضطهادات و القمع القومي . (64)
يبين رأي لينين حول الإستفتاء بأن منهاج و رؤية اليسار و اليمين يتمثل بنفس الهدف و المحتوى.
في هذا الأقليم ليس لليسار منهاج و مبدأ ثوري لمعالجة القضية القومية كما ليس لأطراف اليمين الإسلامية و العلمانية محاولة جدية من اجل حل القضية القومية ، لذا من الصعب تحديد اليسار و اليمين.
المعالجة باجراء استفتاء و تحت اشراف الأمم المتحدة و التي تتطالب بها اليسار ، ستكون النتيجة الرأي ذاتها للأحزاب الأخرى، و التي يظنون بأن الإستفتاء الطريق الأفضل لمعالجة القضية القومية و انشاء الدولة. يثبت تأريخ هذه المنظمة بأنها غير متزنة في معالجة المسائل القومية في سائر بلدان العالم .
بعد تفكك البلوك الشرقي و انتهاء الحرب الباردة ، ارادت الأمم المتحدة بأن تكون المنظمة و المؤسسة التي تسعى لمعالجة و انهاء القضايا القومية، و لكن لم تكن باستطاعتها اداء هذا الدور، و على سبيل المثال دورها في معالجة قضية البوسنة و الهرسك، لقد تعاملت مع هذه القضية بصورة غير انسانية، و جرت الإتفاقيات بتهجير مليون شخص عن ديارهم. قضية الشيشان مع الروس ، فقد تمت المعالجات امام أنظار الأمم المتحدة و انتهت بالدمار و التعصب القومي بين الشيشان و الروس. لاشك هذه المسألة مرتبطة بالسلطة التي تمتلكها احدى الدول العظمى من القوى الخمسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و لها حق النقض ( الفيتو ) و تمتلك السلاح النووي.
و قضية اخرى و هي قضية جنوب السودان حيث قامت عن طريق الإستفتاء بالإعلان عن انفصالها عن السودان، الا انها لم تكن الرد المناسب لحياة كريمة لأفراد و سكان جنوب السودان.
هذا لا يعني اذا كانت الدلائل و الوضع الراهن يشير بانجاح الإستفتاء و يكون معالجة للقضية لا نقوم بإجرائها، بل اذا كانت الحل الأنسب للمعالجة فيجب اجراء عملية الإستفتاء ، و لكن الأمم المتحدة و القوى السياسية في الإقليم يدّعون و يعلنون معالجة القضية القومية عن طريق الإستفتاء ، ليست الا كذبة كبيرة على المواطنين و سياسة ديماغوجية باتجاه التهرب من القرار النهائي لمعالجة القضية القومية.
انها تضليل و محاولة لإثبات المواطنين في ظرف ضبابي من اجل خدمة الرغبة والمطلب الأوليكارشي على جميع المستويات.
في معظم الأحيان و في الأوضاع المختلفة من الصعب تمييز منهاج اليسار و اليمين في المجتمعات الكوردية ، العراقية و الإيرانية , و يظهر ذلك في المعتقد السابق لليسار، كما في الفترة الحالية لهم نفس المعتقد و يرتبطون بالإستراتيجية القائل ( سيكون هذا الإستفتاء بمثابة اخراج جيش الدولة و ضمان مدة زمنية أطول للقيام بنشاط حر لجميع الأحزاب السياسية حتى يتسنى للجماهير في تلك الفترة التعرف على منهاج و سياسة الأحزاب و رؤيتهم للقضية ). ( 65 )
هذا الرأي لليسار في ايران ، توأم و متطابق مع رأي اليسار في العراق و كردستان، كما اصبحت مصدراً لآراء جزء من اليساريين في كردستان. في الوقت الراهن يتطابق هذا الرأي مع سياسة و منهاج النخبة الأوليكارشية الحاكمة في اقليم كردستان .
لا يختلف محتوى الاراء مع سياسة الأوليكارشيون و الطفيليون العسكريين المهيمنين على السلطة.
يملك احزاب العائلة الأوليكارشية السلطة و يقعون خارج الهدف المشترك و السياسة الواقعية تجاه الإقتناع أو الغير إقتناع بعملية الإستفتاء .
كما يقول لينين عن الإستفتاء انه تعبيير صحيح و مناسب مع النضال ضد جميع انواع الإضطهاد القومي، لذا لا يعتبر موقفا و فعل ضد التمييز العنصري و المعالجة التامة للمسألة .
لا يستطيع الإستفتاء ان ينهي الإضطهاد القومي، كما ليس بإمكانه إنهاء التمييز الطبقي الذي يعتبر مصدراً لخلق الإضطهاد القومي، و ذلك لأنه غير قادر على انهاء السلطة الرأسمالية ، كما لا يمكن أن يكون سبباً لإزالة أجهزة القمع و الإضطهاد التابعة للدولة. ينظر للإستفتاء كصراع ناعم بين المصالح السياسية و العسكرية المختلفة للسلطة الأوليكارشية في جميع الأمم، و ذلك من أجل الربح الوفير، و ليس اعتباره رداً لمطالب و حقوق المساواة للأمم. تكمن مصدر القناعة المفرطة في الظن بأن من دون العمل الثوري سيكون بإستطاعتك تحقيق رغبة و مطلب القومية المضطهدة. في جميع الأوضاع لا يمكن اجراء عملية الإستفتاء من دون وضع العقبات و اخافة المواطنين من قبل السلطة و أجهزتها القمعية ، كما لا يمكن ان ينظر اليه كموقف فعلي فيما مضى و في الوقت الراهن. لم يتم تنظيم المسلحين التابعين للأحزاب ضمن اطار قوة تحت اشراف الحكومة. و يهدف الأحزاب السياسية بابقاء المسلحين التابعين لهم على هذه الشاكلة كي يتسنى لهم استخدامهم في حالات الصراع بين بعضهم البعض. لذا ليس باستطاعة الأمم المتحدة تنظيم المسلحين و وضعهم تحت إمرة و اشراف الحكومة و ضمن مؤسسة عسكرية ، و كذلك الأحزاب السياسية لايريدون أن تتم هذه العملية. جميع القوى المنطوية تحت إمرة الأحزاب يتم استخدامهم من أجل مصالح النخبة الأوليكارشية السياسية العسكرية و قادة الأحزاب. و كذلك يعتبرون ظهراً و أملاً للدول الأمبريالية الكبرى لدحر و قمع الحركة الطبقية العمالية و الحركة الشيوعية العلمية اذا ظهرت، لأن الهدف السياسي و الإقتصادي لذوي السلطة الأوليكارشية في الإقليم من اجل حماية انفسهم سيكونون بحاجة لمُدافع اقليمي و دولي كي يحميهم و يساندهم عند الضرورة. و هكذا يصبح الطرفان كاللازم و الملزوم لبعضهما، كما حصلت في عهد إمارات ( اردلان، بابان ) حيث ذاع صيتهم في بلدان أردلان و موكري.
ثم عهد الإمارات لم يحتوي على هاتين الإمارتين فقط، بل كانت هنالك الكثير من الإمارات: أمراء بالنكان ، مايدشت ، بانه ، زنكنة ، دونبولي ، شيروانة ، ميافارقين ، ..... الخ.
و كذلك حكام برادوست ، الجزيرة ، بهدينان ، اللور ، شهرزور ، دينور ، دياربكر ، و مجموعة أخرى. كانت الإمارات المذكورة موجودة و لكل مجموعة و عائلة في منطقتها شُهرة واسعة و كانت لبعضهم خطابات باسمائهم، و لكن لم يكن فترة حكمهم لمدة طويلة, و كانت الحكومات و الإمارات مرتبطة بالحكومات الكبيرة في تلك الحقبة الزمنية حيث كانت الحكومة الصفوية و الحكومة العثمانية ، و كانت الأحاسيس في تلك الفترة الزمنية يبين بأنه من الفخر ان تكون مرتبطا باحدى الطرفين ، و ذلك لأن في تلك الفترة كانت الغاية ان تكون السلطة فردانية، و ليس السلطة الجمعية. يكفي للأمير اللقب و تسلطه على مجموعة من الأشخاص ، و كانت هذه التسمية بمثابة حصول الأمير على كل مبتغاه . ( 66)
في الوقت الراهن لم يتخطى سياسة و رغبة القوى الكردية الرغبة و المطلب السابق للإمارات و أمرائهم، و ما زال الحال على سابقته و لم يتغير.
جميع المعالجات في منهاج الأحزاب القومية و الأوليكارشية و البرجوازية لحقوق القوميات ليس بإمكانهم تجسيد حقوق المساواة للقوميات، و الحصول على الرغبة و المطلب السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي للقومية المضطهدة.
لم يعمل اليسار لتضييق الدرب على الإمبريالية و الراسمالية عن طريق القناعة و الإعتقاد بمعالجتهم ، بل عمل العكس و مهد لهم الدرب و فرش السجاد الأحمر للأمم المتحدة و الراسمالية و نخبتهم الأوليكارشية . لأن احزاب اليسار و اليمين و كل بذريعة و تحت مسمى و سبب ما يؤخرون رغبة المواطنين، فقد تم تعليق هذه المسألة و وضعها جانباً و الى مستقبل مجهول، و يقومون بالمتاجرة السياسية و الإقتصادية بهذه المسألة ، لذا المسألة القومية في العراق و تركيا و ايران و سوريا لا يجدي معها شيئاً سوى الإنفصال، لأن كل التصادمات و الحالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية التي مرت على هذه القضية لا يقبل سوى الإنفصال ، و تنظيمها تحت ضل نظام حيث يكون فيها الناس سواسية.
منهاج اليسار سابقاً متطابقة مع بعض الأحزاب الأخرى، و في بداية الألفية الثانية يقول ( في أي مرحلة سيبدي الحزب الشيوعي العمالي رأيها على انفصال كردستان اذا ضمن بأن هذا الموقف سيكون من شأنه توفير الحقوق و المكانة الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية المتساوية للعمال و الكادحين في كردستان ). ( 67 )
الزمن الوحيد و التي ستتوفر فيها حقوق المساواة للأمم هي نظام الإشتراكية و الشيوعية العلمية .
لكن عندما المسألة القومية يشد العناق على النضال الطبقي و يسحب إدراكها و طموحها نحوها، سوف لن يكون أي شيء ذات أهمية ، حيث سينال تلك القومية استقلالها و حريتها .
هل سيقوم البرجوازية و احزابها القيام بهذه العملية ، أو سيتم القضاء عليها من خلال نضال العمال و لا يبقى أثراً لهذه المسألة في المجتمع . اذن القضية التي بصورة واضحة يصبح حاجزاً امام النضال الطبقي و العداء الطبقي بين العمال البرجوازيين و الرأسماليين ، سيفقد مكانتها و يحل التضاد الأساسي للمجتمع محلها، بل سيكون في القمة .
صحيح بأن العمال و الكادحين و الفقراء تحت حكم البرجوازية و الرأسالية و في دولة حديثة الإنشاء و ذو صيغة قومية لن ينالوا الحياة المستحقة و الكريمة، و لكن على الأقل لن يكون مسار كفاحهم و نضالهم حسب اهواء الرأسمالية، و يقومون بخدمة نضالهم و واجبهم التأريخي، و لن يكونوا تحت طاحونة القومية البرجوازية المتسلطة و البرجوازية التي تكون تحت امرة القومية الحاكمة .
و لن يكونوا عبيداً لأفكار و مصالح السلطة و الأحزاب السياسية الأوليكارشية الإقتصادية و العسكرية , و لم يكونوا اضحوكة و يصبح مقدراتهم و مصيرهم و أفق حياتهم مجهولاً و يتم التلاعب بهم تحت عنوان الوطنية و القومية لمدة اطول و يلقى بهم في وهم العنصرية و المصالح المتقلبة. عندما يتم انشاء الدولة على يد الرأسمالية و البرجوازية أو يحدث انفصال في دولة ، سوف لن يكون افضل حالا من اوكرانيا التي انفصلت عن الإتحاد السوفييتي السابق عام 1991 و اعلنت عن استقلالها ، حيث بانت أوضاع المواطنين في تلك الدولة الحديثة بأسوأ حال ، و مجموعة و نخبة سياسية اوليكارشية صغيرة تسيطر على زمام امور البلاد ، قامت هذه المجموعة الإنفصالية الحاكمة بتحويل جميع جوانب الحياة الى الجحيم و تسوية حياة المواطنين مع اللاشيء, و جعلوا من الدولة و المواطن جزءاً من المخططات السياسية و الهدف الإقتصادي للدول العظمى كروسيا و امريكا ، و من اجل تحقيق مصالحهم جعلوا مواطنيهم ضحايا .
بإنشاء الدولة الحديثة يجب ان يغير العلاقة الإجتماعية و السياسية للطبقة العاملة، و يصبح العداء و التضاد بين عمال القوميات المختلطة تنسيقاً و عمل مشترك ، و يكون النضال العالمي للعمال نضالآً ضد الراسمالية و أنضمتهم .
الإجابة بنعم او كلا على اية مسألة انفصال أي قومية ، فانها بصورة تامة مطلب فعلي و ظاهر، و لكن من الناحية النظرية فانها مطلب بلا قيمة فيزيائية ، حيث من الناحية العملية يجعل من البروليتاريا أسيراً للسياسة البرجوازية من دون شرط أو قيد.
دوماً يجعل البرجوازية المطالب القومية في أولوية الأهداف ، و تلك المطالب من رؤية البروليتاريا خاضعة لمصالح النضال القومي. من الناحية النظرية لا يمكن الإثبات مسبقاً بأن انفصال هذه القومية أو تلك و مساواتها في الحقوق ، سيصبح عاملاً لقيام الثورة البرجوازية الديمقراطية، و تكمن الأهمية لدى البروليتاريا بأن يكون في كلتا الحالتين وجود الضمان لتنمية النضال الطبقي، و لكن يهتم البرجوازية بوضع العراقيل أمام هذه التنمية، و ذلك عن طريق الممارسات التعسفية و وضع اهداف البروليتاريا الى ما بعد المطالب القومية .
لذا يرى البروليتاريا نفسها في صورة سلبية في مطالبتها بحق تقرير المصير ، سيكون صائباً، اذا لم يضمن اي شيء ، و من دون ان يبعث برسالة لإعطاء شيء بحيث يكون ذلك من حق قومية أخرى. (68)
لن ينال القوى الدولية و منظمات العمال للأمم الحقوق المتساوية و التنسيق السياسي و الطبقي و الإجتماعي في ظل المعالجة التي يعمل لها الإمبريالية ، و يخلقون لهم مكانة سياسية و اقتصادية و اجتماعية مختلفة، و يحاولون دوماً بأن يكونا ضد بعضهم البعض.
آراء و افكار اليسار و اليمين في اقليم كردستان مليئة بالأحاديث الرنانة و التعابير المطاطية، و مواقفهم متطابقة مع مواقف و رؤى الليبرالية الأوروبية و الأمريكية و بعيدة كل البعد عن المعالجة التامة للمسألة القومية. أوصلت تلك المواقف و الرؤى ، اليسار الى تلك مستوى بأن يقوم بتسليم قضية نزع السلاح من مسلحي القوى الحاكمة الى الأمم المتحدة، و لا يتم التفكير في العمل و الموقف الثوري للجماهير و القوى الكادحة, و ذلك يعني تسليم حركة و فعل ثوري لطبقة عاملة ثورية في المجتمع للقوى العالمية العظمى و سياساتهم. يحاول القوى العظمى و عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو باتباع افعال و سياسة الطرف الواحد بأن تكون مسار سياسة المنطقة في صالح هدفهم و سياستهم الإقتصادية، و يكون حركة مسارهم عكس اتجاه الرغبة و المطلب القومي . يقف القوى العظمى في معظم الأحيان ضد الرغبة و المطلب القومي، و لن يعملوا لتغيير تقسيم العمل و الرأسمال من اجل قومية واحدة أو عدة قوميات. لا شك أن نضال و كفاح الطبقة العاملة و ثوراتهم و تأثير و فاعلية ، مما جعلت الأمم المتحدة بأن لايعلن عن غاياتها بصورة مباشرة، و الا كانت اهدافها و سياساتها ذات الهدف و السياسة المتبعة من قبل البنك الدولي و صندوق العملة الدولية. انها منظمة للتجارة العالمية هدفها و سياستها القمع و التجويع في شتى بلدان العالم من أجل تكوم الرأسمال الأكثر للرأسماليين الكبار أصحاب الأسهم في التجارة العالمية و تلك المنظمة الدولية.
ما يحتاجها أية برجوازية في القوميات المختلفة هي الإهتمام بمصالحها دون أي اعتبار لشأن و وضعية القوميات الأخرى حتى ولو كانت مسؤولياتها على عاتقها .
الشيء الخاص و المهم بالنسبة للبرجوازية عبارة عن نيل مطلب محدد، و هذه الخاصية تدفعها دوماً لإتخاذ موقف التنازل فيما بينهم، و كل ذلك على حساب البروليتاريا، و لكن تكمن الأهمية للبروليتاريا في تقوية نضال طبقتها ضد البرجوازية، و يعمل كي يكون المجتمع ذو طبع ديمقراطي و روح اشتراكي .
يجوز أن لا يكون عملياً حسب آراء الطفيليين ، فليكن كذلك فالحقيقة أنها الضمان الوحيد للحصول على المساواة و السلام القومي بنسبة عالية، و كذلك عدم تواجد الإقطاعية البرجوازية المتغذية بروح التعصب القومي. ( 69)
لذا يُعد شورى العمال المؤسسة الديمقراطية الوحيدة للسلطة العمالية من اجل ادارة دكتاتورية البروليتاريا لمكافحة الذات و جميع القوى التي اصبحت مصدراً لإنشاء الطبقات المختلفة في المجتمعات. عندما يتم تنفيذ عملية ثورية من قبل دكتاتورية البروليتاريا و يصبح واقعاً، سوف لن يكون نظيراً لأية سياسة و هدف اقتصادي و اجتماعي للبرجوازية و الرأسمالية ، و لا يتعاون مع منظماتهم.
الشاكلة التي تعبر عنها اليسار في العراق و الإيران على انها شورى العمال ، ليست سوى ظاهرة العصر و تعامل الليبرالية الحديثة، انها فكرة الإشتراكيين الليبراليين، و ليست بفكرة الماركسيين. هدف هذه النوعية من اليسار التقرب أكثر و أكثر من ذوي نادي النظام البرلماني و جعل محتوى شورى العمال نظيراً لها، و يعتبر بمثابة اعطاء الشرعية لمحتوى سياسات البرجوازية في المجتمعات ، كل ذلك ليست باستطاعتها معالجة القضية القومية الكوردية في كل من العراق و ايران تحت اسم و عنوان آخر. جميع الأفكار الواردة تقع ضمن مباديء الإصلاحيون و البرجوازيون الصغار، و يعد من صميم العمل السياسي الأوليكارشي. يقومون بهذه الأفعال من اجل تضليل العمال و الكادحين لصالح البرجوازيين و الرأسماليين.
الدولة التي يطالب بها اليسار في العراق و ايران ، هي دولة برجوازية كوردية مستقلة، دولة اضطهاد العمال و الكادحين الكورد ، و يطالبون بالضمان لحرية التجارة و التبادل التجاري و الإقتصادي، حيث يعتبر هذه المطالبة مصدراً لإضطهاد المواطنين في اطار الدولة.
يجب عدم تكرار تراجيدية الحياة و المعاناة التي نالت منها الكادحين الكورد، و لكن نوعية الدولة التي يطالبون بها لا تستطيع ان يمحو الحياة التراجيدية للعمال.
عندما يتم اقتراح انفصال كوردستان من قبل الشيوعيين ، ليست من الجانب المتغير بأنها مخيف و محزن، بل يجب ان يكون فقط لإنهاء الإضطهاد القومي التي تمارس من قبل القومية المتسلطة ، و ينتهي معها الممارسات المتبعة من قبل البرجوازيين و الرأسماليين تحت عنوان الحقوق القومية ، حيث أصبحت هذه القضية مكسباً لهم و ازدادت رأسمالهم ، لأن العمال قد نالوا الكثير من المآسي و أصبحت حياتهم تراجيديا في ضل السلطة الراسمالية لقومياتهم ، لذا إنشاء الدولة المستقلة لا ينهي جميع المعاناة و الأحداث اليومية التي تواجه العمال .
عندما ينهار مناجم الفحم على العمال في الدول الأوروبية ، الصين ، كوريا ، روسيا ، و أمريكا يكون ذا ربح و مصلحة للرأسمالية ، لأنهم وضعوا الربح و الكسب قبل توفير السلامة للعمال، و لا يهمهم سلامة و صحة العمال امعهم.
لا يجوز كي نحصل على الضمان الدولي لإنفصال كوردستان عن العراق ، ان نعمل على شد الإنتباه و الإعتبارات الإقتصادية و التبادل التجاري لكوردستان مع دول العالم الجزء الغالب للضمان الدولي يعتمد على قوة و امكانيات المواطنين في داخل البلد، حيث يتضمن مدى اصرارهم على الإنفصال و ما مدى اعداد الإمكانيات للدفاع عن الإنفصال، و ما مدى الإرادة على مطلب و رغبة انشاء الدولة المستقلة و الدفاع عن اهدافها ؟ !
و يتجسد ذلك في قوة و امكانيات الجماهير ، والا لايتم الإنفصال عن طريق القوى و الأحزاب المرتبطة بدول المنطقة و العالم و عن طريق السياسيين الأوليكارشيين. لا يزال للدول و الشركات الكبرى للنفط و التجارة مصالح في جنوب كوردستان و دولة العراق ، و لغاية الآن لم يقتنعوا بانفصال اقليم كوردستان عن العراق و دوماً يدافعون و يقرون بوحدة العراق.
اذا لم يكن هنالك ارادة من قبل المواطنين للإنفصال ، يقوم الأمم المتحدة أحيانا بانشاء الدولة التي تخدم مصالحها و مصالح القوى الإمبريالية العالمية، و كذلك من اجل اهدافهم السياسية، و الا في معظم الأحيان سيقفون ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة ، و يقوم ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة الدول التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . بخلاف الإنفصال الذي يتمناه اليسار في العراق و ايران و القوى و الأحزاب الأوليكارشية، انفصال الكورد و انشاء دولتها المستقلة يتم بتعاون و مساندة العمال العرب و الفرس و الترك، و كذلك اذا ساندت عمال العالم هذه الرغبة و المطلب ، سوف يتحقق ، و حتى لو كانت الحكومة غير عمالية و يكون حسب اهواء الراسمالية، سيكونون بحاجة الى الدعم ضد الهجمات الخارجية، لأن المطلب الذي يجب على العمال و الكادحين العرب و الفرس و الترك بأن يضعوه نصب اعينهم و ينفذونها، باستطاعتها أن يكون افضل و اكبر ضمانة لعدم مهاجمة الدولة المستقلة و الحديثة الإنشاء ، كما يعتبر جزءاً من مكافحة روحية التعصب و الشوفينية التي تمت خلقها من قبل القوى المذكورة ، و سيكون ايضا محاولة لإندماج العلاقة الدولية بين عمال العالم .
لا يستطيع الأمم المتحدة توفير العلاقة الدولية لعمال العالم ، و ما يقوم بها آغوات اليسار في ما يسمى بالإصلاح القومي، ليست الا تفعيلاً لسياسات البرجوازية العالمية، و انهم نظير الأحزاب الأوليكارشية في السياسة والهدف، لعدم جديتهم في العمل و ترسيخ الأجواء لإستقلال جنوب كوردستان . لأن استقلال جنوب كوردستان بمثابة فناء السياسيون الأوليكارشيون و الواعضون اليساريين ، تلك هي المعالجة الفعلية و الهامة بالنسبة للبرجوازية ، و لكن ما يهم العمال هي ان يتم من البداية الإختلاف بين هاتين الطريقتان : دوماً يناضل البرجوازية القومية المضطهدة ضد القومية المتسلطة .
نحن دوماً معها في جميع الظروف بالعزم و الإرادة ، حيث انها أعلى و أقوى من مساندة الآخرين ، لأننا مصممون و نعادي الإضطهاد بلا خوف و بصورة جادة و مباشرة سنقضي على الإضطهاد.
اذا لم يقف برجوازية القومية المضطهدة عن عملها لأجل التطرف القومي ، سنقف ضدها ، بمعنى سنتصدى لإمتيازات القومية المتسلطة و لا نسمح لها بالبحث و الجري عن امتيازاتها.
اذا لم نرفع شعار الإنفصال، و اذا لم نجعلها موضوعاً للتشجيع ، عند ذلك سنكون في خدمة المقاصد المتعفنة للبرجوازية، بل سنكون ايضاً خادمين لأهداف الإقطاعيين و القائمين على الإضطهاد.


الجزء الثامن

عملية تحقيق المساواة في حقوق القوميات

هناك أراء ووجهات نظرمتباينة حول الحقوق المتساويةللقوميات.وهذه الأراء تتعلق بالمنزلة الإجتماعية والإقتصاديةومصالحهما المختلفة. لأن كل رأي ووجهة نظر نابع من مستوى صاحبه وتصنيفه الطبقي. ومن هذا الطريق يُحَدد كيفية الدفاع عن تلك الحقوق ويقوم بتجسيدها . فالماكسيون يختلفون كثيراً عن البورجوازيين والرأسماليين وأحزابهم في مواقفهم تجاه التساوي في حقوق القوميات وتعاملهم في تحقيق هذا التساوي. لأن حق المساوات بين القوميات عند الماركسين يعني التساوي بين افراد المجتمع جميعهم من كافة الأوجهه الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. وهذا الأمر إن لم يتحقق في مرحلة الدكتاتورية البروليتارية التي هي مرحلة انتقالية ينتقل المجتمع الرأسمالي فيها الى الإشتراكية والشيوعية العلمية. وفي هذه المرحلة- آي: مرحلة الإشتراكية و الشيوعية العلمية لايبقى اي وجود للمكّونات الدينية والإثنية والعرقية ولايقُومُ لها ايّ قائم. ويجرد الإنسان عن التباهي بالمكانة الإقتصادية والإجتماعية والقومية و الدينية والمذهبية ولون البشرة وضخامة الجسد وصغره . لأنَّ المكانة الإقتصادية و الملكية الخاصة والسيادة الطبقية منذ بداية وجودها هي المصدر الأساسي لإنتهاك حقوق الإنسان والإستغلاله وعدم التساوي بين أفراد الناس. وكذلك فإنّها المُصَمِمّة الأساسية للسلطات والصلاحيات المختلفة. إِنَّ السلطات المتباينة والمختلفة بين الدول والقوميات , تعني التمييز والفوارق و المعاداة ومحاولة مجموعة التسلط على مجموعة وقومية أخرى. وهذا هو الطبيعة الدائمة والمستمرة للسلطة الطبقية ونظامها, ومن أجل ذلك تسلك هذه السلطة جميع الطرق , ويخلق الفوارق الجندرية والتمييز القومي والمناطقي ولون البشرة , وصغر و ضغامة حجم النفوذ والسلطة, تقوم بإدامة نظامها الإقتصادي والسياسي والإجتماعي , وتَرتسخ دعائمه. و من ناحية أخرى فإنَّ وُجهة نظر برجوازي ورأسمالي القومية المتسلطة فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات سلبية تجاه الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية للطبقة نفسها للقومية الخاضعة تحت سيطرتها. لذا فهؤلاء حتى في تأسيس الدولة وانفصال القومية الواقعة تحت سيطرة وقبضة القومية المتسلطة, لايمنحون الحقوق المتساوية لأفراد قوميتهم, ولاينهون إضطهاد صاحب العمال وذوي النفوذ لكدح عمال وشغيلة قوميتهم. وهذه النظرة تفترق كثيراً عن النظرة الإشتراكية العلمية و الماركسية. فهما موقفان ونوعا تباين تجسيد حقوق تساوي القوميات. وهكذا فإنَّ هؤلاء في الدول الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية وديمقراطياتها يجدون أنفسهم في عملية نشوء الدولة القومية. ولايستطيعون بحسب ظروف وأحوال القومية التي تحدد من الناحية الجيوسياسية والجيوإقتصادية ونظام الإنتاج و القدرات العسكرية, أن يحققوا الحقوق المتساوية للقوميات. ولكون برجوازيي و رأسماليي كل قومية يجدون مصالحهم في المشكلات و النزاعات القائمة بين القوميات, أو في الاغلب وفي أوقات مختلفة يستفيدون من الصراعات التي تدور بين العمال بإسم للقوميات المختلفة. إنَّ البرجوازيين وأصحاب الأموال يحاولون دائماً مواصلة سيطرتهم على الطبقات الخاضعة لهم بتكديس أموالهم من قوة عمل العمال والكادحين واضطهاد محكوميهم حتى يؤمنوا لأنفسهم ولنظرائهم حياة سعيدة ويتمتعوا بعيش رغيد. وهكذا فإنَّ الدولة الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية و الدكتاتورية وديمقراطيتها, لاتستطيع أن تمنح الحقوق المتساوية للقوميات . إنَّ الدولة تعني سيطرة طبقة على طبقة أخُرى, وتعني التباين بين مصلحة المتسلط والراضخ, وتعني وجود الطبقات المتباينة. وبخلاف ذلك فإنَّ الإشتراكية و الشيوعية العلمية هي الضمانة الوحيدة للحصول على الحقوق المتساوية للقوميات. لأنها- آي الإشتراكية و الشيوعية العلمية- المصدر الأساسي للخلاص من الفروقات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والطبقية. ولأنَّ هذه الفروقات الطبقية في المجتمع هي مصدرومنشأ جميع انواع الإضتهاد بين بني البشر. إنَّ الجزء الكبير وجميع مشكلات المجتمع والفروقات على مستوى وجه الدنيا متعلق بوجود الطبقات. وتُعَدُّ المصالح الإقتصادية و الإجتماعية المختلفة , مصدر خلق المشكلات القومية والحروب الدموية الكبيرة, وتزرع الاحقاد و الضغائن بين الأقوام, وهذه الاوضاع و الظروف تُفيد المتسلطين من أصحاب الرأسمال , وهناك جزء آخر من الصراعات والنزاعات الدولية ترجع جذورها إلى الفروقات الطبقية. إذ تحدث الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية من أجل مصالحها ثغرات بين علاقات الدول وأقوامها.
إنَّ المصالح الإقتصادية والعلاقات القائمة بين الناس عامل مهم لتحديد الحقوق المتساوية للقوميات. وكما قال (لينين)لايجوز أنَّ لايؤخذ بنظر الاعتبار السبب الإقتصادي القوي في المسألة القومية لدى الماركسيين, لأنَّ الإشتراكية نضع يدها باكتظاظ على الجانب الإقتصادي . ولاتستطيع أنَّ لاتضع في نظر اعتبارها الجانب الإقتصادي في علاقات التساوي بين الناس. فالإشتراكية هي الجانب الئيس في تحديد الحقوق المتساوية للقوميات والطبقات, وفي الأصل فإنَّ القاعدة والأساس هنا عبارة عن الإنتاج وعملية التوزيع و الحقوق الإقتصادية الإشتراكية , وتكون على أساس تنظيم حُرّ ومُتساوٍ."وكذلك تستطيع الإنسانية أنَّ تقضي على الطبقات, وذلك بعد اجتيازها مرحلة انتقالية هي مرحلة ديكتاتورية الطبقة المُضطهَدة, وكذلك تستطيع الوصول إلى توحيد القوميات وذلك باجتيازها مرحلة انتقالية, هي مرحلة تحرر جميع القوميات المُضطهَدة بأكملها, أي: مرحلة تأخذ فيها حق الإنفصال."(71) إنَّ الظروف والأوضاع العملية التي يتطلع اليسار إليها في الإقليم وايران بتوجيه من غيرهم وبمعرفتهم, ليس تطلعهم إلاَّ التخلّي عن مُهمة وظيفية لابُدّ من الإقدام عليها من أجل القضاء على الفروقات القومية والاضطهاد القومي. فهؤلاء يبعدون انفسهم عن عملية ويتخلون عنها , كان المفروض القيام بها, فأفكار هؤلاء ومايذهبون إليه نابعة من الفكر الإشتراكي الليبرالي في أوروبا. وبناءً على ذلك فإنَّ هؤلاء من أهل اليسار إقاهم أصحاب نوع من عدم المعرفة وقد وضعواهذه المهمة على نحو مُربك ومُشوّش في خارطة عملهم, وإمّا يعيدون أنفسهم أصحاب القضية ويريدون عدم تنفيذها, أي أنّهم في كل الأحوال يتعاملون ديماغوجياً مع هذه القضية , لأنَّ جميع أعمالهم هذه لاتستطيع أنَّ تجيب عن أسئلة الشيوعيين العلميين عملياً فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات, لذا إنَّ توجهاتهم ترادف التوجهات السياسية لأوليكارشية أحزاب الأقليم.
إنَّ مامَرّ ذكره سبق أن ادّعاه اليسار الكوردستاني في العراق وايران في الماضي ومايزال يّدعيه اليوم ويفكربه حين يقول:( في الواقع العملي إنَّ السياسة التي ينتهجها يسار كوردستان العراق وايران لاتعني إدارة حركة ذي نهج مستقل. فهذا الشعار ينبغي أن يحتل زاوية من زوايا البديل العملي ل (حزب الشيوعي العمالي-ح.ك.ك-) وحركة الشورى في كوردستان العراق. إنَّ الإطار العملي لهذا الشعار في توقعاتنا و توجهاتنا(نظر الشيوعية العمالية) هو:أولاً: إنَّ الإستفتاء والرجوع الى آراء الناس يجب أن يكون باتفاق مع(مصدر أممي رسمي) حتى نحّقق نتائج الإستفتاء أكثر ولكن الى حَدّ تحقيق هذه العملية فالمفروض أن نطالب باستفتاء حُرّ من أجل تثبيت أوضاع كوردستان, ففي نظرنا(نظر الشيوعية العمالية) أنَّ إرادة الناس وإبداء أرائهم لها اعتبارات. ففي استفتاء كهذا يجب ندعو الى دولة مستقلة.(72) إنَّ توجهات وأنظار اليسار حول التطبيق العملي نوعان: أحدهما : التحدث عن التحرر الوطني واستقلال الرأسمالية الوطنية كما تدّعيه البرجوازية الوطنية. ويطالبون من البرجوازية المتسلطة والمُضطهِدة بعلاقات حَرّة وإطلاق الحريات السياسية والإقتصادية البرجوازية القومية. وهذه الفروقات تنتج العنجهية و المغالات في التعصب القومي, لأنَّ البرجوازية القومية تحصل على امتيازاتها من الفروق القومية والصراع القومي فتسعى إلى السيطرة على مصادر اقتصاد البلاده تحت اسم حماية البلاد والأمة ومصادرهما الإقتصادية و مواردهما الطبيعية, وبهذا فإنها تقوّي الفروقات القومية مع الآخرين وتعمقّها, وتحاول إيصال تلك الفروقات إلى حَدّ التعصب والكراهية وخلق روح الإنانية وعبادة النفس في صفوف العمال. أما الفروقات الآخرى فهي تخالف كثيراً الفروقات التي تدعو اليها البرجوازية, لذا ينبغي للعمال والشيوعيين أن تكون لديهم الرغبة في التزام الفروقات المغايرة لمايسلكه البرجوازيين والرأسماليين.
من تباين وفروق بين الكورد والقوميات الآخرى, ولكي نستطيع أنَّ نطوّر العلاقات الأممية بين العمال والشغيلة علينا تجسيدها في دستور العمل حتى نتمكن من القضاء على النزعات السياسية الشوفينية لدى العمال ويكون همهم الوحيد مساندة ومؤازرة رفاقهم في النضال من عمال وشغيلة القوميات الآخرى في التصدّي لأصحاب رؤوس الأموال. والوقوف معا ضّد سياسة البرجوازيين الليبراليين, وذلك في المناطق والبلدان التي
تسكنها القوميات المختلفة. فإذا وصلت علاقاتها إلى مستوى العنف و الاضطراب, فإنَّ التأريخ يسجل عملية انفصالها. وتأريخ العلاقات بين القوميات , ويُنتج انفصال بعضها عن بعض. إنَّ النصائح التي يقدمها يسار ايران ليسار كوردستان و العراق وقدمها سلفاً. ويدفع حركة الِورى في كوردستان( إن وجدت) إلى القيام بوضع حَدّ للأوضاع و الظروف الأتية. ويرى أنَّ إعادة كوردستان إلى العراق و ضّمه إليه من الواجبات العملية لتلك الحركة. إنَّ الوجه العملي لتلك التوجهات والأراء فيستند إلى نظرية تمتع الكورد بحق تقرير المصير أو البقاء ضمن عراق فدرالي متّحد – أي:إِنَّ ماسّموه بالفراغ السياسي و الإداري في الماضي وفي الحاضر وكانوا يُناقشون بسببها أوضاع و ظروف كوردستان والعراق والعلاقات بين القوميات والأديان والمذاهب المختلفة. فهؤلاء كانوا يحملون الافكار نفسها التي كان اليمينيون يعتقدون بها ، فكانوا بذلك الوجه الآخر لليسار، وكانوا مع هؤلاء متشابهين و متكافئين في الاعتقاد و المواقف. وبدائلهم كانوا يعتقدون بأفكار اليمينين نفسها و يتخذون مواقفهم انفسها. وهذه التوجهات و الافكار تتوافق مع مواقف و توجهات الاحزاب الكوردية و زعمائها ألاوليكارشيين ولا تعارض بينهما. ولم يستطع هؤلاء من مدّعي اليسار الخروج عن توجهات و أفكار الاحزاب الكوردية ألاوليكارشية الكاذبة و الخادعة. فجهة ترى في الاستفتاء الحَلّ و تقرير المصير، وجهة اخرى تعود الى المركز و ترى الحَلّ في ذلك. وبعضٌ من هذه الجهات لاتحم أفكاراً واضحة و صريحة فلا يستطيع أحد تحديد مواقفهم و اتجاهاتهم. وكذلك عندما يضع عملية عدم تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات على عاتق السياسة و أهداف الدول ألامبرياليه و العظى للتهرب من مسؤلية يجب عليه ألالتزام به من أجل إيجاد حق المساواة بين القوميات. وفي مسألة الاعتراف بانفصال عمال الكورد عن العمال العرب و الفرس و الترك وحتى في تأسيس دولتهم المستقلة نجد أن وجهات نظر اليمين و اليسار و مواقفهما مختلفتان باستثناء الدعوة الى تأسيس دولة مستقلة فهما متوافقان بصددها لكن بصورة غير منتظمة بغية إحداث تشتيت الفكر و إقلاق الراحة. ففيما يخص الدولة المستقلة فإنهم الآن يقولون كما إعتقدوا سابقاً أيضاً (إن شعارنا ليس تأسيس دوله كوردية وأن تكون للكورد دولة مستقلة ، فنحن نريد لتقرير مصير كوردستان حتى للاستقلال أن يُجرى إستفتاء شعبي بين سكان و قاطني كوردستان بغض النظر عن انتمائهم القومي).(73).
إنً يساريي إيران و العراق لايستطيعون إخفاء مواقفهم الكاذبة و شعاراتهم بين طيّات آرائهم و توجهاتهم المتضادة وأن يطبقوها على أرض الواقع. فشعاراتهم هذه ماتزال الشعارات الموضوعة على اللافتات و المكتوبة في بياناتهم. فهي لايتمكنون من القيام بحل المسألة القومية للكوردية بطريقة ثورية ويضمنوا بها حقوق المساواة بين القوميات. إن الواجب يفرض على ألاشتراكية المنتصرة إذا إكتسبت الديمقراطية الصحيحة ألا تكون جهودها مقصورة على تحقيق المساواة الكاملة بين القوميات، وإنما عليها القيام بإقرار حقوق ألامم المظلومة و المحرومة في تقرير مصيرها. اي: ان تكون حُرّةً في إختيارها الانفصال السياسي. وإذا لم تستطع ألاحزاب ألاشتراكية بكل أنشطتها الآن وفي حال قيام الثورة وبعد ألانتصار أن تثبت أنها تحرر ألامم المظلومة، وتقيم علاقات معها على أساس حرية التوحيد (مع معرفة أنَّ حرية التوحيد بمفردها شعار زائف دون حرية ألانفصال) وحينئذ تخون هذه ألاحزاب ألاشتراكية. ولاريب أنَّ الديمقراطية التي هي نوع من انواع الدولة قد تضمحل بإضمحلال الدولة فيكون الثبات و الرسوخ للشيوعية الكاملة بعد الانتقال من الاشتراكية الناجحة.(74).
وهذه المسألة تحتاج الى جواب وهو انَّ الشيوعيين إن لم يكونوا مهيمنين فتأسيس الدولة الكوردية و إنشاؤها الى الحصول على اجوبتهم. ولا يعني هذا أن تخلى الساحة للبرجوازيين و أصحاب رؤوس الاموال و أحزاب كوردستان الاخرى وأن يُرخى لهم العنان فيما يقومون به من القمع و الاضطهاد و نهب أموال و خيرات البلاد. وأن يُسلَّمَ المجتمع لمجموعة سياسية أوليكارشية تتصف بصفات عصابات الجريمة المنظمة و قطاع الطرق و القراصنة. فلليسار أحاديث و أقاويل باطلة لاطائل فيها، ولمصلحة شعاراته يقول (يجب أن يكون اليسار مندوباً عن حدوث المصير- ويقصد بذلك المأساة(التراجيديا)- فهذا الشعار يساند ادارة هذا الدور... وينير و يضيء الطرح الثالث لاستقلال نقطة غير معينة في اذهان أغلبية الناس. وهكذا فإن هذا الشعار فضلاً عن كونه عملياً او غير عملي دفع العمال و الكادحين الى ميادين العمل وجعلهم متفائلين بتمكنهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم)(75). ولايجوز للشيوعية رفع شعار لايمكنهم تحقيقه، أو أنَّ تحقيقه يمنحنا نتاجاً برجوازياً، وبناء على ذلك لايجوز أن ترفع الشعارات من أجل تفاؤل العمال بأمنية لايمكن تحقيقها. أو صهرهم في بودقة الموهوبة وينبغي أن ترفع الشعارات من أجل توضيح العمل المطلوب منك في اليوم والوقت المحدد ويكون مناسباً للتطبيق. والشعار الذي يحتاج التأريخ إلى تطبيقة عمليا مهم جداً, وهومن جانب النضال الطبقي مفيد للواجب و العمل التأريخي للطبقة العاملة, ومعلوم أنَّ أحد الواجبات التأريخية للطبقة العاملة هو العمل من أجل تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات والأمم من أجل القضاء على الميول وألأفكار الشوفينية بين الأمم و الأقوام واجتثاث جذورها ورفع شأن آراء وأفكار الطبقة العاملة والكادحة للأمم والقوميات المختلفة وإعلائها. وهذه الجهود كلها لاتبذل من أجل إبعاد وتبديد المضايقات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للطبقة البرجوازية في المناطق المختلفة.
ففي المناطق المختلفة وفي كل بلد ومنطقة كانت ساحة وميداناً لكفاح ونضال الطبقة العاملة والشيوعيين أصبحت المسألة القومية عائقة وعقبة أمام هذا النضال وحاولت كثيراً تمزيقهذا النضال و ارهاقه.وينبغي العمل وبذل الجهود من أجل " الاعتراف بحقوق الإنفصال للجميع واعلاء كل مسألة وقضية متعلقة بالإنفصال, من منظار يكون بعيداً عن التقصير في المساواة و التمييز الطبقي و التسلط."(76)
وهذه العملية محاولة لإزدهار وتطوير النضال الطبقي للطبقة العاملة, وتطبيقها مفيد ونافع لتأريخ نضال البروليتاريا ضد الرأسمالية ونظامها. فإذا صيغ من الناحية النظرية شعار ورفع هذا الشعار ولم يطبق على أرض الواقع, فإنَّ هذا يجعل الطبقة الثورية متردداً ومتشككاً في نضاله ويدفعها إلى تعليق آماله الثورية بمستقبل غير واضح. وينبغي أنَّ يكون شعار الدفاع عن حقوق المساواة بين القوميات أحد الشعارات الواضحة والصادقة لنضال الطبقة العاملة و الشيوعيين وذلك من أجل تحقيق الأهداف التأريخية الطبقية للطبقة الثورية في هذا العصر. لكن اليسار واليمين إلى حَدّ الأن يرفعان معاً شعاراً عمليا مضاداً وغير مناسب من أجل ماذكرنا.
فهما بذلك قد أبعدا العمال وطبقة البرولتاريا عن سياسة وأهداف التغيير العملي, ويحاولان إخراج هذه الطبقة عن طريقها الصحيح. باقتران أهدافها وسياستها بأهداف وسياسة الإشتراكيين الليبراليين والإشتراكيين الديمقراطيين والبرجوازية القومية. إنَّ الأخذ بيد الطبقة العاملة ودعوتها إلى المطالبة بتساوي الحقوق بين القوميات و الدعوة إلى تحقيق تلك المساواة, قد تحدد تأريخ تلك العلاقة التي تربط بين قوميتين أو أكثر مضطهدتين ومحرومتين من أبسط الحقوق. أي أنَّ تسلّط برجوازية قوميةما على عمال وكادحي وبرجوازية قومية أُخرى, يخلق الرغبة إلى التحرر و الإنفصال و الدعوة إليهما لدى أبناء القومية الخاضعة و المضطَهَدة. إنَّ تعطيل العمل بكل هدف من أهداف عملية النضال والكفاح له عواقب وخيمة وتترك آثاراً سيئة على هذه العملية كابتعاد الطبقة العاملة عن الواجبات و الأهداف الواقعة على عاتقها تأريخياً. إنَّ عملية حَل حَق التساوي بين القوميات , وعملية تحقيق هذا الحَق, عملية تكتيكية ثورية للطبقة العاملة والشيوعيين ضد الأهداف و الرغبات السياسية والإجتماعية والإقتصادية للدول الإمبريالية و الكبرى والبرجوازية و الرأسمالية المحلية. وفي الختام ينبغي لنا أنَّ ننهي بحثنا بإحدى مقولات ماركس وهي "كل أمة تضطهِد أمة أخرى, لايمكن أن تكون حُرّة ."
نجم الدين فارس 28-1-2018



* المصادر :-
1- د. عبدالمنعم الحفني ( المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ) الناشر / مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الثالثية ، 2000 ، ص 133 .

2- هنشنسون ( معجم الفكار والإعلام ، ترجمة خليل راشد الجيوشي ) دار الفرابي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2007 ، ص 60 .

3- الشيوعية العلمية معجم ، دار التقدم ، موسكو ، الترجمة الى اللغة العربية (دار التقدم) طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1985 ، ص 51 .

4- كاظم نوري الربيعي ، واشنطن (700 مليار دولار) ثروة حكام العراق ، (صوت اليسار العراقي) صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة الكتاب والصحفيين العراقيين .

5- محمد الكوفي ( الأزمة الأوكرانية وصراع الشرق والغرب ، جذور المسألة ومالاتها ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، بيروت ، الطبعة الولى ، اكتوبر 2015 ، ص 92-93 .

6- ب – ف بونو ماريوف ، مختارات القاموس السياسي ، ترجمة واعداد ( عبدالرزاق الصافي ) دار الوطن العربي ، ص 62.

7- رقية حسن ، المليارديرات ، الأوليكارشية في الديموقراطية الألكترونية ، مدونة بريدة ، الثالث من اغسطس 2015 .

8- موسكو تصبح موطن أكبر عدد من المليارديرات في العالم ،
مباشر ، تاريخ النشر 10/3/2013 .https ://arabic. rt .com

9- منصور حكمت ( في الدفاع عن إستقلال كوردستان) مجلة نحو التقدم العدد (21) 27 أب 1995

10- المصدر نفسه, ص 5 .

11- لينين ,الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , ص 6

12- لينين , الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 8

13- ماركس – أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ) ، ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) ، در التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , 1970, ص 322

14- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص3 .

15- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص4 .

16- ماركس ، الحرب الأهلية في فرنسا ، ( مقدمة من قبل أنجلس ، عام 1891) ن دار التقدم ، فرع طشقند ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 19

17- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب حرية كوردستان ، مجلة ( نحو التقدم ) العدد 27 أب 1995 ص 5

18- ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة ( 1844 -1895) . ( رسالة من انجلس الى بيبل ، 18-82 مارس 1875) دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1982 ، ص 215.

19- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 24

20- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ,ص 12

21- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، من إفتتاحية ( العدد 179) كتب بين 29 حزيران و 4 تموز 1842) ترجمة الياس شاهين الاعداد والترجمة والفهارس – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1986, ص 28

22- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، ( من مقالة ، المركز والحرية ) كتب في النصف الأول من أيلول 1842 ، ترجمة الياس شاهين – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي 1986 ، ص 33
محتوى الدولة القومية حيث يعيش فيها قومية واحدة أو اكثر لايفرق كثيرا عن الدولة الوطنية المتكونة من عدة قوميات .

23- ماركس ، أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو, ص 412 .

24- الدكتور محمد السيد سليم " تطور السياسة الدولية في القرنتين التاسع عشر والعشرين ، دار الفجر الجيد للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية ، الطبعة الثانية, 2004م ، ص 39 .

25- لينين ، مسائل السياسة والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 75-76 .

26- المصدر السابق ، ( خلاصة المناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها ), ص 197 .

27- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب إستقلال كوردستان ، مجلة " نحو التقدم " العدد " 21" في 27 أب 1995 ص 5 .

28- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 176.

29- ماركس ، أنجلس ، بصدد الثورة الإشتراكية ، مجموعة من المقالات (من مقال "بلاغ سري" كتب نحو 28 أذار- مارس 1870 ) ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي, 1983م ، ص 153 .

30- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 107.

31- أسو كمال ، مكان إنفصال كوردستان في النضال الطبقي في العراق ، ص 10 .

32- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو 1969م ، ص 73-74 .

33- المصدر نفسه, ص 176 .

34- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 30 .

35- المصدر نفسه ، ص27

36- المصدر نفسه ، ص5
37- ماركس ، أنجلس ن مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث) ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو ، ص 412 .

38- منصور حكمت " لة بةرطري كردنا لة داخوازي سةربةخؤيي كوردستان ، مجلة " بؤ ثيَشةوة " العدد 21 ، 27 أب 1995, ص5.

39- المصدر نفسه, ص5.

40- المصدر نفسه, ص5.

41- الاتجاه برس / تقارير ، 46 مليون شخص يعانون من " العبودية المعاصرة " في العالم .
http : // aletejah tv .com 2619120

42- منصور حكمت ,المصدر السابق ذكره, ص5.

43- مراسلات ماركس ، أنجلس ، ( رسالة من ماركس الى أنجلس ، 30 تشرين الثاني " نوفمبر " 1867 ) ,ترجمة الدكتور فؤاد أيوب ، دار دمشق ، دمشق ، سوريا ، الطبعة الأولى, 1981, ص ص 228- 229 .

44/ ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة 1844 – 1895 ( رسالة من أنجلس الى بيبل ، 18-28 أزار 1875 ) دار التقدم ، موسكو ، طبح في الاتحاد السوفيتي 1982 ، ص 215 .

45/ منصور حكمت ، لة بةرطريكردندا ............ بؤ ثيَشةوة ، العدد 21 ص 5 .
46/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص 328 .
47/ نجم الدين فارس ، خولي هةفتاي نةتةوة يةكطرتوةكان ، جارٍداني فرة جةمسةري بوو ، سايتةكاني ، بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثيَنوسةكان
48/ منصور حكمت المصدر السابق ، ص5

49/ نفس المصدر ص5

50/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص410 .

51/ لينين – المسائل القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، ص227 .

52/ مارتن ظان ثرونةسن ، ئاغا و شيَخ و دةولَةت ، وةرطيَرٍاني ، د. كورد عةلي ، مةكتةبي بير و هؤشياري ( ى . ن .ك ) دةزطاي ضاث و ثةخشي حةمدي ، سليَماني ضاث 2010 ، بةرطي يةكةم ، ل 213

53 / نفس المصدر ، ص235

54/ ماركس – أنجلس ، بصدد الثورة الاشتراكية ، مجموعة من المقالات ( كارل ماركس ، من مقال " بلاغ سري" كتب نحو 28 أزار (مارس) 1870) ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1983 ص153

55/ نفس المصدر السابق ص154

59 – نجم الدين فارس : الدورة ( 70) للأمم المتحدة و الأعلان المتعددة الأقطاب ، ( تشرين الأول 2015) و التي نشرت باللغة الكردية في ( بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثينوسةكان ) .
60- نفس المصدر.
61- محلة انترناشيونال ، الناطق باسم الحزب الشيوعي الإيراني ، 1995 ، العدد (17) ص 11. تصدر هذه المجلة باللغة الكردية .
62- الإتجاه برس / تقارير ، 26/9/2016 : http://eletejahtv.org
63- الإتفاقية الخاصة بالرق ، منظمة عصبة الأمم/ منظمة الأمم المتحدة .
64- لينين : مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 172 – 173 .
65- مجلة انترناشيونال – العدد (17) ص 11 .
66- علاء الدين سجادي : ثورات الكورد و كورد جمهورية العراق. اعداد و طبع احمد محمدي ، (اطلس جاب ) للطبع و النشر ، طهران ، 2005 ، ص 38 . باللغة الكردية.
67- مجلة انترناشيونال ، العدد (17) ص 11 .
68- لينين : مسائل السياسة والقومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 88 -89
69- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 89-90 .
70- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية، دار التقدم، موسكو، 1969، ص91.
(71- لينين :مسئل السياسة القومية والاممية البروليتارية, دار التقدم, موسكو, 1969, ص174.
(72- منصور حكمت: في الدفاع........,الى الأمام , العدد21,ص5 .(باللغة الكردية)
(73- المصدر نفسه ,ص5.
(74- لينين :المصدر السابق ذكره, ص168-169.
(75- منصور حكمت: المصدر السابق ذكره, ص5.
(76- لينين :المصدر السابق ذكره, ص92.












الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية

الكاتب : نجم الدين فارس
الترجمة : يوسف عمر



" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "

الجزء الأول

السلطة الأوليكارشية ، هرم السلطة الرأسمالية:

الطبقة أو القبيلة الأوليكارشية عبارة عن طبقة أقلية في المجتمع والدولة وفي الأنظمة المتقدمة أو المتأخرة ، وفي العصور المختلفة من التاريخ ، وعند سلطتهم أو خارجها هدفهم ومطلبهم إحتكار جميع المفاصل ، والهدف الأساسي الاستيلاء على كل المفصل الاقتصادية والأجتماعية والسياسية والاعلامية والعسكرية ، ويكون جميع المؤسسات الحيوية في الدولة خاضعا لهم ، ويتم إستخدامهم لصالح الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، وذلك عن طريق تعيين وزج الأشخلص التابعين لهم في المفاصل الرئيسية للسلطة والدولة .
جميع أعمال وأفعال هذه الطبقة الأقلية من أجل زيادة الثروة والحفاظ على الرأسمال ، ويعد هذا العمل السبب المباشر في زيادة الفقر وتجمع ثروة المجتمع لدى مجموعة فاسدة .
للأوليكارشية تعاريف عدة وفي المصادر لها نفس المحتوى والتعبير ، سواء كانت التعريف للدولة الأوليكارشية أو الطبقة الأوليكارشية لا يفرق كثيرا ، لأن الدولة الأوليكارشية دون نظام سياسي اوليكارشي لن يدوم ، إذن في هذه الحالة يكملان بعضهما ، وبتفرقهما لا يستطيعان الصمود في مجتمعاتهم وبلدانهم على الصعيد العالمي .
في الدول التي ليست السلطة فيها ديموقراطية ، كما أن الحكومة ليست سلطة الأغلبية ولايمثل الشعب ، دون وجود نظام أقلية محتكرة لن يكون بالإمكان تسمية النظام السياسي والسلطة بالأوليكارشية ، وحسب الزمان والمكان والعصر يتغير .
إستخدام هذا المصطلح من قبل افلاطون في كتابة ( جمهورية أفلاطون ) تجاه طبقة أقلية سلطوية فاسدة ، حيث كانت مكاسبهم عن طريق أجساد وارواح الناس ، وكانوا يحتركون جميع المصادر الطبيعية وانشطة أفراد المجتمع لخدمة مصالحهم .
وينظون انفسهم أسياد الناس وصاحب الموارد الطبيعية ، وينظرون للناس كعبيد ومسخرين لهم ، وحسب المكان والزمان استخدموا شتي الطرق والأشكال المختلفة للسيطرة على الاقتصاد والسياسة .
يتكون مصطلح ( الأوليكارشية ) من فقرتين ( الأوليكوس ) يونانية اغريقية ويعني الأقلية ، ( ارخو) يعني السلطة أي حصر السلطة بيد عدة أشخاص أو عدة عوائل أو عائلة واحدة . علما بعد أفلاتون يتم استخدام مصطلح الأوليكارشية من قبل ارسطو في تحاليلة وأرائه السياسية تجاه السلطة في اليونان بذلك العصر ، واصبحت مصدرا لتحليل السلطة والطبقات في اليونان .
استخدام هذا المصطلح وتزحلقه للغة السياسة لدى الأوروبين يعود الى عام 1577 ميلادية ، ومن ثم أستخدمت كمصطلح سياسي واقتصادي في الفواميس السياسة . (1)
الأوليكارشية لدى ( هتشنسون ) سلطة الأقلية من أجل المصلحة الذاتية ، وفي الوقت الراهن هنالك عدة أشكال من سلطة الأقلية ، حيث يصفون أنفسهم بمتبعي الديموقراطية ، على سبيل المثال عائلة (دوفالير) في هاييتي كانت سلطة شبه عسكرية ودام حكمها من العام 1957 لغاية عام 1986 ميلادية . (2)
تعريف أخر للآوليكارشية يعتبر ( المالية ) هرم البرجوازية وسلطة الرعاية للصناعات والتجارة والبنوك ..... الخ ، كما أنها صورة مشيدة وثابتة لرأسمال المالية . (3)
حسب الرؤية الحالية للتعاريف معطم السلطات واحزابهم في العالم سلطات وفرق أوليكارشية لأنهم يمارسون الاحتكار في جميع أفرع الحياة ، ويتم السيطرة على جميع المفاصل الاقتصادية والسياسة والتجارية والاعلامية والثقافية من قبل الرأسماليين والأغنياء الفاحشين والمليارديرات ، وإختلاطهم بنظام النقد العالمي وأسهمهم في البنوك العالمية والشركات الاحتكارية لاستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي والمصادر الأخرى ، ويتم إستخدامهم لمصلحة الطبقة الأقلية الأوليكارشية.
لذا الحكام وبعض السياسيين وأحزابهم وبعض العوائل المتداخلة في السياسة وأحزابهم على الصعيد المحلي والعالمي ينطبق عليهم التعريف الأوليكارشي أو الطبقة الأوليكارشية .
منذ عام 1991 يتم السلب والنهب في الاقليم ، وبعد ذلك ومنذ عام 2003 في عراق المرجعية الشيعية والمتعصبون القوميين في المذهب السني والأحزاب الدينية وميلشياتهم ، ومن قبل مجاميع المافيا ، وتمت السيطرة والاستيلاء على المصادر الاقتصادية والمالية والطبيعية .
القادة من الأحزاب بعد الإنتفاضة الربيعية عام 1991 في إقليم كوردستان عادوا الى المدن دون أن يكون لديهم أي رأسمال أو يمتلكون شيئا يذكر ، ولكن حسب التقرير الذي أعدتها السفارة الأمريكية في العراق بعام 2016 مفادة أن قادة الجزبين الكبيرين في الأقليم وعوائلهم يمتلكون 300 مليار دولار ، وهذا المبلغ الضخم من ضمن الرأسمال الذي حصل عليه القادة في العراق من العلمانيين والاسلاميين والقوميين والذي قدرة 700 مليار دولار ، وحسب التقرير ذاته خمسة أشخاص من القادة الكورد يمتلكون ذلك المبلغ والذي قدرة ثلاثة مائة مليار دولار ، حيث أنهم من اعوان العائلة السياسية والاحزاب .
وحال مجاميع المافيا في وسط وجنوب العراق ليس أحسن حالا من أقرانهم في الاقليم .
كما يشير التقرير أن ثروة أعضاء دولة القانون والتي يتراسها (نوري المالكي) مبلغا هائلا وقدرة 210 مليار دولار ويتوزع المبلغ على (24) عضوا ، وكذلك قائمة أياد علاوي حيث كان أنذاك يحمل اسم القائمة العراقية ، ويعرفون أنفسهم كعلمانيين ، يمتلكون مبلغا قدرة 180 مليار دولار وتتوزع المبلغ على (24) عضوا . (4)
كل هذه الأمثلة وغيرهم عن الاحزاب منذ عودتهم الى العراق واقليم كوردستان حيث لم يكونوا يمتلكون أية ثروة أو لو كان لديهم شيئا من المال كان مبلغا مقارنة بما يملكونة الان شيئ لا يذكر حيث كان يدفع لهم من قبل بعض البلدان من أجل تنفيذ مقاصدهم السياسية في العراق واقليم كوردستان . مثال أخر على ذلك الوضع الذي حصل في اوكرانيا بعد عام 1991 ، أي بعد إنفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 .
وقعت الدولة تحت سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني حيث كان همهم الوحيد كيفية الحصول على الثروة وكيف يكونون أثرياء ، والمجموعات اليمينية القومية والمتطرفين ومؤيدي روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي ومساندتهم من لدن الدولة الروسية الحديثة ، ومن ثم عمليات السلب والنهب .
كل ذلك من أجل الاستيلاء على ممتلكات الدولة والثراء ، ويكونون من ذوي الرأسمال الضخم ، وأصبح هؤلاء طبقة أوليكارشية أقلية وأصحاب الرأسمال الكبير والثروة الوفيرة ولايتم استجوابهم لأنهم فريق أوليكارشي مسنودين من روسيا والغرب ، وظهرت هذه الحقيقة عند ابرام الصفقة السياسية مع الرئيس الوكراني (كوتشما) الذي كان من ضمن عائلة اوليكارشية أوكرانية كبيرة ويدعم من قبل روسيا ، وكان زعيم الثورة البرتقالية الوكرانية (فيكتور يوشينكيو) أوليكارشي أوكراني كبير ويدعم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
في إنتخبات 26 كانون الأول 2004 خسر المدعوم من قبل امريكا والغرب ، واتهم أعوان روسيا بالتزوير ، عندها وعدت الولايات المتحدة الامريكية (كوتشما) المدعوم من روسيا إذا فاز (فيكتور يوشينكو) في الانتخابات المعادة ، سوف لن يقوم الحكومة الجديدة المدعومة من قبلهم بمس ثروة عائلته ولن يقدموا للاستجواب والمحاكمة وعلى الوجه الخاص عدم الاقتراب من (بينشوك) الحفيد ، وهذا لان الجميع قام بجمع الثروة بطرق غير مشروعة .
تم إعادة الانتخابات ونفذت الاتفاقية ، وحصل (فيكتور يوشنكو) على نسبة %52 من الأصوات ، يصح القول إذا قلنا لقد زتبت له هذه النسبة من الأصوات .
كانت الثورة البرتقالية كذبة عارية وإهانة لمؤيدي الإصلاح ، لأن كما يقول الباحث السويدي (أندرس أسلوند) كانت الثورة البرتقالية ( ثورة أصحاب الملايين ضد سلطة أصحاب المليارات ). (5)
لم يكون الثورة البرتقالية ثورة من أجل الاصلاح والنزاهة ، بل كانت مصدرا لإندلاع القضايا والصراع بين أصحاب المليارات الأوليكارشية ، والشيئ ذاته ظهر في القضايا والصراعات الداخلية في العراق بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية .
أو نقول صنيعة هؤلاء على شاكلة أسلافهم هناك . الطبقة الأوليكارشية في العراق و اقليم كوردستان ، وحتى التي في أوكرانيا لديهم سياسة وهدف مقرب وقاموا بإتباعه وتنفيذه على نفس النمط ، وذلك من أجل الثراء حيث استفادوا من السيطرة على واردات وممتلكات الدولة واهماوا العمران وإنبعاث البنية التحتية لأوطانهم ، مما جعل منهم طبقة اوليكارشية وقاموا بتكوين الأوليكارشية السياسية حيث أدى الى المأسي والحياة النعيسة وعدم العدالة والحقوق .
هذه الطبقة الأقلية الأوليكارشية يتكون مصدر إيراداتهم من سلب ونهب ثروات وإيرادات والقوة الأقتصادية لدولة وقوت المواطنين ، ويتم استخدام الثروات في خدمتهم الشخصية وسلالتهم وعوائلهم. هذه الطبقة الأقلية لم يكونوا أصحاب المليارات عن طريق الصناعة والتجارة والانتاج ، بل عن طريق الاحتكار والاستيلاء على معظم المصادر المالية والايرادات ، ومن أجل ذلك قاموا بخلق الوضع المؤزم واستخدام الحالة المعيشية للمواطنين فضلا عن الخطابات المزيفة والكلمات الرنانة حيث باث الحالة المعيشية من الناحية الاقتصادية في اسوا الحالات ، كما قاموا ولايزالون مستمرين بتصنييق مساحة الحريات وجعل الحياة أشبه بالجحيم ، لا يدعون أي فرصة للناس واصحاب الرأسمال الصغير والوسط ، ويجعلون من الجميع تابعين لقدرتهم الاقتصادية ، وإذا ظهر إختراع أو عمل حديث لصالح المجتمع سيقومون بإزاحته أو يتم إستخدامه لخدمة مصالحهم .
استطاع عائلتان أو ثلاثة عوائل في اقليم كوردستان احتكار السوق والاستيلاء على الايرادات عن طريق سلب ونهب الثروات العامة ، وبذلك جمعوا ثروة هائلة ودمروا المصادر الجزفية وما فوق الأرض والمؤسسات الاقتصادية . كما تم نقل الملكية العامة الى الملكية الخاصة حيث معظم المسؤولين السياسيين وذوي السلطة يستولون على أبار النفط أو لديهم مصافي التكرير أو المستشفيات الكبيرة ووسائل الاتصال .. الخ ، كما يستولون على المصادر الاخرى للانتاج والطاقة الكهربائية وحتى الايراد الطفيف للزراعة ، هؤلاء لم يفعلوا شيئا لأجل الناس وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين ، وفي معظم الأحيان كانوا سببا لتحطيم كل ماتم ذكره ، ويعود وجود هذه الطبقة الأقلية في الاقليم والعراق الى السلب والنهب المتواصل خلال السنين المنصرمة ولا يزال العملية مستمرة .
لم يسعى هؤلاء لبناء بنية متينة لإنشاء الدولة ، أو العمل لتقدم الوضع والرأي الدولي . بدلا عن ذلك ساد الحزاب والتدمير للقوة الذهمية والمعنوية لقاطني الاقليم ، لكي يخلولهم الدرب للاستمرار في أعمالهم . لو كانوا رجال دولة وقوميين لعملوا سابقا وفي الوقت الحاضر من أجل بناء بنية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متينة لكي يتسني قرار إنشاء الدولة بسهولة ويكون امرا مسورا ، وكان بإستطاعتهم وحسب الفقرات والمواد القانونية الدولية والعمال الدبلوماسية وخطة استراتيجية العمل على تكوين وضع ورأي محلي واقليمي ودولي لإعلان الدولة الوطنية المستقلة . في مقال سابق وفي عام 2013 تحت عنوان ( محاولة من أجل إنشاء دولة كوردستان الوطنية ) أشرت الى عدة جوانب هامة ، ولكن لايبالون بذلك لأن ثرائهم أتت في ظل عدم وجود الدولة ومؤسساتها . في الوقت الراهن ومستقبلا سيصبح إنشاء الدولة نحسا لهذه الطبقة الأوليكارشية في اقليم كوردستان ، ولكن هذه الطبقة متواصلة مع الدولة ، وهذه الحالة يختلف عن أوكرانيا والدول الأخرى .
في حالة إعلان الدولة المستقلة سيظهر الحكومة شيئا من التخفوف والقلق ، كما جرى عند عملية الاستفتاء السابقة ، والأفعال التي قامت بها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد المواطنين في الاقليم وتم إستعلالها من قبل الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، لذا هذه الحالة ربط المواطنين في الاقليم بالسلطة الحاكمة ، ولكن لايبالي الناس بهذا الارتباط وسيفكرون بإستجواب تلك الطبقة الأقلية الأوليكارشية في الاقليم تجاه عدم العدالة والحقوق وممارسات السلطة ضد المواطنين .
لن يكون هذه العملية في صالح السلطة ، لذا السلطة الأقلية الأوليكارشية من أجل بقائها فكرت بالسيطرةعلى القوى العسكرية والاستخباراتية والأجهزة الأمنية ، وبالفعل تم ذلك .
سيبقى القوى العسكرية الحزبية على حالهم ، ويتم إلتصاقهم بصورة تامة بالأحزاب المسيطرة على السلطة ، كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الاستخباراتية والأمنية والبيشمركة .
من جهة أخرى يحاولون الاستيلاء على الاعلام ورؤي وأفكار الاعلاميين والمنظمات المختتصة بشؤون الطبقات والنخب ومنظمات المجتمع المدني ، ويجعلون من المراكز والجهات الاجتماعية والمؤسسات المسمى بمؤسسات الأبحاث تابعين لهم ويكونون تحت إمرتهم .
يقوم أحزاب الطبقة الأوليكارشية وسلالتهم وعوائلهم بالاحتكار والاستيلاء كما هو الحال في الأقليم ، ومن شدة خوفهم على الرأسمال والحياة لن يبقى شيئ إلا وأستلوا عليه تماما .
كل ذلك من أجل الدفاع عن بقائهم في السلطة والاحتفاظ بالثروة والأموال ، لذا بالنسبة لهذه الطبقة الأقلية الدولة لا يعني شيئا ، والوضع الحالي في الاقليم حيث أنها ليست بدولة وليست حوكمة مدينة تامة يفع في خدمة هذه الطبقة واسيادهم . يأمرون من الخارج ويعلمون لسيرالمسار السياسي لدول المنطقة نحو التقدم ، وفي المقابل يقوم تلك الدول بحمايتهم وبقائهم ضمن المجتمع وفي رأس السلطة ، وهذا يعني الحديث عن إنشاء دولة مستقلة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ليست إلا كذبة عارية من الصحة .
(الأوليكارشية المالية) مجموعة يتكون من كبار رجال البنوك والصناعات الاحتكارية ، ويستولون على اقتصاد وسياسة الدول الرأسمالية المعاصرة .
الذي يميز عصرالإمبريالية عن العصر الراهن عبارة عن اتعاد رأسمال البنوك مع رأسمال الصناعات حيث يكون الناتج عن هذا الاتحاد التكوين المالي .
كما يعتبر هذا الاتحاد تكثيفا لجزء هائل من الثروة الاجماعية لدى مجموعة قليلة من المحتكرين الكبار . (6)
يقول الباحث في العلوم السياسية (جيفري ويتنزر) الطبقة الأوليكارشية عبارة عن أقلية حاكمة أو تلك السلطة الياسية المحصورة عند مجموعة أو فرقة أقلية في المجتمع ، والذي يميزهم عن بقية أفراد المجتمع إنهم أصحاب أموال أو أنهم ذو أصل أو أنهم سلطة عسكرية ، وحسب العصر وجنودهم يصنهرون بصور مختلفة .
يشير ( ويتنرز) أن النخبة في علم الإجتماع الحديث منذ عصر بارميتو وميشيلز لديهم مفهوم ودلالة واسعة للأوليكارشية حيث الأثرياء الفاحشين والبيروقراطين الكبار وممثلي الأحزاب السياسية وقادة الرأي يكونون جزء صغير من السلطة . حسب رأي أرسطو الثروة والأموال الهائلة مصدر رئيسي لقوة الأقلية . (7)
كما يجري في الولايات المتحدة الأميركية حيث السلطة محصورة بيد أصحاب المليارات والأثرياء ، ويكون تداول السلطة فيما بينهم ، الحزبين الجمهوري والديموقراطي حزبي النخية في الولايات المتحدة الأميركية يضم كل حزب مجموعة من أثرياء الأوليكارشية المالية حيث يساندهم الصناعات والبنوك ، ويجري الحصلات الانتخابية برأسمالهم وفي المقابل الحزب الذي يتسلم السلطة يقع على عاتقة خدمة رأسمالهم .
يضمنون لهم فرص نمو الرأسمال عن طريق الاستثمار ضمن إقتصاد الدولة وبلدان العالم ، ويسهلون لهم عمليات الاحتكار ولا يدعون أن يصيبهم أي مكروة اقتصادي وانخفاص في الرأسمال عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة للأسنثمار ، كما ذكر (مجلة فوربس) في أواخر عام 2014 الفاحشين في أميركا البالغ عددهم أربع مائة شخص بلغ نمو ثروتهم حوالي %14 .
لم يقتصر احتكار الرأسماليين على الولايات المتحدة الأميركية فقط ، بل في الوقت الراهن كل من الصين وروسيا يأتيان بالمرتبتين الثانية والثالثة بعد أميركا ويوصفون ببلدان المليارديرات ، وحسب المجلة ذاتها يبلغ عدد المليارديرات في الولايات المتحدة الأميركية 413 مليارديرا وفي الصين 115 مليارديرا وفي روسيا 101 مليارديرا ، وكما ذكر المجلة الأميركية (فوربس) يبلغ عدد المليارديرات في العالم 1210 شخصا حيث يقدر رأسمالهم بأربعة ونيف تريليون دولار حيث كان رأسمالهم قبل عام كان 3.6 تريليون دولار ، وحسب ذلك قد زاد رأسمالهم في عام واحد حوالي 900 مليار دولار.(8)
التسلسل العالمي لمليارديرات الدول الأولى والثانية والثالثة يقومون الان بعمليات الاحتكار في جميع بلدان العالم حيث يحتكرون أسواق الاسلحة التقليدية والأسلحة الاستراتيجية وانتاج السيارات والحاسوب وتكنولوجيا الألكترونات والأقمشة والغاز والنفط والحبوب والألواح الحنشبية والكثير من السلع اليومية المذداولة .
هؤلاء الآوليكارشية الدولية يؤثرون على القرارات والتصويات وقوانين المنظمات والؤسسات الدولية ، إذن نستطيع القول بأن الأثرياء يحكمون العالم وليس السياسيون ، لأن السياسيين يقعون تحت تأثير رأسمال الأوليكارشية المالية والبنوك وعن طريق اقتصاد الاستثمار يصبحون سندا وعونا لهم ويخدمون بعضهم البعض ، والحكام والسياسيين عن طريق السلطة والقوة العسكرية والطبقة الوليكارشية يساندون بعضهم البعض .
مامسمى بالقادة والسياسيين وعوائلهم عن طريق الاهتمام بالسلالة واعمال السياسة وعوائلهم وأحزابهم والقوة العسكرية القابعة تحت نفوذهم يحتكرون جميع مفاصل وجوانب السلطة والادارة والاقتصاد ويضنون ان جميع المفصل والجوانب المذكورة جدير بهم .
تم تنظيم القوة العسكرية (البيشمركة) ضمن إطار حزبين مختلفين من أجل الإبقاء على السلطة والاقتصاد المحتكر ، ولم يقوموا بتوحيدهم كجيش وطني منظم ، والظاهر ليس لديهم نية لفعل ذلك ، لأن تنظيم البيشمركة ضمن جيش وطني منظم سيفقدهم السيطرة على تلك القوة العسكرية ، ولن يكون هذه القوة تحت إمرتهم ويخرج عن الاطار الحزبي ويصبح قوة وطنية حيث لن يكون بإستطاعتهم إنتشارها حسب أهوائهم والجربهم للإقتال الداخلي ، وكذلك لن ينتسنى لهم إستخدامها للوقوف بوجه القوى الاخرى ، أو إستخدامهم ضد المواطنين العزل في الاقليم ، والدفاع عن عملياتهم الاحتكارية في جميع مفاصل الحياة . إذا تم ذلك لن يكون بمقدورهم وحسب مصلحتهم صياغة القوانين والأحكام لمعاقبة ومكافأة الناس ، وكذلك لن يكون بإستطاعتهم بيع النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى ، حيث الأن يستفادون من هذه الوضعية وليس هنالك أي شخص على علم ودراية بكيفية البيع والتعامل ونوعية الصرف والتوزيع دون ان يكون الموال الهائلة المستحصلة في خدمة المجتمع ، كما لا يخلولهم الدرب كالذي يحدث الن للإستيلاء على الأشكال المختلفة للتجارة والإستثمار في العقارات والصناعات إن وحدت . الطبقة الأوليكارشية سواء كانت في السلطة أو خارجها يحاول السيطرة على مؤسسات الدولة ، و ذلك عن طريق زج أفرادهم والعمل على كل ماهو غير قانوني عملا قانونيا والعكس صحيح .
يتم هذه العملية مؤسسات القضاء والإدعاء العام ومجلس النواب ورئاسة الحكومة والمفصل العسكرية وجميع الميريات ومنظمات المجتمع المدني والطبقات والنخب حيث يتم استخدام الجميع من أجل مصلحتهم ، لكي لا يأخذ القوانين والأحكام مجراه الطبيعي ، ومن جهة أخرى يسيطرون على التيار الاعلامي ويقومون بصناعة ألف كاتب وكاتب وباحثين من دون أبحاث ومحللين سياسيين (مراقب سياسي) ويجعلونهم ميسورين من الناحية المالية ، وفي المقابل يقوم هؤلاء بحفظ ماء وجه الطبقة الأوليكارشية من خلال أكاذبيهم وكلماتهم المرزكشة لتغيير الواقع الذي بواجهه الواطنين من ظلم وفساد ومخالفة القوانين .
لا يخلو هذه الشبكة العنكبوتية من أساتذه الجامعات وما يسمى بالمثقفين حيث باتوا عبيدا للنقود ، والحقيقة هؤلاء يقومون بصناعة الكذب من أجل المال ، وبعض من هذه النخبة يستلمون النقود عن طريق تقاعدهم فضلا عن ما قبضوا من الموال سابقا مقابل صناعتهم للأكاذيب والكلمات المزركشة ، وطالت هذه السيطرة منظمات الطبقات والنخبة حيث أصبحوا سبب وعقبة أمام إيصال إحتجاجات المواطنين ويعلمون على إسقاط المتطلبات ، جميع الأصناف المذكورة يخونون أنفسهم والناس لصالح الطبقة الأوليكارشية من أجل مبلغ من المال .
يجعل الطبقة الأوليكارشية كل الأطراف في السلطة ملحقا للمال من أجل مصالحهم والدفاع عن البقاء في السلطة والعمليات الاحتكارية ، الدعم الوفير المقدم من قبل أساتذة الجامعات ودكاترة السياسة وما يسمى بامثقفين للأحزاب ، أو يصحون أعضاء في الأحزاب ، وهذا فضلا عن مبادئهم إذا كان نظير مباديء أحزابهم ، وعن طريق كتاباتهم ومحادثاتهم الخالية من المعرفة يصبحون دعاة الأحزاب وبدلا عن إنهاء العبودية في المجتمع والعمل على انتشار الوعي حول الحياة والمعيشة ، بأفواههم المهلهل وكتاباتهم المشبوهة ، يجعلون من العبودية مكافأة لأنفسهم وللمجتمع . ما نفعله هؤلاء من أجل نيل المناصب الحكومية والحزبية وعضوية البرلمان أو الحصول على مرتبة وزير أو مدير عام ومستشارين و... الخ ، وكل هذا من اجل الحصول على راتب أعلى مقارنة بذويهم في النخبة حيث يجرون ذويهم والناس نحو العبودية . يظهر هؤلاء كالمؤسسات الدينية التي تقوم عن طريق الفتوى والخطابة في المملكة العربية السعودية بالدفاع عن السلطة الملكية ، ويدفع لهم وعائلة (محمد عبدالوهاب ) الدينية في السعودية مبالغ هائلة ، إذن إستطاع الآثنان عن طريق النقود والكذب الدفاع عن الأوليكارشية الملكية السعودية ، إذن بصورة مباشرة أو غير مباشر جميع رؤساء النخبة المذكورة أعلاه جزء أو مكملة لبقاء السلطة الأوليكارشية ، ومع ذلك لن يقوم هؤلاء بأي خطوة إيجابية للأمام لكي يكون جميع الأعمال قانونية ويكون الدوائر الحكومية على صورة مؤسسات ، ولذا هؤلاء جزءمن عملية فساد السلطة السياسية الأوليكارشية واحيانا يكونون سببا لإشعال فتيل الإقتتال الداخلي عن طريق أفواههم المهلهل واحاديثهم الغير مرغوبة .
الطبقة الأوليكارشية في أقليم كوردستان ودولة العراق الفدرالية والأوليكارشية المذهبية والقومية المتعصبة أصحاب الأبار النفطية المسروقة والمحتكرة وحتى في العالم بأسره لكي يكونوا أثرياء أكثر وأكثر يقومون بزرع المخاوف وإندلاع الحروب الأهلية والاقتتال لالداخلي في بلدانهم وخارجها ، ويحصل أحيانا اللأقتتال الداخلي بين عائلتين أوليكارشية في الوطن التي يجمعهما ، والكثير من الناس يصبحون وقودا لقضايا وصراع الطبقات الأوليكارشية ، وخير دليل على الاقتتال الداخلي التي حدثت في اقليم كوردستان ، وأحيانا يصبح الاقتتال حربا بين دولتين ويحدث هذا إما بالوكالة أو يندلع الحرب بينهما بصورة مباشرة ، وكل هذا الصالح ومن أجل رأسمال الأوليكارشية العالمية والأقليمية.
يقف وراء معظم الحروب شركات متعددة الجنسيات في العالم ويدار من قبلهم .
لو كان كل ماتم ذكرهما مطلب الأوليكارشية ، فلن يستطيع الطبقة الأوليكارشية الكوردية والمذهبية والقومية العراقية إعطاء الحرية لإنشاء دولة كوردستان الوطنية ، لأنهم يهتمون بالرأسمال وليس الوطن والقومية .
استعمال المصطلحان المتعفنان العلاقة الأجتماعية السياسية واقتصاد العصر توأمان يتم تداولهما من اجل السيطرة و زيادة الرأسمال .


الجزء الثاني

القوى (القوة)وطبيعة القوة الثالثة :
للحديث عن القوة الثالثة ، يجب أن نحدد أسس وجذور تكوينها ، ونعلم هدفها وحركتها وسياستها ونهجها وتواصلها مع القوى المحيطة بها من نظرئها وتضادها ، لأن في العالم نوعان من الحركة السياسية ، ومجموعتان مختلفتان في المصالح والأهداف حيث لهما التأثير المباشر على تحديد القوة الثالثة .
هل هنالك وجود للقوة الثالثة ؟
أو أنها مجرد تسمية وتلوين .
أعتقد لاوجود للقوة الثالثة ، لأن العالم منقسمة على الظالم والمظلوم ، لذا مهما كانت لون القوة ، فإنها تقع ضمن الألوان المختلفة للحقيبتين ، يضم حقيبة الرأسمالية والبرجوازية ألوان وسيماء مختلفة وهدفهم ذات الهدف ، الليبراليون ، القوميون ، الليبراليون الجدد ، الليبراليون القدامى ن الديموقراطيون ، المحافظون ، الديموقراطيون الاشتراكيين ، الشعبويون ، البيروقراطيون ، الدكتاتورات التكنوقراطيون ، العلمانيون واصحاب الأعمال .... الخ .
كما نستطيع ان نضع اليساريون في الوقت الراهن ضمنهم ، ولكن مع وجود اختلاف طلي ، وفي المقابل هنالك قوة واحدة ، ألا وهي قوة الكادحين والعمال ، بحيث يكون هذه القوة معدة نماما بالمناهج والنظام الماركسي والاشتراكية العلمية ، ويكون لديهم رؤية واقعية وموضوعية للعالم ، وحسب الضرورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على تلك القوة الشاسعة في المجتمع أن يوجه أهدافها واستراتيجتها صوب المجتمع ونطامه . إذا في جميع بلدان العالم يوجد حقيبة من الألوان والسيماء الحزبية والحركات الفكرية والسياسية للجميع الهدف والعملية ذاتها . نسطيع القول بأن جميع الأحزاب في دولة العراق بشكل عام وفي اقليم كوردستان قابعين في تلك الحقيبة الملونة ، وفي الجهة المقابلة يوجد قوة الناس وإذا كانت هنالك لهم وجود المناظلون من الحركة الشيوعية ، وبين هاتان القوتين لاوجود لقوة ثالثة ، وتسمية القوة الثالثة إرتباك وإبعاد للقوة الحقيقية الثانية ، والإنخراط بينهما سيؤدي الى التضليل ويكون لصالح القوة الأولى .
سيقع القوة الأولى وما مسمى بالقوة الثالثة ضمن جبهة واحدة ضد الجبهة المقابلة والأسس الثورية ، ويجب أن نضع في الحسبان بأن النظام الرأسمالي سواء كانت متقدمة أو متأخرة يتكون من البرجوازيين والرأسماليين بأحزابهم ومنظماتهم وعناوينهم المحتلفة ، والجبهة المقابلة يضم العمال والكادحين والبروليتاريا ومعهم الشيوعيون العلميين حيث لهم نضال وهدف سياسي وطبقي مشترك .
فقط بإستطاعة هذه الجبهة الوقوف بوجه الجبهة الرجعية والبرجوازية ، وإحداث تغيير جذري في المجتمع ، حين يكون البرجوازيون الصغار مسرورين بأنهم أصبحوا القوة الثالثة حزبان أو اكثر سيقرون بأن هنالك قوة يقف الى جانبهم ومن الناحية العددية يحتلون المرتبة التي تليهم ، ولإثبات الواقع العملي والنظري يجب على الشيوعيين العلميين أن لا يكونوا من مروجي تلك الأفكار والأراء الخالية من الصحة . علينا أن لا ننسى لإذا كانت قوة من حيث المرتبة تلي قوة أخرى ، سيحاول أن يكون لها دور وتأثير على القوة التي تسبقها والقوى الأخرى . ليس بالأقوال المعدة مسبقا بل بالعمل الدؤوب والنظرية الشيوعية الثورية سيتم زعزعة قوى الجبهة البرجوازية والرأسمالية والأوليكارشية السياسية والاقتصادية ، وإن أمكن خلعهم من الجذور بصورة تامة . على القوة المضادة لجبهة البرجوازية والرأسمالية أن يضع عاتقها واجب نيل السيادة وإعادة المعايير الإنسانية والعمل به ، وبذلك يزعزهم ويخرج البساط من تحتهم ، لأن القوة الثورية الوحيدة في حاضر النظام الرأسمالية (الديمقراطية والليبرالية) والتي لها القدرة على تحقيق تلك المهام هي (الشيوعية العلمية) ، ولن تزدهر القوى بمكر وحيل النظريين السياسيين الواهمين .
القوة التي لاوجود لها في الواقع ، ويظن واهما ومتأملا بأنها قوة كبرى ، سيبدو ذلك كالنفخ في النفاخة. يجب ان تعلم حقيقة قوتك تجاه القوى الأخرى وتحدد مهاماتك لكي تنفذ الأعمال والأفعال بإتقان ومعرفة .
لذا على الشيوعين القيام بتقييم علمي وواقعي لقوتهم حتى يتسنى لهم تنفيذ مهامهم وأهدافهم في الأزمنة المختلفة بأكمل وجه. سابقا كان اليسار يرى نفسه كقوة ثالثة ، ولكن في الوقت الحاضر لهم حديث مغاير ، وفي الزمنين المختلفين مكرهم وعدم صحة تقييمهم معلهم في موقع الحاضر الغائب ، والمتداول من قبلهم سابقا كانت محض احترار رفاق الدرب حيث لم ينبث منه سوى الوهم ، ويستمرون في الحديث عن إعتقاد الحزبين الرئيسيتين حيث أنهما يقران بوجد القوة الثالثة في الساحة السياسية وتتمثل بالحزب العمال الشيوعي العراقي . (9)
من الواضح قد تم سابقا تقييم الواقع من قبل اليسار بمكيال الحلم والخيال ، ولايزال الرؤية ذاتها مستمرة ولم تتغير، وانهم لم يدركوا الصواب في (حزب العمال الشيوعي الكردستاني) وحددوا تسلسلهم من حيث العدد ، ويعد هذا المقياس خاطئا والرؤية في غير محلها حيث يحددون مكانتهم ودربهم النضالي بمكايل الأحزاب في الاقليم ، وفي الواقع القوة اليسارية في اقليم كوردستان نظريا وعمليا جزء غير منقطع عن سياسة ونهج الرأسمالية ويعتبر الوجه الخر للعملة ، ويقومون بتعريف الأحزاب الكوردية وبالأخص (الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) و (الاتحاد الوطني الكوردستاني) بأنهم أحزاب قومية ، لا أعلم المقياس والنظرية المستعملة لهذا التعريف ، ولكن في الحقيقة الحزاب في إقليم كوردستان سواء كانت دينية أو غير ذلك وحتى الحزبان المذكوران ليسوا أحزاب قومية ولا أحزاب وطنية حيث تكوينهم وأفكار وأفعال قادتهم يتطابق مع تصرف وسلوك البرجوازيون الصغار ، وفضلا عن سلب ونهب ثروات البلاد قاموا بتكوين الطبقة والعائلة الأوليكارشية ، ولم يفعلوا شيئا يذكر بإتجاه الخدمة لقضية الحرية واستقلال كوردستان . ظن اليسار أن هذان الحزبان المذكوران يحملان الأيديولوجية القومية ، وحسب هذا التقييم يعتبرون أنفسهم شيوعيين .
كما تم التوضيح هنالك جبهتان ، ولكن اليسار جعلها ثلاثة قوى وثلاثة جبهات ، وفضلا عن ذلك إذا أصبح قوتان نظيرين في السياسة لن يكون هنالك إنشاء لقوة ليبرالية إشتراكية أخرى كاليساريين ، وفاسد كالأحزاب الأخرى ، ليس هناك أدنى فرق . القوة الأولى والثانية والثالثة ليست إلاكذبة عارية ، وتسميتهم بقوميين وشيوعيين ليست سوى مبرر لتسمية القوى ، ولن يستطيع الخروج من دائرة التضليل .
التيار اليساري والأحزاب الأخرى في اقليم كوردستان يحملون العشرات من الأفكار الفايروسية، التكبر والحزب الأول والحزب البارز وعشرات العناوين المختلفة ، عناوين عصرية والمحتوى قديم ورجعي ، لأن اليسار صنعوا عالما من الوهم ضمن عالم الواقع ولم يكن بمقدورهم التأثير على فكر واحساس المجتمع ويكونون القوة النظيرة .
وكذلك لم يسيروا بحركة العمال والكادحين نحو الانجاه الصحيح ، كما لم يوضحوا ويحددوا مهامهم ووجبهم في تاريخ الانسانية ، ولهذا السبب لم يكن بإستطاعة هذه القوة ولن يستطيع أن يحرك الحركة الطبقية حتى ملما واحدا نحو الأمام وقيادتها نحو التقدم . لذا هؤلاء أيضا متفقون ومتعاونون للبرجوازية وأصبحوا مصدر قوة للسلطة الرأسمالية ويزركشون ألوان الحقيبة .
هذا العصر لا يقبل التستر والإهمال والتقصير أو حسب المزاج تترك المصادر النظرية والعلمية ، وعندما نقول لسبب ما لن يكونوا القوة الولى ، لأن لاوجود لمجتمع متنوع مستقر وبرلماني في اقليم كوردستان ، كل ذلك مبررات كاذبة ولن يستطيع أن يغير شيئا من نسيجهم السياسي ، حيث الشيوعيون من أجل الحصول على الحقوق الجديدة بالمواطنين واهداف العمال والبروليتاريا لايهتم بنوعية المجتمع ، ومهما كانت نوعية السلطة ديمقراطية ، ليبرالية أو مجتمع متنوع ... الخ . يعود نظرتهم هذه الى سزاجتهم بالمجتمع المتنوع والبرلماني ، بإعتقادي بالنسبة للكادحين والعمال ليس هنالك فرقا أو إحتلاف إذا كان المجتمع مستقرا أو غير مستقر ، لأن ذلك لن يحدد القوة الاولى والثانية والثالثة . بل يجب أن يكون الشيوعيون العلميين القوة الولى في الكفاح والنضال من أجل الأهداف التية والبعيدة للبروليتاريا في جميع مراحل الرأسمالية سواء كانت مستقرة أو غير مستقرة .
سابقا كانت تقدم النصح من قبل اليساريين في ايران لحزب عمال كوردستان العراق حيث لايزالون مستمرين في قراءة نفس النمط ، كانوا يقولون أيضا يجب على القوة الثالثة أن تبادر ويحل محل القوة الأولى أو يصبح مشاهدا لما يحل بكوردستان العراق ، أو على الأقل في هذه الدورة ماذا سيكون مصير البرجوازيون . (10)
في الماضي وحاليا لليسار القناعة والرأي ذاته لخروجة من الظروف السياسية لكوردستان العراق ، ويكمن هذا الطريق في سلك درب الأمم المتحدة لكي يقوم برعاية إستفتاء إنفصال كوردستان العراق من دولة العراق المركزية .
كما الأحزاب الغير يسارية لهم نفس القناعة والرأي في الوقت الراهن لحل القضية القومية عن طريق منظمات الامم المتحدة والمؤسسات الأخرى ، ويتم هذا العمل إذا قامت أفراد القومية والقوميات المتعايشة في الاقليم بمساندة قرار الانفصال .
هنالك تجارب كثيرة في السابق حيث المنظمات العالمية لا يستطيعون أن يضعوا هذا المهام على عاتقهم ويتم التنفيذ ، وحسب ذلك سيقدم اليسار أجمل وأقوى سجادة لكي تتمشى عليها الرأسمالية والبرجوازية بسبب أخطائه السابقة والحالية في العمل السياسي وإعتقاده ، لم يستطع اليسار أن يكون قوة جماهيرية . لذا لن يكون بإستطاعته التأثير على الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمواضيع الأتية . إذن لو كانت القوة الأولى أو الثالثة لن يتغير شيء من الواقع ، لأنهم لا يجيدون سبيلا لمعالجة القضية القومية .







الجزء الثالث

" الدولة الوطنية وسذاجة البرجوازيون الصغار "

حسب التعريف السياسي والجيو سياسية يتكون الدولة من محيط محدد في الأرض أو جغرافية حيث يعيش فيها شعب أو مجموعة من الناس في ظل سياسي ، ومهما كانت المسميات للدولة ( الوطنية ، القومية ، الليبرالية ) أو أي عنوان أخر .
يكون مجموعة صغيرة في السطة ويعمل لإخضاع مجموعة كبيرة من المجتمع تحت تأثير فكرها ومبدأها وسياتها وأهدافها ، ويفرض سلطتها ومصالحها ، ويتجسم الاختلاف الطبقي ، الاقتصادي ، السياسي ، الاجتماعي وينشأ طبقتان متضادتان ومختلفتين .
يبزع نوع أخر من حياة الصراع والعداء بين أفراد المجتمع ، والسلطة عن طريق الأجهزة الأمنية والجيش سيفرض جبروتها ويدافع عن مصالحها ، وسيكون هذا الاجراء سببا لعدم وجود العدالة .
الدولة الرأسمالية ، العمالية ، الوطنية ، القومية ومهما كانت العناوين إنها عبارة عن تسلط مجموعة على مجموعة أخرى وإضطهاد مجموعة لمجموعة أخرى ، ولكن السلطة العمالية ( دكتاتورية البروليتارية ) عن طريق المحاولة للقضاء على الطبقية وفي مقدمتهم طبقتها ومن ثم الطبقات الأخرى سوف يستلم السلطة ، لذا يوجد إختلاف بارز وأساسي بين هذه السلطة والسلطات الأخرى . يعود بداية ظهور الدولة الى بداية نشوء طبقتان مختلفتين حيث كانت متضادتين ، إذن الدولة نتيجة لصراع طبقي معقد ومتشابك . (11)
تتغير الصراعات ضمن سياق التاريخ حسب الزمان والعصر ونوعية السلطة ، وممارسة العنف المفرط أو القليل من القسوة لايخفي حقيقة وجود الصراع بين الطبقات .
الدولة بزوغ ونتيجة لإختلاف طبقي معقد ومتشابك ، وينشا الدولة بصورة موضوعية ، وحسب نسبة ومقدار الاختلاف الطبقي في حالة عدم الوصول الى إتفاق وبالعكس وجود الدولة دليل على عدم التوصل الى إتفاق بين الطبقات المختلفة . (12)
هذا الحدث مرتبط بالاختلافات الجمة بين الحاكم والمحكوم في الأنظمة حيث يساند الدولة منذ القدم أصحاب الرأسمال وأصحاب العقارات والأراضي ضد العمال والفلاحين أو العبيد ، وإذا إستمرت الحالة سيستع الإختلاف ويصبح التضاد أشدا.
بعد تغيير النظام المألوف البدائية رويدا رويدا الى الاجتماع ونشوء صلة الدم والعلاقات الاجتماعية ، سيتغير المجتمع من الشراكة الى عامل وذوي الإنتاج ، سلطة ومشاهد ، أصحاب المواشي والراعي ، مقاتل وخدم ، كل ذلك بداية لنشوء وتجسيد العبودية في المجتمعات البدائية ، ويعد بالتغير الاجتماعي البدائي والعلاقات في المجتمعات البدائية ، وفيما بعد أصبحت بداية لتأسيس النظام السياسي وتكوين الدولة .
يبدأ المحاولة الأولى لبناء الدولة بتدمير العلاقة العشائرية ، وذلك بتقسيم أعضاء جميع العشائر الى متسمين ( الأعضاء الجيدين ، الأعضاء السيئين ) باختلاف دورهم وتأثيرهم على علاقات عشائرهم ، وبهذا التقسيم وحسب فاعليتهم وكيفية عملهم سيكونون طبقتين ، مما يكون دافعا لبعضهم كي يقوموا بإضهار العداء لمجموعة أخرى (13) .
مصدر بناء الدولة العداء والاختلاف الطبقي ، منذ القدم وحتى الأن العداء والاختلاف أخذت أشكال متعددة ، ولكن المحتوى قضية وصراع السلطة والرعية . إذن الدولة في الماضي وفي الوقت الحاضر سواء كانت مهما كانت المسميات وطنية ، ليبرالية ، ليبرالية ديموقراطية ، اشتراكية ديموقراطية ، نصرانية ، إسلامية ، يهودية ، أو قومية يتميزون بالتركيبة السياسة ذاتها ، والإضطهاد وإنعدام الحقوق من سيماء حكمهم .
ليس هنالك فرق شاسع بين الدولة الوطنية والدول التي تحمل مسميات أخرى ، ولكن دولة إقتصادها وقوتها العسكرية وسياستها مسيطرة على الدول الأخرى ، وفضلا عن وقوع الدول الصغيرة تحت نفوذها السياسي والاقتصادي سوف يتعامل معهم وفق منهج الراعي والرعية ، مما يضع هذا الوضع عبئا ثقيلا على كاهل وكفاح طبقة واسعة في مجتمعات الدول الصغيرة ، وبالحد ذاته ينال العمال في بلدانهم العبأ الثقيل .
في النظام الرأسمالي مهما كانت شكل ونوعية الدولة سيكون فيها تقديم الخدمة للطبقة الحاكمة وأصحاب الرأسمال .
إذا كانت المسألة ترسيم حدود الدولة ، فهذه رغبة ومطلب الرأسمالية ، وخلق الاختلاف بين الأمم يعود لصالحهم أيضا ويستند عليه رغبتهم السياسية والاقتصادية .
إذا كانت القضية إبعاد ومعالجة لإحتكار الدول الاستعمارية العظمى لرأسمال الدولة البرجوازية في الدول المختلفة من الشرق الأوسط والعالم ، فلن يستطيع الدولة الوطنية والبرجوازية الوطنية في السلطة أن يخفف حتى بشكل طفيف من معانأة وماسي العمال والكادحين في الدول المختلفة .
قضايا وصراعات الدول الامبريالية والدول الشبة الرأسمالية المختلفة لايستطيع أن يقلل من حقيقة وجدارة والعالمي الواقع بين أصحاب الرأسمال من جهة والعمال والكادحين في الجهة المقابلة .
كما تحدث لينين عن ماضي ذلك الزمن في مقدمة كتابة ( الدولة والثورة ) ( الطبعة الاولى ) في الوقت الحاضر مسألة الدولة قد حازت على أهمية خاصة له من الناحية النظرية أو العملية السياسية ، الحرب الامبريالية والمقصود ( الحرب العالمية الأولى ) لقد أعطى قوة غير متناهية وسرعة قائمة لتغيير الرأسمالية الاحتكارية الى رأسمالية الدولة المحتكرة ، والظلم الفائض المتبع من قبل الدولة بحق الجماهير العاملة والكادحة ، حيث يختلط بشدة مع الإتحادات الرأسمالية للسلطة ومع مرور الزمن يزداد الظلم ، والدول المتقدمة التي نشأت في الأونة الأخيرة سيتحول الى معتقل عسكري مستنفذ ومهنك للقوى بالنسبة للعمال . (14)
البرجوازيون الوطنيون في بلدانهم ليسوا شيئا سوى عنوان وتخطي لمجموعة من النواية الاقتصادية وعبودية الرأسمالية ، حيث يقومون بإظهار الصراع مع الرأسمال العالمي تحت عنوان إنقاذ المواطنون من العنفوان الذي سيحدق بهم ، ليست إلاكذبة وخطاب عاري من الصحة .
لأن في الوقت الراهن النظام المسمى بالعولمة أبعدت القناع المزيف عنهم ، وأكاذيبهم جعلت منهم أضحوكة في السياسة الحلية والعالمية حيث إختلطت مبتغاهم ويخدمون بعضهم البعض .
يسعى هؤلاء عن طريق ما يدعى إنه إختلاف أن يعلنوا أنهم قادرين على معالجة القضايا الهامة كمسألة القومية ، ولكن هذا الاختلاف في الوضع الراهن بالنسبة للإقنصاد الرأسمالي الاحتكاري والأوليكارشية المالية العالمية للدول المنشأة سابقا والدول التي نشأت حديثا يحمل في طياته مهاني ودلالات مختلفة .
في عصر ما كانت اوروبا مصدرا للاختلاف الديني والعداء القومي ، وفي زمن كانوا أري أوروبي أو كانوا سامي ، أو كان لليثرقيين الدور الاكبر في التصدي وأوقعوا الإختلاف بينهم وبين الأخرين .
وفي الوقت الرهن أخذ هذا الاختلاف شكلا أخر واستفادوا منه ويسفبدون لاحقا ، لايستطيع الدولة الوطنية أو لم يستطع من إنهاء المسألة القومية ويظمن الحقوق السياسية والاقتصادية للعمال وينهي بشكل تام جميع القضايا والعراقل .
في معظم الأماكن وفي الأزمنة المتفارقة أصبحوا ملاذا وعملوا لتعميق الخلاف بين الأمم المختلفة .
في أوروبا بإستثناء دولة سويسرا حيث بوضع خاص في الماضي وحسب قرار أمعي في عام 1891 ميلادية أصبحت دولة مما يدة وبعيدة عن القضايا الأممية ولا يؤثر عليه الحروب والصراع القائمة بين الدول ، ولهذا السبب لا وجود للقضايا القومية في هذا البلد .
القضايا القومية الداخلية في الدول التي يتكون قاطنيها من عدة قوميات على الصعيد الاقليمي أو على الصعيد العالمي يتم إيوائها بصورة عملية وينمو بصورة فاعلة ، والعمال من ذوي البشرة السوداء والأفريقييون والأسيوين والشرقيين العاملين في القارة الأوروبية ينظر اليهم كضد ومختلف فقط لأنه ليست في مصلحتهم أو مصلحة دولتهم ، لأن في معظم ما يسمى بالدول العظمى منذ مدة طويلة قامت مجموعات من الشعوب الصغيرة والصعفاء والعبيد بالاتثمار فيهم لصالحهم .
الحرب الاحتكاري ليست إلاحربا من أجل التقسيم وإعادة توزيع ما حصلوا عليه في عمليات النهب النضال من أجل حرية جماهير القوة العاملة من تسلط السلطة البرجوازية بصورة عامة والبرجوازية الامبريالية بصورة خاصة حصب جدا إذا لم تناضل ضد الوهم والقناعة العمياء وصيادي الفرص بذريعة من أجل الدولة . (15)
بالنسبة الزعماء القوة العاملة والكادحين معالجة المسألة القومية عملية تاكتيكية ولا يحمل معنى إستراتيجي ، ولكن يجب أن يجسد في السياسة والناحية العملية ، وإذا كانت العملية إستقلال الوطن يجب أن يكون في دستور العمل السير على خطى معالجة المسألة في المناطق التي فيها القضية القومية ، ويكون النتيجة إيجابيا لمكافحة المسألة الطبقية ، وعليه القيام بإنهاء المسائل إن لم يكن مسيطرة عليه من قبل الدول الاخرى ، كما يجب ان يعمل على الصعيد الداخلي للسيطرة على أفكار وأراء مؤيدي البرجوازية الوطنية ، ومن جهة أخرى لا يمنع محاولات البرجوازيون في الداخل من محاولات معالجة المسائل ، ومع ذلك سيعمل هؤلاء أن يكون كفة المعالجة في صالحهم ، ولذا يريدون أن يكون ضمن جغرافية محددة وعن طريق سلب ونهب رأسمال الدولة أن يحافظو على رأسمالهم وينفذوا السقوط والهلاك .
معظم الأحيان بهذه الآراء يخدعون العمال ويحرضونهم على التفكير ضمن إطار محدد لتنفيذ منهاج ومنطق الرجوازية ، وهذا عن طريق تلك المعتقدات والآراء حيث ابرجوازيون الصغار يتفلسفون بها ، ظنا منهم إذا لم يتم إنقذ الوطن من قبضة الإستعماريين ، سوف لن يكون للحركة البروليتارية الطبقية قيمة ، ولن يكون لها معنى واقعي .
مع أن البرجوازية رويدا رويدا يعمل لخداع ألإراد المجتمع في بلده لصالح الرأسمالية ، لا يستطيعون معالجة قضايا الاقتصاد والسياسة والاستقلاا من الترابط بالرأسمالية العالمية وتحريره من نفوذ وتسلط الشركات العنصرية الضخمة في العالم ومن الإتكار الرأسمالي للدول المحتكرة . لأن الدول التي فيها القضية القومية معطمهم يقعوب في الشرق الأوسط ، واقتصادهم مختلفة ولا يستطيعون تنفيذ واجبهم وقراراتهم بصورة حرة ومستقلة ضمن الاقتصاد العالمي .
لذا الدولة الوطنية لا يستطيع رد المسائل بصورة تامة حيث باتت عبئا على المجتمع ، ومع ذلك نشوء أي شكل من الدولة الوطنية في أي وطن يوجد فيها المسألة القومية سيكون بمثابة خطوة نحو المام ، وبعد ذلك لا يهدو قوة وحماس النضال السياسي والفكري للطبقة العاملة .
يظن بعض الناس بأنهم تقدموا بخطوة كبيرة وأنقذوا أنفسهم من القناعة بالنمط الملكي بشجاعة ، وذلك بتأييد الجمهورية الديموقراطية ، ولكن في الحقيقة ليست الدولة شيئا إلا مؤسسات قمعية لطبقة من قبل طبقة أخرى ، وذلك يتطابق على الجمهورية الديموقراطية أيضا وبالدرجة ذاتها من الحقيقة التي يعتبر للملكية عملية ضائبة . (16)
مع كل ذلك المسألة القومية الكوردية في أي مكان ومن أي لحظة يجب أن يحصل على جواب ويتم معالجتها ، ولكن معظم الأحيان البرجوازيون الصغار والبرجوازيون والرأسماليون تحت عنوان الدولة القومية و الوطنية وعدم معالجة قضاياهم ، يفصل العمال في المنطقة والعالم عن بعضهم ، مع أن يجب أن يعمل بصورة عملية لإقترابهم والتنسيق بين الأمم ويغير القضاد المتواجد بينهم الى معاداة الطبقية ، ويكون سببا لإنهاء الآلام الذي تعرض له العمال على أيدي الرأسمالية في البلدان المختلفة من العالم. وهنا نقف عند سؤال ، مالمطلب الذي يطالب به البرجوازيون الصغار للمسألة والرغبة القومية وإنشاء الدولة الوطنية في كوردستان ؟!
وهل يمكن المعالجة في تأسيس وموقع الدولة الوطنية للحقوق المتساوية للأمم ؟ أو أنها فك عقدة من العقد المتعصية ؟!
لا شك كلا والجواب إنها ليست بدولة وطنية ، لأن الآمال وتنفيذ حقوق العمال لامكان له في هذه الشاكلة من الدول .
البرجوازيون الصغار وما يسمى باليسار البرجوازي الصغير يتحدثون عن الرغبة القومية كما يحلو لهم ( الوضع المخيف لواقع كوردستان في ذروتها ويمكن ذلك في سببين أساسين ، الأولى المسألة الكوردية كقصية شعب لم يعالج ليس في العراق وحسب بل في المنطقة بأسرها ، والثانية الصراع الدائر بين اميركا والعراق ومن ثم عدم توضيع موقع الحقوق السياسية وهوية الدولة ( الوطنية ) لكوردستان العراق . (17)
هذه الشاكلة من الرأي يدل على أن البرجوازيون الصيغار يبحثون عن فرصة لرفع سطيح الدولة الوطنية ، كما تم تداولها سابقا ، وهذه السعي من أجل الاحتفاض على موقعها السياسي والإقتصادي والإجتماعي .
من جهة أخرى يظنون يجب أن يتم الحديث عن المسألة القومية عندما يكون هنالك ظروف عصيبة يواجها أفراد تلك القومية ، أو يكون وضع سياسي وإقتصادي وإجتماعي إقليمي ودولي غير مستقر حول القضية القومية .
حسب الرأي الشخصي يجب أن لايكون شرط الحديث عن النضال واردا في المسألة ، وذلك ليس لأنك القومية المقهورة أو مايسمى بالتحتية وتقع تحت سيطرة الرأسمالية القومية المتسلطة ، بل تنظر وتفكر في الوضع بأنه مؤائية ومناسبة للحديث عن المعالجة السياسية للقضية القومية ، كما يجب في أي زمن كان أن يتم هنالك رؤى وأفكار علمية بحتة عن القضية القومية ووضع التكتيك المناسب النضال الطبقي للطبقة العاملة .
وذلك التاريخ من التضاد وعدم إقرار حقوق قومية من قبل قومية أخرى والمقصود الحكام وذوي السلطة يقرد النضال من أجل نيل حقوق القوميات .
ويقع على عاتق العمال والشيوعيون أن يردوا بصورة نظرية وعملية قاطعة للمسألة ، وحسب وجود ومكان وزمن القضية القومية ، ويقوموا بإيجاد الحل المناسب والأكمل ، وحسب ضرورة المعالجة يتم التماس والخض في حل القضية القومية ، ويتم وضعها في دستور العمل .
لقد تم تغيير الدولة الشعبية الحرة الى الدولة الحرة ، وفي هذه الحالية حسب المعنى اللغوي لهاتان اللفظين ، سيكون الدولة حرة تجاه سكانها ،وفي النتيجة سوف يكون حكومة هذه الدولة متغطرسة ويحارس العنف ذد أبناء الشعب . ( 18)
لو كان حسب أراء الرجوازيون الصغار حيث تحت عنوان الانسانية يقومون بمضغ قوانين وأحكام وحقوق الإنسان وسياسة وهدف اليبراليين ، ولايستطيعون ترك العصر الماضي والبدأ بعصر جديد .
لم يمارس القومية الكوردية في السابق وفي الوقت الراهن الحياة بصورة طبيعية تحت سيطرة الأنظمة المتعاقية في العراق وسوريا وايران وتركيا ، وإذا كانت هنا أو هناك ممارسة طفيفة للثقافات والعادات والتقاليد والحديث بلغتهم ، لم يصل الى مستوى الحقوق والحرية السياسية .
حسب القناعة والرأي الماركسي الوضع والظروف الحياتية للقوميات يستحق الحرية السياسية وسلوك وواجبات وحقوق الدولة ،ولكن ليست لفترة وحدة زمنية طويلة الأمد ، ومهما كانت الظروف يجب على الشيوعيين العلميين والثوار رفع شعار معالجة المسألة القومية بصورة جذرية .
لكي لايرفع البرجوازيون وأحزابهم بإسم القومية عنوان معالجة القضية القومية لمرامهم السياسي والاقتصادي ويجعلنوها حديثهم المتداول ويكون التيار الحر ضحية ويتاجرون بها من أجل الكسب الوفير.
لو كانت هنالك مسألة القومية وبحاجة الى حل والمعالجة حتى لو كان المعالجة يحتم إنشاء دولة برجوازية ، لاشك أن كل دول عبارة عن ( قوة خاصة متسلطة ) على طبقة مظلومة .
لذا ليست كل الدول حرة كما أنها ليست بشعبية . ( يعود التأكيد الى لينين ) . (19)
لهذا السبب يعد مسألة التحرر الوطني مسألة المراوغة والمخادعة البرجوازية الخاضعة والمرتبطة بالتحديات والثقة المالية العالمية ولا يستطيع في سياستها الداخلية وإقتصادها أن يتخلى عن إضطهاد العمال والمتاجرة بقوتهم العاملة .
كما لايستطيع أن يرفع يده عن التعهد الرجعي القائم مع رأسماليو القومية القابعين على زمام الحكم والسلطة ، ويترك الإمبريالية ويقف بوجه المتاجرة بالقوة العاملة .
مطلبهم لتأسيس الدولة الوطنية مطلب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة الشمولية للقومية الخاضعة ، وضد مسايرة الرأسمال البرجوازي في السلطة .
لأن الدولة الوطنية لايستطيع فك عقدة تلك القضية العصبية بصورة تامة حيث تأسست الدولة على أساس لإضطهاد العمال ويقوم بتنفيذ الحقوق من جانبها بصورة منفردة ، ويعد هذا إنقاذ قومية من الخضوع للقومية الحاكمة ، وسيكون هذه خطوة أخرى لهدف أوسع للطبقية .
الدولة الوطنية حيث حضرات المصلحين للقضية القومية والبرجوازية الشمولية الصغيرة والطبقة الأوليكارشية وأحزابهم يطالبون بها لايستطيع للحظة واحدة أن يرفع يد الظلم والإستبداد القائم من قبل الأجهزة القمعية لسلطة الدولة عن المواطنين بصورة عامة والعمال بوجه الأخص .
لم يتغير محتوى الدولة ، لأن يد الدولة لاتتجزأ على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . إن لم يتم حماية حقوق القوميات والأقليات والأديان والمذاهب ، سيكون هنالك هذف وقناعة إقتصادية سياسية للبرجوازية الوطنية أو البرجوازية الخارجية .
تنبت فلاسفة حقوق الدولة أرائهم على إنشاء الدولة من الغريزة مرورا بالأمنية ، العيش الكريم ، وحتى من العقل ، ولكن ليس العقل الاجتماعي بل من عقل الفرد .
يرتبط الفلسفة الحديثة بالآراء النظرية الأكثر مثالية وتعمق ، حيث يعتقد الفلاسفة أن الدولة عبارة عن عضوية كبيرة ويجب أن يتحقق فيها الحقوق والأخلاق والسياسة . علما عندما يلتزم المواطن بقوانين الدولة يعتبر ملتزما بالقوانين الطبيعية ، وبالأخص قوانين عقله الذاتي أي عقل الإنسانية. (21)
معالجة القضية القومية ، يحتاج الى موهبة العمال من الجميع القوميات في نظام الإشتراكية العلمية ، لأن هذا النظام فيه الجواب الوافي لجميع جوانب حياة العمال ، ( المساواة والموهوبية في القدرة الإقتصادية المستحلة والحقوق والعدالة وتقدم وتطور الحياة بكل جوانبها .
لأن إذا تم إنشاء الدول لجميع القوميات الخاضعة ، حيث لايعتبر عملا سيئا ، ولكن المسألة القومية والصراعات الإقليمية والعالمية سيبقى حاضرا بسبب النظام الرأسمالي ولايزول ، لأن هذه القضية سبب ودليل بقاء الرأسمالية .
إذن الدولة الوطنية دولة المعتقد السائد للبرجوازية الصغيرة ، أمام الحل القومي ، ومع أنها محاولة لتقدم خطوة من مجموع مطالب عمال القوميات الخاضعة نحو عدم التفكير بالقضية والصراعات القومية في النضال الداخلي ، وذلك لكي لايتم العودة الى نقطة البداية .
أساسا الدولة عبارة عن المركزية ومع ذلك مرتبطة بصورة حتمية بأحكام المركز ويحتم ذلك على الدولة الخروج من إطارها ويفرض نفسها بصورة عامة كاليد العليا التاهية ، ويظهر نفسها بموقف العادل ، وهذا الظرف فقط مرتبط بالتاريخ ، كما يظن أو يتأمل الدولة لا يأتي بالحرية المطلقة .
في هذه الحالة الحوار الذي تم الإشارة اليه سابقا لمفهوم الدولة ليست عملية ، ليست الدولة إلا حرية موضوعية ، الحرية الحقيقية للذات نظير الحرية المطلقة ، ومن أجل تحقيقها نحتاج الى شاكلة أخرى فضلا عن الدولة ( 22) .



الجزء الرابع

" الثورة العمالية والمسألة القومية "

معالجة المسألة القومية ، تلك الورم الذي وضعتها الرأسمالية عائقا أمام نضال العمال من أجل التحمد النهائي ، ويتم إستئصالة بثورة عمالية من خلال الدكتاتورية البروليتارية ، الإشتراكية والشيوعية العلمية . ينتج عن ذلك إنهاء التفاوت الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الطبقي ، والأختيار الصحيح يمكن في بناء الاشتراكية والشيوعية كما يقول كل من ماركس وأنجلس ( لم يكن الدولة من الأزل ) " 23"
تكونت الدولة كإنتاج لظهور الإختلاف الطبقي ، وفي المجتمعات البدائية لم يكن للدولة وجود ، وفيما بعد ونتيجة لبزوغ الطبقات تأسست الدولة من أجل الدفاع عن مصالح مجموعة أقلية تجاه المجتمع بأسرة .
التفاوت الاقتصادي مصدر حافل بالمشاكل والمرارة في المجتمع ، مما جعل عن طريق السيطرة على الاقتصاد والقوى المتحاربة والسياسة ان يقوم مجموعة أقلية بإضطهاد الأغلبية وخلق إختلاف كبير بينهم ، كما عن طريق السياسة والإقتصاد وإستخدامهما تحت عنوان القوى القومية وفكر العضوية الوطنية يخلقون التفاوت بين الجغرافية السياسية على سطح الأرض ، ويقومون بتنمية التشقق بين أطيافها . المصالح الاقتصادية المتفاوتة والجغرافية الأقتصادية تحت عنوان القومية والدفاع عن القوميات بالطرق الملتوية والأكاذيب الملفقة والأحاديث العارية من الصحة يحاولون خلق إنشقاق وصراع القوميات لصالحهم ، وعن طريق ما يسمى بالحفاظ عن جغرافية معينة حيث يقطنها مجموعة من الناس بلغة وملبس وثقافة مختلفة تجاه بقعة جغرافية أخرى ، وبتلك الرؤية يزرعون بذور الحقد في المجتمع ، وكل ذلك من أجل تكوم الرأسمال وتضخم الإقتصاد .
في معظم الأحيان يخلق الرأسمالية التفاوت الاقتصادي عن طريق الاستثمار وأجرة العمل المتفاوت ومنح المكافأت والمعاقبة لبقاء القضية والصراع . كما يخلق السلطة السياسية والاقتصادية التضاد والعداوة بين العمال تحت عنوان القومية والوطنية ، وبغطاء المحافظة على عمال قوميتها يجعل من نفسها لسان حاهم والحامي المخلص والوفي لحقوقهم . لذا تمكن المعالجة في المصدر الإقتصادي ، لأن الوصول الى الاقتصاد المتساوي وحرية العيش معا نقطة هامة لإستدارة معالجة الصراع والقضية القومية .
كذلك ببسط الحقوق المتساوية للقوميات وبثقافة متقدمة وبعيدة عن الثقافة القومية السائدة يتم المعالجة.
عندئذ سيكون هذه الخطوة سببا لكي يكون لهم مكانة متساوية ، ودور بارز في شتى المجالات كالأقتصاد والسياسة والإجتماع ، كما يكون لهم دور فاعل في ساحة النضال ضد عدم العدالة المتبع من قبل البرجوازيين والرأسماليين وتلك القيود والعراقيل بإسم القومية لخلق الفكر الشوفيني بين صفوف العمال ، بداية نشوء الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة يعد بداية اتأسيس الدولة القومية ومعها نشأت الفكر القومي ، ويعود بدايتها الى النصف الثاني من القرن السابع عشر .
بدأت الدولة القومية مع معاهدة ويستفاليا عام (1648) ميلادية وذلك بعد إتنهاء سلسلة من المعارك حيث دامت لثلاثة أعوام بسبب الصراع الدائر بين نمسا الكاثوليكية من جهة وولايات ألمانيا البروتستانتية من جهة أخرى في القارة الأوروبية بصورة عامة ، وعالجت الحرب الدامية عدة قضايا جوهرية حيث كانوا عقبة أفام التغيير في القارة الأوروبية من النواحي الدينية ، السياسية ، والقضية الشخصية ، والمقايظة والعلاقات الدبلوماسية .... (24)
مع أن ذلك العصر نشأن الدولة على المخلفات الفيودالية العفنة ، سوف لن يغيي شيئأ من حياة الكادحين والفقراء ، كما كانت هنالك إضطهاد تمارس من قبل النظام السابق فضلا عن الجوع والفقر ، وكانت إقطاعية ، ولكن لم يكن القضية القومية ذو أهمية لدى الفلاحين ، ومن سمات وصفات الرأسمالية أن يجعل من جمة المشاكل قضية قومية جنبا الى القضايا الإقتصادية . لذا لايستطيع النظام الرأسمالي معالجة الصراعات الداخلية والدولية ، وفي ضجيج السوق العالمي يعالج مسائل الحرية والمساواة والعدالة وجميع المسائل الإنسانية المتواجدة . لأن كل المسائل عبارة عن جزء من الضرورة المحتمة للبقاء في السلطة وبأسباب مختلفة وتحت عناوين مفارقة يخلق التطرف القومي بين العمال ويجعلها طرفا ضمن حياتهم وسعيهم ونضالهم ، لذا المعالجة عند الرأسمالية محددة ولها حدود ولا ينبت منها شيئ للناس . إذا نظرنا لأحاديث وخطابات اليساريون والاسلاميين والأحزاب اليمينية سنرى الازدواجية والنفاق في الحديث عن المسألة القومية وكيفية معالجتها ، والجميع يحسب لنفسه الشأن الكبير وأنه العمدة وعلية معالجة القضية القومية ، ولكن يستخدمون هذه القضية للمتاجرة ويضعونها ضمن إطار ضيق من تفكيرهم وارائهم وبحساب الجماهير والناس عموما بالقلق أزاء تصرفهم .
لأن الذي يفصل العصر الأول إنتباه الحركات القومية حيث يشغل طبقة الفلاحين العدد الأكبر من السكان ومن الصعب أن يكون هذه الطبقة مشجعا للحركة القومية من بين الطبقات الأخرى من الفاطنين من أجل النضال للحرية السياسية بصورة عامة والحقوق القومية على وجه الأخص ، ولكن الذي يفصل العصر الثاني يعود الى عدم وجود الحركات البرجوازية الديموقراطية والجماهيرية ن والرأسمال المتقدم يحاول التقارب والإختلاط الكثر والأكثر من القوميات ن وبعد إتجاه القوميات نحو الحركة التجارية بسبب بزوغ صراع بين الرأسمالية حيث إختلطو على الصعيد العالمي وبين الحركة العمالية العالمية التي لها مرتبة هامة ومتقدمة ، لاشك ليست هنالك أي تاجز لفصل تلك العصر ، بل يربطهم سلسلة من المتغيرات . كما أن هنالك عدة أسباب بفصل الدول :

* التنمية السريعة للوطن
* التكوين القومي للسكان
*توزيع السكان .

لذا لايمكن قطعا البدأ بوضع برنامج قومي للماركسيين ، وفي أي دولة من الدول أن لايؤخذ بنظر الاعتبار الأوضاع العامة والتاريخية وشتى الظروف المتجسمة الكائنة في الدولة . (25)
عندما لم يكن هنالك مسألة قومية ، سيكون الحديث عنها غير مجدي ، وإذا كانت هنالك قضية قومية فإنها تحتاج المعالجة .
تاريخ معايشة القوميات معا وكيفية التصرف والتعامل مع بعضهم البعض ، سيحدد إنفصال القوميات زصولا الى إقرار بناء الدولة ، ومن أجل ذلك وفي المقدمة على الشيوعيون العلميين إتخاذ القرار الصائب حسب الوضع التاريخي وعلاقاتهم ، لأن عبر الفترات المتفاوتة وفي المنطقة التي تتواجد فيها الحزب الشيوعي ويكون تلك المنطقة مكان تنفيذ مهام وحركة الحزب الشيوعي ، سيكون المسألة القومية قضية تاريخية ويصبح عائقا أمام الحركة الطبقية للطبقة العاملة ، وإذا وضعت هدف وإسترتيجية الحركة تحت المسائلة ، ويجب أن يتم إيجاد الطريقة المناسبة ومعالجتها من الجذور ، لكي يكون خطوة ذو إستفادة للحركة والثورة العمالية التي ستكون الرد الأول والناهي .
معالجة القضية القومية في أي دولة يتواجد فيها هذه المسألة ، ولكن في السابق وعند البعض من الحركات اليسارية كانت معتقدهم الواهم والغير علمي بأنها لايجوز للقوميات الإنفصال عن إطار الحكومة العمالية ، وكذلك كانت لدى الأحزاب اليمينية والإسلامية قضية غير أولوية الى الحد الذي يعتبرونها مسألة مخجلة ولايستحقق الحديث عنها .
من اجل كسب المجتمع الكوردي هنا وهنالك يتم الحديث عنها بصورة قصيرة حيث لايدل على أي محتوى ، لأن في النظام الرأسمالي ليس منتظرا أن يرفع الإضطهاد السياسي بصورة خاصة ويتم معالجة القضية القومية بصورة عامة ، لذا معالجة هذه المسألة بحاجة الى القضاء على الطبقية وبناء الاشتراكية . (26)
موقف التضاد من إنصال وإستقلال كوردستان والاعلان عنه سابقا وفي الوقت الراهن من قبل يساريي كوردستان ، لم يكن حتى الطريق الثاني للإختيار ، ولم يكن موقف الأحزاب الأخرى فيما معنى وحاليا ليست بالإختلاف الكثير ، إلا أنهم يظهرون العكس في بياناتهم .
لايؤمنون بالحكم الذاتي ولا الفيدرالية كما لايؤيدون الإنفصال ، أصبحت المسألة القومية العقدة الحاضرة أمام تقدم أهداف واستراتيجية الشيوعيون العلميين ، وكذلك إستخدام محاولات اليسار والمسألة القومية من أجل تقدم مصالح البرجوازيون الصغار ، ومن أجل ذلك يقولون بأن إستقلال كوردستان ليست بالطريق الثاني لكي نقوم بالاختيار . (27)
عدم إدراكهم أو معتقدهم القومي بنت لهم تلك الموقف تجاه المسألة القومية ، لأن قضية الكورد في كل من البلدان الأربعة ( العراق ، إيران ، تركيا ، سوريا ) لها تاريخ طويل ومديد من عدم وجود الحقوق السياسية والاقتصادية وحتى الحقوق الثقافية .
تعرضت جنوب كوردستان لحملات الأنفال والقصف الكيميائي وتهديم القرى والموارد الاقتصادية وكانت الحالة المعيشية وحياة المواطنين على شاكلة المسجون القاطن وراء القضبان ، وفي الشرق والغرب والشمال لم يحدث شيئا من هذا القبيل لكي يكون بمثابة الهوية التعريفية ، كانت ولايزال يعد المواطن الكوردي في البدان المذكورة مواطن في الدرجة الثانية ن ومواقف جميع البلدان اللواتي أنمتسمت عليهم الكورد جعل من المواطن الكوردي بأن يفكر بالإنفصال والاستقلال وإنشاء الدولة القومية كانها الحل الأول والناهي للقضية القومية .
لكن البرجوازية القومية القائم بالإضطهاد دوما يقوم بتغييرشعار الاستقلال الوطني بشعار مطاطي لمخادعة العمال في الحقل السياسي المحلي ويتخذون من هذه الشعارات مدخلا لعقد الإتفاقيات الرجعية مع البرجوازية القومية الحاكمة ، وفي مجال السياسة الخارجية يحاول جاهدا لإجراء واتمام الصفقات وتنفيذها مع أحدى الدول الامبريالية المعادية ، لكي يحصل على هدفها في السلب والنهب . (28)
مع ان هذه سياسة البرجوازيون القوميون والمذهبين العرب في العراق ، إلا في كل من دول ( إيران ، تركيا ، سوريا ) يتم العمل بذات السياسة ، ولكن ممارسة هذه السياسة ليست جزء من الهدف والمطلب السياسي والاقتصادي لعمال القوميات في البلدان المذكورة ، وكل ذلك عبارة عن خداع تمارس من قبل البرجوازيين القوميين والمذهبيين تجاه عمال القوميات ، وكذلك من أجل تنمية رأسمالهم وتقدم هذفهم السياسي والإقتصادي على عاتق عمال قومياتهم وجعلهم عبيدا عن طريقة سياسة متبعة واهدافهم الآنية والبعيدة . ( أي شعب يحعل من شعب أخر عبدا لمبتغياته مبيدة يصنع الأغلال لنفسه ) . (29)
جميع أفعالهم من أجل الصراع وتسابق الرأسمال مع برجوازيوا القومية الخاضعة ، ويتم ذلك على حساب مصالح العمال في بلدانهم ، ولكن في كل الأحيان يقف برجوازيوا القوميات المسيطرة والقوميات الخاضعة ضد العمال في كلتا القوميتين لكي يكون مصير نضال الطبقة العاملة للقوميات وحركتهم الطبقية الفشل والغناء .
كما في الماضي والحاضر فشلهم واضح للعيان ، لذا يجب على الشيوعيين العلميين إتخاذ اللازم تجاه عدم إنسجام العمال وتضادهم ووضعه نصب أعمالهم وأفعالهم .
حسب جميع الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتاريخية للقومية الكوردية في المنطقة ، سيكون أنفصالها وتأسيس دولتها القومية الحل الأمثل بدلا من أن يكون شببا لتشقق متفوت وتضاد بين القوميات ، لأن الاعتراف بحقوق الانفصال يقلل من مخاوف تقسيم الدولة . (30)
عندما لم يكن القضية القومية عائقا للطبقة العاملة ولم ينشغل بالنضال الطبقي والمطالب اليومية والمطلب التاريخي ، يجب أن يكون الانفصال لصالح اتحاد النضال والحركة العمالية .
كذلك يجب الضغط للسير في ها المسار ولم يكن موقفهم إذواجيا وغير مفدي ، ويكون سبل المعالجة بصورة مباشرة ضمن رؤي وتحاليل الشيوعيون العلميين .
حسب المشاورات والتحاليل السابقة لليساريين إن إستقلال أو إنفصال كوردستان لم يكن حتى بالطريق الثاني ، وتلك الرؤية والأعمال والكتابات والمحاولات من أجل تقدم تيار الحركة العمالية الشيوعية ن ليست إلا رؤية علمية ، وأنها نبع رؤية ومصالح البرجوازية الصغيرة ن وهذه النخبة في المجتمع حسب مكانتها وطريقها في النظام الرأسمالي يعود مواقفهم لصالحهم ن ومن أجل تحقيق مرامهم يستخدمون مجاميع أخرى من الناس .
كانت الرؤية الخاطئة والغير علمية للياسر في معظم الاحيان نظيرة للرؤية الرأسمالية والبرجوازية الحاكمة ن وكانوا يقولون لو تواجدت حالة أكثر تططورا من هذه الحالة والطبقة العاملة كانت باستطاعتها تسلم السلطة السياسة وأن يجمع حولها الطبقة الكادحة يشغل الحكومة العمالية محل حكومة البعث والسلطة البرجوازية ، وفي كلتا الحالتين نحن ضذ الانفصال وندافع عن وحدة العراق. ( 31)
ما الفرق بين هذه الآراء والمواقف مع أراء وأفعال النظام الرجعي الرأسمالي العراقي ، الطمع الاقتصادي والتجاري والذرائع المختلفة كانوا وراء عدم إقرار إستقلال القومية الكوردية من قبل الرأسمالية في العراق ن وذلك من أجل المصالح ووضع مساواة القوميات في إطار التفكير الشوفيني الضيق ، والرد عليها بالنار والحديد والإبادة الجماعية ، وفي الوقت الراهن كما كان سابقا يتخذ طرق مختلفة لكي يستطيع الدفع بعجلة مناوراتها السياسية والاقتصادية حسب مصالحها .
إذا لم يكن الحكومة العمالية مساندا للحقوق القومية حتى إذا وصلت للإنفصال ، إذا والذي يفرقها عن الحكومة الرأسمالية ؟ !
في الرؤية التاريخية الاقتصادية للبرنامج الماركسي ( حرية القوميات في تقرير المصير ) ولايجوز أن يكون لها مدلول أخر ، وهذا يعني حرية تقرير المصير السياسي ، إذن دولة مستقلة وغنشاء الدولة القومية ، ولكن الشروط من النظر الماركسي ، أي أنها من نظر الطبقة البروليتارية مساندة لمطلب البرجوازية الديموقراطية حيث يقول ( الدولة القومية فيما بعد نقرر ما نقول ، وفي الوقت اللااهن يتخلص حديثنا على تعريف معنى ومحتوى " حرية تقرير المصير " . (32)
الحكومة والنظام الديموقراطي البرجوازي ليست إلا سلطة طبقة أقلية متسكعة على السلطة بأكملها وعلى هدف الغالبية في المجتمع . لاشك الأسماء المتعددة مثل حكومة الرفاهية البرجوازية ، الليبرالية العصرية ، الكلاسيكية ، الديموقراطية والدكتاتورات ن جميع الاحزاب الكوردستانية الأخرى والشيوعية العمالية والشيوعية السوفيتية السابقة والماويون لايستطيعون تقديم الجواب الوافي لمطلب الأغلبية والذي تمكن في الانفصال وإنشاء الدولة المستقلة في إطار جغرافية سياسية مستقلة محدودة .
نظرتهم تلك ورؤيتهم العالمية المسألة القومية الكوردية ، وعدم تأثرهم ، السذاجة ومحتوى الآراء ، ورد فعلهم ضد الدكتاتورية البروليتارية والاشتراكية لاينبت منهم شيئ .
لايستطيع الدولة والسلطات الرأسمالية ضمان الحقوق المتساوية للقوميات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تنفيذ ومنح الحقوق القومية في ( الشيشان ، جنوب السودان ) من قبل دولهم حيث كانوا يتعايشون معا ، دولتا روسيا والسودان منحتا الحقوق القومية ، ولكن عمروهم بمجموعة من القضايا الإجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وهذا إذا كانت من لدن تلك الدول أو من قبل الرأسماليين والبرجوازيين في القوميات ذاتهن .
قضية البوسنيون والصرب يعود الى عام (1800) ميلادية كانت قضية مزمنة وغير منتهية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم دارت الحرب الدموية بمساندة روسية للصرب الأرثدوكس ن وكذلك مساندة وتشجيع البوسنيون المسلمين من قبل أميركا والغرب ، وكانت ضحية هذا الحرب الكاسر العديد من الأرثدوكس والمسلمين ، وكل ذلك مرتبطة بمصالح القوى العظمى .
إذا لو كانت هنالك قضية قومية سيكون للسياسة الخارجية للدول الأخرى تأثيرها في الداخل .
كلا الطرفان الداخلية والقوى الخارجية من أجل مصالحها يقومان بتجهيش نار التضاد وتلهبة ومن تم إخماده ، وجود النضال من أجل الاستقلال الوطني ضد دولة إمبريالية ، يجوز أن يتم إستقلاله في وضع محدد من قبل دولة إمبريالية كبرى لغاياتها الإمبريالية . (33)
قصية الدولة السورية وسكانها والقوى الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم كما في الدول التي أشرنا اليهم من أجل مصالحهم والصراع على بسط النفوذ فب المنطقة والسيطرة على مسار تصدير والغاز الطبيعي الى أوروبا ومعظم بلدان العالم تمت ويتم تصفية الحسابات والثمن أرواح الآلاف من مواطني الشعب السوري ونزوح عدة ملايين من أماكنهم . إنها سذاجة إذا ماكنا نظن بأن الرأسمالية والبرجوازية يعالجان القضية القومية ، ولكن إذا حاولوا في منطقة من بقاع الأرض لنيل جزء من المطالب القومية أو محنها لايجوز أن نمحي تلك المحاولة .
نعلم بأن البرجوازية والرأسمالية لا يقومان بمعالجة القضايا بصورة تامة ، ولكن لإطالة عمر السلطة هنا وهناك يقومان بإصلاح طفيف ، وذلك حسب الزمن وشدة ورخاوة القضايا من قبل القاطنين .
لذا يجب أن يكون للشيوعيين العلميين برنامج وإستراتيجية طويلة الأمد ، ويجب أن يكون يأخذ منطقة عملها بعين الإعتبار ، ويأخذ خطوة لحركة إستقلال الطبقات .
يوجد في منطقتنا أطياف من القوميات والأديان المختلفة ، ليس خفيا بأن لكل طبقة بحد مشكلة وقضية سياسية ، إجتماعية وإقتصادية .
يجب على الاحزاب والحركات الاجتماعية السياسية أن يكون صياغتهم للهدف والتكتيك حسب الوضع وظروف العمل والنشاطات ، وان يدور البرنامج الديموقراطي مني فلك المطالب الديموقراطية للعمال والمجتمع ويحمل في طياتها برنامج للمعالجة . لأن الدولة شكل خاص من تنظيم قوي ، تنظيم متن وحاد لإضطهاد طبقة من الطبقات ، أي طبقة يفرض أن يقوم البروليتاريا بإضطهادها ؟
لاشك يجب أن يضطهد الطبقات المسنمرة القائمة بالإضطهاد ، إذن البرجوازية المأجورة ليست بحاجة للدولة إلا في الحالة التي يقوم بإضطهاد المقاومة القائمة ضد المستثمرين ولايستطيع قيادة تلك الإضطهاد ، وفضلا عن ذلك سيبقى حتى النهاية الطبقة الثورية الوحيدة ، وذلك الطبقة التي سينفذ هذه العملية في حياتها هي الطبقة البوليتارية ، ويعد الطبقة الوحيدة التي تمتاز بتوحيد جميع العاملين بالأجر والمضطهدين في صف واحد للنضال من أجل الوقوف بوجه البرجوازية وإسقاطها ومخحوها بشكل تام ، (34)
والمعالجة التامة تكمن في برنامج ودستور البروليتاريا الثورية ، لأن في زمن الرأسمالية لايوجد طبقة ثورية أخرى سوى الطبقة البروليتارية ، كما في سياق التاريخ كانت الطبقة الثورية تكمن في طبقة العبيد والفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية ، وأصبحوا الطبقة الثورية ضد الإقطاعية البرجوازية والرأسمالية ، وبدلوا العصر القديم بالعصر الحديث ، ولهذا الزمن حيث الرأسمالية يهيمن على شتى الامور لايوجد طبقة أو نخبة يقوم بهذا الدور سوى الطبقة البروليتارية .
( بلا ثورة عنيفة وعدم الشدة لن يكون بالإستطاع أن يحل الدولة البروليتارية محل الدولة البرجوازية ، ومن أجل القضاء على الدولة البروليتارية أو أي شاكلة أخرى لايوجد طريقة لفعل ذلك سوى حلها أي تفكيك الدولة ) . (35)
عند ذلك ينتهي الخداع والغش بشكل تام ، وبهبه الطريقة يتم تنفيذ المهمة التي أسدنه التاريخ لها حيث أصبحت ضرورة تاريخي وحتمية ، وتلك المهمة تكمن في معالجة المسألة القومية التي باتت من إحدى مهام وتكنيك تلك الطبقة ، لأن موقف الثورة الاشتراكية البروليتارية تجاه الدولة ليست إهتمام سياسي فقط ، بل في الوقت ذاته يعد من إحدى المواضيع الضرورية اليومية ، ألا وهي يجب على الجماهير في المستقبل القريب توضيح وتحديد التحرر من إستبداد الرأسمالية . (36) .
عندما يؤخذ عمل تكتيكي بعين الاعتبار فانه من أجل خدمة الإستراتيجية الطبقية ، لذا يجب على القوميتان العربية والكوردية والأقليات القومية الأخرى في الوقت الراهن أن يفكروا جليا كي لايتم إستخدامهم من قبل البرجوازية والرأسمالية لأجل المصالح السياسية ومن ثم يجعلونهم ندا لبعضهم البعض .
معالجة المسألة القومية جزء من جواب النظام الرأسمالي حيث يحاول دوما عن طريق خلق العداء القومي والفكر العنيف ان يكون الطبقة العاملة خصوما فيما بينهم ، ويريدون تغيير المسألة الآتية وقضية العمال والبروليتاريا مع الرأسمالية بالصراع والقضية القومية . عندما التاريخ قالت قوله حول الصراع بين القوميات بأن الحل والمعالجة الحتمية تكمن في الإنفصال ، فإن على القوميتان العربية والكوردية الرضوخ لذلك الحل ويحاولا فيما بعد أن يتحدا ضمن قوة واحدة ضد الرأسمالية ويبذ لاكل ما بوسعهما من اجل القضاء على الرأسمالية ، وذلك عن طريق التضامن ومساندة الطبقة العاملة ضمن القوميات المختلفة ، وسيمنحهم هذه الخطوة القوة الكافية للقضاء على التفاوت القومي والطبقي والجنسي والديني .
لم يكن للدولة وجودا من الأزل ، عندما تكونت المجتمعات لم يكونوا بحاجة لوجود الدولة ، وكذلك لم يكن لهم أية أيديولوجية حول الدولة وسلطتها ، وعندما للضرورة توزع المجتمع الى طبقات كانت لها صلة بمرتبة محددة للتنمية الاقتصادية ، وحسب ذلك التوزيع أصبحت وجود الدولة ضرورة هامة .
نحن قريبتين من مرتبة وأعداد الخطوات السريعة للإنتاج ، وكذلك ضرورة وجود تلك الطبقات لم يكن كافيا ، بل اصبحوا حاجزا مباشرا امام الانتاج وللحاجة والضرورة سيتم فناء لطبقات كما تكونت في السابق للضرورة ومع فناء وتفكيك الطبقات ، سيتم فناء الدولة للضرورة .
سينظم المجتمع إنتاجا حديثا ، وسيكون التنظيم الحديث على أساس الحرية والمساواة وإتحاد المنتجين ، وسيرسل جميع أداة الدولة كما هي وبأكملها للمتاصف العادية جنبا الى النسيج البدائي والمنجل البرونزي . (37)


الجزء الخامس

" لأية جهة ينتمي الكورد في العراق "

عندما نعمل لنيل الحقوق المتساوية للقوميات ، علينا أن لانعود الى أصول القومية والى أية منطقة وجغرافية محددة ينتمون ، لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم سيصبح جزء هاما ومحددا للطلب والمنح وأحقية الحقوق المتساوية مع القوميات الأخرى ، وتتجسد الحقوق المتساوية لجميع القوميات في الجوانب السياسية والاقتصادية .
قبل البدء بأية محاولة وعملية يجب أن يكون الحديث عن الحقوق المتساوية لعمال القوميات ومن ضمنهم القومية الكوردية .
إذن أي حديث عن المساواة السياسية للقوميات ليست لها علاقة بإطار جغرافي محدد والحقوق السياسية للدولة أو الحقوق السياسية للدولة ، أو فرضية أن يكون لهم جغرافية محددة وخاصة بهم ، وإذا لم يوجد ليست أولوية هامة ، بل يرتبط بمنطقة السكن من تلك البقعة من الأرض حيث يعيش عليها ويمارس فيها حياتها اليومية الاعتيادية .
لم ينظر اليها بأنها سيكون لديها جغرافية محددة ، ولكن يعتبر هذه بالنسبة لجغرافية محددة صحيحة ومديرة أيضا كما لم يكن جغرافية .
وما يخص القضايا والصراعات القومية مع بعضهم البعض والحقوق المتساوية ، وبالحد ذاته مرتبطة بمستوى الصراع والقضية واعداء وضياع النضال الحقيقي للعمال ، وليست الجغرافية الخاصة بتلك الأهمية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم كانت رؤية اليسار لإقليم كوردستان خطا فادحا حيث لم يكونوا على دراية بأنها مرتبطة بأية حقوق دولية وإقليمية ، لأن المناطق الحالية لاقليم كوردستان وكما في السابق كانت ولايزال لهم الهدف ذاته مع مركز السلطة العراقية ، كانوا يجسدان السياسة والهدف المشترك ، وفي ذلك الزمن كانوا يديرون الأجندة السياسية لدول العالم والمنطقة وكما هو الحال في الوقت الراهن .
لأن جميع الأحزاب والقوى سواء كانوا في السلطة أوكانوا معارضين منذ عام 1991 والى يومنا هذا أحزاب وقوى خاضعة للقوى الاقليمية والدولية ، ولم يكونوا أحزاب تحررية قومية ووطنية ، بل كانوا طفيليون على الاقتصاد الوفير في مناطق نفوذهم ، ولم يكن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقوميات والأديان والمعتقدات المختلفة ذا أهمية ولم يكن شغلهم الشاغل . بل دوما يقومون بإستخدام القضية القومية والمكونات المختلفة كوسيلة ذا أهمية قصوى للحصول على الرأسمال لأنفسهم وعوائلهم .
عندما اقترح فرنسا مسألة المنطقة الآمنة ومنع الطيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ونتجت عنها قرار 688 لعام 1991 ، وأصبحت سببا لإنشاء منطقتين لمنع الطيران (خط 36) في شمال العراق (خط 32) في الجنوب ، وكانت هذه تارة أخرى بهدف القضاء على إنتفاضة الشعب في مناطق كوردستان وفي جنوب العراق ، ولكي لايكون المسار السياسي لدولة العراق نحو المسار العكسي لأجندة الدول العظمى ، وإلا لم يحقق شيئا بالنسبة لحقوق المساواة للقومية الكوردية في العراق ولم يكن ذو فائدة يذكر للكادحين والمضطهدين والعمال في وسط وجنوب العراق .
سابقا وفي الوقت الراهن يعمل القوى الدولية من أجل الإشراف على الوارد والصادر وتحركات قوائهم الاستخباراتية وعدم مسائلتهم في تنفيذ أجندتهم السياسية والاقتصادية وتصور وزركشة سياسة القوى النتصرة في الحرب الباردة بالمنطقة مستقبلا ، ويتم تحقيق كل ذلك عن طريق القوى المحلية الخاضعة للقوى الدولية والإقليمية .
هؤلاء الطفيليين المحليين مهدت لهم الطريق كي ينفذ وامرامهم بإذلال الكورد والشعب العراقي عموما ويجعلون من المنطقة محلا لإمتصاص أخر قطرة دم من الجسد العراقي ، وتركوا هؤلاء الطفيليين والأجساد والعجيبة والغريبة للتصرف بالجسد السياسي والاجتماعي والاقتصاد العراقي ومن ضمنها كوردستان .
كان هدف فرنسا من تلك الاقتراح أن يبرز نفسها ضمن سياسة القوى الكبرى ، وليست هدفها خدمة القوميات في المنطقة وضمان الحقوق المتساوية لهم . لأن سابقا وحاليا لم يبدي بشيء يذكر لضمان حر ومتساوي القومية الكوردية . إذن الخطان (36 و 32) لكم واضحا ومبينا لليسار ولم يدركوا أنهم ليسوا في منطقة يصعب تعريف إنتمائها لأية جهة أو عدم إنتمائها لجهة أخرى ، أو لا احد يعلم مكان نبعها .
كيف يحاول القوى المحلية سلخ الاقتصاد العراقي ، وكان تفكير القوى الدولية الاستيلاء على النفط والثروات الطبيعية في المستقبل في تلك الزمن وفي الوقت الحالي يدير الكورد في المنطقة بصورة عامة وفي العراق وسوريا بصورة خاصة حربا دموية .
لم يكن الولايات المتحدة وما يرى بأن من حق الكورد كقومية أن يكون لها حقوق متساوية مع القوميات الاخرى ، ولم ولن يتحدث عن هذا الأمر ولن يكون لها أي مقترح بهذا الشأن وسيتعامل مع المسألة القومية حسب مصالحها .
فيما مضى وفي الوقت الحالي لم يكن بالنسبة لهم إنتماء الكورد لأية جهة ذات أهمية ، دوما لم يكونوا مهتمين بإنتماء الكورد ، لأن الشركات الكبرى والقوى الأوليكارشية والجنسيات المتعددة والامبريالية العالمية هم من يقررون حقوق الآخرين ولهم كل الأمر إذا لم يتصدى لهم إرادة ثورية طبقية متينة .
يجب ان لا يكون إنتماء الكورد لأية جهة ذو أهمية ، بل يكون الحقوق المتساوية للقومية الكوردية مع القوميات الأخرى ذات أهمية بالغة .
كان تحليل اليسار سابقا إستبعاد الكورد من الانتماء لأية دولة ، كوردستان العراق بلا قانون ( أي قانون ) بلا دولة ( أية دولة ) . ( 38 )
على ما يظهر لم يكن كوردستان منتمية لأية دولة ، عبارة بدون محتوى من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لأن تلك الخط الوهمي الذي تم خلفه سابقا ويتم الحديث عنه حاليا من قبل الطفيليين تحت عناوين أخرى لم يكن إنقطاعا ولن يكون إنفصالا عن دولة العراق ، إنها فقط الوهم الذي تم ويتم التضليل به للبرجوازيون الصغار وخلق القناعة العمياء لدى الكثيرين من البسطاء والسواد الأعظم ،لأن الوجهان لخط (36) كانت نتاج التأثير والسياسة الواحدة للبرجوازية والقوى الامبريالية .
فيما مضى وفي الوقت الراهن كانت و لايزال القوانين والأحكام الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نبع السياسة العالمية ، ويعتبر الخط الفاصل بين الاقليم والمركز ، إنه خط أوليكارشي كاذب للطرفين ، ومن هذا الطريق إستطاعوا السيطرة على المصادر الطبيعية والموارد الاقتصادية في العراق .
ماذا يعني القانون لدى اليسار ؟ سابقا كانت السياسة الدولية والمحلية لدول المنطقة نفس السياسة وكانت اقليم كوردستان من ضمنها حيث القوى العظمى هم من يديرون مدار السياسة حسب مصالحهم .
ذلك من أثر غياب حركة ثورية بروليتارية وإستخدام منظمة الأمم المتحدة من لدن دول أصحاب ممارسة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي بمسار خدمة سياستهم ومصالحهم الاقتصادية سابقا وحاليا ينظر اليسار كسفية للظروف الموضوعية لسياسة العالمية ، إلا أن قانون أصحاب الفيتو قانون المتسلط والمسيطر على سياسة وإقتصاد العالم ، إذن هنا وهناك مجموعات مرتبطة بسياستهم ويعملون حسب مبتغاهم ويعلنون قانون الغابة ويمارسون القتل والحزاب .
أي قانون سوى قانون الاشتراكية العلمية ن يدعو للإضطهاد ودحر الانسانية ن إذن أية حكومة وأية دولة موقرة والانسان منتمي لجهة ما أو لم ينتمي وبوجود القانون أو عدمه ، معترف بها من قبل الامم المتحدة أو لم يعترف بها لايتغير شيء ، وإذا كانت مضطهدة وحقوقها البدائية والبعيدة مسلوبة ، فأهمية أساس جميع القوانين والحكام والدولة تكمن في حرية ومساواة الأفراد ، لأن الدولة مقياس سلطة طبقة على طبقة أخرى .
سابقا كان ظن اليسار بأن قوانين الامم المتحدة مقياس للإستقلال وإنشاء الدولة الكوردية ، ولكن قوانين الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون إجابة وافية لمعالجة الحقوق المتساوية للقوميات .
وغن وجدت أي قانون في المجتمع ، فالحقوق القومية للكورد يحتاج جواب علمي وجدير بعصرها .
مبين للعيان ان البرجوازيين الطفيليين في العراق بصورة عامة وفي المناطق الكوردية بصورة خاصة كيفية تعاملهم تجاه حقوق الناس والقوميات ، وحتى الدول التي يتحدث عنها اليسار واليمين والاسلمين والعلمانيين ... الخ ، إذا تواجدت فيهم الحقوق لن يكونوا أفضل حالا وفي ظروف أحسن من القوميات التي يتعايشون فيهم . لايتم في تلك الدول معالجة المسائل القومية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا ، لأن حسب متطلبات الحياة السياسة والاقتصادية يخلق النظام الرأسمالي الظروف كما يقتضي مصالخهم ن والذي جرى سابقا ونراها الأن في المنطقة وكوردستان يتم إدارتها بقانون دولي خاص . أصبح حياة ومعيشة الناس ضحية مصالحهم السياسة والحزبية والعائلية واستخدامها لخدمة القوانين وصالح الامبريالية العالمية ودول المنطقة ، وكذلك هنالك عبارة تقول بأن الفوضى العارم في كوردستان العراق يتم إدارته بقانون حيث أصبح سببا رئيسيا لهذه الحياة التعيسة والبعيدة كل البعد عن القوانين والاحكام الانسانية .
سواء كانت حكومة عربية أو كوردية ، فكلهم إستبداديونوهذه الشاكلة من الحكومات والدول لايهم إن كانت لديهم أسواق حرة أو لم يكن ، لأن لديهم المؤسسات القمعية والسجون حيث تعتبر مؤسسات حامية لسلطتهم ورأسمالهم ، ويعملون لترويج السلطة الاوليكارشية والوقوف ندا بوجه الحركة التحررية الشيوعية وبأعنف الطرق يواجهون المعارضين لسلطتهم وقوانينهم وسياساتهم .
جميع المؤسسات الحكومية يدار عن طريق قوانين واحكام خداعة ومضللة للناس ، ونستطيع القول بأن ليس لديهم أي قانون وكانت ولايزال الحال على نفس الشاكلة ، والمطلب السابق والحالي للعمال المضطهدين والمواطنين الكورد بأسره هو إنقاذهم من الإضطهاد القومي والطبقي .
الجواب تكمن في أخذ الحقوق المتساوية للقوميات حيث أنها المطلب والطموح الآتي والمستقبلي للقوميات الخاضعة أو المضطهدين في سلطة دولة القومية الواحدة ، ولايرتبط بنوعية الحكومات بقدر ما له علاقة بنوعية ممارسات السلطة وتاريخ المسألة القومية في الدول ن ومع ذلك الدولة أداة لإضطهاد المجموعة أو المجتمع ، وإستئصال هذه المسألة سيصبح ضرورة اليوم وسيسلط عليها الاضواء السياسية والعملية .
حسب رؤية اليسار إذا لم يتحدثوا عن المسألة القومية بصورة مباشرة ودقيقة فبذلك سيثبتون شيوعيتهم .
يطرح اليسار عدة رؤى مختلفة ويبينون بأنهم وضعوا الخطايا على عاتق الظروف الماضية ، والآن سيستطيعون أن يخلو عاتقهم من معالجة المسألة .
جميع الأحزاب في اقليم كوردستان وفي العراق لديهم رؤساء أوليكارشية ويبحثون عن زيادة راسمالهم ، وانهم سياسيون تجار بدرجة إمتياز ن وكذلك جميعهم بانواسببا وفاعلا لمحن الناس .
حسب رؤية اليسار لو كانت الممثلون الحقيقيين والمباشرين للناس كانوا على رأس العمل فبدون إثبات مسألة الحقوق لكوردستان العراق ، سوف لن يكن المسائل الاقتصادية والانتاج والرفاهية الاجتماعية وثبوت القانون وضمان أمن المواطنين وامور أخرى تحت سيطرتهم أو يدار من قبلهم. (39)
هذه النوعية من رؤية اليسار سابقا ولايزال رؤية مختلفة حول إذا كانت الأحزاب الكوردية مذنبون أم غير مذنبين ن ولم يستطيعوا أن يكون لهم موقفا متينا وبصورة صحيحة وصادقة يبتعدون عن الازدواجية ويكون لهم تمعن وموقف ويصبحوا الناطق بإسم السواد الأعظم من الناس ، ويبدون إستعدادهم لمعاجة المسائل .
من جهة الدفاع عن الناس واللذين أهلكهم الجوع وردائة الصحة وعدم وجود الأدوية والتأمين الصحي وعدم الاستقرار الأمني ومواصلة العمليات الارهابية حيث يتم تطبيقها من قبل الامبريالية العالمية والقوى الاقليمية والسلطات المحلية ، كنوا يظنون بان بإصدارهم لبيان إستنكار سوف يكون بإستطاعتهم القيام يجميع انواع الاستدارة .
كما كانوا يقومون بالدفاع عن السلطة المدارة من قبل الحزبان ، سلطة التجويع وعدم حقوق الناس ، وكان اليسار يقول لو كنا على رأس العمل لما أستطعنا أن نقدم هذا العمل الجيد ، حسب قولهم لأن ليس للكورد دولتها المستقلة ، والمسألة ليست فقط في بناء وإنشاء الدولة ، بل تكمن القضية في نظام الادارة .
عندما يقع على عاتقك إدارة وقيادة مجموعة من الناس ، فيجب أن تظمن لهم الحقوق المتساوية من جميع النواحي ، الحقوق السياسية والاقتصادية وصولا الى المستلزمات التي وصلت اليها البشرية ، ومع ذلك كل الظروف والامور الذي تم الحديث عنهم ، سوف لن يكون مبررا كي لاتقوم بطلب الحقوق القومية للكورد .
الدولة التي يتم البيان عنها حسب أهواء اليسار واليمين والاسلاميين ، لن ينفذ بإصلاح الظروف ، بل أنها بحاجة لعملية ثورية فعلية يقوم بها الشيوعية العلمية بالتعاون والتنسيق مع عمال الكورد والعرب والفارس والترك لبناء وتأسيس السياسة والاقتصاد لدولة لايتجسد فيها الشوفينية ، ويتم ذلك بنظام سياسي وإقتصادي معين .
مع أن الكورد في كل من العراق وسوريا وتركيا وإيران يعيشون ضمن إطار القانون ونظام الحكم حيث لكل دولة منهم ظروف وواقع سياسي وإجتماعي وإقتصادي مختلف ، ولكن تلك الظروف لم تستطع أن تباعد المجتمع الكوردي من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية ويكون سببا لإنقطاع كبير حيث أنهم يعيشون في أربعة بلدان مختلفة .
مع أن النظمة حسب عناوينهم يختلفون ، ولكن الاتجاه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدول تجاه الكورد لهم الهدف ذاته ، وحتى لو كانوا من الناحية المذهبية والنظام والمصالح الاقليمية والدولية مختلفون وتضاد مع بعضهم البعض ، ولكن لدحر الكورد يتألفون ويكونون يدا واحدة وينفقون ويتضامنون ويتعانون ولهذا الأمر يجتمعون سنويا واحيانا يكون الإجتماعات في السنة الواحدة أكثر من مرة ، وذلك عن طريق الإتفاقية الإقليمية الموجودة بين البدان التي إنقسمت الكورد عليهم .
البلدان الأربعة وحسب مركز يتهم لم يفعلوا من الناحية السياسية شيئا يذكر للقومية الكوردية بحيث يتم تعريف الحقوق القومية للكورد بصورة رسمية . بل على النقيظ من ذلك يتعاملون مع الكورد بصورة بشعة وشوفينية .
وفي المناطق التي معظم قاطنيها من الكورد يهمل من قبل السلطة من الناحية الخدمية ولايتم في تلك المناطق الاهتمام وتطور الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج ، وإستطاعوا ان يقاطعوا تلك المناطق مع عملية الانتاج وجعلوا من حياة القاطنين نظيرا للتخاف بحكم الوضع الكائن في البلدان الأربعة علاقة الكورد مرتبطة بمسائل السياسة والانتاج الجماعي ، لأن نمو الاقتصاد والانتاج الصناعي والزراعي في أي منطقة سيصبح سببا لتغيير الفكر والآراء السياسية والإجتماعية ، وتلك العوامل في معظم الأحيان كانوا السبب الفاعل لخلق الاختلاف القومي في المنطقة والعالم .
في منطقة يتم الاهتمام المتواصل بالصناعة وفي منطقة أخرى يكاد الاهتمام يكون معدوما ، هنا تتواجد سبل الحياة كما ينبغي وهناك يكاد ان يكون خالية من أبسط الخدمات .
باذن يتم إتخاذ تلك الخطوات والمسار حسب منهج وسياسة شوفينية كانوا ولايزالون يتبعون هذا العمل . بحسب رؤية اليسار التي تم الاعلان عنها فيما مضى وتطرقت اليها ، على ما يظهر يجب ان ينشا الكورد دولنها ومن ثم يعترف الشيوعية العمالية بحقوق الكورد في العراق ، وبهذه الرؤية أحاطوا أنفسهم بموقع المم المتحدة ، وباعتقادهم إنها عمل ليلة وضحاها ، وهذه الرؤية ذاتها بأن الدولة الكوردية حلم الشعراء ، أو الظروف لاتسمح بذلك والوضع ليست مهياة ، ومع كل ذلك يتم الحديث عن الدولة الكوردية . أعتقد النطرق لمسالة بهذه المستوى والنوعية من قبل الرؤساء والأعضاء البارزين في الاحزاب الكوردية نظير إعتقاد رؤساء القوى السياسية لدول المنطقة والعالم ، حيث يقولون ليست الظروف ملائمة لكي نستطيع إنشاء الدولة الكوردية والاعتراف بها .
هذه الرؤية كما رؤية اليسار لايجديان بشيء سوى تذيل وعمالة السياسيين والمعتقد والمصالح السياسية والاقتصادية لدول المنطقة والعالم .
قبل أن ينخدع العمال والكادحين والجماهير بما يقوم به البرجوازية تحت عنوان الدولة الوطنية الكوردية للوصول الى مراهم ، فيجب على الشيوعيين العلميين القيام بالمطلوب من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وأن يكون لهم أعمال وأفعال سياسية عن طريق محاولات عملية سياسية متناهية وتضمين الحقوق المتساوية للقوميات .
وكذلك لايعارضوا إنشاء دولتهم الوطنية إن وجدت سياسيين للبناء دون أن نثق نحن والعمال والكادحين بهم بالثقة العمياء ، كما يجب ان يمتنعو عن إستخدام العمال والكادحين وجماهير الناس من أجل مرامهم تحت عنوان إنشاء الدولة ويجعلون منهم حطبا لسد أهوائهم ويملؤن بنوكهم .
يجب القيام بالتصدي لهم من خلال قوة ثورية وعملية يكون محاولاتها بإتجاه الوقوف ضدعم وتحطيم مصالحهم وإنشاء السلطة التي ينبغي أن يكون ، وهو السلطة التي يتمناه الشعب سلطة المساواة والعدالة والحرية .
الفعل الثوري واجب ومحاولة من اجل الاستقلال ، لأن الرأسمالية والبرجوازية في السلطة لايستطيعان منح الاستقلال والحرية ، لذا يجب أن يأخذ منهم بهذه الطريقة .
القانون الذي تحدث عنه الياسر واليمين ولايزال الحديث عنه جاري ، لن يجلب الرفاهية والحياة السعيدة ، والغريب في الأمر لا نعلم ما نوعية هذا القانون ؟!
في الوقت الراهن وبعد غنشاء الدولة الحقوقية الوطنية للكورد ، مصدر هذا الكم الهائل من الغلط هي القناعة الزائفة للبرجوازين الصغار، ويتكون من تضليل الجماهير ومن أجل مصلحتهم يتم الخلق ومن ثم الاستخدام .
اليسار واليمين وجميع الحزاب الموجودة ومن ضمنهم الاسلامين جميعهم يعبرون عن الرأي ذاته حول الواقع الحال لكوردستان .
يدرك الجميع بأن دوام هذا الحال من المحال ، حيث سيصبح المجتمع في كوردستان مجتمعا مدنيا بإطار إقتصادي وسياسي بوجهة نظر حقوقي معرف كجزء من دولة العراق أو كدولة مستقلة ، وهذا مفترق واقعي وبحاجة الى رد واقعي وصريح من قبل ( ح . ع . ك ) وجماهير الناس .. (40) .
تعبير المجتمع المدني له محتوى وشكل مطاطي ، كما محتوى الديموقراطية ولايستطيع ان يأخذ شكلا وعلامة سياسية إجتماعية إقتصادية أخرى .
فضلا عن ذلك في الوقت الراهن يمارس الرأسمالية سلطتها الإضطهادية في العالم ، والأن تحت عنوان المجتمع المدني ينشب الرأسمالية نظام مجتمع الغابة ، ويصبح الآلاف من المهمتين في العالم ضحيا حروبهم ومصالحهم ، وفي المجتمعات المدنية الأوروبية والأمريكية لايزال الجنسي ونوعية البشرة ولون الشعر والعين والمذهب مصدر عملهم وتفكيرهم ويقومون بقحط مجتمعاتهم وتنفيتهها ، وعن طريق الأجهزة المنية والحبس والتعذيب اللاإنساني للأشخاص يطورون أعمالهم ويقومون المصالح على جميع الأصعدة .
أجرة عمل غير منصف ومصادرة جميع الحقوق الديموقراطية للعمال والكادحين في بلدانهم والعمال اللاجئين وسلب حميع الحريات والحقوق السياسية والاجتماعية والتنظيمية ، وسحق حقوق القوميات.
مخالفة جميع انواع المطالب المطروحة من قبل الجمعية وعدم الرد والتعامل بصورة وخشية في هذا العصر.
التخريب والتحطيم للبلدان والسكان اللذين يظنهم السلطة بأنهم مصدر لتفعيل المشاكل وعدم إنصياعهم لسياسة ومصالح السلطة .
هنالك أمثلة كثيرة للمجتمعات والسلطات اللاتي يتطاهرن بإسم المدنية والديموقراطية ، في الولايات المتحدة الامريكية السلوك والفعل السياسي وممارسات الشرطة المحلية تجاه ذوي البشرة السوداء حيث يعبثون بمقدراتهم ويعتبرهم أقل مرتبة من ذوي البشرة البيضاء ، ويتم قتلهم وحبسهم في السجون كعمل روتيني واعتيادي ، وتبادل السلطة منحصرة لأصحاب المليارات وذوي النفوذ .
يخلقون عدة حروب خارجية من أجل مصلحة وربح الشركات حيث الملايين من الأشخاص يصبحون ضحيا الحروب الطاحنة ويتشرد الألاف من ديارهم .
في ألمانيا والدول الاروبية الاخرى ينظر الى اللاجئين كمواطنين من الدرجة الثانية في مجتمعاتهم ، وهذا فضلا عن الاختلاف الجنسي ونوعية البشرة ، والخ ...
أفريقا وأسيا وامريكا الجنوبية ليسوا بعيدين عن كل ما يجري من المخالفات في أوطانهم ، وتارة أخرى يواجهونها من الخارج ومن قبل القوى العظمى مما يؤدي الى الحروب القبيلة وقتل وتشريد الألوف .
ففي الوقت الراهن من القرن الحادي والعشرين لايزال العبودية مستمرة بجميع أنواعها في العالم ، ويوجد حوالي ستة وأربعون مليون إنسان يتم التعامل معهم كعبيد ، (41) واحدى الدول التي فيها العبودية مستمرة ( الولايات المتحدة الامريكية ) .
بعد الاستيلاء التام على الحقوق الديموقراطية للعمال ، البسار في كوردستان مقتنعين بأن الحل تكمن في المجتمع المدني ، كما يظنون بأنه الحل الأمثل لمعالجة المسألة القومية .
إذ القينا نظرة على تاريخ علاقة الكورد مع الأنظمة المختلفة السابقة لدولة العراق ، وماذا حصل لهده العلاقة تحت سيطرة البرجوازية الكوردية وما يسمى بثوراتهم وسلطات العراق المختلفة ، فالتاريخ يدلي بأنه تم إستخدام الاسلحة الكيميائية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وحرق البيوت وتهديم القرى ، وجميع الآفات تمت في إطار الدولة ووجود الحقوق السياسية الدولية .
المصائب الجمة لم يحل أية عقدة من العوائق ولم يؤدي بالكورد صوب معالجة حقوقها القومية .
في الأوضاع المختلفة من جهة لايتحدث اليسار من مسألة إنفصال القومية الكوردية ، ومرة أخرى ومن جهة أخرى يتحدث عن هذه المسألة كالذي يجري بين أحزاب القادة الأوليكارشية في إقليم كوردستان ، وإذا لم يكن هنالك وضع وظرف سيكون الحديث عن تأسيس الدولة حلم وخيال ، وذلك نقيض فكر ورؤية الشيوعية العلمية لمعالجة القضية القومية .
الوضع السابق والحالي تمت بماركة القوى العظمى والامبريالية العالمية من أجل مصالحهم ، وقوى السلطة في إقليم كوردستان بانوا طفيليات على المصادر المالية والاقتصادية وأستولوا على مافي باطن الأرض وسطحة ، وبشتي الطرق يسلبون وينهبون الثروات ، وأغرقوا الاقليم بالديون وجعلوا المواطنين محرومين من الحقوق والمعيشة . لأنهم ليسوا بقوميين ولن يكونو وطنيين ولم يفكرو بتأسيس الدولة وليست إستراتجيتهم البعيدة ولن يكون محاولاتهم بهدف معالجة هذه القضية .
( مع أني لا أومن بالفكر القومي ولست متفقا معها بمثقال ذرة واحدة ، ولكن بالنسبة لي القضية هي أن ذوي السلطة والبرجوازيون الكورد وذوي السلطة والبرجوازيون في العراق يستفادون منها ويصبح سببا لزيادة وتكوم رأسمالهم ، لذا الحروب والاقتتال هنا وهنالك تحت عنوان المحافظة على القومية والدفاع عن الدولة ووحدة البلد ، بات كاكسارة حيث يكسرون وبحر شون العظام ، ويستلمون من قاداتهم العليا ثمن ما صنعت أيديهم . يتبين أن جميع الأحزاب اليسارية واليمينية والاسلامية هي في الماضي لم يكن بإستطاعتهم أن يردو بالمتطلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوضع والظرف السياسي الحالي ن مع أن في الماضي وفي الوقت الراهن الانفصال وعدم الإنفصال يتم زركشتها من لدن الامبريالية والقوى العالمية العظمى . لأن من الناحية السياسية والاقتصادية وكذلك العسكرية مسيطرين ومهيمنين على المنطقة والعالم ، وبهذه الهيمنة يظعون المعالجات حسب إحتياجاتهم .
لأن السياسة والحركة الطقية والشيوعيون العلميين ليست لهم فاعلية وغير منظمين ن ولن يكون بإستطاعتهم التدخل في تغيير وإستدارة الظرف السياسي والاجتماعي والاقتصادي لإقليم كوردستان والعراق ، لأن خلط سياسة وهدف الشيوعيون العلمين مع الرغبة والمطلب السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعمال والكادحين ضعيف جدا وليست ذو فاعلية .
التفكير الضعيف والغير مجدي لليسار حعل منه ظيرا للاحزاب الأخرى حيث يقول فلينفصل إقليم كوردستان أو لمركز السلطة في العراق ، وهذا الموقف طاغي ولن ينبث منهللسياسة شيء .
تعبير أن مختلفات حول الوضع حيث سابقا منهجة كانت كوردستان العراق مختلفة عن دولة العراق ، والآن يتم الحديث عن الانفصال من العراق . كما الأحزاب الموجودة في الاقليم حاليا ، اليسار سايقا كانوا يقولون الانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة في كوردستان العراق ( 42) .
هذه الجملة مع سابقتها مختلفان ولا يتوافقان ، لأن لو كان المجتمع الكوردي لاينتمي للعراق ، فلما الإنفصال عن العراق !! أو ماذا يعني هذه الجملة وما مدلولها ، كل ذلك والانتماء أو عدم الانتماء لن يكونو في دائرة الشك ، أو لن يخلق شكا بأن معالجة القضية القومية واجب ويجب إتمامه إن وجدت ودعت الحاجة .
البرجوازيون الصغار في اليسار والاوليكارشيون ليس لهم رؤية ورأي واضح حول هذه السياسية والحزبية الاخرى سابقا وفي الوقت الراهن لم يستطيعو أن يكون خطواتهم بإتجاه تأسيس الدولة المستقلة ولحقيق أمال واهداف الناس عموما .
في 30 تشرين الثاني من عام 1867 كتب ماركس رسالة لصديقة أنجلس حول مسألة ايرلندا معبدا له عن إعتقاده بإختصار قائلا الأن السؤال هو : بماذا ننصح عمال إنجلترا ؟
باعتقادي يجب أن يجعلوا من تفكك الاتحاد درسا لبرامجهم ( بإختصار مسألة عام 1783 مع أنه جعل الديموقراطية أن ينسجم مع الظروف أنذاك ) ، هذه الشكل القانوني الوحيد وفيما بعد سيكون الشكل الوحيد الممكن لتحرر الايرلنديون ، بلإمكان قبوله على البرنامج الحزبي الانجليزي .
يجب توضيح هذه النجربة فيما بعد ، وهل بإمكان الإتحاد الخصي النفي التواصل بين هاتان الدوليتين ، لدي إعتقاد طفيف بأنه من الممكن أن يحدث في الوقت المناسب .
الذي يحتاج اليه الايلنديون عبارة عن ( حكومة محلية ومستقلة في إنجلترا ! ... ) . ( 43 ) .
هذا الاعتقاد لماركس يوضح بأن لا أحد يعلم بأن اليسار واليمين وجهات لعملة واحدة ، في مسألة كالقضية الكوردية ، ماذا يفعلون وكيف سيطرحون المعالجة .
وهذه يعود لسببان ، أولا : لايعلم اليسار كيف يعلن عن نفسه ويخرج من طائلة سؤال الفكر القومي ، ويظهر كمؤيد وحامل لرسالة الطبقية .
ثانيا : المطلب الأوليكارشي لأحزاب اليمين حيث جعلوا من كل شيء ضحية لمطلبهم ورغبتهم المتعطشة لثروات هذا البلد .


الجزء السادس

الاستقلال والحرية يحتاج الى رد (لجواب) ثوري !

ما يتم رؤيتها حتى الأن من سلوك وسياسة القوى الكوردية ، أنها عقلية وعملية ومخيلة قومية شكلية ، ولم بإستطاعتهم الكتير والخروج عن هذه الشكلية في البلدان اللاتي يقطنها الكورد ، وكذلك الأحزاب والقوى اليسارية فيما مضى وحاليا لم يستطيعوا القيام بمل نحو إنفصال الكورد كي يضع تأسيس دولتها المستقلة ضمن إطار التفكير والآراء والخطة والعمل السياسي بهدف رغبة الاستقلال وإنها الصراع القومي في المنطقة .
ليس من السهل الفصل بين التفكير والآراء والأفعال لليمين واليسار ، كما ليس ممكنا تحديد هدف ومطلب مختلف ولن تجد بينهما إختلاف سياسي .
حتى الأن ليس واضحا للعيان أيهما اليمين وأيهما اليسار ، وأيهما مع نيل الحقوق القومية ويتعامل مع المسألة بصورة ثورية ، وأيهما لايعمل من أجل ذلك .
لا يبالي الطرفان ولا يهمهما تحقيق الحقوق القومية المتساوية . حزب يطالب بالحكم الذاتي وحزب أخر ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، واحدهم يرى من قرارات المؤسسات التابعة للأمم المتحدة حلا للمسألة القومية ، لايمثمر عن هؤلاء شيئ ومن الإنفصال أو عدم الإنفصال بات المل في أن يقوم الأمم المتحدة بالاشراف عن إستفتاء لهذا الغرض .
الحديث عن تأسي الدولة أو العودة للمركز جزء منها يرتبط بالمطلب الأوليكارشي لمجموعة من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين الحزبيين ، والجزء الآخر مرتبطة بعدم الدراية والامبالاة تحت عنوان الابتعاد عن الفكر القومي ، والجميع مرتبطون بحماية مصالح النخبة الأوليكارشية والبرجوازيون الصغار .
لأي غرض إن كانت مصدرها النظم ، فلن يكون بإستطاعتها تقديم الحل الجذري ، وفي المسألة القومية إذا أستخدمت في أي دولة عبارة ( تفكك الاختلافات الاجتماعية والسياسية ) بدلا عن عبارة ( القضاء على الاختلافات الطبقية ) سيفتح بابا للتساؤل والظن .
بين دولة وأخرى ن بين إقليم وأخر ، وحتى بين محلة ومحلة أخرى لايتم القضاء على بعض الاختلافات بين ظروف الحياة والمعيشة بصورة تامة ، بل بالإمكان تخفيف الاختلافات الى أدنى مستوى ، ولكن من الصعب تحقيق القضاء التام . (44)
لذا العبارات ليست ذات أهمية بالغة إذا لم يكن هنالك محاولات وأفعال من اجل التنفيذ ، ولهذا السبب ليست لها مكانة ومسار في تفكير وأراء وأفعال احزاب اليمين واليسار .
عندما يعطى البرجوازيون الصغار منصبا ومكانة في المصلحة الاقتصادية ويختلط مصالحهم مع رأسمال برجوازيو القومية الحاكمة ، حينئذ لم يكن بالنسبة لهم معالجة المسألة القومية ذو أهمية ، بل سيصبح مصدرا للكسب الوفير وتكوم الرأسمال ، كما هو الحال في الوقت الراهن حيث يتم التسويق بالرغبة القومية الكوردية من قبل الأحزاب ،مما جعل الاوليكارشيون والاحزاب السياسية يتاجرون بالرغبة والمسألة القومية ، وهذه ليست مرتبطة بدولة واحدة ، ولكن نوعية الافعال وكيفية إستخدامها واهميتها يميزهم عن بعضهم حيث يتم العمل بها بصورة متفاوتة من قبل الجميع .
وفي النهاية يعمل جميع الأطراف لتكوم الرأسمال وزيادة نسبة التجارة ويمارسون هذا النشاط المخذي عن طريق العب بمقدرات الناس وتعكير النفوس وتصفية الأجساد .
ويتم في إقليم كوردستان نفس الشيء ولايختلف عن الأقاليم والمناطق التي تتواجد فيها القضايا المختلفة والمسألة القومية حيث يتم إدارتهم من قبل البرجوازيون الصغار والاوليكارشيين ، ويظنون أنفسهم بأنهم الماكين للأقاليم والمناطق التناحرة .
بهذه الازوادجة البعيدة كل البعد عن الحقيقة والاستحقاق لهدف معالجة المسألة القومية ، يعلن اليسار عن هدفهم وسياستهم وفكرهم .
سابقا وفي الوقت الراهن الأهداف المعلنة للحزب الشيوعي يحتوي على نقطتين ، أولا : الثورة في كارفة أرجاء العراق وبناء مجتمع غير قومي ورفع الظلم عن الشعب .
ثانيا : تعريف حقوق المواطنين في كوردستان العراق بالإنفصال والإصرار على مبدا الإستفتاء . (45)
هذه العبارة فيها أقوال ومفردات متناقظة ، ومنها بناء مجتمع غير قومي ، بل من الأفضل تغيير هذه العبارة ويحل محلها ، لايكون هوية المجتمع حكرا لؤية قومية ، أي الحياة المتساوية ىالقوميات في إدارة لمجتمع من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وإذا كانت هنالك ثورة تعمل على هذا النحو ن سوف لن يكون للنقطة الثانية محلا أي أنباء لسنا بحاجة لذكر هذه النقطة .
لايستند النقطة الثانية على الناحية التاريخية وذرورة إنشاء الدولة الكوردية المستقلة ن بل إنها فقط إستخاثة وإعطاء أهمية لإجراء الاستفتاء تحت إشراف الامم المتحدة كحل أمثل لمعالجة المسألة القومية الكوردية في العراق .
هذه إزدواجية رؤية اليسار حول المسألة القومية ومحتوى عملية ثورية من قبل المجتمع وإند لاعها وصولا الى مستوى التغيير الجذري للمجتمع .
هل هناك ثورة قادر على إنشاء مجتمع غير طبقي وغير قومي ؟ !
لاشك إنها فقط ثورة الشيوعية العلمية القادر على إتقان هذا الدور ، وإنهاء الاختلاف الطبقي والقومي ، وإذا لم يتم إنهاء الاختلاف الطبقي ، سوف لن يكون بالإمكان إنهاء الاختلاف القومي .
الرأسمالية وسلطتها في هذا العصر وفي الماضي جني ويجني ثمار المسألة القومية ، وخير دليل على ذلك واقع الدولة السويسرية حيث يعيش فيها عدة قوميات مختلفة ، ألمانية ، فرنسية ، إيطالية وبعض قوميات أسيا و أوروبا الشرقية ، وحقوق جميع القوميات مصانة ، ومع ذلك لم يصبح المجتمع السويسري مجتمع غير طبقي ومتساوي من الناحية الاقتصادية .
كذلك ليست بدولة لايطبق فيها النظام الرأسمالي الليبرالي ، ويكافح وينهي الإضطهاد الطبقي ، وفي هذه الدولة يعيش مجموعة من الناس بارفاهية ، والبعض الآخر ليستهم حالتهم المعيشية مضمونة .
بعد ان تم تحديد سويسرا كدولة محايدة في السياسة والاهداف السياسية والعسكرية ضمن النظام السياسي الدولي .
نظمت القوميات عن طريق إنشاء نظام سياسي وكتابة منهاج وبرنامج ودستور خاص الحياة السياسية والاجتماعية في إطار الدولة .
لم يكن لك بشكل عفوي ، بل الناس من الجكيع القوميات تناغموا معها وفي أرفي ديموقراطية لعلاقاتهم استطاعوا نيل ذلك الناتج والهدف ،ولكن قد مر تلك الزمان وفقدت إعتبارها وليس بالإمكان إعادة نفس العملية ، ولن يكرر البرجوازيون والرأسماليون ماقاموا به سابقا في دولة أخرى إذا كانت على شاكلة الدولة السويسرية من حيث القوميات المختلفة .
حدثت تلك العملية في الدولة السويسرية فقط ، وذلك لأن حسب إتفاق دولي في عام 1871 بين القوى العظمى لدول العالم في تلك الحقبة الزمنية حيث تم الاتفاق على أن لايكون سويسرا ضمن الحروب والصراعات العالمية وأن لايساند أي تحالف أو صراع عالمي وإقليمي ، ولذلك ليست هذه الدولة ضمن العلاقات السياسية والقضايا والصراعات الدولية .
أي دولة عظمى لم يخلق قضية وصراع دولي في تلك المنطقة ، ولم يجعلوا من القوميات أداة للسياسة والهيمنة وصراع القوميات وإشعال الفتن داخل سويسرا ، كما حصل ويحصل في إقليم كوردستان حيث هذا الطرف وذلك الطرف يرقصان على أنغام الدول .
جميع الثروات اللاتي حدثت في السابق ، كانت للدفاع عن شكل في التملك ضد نوعية أخرى من الملكية ، ولن يكن بإمكانهم الدفاع عن تلك النوعية من الملكية دون المساس للنوعية الاخرى . (46)
الثورة التي قد تحدث في العراق يجب أن يغيير ظرف و وضع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويأتي بعصر جديد ومختلف .
لكن ما يتم تداوله من قبل اليسار واليمين في العراق وفي الاقليم حيث يؤشرون الى إندلاع الثورة ولا أحد يعلم ماهي نوعية الثورة وما مدى تأثيرها ؟!
هل سيكون الثورة إعادة المثال السويسري أو سيكون مغايرة ونوع مختلف ؟!
لاشك هؤلاء لم يقوموا بالثورة ولن يفعلو ، ولم يحملو رؤى وفكر ثوري . لأن في الوقت الراهن الثورة عبارة عن تغيير معنى وأهمية علاقة سياسية واقتصادية واجتماعية أنية الى علاقة إقتصادية إجتماعية مختلف تماما ومنطق عن التشكيلات والفرق الطبيقية والاجتماعية والاقتصادية ، كالذي مثبت في المجتمع حاليا .
النظم والاستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون ردا لإنفصال القومية الكوردية وصولا الى مستوى تأسيس دولتها .
لأن الأمم المتحدة مؤسسة لإدارة سياسة القوى العظمى وفرض مصالحهم على قوى الدول الضعيفة والصغيرة ، كما كانت منظمة ( عصبة الأمم ) في السابق ذو قدرة وقابلية هزيلة وضعيفة . (47)
لذا يجب أن يكون هنالك موقف وفعل واضح وعلني مصمم على إنفصال القومية الكوردية ، وحتى لو كانت في الوقت الراهن حكومة عمالية ( حسب رؤية وأراء اليسار) في السلطة ويتسلم زمام الامور .
تحقق بهذه القومية الويلات والأفات لمرات عدة من قبل الحكومات والدول المنقسمة عليهم الكورد حيث تعرضت لشتي أنواع التنكيل والتطهير العرقي والابادة الجماعية ، ما أثرت سايكولوجية التشتت والتفرق على ذهنيتها .
لذا يجب أن يكون الهدف مع رغبة ومطلب العمال والكادحين الكورد منسجمة من الناحية العاطفية والسياسية ، ويحتاج تحقيق هذه الرغبة عملية ثورية .
بما أن النظم والاستفتاء موقف وتفكير القوى السياسية في الإقليم ، فليس بالإستطاع أن يكون هكذا موقف وتفكير أن يكون ردا لرغبة ومطلب الإنفصال .
الذي يتم بداولة دوما من قبل اليسار واليمين يحمل في طيانة وضعان مختلفان وموقفين مختلفين ، وكل ذلك وتجسدة في محتوى فكر وفعل الاوليكارشيون .
الذي يتحدث عنها اليسار حول الثورة وليس معلوما لاحد المحتوى !
فما الواجب الذي يجب أن يتم تنفيذها من قبل الثورة في عصر الرأسمالية وكيف يتم التغيير ؟!
الاختلاف الموجود حول محتوى الثورة في تفكير وأراء اليسار ، حيث يتول ( الاشتراكيون الليبراليين ) ألم يمن الوقت كي يظهر مواطنوا كوردستان أرائهم في إستفتاء حول الانفصال أو البقاء ضمن إطار العراق ؟ ( 48 )
يتظاهر هذا الرأي للإستفتاء مع رأي الأمم المتحدة لمعالجة القضايا ، ولغاية الأن لم يكن بإستطاعة هذه الرؤية معالجة القضايا و‘نهاء معانات الشعوب والقوميات المطالبة بالاستقلال والانفصال في إطار بلدانهم ، ويبقى السلطات بنفس المحتوى والممارسات ، ولاينهي الإضطهاد وعدم الحقوق وعبودية الإنسان .
لذا هذه المحاولات تجاه المعالجة الجذرية أفعال عقيمة ، لأن هذا العداء والتضاد وعدم العدالة يدار من قبل تظام معين ، ولايحاول معالجتها ويعتبرها مسلكا لتطور مصالحهم ، واحيانا عن طريق تدعيم العداء القومي والمذهبي والديني والثقافي يتم المراد .
إذن كيف سيحاول أن يحطم ما يستند عليه ن حتما لن يكون ، وفي بعض الحيان خوفا من الاستفتاء وعقباته يتم المنع والتضليل ويعتذر بمبررات متنوعة كالتي تحدث في الوقت الراهن حيث يتعذرون بتعابير لانستطيع ، لايجوز ن ولم يحن الأوان ..... الخ ، وفي معظم الأحيان يدافعون عن أنفسهم بالأعمال المفرطة التي يقوم بها السلطات ويكون عائقا امام محاولات الانفصال والاستقلال كي لاينال الهدف .
في المعظم الأحيان والظروف للبلدان المختلفة سيكون القضية بحاجة الى فعل وعمل ثوري من قبل العمال والكادحين ضمن القوميات المختلفة للبلدان اللاتي تتواجد فيها القضايا والرغبات القومية ، ولذا يجب على عمال القومية العربية ان يكونوا متعاونين حول إنفصال القومية الكوردية وتاسيس دولتها المستقلة ، وذلك من أجل القضاء على العبودية ، وبعد ذلك نضالهم المشترك ضد الرأسمالية وسلطاتهم .
عندما يكون الأمم المتحدة مشرفا وراعيا سوف يكون خطة الاستفتاء طريقا للمعالجة ن وعند ذلك سيتم العمل من أجل تطور وتنمية مصالح القوى العالمية العظمى والقوى الاقليمية ن ومن هنا ينبرغ القناعة العمياء وعدم الادراك للبرجوازيين الصغار حيث يظنون من النظام الرأسمالي ترسيخ مناخ ديموقراطي .
تلك البؤس والمصائب الملحقة بالعمال والكادحين والمواطنين بصورة عامة في كوردستان ، لايتم معالجته فقط بتحديد التأسيس القانوني للدولة الكوردية ، لأن تغيير السلطة والشكل السياسي للبرجوازية والاوليكارشيين في الطبقة الحاكمة بسلطة أوليكارشية القومية الخاضعة لا يأتي بالمعالجة للمسألة ، ويمكن الحل الجذري في تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولكن مع ذلك تأسيس الدولة للقومية الخاضعة ينهي المهام الواقع على عاتق النضال والكفاح السياسي والاجتماعي.
لكن اليسار وتكافؤ رؤيتهم وأرائهم مع الأحزاب الأخرى ، سيعطي إضاءة نضال وكفاح العمال لأيديهم من دون فتيل ، ويعطنون عن فكر وقناعة متفقون عليها مع ذوي السلطة ويقولون ( بدون تحقيق حقوق كوردستان العراق عاجلا ، سوف لن بكون بالاستطاع الخروج من المصائب والقضايا المغلقة ) . (49)
هذا ليس حديث اليسار فقط ، بل الأحزاب الأخرى ومايسمى بأحزاب اليمين والأحزاب الاسلامية جميعهم متفقون على هذا الرأي . تحدثت أنفا بأن الخروج من كل هذه التراجيدية التي مرت على القومية الكوردية ، ليس بإستطاعة الحكومة أو الدولة الأوليكارشية أن يكون لها رد مقنع ، وحتى تأسيس الدولة الكوردية لايستطيع تحسين الواقع المعيشى وظروف العمل ، إذا لم يتم وضع نظام على أساس تأمين الحرية والمساواة والعدالة . سيكون تأسيس الدولة الكوردية بمثابة الرد الكافي والوافي لإنهاء الإضطهاد وحل المسألة القومية ، ورفع صرامة العنصرية القومية على قومية أخرى ، وإنها الى حد ما هام وذو شأن ن ولكنها ليست الجواب الفريد والقاطع لقضية واهات الكورد .
حسب أراء الاشتراكية الليبرالية والسياسيون الخرين عدم خروج هذه المجتمعات من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محصورة وصغرة في عدم وجود إطار حقوقي وحدود مغترف به.
إنهم غافلون عن حقيقة دامغة حيث يعيش الكورد ضمن حدود أربعة بلدان ( العراق ، الايران ، تركيا ، سوريا ) والاطار الحقوقي للدول المذكورة مليئة بالقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ومن الناحية الدولية والاقليمية إنهم مبتلون بعشرات المشاكل وغارقين في الأزمات .
فضلا عن السياسة الشوفينية المتبعة من قبل السلطات ضد القوميات المختلفة تحت عنوان وحدة الوطن ، زكا هذه الممارسات من اجل البقاء في السلطة ، ويكون ضحية تمديد السلطة الألاف من المواطنين .
لذا تثبيت الحقوق القومية التامة وحقوق المساواة والحريات يمكن في إنشاء سلطة العمال الكورد ، حيث يكون حقوق الجميع محفوظة ومحترمة ، وعلى الأفراد الالتزام بالحقوق والواجبات .
لايتم تنفيذ هذه العملية عن البعد وبالأقاويل الرنانة ، بل يتم عن طريق العمل الذؤب والموقف الثوري.
يجب أن يكون ناتج هذه الثورة إنشاء نظام مشترك ومتساوي بين جميع القوميات والسكان ، وبذلك سينتجو الكورد في العراق من مصائب وأهات سياسة البرجوازيون والرأسماليون والامبراياليون .
تمت بناء الدولة كضرورة لمسك جماح تضاد الطبقات ن وفي الوقت ذاته حسب نشأتها في حدود الإصطدامات بين الطبقات ، وهذه كمقومات عامة سيصبح دولة الطبقة القومية من الناحية الاقتصادية ، كما من الطريق ذاته سيكون دولة الطبقة السياسية القومية ، وبهذا الشكل سيحصل على عوامل مساعدة جديدة للإنتاج وإضطهاد الطبقة المظلومة .
قبل كل شيء كانت الدول منذ القدم ( الدولة القديمة ) عبارة عن دولة يمتلك العبيد لإضطهاد الفلاحين المساكين والعبيد ، وكذلك الدولة النيابية الحديثة عبارة عن أداة إنتاج العمل بالأجر من قبل الرأسمال ، ومع ذلك في بعض الحالات الاستثنائية وفي بعض المراحل يصل الطبقات المناضلة الى مرتبة بحيث يكون نظير القوة ،وينال الشكل النيابي سلطة الدولة لفترة محددة ، وتجاه كلنا الطبقتين بخلف نوع من الاستقلال . (50)
لذا تأسي الدولة الكوردية في أي وقت كانت ، سيكون مجرد محاواة لإنهاء الظلم الذي يمارس من قبل الرأسماليون والأوليكارشيون ن لاشك خلق الفرصة لها أهميتها ، ولكن الإرادة والمحاولة من اجل التنفيذ لها أهمية قصوى .
بعدم وجود الارادة حتى لو كانت الفرصة متاحة ، سوف لن يتحقق الهدف ، ولكن بتزامن الارادة والمحاولة ، وإن لم يكن هناك فرصة ، سيكون من المحتمل تحقيق المطلب ، وبنسبة عالية يتوقف تحقيقها علة التنسيق والتعاون والنضال المشترك العمال والقوميات ( العربية ، الفارسية ، التركية ) حتى إذا وجدت الفرصة فإن لم يكن للطرفان تأثير على إرادة وتضامن القوميات ، سيكون إمكانية الحصول على المطلب صعبا وبعيد المنال ، كما حدثت بعد إنتفاضة عام 1991 في إقليم كوردستان وجنوب العراق ، ومن ثم بسبب الأوليكاشيون الكورد لم يتحقق شيء من تلك الرغبة .
من الغباء إذا إعتقدت هنالك ظرف أو فرصة سيتبع لك الوصول الى مبتغاك ، فإن عدمت حركة عملية لإرادة الرغبة في إنهاء الظلم القومي ، حينئذ سيصبح المسألة حديث ومحاولة دائمة ومتواصلة لنضال وكفاح كاذب لقومية أخرى يمتلك السلطة ، وبذلك يقدم خدمة لطبقة اوليكارشية سياسية واقتصادية وعسكرية ، وفي نفس الوقت يتاجر هؤلاء بالمسألة ، كالتي حدثت في كوردستان العراق عام 191 ومازال مستمرا ، وكذلك عدم الروح الثوري لعمالب القوميات ، فإن إمكان فرض إرادة الناس من قبل الأوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الصغار للقومية الكوردية فلن يثمر بشيء .
كما حصلت ذلك في تسعينات القرن الماضي تجاه الشيشانيون من قبل روسيا الفدرالية ن وذلك لعدم وجود الإرادة ودعم الشعب الروسي ، ولهذا السبب ليس بالإستطاع وضع القوى الرأسمالية والدول الأوروبية تحت التغيير الجغرافي .
لم يستطع اليسار الخروج عن رؤية قادة الأحزاب السياسية الكوردية ، أي الآراء الموصولة لمسامح الناس ، فالنظير والمحتوى ذاته لنظام السلطة وحكومة الدولة ، فإنها إدارة حكم حيث أنها مطلب البرجوازيون والوليكارشيون الكورد ، ويسعون لنيل هذا المطلب .
لمعالجة القضايا القومية فإن وجدت الفرصة أو عدمت ن فيجب أن يكون هنالك محاولة للعمل الثوري ، وهذا المهام يقع على عاتق الأحرار والشيوعيون العلميين .
القوى الباحثة عن الفرصة سابقا ومازال بحثهم جاري ، لم يكونوا سوى كذبة عارية من الصحة ولم يثمر عنهم شيء ، كالتي يحدث من سياسات الأحزاب المحلية وطفيليات الإقليم حيث يتسترون بالمسألة القومية الكوردية ويسرقون ثروات البلاد .
إستثمار الفرص بحاجة لروح وسعي ثوري كي يصل للهدف المنشود ، ولهذا الغرض تلك الجهة وهذه الجهة يرقصان على نغم القوى العالمية والاقليمية .
أفكار وسياسات اليسار واليمين والاسلاميون والقوى الاخرى إن وجدت ، فليس بإمكانهم الخروج عن إطار السياسة والقانون المصاغ من قبل الدول العظمى واصحاب الفيتو يفرضون هيمنتهم على سياسات وقوانين الأمم المتحدة ن وبذلك يتم السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية على دول العالم .
لأن سياساتهم تصب لصالح الأوليكارشية ، وفيها مكسب للبرجوازيون الصغار ، لذا لم يكن بإمكانهم كسر طلسم سياسة الراعي المتبع من قبل القوى العظمى بشكل صحيح وتام ، ويتم التوضيح والتعريف للناس عن طريق المم المتحدة ، ومن ثم التراجع والإنكسار ، ولهذا الغرض يقوم الجميع بالمتاجرة بارغبة والمطلب القومي للكورد ومسألته .
تعريف كوردستان من قبل بعض الدول المختلفة بصورة رسمية ، وكذلك تثبيت التجارة والاقتصاد والدبلوماسية مع عدة أجزاء من العالم ، والإرشاد المقدم من الوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الكورد ، فإنها محاولة من قبل اليمين واليسار من اجل إثبات دولة برجوازية أوليكارشية للكورد في كوردستان العراق ، والإ ليست هنالك حديث عن أية دولة وحكومة أخرى .
لاشك تأسيس الدولة الكوردية ذو اهمية ، ولكن لن يصل الى مدى أمنية عمال الكورد ، لأن مناهج النظام السياسي بات تحت سيطرة السياسيون والعسكريون ورأسماليوا الوليكارشية ، وسيكون على شاكلة إدارة المافيا .
الاصلاح في البرنامج القومي لاينهي إمتيازات القومية المسيطرةولد يشكل المساواة الكاملة ، وكما لايفكك جميع أشكال الظلم والتعسف القومي . (51)
لهذا السبب المؤيديون للحكم الذاتي وحق تقرير المصير ورؤيتهم بشأن الإنتظار لإجراء الإستفتاء والإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة حول حق الانفصال وتعريفه رسميا في المؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية ، ليست إلا كذبة عارية ولا أساس لها ، ولايستطيع نيل الحقوق المتساوية للقوميات ، وكذلك الحديث عن الاختلاف بين الأحزاب في كوردستان العراق ، ليس بشيء سوى تضليل الناس .
الحديث المتداول بأنهم يسعون لإجراء إستفتاء لإنفصال كوردستان العراق أو جنوب كوردستان في العراق ، ليست سوى إستهلاك للوقت وإطالة العمر السياسي والاقتصادي والاجتماعي المخجل .
لأن إذا لم يكونوا أوليكارشيين وطفيليين على إقتصاد وسياسة كوردستان الجنوبية ، هؤلاء الاسود الثلجية لو كان غابتهم إعلان الدولة ، فكان من المفروض أن يعملوا الصياغة ووضع أساس لتأسيس الدولة الكوردية من النواحي الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والدبلوماسية ، وليس العمل لتجسيد سياسة وهدف الحزب والقبيلة ، بل كان الأجد ربهم العمل في مسار فرض سياسة الدولة ، ولا يكون طرفا ضد طرف أخر ، ولايكون الجميع خاضعين لسياسات وإقتصاد دول الجوار للإقليم ، وعدم تنفيذ أضدتهم في الداخل ضد المواطنين .
كما في السابق وبنفس الشكل عملت العشائر الكوردية ذات الحدث ضد بعضهم البعض ، ومنذ مجي الميديين كانت على هذه الشاكلة ، ويعتقد بأنها حتى قبل ذلك العصر كانت الامور تسير على نفس الشاكلة أيضا .
يذكر المؤرضون الآشوريين دور ملك نايري والمقاتلون الأشاوس لمركز كوردستان الوسط في يومنا هذا .
على مر التاريخ الاسلامي يظهر رؤساء العشائر وعشائرهم المختلفة بأنهم كانوا دوما في خدمة السلطات العليا للمنطقة . (52)
الوضع لليمين واليسار ورؤيتهم وأفعالهم يدل على إعادة نفس التاريخ لشيوخ القبائل ورؤساء العشائر والأغاةات والشيوخ ، فلم يستطيعو الاعتماد عاى أنفسهم وعدم الاستناد عاى القوى الإقليمية ، ويظهر بعض القوى المحلية أسلوب وعمل مختلف ويستندون ويعتمدون على أنفسهم .
كما حصل سابقا عندما يلتزم شيخ عشيرة صغيرة بدولة قوية ، ليست لدية شيىء يخسره ، بل من الناحية المادية سيستفيد وينال مبتغاه . (53)
المسألة القومية ومعالجتها لايرتبط بالظروف المستقرة أو الغير مستقرة والوضع السياسي المخضوض ، بل إنها مرتبطة بمستوى ودرجة التضاد القومي وصراعها القوية ، وكلما كانت أقوى سيكون المحاولة والرغبة للإنفصال أكثر جدية .
في إقليم كوردستان والدول الثلاثة الأخرى ( سوريا ، تركيا ، إيران ) المعادات القوية لرغبة ومطلب القومية الكوردية من قبل السلطات المركزية وعدم الاعتراف بصورة رسمية بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والحضارية من قبل الحكومات في الدول المذكورة ، وكانت دوما ظروف نيل تلك الحقوق القومية من قبل الكورد شبيهة بما حصلت سابقا في العلاقة الموجودة بين البرجوازية الانجليزية وأيرلندا ، لأن البرجوازية الانجليزية من أجل تخريب حياة الطبقة العاملة في إنجلترا قام بالترحيل القسري للإيرلنديين الفقراء ، ولم يقف بإستغلال فقر الإيرلنديين فقط ، بل عمل لتفريق البروليتريا الى جبهتين متغاصمتين .
جبهة العمال الثوريين المتحمسين وجبهة عمال أنجلوسكسون حيث كانوا هادئين ومعاملتهم إيجابية ، ولم يحدث أي إجماع وتنسيق بينهما ، بل العكس صحيح حيث كانت في جميع مراكز الانتاج الصناعي في إنجلترا جدال وتنافس عميق بين البروليتارية الانجليزية والبروليتارية الايرلندية ، وكان عامل متوسط إنجليزي يكره عامل ايراندي وينظر اليه كمنافس في الأجر وسببا لحفظ مستواه المعيشي ، ويحمل في أعماقه حقد قومي وديني وتعصب عرقي تجاه العامل الايرلندي .
ينظر اليه كما ينظر ذوي البشرة البيضاء الفقراء للعبيد وذوي البشرة السوداء في ولايات الجنوب في امريكا الشمالية ، ويقوم البرجوازية بصورة مفعلة بالحفاظ على العداء الموجود بين البروليتارية الانجليزية ويساندها ، لأنها يعلم بأن الحفاظ على أسرار جبروت إستبداد سلطتها ، تكمن في تفريق البروليتاريا . (54)
كي لايقع القوميات أو الأمم في اللعبة السياسية والاقتصادية للبرجوازيون والرأسماليين التابعين لهم ، ولا يكونون مضطرين من أجل تحقيق مرامهم أن يتخذوا قرار العنف والقتل والعداء بين القومية التي تستلم زمام السلطة والقومية المهمشة والخاضعة للبرجوازية الحاكمة ، فعلى عمال القومية الحاكمة تقديم المساندة الكاملة لإنفصال القومية المضطهدة من قبل الدولة ويكونون معهم في إتخاذ قرار الإنفصال .
لاشك إذا إتخذ أي شعب قرارا كي يجعل من الشعب الآخر عبيدا ، فبذلك الخطوة يضع بيده سلاسل العبودية على عنقه .
رغبة ومطلب الماركسيون إزاحة العبودية ورفع السلاسل عن أعناق الطبقة العاملة ، وهدفهم إنهاء المشكلة التي باتت عقبة في طريق تقدم النضال السياسي والإجتماعي والإقتصادي للطبقة العاملة في الأمم المختلة لسائر البلدان .
كذلك عليهم إيضاع مرام البرجوازيون حيث يقدمون بمساندة التضاد بين القوميات من أجل مصالحهم ، وإستبعاد العمال نضالهم الحقيقي ومهامهم التاريخي .
البرجوازيون والأغاوات والشيوخ والإقطاعيون الكورد يعلمون في صف البرجوازية التركية والعربية والفارسية لخلق عقلية التضاد القومي والعشائري في القومية الكوردية بغرض الحفاط على مرتبتهم ومقامهم الطبقي .
بعد تأسيس دولة العراق في عام 1921م من قبل البرجوازيون الإنجليز ، لم يكن هنالك أية مشكلة لبرجوازيوا القوميات في تطور رأسمالهم ، بل إستطاعوا إستثمار التضاد لصالحهم .
تأسست دولة العراق بالنار والحديد وحافظت على نفسها ، وباتت هوية هذه الدولة إستخدام الأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وتدمير المدن والقرى منذ بداية الانشاء ولايزال مستمرا .
قامت برجوازيوا الأمم بسقي بساتين وغابات رأسمالهم بدماء العمال والكادخين ، وكذلك إذا وجدت في دولة ما قوميات متعددة ، سيقوم البرجوازيون بالتنسيق فيما بينهم ويستخدمون إمكانياتهم بصورة مشتركة من أجل الإستثمار الكثير في القوى العاملة ومعاداة العمال .
مع وجود كل هذه النواحي وظروف حياة ومعيشة القوميات وبسبب عدم الحصول على الحقوق ومعاداتهم ، سيعتبر الإنصال وإنشاء الدولة المستقلة للقوميات عملية تاكتيكية ، لأن الهدف من إتحاد البروليتاريا والكادحين ، القضاء على الإضطهاد وسلطة الإستبداد ، ولكن بالغرض والغضب وبدون رغبة ومطلب العمال ، فلن يتحقق الهدف بسهولة . إذن من الممكن الحصول على الهدف من خلال عملية تاكتيكية ، ويستخدم التاكتيك لمهام عملي ومن أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية .
لن يتم إستخدام التاكتيك عكس الإستراتيجية في أي مبدا سياسي ، وبالأخص في السياسة الماركسية العملية ، لذا مطلبالعنصرية يجعل اليسار أن لايقرر الإنفصال ، وذلك بدليل أن الإنفصال سيكون ضد مسار حركتهم ، وهذا لاينسجم مع عقليتهم .
لأن ظروف العلاقة الطبقية بين العمال والكادحين الكورد والعرب والقوميات الأخرى يحدد رغبة الإنفصال .
عندما يكون النضال المشترك ووجدة كفاح الطبقات في العراق متواصلة ومرتبطة ، ولم يكن للدعاية القومية ولإضطهاد القوميات وجود ولم يصبح جزء من المتاجرة للأوليكارشية القومية ، فعند ذلك لايجوز الحديث عن معالجة القضية القومية حتى لو كانت حديثا عابرا ، وذلك لأنها بعيد كل البعد عن السياسة والعملية العلمية للسياسة والنضال الطبقي ، فإذا كانت الوضعية بهذه الصورة ، فالحديث عن الإنفصال سيكون مثقلا بالعقيدة القومية ولايثمر عنها سوى الشوفينية .
فإذا تكونت لدى مجموعة قناعة على هذه الشاكلة ، فهذا يعني يفكرون بصورة مغايرة وفي مخيلتهم صياعة لعملية لوزان أخر ، ويتم تنفيذ سياسة معاقبة قومية معينة ، كما حصل سابقا تجاه القومية الكوردية وتمت تقسيمها الى أربعة أجزاء مختلفة وتوزعت على الدول الأربعة المذكورة في المنطقة.
عند الضرورة حيث يصبح الإنفصال ذا أهمية وعملية صحيحة ، وإذا وضعت كعقبة أمام النضال الطبقي المشترك لعمال القوميات المختلفة ، فبهذه الحالة يتعاونون وينسقون مع البرجوازية في إطار عملهم وحركتهم السياسية ، ويكونو محاميين وحامي لمصالح البرجوازيين الصغار وارأسماليين ، وكذلك يصبح مصدرا لإشعال التضاد وتهيج الصراع القومي بين القوميات المختلفة .
في ظل هذه العملية وفرض العبودية على قومية معينة من قبل الرأسماليين وجعل قومية أخرى مسلطة عليها ، سيكون الناتج عبودية القوميتان ، ويكون الحاصل مصلحة السلطة الرأسمالية .
جوهر السوق عبارة عن الإنتاج وصرف السلع . لذا يفكر الرأسماليون في إنتاج يكون أقل كلفة من حيث الأبدي العاملة كي يستطيع منافسة السوق وبيع بضاعة أكثر ومن ثم الحصول على الربح الكثير .
ويعود هذا التصرف الى سببان ، تخقيض أجر الأيدي العاملة ، والتسويق أو العرض والطلب ، وهذا أيضا يرتبط بكلفة أجر البضاعة المنتجة حيث سعر القوة العاملة يحدد سعر البضاعة في السوق ، كلما كانت أجر الأيدي العاملة أقل ، سيكون سعر السلعة النتجة أقل ، فبذلك يكون بالإستطاع تنظيم العرض والطلب ، وهذا أيضا يتم عن طريق تنافس العمال اللذين يتقاضون أجرا أقل ، وفي معظم الأحيان يكونون مصدرا للقضايا القومية وخلق الإختلاف بينهم .
كالتي يحصل في منطقة معينة حيث يعملون على زيادة نسبة البطالة وتخقيض الطلب للأيدي العاملة ، وبذلك يتم تخفيض أجر القوة العاملة للعمال في قوميتهم ، مما يؤدي هذا التصرف الى خلف نوع من الحقد والكراهية بين عمال القوميات ، وفي النهاية يعود بالربح للرأسماليين حيث يستفيدون من جهتين :
أولا يحعلون من العمال متخاصمين ، ثانيا يكون سلطتهم مامنة وليس لها منافس وضد .
كذلك يكون لها تأثير على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الطبقية لعمال القوميات المختلفة .
إذن يجب أن لايكون العلاقة الجغرافية الاقتصادية بالنسبة لحقوق القوميات سببا لبسط السياسة الشوفينية على القومية الخاضعة ، كما يجري في بلدان ( العراق ، ايران ، تركيا ، سوريا ) تجاه القومية الكوردية والأقليات الدينية والمذهبية .
كانت السياسة الشوفينية عبر التاريخ من إنتاج السلطة البرجوازية ولارأسمالية وإستطاع بهذه الطريقة أن يفرض سياسة المعتقد القومي على العمال ، وكان الجدير بالعمال التفكير أساسا في النضال الطبقي ، وليس التعامل فيما بينهم كما يتعامل القوميين .
إذن السوق الرأسمالي لايستطيع أن يلبي الحقوق المتساوية للقوميات . لأن الرأسمال والسوق بحاجة الى إستمرارية المشاكل والقضايا بين عمال القوميات كي يستطيع ممارسة الانتاج في القوة العاملة ويرسخ وهم القومية في تفكير العمال .
خلق أو إنشاء الجغرافية الاقتصادية المختلفة لايستطيع أن يحل أية عقدة من القضية القومية ، وهذا أصبح سببا حيث سابقا وفي الوقت الراهن بأن يكون حياة العمال والفقراء تحت رحمة النهب وسرقة المصادر الاقتصادية لمعيشتهم من قبل نخبة سياسية وعسكرية أوليكارشية في العراق وإقليم كوردستان ، ومن هنا يتبين الدفاع عن الجغرافية الاقتصادية والسياسية ليست سوى عدم الرد والتهرب من مهام حيث يؤدي بالنضال الطبقي للطبقة العاملة الى مسارها الرئيسية والتاريخية تجاه النظام الرأسمالي ، وهذا لن يكون محاولة ولاينببتق منها سلوك الشيوعية العلمية ، ولن يحصلوا على مدالية الشجاعة والتفكير .
مع ذلك هذا نوع من الموقف والتفكير وجزء من عدم الفهم من الرغبة والمطلب الماركسي للعمال وعدم العمل بمسار واقع معالجة القضية حيث باتت ثقلا على كاهل الطبقة الكادحة والمضطهدة من العمال والفقراء في هذه الدولة .
أصبح سببا بالغا لعبودية العمال أمام الرغبة القومية ، وكذلك يحصل الميتافيزقيون في تيار التطور المادي للمجتمع على التحاليل من الخبرة ولايبالون بالجانب الآخر للغابة .
يحدد المجربون وذوي الخبرة مواقفهم وأفعالهم لأية ظاهرة على أساس الخبرة .
عندما يتم الحديث عن العلاقة القومية للطبقة العاملة في العراق ، ويتم التطرف لهذه المسألة بعدم الإدراك والمفهومية ، سيكون بزوغ العنف القومي على المحك ةيصعب معالجته .
كلما كانت إتحاد العمال في العالم وتوصيد موقفهم وهدفهم ذو أهمية في النضال العالمي للعمال ، فعلى ذات الشاكلة في بعض الأحيان تأسيس دولة صغيرة والإنفصال على الدولة التي كانت تابعة لها سيكون لها اهميتها بالنسبة للنضال المشترك للطبقة العاملة في العالم ، وهذه حسب ظروف علاقات تلك الطبقة ، حيث يتم تفريقهم تحت عنوان القوميات المختلفة .
حول هذه الحالة وعلاقة العمال الإنجليز وإيرلندا قام ماركس بشرحة بصورة مفصلة ( الشرط المسبق لإستقلال الطبقة العاملة الإنجليزية عبارة عن مبادلة المرتبة القسرية الأونيونية ، او عبودية إيرلندا لتحالف تام وحر إذا كان ممكنا ، أو إنفصال نهائي وتام لو كانت ضرورية وذو أهمية ) . (55)
في الحقيقة ليس هنالك أكثر تضليلا من أن يتم الغصب وبعملية فعلية ويكون لها وجهة شوفينية ويقول اما عن طريقي أو على حسابك ستنشا العلاقة الممية للعمال .
في الماضي ولغاية الآن يحاول الايرلنديون الإنفصال عن الملكية البريطانية العظمى ، ومرت على هذه القضية أحزاب وحركات سياسية شتي حيث لم يكن في محتوى فكرتهم أي شيء عن الانفصال والاستقلال ، وجعلوا من العمال ضحيا لمصالحهم ولم يحصلو على الاستقلال .
يوجد هذه المشاكل فقط في البلدان التي تعيش فيها القوميات المختلفة ن ويقعون تحت تأثير السلطة المستبدة للدولة المركزية ، مثل الكشمير في الهند وإقليم كتلونيا في إسبانيا حيث يسعى هذا الاقليم دوما للإنفصال عن دولة إسبانيا الاتحادية ، وكل يوم وفي كل مرة يعبرون بصورة مختلفة عن رغبتهم في الانفصال ، وحتى في ملاعب كرة القدم يظهرون هذه النية والرغبة .
إذا إنعدمت الحياة في موقع كبير ، فمن الأفضل تقسيمه ، ولو كانت الحياة والمعيشة في موقع منقسم أفضل للجميع ويسوده الإطمئنان ، فإذن برأي الحياة في بقعة منقسمة خالية من الحرب ، أفضل بكثير من موقع كبير يسوده الحرب والعنف والقلق النفسي .
في الحقيقة يحتاج التقسيم الى حس وتفكير وعمل ثوري مليء بالرغبة والمطلب .
أفكر بأنه كان من الأفضل إذا مارس عمال القوميات حياتهم السياسية والاجتماعية والإقتصادية ضمن إطار دولتهم ، لأن القوى عند ذلك لن يقوم بزجهم في حرب بإسم القومية ورغبتها ، حيث أن الحرب أساسا لايخص العمال ، بل أنه رغبة ومطلب الرأسماليون وسلطاتهم ، ويستفيدون من الإنشقاق بين العمال ، والتشبع من ممارسة حقوق الدولة يمتد نحو الإتساع وتكوين الرغبات الطبقية للطبقة العاملة تجاه الرأسمالية المحلية في الدولة ، حيث في إستدارة يظهر كثوري وينشر بلاغ الإستقلال ، والآن يصبح عقبة أمام تطور الرغبة الطبقية للطبقة المقابلة .
عند ذلك يصبح النضال المشترك مع الطبقة العاملة في القوميات الأخرى من أولوياتها ضد عدم العدالة والحقوق اللتان يعاني منها الطبقة العاملة .
لهذا السبب يقوم البرجوازية المحلية باللعب والإتهذاء بمقدارت الطبقة العاملة ، ولايفكر بالإستقلال وبأسباب ودلائل مختلفة وعن طريق المؤمرات يهمش تلك الرغبة ويحصرها في إطار مصالحها .
كما يحصل في إقليم كوردستان تجاه المواطنين من قبل الأوليكارشيون الأقتصاديون والعسكرين ، لأنها يجوز أن تخسر القليل من الحرية ، ولكن يستطيع ترويج السلطة المشبعة للإنتقام . (56)
لذا ينزلق هؤلاء نحو سلطات المنطقة ، وكل جهة يميل لدولة ويعمل كما يطلب بها أجندة الدولة التي يميل اليها ، ولن يتحقق الإستقلال في ظلهم إلا إذا قام القوى العالمية العظمى بتفعيل هذا المهام .
لذا عندما يغير الحس القومي ورئيس العشيرة ينظم لدولة معينة ويرتبط بها ، فلا يستطيع أن يفعل شيئا سوى التحييز والإنضمام لتلك الدولة أو دول أخرى كي ينال مساندتهم ، فالصراع والتضاد بين رؤساء العشائر يصبح مصدر وتخثر الإرتباط والإنضمام للدول ، والمقصود الدول التي تريد أن يكون لها موطيء قدم في كوردستان .
دوما يسعون وراء إرتباط مغاير لعدوهم ، وبهذه الصورة سيستند القومي والغريم المحلي والمركزي جميعا الى أبعد حدود على الشغب والمشاكل لصالح دول الجيران ، وحسب إتقان عملهم سيثبتون التزامهم وولائهم . (57)
كان العراق منذ القدم ولايزال محلا للصراع المذهبي والديني والقومي ، وإندلعت فيها حروب دموية والآلاف من المواطنين في هذه البقعة الجغرافية أصبحوا ضحايا ، وباتت الحياة بصورة تأخية حالة مستعصية ، والقدرة على تمكين تعايش المجموعات الدينية والمذهبية والإثنية في دولة العراق مستحيلة .
لذا الحياة في البساط العراقي الكبير أصبح شبيها بالموت للمجموعات المختلفة ولايمكنهم أن ينالوا فيها الراحة .
تقسيم العراق سيقدم رغبة ومطلب العمال خطوة الى الأمام ، وسيكون الطبقة الأوليكارشية الإقتصادية والعسكرية للكورد والعرب والمافيا وتجار الدم أمام المسائلة والإبادة ، لذا لن يتحقق الحقوق المتساوية للقوميات تحت طائلة الأوليكارشيون ، بل هذه العملية أيضا واجب ثوري للعمال والكادحين والشيوعيين العلميين ويتم تنفيذها عن طريقهم .
لهذا السبب يجب أن يقرروا كما وضعناه سلفا ، بأن إنفصال إيرلندا عن بريطانيا مستحيلة ، ولكن في الوقت الراهن أعتقد بأن هذا الإنفصال عملية فلا بد من إحرائها ، ومع أن الإتحادية الفدرالية ، سيصبح عقبة وحاجز أمام الإنفصال . (58)









الجزء السابع

الإستفتاء و الأمم المتحدة و معالجة القضية القومية

إنشاء و تكوين منظمة دولية مثل الأمم المتحدة، لم يكن عفوياً أو عن طريق الصدفة، بل كانت نتاج ضروري لتلك العصر، حيث كانت العالم مصابة بنكبة و قحط كبير جراء الحرب العالمية الأولى و كذلك الحرب العالمية الثانية، و قدرت ضحايا الحرب العالمية الثانية بحوالي ( 35 –60 ) مليون شخص. (59)
الأمم المتحدة منظمة و مؤسسة لتنفيذ سياسات الإمبريالية العالمية ، و قراراتها بصورة كبيرة و هامة تُصاغ من قبل مجلس الأمن التابعة لها، و من ثم يُقّر و يُنفذ. لأن لمجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة خمسة أعضاء دائميين و رئيسيين تتكون من ( الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا الإتحادية ، الصين ، بريطانيا و فرنسا ) .
يسيطر و يهيمن الدول أعلاه على جميع قرارات الأمم المتحدة ، و لا يتم تنفيذ أي قرار أو إقتراح بدون موافقتهم ، و كل ذلك يتم تحديده من قبل مؤسسات مجلس الشيوخ و الرئاسة الأمريكية ، و كذلك بالنسبة لروسيا الإتحادية يُتخذ القرارات من مجلس الدوما و الرئاسة الروسية، و في الصين لا يتخذ أي قرار من دون الرجوع الى الحزب الشيوعي الحاكم، و أما في بريطانيا و كذلك في فرنسا يصدر القرارات من قبل البرلمان و المجالس بالدفاع و محافظة المصالح السياسية و الإقتصادية. يجب أن يكون القوانين الصادرة لصالح و خدمة الراسماليين و اصحاب العمل في الدول أعلاه ، كما يشترط أن يكون القوانين و القرارات ذو فائدة و ربح لأسواق المستلزمات العسكرية و كافة السلع المنتجة في الدول المذكورة ، و إلا لن يصدر أي قرار من قبل الأمم المتحدة .
كأنهم ذئاب جائعة ، أي قرار يصدر يجب أن يعود بالربح و الفائدة لبلدانهم ، و لا يهمهم نوعية وكمية الضحايا في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا مواطنين مدنيين أو مسلحين ، الأمر الأهم هو أن يكون القرار الصادر ذو فائدة و ربح مادي و سياسي .
بيان حقوق الإنسان للأمم المتحدة , هذا البيان بذاته مصدر تهميش و مصادرة حقوق جزء كبير من المجتمع البشري على سطح الأرض لأنه يعتبر الملكية الخاصة مكسب مقدس للبشرية، و تمت صياغة القرار تحت تأثير و مقياس الأيديولوجية و الفكرة الليبرالية ، حيث أنه السبب المباشر لجميع المعانات و المآسي في العالم، إنه سبب و جزء هام لعبودية جديدة للإنسان على سطح الأرض ، و مهما كانت نوعية العبودية من حيث الحداثة في ربوع العالم.
لذا ليس بإمكان هذه المؤسسة معالجة القضايا بصورة تامة و رفع جزء من المعانات على البشرية، و كذلك لا يستطيع معالجة المسألة القومية و يكون لها الرد القاطع ، اذا لم يكن لصالح القوى العظمى ، و خير مثال على ذلك إنفكاك الإتحاد السوفييتي السابق حيث تمت تقسيمها الى عدة دول ، حيث حصلت الموافقة و لم يكن لهم أدنى إعتراض أو كلام عن تأسيس الدول ، كما تم تقسيم بعض الدول المنطوية تحت سلطة جبهة وارسو. اذا لم يعملوا بصورة دقيقة لتفكيكها، فلن يكونوا عقبة أمام استقلالهم، و من ثم قاموا باشعال حروب مدمرة في الدول الحديثة، من جهة اخرى لم يقروا بعد بالإستفتاء الذي جرى في اقليم قرم الأوكرانية في مارس 2014 و قرروا باتحادها مع روسيا الفدرالية. سياسة و قرارات الأمم المتحدة إزدواجية و يصدر حسب مطلب القوى العظمى، و ليس حسب ارادة المواطنين في المناطق التي فيهم المسألة القومية و الأخذ برأيهم حول الإتحاد أو الإنفصال عن الدول التي يتعايشون معهم .
بصورة عامة فقد تأسست منظمة الأمم المتحدة من اجل هذه المباديء و تتلخص في النقاط التالية:
1- إنقاذ الأمم مستقبلاً من معانات و آفات الحروب . و جاء ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث اندلعت الحربان العالميتان الأولى و الثانية على يد جيل اقحمت البشرية بآلام جمّة. لكن بعد ذلك و خلال تأسيس المنظمة المذكورة ، اندلعت عدة حروب، اندلاع حرب فرنسا ضد فيتنام عام 1946 ميلادية و دامت حتى عام 1954 ، و بعد ذلك اقتحام فيتنام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 ميلادية، و احتلالها حتى عام 1975، و حرب كوريا و تقسيمها بين قوتين عظمى في ذلك الزمن، أي تقسيم كوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي السابق . حيث اندلعت في 25/6/1950 و دامت حتى 27/7/1953 ، و بعد ذلك انقسمت كوريا الى شطرين ( الشمالية و الجنوبية )، و من ثم احتلال أفغانستان من قبل الإتحاد السوفييتي السابق في 28/12/1979، و الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات القرن الماضي، و كذلك حرب احتلال العراق للكويت عام 1990 ، و حرب التحالف ضد العراق عام 1991 . فضلاَ عن كل الحروب و عدم الإنصياع لمباديء الأمم المتحدة ، لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باسم الإحتلال بإقتحام العراق عام 2003 ، كما أن هنالك حروب بالوكالة ، أي الحروب القائمة في اماكن محددة و يقوم بإدارة هذا الحرب أشخاص آخرون نيابة عن القوى العظمى و ذهبت الآلاف من الأشخاص ضحايا لهذه الشاكلة من الحرب .
2- التأكيد على اعتقاد الشعوب بالحقوق الأساسية للبشرية .
3- خلق التسامح و التآخي و العيش بسلام و احترام حق الجيرة بين الدول .
4- توحيد القوات لحماية السلام و الأمن الدولي .
5- وضع الأسس و التخطيط لضمان عدم استخدام القوات المسلحة لوقوع الضرر بالمصالح المشتركة.
6- استخدام الإدارة الدولية بغرض رفع مستوى الضمان الإجتماعي و الإقتصاد العام للأمم. (60)
لكن كل ذلك كان حبر على الورق و لم ينفذ، و ان القوى العظمى في الأمم المتحدة بغرض حماية مصالحهم يقومون بالمناورة و يتعاملون كيف ما يشاء أهوائهم. كل ذلك اسباب جمّة من المعاملات غير القانونية و عدم المساواة مع الأمم. معظم الذين يحملون أفكار و معتقدات طبقية مختلفة ، من الأدباء و ما يسمى بالباحثين يقومون بتعريف ذئاب العالم بأنهم خراف، و بأنهم منجيون و حماة مصالح الأمم، بل أنهم اساساً يدافعون عن المصالح و الأجندة السياسية و الإقتصادية للدول العظمى في سائر بلدان العالم و في داخل الأمم المتحدة ، و سوى هذه العملية لا يثمر منهم شيء ، و كذلك يعتبر بمثابة منح الثقة لطرق معالجات الرأسمالية العالمية و سياسات دول القوى العظمى لمعالجة القضية القومية، فكل ذلك ليست الا كذبة و عناوين رنانة عارية من الصحة. فأي قضية يتم التدخل فيها من قبلهم بغرض المعالجة ، لم يتم معالجتها ، بل ستزداد تعقيداً. على سبيل المثال الأستفتاء الذي جرى في جنوب سودان عام 2011 م ، حيث يعيش المواطنون هناك حياة بدائية و متخلفة و دون ادنى مستوى العيش. اذن المعالجات و الإعتقاد بالنتائج النهائية للإستفتاء يتم التعامل معها حسب مقياسهم , و اذا لم يكن لدى المجتمعات قوة و ان لم يكونوا متمسكين بالتغيرات ، سوى ان يكون مصيرهم على شاكلة مصير سكان جنوب سودان ، او سيقفون ضد الإنفصال حتى لو جرت الإستفتاء كالّلتي حدثت في كتلونيا الإسبانية ، و حتى الدول الأوروبية لم يبدوا بالإرضاء لإنفصال كتلونيا عن اسبانيا، و ذلك فضلاً عن تهديدات رئيس وزراء اسبانيا لهذه الإقليم اذا أصرت على الإنفصال عن طريق الإستفتاء. في جميع الأحيان شريعة المعالجة لدى الدول الرأسمالية سيكون حسب مصالحهم و يتم المعالجة على هذا النحو .
لذا اذا تمت اجراء استفتاء في اي بلد تحت اشراف الأمم المتحدة ، فمن الصعب الاعتقاد بأن الإستفتاء سيتم بصورة نزيهة و خالية من الغش، لأن هذه المنظمة الدولية ليست مستقلة و لا ينفذ قراراتها في معظم الأحيان، او ستكون تحت تأثير القوى الفاعلة من داخل المنظمة، و ذلك من خلال السلطة المهيمنة على المنظمة من قبل الدول المساندة لها مادياَ ، لا سيما الدول الخمسة حيث لهم حق النقض (الفيتو ). يفعلون ما يشاؤون ، و هكذا يتم اصدار القرارات أو منعها من الغباء الإعتقاد بأن الأمم المتحدة ستعالج القضايا القومية بصورة تامة .
يرى اليسار بأن احدى طرق المعالجة عبارة عن استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة لإنفصال اقليم كردستان عن العراق ، هذه الرؤية مطابقة لإعتقاد الأوليكارشيين في الأقليم . ليست هنالك اختلاف ملموس بين الأحزاب اليمين و اليسار حول المسائل المصيرية، و منها مسألة انفصال اقليم كردستان عن العراق.
يتطابق رؤية الأحزاب الأوليكارشية التي تحمل شعار الحكم الذاتي و حق تقرير المصير الكاذبة مع رؤية الأحزاب اليسارية.
من جهة اخرى كانت لليسار في ايران سابقاً نفس الرؤية ، و ارادوا ان يكون مصير الشعب الكردي مطابقاً لرؤية القائمين بالإستفتاء، و يقولون الحزب الشيوعي العمالي يرغب معالجة المسألة الكردية بأسرع وقت، وذلك عن طريق استفتاء حُرّ في المناطق الكردية في غرب ايران و ان يكون باشراف المصادر و المؤسسات الدولية . (61)
اذا قمنا بتحليل هذه الصفحة من الرؤية يعتبر النفسة الماركسية ، سنجد أنها بعيدة كل البعد عن الرؤية و النظرة الماركسية، بل انها رؤية و معتقد ليبرالي رأسمالي . لأن الإستفتاء الحر يتجسد فقط في نظام يضمن الحرية و المساواة في المجتمع، و إلا عملية بهذه النوعية في مجتمع دكتاتورى و تحت اشراف منظمة دولية كالأمم المتحدة لا يستطيع ان يعلن الناتج كما هي بدون تلاعب في النتيجة و من دون خلق مشاكل ، لأن هذه المنظمة قد شكلت من اجل تلك المباديء . و لكن لم يكن باستطاعتها ان يكون لها دور و فاعلية ايجابية لغاية الآن، و يعمل لتغيير أوضاع المجتمعات نحو الأفضل و ينهي المآسي و المعانات.
و خير دليل لعدم تنفيذ جميع مباديء الأمم المتحدة ، العدد المخيف للعبيد في ربوع بلدان العالم حيث تقدر ب (46 ) مليون شخص ، و قام باجراء هذه الإحصائية و المسح حول العالم منظمة ( Walk Free ) ، و مقارنة بالعام 2014 , ازدادت النسبة فقر و امتدت الى 28 % في العالم 2016 ، و تم اعداد هذا التقرير من قبل مندوبين عن المنظمة اعلاه في 167 دولة مختلفة و من خلال اللقاء المباشر مع 42 الف شخص و ( 53) لغة مختلفة ، و هكذا تم تحديد الرق في العالم. المقياس المعمول به من قبل المنظمة للرق عبارة عن: خطف الأشخاص و المتاجرة بهم، العمل بالغصب ، تسليح الأطفال و أخذهم كجنود ، الزواج المبكر و بالإكراه ، القروض، الخداع و المتاجرة بالنساء و استخدامهن في الأعمال الإباحية ، و كذلك القوانين المخالفة لحقوق الانسان الصادرة من قبل الدول . ( 62 )
ما زالت العملية مستمرة ، علماً فقد تم اتفاقية انهاء معاملة الإنسان كعبيد في 25/ ايلول 1926 في الجنيف من قبل عصبة الأمم ، و كانت تحت عنوان ( الاتفاقية الخاصة بالرق ) .
في السابع من كانون الأول عام 1953 و للمرة الثانية تمت الإقرار على نفس الإتفاقية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث طالت على الإتفاقية القليل من التغيير و التعديل في الصياغة، و تمت اعدادها من اثني عشر مادة، و في السابع من تموز عام 1955 تمت المباشرة بتنفيذ الإتفاقية . (63)
الإحصائيات تتحدث عن الواقع الملموس ، منظمة بهذه الحالة، كيف لها ان تكون مصدراً لمعالجة المسائل، و يقوم بالإشراف على عمليات الإنفصال أو الإستفتاء ؟ !
لو كان باعتقاد اليسار بأن باستطاعة الأمم المتحدة الإشراف على الإستفتاء و لها القدرة على اصدار القرارات حول انفصال القوميات او الأقاليم عن الدول، فانها رؤية غير منطقية. الإستفتاء الذي يجري في عصر الراسمالية و تحت اشراف الأمم المتحدة سوف لن يكون أفضل حالاً من جميع عمليات الإستفتاء في الأنحاء المختلفة من العالم ، و كانت تحت اشراف الأمم المتحدة، لأن شتى انواع التضاليل المتبعة من قبل الدول الأعضاء في المنظمة سيكون في مصلحة الدول العظمى المهيمنة على المنظمة.
حق الأمم في التقرير عن مصيرهم، بالمعنى السياسي له الدلالة و المعنى التام لحقوق الأمم في الإستقلال و الحرية و الإنفصال السياسي عن القومية التي تقوم بأعمال الإضطهاد و تمتلك السلطة المطلقة. المطلب الذي يقوم الديمقراطية السياسية بالإعلان عنها، تكمن المعنى الفعلي له في الحرية المطلقة في التفويض و التشجيع بغرض الإنفصال و معالجة المسألة عن طريق استفتاء للقومية المطالبة بها. بهذه الصورة تلك المطلب ليست مطابقة مع مطلب الإنفصال و الإنقسام و انشاء الدول الصغيرة. بل انها تعبير صحيح و متفق مع النضال ضد جميع انواع الإضطهادات و القمع القومي . (64)
يبين رأي لينين حول الإستفتاء بأن منهاج و رؤية اليسار و اليمين يتمثل بنفس الهدف و المحتوى.
في هذا الأقليم ليس لليسار منهاج و مبدأ ثوري لمعالجة القضية القومية كما ليس لأطراف اليمين الإسلامية و العلمانية محاولة جدية من اجل حل القضية القومية ، لذا من الصعب تحديد اليسار و اليمين.
المعالجة باجراء استفتاء و تحت اشراف الأمم المتحدة و التي تتطالب بها اليسار ، ستكون النتيجة الرأي ذاتها للأحزاب الأخرى، و التي يظنون بأن الإستفتاء الطريق الأفضل لمعالجة القضية القومية و انشاء الدولة. يثبت تأريخ هذه المنظمة بأنها غير متزنة في معالجة المسائل القومية في سائر بلدان العالم .
بعد تفكك البلوك الشرقي و انتهاء الحرب الباردة ، ارادت الأمم المتحدة بأن تكون المنظمة و المؤسسة التي تسعى لمعالجة و انهاء القضايا القومية، و لكن لم تكن باستطاعتها اداء هذا الدور، و على سبيل المثال دورها في معالجة قضية البوسنة و الهرسك، لقد تعاملت مع هذه القضية بصورة غير انسانية، و جرت الإتفاقيات بتهجير مليون شخص عن ديارهم. قضية الشيشان مع الروس ، فقد تمت المعالجات امام أنظار الأمم المتحدة و انتهت بالدمار و التعصب القومي بين الشيشان و الروس. لاشك هذه المسألة مرتبطة بالسلطة التي تمتلكها احدى الدول العظمى من القوى الخمسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و لها حق النقض ( الفيتو ) و تمتلك السلاح النووي.
و قضية اخرى و هي قضية جنوب السودان حيث قامت عن طريق الإستفتاء بالإعلان عن انفصالها عن السودان، الا انها لم تكن الرد المناسب لحياة كريمة لأفراد و سكان جنوب السودان.
هذا لا يعني اذا كانت الدلائل و الوضع الراهن يشير بانجاح الإستفتاء و يكون معالجة للقضية لا نقوم بإجرائها، بل اذا كانت الحل الأنسب للمعالجة فيجب اجراء عملية الإستفتاء ، و لكن الأمم المتحدة و القوى السياسية في الإقليم يدّعون و يعلنون معالجة القضية القومية عن طريق الإستفتاء ، ليست الا كذبة كبيرة على المواطنين و سياسة ديماغوجية باتجاه التهرب من القرار النهائي لمعالجة القضية القومية.
انها تضليل و محاولة لإثبات المواطنين في ظرف ضبابي من اجل خدمة الرغبة والمطلب الأوليكارشي على جميع المستويات.
في معظم الأحيان و في الأوضاع المختلفة من الصعب تمييز منهاج اليسار و اليمين في المجتمعات الكوردية ، العراقية و الإيرانية , و يظهر ذلك في المعتقد السابق لليسار، كما في الفترة الحالية لهم نفس المعتقد و يرتبطون بالإستراتيجية القائل ( سيكون هذا الإستفتاء بمثابة اخراج جيش الدولة و ضمان مدة زمنية أطول للقيام بنشاط حر لجميع الأحزاب السياسية حتى يتسنى للجماهير في تلك الفترة التعرف على منهاج و سياسة الأحزاب و رؤيتهم للقضية ). ( 65 )
هذا الرأي لليسار في ايران ، توأم و متطابق مع رأي اليسار في العراق و كردستان، كما اصبحت مصدراً لآراء جزء من اليساريين في كردستان. في الوقت الراهن يتطابق هذا الرأي مع سياسة و منهاج النخبة الأوليكارشية الحاكمة في اقليم كردستان .
لا يختلف محتوى الاراء مع سياسة الأوليكارشيون و الطفيليون العسكريين المهيمنين على السلطة.
يملك احزاب العائلة الأوليكارشية السلطة و يقعون خارج الهدف المشترك و السياسة الواقعية تجاه الإقتناع أو الغير إقتناع بعملية الإستفتاء .
كما يقول لينين عن الإستفتاء انه تعبيير صحيح و مناسب مع النضال ضد جميع انواع الإضطهاد القومي، لذا لا يعتبر موقفا و فعل ضد التمييز العنصري و المعالجة التامة للمسألة .
لا يستطيع الإستفتاء ان ينهي الإضطهاد القومي، كما ليس بإمكانه إنهاء التمييز الطبقي الذي يعتبر مصدراً لخلق الإضطهاد القومي، و ذلك لأنه غير قادر على انهاء السلطة الرأسمالية ، كما لا يمكن أن يكون سبباً لإزالة أجهزة القمع و الإضطهاد التابعة للدولة. ينظر للإستفتاء كصراع ناعم بين المصالح السياسية و العسكرية المختلفة للسلطة الأوليكارشية في جميع الأمم، و ذلك من أجل الربح الوفير، و ليس اعتباره رداً لمطالب و حقوق المساواة للأمم. تكمن مصدر القناعة المفرطة في الظن بأن من دون العمل الثوري سيكون بإستطاعتك تحقيق رغبة و مطلب القومية المضطهدة. في جميع الأوضاع لا يمكن اجراء عملية الإستفتاء من دون وضع العقبات و اخافة المواطنين من قبل السلطة و أجهزتها القمعية ، كما لا يمكن ان ينظر اليه كموقف فعلي فيما مضى و في الوقت الراهن. لم يتم تنظيم المسلحين التابعين للأحزاب ضمن اطار قوة تحت اشراف الحكومة. و يهدف الأحزاب السياسية بابقاء المسلحين التابعين لهم على هذه الشاكلة كي يتسنى لهم استخدامهم في حالات الصراع بين بعضهم البعض. لذا ليس باستطاعة الأمم المتحدة تنظيم المسلحين و وضعهم تحت إمرة و اشراف الحكومة و ضمن مؤسسة عسكرية ، و كذلك الأحزاب السياسية لايريدون أن تتم هذه العملية. جميع القوى المنطوية تحت إمرة الأحزاب يتم استخدامهم من أجل مصالح النخبة الأوليكارشية السياسية العسكرية و قادة الأحزاب. و كذلك يعتبرون ظهراً و أملاً للدول الأمبريالية الكبرى لدحر و قمع الحركة الطبقية العمالية و الحركة الشيوعية العلمية اذا ظهرت، لأن الهدف السياسي و الإقتصادي لذوي السلطة الأوليكارشية في الإقليم من اجل حماية انفسهم سيكونون بحاجة لمُدافع اقليمي و دولي كي يحميهم و يساندهم عند الضرورة. و هكذا يصبح الطرفان كاللازم و الملزوم لبعضهما، كما حصلت في عهد إمارات ( اردلان، بابان ) حيث ذاع صيتهم في بلدان أردلان و موكري.
ثم عهد الإمارات لم يحتوي على هاتين الإمارتين فقط، بل كانت هنالك الكثير من الإمارات: أمراء بالنكان ، مايدشت ، بانه ، زنكنة ، دونبولي ، شيروانة ، ميافارقين ، ..... الخ.
و كذلك حكام برادوست ، الجزيرة ، بهدينان ، اللور ، شهرزور ، دينور ، دياربكر ، و مجموعة أخرى. كانت الإمارات المذكورة موجودة و لكل مجموعة و عائلة في منطقتها شُهرة واسعة و كانت لبعضهم خطابات باسمائهم، و لكن لم يكن فترة حكمهم لمدة طويلة, و كانت الحكومات و الإمارات مرتبطة بالحكومات الكبيرة في تلك الحقبة الزمنية حيث كانت الحكومة الصفوية و الحكومة العثمانية ، و كانت الأحاسيس في تلك الفترة الزمنية يبين بأنه من الفخر ان تكون مرتبطا باحدى الطرفين ، و ذلك لأن في تلك الفترة كانت الغاية ان تكون السلطة فردانية، و ليس السلطة الجمعية. يكفي للأمير اللقب و تسلطه على مجموعة من الأشخاص ، و كانت هذه التسمية بمثابة حصول الأمير على كل مبتغاه . ( 66)
في الوقت الراهن لم يتخطى سياسة و رغبة القوى الكردية الرغبة و المطلب السابق للإمارات و أمرائهم، و ما زال الحال على سابقته و لم يتغير.
جميع المعالجات في منهاج الأحزاب القومية و الأوليكارشية و البرجوازية لحقوق القوميات ليس بإمكانهم تجسيد حقوق المساواة للقوميات، و الحصول على الرغبة و المطلب السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي للقومية المضطهدة.
لم يعمل اليسار لتضييق الدرب على الإمبريالية و الراسمالية عن طريق القناعة و الإعتقاد بمعالجتهم ، بل عمل العكس و مهد لهم الدرب و فرش السجاد الأحمر للأمم المتحدة و الراسمالية و نخبتهم الأوليكارشية . لأن احزاب اليسار و اليمين و كل بذريعة و تحت مسمى و سبب ما يؤخرون رغبة المواطنين، فقد تم تعليق هذه المسألة و وضعها جانباً و الى مستقبل مجهول، و يقومون بالمتاجرة السياسية و الإقتصادية بهذه المسألة ، لذا المسألة القومية في العراق و تركيا و ايران و سوريا لا يجدي معها شيئاً سوى الإنفصال، لأن كل التصادمات و الحالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية التي مرت على هذه القضية لا يقبل سوى الإنفصال ، و تنظيمها تحت ضل نظام حيث يكون فيها الناس سواسية.
منهاج اليسار سابقاً متطابقة مع بعض الأحزاب الأخرى، و في بداية الألفية الثانية يقول ( في أي مرحلة سيبدي الحزب الشيوعي العمالي رأيها على انفصال كردستان اذا ضمن بأن هذا الموقف سيكون من شأنه توفير الحقوق و المكانة الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية المتساوية للعمال و الكادحين في كردستان ). ( 67 )
الزمن الوحيد و التي ستتوفر فيها حقوق المساواة للأمم هي نظام الإشتراكية و الشيوعية العلمية .
لكن عندما المسألة القومية يشد العناق على النضال الطبقي و يسحب إدراكها و طموحها نحوها، سوف لن يكون أي شيء ذات أهمية ، حيث سينال تلك القومية استقلالها و حريتها .
هل سيقوم البرجوازية و احزابها القيام بهذه العملية ، أو سيتم القضاء عليها من خلال نضال العمال و لا يبقى أثراً لهذه المسألة في المجتمع . اذن القضية التي بصورة واضحة يصبح حاجزاً امام النضال الطبقي و العداء الطبقي بين العمال البرجوازيين و الرأسماليين ، سيفقد مكانتها و يحل التضاد الأساسي للمجتمع محلها، بل سيكون في القمة .
صحيح بأن العمال و الكادحين و الفقراء تحت حكم البرجوازية و الرأسالية و في دولة حديثة الإنشاء و ذو صيغة قومية لن ينالوا الحياة المستحقة و الكريمة، و لكن على الأقل لن يكون مسار كفاحهم و نضالهم حسب اهواء الرأسمالية، و يقومون بخدمة نضالهم و واجبهم التأريخي، و لن يكونوا تحت طاحونة القومية البرجوازية المتسلطة و البرجوازية التي تكون تحت امرة القومية الحاكمة .
و لن يكونوا عبيداً لأفكار و مصالح السلطة و الأحزاب السياسية الأوليكارشية الإقتصادية و العسكرية , و لم يكونوا اضحوكة و يصبح مقدراتهم و مصيرهم و أفق حياتهم مجهولاً و يتم التلاعب بهم تحت عنوان الوطنية و القومية لمدة اطول و يلقى بهم في وهم العنصرية و المصالح المتقلبة. عندما يتم انشاء الدولة على يد الرأسمالية و البرجوازية أو يحدث انفصال في دولة ، سوف لن يكون افضل حالا من اوكرانيا التي انفصلت عن الإتحاد السوفييتي السابق عام 1991 و اعلنت عن استقلالها ، حيث بانت أوضاع المواطنين في تلك الدولة الحديثة بأسوأ حال ، و مجموعة و نخبة سياسية اوليكارشية صغيرة تسيطر على زمام امور البلاد ، قامت هذه المجموعة الإنفصالية الحاكمة بتحويل جميع جوانب الحياة الى الجحيم و تسوية حياة المواطنين مع اللاشيء, و جعلوا من الدولة و المواطن جزءاً من المخططات السياسية و الهدف الإقتصادي للدول العظمى كروسيا و امريكا ، و من اجل تحقيق مصالحهم جعلوا مواطنيهم ضحايا .
بإنشاء الدولة الحديثة يجب ان يغير العلاقة الإجتماعية و السياسية للطبقة العاملة، و يصبح العداء و التضاد بين عمال القوميات المختلطة تنسيقاً و عمل مشترك ، و يكون النضال العالمي للعمال نضالآً ضد الراسمالية و أنضمتهم .
الإجابة بنعم او كلا على اية مسألة انفصال أي قومية ، فانها بصورة تامة مطلب فعلي و ظاهر، و لكن من الناحية النظرية فانها مطلب بلا قيمة فيزيائية ، حيث من الناحية العملية يجعل من البروليتاريا أسيراً للسياسة البرجوازية من دون شرط أو قيد.
دوماً يجعل البرجوازية المطالب القومية في أولوية الأهداف ، و تلك المطالب من رؤية البروليتاريا خاضعة لمصالح النضال القومي. من الناحية النظرية لا يمكن الإثبات مسبقاً بأن انفصال هذه القومية أو تلك و مساواتها في الحقوق ، سيصبح عاملاً لقيام الثورة البرجوازية الديمقراطية، و تكمن الأهمية لدى البروليتاريا بأن يكون في كلتا الحالتين وجود الضمان لتنمية النضال الطبقي، و لكن يهتم البرجوازية بوضع العراقيل أمام هذه التنمية، و ذلك عن طريق الممارسات التعسفية و وضع اهداف البروليتاريا الى ما بعد المطالب القومية .
لذا يرى البروليتاريا نفسها في صورة سلبية في مطالبتها بحق تقرير المصير ، سيكون صائباً، اذا لم يضمن اي شيء ، و من دون ان يبعث برسالة لإعطاء شيء بحيث يكون ذلك من حق قومية أخرى. (68)
لن ينال القوى الدولية و منظمات العمال للأمم الحقوق المتساوية و التنسيق السياسي و الطبقي و الإجتماعي في ظل المعالجة التي يعمل لها الإمبريالية ، و يخلقون لهم مكانة سياسية و اقتصادية و اجتماعية مختلفة، و يحاولون دوماً بأن يكونا ضد بعضهم البعض.
آراء و افكار اليسار و اليمين في اقليم كردستان مليئة بالأحاديث الرنانة و التعابير المطاطية، و مواقفهم متطابقة مع مواقف و رؤى الليبرالية الأوروبية و الأمريكية و بعيدة كل البعد عن المعالجة التامة للمسألة القومية. أوصلت تلك المواقف و الرؤى ، اليسار الى تلك مستوى بأن يقوم بتسليم قضية نزع السلاح من مسلحي القوى الحاكمة الى الأمم المتحدة، و لا يتم التفكير في العمل و الموقف الثوري للجماهير و القوى الكادحة, و ذلك يعني تسليم حركة و فعل ثوري لطبقة عاملة ثورية في المجتمع للقوى العالمية العظمى و سياساتهم. يحاول القوى العظمى و عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو باتباع افعال و سياسة الطرف الواحد بأن تكون مسار سياسة المنطقة في صالح هدفهم و سياستهم الإقتصادية، و يكون حركة مسارهم عكس اتجاه الرغبة و المطلب القومي . يقف القوى العظمى في معظم الأحيان ضد الرغبة و المطلب القومي، و لن يعملوا لتغيير تقسيم العمل و الرأسمال من اجل قومية واحدة أو عدة قوميات. لا شك أن نضال و كفاح الطبقة العاملة و ثوراتهم و تأثير و فاعلية ، مما جعلت الأمم المتحدة بأن لايعلن عن غاياتها بصورة مباشرة، و الا كانت اهدافها و سياساتها ذات الهدف و السياسة المتبعة من قبل البنك الدولي و صندوق العملة الدولية. انها منظمة للتجارة العالمية هدفها و سياستها القمع و التجويع في شتى بلدان العالم من أجل تكوم الرأسمال الأكثر للرأسماليين الكبار أصحاب الأسهم في التجارة العالمية و تلك المنظمة الدولية.
ما يحتاجها أية برجوازية في القوميات المختلفة هي الإهتمام بمصالحها دون أي اعتبار لشأن و وضعية القوميات الأخرى حتى ولو كانت مسؤولياتها على عاتقها .
الشيء الخاص و المهم بالنسبة للبرجوازية عبارة عن نيل مطلب محدد، و هذه الخاصية تدفعها دوماً لإتخاذ موقف التنازل فيما بينهم، و كل ذلك على حساب البروليتاريا، و لكن تكمن الأهمية للبروليتاريا في تقوية نضال طبقتها ضد البرجوازية، و يعمل كي يكون المجتمع ذو طبع ديمقراطي و روح اشتراكي .
يجوز أن لا يكون عملياً حسب آراء الطفيليين ، فليكن كذلك فالحقيقة أنها الضمان الوحيد للحصول على المساواة و السلام القومي بنسبة عالية، و كذلك عدم تواجد الإقطاعية البرجوازية المتغذية بروح التعصب القومي. ( 69)
لذا يُعد شورى العمال المؤسسة الديمقراطية الوحيدة للسلطة العمالية من اجل ادارة دكتاتورية البروليتاريا لمكافحة الذات و جميع القوى التي اصبحت مصدراً لإنشاء الطبقات المختلفة في المجتمعات. عندما يتم تنفيذ عملية ثورية من قبل دكتاتورية البروليتاريا و يصبح واقعاً، سوف لن يكون نظيراً لأية سياسة و هدف اقتصادي و اجتماعي للبرجوازية و الرأسمالية ، و لا يتعاون مع منظماتهم.
الشاكلة التي تعبر عنها اليسار في العراق و الإيران على انها شورى العمال ، ليست سوى ظاهرة العصر و تعامل الليبرالية الحديثة، انها فكرة الإشتراكيين الليبراليين، و ليست بفكرة الماركسيين. هدف هذه النوعية من اليسار التقرب أكثر و أكثر من ذوي نادي النظام البرلماني و جعل محتوى شورى العمال نظيراً لها، و يعتبر بمثابة اعطاء الشرعية لمحتوى سياسات البرجوازية في المجتمعات ، كل ذلك ليست باستطاعتها معالجة القضية القومية الكوردية في كل من العراق و ايران تحت اسم و عنوان آخر. جميع الأفكار الواردة تقع ضمن مباديء الإصلاحيون و البرجوازيون الصغار، و يعد من صميم العمل السياسي الأوليكارشي. يقومون بهذه الأفعال من اجل تضليل العمال و الكادحين لصالح البرجوازيين و الرأسماليين.
الدولة التي يطالب بها اليسار في العراق و ايران ، هي دولة برجوازية كوردية مستقلة، دولة اضطهاد العمال و الكادحين الكورد ، و يطالبون بالضمان لحرية التجارة و التبادل التجاري و الإقتصادي، حيث يعتبر هذه المطالبة مصدراً لإضطهاد المواطنين في اطار الدولة.
يجب عدم تكرار تراجيدية الحياة و المعاناة التي نالت منها الكادحين الكورد، و لكن نوعية الدولة التي يطالبون بها لا تستطيع ان يمحو الحياة التراجيدية للعمال.
عندما يتم اقتراح انفصال كوردستان من قبل الشيوعيين ، ليست من الجانب المتغير بأنها مخيف و محزن، بل يجب ان يكون فقط لإنهاء الإضطهاد القومي التي تمارس من قبل القومية المتسلطة ، و ينتهي معها الممارسات المتبعة من قبل البرجوازيين و الرأسماليين تحت عنوان الحقوق القومية ، حيث أصبحت هذه القضية مكسباً لهم و ازدادت رأسمالهم ، لأن العمال قد نالوا الكثير من المآسي و أصبحت حياتهم تراجيديا في ضل السلطة الراسمالية لقومياتهم ، لذا إنشاء الدولة المستقلة لا ينهي جميع المعاناة و الأحداث اليومية التي تواجه العمال .
عندما ينهار مناجم الفحم على العمال في الدول الأوروبية ، الصين ، كوريا ، روسيا ، و أمريكا يكون ذا ربح و مصلحة للرأسمالية ، لأنهم وضعوا الربح و الكسب قبل توفير السلامة للعمال، و لا يهمهم سلامة و صحة العمال امعهم.
لا يجوز كي نحصل على الضمان الدولي لإنفصال كوردستان عن العراق ، ان نعمل على شد الإنتباه و الإعتبارات الإقتصادية و التبادل التجاري لكوردستان مع دول العالم الجزء الغالب للضمان الدولي يعتمد على قوة و امكانيات المواطنين في داخل البلد، حيث يتضمن مدى اصرارهم على الإنفصال و ما مدى اعداد الإمكانيات للدفاع عن الإنفصال، و ما مدى الإرادة على مطلب و رغبة انشاء الدولة المستقلة و الدفاع عن اهدافها ؟ !
و يتجسد ذلك في قوة و امكانيات الجماهير ، والا لايتم الإنفصال عن طريق القوى و الأحزاب المرتبطة بدول المنطقة و العالم و عن طريق السياسيين الأوليكارشيين. لا يزال للدول و الشركات الكبرى للنفط و التجارة مصالح في جنوب كوردستان و دولة العراق ، و لغاية الآن لم يقتنعوا بانفصال اقليم كوردستان عن العراق و دوماً يدافعون و يقرون بوحدة العراق.
اذا لم يكن هنالك ارادة من قبل المواطنين للإنفصال ، يقوم الأمم المتحدة أحيانا بانشاء الدولة التي تخدم مصالحها و مصالح القوى الإمبريالية العالمية، و كذلك من اجل اهدافهم السياسية، و الا في معظم الأحيان سيقفون ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة ، و يقوم ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة الدول التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . بخلاف الإنفصال الذي يتمناه اليسار في العراق و ايران و القوى و الأحزاب الأوليكارشية، انفصال الكورد و انشاء دولتها المستقلة يتم بتعاون و مساندة العمال العرب و الفرس و الترك، و كذلك اذا ساندت عمال العالم هذه الرغبة و المطلب ، سوف يتحقق ، و حتى لو كانت الحكومة غير عمالية و يكون حسب اهواء الراسمالية، سيكونون بحاجة الى الدعم ضد الهجمات الخارجية، لأن المطلب الذي يجب على العمال و الكادحين العرب و الفرس و الترك بأن يضعوه نصب اعينهم و ينفذونها، باستطاعتها أن يكون افضل و اكبر ضمانة لعدم مهاجمة الدولة المستقلة و الحديثة الإنشاء ، كما يعتبر جزءاً من مكافحة روحية التعصب و الشوفينية التي تمت خلقها من قبل القوى المذكورة ، و سيكون ايضا محاولة لإندماج العلاقة الدولية بين عمال العالم .
لا يستطيع الأمم المتحدة توفير العلاقة الدولية لعمال العالم ، و ما يقوم بها آغوات اليسار في ما يسمى بالإصلاح القومي، ليست الا تفعيلاً لسياسات البرجوازية العالمية، و انهم نظير الأحزاب الأوليكارشية في السياسة والهدف، لعدم جديتهم في العمل و ترسيخ الأجواء لإستقلال جنوب كوردستان . لأن استقلال جنوب كوردستان بمثابة فناء السياسيون الأوليكارشيون و الواعضون اليساريين ، تلك هي المعالجة الفعلية و الهامة بالنسبة للبرجوازية ، و لكن ما يهم العمال هي ان يتم من البداية الإختلاف بين هاتين الطريقتان : دوماً يناضل البرجوازية القومية المضطهدة ضد القومية المتسلطة .
نحن دوماً معها في جميع الظروف بالعزم و الإرادة ، حيث انها أعلى و أقوى من مساندة الآخرين ، لأننا مصممون و نعادي الإضطهاد بلا خوف و بصورة جادة و مباشرة سنقضي على الإضطهاد.
اذا لم يقف برجوازية القومية المضطهدة عن عملها لأجل التطرف القومي ، سنقف ضدها ، بمعنى سنتصدى لإمتيازات القومية المتسلطة و لا نسمح لها بالبحث و الجري عن امتيازاتها.
اذا لم نرفع شعار الإنفصال، و اذا لم نجعلها موضوعاً للتشجيع ، عند ذلك سنكون في خدمة المقاصد المتعفنة للبرجوازية، بل سنكون ايضاً خادمين لأهداف الإقطاعيين و القائمين على الإضطهاد.


الجزء الثامن

عملية تحقيق المساواة في حقوق القوميات

هناك أراء ووجهات نظرمتباينة حول الحقوق المتساويةللقوميات.وهذه الأراء تتعلق بالمنزلة الإجتماعية والإقتصاديةومصالحهما المختلفة. لأن كل رأي ووجهة نظر نابع من مستوى صاحبه وتصنيفه الطبقي. ومن هذا الطريق يُحَدد كيفية الدفاع عن تلك الحقوق ويقوم بتجسيدها . فالماكسيون يختلفون كثيراً عن البورجوازيين والرأسماليين وأحزابهم في مواقفهم تجاه التساوي في حقوق القوميات وتعاملهم في تحقيق هذا التساوي. لأن حق المساوات بين القوميات عند الماركسين يعني التساوي بين افراد المجتمع جميعهم من كافة الأوجهه الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. وهذا الأمر إن لم يتحقق في مرحلة الدكتاتورية البروليتارية التي هي مرحلة انتقالية ينتقل المجتمع الرأسمالي فيها الى الإشتراكية والشيوعية العلمية. وفي هذه المرحلة- آي: مرحلة الإشتراكية و الشيوعية العلمية لايبقى اي وجود للمكّونات الدينية والإثنية والعرقية ولايقُومُ لها ايّ قائم. ويجرد الإنسان عن التباهي بالمكانة الإقتصادية والإجتماعية والقومية و الدينية والمذهبية ولون البشرة وضخامة الجسد وصغره . لأنَّ المكانة الإقتصادية و الملكية الخاصة والسيادة الطبقية منذ بداية وجودها هي المصدر الأساسي لإنتهاك حقوق الإنسان والإستغلاله وعدم التساوي بين أفراد الناس. وكذلك فإنّها المُصَمِمّة الأساسية للسلطات والصلاحيات المختلفة. إِنَّ السلطات المتباينة والمختلفة بين الدول والقوميات , تعني التمييز والفوارق و المعاداة ومحاولة مجموعة التسلط على مجموعة وقومية أخرى. وهذا هو الطبيعة الدائمة والمستمرة للسلطة الطبقية ونظامها, ومن أجل ذلك تسلك هذه السلطة جميع الطرق , ويخلق الفوارق الجندرية والتمييز القومي والمناطقي ولون البشرة , وصغر و ضغامة حجم النفوذ والسلطة, تقوم بإدامة نظامها الإقتصادي والسياسي والإجتماعي , وتَرتسخ دعائمه. و من ناحية أخرى فإنَّ وُجهة نظر برجوازي ورأسمالي القومية المتسلطة فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات سلبية تجاه الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية للطبقة نفسها للقومية الخاضعة تحت سيطرتها. لذا فهؤلاء حتى في تأسيس الدولة وانفصال القومية الواقعة تحت سيطرة وقبضة القومية المتسلطة, لايمنحون الحقوق المتساوية لأفراد قوميتهم, ولاينهون إضطهاد صاحب العمال وذوي النفوذ لكدح عمال وشغيلة قوميتهم. وهذه النظرة تفترق كثيراً عن النظرة الإشتراكية العلمية و الماركسية. فهما موقفان ونوعا تباين تجسيد حقوق تساوي القوميات. وهكذا فإنَّ هؤلاء في الدول الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية وديمقراطياتها يجدون أنفسهم في عملية نشوء الدولة القومية. ولايستطيعون بحسب ظروف وأحوال القومية التي تحدد من الناحية الجيوسياسية والجيوإقتصادية ونظام الإنتاج و القدرات العسكرية, أن يحققوا الحقوق المتساوية للقوميات. ولكون برجوازيي و رأسماليي كل قومية يجدون مصالحهم في المشكلات و النزاعات القائمة بين القوميات, أو في الاغلب وفي أوقات مختلفة يستفيدون من الصراعات التي تدور بين العمال بإسم للقوميات المختلفة. إنَّ البرجوازيين وأصحاب الأموال يحاولون دائماً مواصلة سيطرتهم على الطبقات الخاضعة لهم بتكديس أموالهم من قوة عمل العمال والكادحين واضطهاد محكوميهم حتى يؤمنوا لأنفسهم ولنظرائهم حياة سعيدة ويتمتعوا بعيش رغيد. وهكذا فإنَّ الدولة الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية و الدكتاتورية وديمقراطيتها, لاتستطيع أن تمنح الحقوق المتساوية للقوميات . إنَّ الدولة تعني سيطرة طبقة على طبقة أخُرى, وتعني التباين بين مصلحة المتسلط والراضخ, وتعني وجود الطبقات المتباينة. وبخلاف ذلك فإنَّ الإشتراكية و الشيوعية العلمية هي الضمانة الوحيدة للحصول على الحقوق المتساوية للقوميات. لأنها- آي الإشتراكية و الشيوعية العلمية- المصدر الأساسي للخلاص من الفروقات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والطبقية. ولأنَّ هذه الفروقات الطبقية في المجتمع هي مصدرومنشأ جميع انواع الإضتهاد بين بني البشر. إنَّ الجزء الكبير وجميع مشكلات المجتمع والفروقات على مستوى وجه الدنيا متعلق بوجود الطبقات. وتُعَدُّ المصالح الإقتصادية و الإجتماعية المختلفة , مصدر خلق المشكلات القومية والحروب الدموية الكبيرة, وتزرع الاحقاد و الضغائن بين الأقوام, وهذه الاوضاع و الظروف تُفيد المتسلطين من أصحاب الرأسمال , وهناك جزء آخر من الصراعات والنزاعات الدولية ترجع جذورها إلى الفروقات الطبقية. إذ تحدث الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية من أجل مصالحها ثغرات بين علاقات الدول وأقوامها.
إنَّ المصالح الإقتصادية والعلاقات القائمة بين الناس عامل مهم لتحديد الحقوق المتساوية للقوميات. وكما قال (لينين)لايجوز أنَّ لايؤخذ بنظر الاعتبار السبب الإقتصادي القوي في المسألة القومية لدى الماركسيين, لأنَّ الإشتراكية نضع يدها باكتظاظ على الجانب الإقتصادي . ولاتستطيع أنَّ لاتضع في نظر اعتبارها الجانب الإقتصادي في علاقات التساوي بين الناس. فالإشتراكية هي الجانب الئيس في تحديد الحقوق المتساوية للقوميات والطبقات, وفي الأصل فإنَّ القاعدة والأساس هنا عبارة عن الإنتاج وعملية التوزيع و الحقوق الإقتصادية الإشتراكية , وتكون على أساس تنظيم حُرّ ومُتساوٍ."وكذلك تستطيع الإنسانية أنَّ تقضي على الطبقات, وذلك بعد اجتيازها مرحلة انتقالية هي مرحلة ديكتاتورية الطبقة المُضطهَدة, وكذلك تستطيع الوصول إلى توحيد القوميات وذلك باجتيازها مرحلة انتقالية, هي مرحلة تحرر جميع القوميات المُضطهَدة بأكملها, أي: مرحلة تأخذ فيها حق الإنفصال."(71) إنَّ الظروف والأوضاع العملية التي يتطلع اليسار إليها في الإقليم وايران بتوجيه من غيرهم وبمعرفتهم, ليس تطلعهم إلاَّ التخلّي عن مُهمة وظيفية لابُدّ من الإقدام عليها من أجل القضاء على الفروقات القومية والاضطهاد القومي. فهؤلاء يبعدون انفسهم عن عملية ويتخلون عنها , كان المفروض القيام بها, فأفكار هؤلاء ومايذهبون إليه نابعة من الفكر الإشتراكي الليبرالي في أوروبا. وبناءً على ذلك فإنَّ هؤلاء من أهل اليسار إقاهم أصحاب نوع من عدم المعرفة وقد وضعواهذه المهمة على نحو مُربك ومُشوّش في خارطة عملهم, وإمّا يعيدون أنفسهم أصحاب القضية ويريدون عدم تنفيذها, أي أنّهم في كل الأحوال يتعاملون ديماغوجياً مع هذه القضية , لأنَّ جميع أعمالهم هذه لاتستطيع أنَّ تجيب عن أسئلة الشيوعيين العلميين عملياً فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات, لذا إنَّ توجهاتهم ترادف التوجهات السياسية لأوليكارشية أحزاب الأقليم.
إنَّ مامَرّ ذكره سبق أن ادّعاه اليسار الكوردستاني في العراق وايران في الماضي ومايزال يّدعيه اليوم ويفكربه حين يقول:( في الواقع العملي إنَّ السياسة التي ينتهجها يسار كوردستان العراق وايران لاتعني إدارة حركة ذي نهج مستقل. فهذا الشعار ينبغي أن يحتل زاوية من زوايا البديل العملي ل (حزب الشيوعي العمالي-ح.ك.ك-) وحركة الشورى في كوردستان العراق. إنَّ الإطار العملي لهذا الشعار في توقعاتنا و توجهاتنا(نظر الشيوعية العمالية) هو:أولاً: إنَّ الإستفتاء والرجوع الى آراء الناس يجب أن يكون باتفاق مع(مصدر أممي رسمي) حتى نحّقق نتائج الإستفتاء أكثر ولكن الى حَدّ تحقيق هذه العملية فالمفروض أن نطالب باستفتاء حُرّ من أجل تثبيت أوضاع كوردستان, ففي نظرنا(نظر الشيوعية العمالية) أنَّ إرادة الناس وإبداء أرائهم لها اعتبارات. ففي استفتاء كهذا يجب ندعو الى دولة مستقلة.(72) إنَّ توجهات وأنظار اليسار حول التطبيق العملي نوعان: أحدهما : التحدث عن التحرر الوطني واستقلال الرأسمالية الوطنية كما تدّعيه البرجوازية الوطنية. ويطالبون من البرجوازية المتسلطة والمُضطهِدة بعلاقات حَرّة وإطلاق الحريات السياسية والإقتصادية البرجوازية القومية. وهذه الفروقات تنتج العنجهية و المغالات في التعصب القومي, لأنَّ البرجوازية القومية تحصل على امتيازاتها من الفروق القومية والصراع القومي فتسعى إلى السيطرة على مصادر اقتصاد البلاده تحت اسم حماية البلاد والأمة ومصادرهما الإقتصادية و مواردهما الطبيعية, وبهذا فإنها تقوّي الفروقات القومية مع الآخرين وتعمقّها, وتحاول إيصال تلك الفروقات إلى حَدّ التعصب والكراهية وخلق روح الإنانية وعبادة النفس في صفوف العمال. أما الفروقات الآخرى فهي تخالف كثيراً الفروقات التي تدعو اليها البرجوازية, لذا ينبغي للعمال والشيوعيين أن تكون لديهم الرغبة في التزام الفروقات المغايرة لمايسلكه البرجوازيين والرأسماليين.
من تباين وفروق بين الكورد والقوميات الآخرى, ولكي نستطيع أنَّ نطوّر العلاقات الأممية بين العمال والشغيلة علينا تجسيدها في دستور العمل حتى نتمكن من القضاء على النزعات السياسية الشوفينية لدى العمال ويكون همهم الوحيد مساندة ومؤازرة رفاقهم في النضال من عمال وشغيلة القوميات الآخرى في التصدّي لأصحاب رؤوس الأموال. والوقوف معا ضّد سياسة البرجوازيين الليبراليين, وذلك في المناطق والبلدان التي
تسكنها القوميات المختلفة. فإذا وصلت علاقاتها إلى مستوى العنف و الاضطراب, فإنَّ التأريخ يسجل عملية انفصالها. وتأريخ العلاقات بين القوميات , ويُنتج انفصال بعضها عن بعض. إنَّ النصائح التي يقدمها يسار ايران ليسار كوردستان و العراق وقدمها سلفاً. ويدفع حركة الِورى في كوردستان( إن وجدت) إلى القيام بوضع حَدّ للأوضاع و الظروف الأتية. ويرى أنَّ إعادة كوردستان إلى العراق و ضّمه إليه من الواجبات العملية لتلك الحركة. إنَّ الوجه العملي لتلك التوجهات والأراء فيستند إلى نظرية تمتع الكورد بحق تقرير المصير أو البقاء ضمن عراق فدرالي متّحد – أي:إِنَّ ماسّموه بالفراغ السياسي و الإداري في الماضي وفي الحاضر وكانوا يُناقشون بسببها أوضاع و ظروف كوردستان والعراق والعلاقات بين القوميات والأديان والمذاهب المختلفة. فهؤلاء كانوا يحملون الافكار نفسها التي كان اليمينيون يعتقدون بها ، فكانوا بذلك الوجه الآخر لليسار، وكانوا مع هؤلاء متشابهين و متكافئين في الاعتقاد و المواقف. وبدائلهم كانوا يعتقدون بأفكار اليمينين نفسها و يتخذون مواقفهم انفسها. وهذه التوجهات و الافكار تتوافق مع مواقف و توجهات الاحزاب الكوردية و زعمائها ألاوليكارشيين ولا تعارض بينهما. ولم يستطع هؤلاء من مدّعي اليسار الخروج عن توجهات و أفكار الاحزاب الكوردية ألاوليكارشية الكاذبة و الخادعة. فجهة ترى في الاستفتاء الحَلّ و تقرير المصير، وجهة اخرى تعود الى المركز و ترى الحَلّ في ذلك. وبعضٌ من هذه الجهات لاتحم أفكاراً واضحة و صريحة فلا يستطيع أحد تحديد مواقفهم و اتجاهاتهم. وكذلك عندما يضع عملية عدم تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات على عاتق السياسة و أهداف الدول ألامبرياليه و العظى للتهرب من مسؤلية يجب عليه ألالتزام به من أجل إيجاد حق المساواة بين القوميات. وفي مسألة الاعتراف بانفصال عمال الكورد عن العمال العرب و الفرس و الترك وحتى في تأسيس دولتهم المستقلة نجد أن وجهات نظر اليمين و اليسار و مواقفهما مختلفتان باستثناء الدعوة الى تأسيس دولة مستقلة فهما متوافقان بصددها لكن بصورة غير منتظمة بغية إحداث تشتيت الفكر و إقلاق الراحة. ففيما يخص الدولة المستقلة فإنهم الآن يقولون كما إعتقدوا سابقاً أيضاً (إن شعارنا ليس تأسيس دوله كوردية وأن تكون للكورد دولة مستقلة ، فنحن نريد لتقرير مصير كوردستان حتى للاستقلال أن يُجرى إستفتاء شعبي بين سكان و قاطني كوردستان بغض النظر عن انتمائهم القومي).(73).
إنً يساريي إيران و العراق لايستطيعون إخفاء مواقفهم الكاذبة و شعاراتهم بين طيّات آرائهم و توجهاتهم المتضادة وأن يطبقوها على أرض الواقع. فشعاراتهم هذه ماتزال الشعارات الموضوعة على اللافتات و المكتوبة في بياناتهم. فهي لايتمكنون من القيام بحل المسألة القومية للكوردية بطريقة ثورية ويضمنوا بها حقوق المساواة بين القوميات. إن الواجب يفرض على ألاشتراكية المنتصرة إذا إكتسبت الديمقراطية الصحيحة ألا تكون جهودها مقصورة على تحقيق المساواة الكاملة بين القوميات، وإنما عليها القيام بإقرار حقوق ألامم المظلومة و المحرومة في تقرير مصيرها. اي: ان تكون حُرّةً في إختيارها الانفصال السياسي. وإذا لم تستطع ألاحزاب ألاشتراكية بكل أنشطتها الآن وفي حال قيام الثورة وبعد ألانتصار أن تثبت أنها تحرر ألامم المظلومة، وتقيم علاقات معها على أساس حرية التوحيد (مع معرفة أنَّ حرية التوحيد بمفردها شعار زائف دون حرية ألانفصال) وحينئذ تخون هذه ألاحزاب ألاشتراكية. ولاريب أنَّ الديمقراطية التي هي نوع من انواع الدولة قد تضمحل بإضمحلال الدولة فيكون الثبات و الرسوخ للشيوعية الكاملة بعد الانتقال من الاشتراكية الناجحة.(74).
وهذه المسألة تحتاج الى جواب وهو انَّ الشيوعيين إن لم يكونوا مهيمنين فتأسيس الدولة الكوردية و إنشاؤها الى الحصول على اجوبتهم. ولا يعني هذا أن تخلى الساحة للبرجوازيين و أصحاب رؤوس الاموال و أحزاب كوردستان الاخرى وأن يُرخى لهم العنان فيما يقومون به من القمع و الاضطهاد و نهب أموال و خيرات البلاد. وأن يُسلَّمَ المجتمع لمجموعة سياسية أوليكارشية تتصف بصفات عصابات الجريمة المنظمة و قطاع الطرق و القراصنة. فلليسار أحاديث و أقاويل باطلة لاطائل فيها، ولمصلحة شعاراته يقول (يجب أن يكون اليسار مندوباً عن حدوث المصير- ويقصد بذلك المأساة(التراجيديا)- فهذا الشعار يساند ادارة هذا الدور... وينير و يضيء الطرح الثالث لاستقلال نقطة غير معينة في اذهان أغلبية الناس. وهكذا فإن هذا الشعار فضلاً عن كونه عملياً او غير عملي دفع العمال و الكادحين الى ميادين العمل وجعلهم متفائلين بتمكنهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم)(75). ولايجوز للشيوعية رفع شعار لايمكنهم تحقيقه، أو أنَّ تحقيقه يمنحنا نتاجاً برجوازياً، وبناء على ذلك لايجوز أن ترفع الشعارات من أجل تفاؤل العمال بأمنية لايمكن تحقيقها. أو صهرهم في بودقة الموهوبة وينبغي أن ترفع الشعارات من أجل توضيح العمل المطلوب منك في اليوم والوقت المحدد ويكون مناسباً للتطبيق. والشعار الذي يحتاج التأريخ إلى تطبيقة عمليا مهم جداً, وهومن جانب النضال الطبقي مفيد للواجب و العمل التأريخي للطبقة العاملة, ومعلوم أنَّ أحد الواجبات التأريخية للطبقة العاملة هو العمل من أجل تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات والأمم من أجل القضاء على الميول وألأفكار الشوفينية بين الأمم و الأقوام واجتثاث جذورها ورفع شأن آراء وأفكار الطبقة العاملة والكادحة للأمم والقوميات المختلفة وإعلائها. وهذه الجهود كلها لاتبذل من أجل إبعاد وتبديد المضايقات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للطبقة البرجوازية في المناطق المختلفة.
ففي المناطق المختلفة وفي كل بلد ومنطقة كانت ساحة وميداناً لكفاح ونضال الطبقة العاملة والشيوعيين أصبحت المسألة القومية عائقة وعقبة أمام هذا النضال وحاولت كثيراً تمزيقهذا النضال و ارهاقه.وينبغي العمل وبذل الجهود من أجل " الاعتراف بحقوق الإنفصال للجميع واعلاء كل مسألة وقضية متعلقة بالإنفصال, من منظار يكون بعيداً عن التقصير في المساواة و التمييز الطبقي و التسلط."(76)
وهذه العملية محاولة لإزدهار وتطوير النضال الطبقي للطبقة العاملة, وتطبيقها مفيد ونافع لتأريخ نضال البروليتاريا ضد الرأسمالية ونظامها. فإذا صيغ من الناحية النظرية شعار ورفع هذا الشعار ولم يطبق على أرض الواقع, فإنَّ هذا يجعل الطبقة الثورية متردداً ومتشككاً في نضاله ويدفعها إلى تعليق آماله الثورية بمستقبل غير واضح. وينبغي أنَّ يكون شعار الدفاع عن حقوق المساواة بين القوميات أحد الشعارات الواضحة والصادقة لنضال الطبقة العاملة و الشيوعيين وذلك من أجل تحقيق الأهداف التأريخية الطبقية للطبقة الثورية في هذا العصر. لكن اليسار واليمين إلى حَدّ الأن يرفعان معاً شعاراً عمليا مضاداً وغير مناسب من أجل ماذكرنا.
فهما بذلك قد أبعدا العمال وطبقة البرولتاريا عن سياسة وأهداف التغيير العملي, ويحاولان إخراج هذه الطبقة عن طريقها الصحيح. باقتران أهدافها وسياستها بأهداف وسياسة الإشتراكيين الليبراليين والإشتراكيين الديمقراطيين والبرجوازية القومية. إنَّ الأخذ بيد الطبقة العاملة ودعوتها إلى المطالبة بتساوي الحقوق بين القوميات و الدعوة إلى تحقيق تلك المساواة, قد تحدد تأريخ تلك العلاقة التي تربط بين قوميتين أو أكثر مضطهدتين ومحرومتين من أبسط الحقوق. أي أنَّ تسلّط برجوازية قوميةما على عمال وكادحي وبرجوازية قومية أُخرى, يخلق الرغبة إلى التحرر و الإنفصال و الدعوة إليهما لدى أبناء القومية الخاضعة و المضطَهَدة. إنَّ تعطيل العمل بكل هدف من أهداف عملية النضال والكفاح له عواقب وخيمة وتترك آثاراً سيئة على هذه العملية كابتعاد الطبقة العاملة عن الواجبات و الأهداف الواقعة على عاتقها تأريخياً. إنَّ عملية حَل حَق التساوي بين القوميات , وعملية تحقيق هذا الحَق, عملية تكتيكية ثورية للطبقة العاملة والشيوعيين ضد الأهداف و الرغبات السياسية والإجتماعية والإقتصادية للدول الإمبريالية و الكبرى والبرجوازية و الرأسمالية المحلية. وفي الختام ينبغي لنا أنَّ ننهي بحثنا بإحدى مقولات ماركس وهي "كل أمة تضطهِد أمة أخرى, لايمكن أن تكون حُرّة ."
نجم الدين فارس 28-1-2018



* المصادر :-
1- د. عبدالمنعم الحفني ( المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ) الناشر / مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الثالثية ، 2000 ، ص 133 .

2- هنشنسون ( معجم الفكار والإعلام ، ترجمة خليل راشد الجيوشي ) دار الفرابي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2007 ، ص 60 .

3- الشيوعية العلمية معجم ، دار التقدم ، موسكو ، الترجمة الى اللغة العربية (دار التقدم) طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1985 ، ص 51 .

4- كاظم نوري الربيعي ، واشنطن (700 مليار دولار) ثروة حكام العراق ، (صوت اليسار العراقي) صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة الكتاب والصحفيين العراقيين .

5- محمد الكوفي ( الأزمة الأوكرانية وصراع الشرق والغرب ، جذور المسألة ومالاتها ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، بيروت ، الطبعة الولى ، اكتوبر 2015 ، ص 92-93 .

6- ب – ف بونو ماريوف ، مختارات القاموس السياسي ، ترجمة واعداد ( عبدالرزاق الصافي ) دار الوطن العربي ، ص 62.

7- رقية حسن ، المليارديرات ، الأوليكارشية في الديموقراطية الألكترونية ، مدونة بريدة ، الثالث من اغسطس 2015 .

8- موسكو تصبح موطن أكبر عدد من المليارديرات في العالم ،
مباشر ، تاريخ النشر 10/3/2013 .https ://arabic. rt .com

9- منصور حكمت ( في الدفاع عن إستقلال كوردستان) مجلة نحو التقدم العدد (21) 27 أب 1995

10- المصدر نفسه, ص 5 .

11- لينين ,الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , ص 6

12- لينين , الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 8

13- ماركس – أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ) ، ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) ، در التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , 1970, ص 322

14- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص3 .

15- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص4 .

16- ماركس ، الحرب الأهلية في فرنسا ، ( مقدمة من قبل أنجلس ، عام 1891) ن دار التقدم ، فرع طشقند ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 19

17- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب حرية كوردستان ، مجلة ( نحو التقدم ) العدد 27 أب 1995 ص 5

18- ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة ( 1844 -1895) . ( رسالة من انجلس الى بيبل ، 18-82 مارس 1875) دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1982 ، ص 215.

19- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 24

20- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ,ص 12

21- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، من إفتتاحية ( العدد 179) كتب بين 29 حزيران و 4 تموز 1842) ترجمة الياس شاهين الاعداد والترجمة والفهارس – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1986, ص 28

22- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، ( من مقالة ، المركز والحرية ) كتب في النصف الأول من أيلول 1842 ، ترجمة الياس شاهين – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي 1986 ، ص 33
محتوى الدولة القومية حيث يعيش فيها قومية واحدة أو اكثر لايفرق كثيرا عن الدولة الوطنية المتكونة من عدة قوميات .

23- ماركس ، أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو, ص 412 .

24- الدكتور محمد السيد سليم " تطور السياسة الدولية في القرنتين التاسع عشر والعشرين ، دار الفجر الجيد للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية ، الطبعة الثانية, 2004م ، ص 39 .

25- لينين ، مسائل السياسة والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 75-76 .

26- المصدر السابق ، ( خلاصة المناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها ), ص 197 .

27- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب إستقلال كوردستان ، مجلة " نحو التقدم " العدد " 21" في 27 أب 1995 ص 5 .

28- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 176.

29- ماركس ، أنجلس ، بصدد الثورة الإشتراكية ، مجموعة من المقالات (من مقال "بلاغ سري" كتب نحو 28 أذار- مارس 1870 ) ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي, 1983م ، ص 153 .

30- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 107.

31- أسو كمال ، مكان إنفصال كوردستان في النضال الطبقي في العراق ، ص 10 .

32- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو 1969م ، ص 73-74 .

33- المصدر نفسه, ص 176 .

34- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 30 .

35- المصدر نفسه ، ص27

36- المصدر نفسه ، ص5
37- ماركس ، أنجلس ن مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث) ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو ، ص 412 .

38- منصور حكمت " لة بةرطري كردنا لة داخوازي سةربةخؤيي كوردستان ، مجلة " بؤ ثيَشةوة " العدد 21 ، 27 أب 1995, ص5.

39- المصدر نفسه, ص5.

40- المصدر نفسه, ص5.

41- الاتجاه برس / تقارير ، 46 مليون شخص يعانون من " العبودية المعاصرة " في العالم .
http : // aletejah tv .com 2619120

42- منصور حكمت ,المصدر السابق ذكره, ص5.

43- مراسلات ماركس ، أنجلس ، ( رسالة من ماركس الى أنجلس ، 30 تشرين الثاني " نوفمبر " 1867 ) ,ترجمة الدكتور فؤاد أيوب ، دار دمشق ، دمشق ، سوريا ، الطبعة الأولى, 1981, ص ص 228- 229 .

44/ ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة 1844 – 1895 ( رسالة من أنجلس الى بيبل ، 18-28 أزار 1875 ) دار التقدم ، موسكو ، طبح في الاتحاد السوفيتي 1982 ، ص 215 .

45/ منصور حكمت ، لة بةرطريكردندا ............ بؤ ثيَشةوة ، العدد 21 ص 5 .
46/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص 328 .
47/ نجم الدين فارس ، خولي هةفتاي نةتةوة يةكطرتوةكان ، جارٍداني فرة جةمسةري بوو ، سايتةكاني ، بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثيَنوسةكان
48/ منصور حكمت المصدر السابق ، ص5

49/ نفس المصدر ص5

50/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص410 .

51/ لينين – المسائل القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، ص227 .

52/ مارتن ظان ثرونةسن ، ئاغا و شيَخ و دةولَةت ، وةرطيَرٍاني ، د. كورد عةلي ، مةكتةبي بير و هؤشياري ( ى . ن .ك ) دةزطاي ضاث و ثةخشي حةمدي ، سليَماني ضاث 2010 ، بةرطي يةكةم ، ل 213

53 / نفس المصدر ، ص235

54/ ماركس – أنجلس ، بصدد الثورة الاشتراكية ، مجموعة من المقالات ( كارل ماركس ، من مقال " بلاغ سري" كتب نحو 28 أزار (مارس) 1870) ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1983 ص153

55/ نفس المصدر السابق ص154

59 – نجم الدين فارس : الدورة ( 70) للأمم المتحدة و الأعلان المتعددة الأقطاب ، ( تشرين الأول 2015) و التي نشرت باللغة الكردية في ( بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثينوسةكان ) .
60- نفس المصدر.
61- محلة انترناشيونال ، الناطق باسم الحزب الشيوعي الإيراني ، 1995 ، العدد (17) ص 11. تصدر هذه المجلة باللغة الكردية .
62- الإتجاه برس / تقارير ، 26/9/2016 : http://eletejahtv.org
63- الإتفاقية الخاصة بالرق ، منظمة عصبة الأمم/ منظمة الأمم المتحدة .
64- لينين : مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 172 – 173 .
65- مجلة انترناشيونال – العدد (17) ص 11 .
66- علاء الدين سجادي : ثورات الكورد و كورد جمهورية العراق. اعداد و طبع احمد محمدي ، (اطلس جاب ) للطبع و النشر ، طهران ، 2005 ، ص 38 . باللغة الكردية.
67- مجلة انترناشيونال ، العدد (17) ص 11 .
68- لينين : مسائل السياسة والقومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 88 -89
69- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 89-90 .
70- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية، دار التقدم، موسكو، 1969، ص91.
(71- لينين :مسئل السياسة القومية والاممية البروليتارية, دار التقدم, موسكو, 1969, ص174.
(72- منصور حكمت: في الدفاع........,الى الأمام , العدد21,ص5 .(باللغة الكردية)
(73- المصدر نفسه ,ص5.
(74- لينين :المصدر السابق ذكره, ص168-169.
(75- منصور حكمت: المصدر السابق ذكره, ص5.
(76- لينين :المصدر السابق ذكره, ص92.








الكاتب : نجم الدين فارس
الترجمة : يوسف عمر



" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "

الجزء الأول

السلطة الأوليكارشية ، هرم السلطة الرأسمالية:

الطبقة أو القبيلة الأوليكارشية عبارة عن طبقة أقلية في المجتمع والدولة وفي الأنظمة المتقدمة أو المتأخرة ، وفي العصور المختلفة من التاريخ ، وعند سلطتهم أو خارجها هدفهم ومطلبهم إحتكار جميع المفاصل ، والهدف الأساسي الاستيلاء على كل المفصل الاقتصادية والأجتماعية والسياسية والاعلامية والعسكرية ، ويكون جميع المؤسسات الحيوية في الدولة خاضعا لهم ، ويتم إستخدامهم لصالح الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، وذلك عن طريق تعيين وزج الأشخلص التابعين لهم في المفاصل الرئيسية للسلطة والدولة .
جميع أعمال وأفعال هذه الطبقة الأقلية من أجل زيادة الثروة والحفاظ على الرأسمال ، ويعد هذا العمل السبب المباشر في زيادة الفقر وتجمع ثروة المجتمع لدى مجموعة فاسدة .
للأوليكارشية تعاريف عدة وفي المصادر لها نفس المحتوى والتعبير ، سواء كانت التعريف للدولة الأوليكارشية أو الطبقة الأوليكارشية لا يفرق كثيرا ، لأن الدولة الأوليكارشية دون نظام سياسي اوليكارشي لن يدوم ، إذن في هذه الحالة يكملان بعضهما ، وبتفرقهما لا يستطيعان الصمود في مجتمعاتهم وبلدانهم على الصعيد العالمي .
في الدول التي ليست السلطة فيها ديموقراطية ، كما أن الحكومة ليست سلطة الأغلبية ولايمثل الشعب ، دون وجود نظام أقلية محتكرة لن يكون بالإمكان تسمية النظام السياسي والسلطة بالأوليكارشية ، وحسب الزمان والمكان والعصر يتغير .
إستخدام هذا المصطلح من قبل افلاطون في كتابة ( جمهورية أفلاطون ) تجاه طبقة أقلية سلطوية فاسدة ، حيث كانت مكاسبهم عن طريق أجساد وارواح الناس ، وكانوا يحتركون جميع المصادر الطبيعية وانشطة أفراد المجتمع لخدمة مصالحهم .
وينظون انفسهم أسياد الناس وصاحب الموارد الطبيعية ، وينظرون للناس كعبيد ومسخرين لهم ، وحسب المكان والزمان استخدموا شتي الطرق والأشكال المختلفة للسيطرة على الاقتصاد والسياسة .
يتكون مصطلح ( الأوليكارشية ) من فقرتين ( الأوليكوس ) يونانية اغريقية ويعني الأقلية ، ( ارخو) يعني السلطة أي حصر السلطة بيد عدة أشخاص أو عدة عوائل أو عائلة واحدة . علما بعد أفلاتون يتم استخدام مصطلح الأوليكارشية من قبل ارسطو في تحاليلة وأرائه السياسية تجاه السلطة في اليونان بذلك العصر ، واصبحت مصدرا لتحليل السلطة والطبقات في اليونان .
استخدام هذا المصطلح وتزحلقه للغة السياسة لدى الأوروبين يعود الى عام 1577 ميلادية ، ومن ثم أستخدمت كمصطلح سياسي واقتصادي في الفواميس السياسة . (1)
الأوليكارشية لدى ( هتشنسون ) سلطة الأقلية من أجل المصلحة الذاتية ، وفي الوقت الراهن هنالك عدة أشكال من سلطة الأقلية ، حيث يصفون أنفسهم بمتبعي الديموقراطية ، على سبيل المثال عائلة (دوفالير) في هاييتي كانت سلطة شبه عسكرية ودام حكمها من العام 1957 لغاية عام 1986 ميلادية . (2)
تعريف أخر للآوليكارشية يعتبر ( المالية ) هرم البرجوازية وسلطة الرعاية للصناعات والتجارة والبنوك ..... الخ ، كما أنها صورة مشيدة وثابتة لرأسمال المالية . (3)
حسب الرؤية الحالية للتعاريف معطم السلطات واحزابهم في العالم سلطات وفرق أوليكارشية لأنهم يمارسون الاحتكار في جميع أفرع الحياة ، ويتم السيطرة على جميع المفاصل الاقتصادية والسياسة والتجارية والاعلامية والثقافية من قبل الرأسماليين والأغنياء الفاحشين والمليارديرات ، وإختلاطهم بنظام النقد العالمي وأسهمهم في البنوك العالمية والشركات الاحتكارية لاستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي والمصادر الأخرى ، ويتم إستخدامهم لمصلحة الطبقة الأقلية الأوليكارشية.
لذا الحكام وبعض السياسيين وأحزابهم وبعض العوائل المتداخلة في السياسة وأحزابهم على الصعيد المحلي والعالمي ينطبق عليهم التعريف الأوليكارشي أو الطبقة الأوليكارشية .
منذ عام 1991 يتم السلب والنهب في الاقليم ، وبعد ذلك ومنذ عام 2003 في عراق المرجعية الشيعية والمتعصبون القوميين في المذهب السني والأحزاب الدينية وميلشياتهم ، ومن قبل مجاميع المافيا ، وتمت السيطرة والاستيلاء على المصادر الاقتصادية والمالية والطبيعية .
القادة من الأحزاب بعد الإنتفاضة الربيعية عام 1991 في إقليم كوردستان عادوا الى المدن دون أن يكون لديهم أي رأسمال أو يمتلكون شيئا يذكر ، ولكن حسب التقرير الذي أعدتها السفارة الأمريكية في العراق بعام 2016 مفادة أن قادة الجزبين الكبيرين في الأقليم وعوائلهم يمتلكون 300 مليار دولار ، وهذا المبلغ الضخم من ضمن الرأسمال الذي حصل عليه القادة في العراق من العلمانيين والاسلاميين والقوميين والذي قدرة 700 مليار دولار ، وحسب التقرير ذاته خمسة أشخاص من القادة الكورد يمتلكون ذلك المبلغ والذي قدرة ثلاثة مائة مليار دولار ، حيث أنهم من اعوان العائلة السياسية والاحزاب .
وحال مجاميع المافيا في وسط وجنوب العراق ليس أحسن حالا من أقرانهم في الاقليم .
كما يشير التقرير أن ثروة أعضاء دولة القانون والتي يتراسها (نوري المالكي) مبلغا هائلا وقدرة 210 مليار دولار ويتوزع المبلغ على (24) عضوا ، وكذلك قائمة أياد علاوي حيث كان أنذاك يحمل اسم القائمة العراقية ، ويعرفون أنفسهم كعلمانيين ، يمتلكون مبلغا قدرة 180 مليار دولار وتتوزع المبلغ على (24) عضوا . (4)
كل هذه الأمثلة وغيرهم عن الاحزاب منذ عودتهم الى العراق واقليم كوردستان حيث لم يكونوا يمتلكون أية ثروة أو لو كان لديهم شيئا من المال كان مبلغا مقارنة بما يملكونة الان شيئ لا يذكر حيث كان يدفع لهم من قبل بعض البلدان من أجل تنفيذ مقاصدهم السياسية في العراق واقليم كوردستان . مثال أخر على ذلك الوضع الذي حصل في اوكرانيا بعد عام 1991 ، أي بعد إنفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 .
وقعت الدولة تحت سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني حيث كان همهم الوحيد كيفية الحصول على الثروة وكيف يكونون أثرياء ، والمجموعات اليمينية القومية والمتطرفين ومؤيدي روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي ومساندتهم من لدن الدولة الروسية الحديثة ، ومن ثم عمليات السلب والنهب .
كل ذلك من أجل الاستيلاء على ممتلكات الدولة والثراء ، ويكونون من ذوي الرأسمال الضخم ، وأصبح هؤلاء طبقة أوليكارشية أقلية وأصحاب الرأسمال الكبير والثروة الوفيرة ولايتم استجوابهم لأنهم فريق أوليكارشي مسنودين من روسيا والغرب ، وظهرت هذه الحقيقة عند ابرام الصفقة السياسية مع الرئيس الوكراني (كوتشما) الذي كان من ضمن عائلة اوليكارشية أوكرانية كبيرة ويدعم من قبل روسيا ، وكان زعيم الثورة البرتقالية الوكرانية (فيكتور يوشينكيو) أوليكارشي أوكراني كبير ويدعم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
في إنتخبات 26 كانون الأول 2004 خسر المدعوم من قبل امريكا والغرب ، واتهم أعوان روسيا بالتزوير ، عندها وعدت الولايات المتحدة الامريكية (كوتشما) المدعوم من روسيا إذا فاز (فيكتور يوشينكو) في الانتخابات المعادة ، سوف لن يقوم الحكومة الجديدة المدعومة من قبلهم بمس ثروة عائلته ولن يقدموا للاستجواب والمحاكمة وعلى الوجه الخاص عدم الاقتراب من (بينشوك) الحفيد ، وهذا لان الجميع قام بجمع الثروة بطرق غير مشروعة .
تم إعادة الانتخابات ونفذت الاتفاقية ، وحصل (فيكتور يوشنكو) على نسبة %52 من الأصوات ، يصح القول إذا قلنا لقد زتبت له هذه النسبة من الأصوات .
كانت الثورة البرتقالية كذبة عارية وإهانة لمؤيدي الإصلاح ، لأن كما يقول الباحث السويدي (أندرس أسلوند) كانت الثورة البرتقالية ( ثورة أصحاب الملايين ضد سلطة أصحاب المليارات ). (5)
لم يكون الثورة البرتقالية ثورة من أجل الاصلاح والنزاهة ، بل كانت مصدرا لإندلاع القضايا والصراع بين أصحاب المليارات الأوليكارشية ، والشيئ ذاته ظهر في القضايا والصراعات الداخلية في العراق بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية .
أو نقول صنيعة هؤلاء على شاكلة أسلافهم هناك . الطبقة الأوليكارشية في العراق و اقليم كوردستان ، وحتى التي في أوكرانيا لديهم سياسة وهدف مقرب وقاموا بإتباعه وتنفيذه على نفس النمط ، وذلك من أجل الثراء حيث استفادوا من السيطرة على واردات وممتلكات الدولة واهماوا العمران وإنبعاث البنية التحتية لأوطانهم ، مما جعل منهم طبقة اوليكارشية وقاموا بتكوين الأوليكارشية السياسية حيث أدى الى المأسي والحياة النعيسة وعدم العدالة والحقوق .
هذه الطبقة الأقلية الأوليكارشية يتكون مصدر إيراداتهم من سلب ونهب ثروات وإيرادات والقوة الأقتصادية لدولة وقوت المواطنين ، ويتم استخدام الثروات في خدمتهم الشخصية وسلالتهم وعوائلهم. هذه الطبقة الأقلية لم يكونوا أصحاب المليارات عن طريق الصناعة والتجارة والانتاج ، بل عن طريق الاحتكار والاستيلاء على معظم المصادر المالية والايرادات ، ومن أجل ذلك قاموا بخلق الوضع المؤزم واستخدام الحالة المعيشية للمواطنين فضلا عن الخطابات المزيفة والكلمات الرنانة حيث باث الحالة المعيشية من الناحية الاقتصادية في اسوا الحالات ، كما قاموا ولايزالون مستمرين بتصنييق مساحة الحريات وجعل الحياة أشبه بالجحيم ، لا يدعون أي فرصة للناس واصحاب الرأسمال الصغير والوسط ، ويجعلون من الجميع تابعين لقدرتهم الاقتصادية ، وإذا ظهر إختراع أو عمل حديث لصالح المجتمع سيقومون بإزاحته أو يتم إستخدامه لخدمة مصالحهم .
استطاع عائلتان أو ثلاثة عوائل في اقليم كوردستان احتكار السوق والاستيلاء على الايرادات عن طريق سلب ونهب الثروات العامة ، وبذلك جمعوا ثروة هائلة ودمروا المصادر الجزفية وما فوق الأرض والمؤسسات الاقتصادية . كما تم نقل الملكية العامة الى الملكية الخاصة حيث معظم المسؤولين السياسيين وذوي السلطة يستولون على أبار النفط أو لديهم مصافي التكرير أو المستشفيات الكبيرة ووسائل الاتصال .. الخ ، كما يستولون على المصادر الاخرى للانتاج والطاقة الكهربائية وحتى الايراد الطفيف للزراعة ، هؤلاء لم يفعلوا شيئا لأجل الناس وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين ، وفي معظم الأحيان كانوا سببا لتحطيم كل ماتم ذكره ، ويعود وجود هذه الطبقة الأقلية في الاقليم والعراق الى السلب والنهب المتواصل خلال السنين المنصرمة ولا يزال العملية مستمرة .
لم يسعى هؤلاء لبناء بنية متينة لإنشاء الدولة ، أو العمل لتقدم الوضع والرأي الدولي . بدلا عن ذلك ساد الحزاب والتدمير للقوة الذهمية والمعنوية لقاطني الاقليم ، لكي يخلولهم الدرب للاستمرار في أعمالهم . لو كانوا رجال دولة وقوميين لعملوا سابقا وفي الوقت الحاضر من أجل بناء بنية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متينة لكي يتسني قرار إنشاء الدولة بسهولة ويكون امرا مسورا ، وكان بإستطاعتهم وحسب الفقرات والمواد القانونية الدولية والعمال الدبلوماسية وخطة استراتيجية العمل على تكوين وضع ورأي محلي واقليمي ودولي لإعلان الدولة الوطنية المستقلة . في مقال سابق وفي عام 2013 تحت عنوان ( محاولة من أجل إنشاء دولة كوردستان الوطنية ) أشرت الى عدة جوانب هامة ، ولكن لايبالون بذلك لأن ثرائهم أتت في ظل عدم وجود الدولة ومؤسساتها . في الوقت الراهن ومستقبلا سيصبح إنشاء الدولة نحسا لهذه الطبقة الأوليكارشية في اقليم كوردستان ، ولكن هذه الطبقة متواصلة مع الدولة ، وهذه الحالة يختلف عن أوكرانيا والدول الأخرى .
في حالة إعلان الدولة المستقلة سيظهر الحكومة شيئا من التخفوف والقلق ، كما جرى عند عملية الاستفتاء السابقة ، والأفعال التي قامت بها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد المواطنين في الاقليم وتم إستعلالها من قبل الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، لذا هذه الحالة ربط المواطنين في الاقليم بالسلطة الحاكمة ، ولكن لايبالي الناس بهذا الارتباط وسيفكرون بإستجواب تلك الطبقة الأقلية الأوليكارشية في الاقليم تجاه عدم العدالة والحقوق وممارسات السلطة ضد المواطنين .
لن يكون هذه العملية في صالح السلطة ، لذا السلطة الأقلية الأوليكارشية من أجل بقائها فكرت بالسيطرةعلى القوى العسكرية والاستخباراتية والأجهزة الأمنية ، وبالفعل تم ذلك .
سيبقى القوى العسكرية الحزبية على حالهم ، ويتم إلتصاقهم بصورة تامة بالأحزاب المسيطرة على السلطة ، كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الاستخباراتية والأمنية والبيشمركة .
من جهة أخرى يحاولون الاستيلاء على الاعلام ورؤي وأفكار الاعلاميين والمنظمات المختتصة بشؤون الطبقات والنخب ومنظمات المجتمع المدني ، ويجعلون من المراكز والجهات الاجتماعية والمؤسسات المسمى بمؤسسات الأبحاث تابعين لهم ويكونون تحت إمرتهم .
يقوم أحزاب الطبقة الأوليكارشية وسلالتهم وعوائلهم بالاحتكار والاستيلاء كما هو الحال في الأقليم ، ومن شدة خوفهم على الرأسمال والحياة لن يبقى شيئ إلا وأستلوا عليه تماما .
كل ذلك من أجل الدفاع عن بقائهم في السلطة والاحتفاظ بالثروة والأموال ، لذا بالنسبة لهذه الطبقة الأقلية الدولة لا يعني شيئا ، والوضع الحالي في الاقليم حيث أنها ليست بدولة وليست حوكمة مدينة تامة يفع في خدمة هذه الطبقة واسيادهم . يأمرون من الخارج ويعلمون لسيرالمسار السياسي لدول المنطقة نحو التقدم ، وفي المقابل يقوم تلك الدول بحمايتهم وبقائهم ضمن المجتمع وفي رأس السلطة ، وهذا يعني الحديث عن إنشاء دولة مستقلة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ليست إلا كذبة عارية من الصحة .
(الأوليكارشية المالية) مجموعة يتكون من كبار رجال البنوك والصناعات الاحتكارية ، ويستولون على اقتصاد وسياسة الدول الرأسمالية المعاصرة .
الذي يميز عصرالإمبريالية عن العصر الراهن عبارة عن اتعاد رأسمال البنوك مع رأسمال الصناعات حيث يكون الناتج عن هذا الاتحاد التكوين المالي .
كما يعتبر هذا الاتحاد تكثيفا لجزء هائل من الثروة الاجماعية لدى مجموعة قليلة من المحتكرين الكبار . (6)
يقول الباحث في العلوم السياسية (جيفري ويتنزر) الطبقة الأوليكارشية عبارة عن أقلية حاكمة أو تلك السلطة الياسية المحصورة عند مجموعة أو فرقة أقلية في المجتمع ، والذي يميزهم عن بقية أفراد المجتمع إنهم أصحاب أموال أو أنهم ذو أصل أو أنهم سلطة عسكرية ، وحسب العصر وجنودهم يصنهرون بصور مختلفة .
يشير ( ويتنرز) أن النخبة في علم الإجتماع الحديث منذ عصر بارميتو وميشيلز لديهم مفهوم ودلالة واسعة للأوليكارشية حيث الأثرياء الفاحشين والبيروقراطين الكبار وممثلي الأحزاب السياسية وقادة الرأي يكونون جزء صغير من السلطة . حسب رأي أرسطو الثروة والأموال الهائلة مصدر رئيسي لقوة الأقلية . (7)
كما يجري في الولايات المتحدة الأميركية حيث السلطة محصورة بيد أصحاب المليارات والأثرياء ، ويكون تداول السلطة فيما بينهم ، الحزبين الجمهوري والديموقراطي حزبي النخية في الولايات المتحدة الأميركية يضم كل حزب مجموعة من أثرياء الأوليكارشية المالية حيث يساندهم الصناعات والبنوك ، ويجري الحصلات الانتخابية برأسمالهم وفي المقابل الحزب الذي يتسلم السلطة يقع على عاتقة خدمة رأسمالهم .
يضمنون لهم فرص نمو الرأسمال عن طريق الاستثمار ضمن إقتصاد الدولة وبلدان العالم ، ويسهلون لهم عمليات الاحتكار ولا يدعون أن يصيبهم أي مكروة اقتصادي وانخفاص في الرأسمال عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة للأسنثمار ، كما ذكر (مجلة فوربس) في أواخر عام 2014 الفاحشين في أميركا البالغ عددهم أربع مائة شخص بلغ نمو ثروتهم حوالي %14 .
لم يقتصر احتكار الرأسماليين على الولايات المتحدة الأميركية فقط ، بل في الوقت الراهن كل من الصين وروسيا يأتيان بالمرتبتين الثانية والثالثة بعد أميركا ويوصفون ببلدان المليارديرات ، وحسب المجلة ذاتها يبلغ عدد المليارديرات في الولايات المتحدة الأميركية 413 مليارديرا وفي الصين 115 مليارديرا وفي روسيا 101 مليارديرا ، وكما ذكر المجلة الأميركية (فوربس) يبلغ عدد المليارديرات في العالم 1210 شخصا حيث يقدر رأسمالهم بأربعة ونيف تريليون دولار حيث كان رأسمالهم قبل عام كان 3.6 تريليون دولار ، وحسب ذلك قد زاد رأسمالهم في عام واحد حوالي 900 مليار دولار.(8)
التسلسل العالمي لمليارديرات الدول الأولى والثانية والثالثة يقومون الان بعمليات الاحتكار في جميع بلدان العالم حيث يحتكرون أسواق الاسلحة التقليدية والأسلحة الاستراتيجية وانتاج السيارات والحاسوب وتكنولوجيا الألكترونات والأقمشة والغاز والنفط والحبوب والألواح الحنشبية والكثير من السلع اليومية المذداولة .
هؤلاء الآوليكارشية الدولية يؤثرون على القرارات والتصويات وقوانين المنظمات والؤسسات الدولية ، إذن نستطيع القول بأن الأثرياء يحكمون العالم وليس السياسيون ، لأن السياسيين يقعون تحت تأثير رأسمال الأوليكارشية المالية والبنوك وعن طريق اقتصاد الاستثمار يصبحون سندا وعونا لهم ويخدمون بعضهم البعض ، والحكام والسياسيين عن طريق السلطة والقوة العسكرية والطبقة الوليكارشية يساندون بعضهم البعض .
مامسمى بالقادة والسياسيين وعوائلهم عن طريق الاهتمام بالسلالة واعمال السياسة وعوائلهم وأحزابهم والقوة العسكرية القابعة تحت نفوذهم يحتكرون جميع مفاصل وجوانب السلطة والادارة والاقتصاد ويضنون ان جميع المفصل والجوانب المذكورة جدير بهم .
تم تنظيم القوة العسكرية (البيشمركة) ضمن إطار حزبين مختلفين من أجل الإبقاء على السلطة والاقتصاد المحتكر ، ولم يقوموا بتوحيدهم كجيش وطني منظم ، والظاهر ليس لديهم نية لفعل ذلك ، لأن تنظيم البيشمركة ضمن جيش وطني منظم سيفقدهم السيطرة على تلك القوة العسكرية ، ولن يكون هذه القوة تحت إمرتهم ويخرج عن الاطار الحزبي ويصبح قوة وطنية حيث لن يكون بإستطاعتهم إنتشارها حسب أهوائهم والجربهم للإقتال الداخلي ، وكذلك لن ينتسنى لهم إستخدامها للوقوف بوجه القوى الاخرى ، أو إستخدامهم ضد المواطنين العزل في الاقليم ، والدفاع عن عملياتهم الاحتكارية في جميع مفاصل الحياة . إذا تم ذلك لن يكون بمقدورهم وحسب مصلحتهم صياغة القوانين والأحكام لمعاقبة ومكافأة الناس ، وكذلك لن يكون بإستطاعتهم بيع النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى ، حيث الأن يستفادون من هذه الوضعية وليس هنالك أي شخص على علم ودراية بكيفية البيع والتعامل ونوعية الصرف والتوزيع دون ان يكون الموال الهائلة المستحصلة في خدمة المجتمع ، كما لا يخلولهم الدرب كالذي يحدث الن للإستيلاء على الأشكال المختلفة للتجارة والإستثمار في العقارات والصناعات إن وحدت . الطبقة الأوليكارشية سواء كانت في السلطة أو خارجها يحاول السيطرة على مؤسسات الدولة ، و ذلك عن طريق زج أفرادهم والعمل على كل ماهو غير قانوني عملا قانونيا والعكس صحيح .
يتم هذه العملية مؤسسات القضاء والإدعاء العام ومجلس النواب ورئاسة الحكومة والمفصل العسكرية وجميع الميريات ومنظمات المجتمع المدني والطبقات والنخب حيث يتم استخدام الجميع من أجل مصلحتهم ، لكي لا يأخذ القوانين والأحكام مجراه الطبيعي ، ومن جهة أخرى يسيطرون على التيار الاعلامي ويقومون بصناعة ألف كاتب وكاتب وباحثين من دون أبحاث ومحللين سياسيين (مراقب سياسي) ويجعلونهم ميسورين من الناحية المالية ، وفي المقابل يقوم هؤلاء بحفظ ماء وجه الطبقة الأوليكارشية من خلال أكاذبيهم وكلماتهم المرزكشة لتغيير الواقع الذي بواجهه الواطنين من ظلم وفساد ومخالفة القوانين .
لا يخلو هذه الشبكة العنكبوتية من أساتذه الجامعات وما يسمى بالمثقفين حيث باتوا عبيدا للنقود ، والحقيقة هؤلاء يقومون بصناعة الكذب من أجل المال ، وبعض من هذه النخبة يستلمون النقود عن طريق تقاعدهم فضلا عن ما قبضوا من الموال سابقا مقابل صناعتهم للأكاذيب والكلمات المزركشة ، وطالت هذه السيطرة منظمات الطبقات والنخبة حيث أصبحوا سبب وعقبة أمام إيصال إحتجاجات المواطنين ويعلمون على إسقاط المتطلبات ، جميع الأصناف المذكورة يخونون أنفسهم والناس لصالح الطبقة الأوليكارشية من أجل مبلغ من المال .
يجعل الطبقة الأوليكارشية كل الأطراف في السلطة ملحقا للمال من أجل مصالحهم والدفاع عن البقاء في السلطة والعمليات الاحتكارية ، الدعم الوفير المقدم من قبل أساتذة الجامعات ودكاترة السياسة وما يسمى بامثقفين للأحزاب ، أو يصحون أعضاء في الأحزاب ، وهذا فضلا عن مبادئهم إذا كان نظير مباديء أحزابهم ، وعن طريق كتاباتهم ومحادثاتهم الخالية من المعرفة يصبحون دعاة الأحزاب وبدلا عن إنهاء العبودية في المجتمع والعمل على انتشار الوعي حول الحياة والمعيشة ، بأفواههم المهلهل وكتاباتهم المشبوهة ، يجعلون من العبودية مكافأة لأنفسهم وللمجتمع . ما نفعله هؤلاء من أجل نيل المناصب الحكومية والحزبية وعضوية البرلمان أو الحصول على مرتبة وزير أو مدير عام ومستشارين و... الخ ، وكل هذا من اجل الحصول على راتب أعلى مقارنة بذويهم في النخبة حيث يجرون ذويهم والناس نحو العبودية . يظهر هؤلاء كالمؤسسات الدينية التي تقوم عن طريق الفتوى والخطابة في المملكة العربية السعودية بالدفاع عن السلطة الملكية ، ويدفع لهم وعائلة (محمد عبدالوهاب ) الدينية في السعودية مبالغ هائلة ، إذن إستطاع الآثنان عن طريق النقود والكذب الدفاع عن الأوليكارشية الملكية السعودية ، إذن بصورة مباشرة أو غير مباشر جميع رؤساء النخبة المذكورة أعلاه جزء أو مكملة لبقاء السلطة الأوليكارشية ، ومع ذلك لن يقوم هؤلاء بأي خطوة إيجابية للأمام لكي يكون جميع الأعمال قانونية ويكون الدوائر الحكومية على صورة مؤسسات ، ولذا هؤلاء جزءمن عملية فساد السلطة السياسية الأوليكارشية واحيانا يكونون سببا لإشعال فتيل الإقتتال الداخلي عن طريق أفواههم المهلهل واحاديثهم الغير مرغوبة .
الطبقة الأوليكارشية في أقليم كوردستان ودولة العراق الفدرالية والأوليكارشية المذهبية والقومية المتعصبة أصحاب الأبار النفطية المسروقة والمحتكرة وحتى في العالم بأسره لكي يكونوا أثرياء أكثر وأكثر يقومون بزرع المخاوف وإندلاع الحروب الأهلية والاقتتال لالداخلي في بلدانهم وخارجها ، ويحصل أحيانا اللأقتتال الداخلي بين عائلتين أوليكارشية في الوطن التي يجمعهما ، والكثير من الناس يصبحون وقودا لقضايا وصراع الطبقات الأوليكارشية ، وخير دليل على الاقتتال الداخلي التي حدثت في اقليم كوردستان ، وأحيانا يصبح الاقتتال حربا بين دولتين ويحدث هذا إما بالوكالة أو يندلع الحرب بينهما بصورة مباشرة ، وكل هذا الصالح ومن أجل رأسمال الأوليكارشية العالمية والأقليمية.
يقف وراء معظم الحروب شركات متعددة الجنسيات في العالم ويدار من قبلهم .
لو كان كل ماتم ذكرهما مطلب الأوليكارشية ، فلن يستطيع الطبقة الأوليكارشية الكوردية والمذهبية والقومية العراقية إعطاء الحرية لإنشاء دولة كوردستان الوطنية ، لأنهم يهتمون بالرأسمال وليس الوطن والقومية .
استعمال المصطلحان المتعفنان العلاقة الأجتماعية السياسية واقتصاد العصر توأمان يتم تداولهما من اجل السيطرة و زيادة الرأسمال .


الجزء الثاني

القوى (القوة)وطبيعة القوة الثالثة :
للحديث عن القوة الثالثة ، يجب أن نحدد أسس وجذور تكوينها ، ونعلم هدفها وحركتها وسياستها ونهجها وتواصلها مع القوى المحيطة بها من نظرئها وتضادها ، لأن في العالم نوعان من الحركة السياسية ، ومجموعتان مختلفتان في المصالح والأهداف حيث لهما التأثير المباشر على تحديد القوة الثالثة .
هل هنالك وجود للقوة الثالثة ؟
أو أنها مجرد تسمية وتلوين .
أعتقد لاوجود للقوة الثالثة ، لأن العالم منقسمة على الظالم والمظلوم ، لذا مهما كانت لون القوة ، فإنها تقع ضمن الألوان المختلفة للحقيبتين ، يضم حقيبة الرأسمالية والبرجوازية ألوان وسيماء مختلفة وهدفهم ذات الهدف ، الليبراليون ، القوميون ، الليبراليون الجدد ، الليبراليون القدامى ن الديموقراطيون ، المحافظون ، الديموقراطيون الاشتراكيين ، الشعبويون ، البيروقراطيون ، الدكتاتورات التكنوقراطيون ، العلمانيون واصحاب الأعمال .... الخ .
كما نستطيع ان نضع اليساريون في الوقت الراهن ضمنهم ، ولكن مع وجود اختلاف طلي ، وفي المقابل هنالك قوة واحدة ، ألا وهي قوة الكادحين والعمال ، بحيث يكون هذه القوة معدة نماما بالمناهج والنظام الماركسي والاشتراكية العلمية ، ويكون لديهم رؤية واقعية وموضوعية للعالم ، وحسب الضرورة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على تلك القوة الشاسعة في المجتمع أن يوجه أهدافها واستراتيجتها صوب المجتمع ونطامه . إذا في جميع بلدان العالم يوجد حقيبة من الألوان والسيماء الحزبية والحركات الفكرية والسياسية للجميع الهدف والعملية ذاتها . نسطيع القول بأن جميع الأحزاب في دولة العراق بشكل عام وفي اقليم كوردستان قابعين في تلك الحقيبة الملونة ، وفي الجهة المقابلة يوجد قوة الناس وإذا كانت هنالك لهم وجود المناظلون من الحركة الشيوعية ، وبين هاتان القوتين لاوجود لقوة ثالثة ، وتسمية القوة الثالثة إرتباك وإبعاد للقوة الحقيقية الثانية ، والإنخراط بينهما سيؤدي الى التضليل ويكون لصالح القوة الأولى .
سيقع القوة الأولى وما مسمى بالقوة الثالثة ضمن جبهة واحدة ضد الجبهة المقابلة والأسس الثورية ، ويجب أن نضع في الحسبان بأن النظام الرأسمالي سواء كانت متقدمة أو متأخرة يتكون من البرجوازيين والرأسماليين بأحزابهم ومنظماتهم وعناوينهم المحتلفة ، والجبهة المقابلة يضم العمال والكادحين والبروليتاريا ومعهم الشيوعيون العلميين حيث لهم نضال وهدف سياسي وطبقي مشترك .
فقط بإستطاعة هذه الجبهة الوقوف بوجه الجبهة الرجعية والبرجوازية ، وإحداث تغيير جذري في المجتمع ، حين يكون البرجوازيون الصغار مسرورين بأنهم أصبحوا القوة الثالثة حزبان أو اكثر سيقرون بأن هنالك قوة يقف الى جانبهم ومن الناحية العددية يحتلون المرتبة التي تليهم ، ولإثبات الواقع العملي والنظري يجب على الشيوعيين العلميين أن لا يكونوا من مروجي تلك الأفكار والأراء الخالية من الصحة . علينا أن لا ننسى لإذا كانت قوة من حيث المرتبة تلي قوة أخرى ، سيحاول أن يكون لها دور وتأثير على القوة التي تسبقها والقوى الأخرى . ليس بالأقوال المعدة مسبقا بل بالعمل الدؤوب والنظرية الشيوعية الثورية سيتم زعزعة قوى الجبهة البرجوازية والرأسمالية والأوليكارشية السياسية والاقتصادية ، وإن أمكن خلعهم من الجذور بصورة تامة . على القوة المضادة لجبهة البرجوازية والرأسمالية أن يضع عاتقها واجب نيل السيادة وإعادة المعايير الإنسانية والعمل به ، وبذلك يزعزهم ويخرج البساط من تحتهم ، لأن القوة الثورية الوحيدة في حاضر النظام الرأسمالية (الديمقراطية والليبرالية) والتي لها القدرة على تحقيق تلك المهام هي (الشيوعية العلمية) ، ولن تزدهر القوى بمكر وحيل النظريين السياسيين الواهمين .
القوة التي لاوجود لها في الواقع ، ويظن واهما ومتأملا بأنها قوة كبرى ، سيبدو ذلك كالنفخ في النفاخة. يجب ان تعلم حقيقة قوتك تجاه القوى الأخرى وتحدد مهاماتك لكي تنفذ الأعمال والأفعال بإتقان ومعرفة .
لذا على الشيوعين القيام بتقييم علمي وواقعي لقوتهم حتى يتسنى لهم تنفيذ مهامهم وأهدافهم في الأزمنة المختلفة بأكمل وجه. سابقا كان اليسار يرى نفسه كقوة ثالثة ، ولكن في الوقت الحاضر لهم حديث مغاير ، وفي الزمنين المختلفين مكرهم وعدم صحة تقييمهم معلهم في موقع الحاضر الغائب ، والمتداول من قبلهم سابقا كانت محض احترار رفاق الدرب حيث لم ينبث منه سوى الوهم ، ويستمرون في الحديث عن إعتقاد الحزبين الرئيسيتين حيث أنهما يقران بوجد القوة الثالثة في الساحة السياسية وتتمثل بالحزب العمال الشيوعي العراقي . (9)
من الواضح قد تم سابقا تقييم الواقع من قبل اليسار بمكيال الحلم والخيال ، ولايزال الرؤية ذاتها مستمرة ولم تتغير، وانهم لم يدركوا الصواب في (حزب العمال الشيوعي الكردستاني) وحددوا تسلسلهم من حيث العدد ، ويعد هذا المقياس خاطئا والرؤية في غير محلها حيث يحددون مكانتهم ودربهم النضالي بمكايل الأحزاب في الاقليم ، وفي الواقع القوة اليسارية في اقليم كوردستان نظريا وعمليا جزء غير منقطع عن سياسة ونهج الرأسمالية ويعتبر الوجه الخر للعملة ، ويقومون بتعريف الأحزاب الكوردية وبالأخص (الحزب الديمقراطي الكوردستاني ) و (الاتحاد الوطني الكوردستاني) بأنهم أحزاب قومية ، لا أعلم المقياس والنظرية المستعملة لهذا التعريف ، ولكن في الحقيقة الحزاب في إقليم كوردستان سواء كانت دينية أو غير ذلك وحتى الحزبان المذكوران ليسوا أحزاب قومية ولا أحزاب وطنية حيث تكوينهم وأفكار وأفعال قادتهم يتطابق مع تصرف وسلوك البرجوازيون الصغار ، وفضلا عن سلب ونهب ثروات البلاد قاموا بتكوين الطبقة والعائلة الأوليكارشية ، ولم يفعلوا شيئا يذكر بإتجاه الخدمة لقضية الحرية واستقلال كوردستان . ظن اليسار أن هذان الحزبان المذكوران يحملان الأيديولوجية القومية ، وحسب هذا التقييم يعتبرون أنفسهم شيوعيين .
كما تم التوضيح هنالك جبهتان ، ولكن اليسار جعلها ثلاثة قوى وثلاثة جبهات ، وفضلا عن ذلك إذا أصبح قوتان نظيرين في السياسة لن يكون هنالك إنشاء لقوة ليبرالية إشتراكية أخرى كاليساريين ، وفاسد كالأحزاب الأخرى ، ليس هناك أدنى فرق . القوة الأولى والثانية والثالثة ليست إلاكذبة عارية ، وتسميتهم بقوميين وشيوعيين ليست سوى مبرر لتسمية القوى ، ولن يستطيع الخروج من دائرة التضليل .
التيار اليساري والأحزاب الأخرى في اقليم كوردستان يحملون العشرات من الأفكار الفايروسية، التكبر والحزب الأول والحزب البارز وعشرات العناوين المختلفة ، عناوين عصرية والمحتوى قديم ورجعي ، لأن اليسار صنعوا عالما من الوهم ضمن عالم الواقع ولم يكن بمقدورهم التأثير على فكر واحساس المجتمع ويكونون القوة النظيرة .
وكذلك لم يسيروا بحركة العمال والكادحين نحو الانجاه الصحيح ، كما لم يوضحوا ويحددوا مهامهم ووجبهم في تاريخ الانسانية ، ولهذا السبب لم يكن بإستطاعة هذه القوة ولن يستطيع أن يحرك الحركة الطبقية حتى ملما واحدا نحو الأمام وقيادتها نحو التقدم . لذا هؤلاء أيضا متفقون ومتعاونون للبرجوازية وأصبحوا مصدر قوة للسلطة الرأسمالية ويزركشون ألوان الحقيبة .
هذا العصر لا يقبل التستر والإهمال والتقصير أو حسب المزاج تترك المصادر النظرية والعلمية ، وعندما نقول لسبب ما لن يكونوا القوة الولى ، لأن لاوجود لمجتمع متنوع مستقر وبرلماني في اقليم كوردستان ، كل ذلك مبررات كاذبة ولن يستطيع أن يغير شيئا من نسيجهم السياسي ، حيث الشيوعيون من أجل الحصول على الحقوق الجديدة بالمواطنين واهداف العمال والبروليتاريا لايهتم بنوعية المجتمع ، ومهما كانت نوعية السلطة ديمقراطية ، ليبرالية أو مجتمع متنوع ... الخ . يعود نظرتهم هذه الى سزاجتهم بالمجتمع المتنوع والبرلماني ، بإعتقادي بالنسبة للكادحين والعمال ليس هنالك فرقا أو إحتلاف إذا كان المجتمع مستقرا أو غير مستقر ، لأن ذلك لن يحدد القوة الاولى والثانية والثالثة . بل يجب أن يكون الشيوعيون العلميين القوة الولى في الكفاح والنضال من أجل الأهداف التية والبعيدة للبروليتاريا في جميع مراحل الرأسمالية سواء كانت مستقرة أو غير مستقرة .
سابقا كانت تقدم النصح من قبل اليساريين في ايران لحزب عمال كوردستان العراق حيث لايزالون مستمرين في قراءة نفس النمط ، كانوا يقولون أيضا يجب على القوة الثالثة أن تبادر ويحل محل القوة الأولى أو يصبح مشاهدا لما يحل بكوردستان العراق ، أو على الأقل في هذه الدورة ماذا سيكون مصير البرجوازيون . (10)
في الماضي وحاليا لليسار القناعة والرأي ذاته لخروجة من الظروف السياسية لكوردستان العراق ، ويكمن هذا الطريق في سلك درب الأمم المتحدة لكي يقوم برعاية إستفتاء إنفصال كوردستان العراق من دولة العراق المركزية .
كما الأحزاب الغير يسارية لهم نفس القناعة والرأي في الوقت الراهن لحل القضية القومية عن طريق منظمات الامم المتحدة والمؤسسات الأخرى ، ويتم هذا العمل إذا قامت أفراد القومية والقوميات المتعايشة في الاقليم بمساندة قرار الانفصال .
هنالك تجارب كثيرة في السابق حيث المنظمات العالمية لا يستطيعون أن يضعوا هذا المهام على عاتقهم ويتم التنفيذ ، وحسب ذلك سيقدم اليسار أجمل وأقوى سجادة لكي تتمشى عليها الرأسمالية والبرجوازية بسبب أخطائه السابقة والحالية في العمل السياسي وإعتقاده ، لم يستطع اليسار أن يكون قوة جماهيرية . لذا لن يكون بإستطاعته التأثير على الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمواضيع الأتية . إذن لو كانت القوة الأولى أو الثالثة لن يتغير شيء من الواقع ، لأنهم لا يجيدون سبيلا لمعالجة القضية القومية .







الجزء الثالث

" الدولة الوطنية وسذاجة البرجوازيون الصغار "

حسب التعريف السياسي والجيو سياسية يتكون الدولة من محيط محدد في الأرض أو جغرافية حيث يعيش فيها شعب أو مجموعة من الناس في ظل سياسي ، ومهما كانت المسميات للدولة ( الوطنية ، القومية ، الليبرالية ) أو أي عنوان أخر .
يكون مجموعة صغيرة في السطة ويعمل لإخضاع مجموعة كبيرة من المجتمع تحت تأثير فكرها ومبدأها وسياتها وأهدافها ، ويفرض سلطتها ومصالحها ، ويتجسم الاختلاف الطبقي ، الاقتصادي ، السياسي ، الاجتماعي وينشأ طبقتان متضادتان ومختلفتين .
يبزع نوع أخر من حياة الصراع والعداء بين أفراد المجتمع ، والسلطة عن طريق الأجهزة الأمنية والجيش سيفرض جبروتها ويدافع عن مصالحها ، وسيكون هذا الاجراء سببا لعدم وجود العدالة .
الدولة الرأسمالية ، العمالية ، الوطنية ، القومية ومهما كانت العناوين إنها عبارة عن تسلط مجموعة على مجموعة أخرى وإضطهاد مجموعة لمجموعة أخرى ، ولكن السلطة العمالية ( دكتاتورية البروليتارية ) عن طريق المحاولة للقضاء على الطبقية وفي مقدمتهم طبقتها ومن ثم الطبقات الأخرى سوف يستلم السلطة ، لذا يوجد إختلاف بارز وأساسي بين هذه السلطة والسلطات الأخرى . يعود بداية ظهور الدولة الى بداية نشوء طبقتان مختلفتين حيث كانت متضادتين ، إذن الدولة نتيجة لصراع طبقي معقد ومتشابك . (11)
تتغير الصراعات ضمن سياق التاريخ حسب الزمان والعصر ونوعية السلطة ، وممارسة العنف المفرط أو القليل من القسوة لايخفي حقيقة وجود الصراع بين الطبقات .
الدولة بزوغ ونتيجة لإختلاف طبقي معقد ومتشابك ، وينشا الدولة بصورة موضوعية ، وحسب نسبة ومقدار الاختلاف الطبقي في حالة عدم الوصول الى إتفاق وبالعكس وجود الدولة دليل على عدم التوصل الى إتفاق بين الطبقات المختلفة . (12)
هذا الحدث مرتبط بالاختلافات الجمة بين الحاكم والمحكوم في الأنظمة حيث يساند الدولة منذ القدم أصحاب الرأسمال وأصحاب العقارات والأراضي ضد العمال والفلاحين أو العبيد ، وإذا إستمرت الحالة سيستع الإختلاف ويصبح التضاد أشدا.
بعد تغيير النظام المألوف البدائية رويدا رويدا الى الاجتماع ونشوء صلة الدم والعلاقات الاجتماعية ، سيتغير المجتمع من الشراكة الى عامل وذوي الإنتاج ، سلطة ومشاهد ، أصحاب المواشي والراعي ، مقاتل وخدم ، كل ذلك بداية لنشوء وتجسيد العبودية في المجتمعات البدائية ، ويعد بالتغير الاجتماعي البدائي والعلاقات في المجتمعات البدائية ، وفيما بعد أصبحت بداية لتأسيس النظام السياسي وتكوين الدولة .
يبدأ المحاولة الأولى لبناء الدولة بتدمير العلاقة العشائرية ، وذلك بتقسيم أعضاء جميع العشائر الى متسمين ( الأعضاء الجيدين ، الأعضاء السيئين ) باختلاف دورهم وتأثيرهم على علاقات عشائرهم ، وبهذا التقسيم وحسب فاعليتهم وكيفية عملهم سيكونون طبقتين ، مما يكون دافعا لبعضهم كي يقوموا بإضهار العداء لمجموعة أخرى (13) .
مصدر بناء الدولة العداء والاختلاف الطبقي ، منذ القدم وحتى الأن العداء والاختلاف أخذت أشكال متعددة ، ولكن المحتوى قضية وصراع السلطة والرعية . إذن الدولة في الماضي وفي الوقت الحاضر سواء كانت مهما كانت المسميات وطنية ، ليبرالية ، ليبرالية ديموقراطية ، اشتراكية ديموقراطية ، نصرانية ، إسلامية ، يهودية ، أو قومية يتميزون بالتركيبة السياسة ذاتها ، والإضطهاد وإنعدام الحقوق من سيماء حكمهم .
ليس هنالك فرق شاسع بين الدولة الوطنية والدول التي تحمل مسميات أخرى ، ولكن دولة إقتصادها وقوتها العسكرية وسياستها مسيطرة على الدول الأخرى ، وفضلا عن وقوع الدول الصغيرة تحت نفوذها السياسي والاقتصادي سوف يتعامل معهم وفق منهج الراعي والرعية ، مما يضع هذا الوضع عبئا ثقيلا على كاهل وكفاح طبقة واسعة في مجتمعات الدول الصغيرة ، وبالحد ذاته ينال العمال في بلدانهم العبأ الثقيل .
في النظام الرأسمالي مهما كانت شكل ونوعية الدولة سيكون فيها تقديم الخدمة للطبقة الحاكمة وأصحاب الرأسمال .
إذا كانت المسألة ترسيم حدود الدولة ، فهذه رغبة ومطلب الرأسمالية ، وخلق الاختلاف بين الأمم يعود لصالحهم أيضا ويستند عليه رغبتهم السياسية والاقتصادية .
إذا كانت القضية إبعاد ومعالجة لإحتكار الدول الاستعمارية العظمى لرأسمال الدولة البرجوازية في الدول المختلفة من الشرق الأوسط والعالم ، فلن يستطيع الدولة الوطنية والبرجوازية الوطنية في السلطة أن يخفف حتى بشكل طفيف من معانأة وماسي العمال والكادحين في الدول المختلفة .
قضايا وصراعات الدول الامبريالية والدول الشبة الرأسمالية المختلفة لايستطيع أن يقلل من حقيقة وجدارة والعالمي الواقع بين أصحاب الرأسمال من جهة والعمال والكادحين في الجهة المقابلة .
كما تحدث لينين عن ماضي ذلك الزمن في مقدمة كتابة ( الدولة والثورة ) ( الطبعة الاولى ) في الوقت الحاضر مسألة الدولة قد حازت على أهمية خاصة له من الناحية النظرية أو العملية السياسية ، الحرب الامبريالية والمقصود ( الحرب العالمية الأولى ) لقد أعطى قوة غير متناهية وسرعة قائمة لتغيير الرأسمالية الاحتكارية الى رأسمالية الدولة المحتكرة ، والظلم الفائض المتبع من قبل الدولة بحق الجماهير العاملة والكادحة ، حيث يختلط بشدة مع الإتحادات الرأسمالية للسلطة ومع مرور الزمن يزداد الظلم ، والدول المتقدمة التي نشأت في الأونة الأخيرة سيتحول الى معتقل عسكري مستنفذ ومهنك للقوى بالنسبة للعمال . (14)
البرجوازيون الوطنيون في بلدانهم ليسوا شيئا سوى عنوان وتخطي لمجموعة من النواية الاقتصادية وعبودية الرأسمالية ، حيث يقومون بإظهار الصراع مع الرأسمال العالمي تحت عنوان إنقاذ المواطنون من العنفوان الذي سيحدق بهم ، ليست إلاكذبة وخطاب عاري من الصحة .
لأن في الوقت الراهن النظام المسمى بالعولمة أبعدت القناع المزيف عنهم ، وأكاذيبهم جعلت منهم أضحوكة في السياسة الحلية والعالمية حيث إختلطت مبتغاهم ويخدمون بعضهم البعض .
يسعى هؤلاء عن طريق ما يدعى إنه إختلاف أن يعلنوا أنهم قادرين على معالجة القضايا الهامة كمسألة القومية ، ولكن هذا الاختلاف في الوضع الراهن بالنسبة للإقنصاد الرأسمالي الاحتكاري والأوليكارشية المالية العالمية للدول المنشأة سابقا والدول التي نشأت حديثا يحمل في طياته مهاني ودلالات مختلفة .
في عصر ما كانت اوروبا مصدرا للاختلاف الديني والعداء القومي ، وفي زمن كانوا أري أوروبي أو كانوا سامي ، أو كان لليثرقيين الدور الاكبر في التصدي وأوقعوا الإختلاف بينهم وبين الأخرين .
وفي الوقت الرهن أخذ هذا الاختلاف شكلا أخر واستفادوا منه ويسفبدون لاحقا ، لايستطيع الدولة الوطنية أو لم يستطع من إنهاء المسألة القومية ويظمن الحقوق السياسية والاقتصادية للعمال وينهي بشكل تام جميع القضايا والعراقل .
في معظم الأماكن وفي الأزمنة المتفارقة أصبحوا ملاذا وعملوا لتعميق الخلاف بين الأمم المختلفة .
في أوروبا بإستثناء دولة سويسرا حيث بوضع خاص في الماضي وحسب قرار أمعي في عام 1891 ميلادية أصبحت دولة مما يدة وبعيدة عن القضايا الأممية ولا يؤثر عليه الحروب والصراع القائمة بين الدول ، ولهذا السبب لا وجود للقضايا القومية في هذا البلد .
القضايا القومية الداخلية في الدول التي يتكون قاطنيها من عدة قوميات على الصعيد الاقليمي أو على الصعيد العالمي يتم إيوائها بصورة عملية وينمو بصورة فاعلة ، والعمال من ذوي البشرة السوداء والأفريقييون والأسيوين والشرقيين العاملين في القارة الأوروبية ينظر اليهم كضد ومختلف فقط لأنه ليست في مصلحتهم أو مصلحة دولتهم ، لأن في معظم ما يسمى بالدول العظمى منذ مدة طويلة قامت مجموعات من الشعوب الصغيرة والصعفاء والعبيد بالاتثمار فيهم لصالحهم .
الحرب الاحتكاري ليست إلاحربا من أجل التقسيم وإعادة توزيع ما حصلوا عليه في عمليات النهب النضال من أجل حرية جماهير القوة العاملة من تسلط السلطة البرجوازية بصورة عامة والبرجوازية الامبريالية بصورة خاصة حصب جدا إذا لم تناضل ضد الوهم والقناعة العمياء وصيادي الفرص بذريعة من أجل الدولة . (15)
بالنسبة الزعماء القوة العاملة والكادحين معالجة المسألة القومية عملية تاكتيكية ولا يحمل معنى إستراتيجي ، ولكن يجب أن يجسد في السياسة والناحية العملية ، وإذا كانت العملية إستقلال الوطن يجب أن يكون في دستور العمل السير على خطى معالجة المسألة في المناطق التي فيها القضية القومية ، ويكون النتيجة إيجابيا لمكافحة المسألة الطبقية ، وعليه القيام بإنهاء المسائل إن لم يكن مسيطرة عليه من قبل الدول الاخرى ، كما يجب ان يعمل على الصعيد الداخلي للسيطرة على أفكار وأراء مؤيدي البرجوازية الوطنية ، ومن جهة أخرى لا يمنع محاولات البرجوازيون في الداخل من محاولات معالجة المسائل ، ومع ذلك سيعمل هؤلاء أن يكون كفة المعالجة في صالحهم ، ولذا يريدون أن يكون ضمن جغرافية محددة وعن طريق سلب ونهب رأسمال الدولة أن يحافظو على رأسمالهم وينفذوا السقوط والهلاك .
معظم الأحيان بهذه الآراء يخدعون العمال ويحرضونهم على التفكير ضمن إطار محدد لتنفيذ منهاج ومنطق الرجوازية ، وهذا عن طريق تلك المعتقدات والآراء حيث ابرجوازيون الصغار يتفلسفون بها ، ظنا منهم إذا لم يتم إنقذ الوطن من قبضة الإستعماريين ، سوف لن يكون للحركة البروليتارية الطبقية قيمة ، ولن يكون لها معنى واقعي .
مع أن البرجوازية رويدا رويدا يعمل لخداع ألإراد المجتمع في بلده لصالح الرأسمالية ، لا يستطيعون معالجة قضايا الاقتصاد والسياسة والاستقلاا من الترابط بالرأسمالية العالمية وتحريره من نفوذ وتسلط الشركات العنصرية الضخمة في العالم ومن الإتكار الرأسمالي للدول المحتكرة . لأن الدول التي فيها القضية القومية معطمهم يقعوب في الشرق الأوسط ، واقتصادهم مختلفة ولا يستطيعون تنفيذ واجبهم وقراراتهم بصورة حرة ومستقلة ضمن الاقتصاد العالمي .
لذا الدولة الوطنية لا يستطيع رد المسائل بصورة تامة حيث باتت عبئا على المجتمع ، ومع ذلك نشوء أي شكل من الدولة الوطنية في أي وطن يوجد فيها المسألة القومية سيكون بمثابة خطوة نحو المام ، وبعد ذلك لا يهدو قوة وحماس النضال السياسي والفكري للطبقة العاملة .
يظن بعض الناس بأنهم تقدموا بخطوة كبيرة وأنقذوا أنفسهم من القناعة بالنمط الملكي بشجاعة ، وذلك بتأييد الجمهورية الديموقراطية ، ولكن في الحقيقة ليست الدولة شيئا إلا مؤسسات قمعية لطبقة من قبل طبقة أخرى ، وذلك يتطابق على الجمهورية الديموقراطية أيضا وبالدرجة ذاتها من الحقيقة التي يعتبر للملكية عملية ضائبة . (16)
مع كل ذلك المسألة القومية الكوردية في أي مكان ومن أي لحظة يجب أن يحصل على جواب ويتم معالجتها ، ولكن معظم الأحيان البرجوازيون الصغار والبرجوازيون والرأسماليون تحت عنوان الدولة القومية و الوطنية وعدم معالجة قضاياهم ، يفصل العمال في المنطقة والعالم عن بعضهم ، مع أن يجب أن يعمل بصورة عملية لإقترابهم والتنسيق بين الأمم ويغير القضاد المتواجد بينهم الى معاداة الطبقية ، ويكون سببا لإنهاء الآلام الذي تعرض له العمال على أيدي الرأسمالية في البلدان المختلفة من العالم. وهنا نقف عند سؤال ، مالمطلب الذي يطالب به البرجوازيون الصغار للمسألة والرغبة القومية وإنشاء الدولة الوطنية في كوردستان ؟!
وهل يمكن المعالجة في تأسيس وموقع الدولة الوطنية للحقوق المتساوية للأمم ؟ أو أنها فك عقدة من العقد المتعصية ؟!
لا شك كلا والجواب إنها ليست بدولة وطنية ، لأن الآمال وتنفيذ حقوق العمال لامكان له في هذه الشاكلة من الدول .
البرجوازيون الصغار وما يسمى باليسار البرجوازي الصغير يتحدثون عن الرغبة القومية كما يحلو لهم ( الوضع المخيف لواقع كوردستان في ذروتها ويمكن ذلك في سببين أساسين ، الأولى المسألة الكوردية كقصية شعب لم يعالج ليس في العراق وحسب بل في المنطقة بأسرها ، والثانية الصراع الدائر بين اميركا والعراق ومن ثم عدم توضيع موقع الحقوق السياسية وهوية الدولة ( الوطنية ) لكوردستان العراق . (17)
هذه الشاكلة من الرأي يدل على أن البرجوازيون الصيغار يبحثون عن فرصة لرفع سطيح الدولة الوطنية ، كما تم تداولها سابقا ، وهذه السعي من أجل الاحتفاض على موقعها السياسي والإقتصادي والإجتماعي .
من جهة أخرى يظنون يجب أن يتم الحديث عن المسألة القومية عندما يكون هنالك ظروف عصيبة يواجها أفراد تلك القومية ، أو يكون وضع سياسي وإقتصادي وإجتماعي إقليمي ودولي غير مستقر حول القضية القومية .
حسب الرأي الشخصي يجب أن لايكون شرط الحديث عن النضال واردا في المسألة ، وذلك ليس لأنك القومية المقهورة أو مايسمى بالتحتية وتقع تحت سيطرة الرأسمالية القومية المتسلطة ، بل تنظر وتفكر في الوضع بأنه مؤائية ومناسبة للحديث عن المعالجة السياسية للقضية القومية ، كما يجب في أي زمن كان أن يتم هنالك رؤى وأفكار علمية بحتة عن القضية القومية ووضع التكتيك المناسب النضال الطبقي للطبقة العاملة .
وذلك التاريخ من التضاد وعدم إقرار حقوق قومية من قبل قومية أخرى والمقصود الحكام وذوي السلطة يقرد النضال من أجل نيل حقوق القوميات .
ويقع على عاتق العمال والشيوعيون أن يردوا بصورة نظرية وعملية قاطعة للمسألة ، وحسب وجود ومكان وزمن القضية القومية ، ويقوموا بإيجاد الحل المناسب والأكمل ، وحسب ضرورة المعالجة يتم التماس والخض في حل القضية القومية ، ويتم وضعها في دستور العمل .
لقد تم تغيير الدولة الشعبية الحرة الى الدولة الحرة ، وفي هذه الحالية حسب المعنى اللغوي لهاتان اللفظين ، سيكون الدولة حرة تجاه سكانها ،وفي النتيجة سوف يكون حكومة هذه الدولة متغطرسة ويحارس العنف ذد أبناء الشعب . ( 18)
لو كان حسب أراء الرجوازيون الصغار حيث تحت عنوان الانسانية يقومون بمضغ قوانين وأحكام وحقوق الإنسان وسياسة وهدف اليبراليين ، ولايستطيعون ترك العصر الماضي والبدأ بعصر جديد .
لم يمارس القومية الكوردية في السابق وفي الوقت الراهن الحياة بصورة طبيعية تحت سيطرة الأنظمة المتعاقية في العراق وسوريا وايران وتركيا ، وإذا كانت هنا أو هناك ممارسة طفيفة للثقافات والعادات والتقاليد والحديث بلغتهم ، لم يصل الى مستوى الحقوق والحرية السياسية .
حسب القناعة والرأي الماركسي الوضع والظروف الحياتية للقوميات يستحق الحرية السياسية وسلوك وواجبات وحقوق الدولة ،ولكن ليست لفترة وحدة زمنية طويلة الأمد ، ومهما كانت الظروف يجب على الشيوعيين العلميين والثوار رفع شعار معالجة المسألة القومية بصورة جذرية .
لكي لايرفع البرجوازيون وأحزابهم بإسم القومية عنوان معالجة القضية القومية لمرامهم السياسي والاقتصادي ويجعلنوها حديثهم المتداول ويكون التيار الحر ضحية ويتاجرون بها من أجل الكسب الوفير.
لو كانت هنالك مسألة القومية وبحاجة الى حل والمعالجة حتى لو كان المعالجة يحتم إنشاء دولة برجوازية ، لاشك أن كل دول عبارة عن ( قوة خاصة متسلطة ) على طبقة مظلومة .
لذا ليست كل الدول حرة كما أنها ليست بشعبية . ( يعود التأكيد الى لينين ) . (19)
لهذا السبب يعد مسألة التحرر الوطني مسألة المراوغة والمخادعة البرجوازية الخاضعة والمرتبطة بالتحديات والثقة المالية العالمية ولا يستطيع في سياستها الداخلية وإقتصادها أن يتخلى عن إضطهاد العمال والمتاجرة بقوتهم العاملة .
كما لايستطيع أن يرفع يده عن التعهد الرجعي القائم مع رأسماليو القومية القابعين على زمام الحكم والسلطة ، ويترك الإمبريالية ويقف بوجه المتاجرة بالقوة العاملة .
مطلبهم لتأسيس الدولة الوطنية مطلب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة الشمولية للقومية الخاضعة ، وضد مسايرة الرأسمال البرجوازي في السلطة .
لأن الدولة الوطنية لايستطيع فك عقدة تلك القضية العصبية بصورة تامة حيث تأسست الدولة على أساس لإضطهاد العمال ويقوم بتنفيذ الحقوق من جانبها بصورة منفردة ، ويعد هذا إنقاذ قومية من الخضوع للقومية الحاكمة ، وسيكون هذه خطوة أخرى لهدف أوسع للطبقية .
الدولة الوطنية حيث حضرات المصلحين للقضية القومية والبرجوازية الشمولية الصغيرة والطبقة الأوليكارشية وأحزابهم يطالبون بها لايستطيع للحظة واحدة أن يرفع يد الظلم والإستبداد القائم من قبل الأجهزة القمعية لسلطة الدولة عن المواطنين بصورة عامة والعمال بوجه الأخص .
لم يتغير محتوى الدولة ، لأن يد الدولة لاتتجزأ على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . إن لم يتم حماية حقوق القوميات والأقليات والأديان والمذاهب ، سيكون هنالك هذف وقناعة إقتصادية سياسية للبرجوازية الوطنية أو البرجوازية الخارجية .
تنبت فلاسفة حقوق الدولة أرائهم على إنشاء الدولة من الغريزة مرورا بالأمنية ، العيش الكريم ، وحتى من العقل ، ولكن ليس العقل الاجتماعي بل من عقل الفرد .
يرتبط الفلسفة الحديثة بالآراء النظرية الأكثر مثالية وتعمق ، حيث يعتقد الفلاسفة أن الدولة عبارة عن عضوية كبيرة ويجب أن يتحقق فيها الحقوق والأخلاق والسياسة . علما عندما يلتزم المواطن بقوانين الدولة يعتبر ملتزما بالقوانين الطبيعية ، وبالأخص قوانين عقله الذاتي أي عقل الإنسانية. (21)
معالجة القضية القومية ، يحتاج الى موهبة العمال من الجميع القوميات في نظام الإشتراكية العلمية ، لأن هذا النظام فيه الجواب الوافي لجميع جوانب حياة العمال ، ( المساواة والموهوبية في القدرة الإقتصادية المستحلة والحقوق والعدالة وتقدم وتطور الحياة بكل جوانبها .
لأن إذا تم إنشاء الدول لجميع القوميات الخاضعة ، حيث لايعتبر عملا سيئا ، ولكن المسألة القومية والصراعات الإقليمية والعالمية سيبقى حاضرا بسبب النظام الرأسمالي ولايزول ، لأن هذه القضية سبب ودليل بقاء الرأسمالية .
إذن الدولة الوطنية دولة المعتقد السائد للبرجوازية الصغيرة ، أمام الحل القومي ، ومع أنها محاولة لتقدم خطوة من مجموع مطالب عمال القوميات الخاضعة نحو عدم التفكير بالقضية والصراعات القومية في النضال الداخلي ، وذلك لكي لايتم العودة الى نقطة البداية .
أساسا الدولة عبارة عن المركزية ومع ذلك مرتبطة بصورة حتمية بأحكام المركز ويحتم ذلك على الدولة الخروج من إطارها ويفرض نفسها بصورة عامة كاليد العليا التاهية ، ويظهر نفسها بموقف العادل ، وهذا الظرف فقط مرتبط بالتاريخ ، كما يظن أو يتأمل الدولة لا يأتي بالحرية المطلقة .
في هذه الحالة الحوار الذي تم الإشارة اليه سابقا لمفهوم الدولة ليست عملية ، ليست الدولة إلا حرية موضوعية ، الحرية الحقيقية للذات نظير الحرية المطلقة ، ومن أجل تحقيقها نحتاج الى شاكلة أخرى فضلا عن الدولة ( 22) .



الجزء الرابع

" الثورة العمالية والمسألة القومية "

معالجة المسألة القومية ، تلك الورم الذي وضعتها الرأسمالية عائقا أمام نضال العمال من أجل التحمد النهائي ، ويتم إستئصالة بثورة عمالية من خلال الدكتاتورية البروليتارية ، الإشتراكية والشيوعية العلمية . ينتج عن ذلك إنهاء التفاوت الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الطبقي ، والأختيار الصحيح يمكن في بناء الاشتراكية والشيوعية كما يقول كل من ماركس وأنجلس ( لم يكن الدولة من الأزل ) " 23"
تكونت الدولة كإنتاج لظهور الإختلاف الطبقي ، وفي المجتمعات البدائية لم يكن للدولة وجود ، وفيما بعد ونتيجة لبزوغ الطبقات تأسست الدولة من أجل الدفاع عن مصالح مجموعة أقلية تجاه المجتمع بأسرة .
التفاوت الاقتصادي مصدر حافل بالمشاكل والمرارة في المجتمع ، مما جعل عن طريق السيطرة على الاقتصاد والقوى المتحاربة والسياسة ان يقوم مجموعة أقلية بإضطهاد الأغلبية وخلق إختلاف كبير بينهم ، كما عن طريق السياسة والإقتصاد وإستخدامهما تحت عنوان القوى القومية وفكر العضوية الوطنية يخلقون التفاوت بين الجغرافية السياسية على سطح الأرض ، ويقومون بتنمية التشقق بين أطيافها . المصالح الاقتصادية المتفاوتة والجغرافية الأقتصادية تحت عنوان القومية والدفاع عن القوميات بالطرق الملتوية والأكاذيب الملفقة والأحاديث العارية من الصحة يحاولون خلق إنشقاق وصراع القوميات لصالحهم ، وعن طريق ما يسمى بالحفاظ عن جغرافية معينة حيث يقطنها مجموعة من الناس بلغة وملبس وثقافة مختلفة تجاه بقعة جغرافية أخرى ، وبتلك الرؤية يزرعون بذور الحقد في المجتمع ، وكل ذلك من أجل تكوم الرأسمال وتضخم الإقتصاد .
في معظم الأحيان يخلق الرأسمالية التفاوت الاقتصادي عن طريق الاستثمار وأجرة العمل المتفاوت ومنح المكافأت والمعاقبة لبقاء القضية والصراع . كما يخلق السلطة السياسية والاقتصادية التضاد والعداوة بين العمال تحت عنوان القومية والوطنية ، وبغطاء المحافظة على عمال قوميتها يجعل من نفسها لسان حاهم والحامي المخلص والوفي لحقوقهم . لذا تمكن المعالجة في المصدر الإقتصادي ، لأن الوصول الى الاقتصاد المتساوي وحرية العيش معا نقطة هامة لإستدارة معالجة الصراع والقضية القومية .
كذلك ببسط الحقوق المتساوية للقوميات وبثقافة متقدمة وبعيدة عن الثقافة القومية السائدة يتم المعالجة.
عندئذ سيكون هذه الخطوة سببا لكي يكون لهم مكانة متساوية ، ودور بارز في شتى المجالات كالأقتصاد والسياسة والإجتماع ، كما يكون لهم دور فاعل في ساحة النضال ضد عدم العدالة المتبع من قبل البرجوازيين والرأسماليين وتلك القيود والعراقيل بإسم القومية لخلق الفكر الشوفيني بين صفوف العمال ، بداية نشوء الطبقة الرأسمالية والطبقة العاملة يعد بداية اتأسيس الدولة القومية ومعها نشأت الفكر القومي ، ويعود بدايتها الى النصف الثاني من القرن السابع عشر .
بدأت الدولة القومية مع معاهدة ويستفاليا عام (1648) ميلادية وذلك بعد إتنهاء سلسلة من المعارك حيث دامت لثلاثة أعوام بسبب الصراع الدائر بين نمسا الكاثوليكية من جهة وولايات ألمانيا البروتستانتية من جهة أخرى في القارة الأوروبية بصورة عامة ، وعالجت الحرب الدامية عدة قضايا جوهرية حيث كانوا عقبة أفام التغيير في القارة الأوروبية من النواحي الدينية ، السياسية ، والقضية الشخصية ، والمقايظة والعلاقات الدبلوماسية .... (24)
مع أن ذلك العصر نشأن الدولة على المخلفات الفيودالية العفنة ، سوف لن يغيي شيئأ من حياة الكادحين والفقراء ، كما كانت هنالك إضطهاد تمارس من قبل النظام السابق فضلا عن الجوع والفقر ، وكانت إقطاعية ، ولكن لم يكن القضية القومية ذو أهمية لدى الفلاحين ، ومن سمات وصفات الرأسمالية أن يجعل من جمة المشاكل قضية قومية جنبا الى القضايا الإقتصادية . لذا لايستطيع النظام الرأسمالي معالجة الصراعات الداخلية والدولية ، وفي ضجيج السوق العالمي يعالج مسائل الحرية والمساواة والعدالة وجميع المسائل الإنسانية المتواجدة . لأن كل المسائل عبارة عن جزء من الضرورة المحتمة للبقاء في السلطة وبأسباب مختلفة وتحت عناوين مفارقة يخلق التطرف القومي بين العمال ويجعلها طرفا ضمن حياتهم وسعيهم ونضالهم ، لذا المعالجة عند الرأسمالية محددة ولها حدود ولا ينبت منها شيئ للناس . إذا نظرنا لأحاديث وخطابات اليساريون والاسلاميين والأحزاب اليمينية سنرى الازدواجية والنفاق في الحديث عن المسألة القومية وكيفية معالجتها ، والجميع يحسب لنفسه الشأن الكبير وأنه العمدة وعلية معالجة القضية القومية ، ولكن يستخدمون هذه القضية للمتاجرة ويضعونها ضمن إطار ضيق من تفكيرهم وارائهم وبحساب الجماهير والناس عموما بالقلق أزاء تصرفهم .
لأن الذي يفصل العصر الأول إنتباه الحركات القومية حيث يشغل طبقة الفلاحين العدد الأكبر من السكان ومن الصعب أن يكون هذه الطبقة مشجعا للحركة القومية من بين الطبقات الأخرى من الفاطنين من أجل النضال للحرية السياسية بصورة عامة والحقوق القومية على وجه الأخص ، ولكن الذي يفصل العصر الثاني يعود الى عدم وجود الحركات البرجوازية الديموقراطية والجماهيرية ن والرأسمال المتقدم يحاول التقارب والإختلاط الكثر والأكثر من القوميات ن وبعد إتجاه القوميات نحو الحركة التجارية بسبب بزوغ صراع بين الرأسمالية حيث إختلطو على الصعيد العالمي وبين الحركة العمالية العالمية التي لها مرتبة هامة ومتقدمة ، لاشك ليست هنالك أي تاجز لفصل تلك العصر ، بل يربطهم سلسلة من المتغيرات . كما أن هنالك عدة أسباب بفصل الدول :

* التنمية السريعة للوطن
* التكوين القومي للسكان
*توزيع السكان .

لذا لايمكن قطعا البدأ بوضع برنامج قومي للماركسيين ، وفي أي دولة من الدول أن لايؤخذ بنظر الاعتبار الأوضاع العامة والتاريخية وشتى الظروف المتجسمة الكائنة في الدولة . (25)
عندما لم يكن هنالك مسألة قومية ، سيكون الحديث عنها غير مجدي ، وإذا كانت هنالك قضية قومية فإنها تحتاج المعالجة .
تاريخ معايشة القوميات معا وكيفية التصرف والتعامل مع بعضهم البعض ، سيحدد إنفصال القوميات زصولا الى إقرار بناء الدولة ، ومن أجل ذلك وفي المقدمة على الشيوعيون العلميين إتخاذ القرار الصائب حسب الوضع التاريخي وعلاقاتهم ، لأن عبر الفترات المتفاوتة وفي المنطقة التي تتواجد فيها الحزب الشيوعي ويكون تلك المنطقة مكان تنفيذ مهام وحركة الحزب الشيوعي ، سيكون المسألة القومية قضية تاريخية ويصبح عائقا أمام الحركة الطبقية للطبقة العاملة ، وإذا وضعت هدف وإسترتيجية الحركة تحت المسائلة ، ويجب أن يتم إيجاد الطريقة المناسبة ومعالجتها من الجذور ، لكي يكون خطوة ذو إستفادة للحركة والثورة العمالية التي ستكون الرد الأول والناهي .
معالجة القضية القومية في أي دولة يتواجد فيها هذه المسألة ، ولكن في السابق وعند البعض من الحركات اليسارية كانت معتقدهم الواهم والغير علمي بأنها لايجوز للقوميات الإنفصال عن إطار الحكومة العمالية ، وكذلك كانت لدى الأحزاب اليمينية والإسلامية قضية غير أولوية الى الحد الذي يعتبرونها مسألة مخجلة ولايستحقق الحديث عنها .
من اجل كسب المجتمع الكوردي هنا وهنالك يتم الحديث عنها بصورة قصيرة حيث لايدل على أي محتوى ، لأن في النظام الرأسمالي ليس منتظرا أن يرفع الإضطهاد السياسي بصورة خاصة ويتم معالجة القضية القومية بصورة عامة ، لذا معالجة هذه المسألة بحاجة الى القضاء على الطبقية وبناء الاشتراكية . (26)
موقف التضاد من إنصال وإستقلال كوردستان والاعلان عنه سابقا وفي الوقت الراهن من قبل يساريي كوردستان ، لم يكن حتى الطريق الثاني للإختيار ، ولم يكن موقف الأحزاب الأخرى فيما معنى وحاليا ليست بالإختلاف الكثير ، إلا أنهم يظهرون العكس في بياناتهم .
لايؤمنون بالحكم الذاتي ولا الفيدرالية كما لايؤيدون الإنفصال ، أصبحت المسألة القومية العقدة الحاضرة أمام تقدم أهداف واستراتيجية الشيوعيون العلميين ، وكذلك إستخدام محاولات اليسار والمسألة القومية من أجل تقدم مصالح البرجوازيون الصغار ، ومن أجل ذلك يقولون بأن إستقلال كوردستان ليست بالطريق الثاني لكي نقوم بالاختيار . (27)
عدم إدراكهم أو معتقدهم القومي بنت لهم تلك الموقف تجاه المسألة القومية ، لأن قضية الكورد في كل من البلدان الأربعة ( العراق ، إيران ، تركيا ، سوريا ) لها تاريخ طويل ومديد من عدم وجود الحقوق السياسية والاقتصادية وحتى الحقوق الثقافية .
تعرضت جنوب كوردستان لحملات الأنفال والقصف الكيميائي وتهديم القرى والموارد الاقتصادية وكانت الحالة المعيشية وحياة المواطنين على شاكلة المسجون القاطن وراء القضبان ، وفي الشرق والغرب والشمال لم يحدث شيئا من هذا القبيل لكي يكون بمثابة الهوية التعريفية ، كانت ولايزال يعد المواطن الكوردي في البدان المذكورة مواطن في الدرجة الثانية ن ومواقف جميع البلدان اللواتي أنمتسمت عليهم الكورد جعل من المواطن الكوردي بأن يفكر بالإنفصال والاستقلال وإنشاء الدولة القومية كانها الحل الأول والناهي للقضية القومية .
لكن البرجوازية القومية القائم بالإضطهاد دوما يقوم بتغييرشعار الاستقلال الوطني بشعار مطاطي لمخادعة العمال في الحقل السياسي المحلي ويتخذون من هذه الشعارات مدخلا لعقد الإتفاقيات الرجعية مع البرجوازية القومية الحاكمة ، وفي مجال السياسة الخارجية يحاول جاهدا لإجراء واتمام الصفقات وتنفيذها مع أحدى الدول الامبريالية المعادية ، لكي يحصل على هدفها في السلب والنهب . (28)
مع ان هذه سياسة البرجوازيون القوميون والمذهبين العرب في العراق ، إلا في كل من دول ( إيران ، تركيا ، سوريا ) يتم العمل بذات السياسة ، ولكن ممارسة هذه السياسة ليست جزء من الهدف والمطلب السياسي والاقتصادي لعمال القوميات في البلدان المذكورة ، وكل ذلك عبارة عن خداع تمارس من قبل البرجوازيين القوميين والمذهبيين تجاه عمال القوميات ، وكذلك من أجل تنمية رأسمالهم وتقدم هذفهم السياسي والإقتصادي على عاتق عمال قومياتهم وجعلهم عبيدا عن طريقة سياسة متبعة واهدافهم الآنية والبعيدة . ( أي شعب يحعل من شعب أخر عبدا لمبتغياته مبيدة يصنع الأغلال لنفسه ) . (29)
جميع أفعالهم من أجل الصراع وتسابق الرأسمال مع برجوازيوا القومية الخاضعة ، ويتم ذلك على حساب مصالح العمال في بلدانهم ، ولكن في كل الأحيان يقف برجوازيوا القوميات المسيطرة والقوميات الخاضعة ضد العمال في كلتا القوميتين لكي يكون مصير نضال الطبقة العاملة للقوميات وحركتهم الطبقية الفشل والغناء .
كما في الماضي والحاضر فشلهم واضح للعيان ، لذا يجب على الشيوعيين العلميين إتخاذ اللازم تجاه عدم إنسجام العمال وتضادهم ووضعه نصب أعمالهم وأفعالهم .
حسب جميع الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتاريخية للقومية الكوردية في المنطقة ، سيكون أنفصالها وتأسيس دولتها القومية الحل الأمثل بدلا من أن يكون شببا لتشقق متفوت وتضاد بين القوميات ، لأن الاعتراف بحقوق الانفصال يقلل من مخاوف تقسيم الدولة . (30)
عندما لم يكن القضية القومية عائقا للطبقة العاملة ولم ينشغل بالنضال الطبقي والمطالب اليومية والمطلب التاريخي ، يجب أن يكون الانفصال لصالح اتحاد النضال والحركة العمالية .
كذلك يجب الضغط للسير في ها المسار ولم يكن موقفهم إذواجيا وغير مفدي ، ويكون سبل المعالجة بصورة مباشرة ضمن رؤي وتحاليل الشيوعيون العلميين .
حسب المشاورات والتحاليل السابقة لليساريين إن إستقلال أو إنفصال كوردستان لم يكن حتى بالطريق الثاني ، وتلك الرؤية والأعمال والكتابات والمحاولات من أجل تقدم تيار الحركة العمالية الشيوعية ن ليست إلا رؤية علمية ، وأنها نبع رؤية ومصالح البرجوازية الصغيرة ن وهذه النخبة في المجتمع حسب مكانتها وطريقها في النظام الرأسمالي يعود مواقفهم لصالحهم ن ومن أجل تحقيق مرامهم يستخدمون مجاميع أخرى من الناس .
كانت الرؤية الخاطئة والغير علمية للياسر في معظم الاحيان نظيرة للرؤية الرأسمالية والبرجوازية الحاكمة ن وكانوا يقولون لو تواجدت حالة أكثر تططورا من هذه الحالة والطبقة العاملة كانت باستطاعتها تسلم السلطة السياسة وأن يجمع حولها الطبقة الكادحة يشغل الحكومة العمالية محل حكومة البعث والسلطة البرجوازية ، وفي كلتا الحالتين نحن ضذ الانفصال وندافع عن وحدة العراق. ( 31)
ما الفرق بين هذه الآراء والمواقف مع أراء وأفعال النظام الرجعي الرأسمالي العراقي ، الطمع الاقتصادي والتجاري والذرائع المختلفة كانوا وراء عدم إقرار إستقلال القومية الكوردية من قبل الرأسمالية في العراق ن وذلك من أجل المصالح ووضع مساواة القوميات في إطار التفكير الشوفيني الضيق ، والرد عليها بالنار والحديد والإبادة الجماعية ، وفي الوقت الراهن كما كان سابقا يتخذ طرق مختلفة لكي يستطيع الدفع بعجلة مناوراتها السياسية والاقتصادية حسب مصالحها .
إذا لم يكن الحكومة العمالية مساندا للحقوق القومية حتى إذا وصلت للإنفصال ، إذا والذي يفرقها عن الحكومة الرأسمالية ؟ !
في الرؤية التاريخية الاقتصادية للبرنامج الماركسي ( حرية القوميات في تقرير المصير ) ولايجوز أن يكون لها مدلول أخر ، وهذا يعني حرية تقرير المصير السياسي ، إذن دولة مستقلة وغنشاء الدولة القومية ، ولكن الشروط من النظر الماركسي ، أي أنها من نظر الطبقة البروليتارية مساندة لمطلب البرجوازية الديموقراطية حيث يقول ( الدولة القومية فيما بعد نقرر ما نقول ، وفي الوقت اللااهن يتخلص حديثنا على تعريف معنى ومحتوى " حرية تقرير المصير " . (32)
الحكومة والنظام الديموقراطي البرجوازي ليست إلا سلطة طبقة أقلية متسكعة على السلطة بأكملها وعلى هدف الغالبية في المجتمع . لاشك الأسماء المتعددة مثل حكومة الرفاهية البرجوازية ، الليبرالية العصرية ، الكلاسيكية ، الديموقراطية والدكتاتورات ن جميع الاحزاب الكوردستانية الأخرى والشيوعية العمالية والشيوعية السوفيتية السابقة والماويون لايستطيعون تقديم الجواب الوافي لمطلب الأغلبية والذي تمكن في الانفصال وإنشاء الدولة المستقلة في إطار جغرافية سياسية مستقلة محدودة .
نظرتهم تلك ورؤيتهم العالمية المسألة القومية الكوردية ، وعدم تأثرهم ، السذاجة ومحتوى الآراء ، ورد فعلهم ضد الدكتاتورية البروليتارية والاشتراكية لاينبت منهم شيئ .
لايستطيع الدولة والسلطات الرأسمالية ضمان الحقوق المتساوية للقوميات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تنفيذ ومنح الحقوق القومية في ( الشيشان ، جنوب السودان ) من قبل دولهم حيث كانوا يتعايشون معا ، دولتا روسيا والسودان منحتا الحقوق القومية ، ولكن عمروهم بمجموعة من القضايا الإجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وهذا إذا كانت من لدن تلك الدول أو من قبل الرأسماليين والبرجوازيين في القوميات ذاتهن .
قضية البوسنيون والصرب يعود الى عام (1800) ميلادية كانت قضية مزمنة وغير منتهية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم دارت الحرب الدموية بمساندة روسية للصرب الأرثدوكس ن وكذلك مساندة وتشجيع البوسنيون المسلمين من قبل أميركا والغرب ، وكانت ضحية هذا الحرب الكاسر العديد من الأرثدوكس والمسلمين ، وكل ذلك مرتبطة بمصالح القوى العظمى .
إذا لو كانت هنالك قضية قومية سيكون للسياسة الخارجية للدول الأخرى تأثيرها في الداخل .
كلا الطرفان الداخلية والقوى الخارجية من أجل مصالحها يقومان بتجهيش نار التضاد وتلهبة ومن تم إخماده ، وجود النضال من أجل الاستقلال الوطني ضد دولة إمبريالية ، يجوز أن يتم إستقلاله في وضع محدد من قبل دولة إمبريالية كبرى لغاياتها الإمبريالية . (33)
قصية الدولة السورية وسكانها والقوى الاقتصادية والعسكرية الكبرى في العالم كما في الدول التي أشرنا اليهم من أجل مصالحهم والصراع على بسط النفوذ فب المنطقة والسيطرة على مسار تصدير والغاز الطبيعي الى أوروبا ومعظم بلدان العالم تمت ويتم تصفية الحسابات والثمن أرواح الآلاف من مواطني الشعب السوري ونزوح عدة ملايين من أماكنهم . إنها سذاجة إذا ماكنا نظن بأن الرأسمالية والبرجوازية يعالجان القضية القومية ، ولكن إذا حاولوا في منطقة من بقاع الأرض لنيل جزء من المطالب القومية أو محنها لايجوز أن نمحي تلك المحاولة .
نعلم بأن البرجوازية والرأسمالية لا يقومان بمعالجة القضايا بصورة تامة ، ولكن لإطالة عمر السلطة هنا وهناك يقومان بإصلاح طفيف ، وذلك حسب الزمن وشدة ورخاوة القضايا من قبل القاطنين .
لذا يجب أن يكون للشيوعيين العلميين برنامج وإستراتيجية طويلة الأمد ، ويجب أن يكون يأخذ منطقة عملها بعين الإعتبار ، ويأخذ خطوة لحركة إستقلال الطبقات .
يوجد في منطقتنا أطياف من القوميات والأديان المختلفة ، ليس خفيا بأن لكل طبقة بحد مشكلة وقضية سياسية ، إجتماعية وإقتصادية .
يجب على الاحزاب والحركات الاجتماعية السياسية أن يكون صياغتهم للهدف والتكتيك حسب الوضع وظروف العمل والنشاطات ، وان يدور البرنامج الديموقراطي مني فلك المطالب الديموقراطية للعمال والمجتمع ويحمل في طياتها برنامج للمعالجة . لأن الدولة شكل خاص من تنظيم قوي ، تنظيم متن وحاد لإضطهاد طبقة من الطبقات ، أي طبقة يفرض أن يقوم البروليتاريا بإضطهادها ؟
لاشك يجب أن يضطهد الطبقات المسنمرة القائمة بالإضطهاد ، إذن البرجوازية المأجورة ليست بحاجة للدولة إلا في الحالة التي يقوم بإضطهاد المقاومة القائمة ضد المستثمرين ولايستطيع قيادة تلك الإضطهاد ، وفضلا عن ذلك سيبقى حتى النهاية الطبقة الثورية الوحيدة ، وذلك الطبقة التي سينفذ هذه العملية في حياتها هي الطبقة البوليتارية ، ويعد الطبقة الوحيدة التي تمتاز بتوحيد جميع العاملين بالأجر والمضطهدين في صف واحد للنضال من أجل الوقوف بوجه البرجوازية وإسقاطها ومخحوها بشكل تام ، (34)
والمعالجة التامة تكمن في برنامج ودستور البروليتاريا الثورية ، لأن في زمن الرأسمالية لايوجد طبقة ثورية أخرى سوى الطبقة البروليتارية ، كما في سياق التاريخ كانت الطبقة الثورية تكمن في طبقة العبيد والفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية ، وأصبحوا الطبقة الثورية ضد الإقطاعية البرجوازية والرأسمالية ، وبدلوا العصر القديم بالعصر الحديث ، ولهذا الزمن حيث الرأسمالية يهيمن على شتى الامور لايوجد طبقة أو نخبة يقوم بهذا الدور سوى الطبقة البروليتارية .
( بلا ثورة عنيفة وعدم الشدة لن يكون بالإستطاع أن يحل الدولة البروليتارية محل الدولة البرجوازية ، ومن أجل القضاء على الدولة البروليتارية أو أي شاكلة أخرى لايوجد طريقة لفعل ذلك سوى حلها أي تفكيك الدولة ) . (35)
عند ذلك ينتهي الخداع والغش بشكل تام ، وبهبه الطريقة يتم تنفيذ المهمة التي أسدنه التاريخ لها حيث أصبحت ضرورة تاريخي وحتمية ، وتلك المهمة تكمن في معالجة المسألة القومية التي باتت من إحدى مهام وتكنيك تلك الطبقة ، لأن موقف الثورة الاشتراكية البروليتارية تجاه الدولة ليست إهتمام سياسي فقط ، بل في الوقت ذاته يعد من إحدى المواضيع الضرورية اليومية ، ألا وهي يجب على الجماهير في المستقبل القريب توضيح وتحديد التحرر من إستبداد الرأسمالية . (36) .
عندما يؤخذ عمل تكتيكي بعين الاعتبار فانه من أجل خدمة الإستراتيجية الطبقية ، لذا يجب على القوميتان العربية والكوردية والأقليات القومية الأخرى في الوقت الراهن أن يفكروا جليا كي لايتم إستخدامهم من قبل البرجوازية والرأسمالية لأجل المصالح السياسية ومن ثم يجعلونهم ندا لبعضهم البعض .
معالجة المسألة القومية جزء من جواب النظام الرأسمالي حيث يحاول دوما عن طريق خلق العداء القومي والفكر العنيف ان يكون الطبقة العاملة خصوما فيما بينهم ، ويريدون تغيير المسألة الآتية وقضية العمال والبروليتاريا مع الرأسمالية بالصراع والقضية القومية . عندما التاريخ قالت قوله حول الصراع بين القوميات بأن الحل والمعالجة الحتمية تكمن في الإنفصال ، فإن على القوميتان العربية والكوردية الرضوخ لذلك الحل ويحاولا فيما بعد أن يتحدا ضمن قوة واحدة ضد الرأسمالية ويبذ لاكل ما بوسعهما من اجل القضاء على الرأسمالية ، وذلك عن طريق التضامن ومساندة الطبقة العاملة ضمن القوميات المختلفة ، وسيمنحهم هذه الخطوة القوة الكافية للقضاء على التفاوت القومي والطبقي والجنسي والديني .
لم يكن للدولة وجودا من الأزل ، عندما تكونت المجتمعات لم يكونوا بحاجة لوجود الدولة ، وكذلك لم يكن لهم أية أيديولوجية حول الدولة وسلطتها ، وعندما للضرورة توزع المجتمع الى طبقات كانت لها صلة بمرتبة محددة للتنمية الاقتصادية ، وحسب ذلك التوزيع أصبحت وجود الدولة ضرورة هامة .
نحن قريبتين من مرتبة وأعداد الخطوات السريعة للإنتاج ، وكذلك ضرورة وجود تلك الطبقات لم يكن كافيا ، بل اصبحوا حاجزا مباشرا امام الانتاج وللحاجة والضرورة سيتم فناء لطبقات كما تكونت في السابق للضرورة ومع فناء وتفكيك الطبقات ، سيتم فناء الدولة للضرورة .
سينظم المجتمع إنتاجا حديثا ، وسيكون التنظيم الحديث على أساس الحرية والمساواة وإتحاد المنتجين ، وسيرسل جميع أداة الدولة كما هي وبأكملها للمتاصف العادية جنبا الى النسيج البدائي والمنجل البرونزي . (37)


الجزء الخامس

" لأية جهة ينتمي الكورد في العراق "

عندما نعمل لنيل الحقوق المتساوية للقوميات ، علينا أن لانعود الى أصول القومية والى أية منطقة وجغرافية محددة ينتمون ، لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم سيصبح جزء هاما ومحددا للطلب والمنح وأحقية الحقوق المتساوية مع القوميات الأخرى ، وتتجسد الحقوق المتساوية لجميع القوميات في الجوانب السياسية والاقتصادية .
قبل البدء بأية محاولة وعملية يجب أن يكون الحديث عن الحقوق المتساوية لعمال القوميات ومن ضمنهم القومية الكوردية .
إذن أي حديث عن المساواة السياسية للقوميات ليست لها علاقة بإطار جغرافي محدد والحقوق السياسية للدولة أو الحقوق السياسية للدولة ، أو فرضية أن يكون لهم جغرافية محددة وخاصة بهم ، وإذا لم يوجد ليست أولوية هامة ، بل يرتبط بمنطقة السكن من تلك البقعة من الأرض حيث يعيش عليها ويمارس فيها حياتها اليومية الاعتيادية .
لم ينظر اليها بأنها سيكون لديها جغرافية محددة ، ولكن يعتبر هذه بالنسبة لجغرافية محددة صحيحة ومديرة أيضا كما لم يكن جغرافية .
وما يخص القضايا والصراعات القومية مع بعضهم البعض والحقوق المتساوية ، وبالحد ذاته مرتبطة بمستوى الصراع والقضية واعداء وضياع النضال الحقيقي للعمال ، وليست الجغرافية الخاصة بتلك الأهمية ، وفي بداية التسعينيات من القرن المنصرم كانت رؤية اليسار لإقليم كوردستان خطا فادحا حيث لم يكونوا على دراية بأنها مرتبطة بأية حقوق دولية وإقليمية ، لأن المناطق الحالية لاقليم كوردستان وكما في السابق كانت ولايزال لهم الهدف ذاته مع مركز السلطة العراقية ، كانوا يجسدان السياسة والهدف المشترك ، وفي ذلك الزمن كانوا يديرون الأجندة السياسية لدول العالم والمنطقة وكما هو الحال في الوقت الراهن .
لأن جميع الأحزاب والقوى سواء كانوا في السلطة أوكانوا معارضين منذ عام 1991 والى يومنا هذا أحزاب وقوى خاضعة للقوى الاقليمية والدولية ، ولم يكونوا أحزاب تحررية قومية ووطنية ، بل كانوا طفيليون على الاقتصاد الوفير في مناطق نفوذهم ، ولم يكن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقوميات والأديان والمعتقدات المختلفة ذا أهمية ولم يكن شغلهم الشاغل . بل دوما يقومون بإستخدام القضية القومية والمكونات المختلفة كوسيلة ذا أهمية قصوى للحصول على الرأسمال لأنفسهم وعوائلهم .
عندما اقترح فرنسا مسألة المنطقة الآمنة ومنع الطيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ونتجت عنها قرار 688 لعام 1991 ، وأصبحت سببا لإنشاء منطقتين لمنع الطيران (خط 36) في شمال العراق (خط 32) في الجنوب ، وكانت هذه تارة أخرى بهدف القضاء على إنتفاضة الشعب في مناطق كوردستان وفي جنوب العراق ، ولكي لايكون المسار السياسي لدولة العراق نحو المسار العكسي لأجندة الدول العظمى ، وإلا لم يحقق شيئا بالنسبة لحقوق المساواة للقومية الكوردية في العراق ولم يكن ذو فائدة يذكر للكادحين والمضطهدين والعمال في وسط وجنوب العراق .
سابقا وفي الوقت الراهن يعمل القوى الدولية من أجل الإشراف على الوارد والصادر وتحركات قوائهم الاستخباراتية وعدم مسائلتهم في تنفيذ أجندتهم السياسية والاقتصادية وتصور وزركشة سياسة القوى النتصرة في الحرب الباردة بالمنطقة مستقبلا ، ويتم تحقيق كل ذلك عن طريق القوى المحلية الخاضعة للقوى الدولية والإقليمية .
هؤلاء الطفيليين المحليين مهدت لهم الطريق كي ينفذ وامرامهم بإذلال الكورد والشعب العراقي عموما ويجعلون من المنطقة محلا لإمتصاص أخر قطرة دم من الجسد العراقي ، وتركوا هؤلاء الطفيليين والأجساد والعجيبة والغريبة للتصرف بالجسد السياسي والاجتماعي والاقتصاد العراقي ومن ضمنها كوردستان .
كان هدف فرنسا من تلك الاقتراح أن يبرز نفسها ضمن سياسة القوى الكبرى ، وليست هدفها خدمة القوميات في المنطقة وضمان الحقوق المتساوية لهم . لأن سابقا وحاليا لم يبدي بشيء يذكر لضمان حر ومتساوي القومية الكوردية . إذن الخطان (36 و 32) لكم واضحا ومبينا لليسار ولم يدركوا أنهم ليسوا في منطقة يصعب تعريف إنتمائها لأية جهة أو عدم إنتمائها لجهة أخرى ، أو لا احد يعلم مكان نبعها .
كيف يحاول القوى المحلية سلخ الاقتصاد العراقي ، وكان تفكير القوى الدولية الاستيلاء على النفط والثروات الطبيعية في المستقبل في تلك الزمن وفي الوقت الحالي يدير الكورد في المنطقة بصورة عامة وفي العراق وسوريا بصورة خاصة حربا دموية .
لم يكن الولايات المتحدة وما يرى بأن من حق الكورد كقومية أن يكون لها حقوق متساوية مع القوميات الاخرى ، ولم ولن يتحدث عن هذا الأمر ولن يكون لها أي مقترح بهذا الشأن وسيتعامل مع المسألة القومية حسب مصالحها .
فيما مضى وفي الوقت الحالي لم يكن بالنسبة لهم إنتماء الكورد لأية جهة ذات أهمية ، دوما لم يكونوا مهتمين بإنتماء الكورد ، لأن الشركات الكبرى والقوى الأوليكارشية والجنسيات المتعددة والامبريالية العالمية هم من يقررون حقوق الآخرين ولهم كل الأمر إذا لم يتصدى لهم إرادة ثورية طبقية متينة .
يجب ان لا يكون إنتماء الكورد لأية جهة ذو أهمية ، بل يكون الحقوق المتساوية للقومية الكوردية مع القوميات الأخرى ذات أهمية بالغة .
كان تحليل اليسار سابقا إستبعاد الكورد من الانتماء لأية دولة ، كوردستان العراق بلا قانون ( أي قانون ) بلا دولة ( أية دولة ) . ( 38 )
على ما يظهر لم يكن كوردستان منتمية لأية دولة ، عبارة بدون محتوى من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لأن تلك الخط الوهمي الذي تم خلفه سابقا ويتم الحديث عنه حاليا من قبل الطفيليين تحت عناوين أخرى لم يكن إنقطاعا ولن يكون إنفصالا عن دولة العراق ، إنها فقط الوهم الذي تم ويتم التضليل به للبرجوازيون الصغار وخلق القناعة العمياء لدى الكثيرين من البسطاء والسواد الأعظم ،لأن الوجهان لخط (36) كانت نتاج التأثير والسياسة الواحدة للبرجوازية والقوى الامبريالية .
فيما مضى وفي الوقت الراهن كانت و لايزال القوانين والأحكام الاجتماعية والسياسية والاقتصادية نبع السياسة العالمية ، ويعتبر الخط الفاصل بين الاقليم والمركز ، إنه خط أوليكارشي كاذب للطرفين ، ومن هذا الطريق إستطاعوا السيطرة على المصادر الطبيعية والموارد الاقتصادية في العراق .
ماذا يعني القانون لدى اليسار ؟ سابقا كانت السياسة الدولية والمحلية لدول المنطقة نفس السياسة وكانت اقليم كوردستان من ضمنها حيث القوى العظمى هم من يديرون مدار السياسة حسب مصالحهم .
ذلك من أثر غياب حركة ثورية بروليتارية وإستخدام منظمة الأمم المتحدة من لدن دول أصحاب ممارسة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي بمسار خدمة سياستهم ومصالحهم الاقتصادية سابقا وحاليا ينظر اليسار كسفية للظروف الموضوعية لسياسة العالمية ، إلا أن قانون أصحاب الفيتو قانون المتسلط والمسيطر على سياسة وإقتصاد العالم ، إذن هنا وهناك مجموعات مرتبطة بسياستهم ويعملون حسب مبتغاهم ويعلنون قانون الغابة ويمارسون القتل والحزاب .
أي قانون سوى قانون الاشتراكية العلمية ن يدعو للإضطهاد ودحر الانسانية ن إذن أية حكومة وأية دولة موقرة والانسان منتمي لجهة ما أو لم ينتمي وبوجود القانون أو عدمه ، معترف بها من قبل الامم المتحدة أو لم يعترف بها لايتغير شيء ، وإذا كانت مضطهدة وحقوقها البدائية والبعيدة مسلوبة ، فأهمية أساس جميع القوانين والحكام والدولة تكمن في حرية ومساواة الأفراد ، لأن الدولة مقياس سلطة طبقة على طبقة أخرى .
سابقا كان ظن اليسار بأن قوانين الامم المتحدة مقياس للإستقلال وإنشاء الدولة الكوردية ، ولكن قوانين الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون إجابة وافية لمعالجة الحقوق المتساوية للقوميات .
وغن وجدت أي قانون في المجتمع ، فالحقوق القومية للكورد يحتاج جواب علمي وجدير بعصرها .
مبين للعيان ان البرجوازيين الطفيليين في العراق بصورة عامة وفي المناطق الكوردية بصورة خاصة كيفية تعاملهم تجاه حقوق الناس والقوميات ، وحتى الدول التي يتحدث عنها اليسار واليمين والاسلمين والعلمانيين ... الخ ، إذا تواجدت فيهم الحقوق لن يكونوا أفضل حالا وفي ظروف أحسن من القوميات التي يتعايشون فيهم . لايتم في تلك الدول معالجة المسائل القومية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا ، لأن حسب متطلبات الحياة السياسة والاقتصادية يخلق النظام الرأسمالي الظروف كما يقتضي مصالخهم ن والذي جرى سابقا ونراها الأن في المنطقة وكوردستان يتم إدارتها بقانون دولي خاص . أصبح حياة ومعيشة الناس ضحية مصالحهم السياسة والحزبية والعائلية واستخدامها لخدمة القوانين وصالح الامبريالية العالمية ودول المنطقة ، وكذلك هنالك عبارة تقول بأن الفوضى العارم في كوردستان العراق يتم إدارته بقانون حيث أصبح سببا رئيسيا لهذه الحياة التعيسة والبعيدة كل البعد عن القوانين والاحكام الانسانية .
سواء كانت حكومة عربية أو كوردية ، فكلهم إستبداديونوهذه الشاكلة من الحكومات والدول لايهم إن كانت لديهم أسواق حرة أو لم يكن ، لأن لديهم المؤسسات القمعية والسجون حيث تعتبر مؤسسات حامية لسلطتهم ورأسمالهم ، ويعملون لترويج السلطة الاوليكارشية والوقوف ندا بوجه الحركة التحررية الشيوعية وبأعنف الطرق يواجهون المعارضين لسلطتهم وقوانينهم وسياساتهم .
جميع المؤسسات الحكومية يدار عن طريق قوانين واحكام خداعة ومضللة للناس ، ونستطيع القول بأن ليس لديهم أي قانون وكانت ولايزال الحال على نفس الشاكلة ، والمطلب السابق والحالي للعمال المضطهدين والمواطنين الكورد بأسره هو إنقاذهم من الإضطهاد القومي والطبقي .
الجواب تكمن في أخذ الحقوق المتساوية للقوميات حيث أنها المطلب والطموح الآتي والمستقبلي للقوميات الخاضعة أو المضطهدين في سلطة دولة القومية الواحدة ، ولايرتبط بنوعية الحكومات بقدر ما له علاقة بنوعية ممارسات السلطة وتاريخ المسألة القومية في الدول ن ومع ذلك الدولة أداة لإضطهاد المجموعة أو المجتمع ، وإستئصال هذه المسألة سيصبح ضرورة اليوم وسيسلط عليها الاضواء السياسية والعملية .
حسب رؤية اليسار إذا لم يتحدثوا عن المسألة القومية بصورة مباشرة ودقيقة فبذلك سيثبتون شيوعيتهم .
يطرح اليسار عدة رؤى مختلفة ويبينون بأنهم وضعوا الخطايا على عاتق الظروف الماضية ، والآن سيستطيعون أن يخلو عاتقهم من معالجة المسألة .
جميع الأحزاب في اقليم كوردستان وفي العراق لديهم رؤساء أوليكارشية ويبحثون عن زيادة راسمالهم ، وانهم سياسيون تجار بدرجة إمتياز ن وكذلك جميعهم بانواسببا وفاعلا لمحن الناس .
حسب رؤية اليسار لو كانت الممثلون الحقيقيين والمباشرين للناس كانوا على رأس العمل فبدون إثبات مسألة الحقوق لكوردستان العراق ، سوف لن يكن المسائل الاقتصادية والانتاج والرفاهية الاجتماعية وثبوت القانون وضمان أمن المواطنين وامور أخرى تحت سيطرتهم أو يدار من قبلهم. (39)
هذه النوعية من رؤية اليسار سابقا ولايزال رؤية مختلفة حول إذا كانت الأحزاب الكوردية مذنبون أم غير مذنبين ن ولم يستطيعوا أن يكون لهم موقفا متينا وبصورة صحيحة وصادقة يبتعدون عن الازدواجية ويكون لهم تمعن وموقف ويصبحوا الناطق بإسم السواد الأعظم من الناس ، ويبدون إستعدادهم لمعاجة المسائل .
من جهة الدفاع عن الناس واللذين أهلكهم الجوع وردائة الصحة وعدم وجود الأدوية والتأمين الصحي وعدم الاستقرار الأمني ومواصلة العمليات الارهابية حيث يتم تطبيقها من قبل الامبريالية العالمية والقوى الاقليمية والسلطات المحلية ، كنوا يظنون بان بإصدارهم لبيان إستنكار سوف يكون بإستطاعتهم القيام يجميع انواع الاستدارة .
كما كانوا يقومون بالدفاع عن السلطة المدارة من قبل الحزبان ، سلطة التجويع وعدم حقوق الناس ، وكان اليسار يقول لو كنا على رأس العمل لما أستطعنا أن نقدم هذا العمل الجيد ، حسب قولهم لأن ليس للكورد دولتها المستقلة ، والمسألة ليست فقط في بناء وإنشاء الدولة ، بل تكمن القضية في نظام الادارة .
عندما يقع على عاتقك إدارة وقيادة مجموعة من الناس ، فيجب أن تظمن لهم الحقوق المتساوية من جميع النواحي ، الحقوق السياسية والاقتصادية وصولا الى المستلزمات التي وصلت اليها البشرية ، ومع ذلك كل الظروف والامور الذي تم الحديث عنهم ، سوف لن يكون مبررا كي لاتقوم بطلب الحقوق القومية للكورد .
الدولة التي يتم البيان عنها حسب أهواء اليسار واليمين والاسلاميين ، لن ينفذ بإصلاح الظروف ، بل أنها بحاجة لعملية ثورية فعلية يقوم بها الشيوعية العلمية بالتعاون والتنسيق مع عمال الكورد والعرب والفارس والترك لبناء وتأسيس السياسة والاقتصاد لدولة لايتجسد فيها الشوفينية ، ويتم ذلك بنظام سياسي وإقتصادي معين .
مع أن الكورد في كل من العراق وسوريا وتركيا وإيران يعيشون ضمن إطار القانون ونظام الحكم حيث لكل دولة منهم ظروف وواقع سياسي وإجتماعي وإقتصادي مختلف ، ولكن تلك الظروف لم تستطع أن تباعد المجتمع الكوردي من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية ويكون سببا لإنقطاع كبير حيث أنهم يعيشون في أربعة بلدان مختلفة .
مع أن النظمة حسب عناوينهم يختلفون ، ولكن الاتجاه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدول تجاه الكورد لهم الهدف ذاته ، وحتى لو كانوا من الناحية المذهبية والنظام والمصالح الاقليمية والدولية مختلفون وتضاد مع بعضهم البعض ، ولكن لدحر الكورد يتألفون ويكونون يدا واحدة وينفقون ويتضامنون ويتعانون ولهذا الأمر يجتمعون سنويا واحيانا يكون الإجتماعات في السنة الواحدة أكثر من مرة ، وذلك عن طريق الإتفاقية الإقليمية الموجودة بين البدان التي إنقسمت الكورد عليهم .
البلدان الأربعة وحسب مركز يتهم لم يفعلوا من الناحية السياسية شيئا يذكر للقومية الكوردية بحيث يتم تعريف الحقوق القومية للكورد بصورة رسمية . بل على النقيظ من ذلك يتعاملون مع الكورد بصورة بشعة وشوفينية .
وفي المناطق التي معظم قاطنيها من الكورد يهمل من قبل السلطة من الناحية الخدمية ولايتم في تلك المناطق الاهتمام وتطور الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج ، وإستطاعوا ان يقاطعوا تلك المناطق مع عملية الانتاج وجعلوا من حياة القاطنين نظيرا للتخاف بحكم الوضع الكائن في البلدان الأربعة علاقة الكورد مرتبطة بمسائل السياسة والانتاج الجماعي ، لأن نمو الاقتصاد والانتاج الصناعي والزراعي في أي منطقة سيصبح سببا لتغيير الفكر والآراء السياسية والإجتماعية ، وتلك العوامل في معظم الأحيان كانوا السبب الفاعل لخلق الاختلاف القومي في المنطقة والعالم .
في منطقة يتم الاهتمام المتواصل بالصناعة وفي منطقة أخرى يكاد الاهتمام يكون معدوما ، هنا تتواجد سبل الحياة كما ينبغي وهناك يكاد ان يكون خالية من أبسط الخدمات .
باذن يتم إتخاذ تلك الخطوات والمسار حسب منهج وسياسة شوفينية كانوا ولايزالون يتبعون هذا العمل . بحسب رؤية اليسار التي تم الاعلان عنها فيما مضى وتطرقت اليها ، على ما يظهر يجب ان ينشا الكورد دولنها ومن ثم يعترف الشيوعية العمالية بحقوق الكورد في العراق ، وبهذه الرؤية أحاطوا أنفسهم بموقع المم المتحدة ، وباعتقادهم إنها عمل ليلة وضحاها ، وهذه الرؤية ذاتها بأن الدولة الكوردية حلم الشعراء ، أو الظروف لاتسمح بذلك والوضع ليست مهياة ، ومع كل ذلك يتم الحديث عن الدولة الكوردية . أعتقد النطرق لمسالة بهذه المستوى والنوعية من قبل الرؤساء والأعضاء البارزين في الاحزاب الكوردية نظير إعتقاد رؤساء القوى السياسية لدول المنطقة والعالم ، حيث يقولون ليست الظروف ملائمة لكي نستطيع إنشاء الدولة الكوردية والاعتراف بها .
هذه الرؤية كما رؤية اليسار لايجديان بشيء سوى تذيل وعمالة السياسيين والمعتقد والمصالح السياسية والاقتصادية لدول المنطقة والعالم .
قبل أن ينخدع العمال والكادحين والجماهير بما يقوم به البرجوازية تحت عنوان الدولة الوطنية الكوردية للوصول الى مراهم ، فيجب على الشيوعيين العلميين القيام بالمطلوب من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وأن يكون لهم أعمال وأفعال سياسية عن طريق محاولات عملية سياسية متناهية وتضمين الحقوق المتساوية للقوميات .
وكذلك لايعارضوا إنشاء دولتهم الوطنية إن وجدت سياسيين للبناء دون أن نثق نحن والعمال والكادحين بهم بالثقة العمياء ، كما يجب ان يمتنعو عن إستخدام العمال والكادحين وجماهير الناس من أجل مرامهم تحت عنوان إنشاء الدولة ويجعلون منهم حطبا لسد أهوائهم ويملؤن بنوكهم .
يجب القيام بالتصدي لهم من خلال قوة ثورية وعملية يكون محاولاتها بإتجاه الوقوف ضدعم وتحطيم مصالحهم وإنشاء السلطة التي ينبغي أن يكون ، وهو السلطة التي يتمناه الشعب سلطة المساواة والعدالة والحرية .
الفعل الثوري واجب ومحاولة من اجل الاستقلال ، لأن الرأسمالية والبرجوازية في السلطة لايستطيعان منح الاستقلال والحرية ، لذا يجب أن يأخذ منهم بهذه الطريقة .
القانون الذي تحدث عنه الياسر واليمين ولايزال الحديث عنه جاري ، لن يجلب الرفاهية والحياة السعيدة ، والغريب في الأمر لا نعلم ما نوعية هذا القانون ؟!
في الوقت الراهن وبعد غنشاء الدولة الحقوقية الوطنية للكورد ، مصدر هذا الكم الهائل من الغلط هي القناعة الزائفة للبرجوازين الصغار، ويتكون من تضليل الجماهير ومن أجل مصلحتهم يتم الخلق ومن ثم الاستخدام .
اليسار واليمين وجميع الحزاب الموجودة ومن ضمنهم الاسلامين جميعهم يعبرون عن الرأي ذاته حول الواقع الحال لكوردستان .
يدرك الجميع بأن دوام هذا الحال من المحال ، حيث سيصبح المجتمع في كوردستان مجتمعا مدنيا بإطار إقتصادي وسياسي بوجهة نظر حقوقي معرف كجزء من دولة العراق أو كدولة مستقلة ، وهذا مفترق واقعي وبحاجة الى رد واقعي وصريح من قبل ( ح . ع . ك ) وجماهير الناس .. (40) .
تعبير المجتمع المدني له محتوى وشكل مطاطي ، كما محتوى الديموقراطية ولايستطيع ان يأخذ شكلا وعلامة سياسية إجتماعية إقتصادية أخرى .
فضلا عن ذلك في الوقت الراهن يمارس الرأسمالية سلطتها الإضطهادية في العالم ، والأن تحت عنوان المجتمع المدني ينشب الرأسمالية نظام مجتمع الغابة ، ويصبح الآلاف من المهمتين في العالم ضحيا حروبهم ومصالحهم ، وفي المجتمعات المدنية الأوروبية والأمريكية لايزال الجنسي ونوعية البشرة ولون الشعر والعين والمذهب مصدر عملهم وتفكيرهم ويقومون بقحط مجتمعاتهم وتنفيتهها ، وعن طريق الأجهزة المنية والحبس والتعذيب اللاإنساني للأشخاص يطورون أعمالهم ويقومون المصالح على جميع الأصعدة .
أجرة عمل غير منصف ومصادرة جميع الحقوق الديموقراطية للعمال والكادحين في بلدانهم والعمال اللاجئين وسلب حميع الحريات والحقوق السياسية والاجتماعية والتنظيمية ، وسحق حقوق القوميات.
مخالفة جميع انواع المطالب المطروحة من قبل الجمعية وعدم الرد والتعامل بصورة وخشية في هذا العصر.
التخريب والتحطيم للبلدان والسكان اللذين يظنهم السلطة بأنهم مصدر لتفعيل المشاكل وعدم إنصياعهم لسياسة ومصالح السلطة .
هنالك أمثلة كثيرة للمجتمعات والسلطات اللاتي يتطاهرن بإسم المدنية والديموقراطية ، في الولايات المتحدة الامريكية السلوك والفعل السياسي وممارسات الشرطة المحلية تجاه ذوي البشرة السوداء حيث يعبثون بمقدراتهم ويعتبرهم أقل مرتبة من ذوي البشرة البيضاء ، ويتم قتلهم وحبسهم في السجون كعمل روتيني واعتيادي ، وتبادل السلطة منحصرة لأصحاب المليارات وذوي النفوذ .
يخلقون عدة حروب خارجية من أجل مصلحة وربح الشركات حيث الملايين من الأشخاص يصبحون ضحيا الحروب الطاحنة ويتشرد الألاف من ديارهم .
في ألمانيا والدول الاروبية الاخرى ينظر الى اللاجئين كمواطنين من الدرجة الثانية في مجتمعاتهم ، وهذا فضلا عن الاختلاف الجنسي ونوعية البشرة ، والخ ...
أفريقا وأسيا وامريكا الجنوبية ليسوا بعيدين عن كل ما يجري من المخالفات في أوطانهم ، وتارة أخرى يواجهونها من الخارج ومن قبل القوى العظمى مما يؤدي الى الحروب القبيلة وقتل وتشريد الألوف .
ففي الوقت الراهن من القرن الحادي والعشرين لايزال العبودية مستمرة بجميع أنواعها في العالم ، ويوجد حوالي ستة وأربعون مليون إنسان يتم التعامل معهم كعبيد ، (41) واحدى الدول التي فيها العبودية مستمرة ( الولايات المتحدة الامريكية ) .
بعد الاستيلاء التام على الحقوق الديموقراطية للعمال ، البسار في كوردستان مقتنعين بأن الحل تكمن في المجتمع المدني ، كما يظنون بأنه الحل الأمثل لمعالجة المسألة القومية .
إذ القينا نظرة على تاريخ علاقة الكورد مع الأنظمة المختلفة السابقة لدولة العراق ، وماذا حصل لهده العلاقة تحت سيطرة البرجوازية الكوردية وما يسمى بثوراتهم وسلطات العراق المختلفة ، فالتاريخ يدلي بأنه تم إستخدام الاسلحة الكيميائية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وحرق البيوت وتهديم القرى ، وجميع الآفات تمت في إطار الدولة ووجود الحقوق السياسية الدولية .
المصائب الجمة لم يحل أية عقدة من العوائق ولم يؤدي بالكورد صوب معالجة حقوقها القومية .
في الأوضاع المختلفة من جهة لايتحدث اليسار من مسألة إنفصال القومية الكوردية ، ومرة أخرى ومن جهة أخرى يتحدث عن هذه المسألة كالذي يجري بين أحزاب القادة الأوليكارشية في إقليم كوردستان ، وإذا لم يكن هنالك وضع وظرف سيكون الحديث عن تأسيس الدولة حلم وخيال ، وذلك نقيض فكر ورؤية الشيوعية العلمية لمعالجة القضية القومية .
الوضع السابق والحالي تمت بماركة القوى العظمى والامبريالية العالمية من أجل مصالحهم ، وقوى السلطة في إقليم كوردستان بانوا طفيليات على المصادر المالية والاقتصادية وأستولوا على مافي باطن الأرض وسطحة ، وبشتي الطرق يسلبون وينهبون الثروات ، وأغرقوا الاقليم بالديون وجعلوا المواطنين محرومين من الحقوق والمعيشة . لأنهم ليسوا بقوميين ولن يكونو وطنيين ولم يفكرو بتأسيس الدولة وليست إستراتجيتهم البعيدة ولن يكون محاولاتهم بهدف معالجة هذه القضية .
( مع أني لا أومن بالفكر القومي ولست متفقا معها بمثقال ذرة واحدة ، ولكن بالنسبة لي القضية هي أن ذوي السلطة والبرجوازيون الكورد وذوي السلطة والبرجوازيون في العراق يستفادون منها ويصبح سببا لزيادة وتكوم رأسمالهم ، لذا الحروب والاقتتال هنا وهنالك تحت عنوان المحافظة على القومية والدفاع عن الدولة ووحدة البلد ، بات كاكسارة حيث يكسرون وبحر شون العظام ، ويستلمون من قاداتهم العليا ثمن ما صنعت أيديهم . يتبين أن جميع الأحزاب اليسارية واليمينية والاسلامية هي في الماضي لم يكن بإستطاعتهم أن يردو بالمتطلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوضع والظرف السياسي الحالي ن مع أن في الماضي وفي الوقت الراهن الانفصال وعدم الإنفصال يتم زركشتها من لدن الامبريالية والقوى العالمية العظمى . لأن من الناحية السياسية والاقتصادية وكذلك العسكرية مسيطرين ومهيمنين على المنطقة والعالم ، وبهذه الهيمنة يظعون المعالجات حسب إحتياجاتهم .
لأن السياسة والحركة الطقية والشيوعيون العلميين ليست لهم فاعلية وغير منظمين ن ولن يكون بإستطاعتهم التدخل في تغيير وإستدارة الظرف السياسي والاجتماعي والاقتصادي لإقليم كوردستان والعراق ، لأن خلط سياسة وهدف الشيوعيون العلمين مع الرغبة والمطلب السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعمال والكادحين ضعيف جدا وليست ذو فاعلية .
التفكير الضعيف والغير مجدي لليسار حعل منه ظيرا للاحزاب الأخرى حيث يقول فلينفصل إقليم كوردستان أو لمركز السلطة في العراق ، وهذا الموقف طاغي ولن ينبث منهللسياسة شيء .
تعبير أن مختلفات حول الوضع حيث سابقا منهجة كانت كوردستان العراق مختلفة عن دولة العراق ، والآن يتم الحديث عن الانفصال من العراق . كما الأحزاب الموجودة في الاقليم حاليا ، اليسار سايقا كانوا يقولون الانفصال عن العراق وتأسيس دولة مستقلة في كوردستان العراق ( 42) .
هذه الجملة مع سابقتها مختلفان ولا يتوافقان ، لأن لو كان المجتمع الكوردي لاينتمي للعراق ، فلما الإنفصال عن العراق !! أو ماذا يعني هذه الجملة وما مدلولها ، كل ذلك والانتماء أو عدم الانتماء لن يكونو في دائرة الشك ، أو لن يخلق شكا بأن معالجة القضية القومية واجب ويجب إتمامه إن وجدت ودعت الحاجة .
البرجوازيون الصغار في اليسار والاوليكارشيون ليس لهم رؤية ورأي واضح حول هذه السياسية والحزبية الاخرى سابقا وفي الوقت الراهن لم يستطيعو أن يكون خطواتهم بإتجاه تأسيس الدولة المستقلة ولحقيق أمال واهداف الناس عموما .
في 30 تشرين الثاني من عام 1867 كتب ماركس رسالة لصديقة أنجلس حول مسألة ايرلندا معبدا له عن إعتقاده بإختصار قائلا الأن السؤال هو : بماذا ننصح عمال إنجلترا ؟
باعتقادي يجب أن يجعلوا من تفكك الاتحاد درسا لبرامجهم ( بإختصار مسألة عام 1783 مع أنه جعل الديموقراطية أن ينسجم مع الظروف أنذاك ) ، هذه الشكل القانوني الوحيد وفيما بعد سيكون الشكل الوحيد الممكن لتحرر الايرلنديون ، بلإمكان قبوله على البرنامج الحزبي الانجليزي .
يجب توضيح هذه النجربة فيما بعد ، وهل بإمكان الإتحاد الخصي النفي التواصل بين هاتان الدوليتين ، لدي إعتقاد طفيف بأنه من الممكن أن يحدث في الوقت المناسب .
الذي يحتاج اليه الايلنديون عبارة عن ( حكومة محلية ومستقلة في إنجلترا ! ... ) . ( 43 ) .
هذا الاعتقاد لماركس يوضح بأن لا أحد يعلم بأن اليسار واليمين وجهات لعملة واحدة ، في مسألة كالقضية الكوردية ، ماذا يفعلون وكيف سيطرحون المعالجة .
وهذه يعود لسببان ، أولا : لايعلم اليسار كيف يعلن عن نفسه ويخرج من طائلة سؤال الفكر القومي ، ويظهر كمؤيد وحامل لرسالة الطبقية .
ثانيا : المطلب الأوليكارشي لأحزاب اليمين حيث جعلوا من كل شيء ضحية لمطلبهم ورغبتهم المتعطشة لثروات هذا البلد .


الجزء السادس

الاستقلال والحرية يحتاج الى رد (لجواب) ثوري !

ما يتم رؤيتها حتى الأن من سلوك وسياسة القوى الكوردية ، أنها عقلية وعملية ومخيلة قومية شكلية ، ولم بإستطاعتهم الكتير والخروج عن هذه الشكلية في البلدان اللاتي يقطنها الكورد ، وكذلك الأحزاب والقوى اليسارية فيما مضى وحاليا لم يستطيعوا القيام بمل نحو إنفصال الكورد كي يضع تأسيس دولتها المستقلة ضمن إطار التفكير والآراء والخطة والعمل السياسي بهدف رغبة الاستقلال وإنها الصراع القومي في المنطقة .
ليس من السهل الفصل بين التفكير والآراء والأفعال لليمين واليسار ، كما ليس ممكنا تحديد هدف ومطلب مختلف ولن تجد بينهما إختلاف سياسي .
حتى الأن ليس واضحا للعيان أيهما اليمين وأيهما اليسار ، وأيهما مع نيل الحقوق القومية ويتعامل مع المسألة بصورة ثورية ، وأيهما لايعمل من أجل ذلك .
لا يبالي الطرفان ولا يهمهما تحقيق الحقوق القومية المتساوية . حزب يطالب بالحكم الذاتي وحزب أخر ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، واحدهم يرى من قرارات المؤسسات التابعة للأمم المتحدة حلا للمسألة القومية ، لايمثمر عن هؤلاء شيئ ومن الإنفصال أو عدم الإنفصال بات المل في أن يقوم الأمم المتحدة بالاشراف عن إستفتاء لهذا الغرض .
الحديث عن تأسي الدولة أو العودة للمركز جزء منها يرتبط بالمطلب الأوليكارشي لمجموعة من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين الحزبيين ، والجزء الآخر مرتبطة بعدم الدراية والامبالاة تحت عنوان الابتعاد عن الفكر القومي ، والجميع مرتبطون بحماية مصالح النخبة الأوليكارشية والبرجوازيون الصغار .
لأي غرض إن كانت مصدرها النظم ، فلن يكون بإستطاعتها تقديم الحل الجذري ، وفي المسألة القومية إذا أستخدمت في أي دولة عبارة ( تفكك الاختلافات الاجتماعية والسياسية ) بدلا عن عبارة ( القضاء على الاختلافات الطبقية ) سيفتح بابا للتساؤل والظن .
بين دولة وأخرى ن بين إقليم وأخر ، وحتى بين محلة ومحلة أخرى لايتم القضاء على بعض الاختلافات بين ظروف الحياة والمعيشة بصورة تامة ، بل بالإمكان تخفيف الاختلافات الى أدنى مستوى ، ولكن من الصعب تحقيق القضاء التام . (44)
لذا العبارات ليست ذات أهمية بالغة إذا لم يكن هنالك محاولات وأفعال من اجل التنفيذ ، ولهذا السبب ليست لها مكانة ومسار في تفكير وأراء وأفعال احزاب اليمين واليسار .
عندما يعطى البرجوازيون الصغار منصبا ومكانة في المصلحة الاقتصادية ويختلط مصالحهم مع رأسمال برجوازيو القومية الحاكمة ، حينئذ لم يكن بالنسبة لهم معالجة المسألة القومية ذو أهمية ، بل سيصبح مصدرا للكسب الوفير وتكوم الرأسمال ، كما هو الحال في الوقت الراهن حيث يتم التسويق بالرغبة القومية الكوردية من قبل الأحزاب ،مما جعل الاوليكارشيون والاحزاب السياسية يتاجرون بالرغبة والمسألة القومية ، وهذه ليست مرتبطة بدولة واحدة ، ولكن نوعية الافعال وكيفية إستخدامها واهميتها يميزهم عن بعضهم حيث يتم العمل بها بصورة متفاوتة من قبل الجميع .
وفي النهاية يعمل جميع الأطراف لتكوم الرأسمال وزيادة نسبة التجارة ويمارسون هذا النشاط المخذي عن طريق العب بمقدرات الناس وتعكير النفوس وتصفية الأجساد .
ويتم في إقليم كوردستان نفس الشيء ولايختلف عن الأقاليم والمناطق التي تتواجد فيها القضايا المختلفة والمسألة القومية حيث يتم إدارتهم من قبل البرجوازيون الصغار والاوليكارشيين ، ويظنون أنفسهم بأنهم الماكين للأقاليم والمناطق التناحرة .
بهذه الازوادجة البعيدة كل البعد عن الحقيقة والاستحقاق لهدف معالجة المسألة القومية ، يعلن اليسار عن هدفهم وسياستهم وفكرهم .
سابقا وفي الوقت الراهن الأهداف المعلنة للحزب الشيوعي يحتوي على نقطتين ، أولا : الثورة في كارفة أرجاء العراق وبناء مجتمع غير قومي ورفع الظلم عن الشعب .
ثانيا : تعريف حقوق المواطنين في كوردستان العراق بالإنفصال والإصرار على مبدا الإستفتاء . (45)
هذه العبارة فيها أقوال ومفردات متناقظة ، ومنها بناء مجتمع غير قومي ، بل من الأفضل تغيير هذه العبارة ويحل محلها ، لايكون هوية المجتمع حكرا لؤية قومية ، أي الحياة المتساوية ىالقوميات في إدارة لمجتمع من الناحيتين السياسية والاقتصادية ، وإذا كانت هنالك ثورة تعمل على هذا النحو ن سوف لن يكون للنقطة الثانية محلا أي أنباء لسنا بحاجة لذكر هذه النقطة .
لايستند النقطة الثانية على الناحية التاريخية وذرورة إنشاء الدولة الكوردية المستقلة ن بل إنها فقط إستخاثة وإعطاء أهمية لإجراء الاستفتاء تحت إشراف الامم المتحدة كحل أمثل لمعالجة المسألة القومية الكوردية في العراق .
هذه إزدواجية رؤية اليسار حول المسألة القومية ومحتوى عملية ثورية من قبل المجتمع وإند لاعها وصولا الى مستوى التغيير الجذري للمجتمع .
هل هناك ثورة قادر على إنشاء مجتمع غير طبقي وغير قومي ؟ !
لاشك إنها فقط ثورة الشيوعية العلمية القادر على إتقان هذا الدور ، وإنهاء الاختلاف الطبقي والقومي ، وإذا لم يتم إنهاء الاختلاف الطبقي ، سوف لن يكون بالإمكان إنهاء الاختلاف القومي .
الرأسمالية وسلطتها في هذا العصر وفي الماضي جني ويجني ثمار المسألة القومية ، وخير دليل على ذلك واقع الدولة السويسرية حيث يعيش فيها عدة قوميات مختلفة ، ألمانية ، فرنسية ، إيطالية وبعض قوميات أسيا و أوروبا الشرقية ، وحقوق جميع القوميات مصانة ، ومع ذلك لم يصبح المجتمع السويسري مجتمع غير طبقي ومتساوي من الناحية الاقتصادية .
كذلك ليست بدولة لايطبق فيها النظام الرأسمالي الليبرالي ، ويكافح وينهي الإضطهاد الطبقي ، وفي هذه الدولة يعيش مجموعة من الناس بارفاهية ، والبعض الآخر ليستهم حالتهم المعيشية مضمونة .
بعد ان تم تحديد سويسرا كدولة محايدة في السياسة والاهداف السياسية والعسكرية ضمن النظام السياسي الدولي .
نظمت القوميات عن طريق إنشاء نظام سياسي وكتابة منهاج وبرنامج ودستور خاص الحياة السياسية والاجتماعية في إطار الدولة .
لم يكن لك بشكل عفوي ، بل الناس من الجكيع القوميات تناغموا معها وفي أرفي ديموقراطية لعلاقاتهم استطاعوا نيل ذلك الناتج والهدف ،ولكن قد مر تلك الزمان وفقدت إعتبارها وليس بالإمكان إعادة نفس العملية ، ولن يكرر البرجوازيون والرأسماليون ماقاموا به سابقا في دولة أخرى إذا كانت على شاكلة الدولة السويسرية من حيث القوميات المختلفة .
حدثت تلك العملية في الدولة السويسرية فقط ، وذلك لأن حسب إتفاق دولي في عام 1871 بين القوى العظمى لدول العالم في تلك الحقبة الزمنية حيث تم الاتفاق على أن لايكون سويسرا ضمن الحروب والصراعات العالمية وأن لايساند أي تحالف أو صراع عالمي وإقليمي ، ولذلك ليست هذه الدولة ضمن العلاقات السياسية والقضايا والصراعات الدولية .
أي دولة عظمى لم يخلق قضية وصراع دولي في تلك المنطقة ، ولم يجعلوا من القوميات أداة للسياسة والهيمنة وصراع القوميات وإشعال الفتن داخل سويسرا ، كما حصل ويحصل في إقليم كوردستان حيث هذا الطرف وذلك الطرف يرقصان على أنغام الدول .
جميع الثروات اللاتي حدثت في السابق ، كانت للدفاع عن شكل في التملك ضد نوعية أخرى من الملكية ، ولن يكن بإمكانهم الدفاع عن تلك النوعية من الملكية دون المساس للنوعية الاخرى . (46)
الثورة التي قد تحدث في العراق يجب أن يغيير ظرف و وضع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ويأتي بعصر جديد ومختلف .
لكن ما يتم تداوله من قبل اليسار واليمين في العراق وفي الاقليم حيث يؤشرون الى إندلاع الثورة ولا أحد يعلم ماهي نوعية الثورة وما مدى تأثيرها ؟!
هل سيكون الثورة إعادة المثال السويسري أو سيكون مغايرة ونوع مختلف ؟!
لاشك هؤلاء لم يقوموا بالثورة ولن يفعلو ، ولم يحملو رؤى وفكر ثوري . لأن في الوقت الراهن الثورة عبارة عن تغيير معنى وأهمية علاقة سياسية واقتصادية واجتماعية أنية الى علاقة إقتصادية إجتماعية مختلف تماما ومنطق عن التشكيلات والفرق الطبيقية والاجتماعية والاقتصادية ، كالذي مثبت في المجتمع حاليا .
النظم والاستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة لايستطيع ان يكون ردا لإنفصال القومية الكوردية وصولا الى مستوى تأسيس دولتها .
لأن الأمم المتحدة مؤسسة لإدارة سياسة القوى العظمى وفرض مصالحهم على قوى الدول الضعيفة والصغيرة ، كما كانت منظمة ( عصبة الأمم ) في السابق ذو قدرة وقابلية هزيلة وضعيفة . (47)
لذا يجب أن يكون هنالك موقف وفعل واضح وعلني مصمم على إنفصال القومية الكوردية ، وحتى لو كانت في الوقت الراهن حكومة عمالية ( حسب رؤية وأراء اليسار) في السلطة ويتسلم زمام الامور .
تحقق بهذه القومية الويلات والأفات لمرات عدة من قبل الحكومات والدول المنقسمة عليهم الكورد حيث تعرضت لشتي أنواع التنكيل والتطهير العرقي والابادة الجماعية ، ما أثرت سايكولوجية التشتت والتفرق على ذهنيتها .
لذا يجب أن يكون الهدف مع رغبة ومطلب العمال والكادحين الكورد منسجمة من الناحية العاطفية والسياسية ، ويحتاج تحقيق هذه الرغبة عملية ثورية .
بما أن النظم والاستفتاء موقف وتفكير القوى السياسية في الإقليم ، فليس بالإستطاع أن يكون هكذا موقف وتفكير أن يكون ردا لرغبة ومطلب الإنفصال .
الذي يتم بداولة دوما من قبل اليسار واليمين يحمل في طيانة وضعان مختلفان وموقفين مختلفين ، وكل ذلك وتجسدة في محتوى فكر وفعل الاوليكارشيون .
الذي يتحدث عنها اليسار حول الثورة وليس معلوما لاحد المحتوى !
فما الواجب الذي يجب أن يتم تنفيذها من قبل الثورة في عصر الرأسمالية وكيف يتم التغيير ؟!
الاختلاف الموجود حول محتوى الثورة في تفكير وأراء اليسار ، حيث يتول ( الاشتراكيون الليبراليين ) ألم يمن الوقت كي يظهر مواطنوا كوردستان أرائهم في إستفتاء حول الانفصال أو البقاء ضمن إطار العراق ؟ ( 48 )
يتظاهر هذا الرأي للإستفتاء مع رأي الأمم المتحدة لمعالجة القضايا ، ولغاية الأن لم يكن بإستطاعة هذه الرؤية معالجة القضايا و‘نهاء معانات الشعوب والقوميات المطالبة بالاستقلال والانفصال في إطار بلدانهم ، ويبقى السلطات بنفس المحتوى والممارسات ، ولاينهي الإضطهاد وعدم الحقوق وعبودية الإنسان .
لذا هذه المحاولات تجاه المعالجة الجذرية أفعال عقيمة ، لأن هذا العداء والتضاد وعدم العدالة يدار من قبل تظام معين ، ولايحاول معالجتها ويعتبرها مسلكا لتطور مصالحهم ، واحيانا عن طريق تدعيم العداء القومي والمذهبي والديني والثقافي يتم المراد .
إذن كيف سيحاول أن يحطم ما يستند عليه ن حتما لن يكون ، وفي بعض الحيان خوفا من الاستفتاء وعقباته يتم المنع والتضليل ويعتذر بمبررات متنوعة كالتي تحدث في الوقت الراهن حيث يتعذرون بتعابير لانستطيع ، لايجوز ن ولم يحن الأوان ..... الخ ، وفي معظم الأحيان يدافعون عن أنفسهم بالأعمال المفرطة التي يقوم بها السلطات ويكون عائقا امام محاولات الانفصال والاستقلال كي لاينال الهدف .
في المعظم الأحيان والظروف للبلدان المختلفة سيكون القضية بحاجة الى فعل وعمل ثوري من قبل العمال والكادحين ضمن القوميات المختلفة للبلدان اللاتي تتواجد فيها القضايا والرغبات القومية ، ولذا يجب على عمال القومية العربية ان يكونوا متعاونين حول إنفصال القومية الكوردية وتاسيس دولتها المستقلة ، وذلك من أجل القضاء على العبودية ، وبعد ذلك نضالهم المشترك ضد الرأسمالية وسلطاتهم .
عندما يكون الأمم المتحدة مشرفا وراعيا سوف يكون خطة الاستفتاء طريقا للمعالجة ن وعند ذلك سيتم العمل من أجل تطور وتنمية مصالح القوى العالمية العظمى والقوى الاقليمية ن ومن هنا ينبرغ القناعة العمياء وعدم الادراك للبرجوازيين الصغار حيث يظنون من النظام الرأسمالي ترسيخ مناخ ديموقراطي .
تلك البؤس والمصائب الملحقة بالعمال والكادحين والمواطنين بصورة عامة في كوردستان ، لايتم معالجته فقط بتحديد التأسيس القانوني للدولة الكوردية ، لأن تغيير السلطة والشكل السياسي للبرجوازية والاوليكارشيين في الطبقة الحاكمة بسلطة أوليكارشية القومية الخاضعة لا يأتي بالمعالجة للمسألة ، ويمكن الحل الجذري في تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولكن مع ذلك تأسيس الدولة للقومية الخاضعة ينهي المهام الواقع على عاتق النضال والكفاح السياسي والاجتماعي.
لكن اليسار وتكافؤ رؤيتهم وأرائهم مع الأحزاب الأخرى ، سيعطي إضاءة نضال وكفاح العمال لأيديهم من دون فتيل ، ويعطنون عن فكر وقناعة متفقون عليها مع ذوي السلطة ويقولون ( بدون تحقيق حقوق كوردستان العراق عاجلا ، سوف لن بكون بالاستطاع الخروج من المصائب والقضايا المغلقة ) . (49)
هذا ليس حديث اليسار فقط ، بل الأحزاب الأخرى ومايسمى بأحزاب اليمين والأحزاب الاسلامية جميعهم متفقون على هذا الرأي . تحدثت أنفا بأن الخروج من كل هذه التراجيدية التي مرت على القومية الكوردية ، ليس بإستطاعة الحكومة أو الدولة الأوليكارشية أن يكون لها رد مقنع ، وحتى تأسيس الدولة الكوردية لايستطيع تحسين الواقع المعيشى وظروف العمل ، إذا لم يتم وضع نظام على أساس تأمين الحرية والمساواة والعدالة . سيكون تأسيس الدولة الكوردية بمثابة الرد الكافي والوافي لإنهاء الإضطهاد وحل المسألة القومية ، ورفع صرامة العنصرية القومية على قومية أخرى ، وإنها الى حد ما هام وذو شأن ن ولكنها ليست الجواب الفريد والقاطع لقضية واهات الكورد .
حسب أراء الاشتراكية الليبرالية والسياسيون الخرين عدم خروج هذه المجتمعات من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محصورة وصغرة في عدم وجود إطار حقوقي وحدود مغترف به.
إنهم غافلون عن حقيقة دامغة حيث يعيش الكورد ضمن حدود أربعة بلدان ( العراق ، الايران ، تركيا ، سوريا ) والاطار الحقوقي للدول المذكورة مليئة بالقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ومن الناحية الدولية والاقليمية إنهم مبتلون بعشرات المشاكل وغارقين في الأزمات .
فضلا عن السياسة الشوفينية المتبعة من قبل السلطات ضد القوميات المختلفة تحت عنوان وحدة الوطن ، زكا هذه الممارسات من اجل البقاء في السلطة ، ويكون ضحية تمديد السلطة الألاف من المواطنين .
لذا تثبيت الحقوق القومية التامة وحقوق المساواة والحريات يمكن في إنشاء سلطة العمال الكورد ، حيث يكون حقوق الجميع محفوظة ومحترمة ، وعلى الأفراد الالتزام بالحقوق والواجبات .
لايتم تنفيذ هذه العملية عن البعد وبالأقاويل الرنانة ، بل يتم عن طريق العمل الذؤب والموقف الثوري.
يجب أن يكون ناتج هذه الثورة إنشاء نظام مشترك ومتساوي بين جميع القوميات والسكان ، وبذلك سينتجو الكورد في العراق من مصائب وأهات سياسة البرجوازيون والرأسماليون والامبراياليون .
تمت بناء الدولة كضرورة لمسك جماح تضاد الطبقات ن وفي الوقت ذاته حسب نشأتها في حدود الإصطدامات بين الطبقات ، وهذه كمقومات عامة سيصبح دولة الطبقة القومية من الناحية الاقتصادية ، كما من الطريق ذاته سيكون دولة الطبقة السياسية القومية ، وبهذا الشكل سيحصل على عوامل مساعدة جديدة للإنتاج وإضطهاد الطبقة المظلومة .
قبل كل شيء كانت الدول منذ القدم ( الدولة القديمة ) عبارة عن دولة يمتلك العبيد لإضطهاد الفلاحين المساكين والعبيد ، وكذلك الدولة النيابية الحديثة عبارة عن أداة إنتاج العمل بالأجر من قبل الرأسمال ، ومع ذلك في بعض الحالات الاستثنائية وفي بعض المراحل يصل الطبقات المناضلة الى مرتبة بحيث يكون نظير القوة ،وينال الشكل النيابي سلطة الدولة لفترة محددة ، وتجاه كلنا الطبقتين بخلف نوع من الاستقلال . (50)
لذا تأسي الدولة الكوردية في أي وقت كانت ، سيكون مجرد محاواة لإنهاء الظلم الذي يمارس من قبل الرأسماليون والأوليكارشيون ن لاشك خلق الفرصة لها أهميتها ، ولكن الإرادة والمحاولة من اجل التنفيذ لها أهمية قصوى .
بعدم وجود الارادة حتى لو كانت الفرصة متاحة ، سوف لن يتحقق الهدف ، ولكن بتزامن الارادة والمحاولة ، وإن لم يكن هناك فرصة ، سيكون من المحتمل تحقيق المطلب ، وبنسبة عالية يتوقف تحقيقها علة التنسيق والتعاون والنضال المشترك العمال والقوميات ( العربية ، الفارسية ، التركية ) حتى إذا وجدت الفرصة فإن لم يكن للطرفان تأثير على إرادة وتضامن القوميات ، سيكون إمكانية الحصول على المطلب صعبا وبعيد المنال ، كما حدثت بعد إنتفاضة عام 1991 في إقليم كوردستان وجنوب العراق ، ومن ثم بسبب الأوليكاشيون الكورد لم يتحقق شيء من تلك الرغبة .
من الغباء إذا إعتقدت هنالك ظرف أو فرصة سيتبع لك الوصول الى مبتغاك ، فإن عدمت حركة عملية لإرادة الرغبة في إنهاء الظلم القومي ، حينئذ سيصبح المسألة حديث ومحاولة دائمة ومتواصلة لنضال وكفاح كاذب لقومية أخرى يمتلك السلطة ، وبذلك يقدم خدمة لطبقة اوليكارشية سياسية واقتصادية وعسكرية ، وفي نفس الوقت يتاجر هؤلاء بالمسألة ، كالتي حدثت في كوردستان العراق عام 191 ومازال مستمرا ، وكذلك عدم الروح الثوري لعمالب القوميات ، فإن إمكان فرض إرادة الناس من قبل الأوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الصغار للقومية الكوردية فلن يثمر بشيء .
كما حصلت ذلك في تسعينات القرن الماضي تجاه الشيشانيون من قبل روسيا الفدرالية ن وذلك لعدم وجود الإرادة ودعم الشعب الروسي ، ولهذا السبب ليس بالإستطاع وضع القوى الرأسمالية والدول الأوروبية تحت التغيير الجغرافي .
لم يستطع اليسار الخروج عن رؤية قادة الأحزاب السياسية الكوردية ، أي الآراء الموصولة لمسامح الناس ، فالنظير والمحتوى ذاته لنظام السلطة وحكومة الدولة ، فإنها إدارة حكم حيث أنها مطلب البرجوازيون والوليكارشيون الكورد ، ويسعون لنيل هذا المطلب .
لمعالجة القضايا القومية فإن وجدت الفرصة أو عدمت ن فيجب أن يكون هنالك محاولة للعمل الثوري ، وهذا المهام يقع على عاتق الأحرار والشيوعيون العلميين .
القوى الباحثة عن الفرصة سابقا ومازال بحثهم جاري ، لم يكونوا سوى كذبة عارية من الصحة ولم يثمر عنهم شيء ، كالتي يحدث من سياسات الأحزاب المحلية وطفيليات الإقليم حيث يتسترون بالمسألة القومية الكوردية ويسرقون ثروات البلاد .
إستثمار الفرص بحاجة لروح وسعي ثوري كي يصل للهدف المنشود ، ولهذا الغرض تلك الجهة وهذه الجهة يرقصان على نغم القوى العالمية والاقليمية .
أفكار وسياسات اليسار واليمين والاسلاميون والقوى الاخرى إن وجدت ، فليس بإمكانهم الخروج عن إطار السياسة والقانون المصاغ من قبل الدول العظمى واصحاب الفيتو يفرضون هيمنتهم على سياسات وقوانين الأمم المتحدة ن وبذلك يتم السياسية والاقتصادية والعسكرية والإجتماعية على دول العالم .
لأن سياساتهم تصب لصالح الأوليكارشية ، وفيها مكسب للبرجوازيون الصغار ، لذا لم يكن بإمكانهم كسر طلسم سياسة الراعي المتبع من قبل القوى العظمى بشكل صحيح وتام ، ويتم التوضيح والتعريف للناس عن طريق المم المتحدة ، ومن ثم التراجع والإنكسار ، ولهذا الغرض يقوم الجميع بالمتاجرة بارغبة والمطلب القومي للكورد ومسألته .
تعريف كوردستان من قبل بعض الدول المختلفة بصورة رسمية ، وكذلك تثبيت التجارة والاقتصاد والدبلوماسية مع عدة أجزاء من العالم ، والإرشاد المقدم من الوليكارشية والبرجوازية والبرجوازيون الكورد ، فإنها محاولة من قبل اليمين واليسار من اجل إثبات دولة برجوازية أوليكارشية للكورد في كوردستان العراق ، والإ ليست هنالك حديث عن أية دولة وحكومة أخرى .
لاشك تأسيس الدولة الكوردية ذو اهمية ، ولكن لن يصل الى مدى أمنية عمال الكورد ، لأن مناهج النظام السياسي بات تحت سيطرة السياسيون والعسكريون ورأسماليوا الوليكارشية ، وسيكون على شاكلة إدارة المافيا .
الاصلاح في البرنامج القومي لاينهي إمتيازات القومية المسيطرةولد يشكل المساواة الكاملة ، وكما لايفكك جميع أشكال الظلم والتعسف القومي . (51)
لهذا السبب المؤيديون للحكم الذاتي وحق تقرير المصير ورؤيتهم بشأن الإنتظار لإجراء الإستفتاء والإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة حول حق الانفصال وتعريفه رسميا في المؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية ، ليست إلا كذبة عارية ولا أساس لها ، ولايستطيع نيل الحقوق المتساوية للقوميات ، وكذلك الحديث عن الاختلاف بين الأحزاب في كوردستان العراق ، ليس بشيء سوى تضليل الناس .
الحديث المتداول بأنهم يسعون لإجراء إستفتاء لإنفصال كوردستان العراق أو جنوب كوردستان في العراق ، ليست سوى إستهلاك للوقت وإطالة العمر السياسي والاقتصادي والاجتماعي المخجل .
لأن إذا لم يكونوا أوليكارشيين وطفيليين على إقتصاد وسياسة كوردستان الجنوبية ، هؤلاء الاسود الثلجية لو كان غابتهم إعلان الدولة ، فكان من المفروض أن يعملوا الصياغة ووضع أساس لتأسيس الدولة الكوردية من النواحي الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والدبلوماسية ، وليس العمل لتجسيد سياسة وهدف الحزب والقبيلة ، بل كان الأجد ربهم العمل في مسار فرض سياسة الدولة ، ولا يكون طرفا ضد طرف أخر ، ولايكون الجميع خاضعين لسياسات وإقتصاد دول الجوار للإقليم ، وعدم تنفيذ أضدتهم في الداخل ضد المواطنين .
كما في السابق وبنفس الشكل عملت العشائر الكوردية ذات الحدث ضد بعضهم البعض ، ومنذ مجي الميديين كانت على هذه الشاكلة ، ويعتقد بأنها حتى قبل ذلك العصر كانت الامور تسير على نفس الشاكلة أيضا .
يذكر المؤرضون الآشوريين دور ملك نايري والمقاتلون الأشاوس لمركز كوردستان الوسط في يومنا هذا .
على مر التاريخ الاسلامي يظهر رؤساء العشائر وعشائرهم المختلفة بأنهم كانوا دوما في خدمة السلطات العليا للمنطقة . (52)
الوضع لليمين واليسار ورؤيتهم وأفعالهم يدل على إعادة نفس التاريخ لشيوخ القبائل ورؤساء العشائر والأغاةات والشيوخ ، فلم يستطيعو الاعتماد عاى أنفسهم وعدم الاستناد عاى القوى الإقليمية ، ويظهر بعض القوى المحلية أسلوب وعمل مختلف ويستندون ويعتمدون على أنفسهم .
كما حصل سابقا عندما يلتزم شيخ عشيرة صغيرة بدولة قوية ، ليست لدية شيىء يخسره ، بل من الناحية المادية سيستفيد وينال مبتغاه . (53)
المسألة القومية ومعالجتها لايرتبط بالظروف المستقرة أو الغير مستقرة والوضع السياسي المخضوض ، بل إنها مرتبطة بمستوى ودرجة التضاد القومي وصراعها القوية ، وكلما كانت أقوى سيكون المحاولة والرغبة للإنفصال أكثر جدية .
في إقليم كوردستان والدول الثلاثة الأخرى ( سوريا ، تركيا ، إيران ) المعادات القوية لرغبة ومطلب القومية الكوردية من قبل السلطات المركزية وعدم الاعتراف بصورة رسمية بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والحضارية من قبل الحكومات في الدول المذكورة ، وكانت دوما ظروف نيل تلك الحقوق القومية من قبل الكورد شبيهة بما حصلت سابقا في العلاقة الموجودة بين البرجوازية الانجليزية وأيرلندا ، لأن البرجوازية الانجليزية من أجل تخريب حياة الطبقة العاملة في إنجلترا قام بالترحيل القسري للإيرلنديين الفقراء ، ولم يقف بإستغلال فقر الإيرلنديين فقط ، بل عمل لتفريق البروليتريا الى جبهتين متغاصمتين .
جبهة العمال الثوريين المتحمسين وجبهة عمال أنجلوسكسون حيث كانوا هادئين ومعاملتهم إيجابية ، ولم يحدث أي إجماع وتنسيق بينهما ، بل العكس صحيح حيث كانت في جميع مراكز الانتاج الصناعي في إنجلترا جدال وتنافس عميق بين البروليتارية الانجليزية والبروليتارية الايرلندية ، وكان عامل متوسط إنجليزي يكره عامل ايراندي وينظر اليه كمنافس في الأجر وسببا لحفظ مستواه المعيشي ، ويحمل في أعماقه حقد قومي وديني وتعصب عرقي تجاه العامل الايرلندي .
ينظر اليه كما ينظر ذوي البشرة البيضاء الفقراء للعبيد وذوي البشرة السوداء في ولايات الجنوب في امريكا الشمالية ، ويقوم البرجوازية بصورة مفعلة بالحفاظ على العداء الموجود بين البروليتارية الانجليزية ويساندها ، لأنها يعلم بأن الحفاظ على أسرار جبروت إستبداد سلطتها ، تكمن في تفريق البروليتاريا . (54)
كي لايقع القوميات أو الأمم في اللعبة السياسية والاقتصادية للبرجوازيون والرأسماليين التابعين لهم ، ولا يكونون مضطرين من أجل تحقيق مرامهم أن يتخذوا قرار العنف والقتل والعداء بين القومية التي تستلم زمام السلطة والقومية المهمشة والخاضعة للبرجوازية الحاكمة ، فعلى عمال القومية الحاكمة تقديم المساندة الكاملة لإنفصال القومية المضطهدة من قبل الدولة ويكونون معهم في إتخاذ قرار الإنفصال .
لاشك إذا إتخذ أي شعب قرارا كي يجعل من الشعب الآخر عبيدا ، فبذلك الخطوة يضع بيده سلاسل العبودية على عنقه .
رغبة ومطلب الماركسيون إزاحة العبودية ورفع السلاسل عن أعناق الطبقة العاملة ، وهدفهم إنهاء المشكلة التي باتت عقبة في طريق تقدم النضال السياسي والإجتماعي والإقتصادي للطبقة العاملة في الأمم المختلة لسائر البلدان .
كذلك عليهم إيضاع مرام البرجوازيون حيث يقدمون بمساندة التضاد بين القوميات من أجل مصالحهم ، وإستبعاد العمال نضالهم الحقيقي ومهامهم التاريخي .
البرجوازيون والأغاوات والشيوخ والإقطاعيون الكورد يعلمون في صف البرجوازية التركية والعربية والفارسية لخلق عقلية التضاد القومي والعشائري في القومية الكوردية بغرض الحفاط على مرتبتهم ومقامهم الطبقي .
بعد تأسيس دولة العراق في عام 1921م من قبل البرجوازيون الإنجليز ، لم يكن هنالك أية مشكلة لبرجوازيوا القوميات في تطور رأسمالهم ، بل إستطاعوا إستثمار التضاد لصالحهم .
تأسست دولة العراق بالنار والحديد وحافظت على نفسها ، وباتت هوية هذه الدولة إستخدام الأسلحة الكيماوية وعمليات الأنفال والقتل الجماعي وتدمير المدن والقرى منذ بداية الانشاء ولايزال مستمرا .
قامت برجوازيوا الأمم بسقي بساتين وغابات رأسمالهم بدماء العمال والكادخين ، وكذلك إذا وجدت في دولة ما قوميات متعددة ، سيقوم البرجوازيون بالتنسيق فيما بينهم ويستخدمون إمكانياتهم بصورة مشتركة من أجل الإستثمار الكثير في القوى العاملة ومعاداة العمال .
مع وجود كل هذه النواحي وظروف حياة ومعيشة القوميات وبسبب عدم الحصول على الحقوق ومعاداتهم ، سيعتبر الإنصال وإنشاء الدولة المستقلة للقوميات عملية تاكتيكية ، لأن الهدف من إتحاد البروليتاريا والكادحين ، القضاء على الإضطهاد وسلطة الإستبداد ، ولكن بالغرض والغضب وبدون رغبة ومطلب العمال ، فلن يتحقق الهدف بسهولة . إذن من الممكن الحصول على الهدف من خلال عملية تاكتيكية ، ويستخدم التاكتيك لمهام عملي ومن أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية .
لن يتم إستخدام التاكتيك عكس الإستراتيجية في أي مبدا سياسي ، وبالأخص في السياسة الماركسية العملية ، لذا مطلبالعنصرية يجعل اليسار أن لايقرر الإنفصال ، وذلك بدليل أن الإنفصال سيكون ضد مسار حركتهم ، وهذا لاينسجم مع عقليتهم .
لأن ظروف العلاقة الطبقية بين العمال والكادحين الكورد والعرب والقوميات الأخرى يحدد رغبة الإنفصال .
عندما يكون النضال المشترك ووجدة كفاح الطبقات في العراق متواصلة ومرتبطة ، ولم يكن للدعاية القومية ولإضطهاد القوميات وجود ولم يصبح جزء من المتاجرة للأوليكارشية القومية ، فعند ذلك لايجوز الحديث عن معالجة القضية القومية حتى لو كانت حديثا عابرا ، وذلك لأنها بعيد كل البعد عن السياسة والعملية العلمية للسياسة والنضال الطبقي ، فإذا كانت الوضعية بهذه الصورة ، فالحديث عن الإنفصال سيكون مثقلا بالعقيدة القومية ولايثمر عنها سوى الشوفينية .
فإذا تكونت لدى مجموعة قناعة على هذه الشاكلة ، فهذا يعني يفكرون بصورة مغايرة وفي مخيلتهم صياعة لعملية لوزان أخر ، ويتم تنفيذ سياسة معاقبة قومية معينة ، كما حصل سابقا تجاه القومية الكوردية وتمت تقسيمها الى أربعة أجزاء مختلفة وتوزعت على الدول الأربعة المذكورة في المنطقة.
عند الضرورة حيث يصبح الإنفصال ذا أهمية وعملية صحيحة ، وإذا وضعت كعقبة أمام النضال الطبقي المشترك لعمال القوميات المختلفة ، فبهذه الحالة يتعاونون وينسقون مع البرجوازية في إطار عملهم وحركتهم السياسية ، ويكونو محاميين وحامي لمصالح البرجوازيين الصغار وارأسماليين ، وكذلك يصبح مصدرا لإشعال التضاد وتهيج الصراع القومي بين القوميات المختلفة .
في ظل هذه العملية وفرض العبودية على قومية معينة من قبل الرأسماليين وجعل قومية أخرى مسلطة عليها ، سيكون الناتج عبودية القوميتان ، ويكون الحاصل مصلحة السلطة الرأسمالية .
جوهر السوق عبارة عن الإنتاج وصرف السلع . لذا يفكر الرأسماليون في إنتاج يكون أقل كلفة من حيث الأبدي العاملة كي يستطيع منافسة السوق وبيع بضاعة أكثر ومن ثم الحصول على الربح الكثير .
ويعود هذا التصرف الى سببان ، تخقيض أجر الأيدي العاملة ، والتسويق أو العرض والطلب ، وهذا أيضا يرتبط بكلفة أجر البضاعة المنتجة حيث سعر القوة العاملة يحدد سعر البضاعة في السوق ، كلما كانت أجر الأيدي العاملة أقل ، سيكون سعر السلعة النتجة أقل ، فبذلك يكون بالإستطاع تنظيم العرض والطلب ، وهذا أيضا يتم عن طريق تنافس العمال اللذين يتقاضون أجرا أقل ، وفي معظم الأحيان يكونون مصدرا للقضايا القومية وخلق الإختلاف بينهم .
كالتي يحصل في منطقة معينة حيث يعملون على زيادة نسبة البطالة وتخقيض الطلب للأيدي العاملة ، وبذلك يتم تخفيض أجر القوة العاملة للعمال في قوميتهم ، مما يؤدي هذا التصرف الى خلف نوع من الحقد والكراهية بين عمال القوميات ، وفي النهاية يعود بالربح للرأسماليين حيث يستفيدون من جهتين :
أولا يحعلون من العمال متخاصمين ، ثانيا يكون سلطتهم مامنة وليس لها منافس وضد .
كذلك يكون لها تأثير على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الطبقية لعمال القوميات المختلفة .
إذن يجب أن لايكون العلاقة الجغرافية الاقتصادية بالنسبة لحقوق القوميات سببا لبسط السياسة الشوفينية على القومية الخاضعة ، كما يجري في بلدان ( العراق ، ايران ، تركيا ، سوريا ) تجاه القومية الكوردية والأقليات الدينية والمذهبية .
كانت السياسة الشوفينية عبر التاريخ من إنتاج السلطة البرجوازية ولارأسمالية وإستطاع بهذه الطريقة أن يفرض سياسة المعتقد القومي على العمال ، وكان الجدير بالعمال التفكير أساسا في النضال الطبقي ، وليس التعامل فيما بينهم كما يتعامل القوميين .
إذن السوق الرأسمالي لايستطيع أن يلبي الحقوق المتساوية للقوميات . لأن الرأسمال والسوق بحاجة الى إستمرارية المشاكل والقضايا بين عمال القوميات كي يستطيع ممارسة الانتاج في القوة العاملة ويرسخ وهم القومية في تفكير العمال .
خلق أو إنشاء الجغرافية الاقتصادية المختلفة لايستطيع أن يحل أية عقدة من القضية القومية ، وهذا أصبح سببا حيث سابقا وفي الوقت الراهن بأن يكون حياة العمال والفقراء تحت رحمة النهب وسرقة المصادر الاقتصادية لمعيشتهم من قبل نخبة سياسية وعسكرية أوليكارشية في العراق وإقليم كوردستان ، ومن هنا يتبين الدفاع عن الجغرافية الاقتصادية والسياسية ليست سوى عدم الرد والتهرب من مهام حيث يؤدي بالنضال الطبقي للطبقة العاملة الى مسارها الرئيسية والتاريخية تجاه النظام الرأسمالي ، وهذا لن يكون محاولة ولاينببتق منها سلوك الشيوعية العلمية ، ولن يحصلوا على مدالية الشجاعة والتفكير .
مع ذلك هذا نوع من الموقف والتفكير وجزء من عدم الفهم من الرغبة والمطلب الماركسي للعمال وعدم العمل بمسار واقع معالجة القضية حيث باتت ثقلا على كاهل الطبقة الكادحة والمضطهدة من العمال والفقراء في هذه الدولة .
أصبح سببا بالغا لعبودية العمال أمام الرغبة القومية ، وكذلك يحصل الميتافيزقيون في تيار التطور المادي للمجتمع على التحاليل من الخبرة ولايبالون بالجانب الآخر للغابة .
يحدد المجربون وذوي الخبرة مواقفهم وأفعالهم لأية ظاهرة على أساس الخبرة .
عندما يتم الحديث عن العلاقة القومية للطبقة العاملة في العراق ، ويتم التطرف لهذه المسألة بعدم الإدراك والمفهومية ، سيكون بزوغ العنف القومي على المحك ةيصعب معالجته .
كلما كانت إتحاد العمال في العالم وتوصيد موقفهم وهدفهم ذو أهمية في النضال العالمي للعمال ، فعلى ذات الشاكلة في بعض الأحيان تأسيس دولة صغيرة والإنفصال على الدولة التي كانت تابعة لها سيكون لها اهميتها بالنسبة للنضال المشترك للطبقة العاملة في العالم ، وهذه حسب ظروف علاقات تلك الطبقة ، حيث يتم تفريقهم تحت عنوان القوميات المختلفة .
حول هذه الحالة وعلاقة العمال الإنجليز وإيرلندا قام ماركس بشرحة بصورة مفصلة ( الشرط المسبق لإستقلال الطبقة العاملة الإنجليزية عبارة عن مبادلة المرتبة القسرية الأونيونية ، او عبودية إيرلندا لتحالف تام وحر إذا كان ممكنا ، أو إنفصال نهائي وتام لو كانت ضرورية وذو أهمية ) . (55)
في الحقيقة ليس هنالك أكثر تضليلا من أن يتم الغصب وبعملية فعلية ويكون لها وجهة شوفينية ويقول اما عن طريقي أو على حسابك ستنشا العلاقة الممية للعمال .
في الماضي ولغاية الآن يحاول الايرلنديون الإنفصال عن الملكية البريطانية العظمى ، ومرت على هذه القضية أحزاب وحركات سياسية شتي حيث لم يكن في محتوى فكرتهم أي شيء عن الانفصال والاستقلال ، وجعلوا من العمال ضحيا لمصالحهم ولم يحصلو على الاستقلال .
يوجد هذه المشاكل فقط في البلدان التي تعيش فيها القوميات المختلفة ن ويقعون تحت تأثير السلطة المستبدة للدولة المركزية ، مثل الكشمير في الهند وإقليم كتلونيا في إسبانيا حيث يسعى هذا الاقليم دوما للإنفصال عن دولة إسبانيا الاتحادية ، وكل يوم وفي كل مرة يعبرون بصورة مختلفة عن رغبتهم في الانفصال ، وحتى في ملاعب كرة القدم يظهرون هذه النية والرغبة .
إذا إنعدمت الحياة في موقع كبير ، فمن الأفضل تقسيمه ، ولو كانت الحياة والمعيشة في موقع منقسم أفضل للجميع ويسوده الإطمئنان ، فإذن برأي الحياة في بقعة منقسمة خالية من الحرب ، أفضل بكثير من موقع كبير يسوده الحرب والعنف والقلق النفسي .
في الحقيقة يحتاج التقسيم الى حس وتفكير وعمل ثوري مليء بالرغبة والمطلب .
أفكر بأنه كان من الأفضل إذا مارس عمال القوميات حياتهم السياسية والاجتماعية والإقتصادية ضمن إطار دولتهم ، لأن القوى عند ذلك لن يقوم بزجهم في حرب بإسم القومية ورغبتها ، حيث أن الحرب أساسا لايخص العمال ، بل أنه رغبة ومطلب الرأسماليون وسلطاتهم ، ويستفيدون من الإنشقاق بين العمال ، والتشبع من ممارسة حقوق الدولة يمتد نحو الإتساع وتكوين الرغبات الطبقية للطبقة العاملة تجاه الرأسمالية المحلية في الدولة ، حيث في إستدارة يظهر كثوري وينشر بلاغ الإستقلال ، والآن يصبح عقبة أمام تطور الرغبة الطبقية للطبقة المقابلة .
عند ذلك يصبح النضال المشترك مع الطبقة العاملة في القوميات الأخرى من أولوياتها ضد عدم العدالة والحقوق اللتان يعاني منها الطبقة العاملة .
لهذا السبب يقوم البرجوازية المحلية باللعب والإتهذاء بمقدارت الطبقة العاملة ، ولايفكر بالإستقلال وبأسباب ودلائل مختلفة وعن طريق المؤمرات يهمش تلك الرغبة ويحصرها في إطار مصالحها .
كما يحصل في إقليم كوردستان تجاه المواطنين من قبل الأوليكارشيون الأقتصاديون والعسكرين ، لأنها يجوز أن تخسر القليل من الحرية ، ولكن يستطيع ترويج السلطة المشبعة للإنتقام . (56)
لذا ينزلق هؤلاء نحو سلطات المنطقة ، وكل جهة يميل لدولة ويعمل كما يطلب بها أجندة الدولة التي يميل اليها ، ولن يتحقق الإستقلال في ظلهم إلا إذا قام القوى العالمية العظمى بتفعيل هذا المهام .
لذا عندما يغير الحس القومي ورئيس العشيرة ينظم لدولة معينة ويرتبط بها ، فلا يستطيع أن يفعل شيئا سوى التحييز والإنضمام لتلك الدولة أو دول أخرى كي ينال مساندتهم ، فالصراع والتضاد بين رؤساء العشائر يصبح مصدر وتخثر الإرتباط والإنضمام للدول ، والمقصود الدول التي تريد أن يكون لها موطيء قدم في كوردستان .
دوما يسعون وراء إرتباط مغاير لعدوهم ، وبهذه الصورة سيستند القومي والغريم المحلي والمركزي جميعا الى أبعد حدود على الشغب والمشاكل لصالح دول الجيران ، وحسب إتقان عملهم سيثبتون التزامهم وولائهم . (57)
كان العراق منذ القدم ولايزال محلا للصراع المذهبي والديني والقومي ، وإندلعت فيها حروب دموية والآلاف من المواطنين في هذه البقعة الجغرافية أصبحوا ضحايا ، وباتت الحياة بصورة تأخية حالة مستعصية ، والقدرة على تمكين تعايش المجموعات الدينية والمذهبية والإثنية في دولة العراق مستحيلة .
لذا الحياة في البساط العراقي الكبير أصبح شبيها بالموت للمجموعات المختلفة ولايمكنهم أن ينالوا فيها الراحة .
تقسيم العراق سيقدم رغبة ومطلب العمال خطوة الى الأمام ، وسيكون الطبقة الأوليكارشية الإقتصادية والعسكرية للكورد والعرب والمافيا وتجار الدم أمام المسائلة والإبادة ، لذا لن يتحقق الحقوق المتساوية للقوميات تحت طائلة الأوليكارشيون ، بل هذه العملية أيضا واجب ثوري للعمال والكادحين والشيوعيين العلميين ويتم تنفيذها عن طريقهم .
لهذا السبب يجب أن يقرروا كما وضعناه سلفا ، بأن إنفصال إيرلندا عن بريطانيا مستحيلة ، ولكن في الوقت الراهن أعتقد بأن هذا الإنفصال عملية فلا بد من إحرائها ، ومع أن الإتحادية الفدرالية ، سيصبح عقبة وحاجز أمام الإنفصال . (58)









الجزء السابع

الإستفتاء و الأمم المتحدة و معالجة القضية القومية

إنشاء و تكوين منظمة دولية مثل الأمم المتحدة، لم يكن عفوياً أو عن طريق الصدفة، بل كانت نتاج ضروري لتلك العصر، حيث كانت العالم مصابة بنكبة و قحط كبير جراء الحرب العالمية الأولى و كذلك الحرب العالمية الثانية، و قدرت ضحايا الحرب العالمية الثانية بحوالي ( 35 –60 ) مليون شخص. (59)
الأمم المتحدة منظمة و مؤسسة لتنفيذ سياسات الإمبريالية العالمية ، و قراراتها بصورة كبيرة و هامة تُصاغ من قبل مجلس الأمن التابعة لها، و من ثم يُقّر و يُنفذ. لأن لمجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة خمسة أعضاء دائميين و رئيسيين تتكون من ( الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا الإتحادية ، الصين ، بريطانيا و فرنسا ) .
يسيطر و يهيمن الدول أعلاه على جميع قرارات الأمم المتحدة ، و لا يتم تنفيذ أي قرار أو إقتراح بدون موافقتهم ، و كل ذلك يتم تحديده من قبل مؤسسات مجلس الشيوخ و الرئاسة الأمريكية ، و كذلك بالنسبة لروسيا الإتحادية يُتخذ القرارات من مجلس الدوما و الرئاسة الروسية، و في الصين لا يتخذ أي قرار من دون الرجوع الى الحزب الشيوعي الحاكم، و أما في بريطانيا و كذلك في فرنسا يصدر القرارات من قبل البرلمان و المجالس بالدفاع و محافظة المصالح السياسية و الإقتصادية. يجب أن يكون القوانين الصادرة لصالح و خدمة الراسماليين و اصحاب العمل في الدول أعلاه ، كما يشترط أن يكون القوانين و القرارات ذو فائدة و ربح لأسواق المستلزمات العسكرية و كافة السلع المنتجة في الدول المذكورة ، و إلا لن يصدر أي قرار من قبل الأمم المتحدة .
كأنهم ذئاب جائعة ، أي قرار يصدر يجب أن يعود بالربح و الفائدة لبلدانهم ، و لا يهمهم نوعية وكمية الضحايا في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا مواطنين مدنيين أو مسلحين ، الأمر الأهم هو أن يكون القرار الصادر ذو فائدة و ربح مادي و سياسي .
بيان حقوق الإنسان للأمم المتحدة , هذا البيان بذاته مصدر تهميش و مصادرة حقوق جزء كبير من المجتمع البشري على سطح الأرض لأنه يعتبر الملكية الخاصة مكسب مقدس للبشرية، و تمت صياغة القرار تحت تأثير و مقياس الأيديولوجية و الفكرة الليبرالية ، حيث أنه السبب المباشر لجميع المعانات و المآسي في العالم، إنه سبب و جزء هام لعبودية جديدة للإنسان على سطح الأرض ، و مهما كانت نوعية العبودية من حيث الحداثة في ربوع العالم.
لذا ليس بإمكان هذه المؤسسة معالجة القضايا بصورة تامة و رفع جزء من المعانات على البشرية، و كذلك لا يستطيع معالجة المسألة القومية و يكون لها الرد القاطع ، اذا لم يكن لصالح القوى العظمى ، و خير مثال على ذلك إنفكاك الإتحاد السوفييتي السابق حيث تمت تقسيمها الى عدة دول ، حيث حصلت الموافقة و لم يكن لهم أدنى إعتراض أو كلام عن تأسيس الدول ، كما تم تقسيم بعض الدول المنطوية تحت سلطة جبهة وارسو. اذا لم يعملوا بصورة دقيقة لتفكيكها، فلن يكونوا عقبة أمام استقلالهم، و من ثم قاموا باشعال حروب مدمرة في الدول الحديثة، من جهة اخرى لم يقروا بعد بالإستفتاء الذي جرى في اقليم قرم الأوكرانية في مارس 2014 و قرروا باتحادها مع روسيا الفدرالية. سياسة و قرارات الأمم المتحدة إزدواجية و يصدر حسب مطلب القوى العظمى، و ليس حسب ارادة المواطنين في المناطق التي فيهم المسألة القومية و الأخذ برأيهم حول الإتحاد أو الإنفصال عن الدول التي يتعايشون معهم .
بصورة عامة فقد تأسست منظمة الأمم المتحدة من اجل هذه المباديء و تتلخص في النقاط التالية:
1- إنقاذ الأمم مستقبلاً من معانات و آفات الحروب . و جاء ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث اندلعت الحربان العالميتان الأولى و الثانية على يد جيل اقحمت البشرية بآلام جمّة. لكن بعد ذلك و خلال تأسيس المنظمة المذكورة ، اندلعت عدة حروب، اندلاع حرب فرنسا ضد فيتنام عام 1946 ميلادية و دامت حتى عام 1954 ، و بعد ذلك اقتحام فيتنام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 ميلادية، و احتلالها حتى عام 1975، و حرب كوريا و تقسيمها بين قوتين عظمى في ذلك الزمن، أي تقسيم كوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي السابق . حيث اندلعت في 25/6/1950 و دامت حتى 27/7/1953 ، و بعد ذلك انقسمت كوريا الى شطرين ( الشمالية و الجنوبية )، و من ثم احتلال أفغانستان من قبل الإتحاد السوفييتي السابق في 28/12/1979، و الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات القرن الماضي، و كذلك حرب احتلال العراق للكويت عام 1990 ، و حرب التحالف ضد العراق عام 1991 . فضلاَ عن كل الحروب و عدم الإنصياع لمباديء الأمم المتحدة ، لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باسم الإحتلال بإقتحام العراق عام 2003 ، كما أن هنالك حروب بالوكالة ، أي الحروب القائمة في اماكن محددة و يقوم بإدارة هذا الحرب أشخاص آخرون نيابة عن القوى العظمى و ذهبت الآلاف من الأشخاص ضحايا لهذه الشاكلة من الحرب .
2- التأكيد على اعتقاد الشعوب بالحقوق الأساسية للبشرية .
3- خلق التسامح و التآخي و العيش بسلام و احترام حق الجيرة بين الدول .
4- توحيد القوات لحماية السلام و الأمن الدولي .
5- وضع الأسس و التخطيط لضمان عدم استخدام القوات المسلحة لوقوع الضرر بالمصالح المشتركة.
6- استخدام الإدارة الدولية بغرض رفع مستوى الضمان الإجتماعي و الإقتصاد العام للأمم. (60)
لكن كل ذلك كان حبر على الورق و لم ينفذ، و ان القوى العظمى في الأمم المتحدة بغرض حماية مصالحهم يقومون بالمناورة و يتعاملون كيف ما يشاء أهوائهم. كل ذلك اسباب جمّة من المعاملات غير القانونية و عدم المساواة مع الأمم. معظم الذين يحملون أفكار و معتقدات طبقية مختلفة ، من الأدباء و ما يسمى بالباحثين يقومون بتعريف ذئاب العالم بأنهم خراف، و بأنهم منجيون و حماة مصالح الأمم، بل أنهم اساساً يدافعون عن المصالح و الأجندة السياسية و الإقتصادية للدول العظمى في سائر بلدان العالم و في داخل الأمم المتحدة ، و سوى هذه العملية لا يثمر منهم شيء ، و كذلك يعتبر بمثابة منح الثقة لطرق معالجات الرأسمالية العالمية و سياسات دول القوى العظمى لمعالجة القضية القومية، فكل ذلك ليست الا كذبة و عناوين رنانة عارية من الصحة. فأي قضية يتم التدخل فيها من قبلهم بغرض المعالجة ، لم يتم معالجتها ، بل ستزداد تعقيداً. على سبيل المثال الأستفتاء الذي جرى في جنوب سودان عام 2011 م ، حيث يعيش المواطنون هناك حياة بدائية و متخلفة و دون ادنى مستوى العيش. اذن المعالجات و الإعتقاد بالنتائج النهائية للإستفتاء يتم التعامل معها حسب مقياسهم , و اذا لم يكن لدى المجتمعات قوة و ان لم يكونوا متمسكين بالتغيرات ، سوى ان يكون مصيرهم على شاكلة مصير سكان جنوب سودان ، او سيقفون ضد الإنفصال حتى لو جرت الإستفتاء كالّلتي حدثت في كتلونيا الإسبانية ، و حتى الدول الأوروبية لم يبدوا بالإرضاء لإنفصال كتلونيا عن اسبانيا، و ذلك فضلاً عن تهديدات رئيس وزراء اسبانيا لهذه الإقليم اذا أصرت على الإنفصال عن طريق الإستفتاء. في جميع الأحيان شريعة المعالجة لدى الدول الرأسمالية سيكون حسب مصالحهم و يتم المعالجة على هذا النحو .
لذا اذا تمت اجراء استفتاء في اي بلد تحت اشراف الأمم المتحدة ، فمن الصعب الاعتقاد بأن الإستفتاء سيتم بصورة نزيهة و خالية من الغش، لأن هذه المنظمة الدولية ليست مستقلة و لا ينفذ قراراتها في معظم الأحيان، او ستكون تحت تأثير القوى الفاعلة من داخل المنظمة، و ذلك من خلال السلطة المهيمنة على المنظمة من قبل الدول المساندة لها مادياَ ، لا سيما الدول الخمسة حيث لهم حق النقض (الفيتو ). يفعلون ما يشاؤون ، و هكذا يتم اصدار القرارات أو منعها من الغباء الإعتقاد بأن الأمم المتحدة ستعالج القضايا القومية بصورة تامة .
يرى اليسار بأن احدى طرق المعالجة عبارة عن استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة لإنفصال اقليم كردستان عن العراق ، هذه الرؤية مطابقة لإعتقاد الأوليكارشيين في الأقليم . ليست هنالك اختلاف ملموس بين الأحزاب اليمين و اليسار حول المسائل المصيرية، و منها مسألة انفصال اقليم كردستان عن العراق.
يتطابق رؤية الأحزاب الأوليكارشية التي تحمل شعار الحكم الذاتي و حق تقرير المصير الكاذبة مع رؤية الأحزاب اليسارية.
من جهة اخرى كانت لليسار في ايران سابقاً نفس الرؤية ، و ارادوا ان يكون مصير الشعب الكردي مطابقاً لرؤية القائمين بالإستفتاء، و يقولون الحزب الشيوعي العمالي يرغب معالجة المسألة الكردية بأسرع وقت، وذلك عن طريق استفتاء حُرّ في المناطق الكردية في غرب ايران و ان يكون باشراف المصادر و المؤسسات الدولية . (61)
اذا قمنا بتحليل هذه الصفحة من الرؤية يعتبر النفسة الماركسية ، سنجد أنها بعيدة كل البعد عن الرؤية و النظرة الماركسية، بل انها رؤية و معتقد ليبرالي رأسمالي . لأن الإستفتاء الحر يتجسد فقط في نظام يضمن الحرية و المساواة في المجتمع، و إلا عملية بهذه النوعية في مجتمع دكتاتورى و تحت اشراف منظمة دولية كالأمم المتحدة لا يستطيع ان يعلن الناتج كما هي بدون تلاعب في النتيجة و من دون خلق مشاكل ، لأن هذه المنظمة قد شكلت من اجل تلك المباديء . و لكن لم يكن باستطاعتها ان يكون لها دور و فاعلية ايجابية لغاية الآن، و يعمل لتغيير أوضاع المجتمعات نحو الأفضل و ينهي المآسي و المعانات.
و خير دليل لعدم تنفيذ جميع مباديء الأمم المتحدة ، العدد المخيف للعبيد في ربوع بلدان العالم حيث تقدر ب (46 ) مليون شخص ، و قام باجراء هذه الإحصائية و المسح حول العالم منظمة ( Walk Free ) ، و مقارنة بالعام 2014 , ازدادت النسبة فقر و امتدت الى 28 % في العالم 2016 ، و تم اعداد هذا التقرير من قبل مندوبين عن المنظمة اعلاه في 167 دولة مختلفة و من خلال اللقاء المباشر مع 42 الف شخص و ( 53) لغة مختلفة ، و هكذا تم تحديد الرق في العالم. المقياس المعمول به من قبل المنظمة للرق عبارة عن: خطف الأشخاص و المتاجرة بهم، العمل بالغصب ، تسليح الأطفال و أخذهم كجنود ، الزواج المبكر و بالإكراه ، القروض، الخداع و المتاجرة بالنساء و استخدامهن في الأعمال الإباحية ، و كذلك القوانين المخالفة لحقوق الانسان الصادرة من قبل الدول . ( 62 )
ما زالت العملية مستمرة ، علماً فقد تم اتفاقية انهاء معاملة الإنسان كعبيد في 25/ ايلول 1926 في الجنيف من قبل عصبة الأمم ، و كانت تحت عنوان ( الاتفاقية الخاصة بالرق ) .
في السابع من كانون الأول عام 1953 و للمرة الثانية تمت الإقرار على نفس الإتفاقية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث طالت على الإتفاقية القليل من التغيير و التعديل في الصياغة، و تمت اعدادها من اثني عشر مادة، و في السابع من تموز عام 1955 تمت المباشرة بتنفيذ الإتفاقية . (63)
الإحصائيات تتحدث عن الواقع الملموس ، منظمة بهذه الحالة، كيف لها ان تكون مصدراً لمعالجة المسائل، و يقوم بالإشراف على عمليات الإنفصال أو الإستفتاء ؟ !
لو كان باعتقاد اليسار بأن باستطاعة الأمم المتحدة الإشراف على الإستفتاء و لها القدرة على اصدار القرارات حول انفصال القوميات او الأقاليم عن الدول، فانها رؤية غير منطقية. الإستفتاء الذي يجري في عصر الراسمالية و تحت اشراف الأمم المتحدة سوف لن يكون أفضل حالاً من جميع عمليات الإستفتاء في الأنحاء المختلفة من العالم ، و كانت تحت اشراف الأمم المتحدة، لأن شتى انواع التضاليل المتبعة من قبل الدول الأعضاء في المنظمة سيكون في مصلحة الدول العظمى المهيمنة على المنظمة.
حق الأمم في التقرير عن مصيرهم، بالمعنى السياسي له الدلالة و المعنى التام لحقوق الأمم في الإستقلال و الحرية و الإنفصال السياسي عن القومية التي تقوم بأعمال الإضطهاد و تمتلك السلطة المطلقة. المطلب الذي يقوم الديمقراطية السياسية بالإعلان عنها، تكمن المعنى الفعلي له في الحرية المطلقة في التفويض و التشجيع بغرض الإنفصال و معالجة المسألة عن طريق استفتاء للقومية المطالبة بها. بهذه الصورة تلك المطلب ليست مطابقة مع مطلب الإنفصال و الإنقسام و انشاء الدول الصغيرة. بل انها تعبير صحيح و متفق مع النضال ضد جميع انواع الإضطهادات و القمع القومي . (64)
يبين رأي لينين حول الإستفتاء بأن منهاج و رؤية اليسار و اليمين يتمثل بنفس الهدف و المحتوى.
في هذا الأقليم ليس لليسار منهاج و مبدأ ثوري لمعالجة القضية القومية كما ليس لأطراف اليمين الإسلامية و العلمانية محاولة جدية من اجل حل القضية القومية ، لذا من الصعب تحديد اليسار و اليمين.
المعالجة باجراء استفتاء و تحت اشراف الأمم المتحدة و التي تتطالب بها اليسار ، ستكون النتيجة الرأي ذاتها للأحزاب الأخرى، و التي يظنون بأن الإستفتاء الطريق الأفضل لمعالجة القضية القومية و انشاء الدولة. يثبت تأريخ هذه المنظمة بأنها غير متزنة في معالجة المسائل القومية في سائر بلدان العالم .
بعد تفكك البلوك الشرقي و انتهاء الحرب الباردة ، ارادت الأمم المتحدة بأن تكون المنظمة و المؤسسة التي تسعى لمعالجة و انهاء القضايا القومية، و لكن لم تكن باستطاعتها اداء هذا الدور، و على سبيل المثال دورها في معالجة قضية البوسنة و الهرسك، لقد تعاملت مع هذه القضية بصورة غير انسانية، و جرت الإتفاقيات بتهجير مليون شخص عن ديارهم. قضية الشيشان مع الروس ، فقد تمت المعالجات امام أنظار الأمم المتحدة و انتهت بالدمار و التعصب القومي بين الشيشان و الروس. لاشك هذه المسألة مرتبطة بالسلطة التي تمتلكها احدى الدول العظمى من القوى الخمسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و لها حق النقض ( الفيتو ) و تمتلك السلاح النووي.
و قضية اخرى و هي قضية جنوب السودان حيث قامت عن طريق الإستفتاء بالإعلان عن انفصالها عن السودان، الا انها لم تكن الرد المناسب لحياة كريمة لأفراد و سكان جنوب السودان.
هذا لا يعني اذا كانت الدلائل و الوضع الراهن يشير بانجاح الإستفتاء و يكون معالجة للقضية لا نقوم بإجرائها، بل اذا كانت الحل الأنسب للمعالجة فيجب اجراء عملية الإستفتاء ، و لكن الأمم المتحدة و القوى السياسية في الإقليم يدّعون و يعلنون معالجة القضية القومية عن طريق الإستفتاء ، ليست الا كذبة كبيرة على المواطنين و سياسة ديماغوجية باتجاه التهرب من القرار النهائي لمعالجة القضية القومية.
انها تضليل و محاولة لإثبات المواطنين في ظرف ضبابي من اجل خدمة الرغبة والمطلب الأوليكارشي على جميع المستويات.
في معظم الأحيان و في الأوضاع المختلفة من الصعب تمييز منهاج اليسار و اليمين في المجتمعات الكوردية ، العراقية و الإيرانية , و يظهر ذلك في المعتقد السابق لليسار، كما في الفترة الحالية لهم نفس المعتقد و يرتبطون بالإستراتيجية القائل ( سيكون هذا الإستفتاء بمثابة اخراج جيش الدولة و ضمان مدة زمنية أطول للقيام بنشاط حر لجميع الأحزاب السياسية حتى يتسنى للجماهير في تلك الفترة التعرف على منهاج و سياسة الأحزاب و رؤيتهم للقضية ). ( 65 )
هذا الرأي لليسار في ايران ، توأم و متطابق مع رأي اليسار في العراق و كردستان، كما اصبحت مصدراً لآراء جزء من اليساريين في كردستان. في الوقت الراهن يتطابق هذا الرأي مع سياسة و منهاج النخبة الأوليكارشية الحاكمة في اقليم كردستان .
لا يختلف محتوى الاراء مع سياسة الأوليكارشيون و الطفيليون العسكريين المهيمنين على السلطة.
يملك احزاب العائلة الأوليكارشية السلطة و يقعون خارج الهدف المشترك و السياسة الواقعية تجاه الإقتناع أو الغير إقتناع بعملية الإستفتاء .
كما يقول لينين عن الإستفتاء انه تعبيير صحيح و مناسب مع النضال ضد جميع انواع الإضطهاد القومي، لذا لا يعتبر موقفا و فعل ضد التمييز العنصري و المعالجة التامة للمسألة .
لا يستطيع الإستفتاء ان ينهي الإضطهاد القومي، كما ليس بإمكانه إنهاء التمييز الطبقي الذي يعتبر مصدراً لخلق الإضطهاد القومي، و ذلك لأنه غير قادر على انهاء السلطة الرأسمالية ، كما لا يمكن أن يكون سبباً لإزالة أجهزة القمع و الإضطهاد التابعة للدولة. ينظر للإستفتاء كصراع ناعم بين المصالح السياسية و العسكرية المختلفة للسلطة الأوليكارشية في جميع الأمم، و ذلك من أجل الربح الوفير، و ليس اعتباره رداً لمطالب و حقوق المساواة للأمم. تكمن مصدر القناعة المفرطة في الظن بأن من دون العمل الثوري سيكون بإستطاعتك تحقيق رغبة و مطلب القومية المضطهدة. في جميع الأوضاع لا يمكن اجراء عملية الإستفتاء من دون وضع العقبات و اخافة المواطنين من قبل السلطة و أجهزتها القمعية ، كما لا يمكن ان ينظر اليه كموقف فعلي فيما مضى و في الوقت الراهن. لم يتم تنظيم المسلحين التابعين للأحزاب ضمن اطار قوة تحت اشراف الحكومة. و يهدف الأحزاب السياسية بابقاء المسلحين التابعين لهم على هذه الشاكلة كي يتسنى لهم استخدامهم في حالات الصراع بين بعضهم البعض. لذا ليس باستطاعة الأمم المتحدة تنظيم المسلحين و وضعهم تحت إمرة و اشراف الحكومة و ضمن مؤسسة عسكرية ، و كذلك الأحزاب السياسية لايريدون أن تتم هذه العملية. جميع القوى المنطوية تحت إمرة الأحزاب يتم استخدامهم من أجل مصالح النخبة الأوليكارشية السياسية العسكرية و قادة الأحزاب. و كذلك يعتبرون ظهراً و أملاً للدول الأمبريالية الكبرى لدحر و قمع الحركة الطبقية العمالية و الحركة الشيوعية العلمية اذا ظهرت، لأن الهدف السياسي و الإقتصادي لذوي السلطة الأوليكارشية في الإقليم من اجل حماية انفسهم سيكونون بحاجة لمُدافع اقليمي و دولي كي يحميهم و يساندهم عند الضرورة. و هكذا يصبح الطرفان كاللازم و الملزوم لبعضهما، كما حصلت في عهد إمارات ( اردلان، بابان ) حيث ذاع صيتهم في بلدان أردلان و موكري.
ثم عهد الإمارات لم يحتوي على هاتين الإمارتين فقط، بل كانت هنالك الكثير من الإمارات: أمراء بالنكان ، مايدشت ، بانه ، زنكنة ، دونبولي ، شيروانة ، ميافارقين ، ..... الخ.
و كذلك حكام برادوست ، الجزيرة ، بهدينان ، اللور ، شهرزور ، دينور ، دياربكر ، و مجموعة أخرى. كانت الإمارات المذكورة موجودة و لكل مجموعة و عائلة في منطقتها شُهرة واسعة و كانت لبعضهم خطابات باسمائهم، و لكن لم يكن فترة حكمهم لمدة طويلة, و كانت الحكومات و الإمارات مرتبطة بالحكومات الكبيرة في تلك الحقبة الزمنية حيث كانت الحكومة الصفوية و الحكومة العثمانية ، و كانت الأحاسيس في تلك الفترة الزمنية يبين بأنه من الفخر ان تكون مرتبطا باحدى الطرفين ، و ذلك لأن في تلك الفترة كانت الغاية ان تكون السلطة فردانية، و ليس السلطة الجمعية. يكفي للأمير اللقب و تسلطه على مجموعة من الأشخاص ، و كانت هذه التسمية بمثابة حصول الأمير على كل مبتغاه . ( 66)
في الوقت الراهن لم يتخطى سياسة و رغبة القوى الكردية الرغبة و المطلب السابق للإمارات و أمرائهم، و ما زال الحال على سابقته و لم يتغير.
جميع المعالجات في منهاج الأحزاب القومية و الأوليكارشية و البرجوازية لحقوق القوميات ليس بإمكانهم تجسيد حقوق المساواة للقوميات، و الحصول على الرغبة و المطلب السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي للقومية المضطهدة.
لم يعمل اليسار لتضييق الدرب على الإمبريالية و الراسمالية عن طريق القناعة و الإعتقاد بمعالجتهم ، بل عمل العكس و مهد لهم الدرب و فرش السجاد الأحمر للأمم المتحدة و الراسمالية و نخبتهم الأوليكارشية . لأن احزاب اليسار و اليمين و كل بذريعة و تحت مسمى و سبب ما يؤخرون رغبة المواطنين، فقد تم تعليق هذه المسألة و وضعها جانباً و الى مستقبل مجهول، و يقومون بالمتاجرة السياسية و الإقتصادية بهذه المسألة ، لذا المسألة القومية في العراق و تركيا و ايران و سوريا لا يجدي معها شيئاً سوى الإنفصال، لأن كل التصادمات و الحالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية التي مرت على هذه القضية لا يقبل سوى الإنفصال ، و تنظيمها تحت ضل نظام حيث يكون فيها الناس سواسية.
منهاج اليسار سابقاً متطابقة مع بعض الأحزاب الأخرى، و في بداية الألفية الثانية يقول ( في أي مرحلة سيبدي الحزب الشيوعي العمالي رأيها على انفصال كردستان اذا ضمن بأن هذا الموقف سيكون من شأنه توفير الحقوق و المكانة الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية المتساوية للعمال و الكادحين في كردستان ). ( 67 )
الزمن الوحيد و التي ستتوفر فيها حقوق المساواة للأمم هي نظام الإشتراكية و الشيوعية العلمية .
لكن عندما المسألة القومية يشد العناق على النضال الطبقي و يسحب إدراكها و طموحها نحوها، سوف لن يكون أي شيء ذات أهمية ، حيث سينال تلك القومية استقلالها و حريتها .
هل سيقوم البرجوازية و احزابها القيام بهذه العملية ، أو سيتم القضاء عليها من خلال نضال العمال و لا يبقى أثراً لهذه المسألة في المجتمع . اذن القضية التي بصورة واضحة يصبح حاجزاً امام النضال الطبقي و العداء الطبقي بين العمال البرجوازيين و الرأسماليين ، سيفقد مكانتها و يحل التضاد الأساسي للمجتمع محلها، بل سيكون في القمة .
صحيح بأن العمال و الكادحين و الفقراء تحت حكم البرجوازية و الرأسالية و في دولة حديثة الإنشاء و ذو صيغة قومية لن ينالوا الحياة المستحقة و الكريمة، و لكن على الأقل لن يكون مسار كفاحهم و نضالهم حسب اهواء الرأسمالية، و يقومون بخدمة نضالهم و واجبهم التأريخي، و لن يكونوا تحت طاحونة القومية البرجوازية المتسلطة و البرجوازية التي تكون تحت امرة القومية الحاكمة .
و لن يكونوا عبيداً لأفكار و مصالح السلطة و الأحزاب السياسية الأوليكارشية الإقتصادية و العسكرية , و لم يكونوا اضحوكة و يصبح مقدراتهم و مصيرهم و أفق حياتهم مجهولاً و يتم التلاعب بهم تحت عنوان الوطنية و القومية لمدة اطول و يلقى بهم في وهم العنصرية و المصالح المتقلبة. عندما يتم انشاء الدولة على يد الرأسمالية و البرجوازية أو يحدث انفصال في دولة ، سوف لن يكون افضل حالا من اوكرانيا التي انفصلت عن الإتحاد السوفييتي السابق عام 1991 و اعلنت عن استقلالها ، حيث بانت أوضاع المواطنين في تلك الدولة الحديثة بأسوأ حال ، و مجموعة و نخبة سياسية اوليكارشية صغيرة تسيطر على زمام امور البلاد ، قامت هذه المجموعة الإنفصالية الحاكمة بتحويل جميع جوانب الحياة الى الجحيم و تسوية حياة المواطنين مع اللاشيء, و جعلوا من الدولة و المواطن جزءاً من المخططات السياسية و الهدف الإقتصادي للدول العظمى كروسيا و امريكا ، و من اجل تحقيق مصالحهم جعلوا مواطنيهم ضحايا .
بإنشاء الدولة الحديثة يجب ان يغير العلاقة الإجتماعية و السياسية للطبقة العاملة، و يصبح العداء و التضاد بين عمال القوميات المختلطة تنسيقاً و عمل مشترك ، و يكون النضال العالمي للعمال نضالآً ضد الراسمالية و أنضمتهم .
الإجابة بنعم او كلا على اية مسألة انفصال أي قومية ، فانها بصورة تامة مطلب فعلي و ظاهر، و لكن من الناحية النظرية فانها مطلب بلا قيمة فيزيائية ، حيث من الناحية العملية يجعل من البروليتاريا أسيراً للسياسة البرجوازية من دون شرط أو قيد.
دوماً يجعل البرجوازية المطالب القومية في أولوية الأهداف ، و تلك المطالب من رؤية البروليتاريا خاضعة لمصالح النضال القومي. من الناحية النظرية لا يمكن الإثبات مسبقاً بأن انفصال هذه القومية أو تلك و مساواتها في الحقوق ، سيصبح عاملاً لقيام الثورة البرجوازية الديمقراطية، و تكمن الأهمية لدى البروليتاريا بأن يكون في كلتا الحالتين وجود الضمان لتنمية النضال الطبقي، و لكن يهتم البرجوازية بوضع العراقيل أمام هذه التنمية، و ذلك عن طريق الممارسات التعسفية و وضع اهداف البروليتاريا الى ما بعد المطالب القومية .
لذا يرى البروليتاريا نفسها في صورة سلبية في مطالبتها بحق تقرير المصير ، سيكون صائباً، اذا لم يضمن اي شيء ، و من دون ان يبعث برسالة لإعطاء شيء بحيث يكون ذلك من حق قومية أخرى. (68)
لن ينال القوى الدولية و منظمات العمال للأمم الحقوق المتساوية و التنسيق السياسي و الطبقي و الإجتماعي في ظل المعالجة التي يعمل لها الإمبريالية ، و يخلقون لهم مكانة سياسية و اقتصادية و اجتماعية مختلفة، و يحاولون دوماً بأن يكونا ضد بعضهم البعض.
آراء و افكار اليسار و اليمين في اقليم كردستان مليئة بالأحاديث الرنانة و التعابير المطاطية، و مواقفهم متطابقة مع مواقف و رؤى الليبرالية الأوروبية و الأمريكية و بعيدة كل البعد عن المعالجة التامة للمسألة القومية. أوصلت تلك المواقف و الرؤى ، اليسار الى تلك مستوى بأن يقوم بتسليم قضية نزع السلاح من مسلحي القوى الحاكمة الى الأمم المتحدة، و لا يتم التفكير في العمل و الموقف الثوري للجماهير و القوى الكادحة, و ذلك يعني تسليم حركة و فعل ثوري لطبقة عاملة ثورية في المجتمع للقوى العالمية العظمى و سياساتهم. يحاول القوى العظمى و عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو باتباع افعال و سياسة الطرف الواحد بأن تكون مسار سياسة المنطقة في صالح هدفهم و سياستهم الإقتصادية، و يكون حركة مسارهم عكس اتجاه الرغبة و المطلب القومي . يقف القوى العظمى في معظم الأحيان ضد الرغبة و المطلب القومي، و لن يعملوا لتغيير تقسيم العمل و الرأسمال من اجل قومية واحدة أو عدة قوميات. لا شك أن نضال و كفاح الطبقة العاملة و ثوراتهم و تأثير و فاعلية ، مما جعلت الأمم المتحدة بأن لايعلن عن غاياتها بصورة مباشرة، و الا كانت اهدافها و سياساتها ذات الهدف و السياسة المتبعة من قبل البنك الدولي و صندوق العملة الدولية. انها منظمة للتجارة العالمية هدفها و سياستها القمع و التجويع في شتى بلدان العالم من أجل تكوم الرأسمال الأكثر للرأسماليين الكبار أصحاب الأسهم في التجارة العالمية و تلك المنظمة الدولية.
ما يحتاجها أية برجوازية في القوميات المختلفة هي الإهتمام بمصالحها دون أي اعتبار لشأن و وضعية القوميات الأخرى حتى ولو كانت مسؤولياتها على عاتقها .
الشيء الخاص و المهم بالنسبة للبرجوازية عبارة عن نيل مطلب محدد، و هذه الخاصية تدفعها دوماً لإتخاذ موقف التنازل فيما بينهم، و كل ذلك على حساب البروليتاريا، و لكن تكمن الأهمية للبروليتاريا في تقوية نضال طبقتها ضد البرجوازية، و يعمل كي يكون المجتمع ذو طبع ديمقراطي و روح اشتراكي .
يجوز أن لا يكون عملياً حسب آراء الطفيليين ، فليكن كذلك فالحقيقة أنها الضمان الوحيد للحصول على المساواة و السلام القومي بنسبة عالية، و كذلك عدم تواجد الإقطاعية البرجوازية المتغذية بروح التعصب القومي. ( 69)
لذا يُعد شورى العمال المؤسسة الديمقراطية الوحيدة للسلطة العمالية من اجل ادارة دكتاتورية البروليتاريا لمكافحة الذات و جميع القوى التي اصبحت مصدراً لإنشاء الطبقات المختلفة في المجتمعات. عندما يتم تنفيذ عملية ثورية من قبل دكتاتورية البروليتاريا و يصبح واقعاً، سوف لن يكون نظيراً لأية سياسة و هدف اقتصادي و اجتماعي للبرجوازية و الرأسمالية ، و لا يتعاون مع منظماتهم.
الشاكلة التي تعبر عنها اليسار في العراق و الإيران على انها شورى العمال ، ليست سوى ظاهرة العصر و تعامل الليبرالية الحديثة، انها فكرة الإشتراكيين الليبراليين، و ليست بفكرة الماركسيين. هدف هذه النوعية من اليسار التقرب أكثر و أكثر من ذوي نادي النظام البرلماني و جعل محتوى شورى العمال نظيراً لها، و يعتبر بمثابة اعطاء الشرعية لمحتوى سياسات البرجوازية في المجتمعات ، كل ذلك ليست باستطاعتها معالجة القضية القومية الكوردية في كل من العراق و ايران تحت اسم و عنوان آخر. جميع الأفكار الواردة تقع ضمن مباديء الإصلاحيون و البرجوازيون الصغار، و يعد من صميم العمل السياسي الأوليكارشي. يقومون بهذه الأفعال من اجل تضليل العمال و الكادحين لصالح البرجوازيين و الرأسماليين.
الدولة التي يطالب بها اليسار في العراق و ايران ، هي دولة برجوازية كوردية مستقلة، دولة اضطهاد العمال و الكادحين الكورد ، و يطالبون بالضمان لحرية التجارة و التبادل التجاري و الإقتصادي، حيث يعتبر هذه المطالبة مصدراً لإضطهاد المواطنين في اطار الدولة.
يجب عدم تكرار تراجيدية الحياة و المعاناة التي نالت منها الكادحين الكورد، و لكن نوعية الدولة التي يطالبون بها لا تستطيع ان يمحو الحياة التراجيدية للعمال.
عندما يتم اقتراح انفصال كوردستان من قبل الشيوعيين ، ليست من الجانب المتغير بأنها مخيف و محزن، بل يجب ان يكون فقط لإنهاء الإضطهاد القومي التي تمارس من قبل القومية المتسلطة ، و ينتهي معها الممارسات المتبعة من قبل البرجوازيين و الرأسماليين تحت عنوان الحقوق القومية ، حيث أصبحت هذه القضية مكسباً لهم و ازدادت رأسمالهم ، لأن العمال قد نالوا الكثير من المآسي و أصبحت حياتهم تراجيديا في ضل السلطة الراسمالية لقومياتهم ، لذا إنشاء الدولة المستقلة لا ينهي جميع المعاناة و الأحداث اليومية التي تواجه العمال .
عندما ينهار مناجم الفحم على العمال في الدول الأوروبية ، الصين ، كوريا ، روسيا ، و أمريكا يكون ذا ربح و مصلحة للرأسمالية ، لأنهم وضعوا الربح و الكسب قبل توفير السلامة للعمال، و لا يهمهم سلامة و صحة العمال امعهم.
لا يجوز كي نحصل على الضمان الدولي لإنفصال كوردستان عن العراق ، ان نعمل على شد الإنتباه و الإعتبارات الإقتصادية و التبادل التجاري لكوردستان مع دول العالم الجزء الغالب للضمان الدولي يعتمد على قوة و امكانيات المواطنين في داخل البلد، حيث يتضمن مدى اصرارهم على الإنفصال و ما مدى اعداد الإمكانيات للدفاع عن الإنفصال، و ما مدى الإرادة على مطلب و رغبة انشاء الدولة المستقلة و الدفاع عن اهدافها ؟ !
و يتجسد ذلك في قوة و امكانيات الجماهير ، والا لايتم الإنفصال عن طريق القوى و الأحزاب المرتبطة بدول المنطقة و العالم و عن طريق السياسيين الأوليكارشيين. لا يزال للدول و الشركات الكبرى للنفط و التجارة مصالح في جنوب كوردستان و دولة العراق ، و لغاية الآن لم يقتنعوا بانفصال اقليم كوردستان عن العراق و دوماً يدافعون و يقرون بوحدة العراق.
اذا لم يكن هنالك ارادة من قبل المواطنين للإنفصال ، يقوم الأمم المتحدة أحيانا بانشاء الدولة التي تخدم مصالحها و مصالح القوى الإمبريالية العالمية، و كذلك من اجل اهدافهم السياسية، و الا في معظم الأحيان سيقفون ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة ، و يقوم ضد الإنفصال و انشاء الدولة المستقلة الدول التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . بخلاف الإنفصال الذي يتمناه اليسار في العراق و ايران و القوى و الأحزاب الأوليكارشية، انفصال الكورد و انشاء دولتها المستقلة يتم بتعاون و مساندة العمال العرب و الفرس و الترك، و كذلك اذا ساندت عمال العالم هذه الرغبة و المطلب ، سوف يتحقق ، و حتى لو كانت الحكومة غير عمالية و يكون حسب اهواء الراسمالية، سيكونون بحاجة الى الدعم ضد الهجمات الخارجية، لأن المطلب الذي يجب على العمال و الكادحين العرب و الفرس و الترك بأن يضعوه نصب اعينهم و ينفذونها، باستطاعتها أن يكون افضل و اكبر ضمانة لعدم مهاجمة الدولة المستقلة و الحديثة الإنشاء ، كما يعتبر جزءاً من مكافحة روحية التعصب و الشوفينية التي تمت خلقها من قبل القوى المذكورة ، و سيكون ايضا محاولة لإندماج العلاقة الدولية بين عمال العالم .
لا يستطيع الأمم المتحدة توفير العلاقة الدولية لعمال العالم ، و ما يقوم بها آغوات اليسار في ما يسمى بالإصلاح القومي، ليست الا تفعيلاً لسياسات البرجوازية العالمية، و انهم نظير الأحزاب الأوليكارشية في السياسة والهدف، لعدم جديتهم في العمل و ترسيخ الأجواء لإستقلال جنوب كوردستان . لأن استقلال جنوب كوردستان بمثابة فناء السياسيون الأوليكارشيون و الواعضون اليساريين ، تلك هي المعالجة الفعلية و الهامة بالنسبة للبرجوازية ، و لكن ما يهم العمال هي ان يتم من البداية الإختلاف بين هاتين الطريقتان : دوماً يناضل البرجوازية القومية المضطهدة ضد القومية المتسلطة .
نحن دوماً معها في جميع الظروف بالعزم و الإرادة ، حيث انها أعلى و أقوى من مساندة الآخرين ، لأننا مصممون و نعادي الإضطهاد بلا خوف و بصورة جادة و مباشرة سنقضي على الإضطهاد.
اذا لم يقف برجوازية القومية المضطهدة عن عملها لأجل التطرف القومي ، سنقف ضدها ، بمعنى سنتصدى لإمتيازات القومية المتسلطة و لا نسمح لها بالبحث و الجري عن امتيازاتها.
اذا لم نرفع شعار الإنفصال، و اذا لم نجعلها موضوعاً للتشجيع ، عند ذلك سنكون في خدمة المقاصد المتعفنة للبرجوازية، بل سنكون ايضاً خادمين لأهداف الإقطاعيين و القائمين على الإضطهاد.


الجزء الثامن

عملية تحقيق المساواة في حقوق القوميات

هناك أراء ووجهات نظرمتباينة حول الحقوق المتساويةللقوميات.وهذه الأراء تتعلق بالمنزلة الإجتماعية والإقتصاديةومصالحهما المختلفة. لأن كل رأي ووجهة نظر نابع من مستوى صاحبه وتصنيفه الطبقي. ومن هذا الطريق يُحَدد كيفية الدفاع عن تلك الحقوق ويقوم بتجسيدها . فالماكسيون يختلفون كثيراً عن البورجوازيين والرأسماليين وأحزابهم في مواقفهم تجاه التساوي في حقوق القوميات وتعاملهم في تحقيق هذا التساوي. لأن حق المساوات بين القوميات عند الماركسين يعني التساوي بين افراد المجتمع جميعهم من كافة الأوجهه الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. وهذا الأمر إن لم يتحقق في مرحلة الدكتاتورية البروليتارية التي هي مرحلة انتقالية ينتقل المجتمع الرأسمالي فيها الى الإشتراكية والشيوعية العلمية. وفي هذه المرحلة- آي: مرحلة الإشتراكية و الشيوعية العلمية لايبقى اي وجود للمكّونات الدينية والإثنية والعرقية ولايقُومُ لها ايّ قائم. ويجرد الإنسان عن التباهي بالمكانة الإقتصادية والإجتماعية والقومية و الدينية والمذهبية ولون البشرة وضخامة الجسد وصغره . لأنَّ المكانة الإقتصادية و الملكية الخاصة والسيادة الطبقية منذ بداية وجودها هي المصدر الأساسي لإنتهاك حقوق الإنسان والإستغلاله وعدم التساوي بين أفراد الناس. وكذلك فإنّها المُصَمِمّة الأساسية للسلطات والصلاحيات المختلفة. إِنَّ السلطات المتباينة والمختلفة بين الدول والقوميات , تعني التمييز والفوارق و المعاداة ومحاولة مجموعة التسلط على مجموعة وقومية أخرى. وهذا هو الطبيعة الدائمة والمستمرة للسلطة الطبقية ونظامها, ومن أجل ذلك تسلك هذه السلطة جميع الطرق , ويخلق الفوارق الجندرية والتمييز القومي والمناطقي ولون البشرة , وصغر و ضغامة حجم النفوذ والسلطة, تقوم بإدامة نظامها الإقتصادي والسياسي والإجتماعي , وتَرتسخ دعائمه. و من ناحية أخرى فإنَّ وُجهة نظر برجوازي ورأسمالي القومية المتسلطة فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات سلبية تجاه الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية للطبقة نفسها للقومية الخاضعة تحت سيطرتها. لذا فهؤلاء حتى في تأسيس الدولة وانفصال القومية الواقعة تحت سيطرة وقبضة القومية المتسلطة, لايمنحون الحقوق المتساوية لأفراد قوميتهم, ولاينهون إضطهاد صاحب العمال وذوي النفوذ لكدح عمال وشغيلة قوميتهم. وهذه النظرة تفترق كثيراً عن النظرة الإشتراكية العلمية و الماركسية. فهما موقفان ونوعا تباين تجسيد حقوق تساوي القوميات. وهكذا فإنَّ هؤلاء في الدول الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية وديمقراطياتها يجدون أنفسهم في عملية نشوء الدولة القومية. ولايستطيعون بحسب ظروف وأحوال القومية التي تحدد من الناحية الجيوسياسية والجيوإقتصادية ونظام الإنتاج و القدرات العسكرية, أن يحققوا الحقوق المتساوية للقوميات. ولكون برجوازيي و رأسماليي كل قومية يجدون مصالحهم في المشكلات و النزاعات القائمة بين القوميات, أو في الاغلب وفي أوقات مختلفة يستفيدون من الصراعات التي تدور بين العمال بإسم للقوميات المختلفة. إنَّ البرجوازيين وأصحاب الأموال يحاولون دائماً مواصلة سيطرتهم على الطبقات الخاضعة لهم بتكديس أموالهم من قوة عمل العمال والكادحين واضطهاد محكوميهم حتى يؤمنوا لأنفسهم ولنظرائهم حياة سعيدة ويتمتعوا بعيش رغيد. وهكذا فإنَّ الدولة الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية و الدكتاتورية وديمقراطيتها, لاتستطيع أن تمنح الحقوق المتساوية للقوميات . إنَّ الدولة تعني سيطرة طبقة على طبقة أخُرى, وتعني التباين بين مصلحة المتسلط والراضخ, وتعني وجود الطبقات المتباينة. وبخلاف ذلك فإنَّ الإشتراكية و الشيوعية العلمية هي الضمانة الوحيدة للحصول على الحقوق المتساوية للقوميات. لأنها- آي الإشتراكية و الشيوعية العلمية- المصدر الأساسي للخلاص من الفروقات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والطبقية. ولأنَّ هذه الفروقات الطبقية في المجتمع هي مصدرومنشأ جميع انواع الإضتهاد بين بني البشر. إنَّ الجزء الكبير وجميع مشكلات المجتمع والفروقات على مستوى وجه الدنيا متعلق بوجود الطبقات. وتُعَدُّ المصالح الإقتصادية و الإجتماعية المختلفة , مصدر خلق المشكلات القومية والحروب الدموية الكبيرة, وتزرع الاحقاد و الضغائن بين الأقوام, وهذه الاوضاع و الظروف تُفيد المتسلطين من أصحاب الرأسمال , وهناك جزء آخر من الصراعات والنزاعات الدولية ترجع جذورها إلى الفروقات الطبقية. إذ تحدث الرأسمالية و البرجوازية الليبرالية من أجل مصالحها ثغرات بين علاقات الدول وأقوامها.
إنَّ المصالح الإقتصادية والعلاقات القائمة بين الناس عامل مهم لتحديد الحقوق المتساوية للقوميات. وكما قال (لينين)لايجوز أنَّ لايؤخذ بنظر الاعتبار السبب الإقتصادي القوي في المسألة القومية لدى الماركسيين, لأنَّ الإشتراكية نضع يدها باكتظاظ على الجانب الإقتصادي . ولاتستطيع أنَّ لاتضع في نظر اعتبارها الجانب الإقتصادي في علاقات التساوي بين الناس. فالإشتراكية هي الجانب الئيس في تحديد الحقوق المتساوية للقوميات والطبقات, وفي الأصل فإنَّ القاعدة والأساس هنا عبارة عن الإنتاج وعملية التوزيع و الحقوق الإقتصادية الإشتراكية , وتكون على أساس تنظيم حُرّ ومُتساوٍ."وكذلك تستطيع الإنسانية أنَّ تقضي على الطبقات, وذلك بعد اجتيازها مرحلة انتقالية هي مرحلة ديكتاتورية الطبقة المُضطهَدة, وكذلك تستطيع الوصول إلى توحيد القوميات وذلك باجتيازها مرحلة انتقالية, هي مرحلة تحرر جميع القوميات المُضطهَدة بأكملها, أي: مرحلة تأخذ فيها حق الإنفصال."(71) إنَّ الظروف والأوضاع العملية التي يتطلع اليسار إليها في الإقليم وايران بتوجيه من غيرهم وبمعرفتهم, ليس تطلعهم إلاَّ التخلّي عن مُهمة وظيفية لابُدّ من الإقدام عليها من أجل القضاء على الفروقات القومية والاضطهاد القومي. فهؤلاء يبعدون انفسهم عن عملية ويتخلون عنها , كان المفروض القيام بها, فأفكار هؤلاء ومايذهبون إليه نابعة من الفكر الإشتراكي الليبرالي في أوروبا. وبناءً على ذلك فإنَّ هؤلاء من أهل اليسار إقاهم أصحاب نوع من عدم المعرفة وقد وضعواهذه المهمة على نحو مُربك ومُشوّش في خارطة عملهم, وإمّا يعيدون أنفسهم أصحاب القضية ويريدون عدم تنفيذها, أي أنّهم في كل الأحوال يتعاملون ديماغوجياً مع هذه القضية , لأنَّ جميع أعمالهم هذه لاتستطيع أنَّ تجيب عن أسئلة الشيوعيين العلميين عملياً فيما يخص الحقوق المتساوية للقوميات, لذا إنَّ توجهاتهم ترادف التوجهات السياسية لأوليكارشية أحزاب الأقليم.
إنَّ مامَرّ ذكره سبق أن ادّعاه اليسار الكوردستاني في العراق وايران في الماضي ومايزال يّدعيه اليوم ويفكربه حين يقول:( في الواقع العملي إنَّ السياسة التي ينتهجها يسار كوردستان العراق وايران لاتعني إدارة حركة ذي نهج مستقل. فهذا الشعار ينبغي أن يحتل زاوية من زوايا البديل العملي ل (حزب الشيوعي العمالي-ح.ك.ك-) وحركة الشورى في كوردستان العراق. إنَّ الإطار العملي لهذا الشعار في توقعاتنا و توجهاتنا(نظر الشيوعية العمالية) هو:أولاً: إنَّ الإستفتاء والرجوع الى آراء الناس يجب أن يكون باتفاق مع(مصدر أممي رسمي) حتى نحّقق نتائج الإستفتاء أكثر ولكن الى حَدّ تحقيق هذه العملية فالمفروض أن نطالب باستفتاء حُرّ من أجل تثبيت أوضاع كوردستان, ففي نظرنا(نظر الشيوعية العمالية) أنَّ إرادة الناس وإبداء أرائهم لها اعتبارات. ففي استفتاء كهذا يجب ندعو الى دولة مستقلة.(72) إنَّ توجهات وأنظار اليسار حول التطبيق العملي نوعان: أحدهما : التحدث عن التحرر الوطني واستقلال الرأسمالية الوطنية كما تدّعيه البرجوازية الوطنية. ويطالبون من البرجوازية المتسلطة والمُضطهِدة بعلاقات حَرّة وإطلاق الحريات السياسية والإقتصادية البرجوازية القومية. وهذه الفروقات تنتج العنجهية و المغالات في التعصب القومي, لأنَّ البرجوازية القومية تحصل على امتيازاتها من الفروق القومية والصراع القومي فتسعى إلى السيطرة على مصادر اقتصاد البلاده تحت اسم حماية البلاد والأمة ومصادرهما الإقتصادية و مواردهما الطبيعية, وبهذا فإنها تقوّي الفروقات القومية مع الآخرين وتعمقّها, وتحاول إيصال تلك الفروقات إلى حَدّ التعصب والكراهية وخلق روح الإنانية وعبادة النفس في صفوف العمال. أما الفروقات الآخرى فهي تخالف كثيراً الفروقات التي تدعو اليها البرجوازية, لذا ينبغي للعمال والشيوعيين أن تكون لديهم الرغبة في التزام الفروقات المغايرة لمايسلكه البرجوازيين والرأسماليين.
من تباين وفروق بين الكورد والقوميات الآخرى, ولكي نستطيع أنَّ نطوّر العلاقات الأممية بين العمال والشغيلة علينا تجسيدها في دستور العمل حتى نتمكن من القضاء على النزعات السياسية الشوفينية لدى العمال ويكون همهم الوحيد مساندة ومؤازرة رفاقهم في النضال من عمال وشغيلة القوميات الآخرى في التصدّي لأصحاب رؤوس الأموال. والوقوف معا ضّد سياسة البرجوازيين الليبراليين, وذلك في المناطق والبلدان التي
تسكنها القوميات المختلفة. فإذا وصلت علاقاتها إلى مستوى العنف و الاضطراب, فإنَّ التأريخ يسجل عملية انفصالها. وتأريخ العلاقات بين القوميات , ويُنتج انفصال بعضها عن بعض. إنَّ النصائح التي يقدمها يسار ايران ليسار كوردستان و العراق وقدمها سلفاً. ويدفع حركة الِورى في كوردستان( إن وجدت) إلى القيام بوضع حَدّ للأوضاع و الظروف الأتية. ويرى أنَّ إعادة كوردستان إلى العراق و ضّمه إليه من الواجبات العملية لتلك الحركة. إنَّ الوجه العملي لتلك التوجهات والأراء فيستند إلى نظرية تمتع الكورد بحق تقرير المصير أو البقاء ضمن عراق فدرالي متّحد – أي:إِنَّ ماسّموه بالفراغ السياسي و الإداري في الماضي وفي الحاضر وكانوا يُناقشون بسببها أوضاع و ظروف كوردستان والعراق والعلاقات بين القوميات والأديان والمذاهب المختلفة. فهؤلاء كانوا يحملون الافكار نفسها التي كان اليمينيون يعتقدون بها ، فكانوا بذلك الوجه الآخر لليسار، وكانوا مع هؤلاء متشابهين و متكافئين في الاعتقاد و المواقف. وبدائلهم كانوا يعتقدون بأفكار اليمينين نفسها و يتخذون مواقفهم انفسها. وهذه التوجهات و الافكار تتوافق مع مواقف و توجهات الاحزاب الكوردية و زعمائها ألاوليكارشيين ولا تعارض بينهما. ولم يستطع هؤلاء من مدّعي اليسار الخروج عن توجهات و أفكار الاحزاب الكوردية ألاوليكارشية الكاذبة و الخادعة. فجهة ترى في الاستفتاء الحَلّ و تقرير المصير، وجهة اخرى تعود الى المركز و ترى الحَلّ في ذلك. وبعضٌ من هذه الجهات لاتحم أفكاراً واضحة و صريحة فلا يستطيع أحد تحديد مواقفهم و اتجاهاتهم. وكذلك عندما يضع عملية عدم تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات على عاتق السياسة و أهداف الدول ألامبرياليه و العظى للتهرب من مسؤلية يجب عليه ألالتزام به من أجل إيجاد حق المساواة بين القوميات. وفي مسألة الاعتراف بانفصال عمال الكورد عن العمال العرب و الفرس و الترك وحتى في تأسيس دولتهم المستقلة نجد أن وجهات نظر اليمين و اليسار و مواقفهما مختلفتان باستثناء الدعوة الى تأسيس دولة مستقلة فهما متوافقان بصددها لكن بصورة غير منتظمة بغية إحداث تشتيت الفكر و إقلاق الراحة. ففيما يخص الدولة المستقلة فإنهم الآن يقولون كما إعتقدوا سابقاً أيضاً (إن شعارنا ليس تأسيس دوله كوردية وأن تكون للكورد دولة مستقلة ، فنحن نريد لتقرير مصير كوردستان حتى للاستقلال أن يُجرى إستفتاء شعبي بين سكان و قاطني كوردستان بغض النظر عن انتمائهم القومي).(73).
إنً يساريي إيران و العراق لايستطيعون إخفاء مواقفهم الكاذبة و شعاراتهم بين طيّات آرائهم و توجهاتهم المتضادة وأن يطبقوها على أرض الواقع. فشعاراتهم هذه ماتزال الشعارات الموضوعة على اللافتات و المكتوبة في بياناتهم. فهي لايتمكنون من القيام بحل المسألة القومية للكوردية بطريقة ثورية ويضمنوا بها حقوق المساواة بين القوميات. إن الواجب يفرض على ألاشتراكية المنتصرة إذا إكتسبت الديمقراطية الصحيحة ألا تكون جهودها مقصورة على تحقيق المساواة الكاملة بين القوميات، وإنما عليها القيام بإقرار حقوق ألامم المظلومة و المحرومة في تقرير مصيرها. اي: ان تكون حُرّةً في إختيارها الانفصال السياسي. وإذا لم تستطع ألاحزاب ألاشتراكية بكل أنشطتها الآن وفي حال قيام الثورة وبعد ألانتصار أن تثبت أنها تحرر ألامم المظلومة، وتقيم علاقات معها على أساس حرية التوحيد (مع معرفة أنَّ حرية التوحيد بمفردها شعار زائف دون حرية ألانفصال) وحينئذ تخون هذه ألاحزاب ألاشتراكية. ولاريب أنَّ الديمقراطية التي هي نوع من انواع الدولة قد تضمحل بإضمحلال الدولة فيكون الثبات و الرسوخ للشيوعية الكاملة بعد الانتقال من الاشتراكية الناجحة.(74).
وهذه المسألة تحتاج الى جواب وهو انَّ الشيوعيين إن لم يكونوا مهيمنين فتأسيس الدولة الكوردية و إنشاؤها الى الحصول على اجوبتهم. ولا يعني هذا أن تخلى الساحة للبرجوازيين و أصحاب رؤوس الاموال و أحزاب كوردستان الاخرى وأن يُرخى لهم العنان فيما يقومون به من القمع و الاضطهاد و نهب أموال و خيرات البلاد. وأن يُسلَّمَ المجتمع لمجموعة سياسية أوليكارشية تتصف بصفات عصابات الجريمة المنظمة و قطاع الطرق و القراصنة. فلليسار أحاديث و أقاويل باطلة لاطائل فيها، ولمصلحة شعاراته يقول (يجب أن يكون اليسار مندوباً عن حدوث المصير- ويقصد بذلك المأساة(التراجيديا)- فهذا الشعار يساند ادارة هذا الدور... وينير و يضيء الطرح الثالث لاستقلال نقطة غير معينة في اذهان أغلبية الناس. وهكذا فإن هذا الشعار فضلاً عن كونه عملياً او غير عملي دفع العمال و الكادحين الى ميادين العمل وجعلهم متفائلين بتمكنهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم)(75). ولايجوز للشيوعية رفع شعار لايمكنهم تحقيقه، أو أنَّ تحقيقه يمنحنا نتاجاً برجوازياً، وبناء على ذلك لايجوز أن ترفع الشعارات من أجل تفاؤل العمال بأمنية لايمكن تحقيقها. أو صهرهم في بودقة الموهوبة وينبغي أن ترفع الشعارات من أجل توضيح العمل المطلوب منك في اليوم والوقت المحدد ويكون مناسباً للتطبيق. والشعار الذي يحتاج التأريخ إلى تطبيقة عمليا مهم جداً, وهومن جانب النضال الطبقي مفيد للواجب و العمل التأريخي للطبقة العاملة, ومعلوم أنَّ أحد الواجبات التأريخية للطبقة العاملة هو العمل من أجل تحقيق الحقوق المتساوية للقوميات والأمم من أجل القضاء على الميول وألأفكار الشوفينية بين الأمم و الأقوام واجتثاث جذورها ورفع شأن آراء وأفكار الطبقة العاملة والكادحة للأمم والقوميات المختلفة وإعلائها. وهذه الجهود كلها لاتبذل من أجل إبعاد وتبديد المضايقات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للطبقة البرجوازية في المناطق المختلفة.
ففي المناطق المختلفة وفي كل بلد ومنطقة كانت ساحة وميداناً لكفاح ونضال الطبقة العاملة والشيوعيين أصبحت المسألة القومية عائقة وعقبة أمام هذا النضال وحاولت كثيراً تمزيقهذا النضال و ارهاقه.وينبغي العمل وبذل الجهود من أجل " الاعتراف بحقوق الإنفصال للجميع واعلاء كل مسألة وقضية متعلقة بالإنفصال, من منظار يكون بعيداً عن التقصير في المساواة و التمييز الطبقي و التسلط."(76)
وهذه العملية محاولة لإزدهار وتطوير النضال الطبقي للطبقة العاملة, وتطبيقها مفيد ونافع لتأريخ نضال البروليتاريا ضد الرأسمالية ونظامها. فإذا صيغ من الناحية النظرية شعار ورفع هذا الشعار ولم يطبق على أرض الواقع, فإنَّ هذا يجعل الطبقة الثورية متردداً ومتشككاً في نضاله ويدفعها إلى تعليق آماله الثورية بمستقبل غير واضح. وينبغي أنَّ يكون شعار الدفاع عن حقوق المساواة بين القوميات أحد الشعارات الواضحة والصادقة لنضال الطبقة العاملة و الشيوعيين وذلك من أجل تحقيق الأهداف التأريخية الطبقية للطبقة الثورية في هذا العصر. لكن اليسار واليمين إلى حَدّ الأن يرفعان معاً شعاراً عمليا مضاداً وغير مناسب من أجل ماذكرنا.
فهما بذلك قد أبعدا العمال وطبقة البرولتاريا عن سياسة وأهداف التغيير العملي, ويحاولان إخراج هذه الطبقة عن طريقها الصحيح. باقتران أهدافها وسياستها بأهداف وسياسة الإشتراكيين الليبراليين والإشتراكيين الديمقراطيين والبرجوازية القومية. إنَّ الأخذ بيد الطبقة العاملة ودعوتها إلى المطالبة بتساوي الحقوق بين القوميات و الدعوة إلى تحقيق تلك المساواة, قد تحدد تأريخ تلك العلاقة التي تربط بين قوميتين أو أكثر مضطهدتين ومحرومتين من أبسط الحقوق. أي أنَّ تسلّط برجوازية قوميةما على عمال وكادحي وبرجوازية قومية أُخرى, يخلق الرغبة إلى التحرر و الإنفصال و الدعوة إليهما لدى أبناء القومية الخاضعة و المضطَهَدة. إنَّ تعطيل العمل بكل هدف من أهداف عملية النضال والكفاح له عواقب وخيمة وتترك آثاراً سيئة على هذه العملية كابتعاد الطبقة العاملة عن الواجبات و الأهداف الواقعة على عاتقها تأريخياً. إنَّ عملية حَل حَق التساوي بين القوميات , وعملية تحقيق هذا الحَق, عملية تكتيكية ثورية للطبقة العاملة والشيوعيين ضد الأهداف و الرغبات السياسية والإجتماعية والإقتصادية للدول الإمبريالية و الكبرى والبرجوازية و الرأسمالية المحلية. وفي الختام ينبغي لنا أنَّ ننهي بحثنا بإحدى مقولات ماركس وهي "كل أمة تضطهِد أمة أخرى, لايمكن أن تكون حُرّة ."
نجم الدين فارس 28-1-2018



* المصادر :-
1- د. عبدالمنعم الحفني ( المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ) الناشر / مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الثالثية ، 2000 ، ص 133 .

2- هنشنسون ( معجم الفكار والإعلام ، ترجمة خليل راشد الجيوشي ) دار الفرابي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2007 ، ص 60 .

3- الشيوعية العلمية معجم ، دار التقدم ، موسكو ، الترجمة الى اللغة العربية (دار التقدم) طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1985 ، ص 51 .

4- كاظم نوري الربيعي ، واشنطن (700 مليار دولار) ثروة حكام العراق ، (صوت اليسار العراقي) صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة الكتاب والصحفيين العراقيين .

5- محمد الكوفي ( الأزمة الأوكرانية وصراع الشرق والغرب ، جذور المسألة ومالاتها ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، بيروت ، الطبعة الولى ، اكتوبر 2015 ، ص 92-93 .

6- ب – ف بونو ماريوف ، مختارات القاموس السياسي ، ترجمة واعداد ( عبدالرزاق الصافي ) دار الوطن العربي ، ص 62.

7- رقية حسن ، المليارديرات ، الأوليكارشية في الديموقراطية الألكترونية ، مدونة بريدة ، الثالث من اغسطس 2015 .

8- موسكو تصبح موطن أكبر عدد من المليارديرات في العالم ،
مباشر ، تاريخ النشر 10/3/2013 .https ://arabic. rt .com

9- منصور حكمت ( في الدفاع عن إستقلال كوردستان) مجلة نحو التقدم العدد (21) 27 أب 1995

10- المصدر نفسه, ص 5 .

11- لينين ,الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , ص 6

12- لينين , الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 8

13- ماركس – أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ) ، ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) ، در التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , 1970, ص 322

14- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص3 .

15- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص4 .

16- ماركس ، الحرب الأهلية في فرنسا ، ( مقدمة من قبل أنجلس ، عام 1891) ن دار التقدم ، فرع طشقند ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 19

17- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب حرية كوردستان ، مجلة ( نحو التقدم ) العدد 27 أب 1995 ص 5

18- ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة ( 1844 -1895) . ( رسالة من انجلس الى بيبل ، 18-82 مارس 1875) دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1982 ، ص 215.

19- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 24

20- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ,ص 12

21- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، من إفتتاحية ( العدد 179) كتب بين 29 حزيران و 4 تموز 1842) ترجمة الياس شاهين الاعداد والترجمة والفهارس – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1986, ص 28

22- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، ( من مقالة ، المركز والحرية ) كتب في النصف الأول من أيلول 1842 ، ترجمة الياس شاهين – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي 1986 ، ص 33
محتوى الدولة القومية حيث يعيش فيها قومية واحدة أو اكثر لايفرق كثيرا عن الدولة الوطنية المتكونة من عدة قوميات .

23- ماركس ، أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو, ص 412 .

24- الدكتور محمد السيد سليم " تطور السياسة الدولية في القرنتين التاسع عشر والعشرين ، دار الفجر الجيد للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية ، الطبعة الثانية, 2004م ، ص 39 .

25- لينين ، مسائل السياسة والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 75-76 .

26- المصدر السابق ، ( خلاصة المناقشة حول حق الأمم في تقرير مصيرها ), ص 197 .

27- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب إستقلال كوردستان ، مجلة " نحو التقدم " العدد " 21" في 27 أب 1995 ص 5 .

28- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 176.

29- ماركس ، أنجلس ، بصدد الثورة الإشتراكية ، مجموعة من المقالات (من مقال "بلاغ سري" كتب نحو 28 أذار- مارس 1870 ) ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي, 1983م ، ص 153 .

30- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو, 1969م ، ص 107.

31- أسو كمال ، مكان إنفصال كوردستان في النضال الطبقي في العراق ، ص 10 .

32- لينين ، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو 1969م ، ص 73-74 .

33- المصدر نفسه, ص 176 .

34- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 30 .

35- المصدر نفسه ، ص27

36- المصدر نفسه ، ص5
37- ماركس ، أنجلس ن مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث) ، أصل العائلة الملكية الخاصة والدولة ، دار التقدم ، موسكو ، ص 412 .

38- منصور حكمت " لة بةرطري كردنا لة داخوازي سةربةخؤيي كوردستان ، مجلة " بؤ ثيَشةوة " العدد 21 ، 27 أب 1995, ص5.

39- المصدر نفسه, ص5.

40- المصدر نفسه, ص5.

41- الاتجاه برس / تقارير ، 46 مليون شخص يعانون من " العبودية المعاصرة " في العالم .
http : // aletejah tv .com 2619120

42- منصور حكمت ,المصدر السابق ذكره, ص5.

43- مراسلات ماركس ، أنجلس ، ( رسالة من ماركس الى أنجلس ، 30 تشرين الثاني " نوفمبر " 1867 ) ,ترجمة الدكتور فؤاد أيوب ، دار دمشق ، دمشق ، سوريا ، الطبعة الأولى, 1981, ص ص 228- 229 .

44/ ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة 1844 – 1895 ( رسالة من أنجلس الى بيبل ، 18-28 أزار 1875 ) دار التقدم ، موسكو ، طبح في الاتحاد السوفيتي 1982 ، ص 215 .

45/ منصور حكمت ، لة بةرطريكردندا ............ بؤ ثيَشةوة ، العدد 21 ص 5 .
46/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص 328 .
47/ نجم الدين فارس ، خولي هةفتاي نةتةوة يةكطرتوةكان ، جارٍداني فرة جةمسةري بوو ، سايتةكاني ، بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثيَنوسةكان
48/ منصور حكمت المصدر السابق ، ص5

49/ نفس المصدر ص5

50/ ماركس – أنجلس ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) مختارات في أربعة أجزاء ، الجزء الثالث ، دار التقدم ، موسكو ، 1970 ص410 .

51/ لينين – المسائل القومية والأممية البروليتارية ، دار التقدم ، ص227 .

52/ مارتن ظان ثرونةسن ، ئاغا و شيَخ و دةولَةت ، وةرطيَرٍاني ، د. كورد عةلي ، مةكتةبي بير و هؤشياري ( ى . ن .ك ) دةزطاي ضاث و ثةخشي حةمدي ، سليَماني ضاث 2010 ، بةرطي يةكةم ، ل 213

53 / نفس المصدر ، ص235

54/ ماركس – أنجلس ، بصدد الثورة الاشتراكية ، مجموعة من المقالات ( كارل ماركس ، من مقال " بلاغ سري" كتب نحو 28 أزار (مارس) 1870) ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1983 ص153

55/ نفس المصدر السابق ص154

59 – نجم الدين فارس : الدورة ( 70) للأمم المتحدة و الأعلان المتعددة الأقطاب ، ( تشرين الأول 2015) و التي نشرت باللغة الكردية في ( بيركردنةوة ، دةنطةكان ، ثينوسةكان ) .
60- نفس المصدر.
61- محلة انترناشيونال ، الناطق باسم الحزب الشيوعي الإيراني ، 1995 ، العدد (17) ص 11. تصدر هذه المجلة باللغة الكردية .
62- الإتجاه برس / تقارير ، 26/9/2016 : http://eletejahtv.org
63- الإتفاقية الخاصة بالرق ، منظمة عصبة الأمم/ منظمة الأمم المتحدة .
64- لينين : مسائل السياسة القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 172 – 173 .
65- مجلة انترناشيونال – العدد (17) ص 11 .
66- علاء الدين سجادي : ثورات الكورد و كورد جمهورية العراق. اعداد و طبع احمد محمدي ، (اطلس جاب ) للطبع و النشر ، طهران ، 2005 ، ص 38 . باللغة الكردية.
67- مجلة انترناشيونال ، العدد (17) ص 11 .
68- لينين : مسائل السياسة والقومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 88 -89
69- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية ، دار التقدم ، موسكو ، 1969 ، ص ص 89-90 .
70- لينين: مسائل السياسة و القومية و الأممية البروليتارية، دار التقدم، موسكو، 1969، ص91.
(71- لينين :مسئل السياسة القومية والاممية البروليتارية, دار التقدم, موسكو, 1969, ص174.
(72- منصور حكمت: في الدفاع........,الى الأمام , العدد21,ص5 .(باللغة الكردية)
(73- المصدر نفسه ,ص5.
(74- لينين :المصدر السابق ذكره, ص168-169.
(75- منصور حكمت: المصدر السابق ذكره, ص5.
(76- لينين :المصدر السابق ذكره, ص92.



#نجم_الدين_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تخبرنا الثورات عن الحاضر؟
- الحروب مختلفة
- )الحرب هي استمرار لسياسة القمع الاقتصادي الطبقي!!!)
- الرغبة القومية والمطلب الاوليكارشية - الجزء الثامن -عملية تح ...
- تأثير الإتجاهات الفكرية الإشتراكية في صياغة الحقوق والحريات ...
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ...
- الرغبة القومية و المطلب الاوليكارشي
- الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي -الجزءالسادس
- - الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي - الجزء الخامس
- البنية الإجتماعية و اثرها على النظام السياسي في العراق
- الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الرابع
- الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الثالث
- الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية - الجزء الأول
- مانيفيست (المنظمة _ الحزب) الشيوعي العلمي


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجم الدين فارس - الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية