أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شابا أيوب شابا - الدنمارك: من الرفاهية إلى التسلّح والحرب














المزيد.....

الدنمارك: من الرفاهية إلى التسلّح والحرب


شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بقلم : هنريك ستامر هيدين(١)

نشرت جريدة الشيوعي التي يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي في عددها الرابع نيسان - 2024 المقال التالي :

في مقابلة مع صحيفة Berlingske Tidende (٢)
قِيلَ أن رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن قالت عن الحرب المستمرة في أوكرانيا: "أنا لا أستخدم مصطلح الحرب العالمية الثالثة، ولكن ...".

وتُقارن رئيسة الوزراء الوضع في أوروبا الآن بالفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية في عام 1938. وأنّ بوتين هو هتلر ، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، فإن بقية القارة في خطر.

لا تعتقد ميتي فريدريكسن أنه من الصواب مقارنة الوضع الحالي بالحرب الباردة، وتقول رئيسة الوزراء: "هذه حرب ساخنة".

لا شك أن رئيسة الوزراء على حق فيما يتعلق بالمسألة الأخيرة. فهذه الحرب فعلاً ساخنة، ومما زاد من سخونتها هو خطأ الدنمارك. فالدنمارك، إلى جانب بقية دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، هي التي تزود الحكومة العميلة في كييف بالأسلحة التي، على الرغم من احتمال الهزيمة المؤكدة لأوكرانيا، تجعل من الممكن لزيلينسكي ورفاقه تحقيق ذلك. بإطالة أمد الحرب وإرسال آلاف الأشخاص إلى الموت الذي لا مبرر له.

ولكن عندما تُقارن رئيسة الوزراء الوضع بعام 1938، فهي تسير على المسار الخاطئ. ما تُلمّحْ إليه هو خيانة ميونيخ، حيث قامَ تشامبرلين البريطاني ودالادييه الفرنسي، في مفاوضات مع هتلر وموسوليني في المدينة الألمانية، بإهداء ألمانيا منطقة السوديت التشيكية على أمل أن يوجه هتلر بعد ذلك عدوانه نحو الشرق - ضد الإتحاد السوفييتي.

وهنا أُعرج على شيئين. فأولا، لم تقف أوروبا اليوم كما كانت أوروبا في عام 1938. فقد أَشعلتْ خيانة ميونيخ شرارة الحرب العالمية الثانية، ولكن الحرب لم تكن قد بدأت حينذاك، إذ جاءت الحرب بعدَ عام . أمّا اليوم فالحرب قائمة ومستمرة منذ عشر سنوات.

ثانياً، تقوم رئيسة الوزراء بتغيير أدوار المُمثلين. إن الدور الذي لعبه بوتين في الفترة التي سبقت الحرب الحالية لم يكن دور هتلر، بل دور تشامبرلين ودالادييه. لقد كانت روسيا ورئيسها بوتين هما اللذان اعتقدا، في اتفاقيتي مينسك بعد وقت قصير من انقلاب الميدان في عام 2014، أنهما قادران على التخفيف من عدوان الإمبريالية على روسيا من خلال تقديم تنازلات: السماح لكييف بالاحتفاظ بالمنطقتين الانفصاليتين اللتين يسكنهما الروس، لوغانسك ودونيتسك. عِبر منح حكم ذاتي موسع للمنطقتين وَ وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

بالطبع لم تنجح هذه المساعي. إن القوى الإمبريالية، التي وقفت بخوف وراء اتفاقيات مينسك (كما اعترفت هي نفسها لاحقاً)، لم تحلم بوقف عدوانها على بقايا الاتحاد السوفييتي، مُمثلاً في المقام الأول بروسيا بوتين، التي، على الرغم من الثورة المضادة والمسار العام، لا يزال يُنظر إليه على أنه عقبة أمام هيمنة الولايات المتحدة على العالم وأمام سياسة Drang nach Osten (٣)
للاتحاد الأوروبي.

لقد رأت الإمبريالية في اتفاقيات مينسك وسيلة للمُماطلة لإعادة تسليح أوكرانيا. ومثلما حدث في عام 1938، كانت التنازلات الروسية تعني "السلام في عصرنا".

في 19 شباط/فبراير 2022، تحرك جيش نظام كييف المُجهز حديثاً لاستعادة السيطرة على منطقة دونباس المتمردة، وبالتالي كانت الحرب قد بدأت. أَعلنت ذلك صحيفة الإذاعة الدنماركية قبل يوم من تدخل روسيا. لذا، عندما تُريد رئيسة الوزراء مِنّا "الرد" على "العدوان غير المبرر" من جانب روسيا، فإنها لا تُغيّر الأدوار فحسب، بل تُغيّر أيضا تسلسل الأحداث.

ويُواصل الكاتب حديثه: بالطبع، كل هذا لا يهم، لأن النقطة المهمة هي أننا يجب أن نكون خائفين - "الروس قادمون!" خائفون معنى هذا علينا أن نقبل زيادة الضرائب. وتقول رئيسة الوزراء إن "الدفاع عن الحرية" يُكلّف أموالاً. وسوف تكون مُكلِفة. هناك شائعات عن فرض «ضريبة الحرب» بنسبة 5 بالمئة، ويجب تخصيص 200 مليون كرونة دانمركية (٤) لتحديث مصنع الذخيرة (Krudten) في Elling بالقرب من مدينة فريدريكسهاون Frederikshavn.

قالت رئيسة الوزراء لصحيفة فايننشال تايمز: "لم ندفع ثمن حريتنا طوال الثلاثين عاماً الماضية"، وأضافت أننا أنفقنا الأموال على الرعاية الاجتماعية وتخفيض الضرائب، والآن قد حان الوقت للحكومات الأوروبية مُناقشة مواطنيها بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي.

وبعبارة أخرى: التخلّي عن الرفاهية - وإتباع سياسة التسلّح والحرب.

كانت ميتي فريدريكسن منذ مدة طويلة محسوبة على الجناح اليساري للإشتراكيين الديمقراطيين.

(١) هنريك ستامر هيدين هو سكرتير الحزب الشيوعي الدنماركي بالتناوب مع رايكه كارلسون

(٢) Berlingske Tidende
هي صحيفة يومية وطنية دنماركية مقرها في كوبنهاكن. وتُعتبر صحيفة تاريخية..
(٣) مفهوم Drang nach Osten
كان عنصراً أساسيا في القومية الألمانية وعنصر رئيسي في الأيديولوجية النازية. كما قال أدولف هتلر في 7 فبراير 1945، «إنه شرقاً، فقط ودائماً شرقاً، يجب أن تتوسع عروق جنسنا.
(٤) تُعادل 29 مليون دولار أمريكي.

ترجمة: د. شابا أيوب
الدنمارك ١٠ نيسان ٢٠٢٤



#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين: حول المفاوضات مع أوكرانيا
- فوز بوتين ليس مُفاجأة
- إقتصادي أمريكي يصف العقوبات الغربية على روسيا بأنّها هدية لل ...
- رايكه كارلسون: لا توجد مساواة طالما العالم غير متساوٍ
- كيم شميتز : أولاف شولتز انتم عار على كل ألماني صادق
- الرئيس الكوبي: الولايات المتحدة تعمل على تقويض السلام في الش ...
- لاري جونسون: نحن لم نتعلّم الدرس بعد
- أوقفوا مبيعات الأسلحة لإسرائيل الآن!
- بوتين ليس مُذنباً في موت نافالني
- نيكيتا ميخالكوف: حول المساعدة الأمريكية لأوكرانيا
- لا تتوقعوا وقف إطلاق النار في أوكرانيا
- فيكتور أوربان: إستراتيجية بروكسل في أوكرانيا قد فشلتْ
- أندريه بيزروكوف: يمكن للدول غير الراضية عن الغرب الإختباء خل ...
- الأستاذ أندريه بيزروكوف: حول أسباب الأزمة في العالم
- غينادي زيوكانوف قبل سنتين - حان الوقت لوضع حد لتحرّكات النات ...
- الشيوعي الدنماركي - إدعم قضية جنوب أفريقيا ضد الإبادة الجماع ...
- الحرب في أوكرانيا مبنية على الأكاذيب
- فيكتور أوربان: الدور المُهيمن للغرب انتهى
- ديمتري ميدفيديف: كل الزعماء الاوروبيين يكذبون على شعوبهم
- البيت الأبيض: بايدن سيستخدم حق النقض


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شابا أيوب شابا - الدنمارك: من الرفاهية إلى التسلّح والحرب