أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نجم الدين فارس - الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الثالث















المزيد.....


الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الثالث


نجم الدين فارس

الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 04:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الجزء الثالث


الترجمة / يوسف عمر





( الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي )

الجزء الثالث

" الدولة الوطنية وسذاجة البرجوازيون الصغار "

حسب التعريف السياسي والجيو سياسية يتكون الدولة من محيط محدد في الأرض أو جغرافية حيث يعيش فيها شعب أو مجموعة من الناس في ظل سياسي ، ومهما كانت المسميات للدولة ( الوطنية ، القومية ، الليبرالية ) أو أي عنوان أخر .
يكون مجموعة صغيرة في السطة ويعمل لإخضاع مجموعة كبيرة من المجتمع تحت تأثير فكرها ومبدأها وسياتها وأهدافها ، ويفرض سلطتها ومصالحها ، ويتجسم الاختلاف الطبقي ، الاقتصادي ، السياسي ، الاجتماعي وينشأ طبقتان متضادتان ومختلفتين .
يبزع نوع أخر من حياة الصراع والعداء بين أفراد المجتمع ، والسلطة عن طريق الأجهزة الأمنية والجيش سيفرض جبروتها ويدافع عن مصالحها ، وسيكون هذا الاجراء سببا لعدم وجود العدالة .
الدولة الرأسمالية ، العمالية ، الوطنية ، القومية ومهما كانت العناوين إنها عبارة عن تسلط مجموعة على مجموعة أخرى وإضطهاد مجموعة لمجموعة أخرى ، ولكن السلطة العمالية ( دكتاتورية البروليتارية ) عن طريق المحاولة للقضاء على الطبقية وفي مقدمتهم طبقتها ومن ثم الطبقات الأخرى سوف يستلم السلطة ، لذا يوجد إختلاف بارز وأساسي بين هذه السلطة والسلطات الأخرى . يعود بداية ظهور الدولة الى بداية نشوء طبقتان مختلفتين حيث كانت متضادتين ، إذن الدولة نتيجة لصراع طبقي معقد ومتشابك . (11)
تتغير الصراعات ضمن سياق التاريخ حسب الزمان والعصر ونوعية السلطة ، وممارسة العنف المفرط أو القليل من القسوة لايخفي حقيقة وجود الصراع بين الطبقات .
الدولة بزوغ ونتيجة لإختلاف طبقي معقد ومتشابك ، وينشا الدولة بصورة موضوعية ، وحسب نسبة ومقدار الاختلاف الطبقي في حالة عدم الوصول الى إتفاق وبالعكس وجود الدولة دليل على عدم التوصل الى إتفاق بين الطبقات المختلفة . (12)
هذا الحدث مرتبط بالاختلافات الجمة بين الحاكم والمحكوم في الأنظمة حيث يساند الدولة منذ القدم أصحاب الرأسمال وأصحاب العقارات والأراضي ضد العمال والفلاحين أو العبيد ، وإذا إستمرت الحالة سيستع الإختلاف ويصبح التضاد أشدا.
بعد تغيير النظام المألوف البدائية رويدا رويدا الى الاجتماع ونشوء صلة الدم والعلاقات الاجتماعية ، سيتغير المجتمع من الشراكة الى عامل وذوي الإنتاج ، سلطة ومشاهد ، أصحاب المواشي والراعي ، مقاتل وخدم ، كل ذلك بداية لنشوء وتجسيد العبودية في المجتمعات البدائية ، ويعد بالتغير الاجتماعي البدائي والعلاقات في المجتمعات البدائية ، وفيما بعد أصبحت بداية لتأسيس النظام السياسي وتكوين الدولة .
يبدأ المحاولة الأولى لبناء الدولة بتدمير العلاقة العشائرية ، وذلك بتقسيم أعضاء جميع العشائر الى متسمين ( الأعضاء الجيدين ، الأعضاء السيئين ) باختلاف دورهم وتأثيرهم على علاقات عشائرهم ، وبهذا التقسيم وحسب فاعليتهم وكيفية عملهم سيكونون طبقتين ، مما يكون دافعا لبعضهم كي يقوموا بإضهار العداء لمجموعة أخرى (13) .
مصدر بناء الدولة العداء والاختلاف الطبقي ، منذ القدم وحتى الأن العداء والاختلاف أخذت أشكال متعددة ، ولكن المحتوى قضية وصراع السلطة والرعية . إذن الدولة في الماضي وفي الوقت الحاضر سواء كانت مهما كانت المسميات وطنية ، ليبرالية ، ليبرالية ديموقراطية ، اشتراكية ديموقراطية ، نصرانية ، إسلامية ، يهودية ، أو قومية يتميزون بالتركيبة السياسة ذاتها ، والإضطهاد وإنعدام الحقوق من سيماء حكمهم .
ليس هنالك فرق شاسع بين الدولة الوطنية والدول التي تحمل مسميات أخرى ، ولكن دولة إقتصادها وقوتها العسكرية وسياستها مسيطرة على الدول الأخرى ، وفضلا عن وقوع الدول الصغيرة تحت نفوذها السياسي والاقتصادي سوف يتعامل معهم وفق منهج الراعي والرعية ، مما يضع هذا الوضع عبئا ثقيلا على كاهل وكفاح طبقة واسعة في مجتمعات الدول الصغيرة ، وبالحد ذاته ينال العمال في بلدانهم العبأ الثقيل .
في النظام الرأسمالي مهما كانت شكل ونوعية الدولة سيكون فيها تقديم الخدمة للطبقة الحاكمة وأصحاب الرأسمال .
إذا كانت المسألة ترسيم حدود الدولة ، فهذه رغبة ومطلب الرأسمالية ، وخلق الاختلاف بين الأمم يعود لصالحهم أيضا ويستند عليه رغبتهم السياسية والاقتصادية .
إذا كانت القضية إبعاد ومعالجة لإحتكار الدول الاستعمارية العظمى لرأسمال الدولة البرجوازية في الدول المختلفة من الشرق الأوسط والعالم ، فلن يستطيع الدولة الوطنية والبرجوازية الوطنية في السلطة أن يخفف حتى بشكل طفيف من معانأة وماسي العمال والكادحين في الدول المختلفة .
قضايا وصراعات الدول الامبريالية والدول الشبة الرأسمالية المختلفة لايستطيع أن يقلل من حقيقة وجدارة والعالمي الواقع بين أصحاب الرأسمال من جهة والعمال والكادحين في الجهة المقابلة .
كما تحدث لينين عن ماضي ذلك الزمن في مقدمة كتابة ( الدولة والثورة ) ( الطبعة الاولى ) في الوقت الحاضر مسألة الدولة قد حازت على أهمية خاصة له من الناحية النظرية أو العملية السياسية ، الحرب الامبريالية والمقصود ( الحرب العالمية الأولى ) لقد أعطى قوة غير متناهية وسرعة قائمة لتغيير الرأسمالية الاحتكارية الى رأسمالية الدولة المحتكرة ، والظلم الفائض المتبع من قبل الدولة بحق الجماهير العاملة والكادحة ، حيث يختلط بشدة مع الإتحادات الرأسمالية للسلطة ومع مرور الزمن يزداد الظلم ، والدول المتقدمة التي نشأت في الأونة الأخيرة سيتحول الى معتقل عسكري مستنفذ ومهنك للقوى بالنسبة للعمال . (14)
البرجوازيون الوطنيون في بلدانهم ليسوا شيئا سوى عنوان وتخطي لمجموعة من النواية الاقتصادية وعبودية الرأسمالية ، حيث يقومون بإظهار الصراع مع الرأسمال العالمي تحت عنوان إنقاذ المواطنون من العنفوان الذي سيحدق بهم ، ليست إلاكذبة وخطاب عاري من الصحة .
لأن في الوقت الراهن النظام المسمى بالعولمة أبعدت القناع المزيف عنهم ، وأكاذيبهم جعلت منهم أضحوكة في السياسة الحلية والعالمية حيث إختلطت مبتغاهم ويخدمون بعضهم البعض .
يسعى هؤلاء عن طريق ما يدعى إنه إختلاف أن يعلنوا أنهم قادرين على معالجة القضايا الهامة كمسألة القومية ، ولكن هذا الاختلاف في الوضع الراهن بالنسبة للإقنصاد الرأسمالي الاحتكاري والأوليكارشية المالية العالمية للدول المنشأة سابقا والدول التي نشأت حديثا يحمل في طياته مهاني ودلالات مختلفة .
في عصر ما كانت اوروبا مصدرا للاختلاف الديني والعداء القومي ، وفي زمن كانوا أري أوروبي أو كانوا سامي ، أو كان لليثرقيين الدور الاكبر في التصدي وأوقعوا الإختلاف بينهم وبين الأخرين .
وفي الوقت الرهن أخذ هذا الاختلاف شكلا أخر واستفادوا منه ويسفبدون لاحقا ، لايستطيع الدولة الوطنية أو لم يستطع من إنهاء المسألة القومية ويظمن الحقوق السياسية والاقتصادية للعمال وينهي بشكل تام جميع القضايا والعراقل .
في معظم الأماكن وفي الأزمنة المتفارقة أصبحوا ملاذا وعملوا لتعميق الخلاف بين الأمم المختلفة .
في أوروبا بإستثناء دولة سويسرا حيث بوضع خاص في الماضي وحسب قرار أمعي في عام 1891 ميلادية أصبحت دولة مما يدة وبعيدة عن القضايا الأممية ولا يؤثر عليه الحروب والصراع القائمة بين الدول ، ولهذا السبب لا وجود للقضايا القومية في هذا البلد .
القضايا القومية الداخلية في الدول التي يتكون قاطنيها من عدة قوميات على الصعيد الاقليمي أو على الصعيد العالمي يتم إيوائها بصورة عملية وينمو بصورة فاعلة ، والعمال من ذوي البشرة السوداء والأفريقييون والأسيوين والشرقيين العاملين في القارة الأوروبية ينظر اليهم كضد ومختلف فقط لأنه ليست في مصلحتهم أو مصلحة دولتهم ، لأن في معظم ما يسمى بالدول العظمى منذ مدة طويلة قامت مجموعات من الشعوب الصغيرة والصعفاء والعبيد بالاتثمار فيهم لصالحهم .
الحرب الاحتكاري ليست إلاحربا من أجل التقسيم وإعادة توزيع ما حصلوا عليه في عمليات النهب النضال من أجل حرية جماهير القوة العاملة من تسلط السلطة البرجوازية بصورة عامة والبرجوازية الامبريالية بصورة خاصة حصب جدا إذا لم تناضل ضد الوهم والقناعة العمياء وصيادي الفرص بذريعة من أجل الدولة . (15)
بالنسبة الزعماء القوة العاملة والكادحين معالجة المسألة القومية عملية تاكتيكية ولا يحمل معنى إستراتيجي ، ولكن يجب أن يجسد في السياسة والناحية العملية ، وإذا كانت العملية إستقلال الوطن يجب أن يكون في دستور العمل السير على خطى معالجة المسألة في المناطق التي فيها القضية القومية ، ويكون النتيجة إيجابيا لمكافحة المسألة الطبقية ، وعليه القيام بإنهاء المسائل إن لم يكن مسيطرة عليه من قبل الدول الاخرى ، كما يجب ان يعمل على الصعيد الداخلي للسيطرة على أفكار وأراء مؤيدي البرجوازية الوطنية ، ومن جهة أخرى لا يمنع محاولات البرجوازيون في الداخل من محاولات معالجة المسائل ، ومع ذلك سيعمل هؤلاء أن يكون كفة المعالجة في صالحهم ، ولذا يريدون أن يكون ضمن جغرافية محددة وعن طريق سلب ونهب رأسمال الدولة أن يحافظو على رأسمالهم وينفذوا السقوط والهلاك .
معظم الأحيان بهذه الآراء يخدعون العمال ويحرضونهم على التفكير ضمن إطار محدد لتنفيذ منهاج ومنطق الرجوازية ، وهذا عن طريق تلك المعتقدات والآراء حيث ابرجوازيون الصغار يتفلسفون بها ، ظنا منهم إذا لم يتم إنقذ الوطن من قبضة الإستعماريين ، سوف لن يكون للحركة البروليتارية الطبقية قيمة ، ولن يكون لها معنى واقعي .
مع أن البرجوازية رويدا رويدا يعمل لخداع ألإراد المجتمع في بلده لصالح الرأسمالية ، لا يستطيعون معالجة قضايا الاقتصاد والسياسة والاستقلاا من الترابط بالرأسمالية العالمية وتحريره من نفوذ وتسلط الشركات العنصرية الضخمة في العالم ومن الإتكار الرأسمالي للدول المحتكرة . لأن الدول التي فيها القضية القومية معطمهم يقعوب في الشرق الأوسط ، واقتصادهم مختلفة ولا يستطيعون تنفيذ واجبهم وقراراتهم بصورة حرة ومستقلة ضمن الاقتصاد العالمي .
لذا الدولة الوطنية لا يستطيع رد المسائل بصورة تامة حيث باتت عبئا على المجتمع ، ومع ذلك نشوء أي شكل من الدولة الوطنية في أي وطن يوجد فيها المسألة القومية سيكون بمثابة خطوة نحو المام ، وبعد ذلك لا يهدو قوة وحماس النضال السياسي والفكري للطبقة العاملة .
يظن بعض الناس بأنهم تقدموا بخطوة كبيرة وأنقذوا أنفسهم من القناعة بالنمط الملكي بشجاعة ، وذلك بتأييد الجمهورية الديموقراطية ، ولكن في الحقيقة ليست الدولة شيئا إلا مؤسسات قمعية لطبقة من قبل طبقة أخرى ، وذلك يتطابق على الجمهورية الديموقراطية أيضا وبالدرجة ذاتها من الحقيقة التي يعتبر للملكية عملية ضائبة . (16)
مع كل ذلك المسألة القومية الكوردية في أي مكان ومن أي لحظة يجب أن يحصل على جواب ويتم معالجتها ، ولكن معظم الأحيان البرجوازيون الصغار والبرجوازيون والرأسماليون تحت عنوان الدولة القومية و الوطنية وعدم معالجة قضاياهم ، يفصل العمال في المنطقة والعالم عن بعضهم ، مع أن يجب أن يعمل بصورة عملية لإقترابهم والتنسيق بين الأمم ويغير القضاد المتواجد بينهم الى معاداة الطبقية ، ويكون سببا لإنهاء الآلام الذي تعرض له العمال على أيدي الرأسمالية في البلدان المختلفة من العالم. وهنا نقف عند سؤال ، مالمطلب الذي يطالب به البرجوازيون الصغار للمسألة والرغبة القومية وإنشاء الدولة الوطنية في كوردستان ؟!
وهل يمكن المعالجة في تأسيس وموقع الدولة الوطنية للحقوق المتساوية للأمم ؟ أو أنها فك عقدة من العقد المتعصية ؟!
لا شك كلا والجواب إنها ليست بدولة وطنية ، لأن الآمال وتنفيذ حقوق العمال لامكان له في هذه الشاكلة من الدول .
البرجوازيون الصغار وما يسمى باليسار البرجوازي الصغير يتحدثون عن الرغبة القومية كما يحلو لهم ( الوضع المخيف لواقع كوردستان في ذروتها ويمكن ذلك في سببين أساسين ، الأولى المسألة الكوردية كقصية شعب لم يعالج ليس في العراق وحسب بل في المنطقة بأسرها ، والثانية الصراع الدائر بين اميركا والعراق ومن ثم عدم توضيع موقع الحقوق السياسية وهوية الدولة ( الوطنية ) لكوردستان العراق . (17)
هذه الشاكلة من الرأي يدل على أن البرجوازيون الصيغار يبحثون عن فرصة لرفع سطيح الدولة الوطنية ، كما تم تداولها سابقا ، وهذه السعي من أجل الاحتفاض على موقعها السياسي والإقتصادي والإجتماعي .
من جهة أخرى يظنون يجب أن يتم الحديث عن المسألة القومية عندما يكون هنالك ظروف عصيبة يواجها أفراد تلك القومية ، أو يكون وضع سياسي وإقتصادي وإجتماعي إقليمي ودولي غير مستقر حول القضية القومية .
حسب الرأي الشخصي يجب أن لايكون شرط الحديث عن النضال واردا في المسألة ، وذلك ليس لأنك القومية المقهورة أو مايسمى بالتحتية وتقع تحت سيطرة الرأسمالية القومية المتسلطة ، بل تنظر وتفكر في الوضع بأنه مؤائية ومناسبة للحديث عن المعالجة السياسية للقضية القومية ، كما يجب في أي زمن كان أن يتم هنالك رؤى وأفكار علمية بحتة عن القضية القومية ووضع التكتيك المناسب النضال الطبقي للطبقة العاملة .
وذلك التاريخ من التضاد وعدم إقرار حقوق قومية من قبل قومية أخرى والمقصود الحكام وذوي السلطة يقرد النضال من أجل نيل حقوق القوميات .
ويقع على عاتق العمال والشيوعيون أن يردوا بصورة نظرية وعملية قاطعة للمسألة ، وحسب وجود ومكان وزمن القضية القومية ، ويقوموا بإيجاد الحل المناسب والأكمل ، وحسب ضرورة المعالجة يتم التماس والخض في حل القضية القومية ، ويتم وضعها في دستور العمل .
لقد تم تغيير الدولة الشعبية الحرة الى الدولة الحرة ، وفي هذه الحالية حسب المعنى اللغوي لهاتان اللفظين ، سيكون الدولة حرة تجاه سكانها ،وفي النتيجة سوف يكون حكومة هذه الدولة متغطرسة ويحارس العنف ذد أبناء الشعب . ( 18)
لو كان حسب أراء الرجوازيون الصغار حيث تحت عنوان الانسانية يقومون بمضغ قوانين وأحكام وحقوق الإنسان وسياسة وهدف اليبراليين ، ولايستطيعون ترك العصر الماضي والبدأ بعصر جديد .
لم يمارس القومية الكوردية في السابق وفي الوقت الراهن الحياة بصورة طبيعية تحت سيطرة الأنظمة المتعاقية في العراق وسوريا وايران وتركيا ، وإذا كانت هنا أو هناك ممارسة طفيفة للثقافات والعادات والتقاليد والحديث بلغتهم ، لم يصل الى مستوى الحقوق والحرية السياسية .
حسب القناعة والرأي الماركسي الوضع والظروف الحياتية للقوميات يستحق الحرية السياسية وسلوك وواجبات وحقوق الدولة ،ولكن ليست لفترة وحدة زمنية طويلة الأمد ، ومهما كانت الظروف يجب على الشيوعيين العلميين والثوار رفع شعار معالجة المسألة القومية بصورة جذرية .
لكي لايرفع البرجوازيون وأحزابهم بإسم القومية عنوان معالجة القضية القومية لمرامهم السياسي والاقتصادي ويجعلنوها حديثهم المتداول ويكون التيار الحر ضحية ويتاجرون بها من أجل الكسب الوفير.
لو كانت هنالك مسألة القومية وبحاجة الى حل والمعالجة حتى لو كان المعالجة يحتم إنشاء دولة برجوازية ، لاشك أن كل دول عبارة عن ( قوة خاصة متسلطة ) على طبقة مظلومة .
لذا ليست كل الدول حرة كما أنها ليست بشعبية . ( يعود التأكيد الى لينين ) . (19)
لهذا السبب يعد مسألة التحرر الوطني مسألة المراوغة والمخادعة البرجوازية الخاضعة والمرتبطة بالتحديات والثقة المالية العالمية ولا يستطيع في سياستها الداخلية وإقتصادها أن يتخلى عن إضطهاد العمال والمتاجرة بقوتهم العاملة .
كما لايستطيع أن يرفع يده عن التعهد الرجعي القائم مع رأسماليو القومية القابعين على زمام الحكم والسلطة ، ويترك الإمبريالية ويقف بوجه المتاجرة بالقوة العاملة .
مطلبهم لتأسيس الدولة الوطنية مطلب البرجوازية والبرجوازية الصغيرة الشمولية للقومية الخاضعة ، وضد مسايرة الرأسمال البرجوازي في السلطة .
لأن الدولة الوطنية لايستطيع فك عقدة تلك القضية العصبية بصورة تامة حيث تأسست الدولة على أساس لإضطهاد العمال ويقوم بتنفيذ الحقوق من جانبها بصورة منفردة ، ويعد هذا إنقاذ قومية من الخضوع للقومية الحاكمة ، وسيكون هذه خطوة أخرى لهدف أوسع للطبقية .
الدولة الوطنية حيث حضرات المصلحين للقضية القومية والبرجوازية الشمولية الصغيرة والطبقة الأوليكارشية وأحزابهم يطالبون بها لايستطيع للحظة واحدة أن يرفع يد الظلم والإستبداد القائم من قبل الأجهزة القمعية لسلطة الدولة عن المواطنين بصورة عامة والعمال بوجه الأخص .
لم يتغير محتوى الدولة ، لأن يد الدولة لاتتجزأ على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . إن لم يتم حماية حقوق القوميات والأقليات والأديان والمذاهب ، سيكون هنالك هذف وقناعة إقتصادية سياسية للبرجوازية الوطنية أو البرجوازية الخارجية .
تنبت فلاسفة حقوق الدولة أرائهم على إنشاء الدولة من الغريزة مرورا بالأمنية ، العيش الكريم ، وحتى من العقل ، ولكن ليس العقل الاجتماعي بل من عقل الفرد .
يرتبط الفلسفة الحديثة بالآراء النظرية الأكثر مثالية وتعمق ، حيث يعتقد الفلاسفة أن الدولة عبارة عن عضوية كبيرة ويجب أن يتحقق فيها الحقوق والأخلاق والسياسة . علما عندما يلتزم المواطن بقوانين الدولة يعتبر ملتزما بالقوانين الطبيعية ، وبالأخص قوانين عقله الذاتي أي عقل الإنسانية. (21)
معالجة القضية القومية ، يحتاج الى موهبة العمال من الجميع القوميات في نظام الإشتراكية العلمية ، لأن هذا النظام فيه الجواب الوافي لجميع جوانب حياة العمال ، ( المساواة والموهوبية في القدرة الإقتصادية المستحلة والحقوق والعدالة وتقدم وتطور الحياة بكل جوانبها .
لأن إذا تم إنشاء الدول لجميع القوميات الخاضعة ، حيث لايعتبر عملا سيئا ، ولكن المسألة القومية والصراعات الإقليمية والعالمية سيبقى حاضرا بسبب النظام الرأسمالي ولايزول ، لأن هذه القضية سبب ودليل بقاء الرأسمالية .
إذن الدولة الوطنية دولة المعتقد السائد للبرجوازية الصغيرة ، أمام الحل القومي ، ومع أنها محاولة لتقدم خطوة من مجموع مطالب عمال القوميات الخاضعة نحو عدم التفكير بالقضية والصراعات القومية في النضال الداخلي ، وذلك لكي لايتم العودة الى نقطة البداية .
أساسا الدولة عبارة عن المركزية ومع ذلك مرتبطة بصورة حتمية بأحكام المركز ويحتم ذلك على الدولة الخروج من إطارها ويفرض نفسها بصورة عامة كاليد العليا التاهية ، ويظهر نفسها بموقف العادل ، وهذا الظرف فقط مرتبط بالتاريخ ، كما يظن أو يتأمل الدولة لا يأتي بالحرية المطلقة .
في هذه الحالة الحوار الذي تم الإشارة اليه سابقا لمفهوم الدولة ليست عملية ، ليست الدولة إلا حرية موضوعية ، الحرية الحقيقية للذات نظير الحرية المطلقة ، ومن أجل تحقيقها نحتاج الى شاكلة أخرى فضلا عن الدولة ( 22) .


" المصادر"

11- لينين ,الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , ص 6

12- لينين , الدولة والثورة , دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 8

13- ماركس – أنجلس ، مختارات في أربعة أجزاء ( الجزء الثالث ) ، ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) ، در التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي , 1970, ص 322

14- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص3 .

15- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص4 .

16- ماركس ، الحرب الأهلية في فرنسا ، ( مقدمة من قبل أنجلس ، عام 1891) ن دار التقدم ، فرع طشقند ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، ص 19

17- منصور حكمت ، في الدفاع عن مطلب حرية كوردستان ، مجلة ( نحو التقدم ) العدد 27 أب 1995 ص 5

18- ماركس – أنجلس ، رسائل مختارة ( 1844 -1895) . ( رسالة من انجلس الى بيبل ، 18-28 مارس 1875) دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1982 ، ص 215.

19- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي, ص 24

20- لينين ، الدولة والثورة ، دار التقدم ، موسكو ، طبع في الاتحاد السوفيتي ,ص 12

21- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، من إفتتاحية ( العدد 179) كتب بين 29 حزيران و 4 تموز 1842) ترجمة الياس شاهين الاعداد والترجمة والفهارس – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1986, ص 28

22- ماركس – أنجلس ، بصدد الدولة ، ( من مقالة ، المركز والحرية ) كتب في النصف الأول من أيلول 1842 ، ترجمة الياس شاهين – دار التقدم ، طبع في الاتحاد السوفيتي 1986 ، ص 33
محتوى الدولة القومية حيث يعيش فيها قومية واحدة أو اكثر لايفرق كثيرا عن الدولة الوطنية المتكونة من عدة قوميات .



#نجم_الدين_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية - الجزء الأول
- مانيفيست (المنظمة _ الحزب) الشيوعي العلمي


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نجم الدين فارس - الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي-الجزء الثالث