أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد زوبدي - في أفق تجاوز ماركس الصنم، لأجل ماركس المبدع و الخلاق














المزيد.....

في أفق تجاوز ماركس الصنم، لأجل ماركس المبدع و الخلاق


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 06:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




تعقيبا على ما جاء في التعاليق السريعة جدا جدا التي اكتفت بعدم رضا أصحابها عن محتوى بطاقتي الموسومة ب" في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الراهن"، المنشورة على صفحتي للموقع الإلكتروني للحوار المتمدن، بتاريخ 28 مارس الفارط، فضلا على أن هذه التعاليق تفتقر للنقاش ولو بشكل مقتضب، أعود من جديد لأقول بلغة أخرى أن كارل ماركس قام بالتشطيب على كل ماهو غير مادي واختار العالم المادي، العالم الملموس، لتفسير العالم الملموس طبعا وليس العالم غير الملموس. المنهج المادي في فكر ماركس أن كل شيء مادي بما فيه الصوت أو الكلام أو البصر حتى لا نتكلم عن الغيب أو قل أن الغيب غير موجود في فكر صاحب البيان الشيوعي لأن ماركس يعتقد أن الكون هو مادة وليس هناك عالم غير مادي خارج عن الكون. وهذا اختيار صحيح على مستوى المنهج. لكن غير الصحيح هو اختصار الطريق و إقصاء غير المادي الذي يسمح بتطوير الفكر والإجابة على مشاكل روح العصر. ماركس قام بالتخلص من الفضاء غير المرئي من برنامجه حتى لا يعيق بحثه و حسم في هذا الأمر، وهو اختيار منهجي، وإلا أن بحثه ستطاله صعوبات بحكم جدليته وترابطه مع الفضاء غير المرئي وبالتالي سيعرقل الحصول على النتيجة المبرمجة، بحكم أن الجانب غير مرئي يتطلب جهدا فكريا للغوص في كنهه. حسم ماركس في هذا الباب لكن اختياره العالم المادي، العالم الملموس دون العالم غير الملموس، لا يعفيه من محدودية في برنامجه. وكل هذا كان يعي به ماركس، وهو البارع في المنهج أو قل المنهجيات.
كيف يمكن إذن تطوير الماركسية أو قل فكر ماركس بدمج ما هو غير مادي؟
البحث في هذا الموضوع الشاق والصعب، هو الذي سيسمح لماركس المبدع والخلاق والذكي أن يستمر.. بل يسمح لفكر ماركس المتجدد للإجابة على الأسئلة الحارقة اليوم و منها كل ما يتعلق بغير المرئي حتى لا أقول مرة أخرى ما وراء الطبيعة ومنها العقيدة.
موضوع الجدل أو الدياليكتيك هو موضوع بالغ الأهمية يسمح بتفسير الظواهر الإنسانية كالإقتصاد والسياسة والعلاقات الإجتماعية والثقافة واللغة، لكن توظيف هذا المنهج بطريقة ميكانيكانية (mécaniste) ( وليست فقط ميكانيكية (mécanique)) و سكونية (statique)، دون الرفع من مستواه أي إنتاج المعرفة من خلال تجاوز أبجديات المنهج إياه هو في نظري عمل غير مجدي و لا يسمح بحل المشاكل النظرية، الوليدة الواقع الراهن، المطروحة اليوم على فكر ماركس، لأنه يجعل من هذا الأخير فكرا غير قابل للتطوير بل أن الكثير من أصحاب هذا التصور جعلوا ماركس نبيا بل صنما يعرقل التغيير، وهو ما يسخر منه هذا المفكر الكبير أي كارل ماركس نفسه الذي قال جملة شهيرة " كل ما أعرف هو أنني لست ماركسيا"، بمعنى أن الباحث مرغم أن يتشبت بنصوص ماركس أو غيره، لكن عليه أن يتقدم في بحثه لإنتاج المعرفة ويتفادى الدوغمائية التي هي نقيض الفكر النواة أي الفكر الماركسياني ( pensée marxienne).
إذا كان الهدف من الحديث عن ماركس بالارتباط بنصوصه، هدف سياسي بل أيديولوجي للتأثير على وعي الناس وتأطيرهم وتوعيتهم بموقعهم الطبقي وبالتالي العمل على تغيير وضعهم المادي أي رفض الإستغلال والعمل على تغيير المؤسسات من أجل الحرية والتحرر؛ إذا كان هذا التوظيف لماركس بهذا المعنى، فهذا موضوع آخر وبالتالي فالتاكتيك إياه لا يجيب على سؤالي أعلاه و يجعل فكر ماركس والماركسية على حد سواء لا يرقيا إلى المكانة المطلوبة أي تحقيق المجتمع المنشوذ.
التعامل مع فكر ماركس بتقديسه قد أدى اليوم إلى الباب المسدود. فالشباب، الأغلبية الساحقة منهم، ومعهم طبعا الشباب المهمش والمبلتر أي الطبقة الرثة منه، بتعبير ماركس نفسه، لا يعرف اليوم ماركس ولا يعرف معنى الثورة بل الكثير منهم من يسخر من هذا القاموس أي من الماركسية والثورة خاصة أن الثورة الرقمية غيرت كل المعالم (les repères) والمرجعيات( les référentiels). وبالتالي حان الوقت لتفكيك الماركسية أو قل فكر ماركس النواة( le Marx-noyau) لإعادة بناء فكر جديد يجيب على المشاكل المطروحة وإلا أن فكر ماركس ومعه الماركسية والإشتراكية التي قامت بالفعل سيصبح كل هذا التراكم الحضاري والإنساني الضخم الذي ضحى واستشهد من أجله الأحرار، سيصبح من الماضي أي من تاريخ الفكر وتاريخ البشرية. تفكيك فكر ماركس لا يعني أن فكره تجوز بل العكس التفكيك إياه يعني راهنيته وأن صاحب "رأس المال" يبقى حتى الآن المفكر الذي لا يضاهي فكره أي فكر آخر، من خلال المنهج الجدلي والمادي ونقد النظام الرأسمالي والجهاز المفاهيمي بشكل عام كالإنتقال إلى الشيوعية الذي وضعه، وهذا باعتراف حتى منتقديه ومنهم الليبراليون و الأصوليون، أصحاب الإسلام السياسي أي أن الإسلام هو الحل.
من هذا الباب، أقترح من جديد تنظيم ورشات ولو في مقاهي ثقافية لنقاش هذا الموضوع الجدير بالإهتمام أكثر من أي وقت مضى والعمل على تكثيف النشر والتوزيع لكل ما يتعلق بفكر ماركس والفكر الماركسي في إطار برنامج جماعي مستمر يجمع بين البحث العلمي الهادف والممارسة النضالية.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الرا ...
- لماذا فشل الإقتصاديون البورجوازيون في دراسة الأسعار والنقود ...
- نقابات الفيترينا والإضراب البطولي للشغيلة التعليمية.
- في نموذج التنمية البديل وضرورة إسقاط نمط الحكم السائد
- في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.
- لأجل مواجهة هجوم الاستبداد الأوليغارشي
- في شروط بناء اليسار مغربيا وعربيا : ملاحظات تمهيدية
- في شروط التغيير في المغرب
- في الذكرى الخامسة لرحيل المفكر الإجتماعي العربي الكبير سمير ...
- في نقد خطاب الحداثة في المغرب وشروط التغيير.
- في الطبقة السياسية ومهام النضال اليوم
- في اللغة السجالية أو لغة البوليميك.
- انتفاضة المغاربة في وجه نظام سياسي مستبد يروج لنموذج تنموي م ...
- في نقد الخطاب السياسي السائد في المغرب : من سياسة الفرجة إلى ...
- النظرية في الممارسة السياسية .. المغرب نموذجا
- مساهمة سريعة في نقد النخبة الخائنة.
- قصف المثقفين المزيفين أصبح أكيدا بحكم تنامي هذه الفئة من الم ...
- في الذكرى الواحدة والأربعين لاستشهاد المفكر الإجتماعي الأممي ...
- من يصنع السياسة في المغرب وهل التغيير ممكن في الوقت الراهن ؟


المزيد.....




- سوناك يترنح ..حزب العمال يسقط المحافظين في بلاكبول ساوث
- بعد 14 عاما.. حزب العمال البريطاني يتقدم بالانتخابات المحلية ...
- هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟
- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
- فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد زوبدي - في أفق تجاوز ماركس الصنم، لأجل ماركس المبدع و الخلاق