أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - الطائفية تقتلك هباءً (وجهة نظر) محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

الطائفية تقتلك هباءً (وجهة نظر) محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 12:18
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الطائفية تقتلك هباءً (وجهة نظر)


الطائفية هي المفهوم الذي ابتليت به المجتمعات لعدة قرون، مما أدى إلى صراع غير ضروري، والعنف، وحتى خسائر في الأرواح. إن فكرة أن "الطائفية تقتلك هباءً" تجسد الطبيعة الحمقاء للكراهية والتمييز بين الجماعات على أساس ديني أو عرقي أو غيرها من العوامل المسببة للانقسام. سنستكشف في هذا المقال السياق التاريخي للطائفية، وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات، وكذلك الشخصيات المؤثرة التي عملت على مكافحة هذه القوة المدمرة.

تاريخياً، كانت الطائفية القوة الدافعة وراء بعض الصراعات الأكثر وحشية في تاريخ البشرية. الحروب الصليبية، على سبيل المثال، كانت عبارة عن سلسلة من الحروب الدينية التي دارت رحاها بين القوى المسيحية والمسلمة في فترة العصور الوسطى. وأدت هذه الصراعات إلى انتشار العنف والدمار وخسائر في الأرواح، كل ذلك باسم التفوق الديني. وعلى نحو مماثل، كانت الاضطرابات في أيرلندا الشمالية خلال أواخر القرن العشرين عبارة عن صراع عنيف بين القوميين الكاثوليك والوحدويين البروتستانت، غذته انقسامات دينية وسياسية عمرها قرون. تسلط هذه الأمثلة الضوء على القوة التدميرية للطائفية والخسائر التي يمكن أن تلحقها بالأفراد والمجتمعات على حد سواء.

إن تأثير الطائفية بعيد المدى، ولا يؤثر فقط على المشاركين بشكل مباشر في الصراعات، بل يؤثر أيضا على العابرين الأبرياء والمجتمعات بأكملها. يمكن أن يؤدي العنف الطائفي إلى النزوح والصدمات النفسية وفقدان سبل العيش، مما يترك ندوبا دائمة لا تنسى على الأفراد ويعوق التماسك الاجتماعي. وفي أماكن مثل العراق ولبنان وسورية ونيجيريا، مزقت الصراعات الطائفية المجتمعات وأدت إلى معاناة واسعة النطاق، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى التفاهم والحوار بين الجماعات.

وفي مجال مكافحة الطائفية، كانت هناك شخصيات مؤثرة عملت بلا كلل من أجل تعزيز السلام والمصالحة. أحد هؤلاء الأفراد هو المهاتما غاندي، الذي كان رائداً في مبادئ المقاومة اللاعنفية في مواجهة الانقسامات الدينية والعرقية في الهند الاستعمارية. لقد ألهمت فلسفة غاندي في أهمسا، أو اللاعنف، أجيالاً من الناشطين والقادة للبحث عن حلول سلمية للصراعات المتجذرة في الطائفية. ولا يزال صدى إرثه يتردد حتى اليوم، ليذكرنا بقوة الحوار والتفاهم في التغلب على الانقسام.

ومن الشخصيات المؤثرة الأخرى في الحرب ضد الطائفية هي مالالا يوسفزاي، الناشطة الباكستانية التي دافعت عن التعليم وحقوق المرأة في مواجهة التطرف العنيف. إن شجاعة مالالا وصمودها في مواجهة نظام طالبان القمعي جعلت منها رمزا للأمل والمثابرة للشباب في جميع أنحاء العالم. ومن خلال التحدث علناً ضد العنف الطائفي والدعوة إلى التعليم كأداة للتمكين، أظهرت ملالا أن الأفراد لديهم القدرة على تحدي الخطابات المثيرة للانقسام وبناء مجتمع أكثر شمولاً.

وفي الختام، فإن عبارة "الطائفية تقتلك هباءً" تؤكد الطبيعة الحمقاء للكراهية والانقسام بين الجماعات. ومن خلال فهم السياق التاريخي للطائفية، ودراسة تأثيرها على الأفراد والمجتمعات، والاعتراف بجهود الشخصيات المؤثرة التي عملت على مكافحة هذه القوة المدمرة، يمكننا أن نبدأ في معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتعزيز عالم أكثر عدلاً وسلامًا. . فقط من خلال الحوار والتعاطف والتعاون يمكننا التغلب على حواجز الطائفية وبناء مجتمع أكثر شمولا وانسجاما للأجيال القادمة.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية طاعون يستهلك المجتمعات ، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي العاطفية الحقيقية مع باندورا وصندوقها محمد عبد الكري ...
- تاريخ الجدران، محمد عبد الكريم يوسف
- لماذا يتخلص الثوار من زملائهم بمجرد نجاحهم وشعورهم بالأمان ( ...
- السياسة في أنتوني وكليوباترا ، محمد عبد الكريم يوسف
- مدينة المستقبل في الشرق الأوسط بحلول عام ٢٠£ ...
- الرسائل التي ينقلها دي إتش لورانس في روايته -الباحث الغجري- ...
- وزارة الخوف محمد عبد الكريم يوسف
- علاقة تركيا المعقدة مع الشرق الأوسط، تفسرها كلمة واحدة/ حزام ...
- الأفكار الرئيسية في رواية -وزارة الخوف- للكاتب جراهام جرين
- الجريمة والعقاب في قصة -عبر الجسر- للكاتب جراهام جرين
- العلاقات العامة ودورها في إدارة الأزمات محمد عبد الكريم يوسف
- مجموعات التركيز ودورها في إدارة الأزمات محمد عبد الكريم يوسف
- القوة الناعمة في إدارة الأزمات
- مجموعات الضغط ودورها في إدارة الأزمات ، محمد عبد الكريم يوسف
- الاستعمار في مسرحية فتى الغرب اللعوب، محمد عبد الكريم يوسف
- من يملك الرصاصة الفضية سيحكم العالم، محمد عبد الكريم يوسف
- لقد عاد بوتين إلى السلطة في انتخابات 2024، وترامب سيعود في ا ...
- مقاومة الاحتلال في الأدب العالمي، محمد عبد الكريم يوسف
- If you want a new idea, read an old book ، إذا أردت فكرة جدي ...


المزيد.....




- جامعات بتونس تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.. وصحفي يعلق لـ ...
- روجوف: ماكرون مصاب بـ -فيروس زيلينسكي-
- شاهد: حلقت لمدة 11 ساعة برفقة سوخوي سو-30.. روسيا ترسل قاذفا ...
- أردوغان يعلن إغلاق باب التجارة مع إسرائيل وتل أبيب تبحث فرض ...
- الصين ترسل مسبارا للبحث عن أسرار الجانب المظلم من القمر
- صحيفة: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق لوقف إطل ...
- استخباراتي أمريكي سابق يحدد كم ستصمد ألوية -الناتو- في حالة ...
- بالفيديو.. مئات أسود البحر تجتاح منطقة فيشرمان وارف الشهيرة ...
- في يوم حرية الصحافة.. غزة وأوكرانيا تفضحان ازدواجية المعايير ...
- مصر.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يتحدث عن حكم -شم النسيم- والجد ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - الطائفية تقتلك هباءً (وجهة نظر) محمد عبد الكريم يوسف