أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد زوبدي - في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الراهن.















المزيد.....

في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الراهن.


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 04:48
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رحل كارل ماركس في 14 مارس 1883، وهي السنة التي ازداد فيها جون مانيير كينز وجوزيف شومبتير، الإقتصاديان الليبراليان الشهيران اللذان خلقا طفرة كبيرة في مجال الإقتصاد فكرا وممارسة.
تسعى هذه البطاقة الخاطفة جدا جدا إلى التذكير بمنجزات كارل ماركس و إخفاقاته على مستوى المنهج والرؤية (وليس على مستوى التحليل الذي يتطلب بطاقة خاصة). ماركس وضع مشروعا إنسانيا ليتمكن المجتمع البشري سياسيا من توفير شروط الحرية والمساواة. وقد برع هذا المفكر الموسوعي في اكتشاف القوانين الكونية التي تضبط حركة البشر. هذه القوانين هي قوانين التاريخ التي تشرح تطور الإنسان من خلال اكتشافه لمفهوم الصراع السياسي والصراع الطبقي، ويكون بذلك أنه المفكر الأول وحتى الآن الذي تجاوز مفهوم الإنسان المنطوي على نفسه والمنشغل بالملذات وبكل ما هو نفسي أو نفساني أي كائن يتصارع مع نفسه ومع القلق الوجودي ومع كنه الظاهرة الإنسانية بشكل عام. تخطى ماركس هذا الحاجز وأقر بأن الأمراض التي يتخبط فيها البشر هي نتيحة الاستغلال وغياب الحرية والقهر وبالتالي فالخروج من هذا المأزق يكمن في القيام بثورة على النفس وثورة اجتماعية لتوفير مناخ الحرية وتمكين الإنسان من التحرر من خلال تجاوز أنماط الإنتاج الطبقية. أسس ماركس منهجه أي المادية التاريخية على أساس المشاعية البدائية (communisme primitive) أي أن الإنسان رأى النور في مجتمع جماعي (société collectiviste) إلا أن سخرية التاريخ شاءت أن يتحول المجتمع إلى مجتمع طبقي.
وعليه فماركس من هذا الباب يقول أن الإنسانية مدعوة إلى أن تعود إلى وضعها الطبيعي أي المشاعية المتطورة بحكم تطور الإنسان اجتماعيا وسياسيا و علميا وتكنولوجيا، وهو ما يطلق عليه بالشيوعية.
الانتقال إلى الشيوعية مرورا بالاشتراكية كمرحلة أولى يكون عبر الثورة والقطع في أول وهلة مع الرأسمالية أو من خلال الانتقال التدريجي والولادة العسيرة من رحم هذا النظام.
ربط ماركس كل هذا بالواقع المادي أي بكل ما هو ملموس وشطب على كل ما هو غير مرئي على اعتبار أن هذا الفضاء غير موجود وبالتالي فالمادة هي البداية والنهاية. لأجل كارل ماركس أو قل لأجل الدفع بفكر ماركس أعتقد أن صاحب مؤلف " رأس المال" قد فشل في هذا الباب أي أنه فشل في مجال الميتافيزيقا والتي لا تعني الخرافة لكن تحيل إلى واقع غير مرئي. فشل ماركس في مجال ما وراء الطبيعة لأنه تبنى الواقع المادي أو قل أن ماركس لم يتأمل كونا خارج المادة. وهذا من أهم نقط ضعف فكر ماركس !
هذا الكلام ليس إضعافا لفكر ماركس لكن دفاعا عنه ليرقى إلى درجات أفضل .. لأن ماركس يدحض الفكر السكوني ويدعو إلى تطوير المعرفة باستمرار وإلا سيتحول ماركس إلى صنم للعبادة، وهو ما يرفضه.
في هذا التأمل الخاطف جدا، أؤكد أنني لا أزيح حضور فكر ماركس كفكر يتصدر الفكر الإنساني، لكن أقول من جديد أنه لو كان الجانب غير المرئي عند ماركس حاضرا في تحاليله ولم يكتفي بالتحليل المادي معتبرا أن ماهو ماورائي صنم ولذا وجب التخلص منه في رأي ماركس لأنه يعيق التحليل للواقع المادي وبالتالي يعيق التغيير، لكان سيكون فكر ماركس قد أجاب عن الأسئلة الحارقة اليوم ومنها العقيدة.
في المادية التاريخية يقول ماركس أن الدين، كمكون للبنية الفوقية، يوظف للاستغلال الإقتصادي، الإقتصاد كمكون رئيسي للبنية التحتية وكمحدد في آخر المطاف، والاستغلال عبر السلطة، السلطة أو القانون كمكون للبنية الفوقية، مثلها مثل الدين. عكس القراءات السطحية بل المشوهة لفكر ماركس، فالإقتصاد كمحدد في آخر المطاف لا يعني أن ماركس جعل من الإقتصاد كل شيء وأهمل كل ما هو غير مادي، وهو ما يعبر عنه بالاقتصادوية( économisme) أي تفسير كل تغيير بالاقتصاد. عكس ذلك، فكما تمت الإشارة أعلاه، فماركس في المادية الجدلية يؤكد على أن الاستغلال يتم عن طريق الإقتصاد يعني بلترة الإنسان وسرقة ( كلمة سرقة (spoliation ) من تعبير ماركس) حقوقه باستعمال السلطة والأيديولوجية وتوظيف كل المؤسسات المتاحة بما فيها الثقافة التي تخدم النظام السائد.
فكر ماركس ليس صنما للعبادة وليس فكرا جامدا. فكر ماركس فكر يتحرك ويتململ ليجيب عن مشاكل روح العصر ومنها الجانب الخفي أي غير المرئي.
إنتاج المعرفة في الجانب الميتافيزيقي أو قل بالضبط غير المرئي أو المثالي يسمح لفكر ماركس ليتقدم ويتجاوز الحائط الصنمي الذي يعيق الكثير من النماذج الفكرية ومنها الفكر الليبرالي المتشدد الذي يرى في السوق الحل الأمثل.
اختصار المسافة والاكتفاء بالواقع الملموس يعني أن في فكر أو تصور ماركس فراغ أو قل النصف الآخر بقي دون تفسير !
وهذه معضلة كبيرة تقتضي الكثير من النقاش والتفسير.
يبقى الدين أو العقيدة حاضرا في الواقع لأنه جزء من كينونة الإنسان. حتى ماركس كان لديه هذا الهاجس العقيدي الذي يثقل كاهله رغم أنه "ملحد". وهو ما يطلق عليه لغويا بالمناجاة (la comm-union-) أي الإحساس أن هناك شيئا ما موجود لكن غير مرئي، كما أكد ذلك الفيلسوف الفرنسي الماركسي ريجيس دوبري ( Régis Debray) في إحدى حواراته التلفزيونية.
صحيح أن ماركس أعتبر الدين أيديولوجية لتدويخ المستغلين( بفتح الغين)، لكن التصنيف هذا يبقى تصنيفا منهجيا أما التأثير في الواقع فهو شيء آخر. وبصرف النظر كون الدين (أو العقيدة) أيديولوجية، فلا أحد ينكر، ومنهم كارل ماركس نفسه، أن هذا الأخير أي الدين غير كل شيء رأسا على عقب.. في غياب فكر تحرري كفيل ليزيح عن الدين هيمنته. مما دفعه ( أي ماركس) للقول أن الدين أفيون الشعوب. وهو ليس استصغار للعقيدة، كما تؤول ذلك الكثير من القراءات ومنها قراءات أصوليي العقيدة، لكن ماركس يريد فقط أن يقول بأن تقديس العقيدة حولها إلى مخدر، وهذا موضوع آخر يقتضي الكثير من الجهد الفكري والتأمل.
كيف يمكن اليوم تحرير الإنسان من المعتقد في غياب بديل تحرري ؟
أعتقد أن تحرير الإنسان من الجانب الإقتصادي أي الاستيلاب يبقى الطريق الأول لفتح الباب لتحرير الإنسان سياسيا وثقافيا. حين يتحرر الإنسان من خضوعه اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، أكيد أن التحرر العقيدي سيكون في المتناول.
الرجاء أن لا يكون الماركسي أكثر ماركسية من ماركس و إلا تحولت الماركسية إلى ماركسية كنائسية( راجع بطاقتي على الحوار المتمدن). أتوجه هنا إلى الكثير من الرفاق في حزب النهج الديموقراطي العمالي وآخرين الذي حولوا فكر ماركس إلى عقيدة و يريدون أن يبقى ماركس الذي كتب في القرن ال19 جامدا دون ربط فكره بمشاكل روح العصر. لقد ظل الرفاق يرددون قاموس ماركس دون إضافة الجديد، وبذلك فهم يسيؤون لفكر ماركس ويسيؤون لأنفسهم. الرفاق الذين اختاروا هذا التوجه يكونون قد تشبتوا بماركس الصنم، وهو ما يدحضه ماركس، وليس بماركس العالم الذي يتطلع باستمرار إلى اكتشاف قوانين أخرى في الصراع أي قوانين التاريخ الجديدة التي تفرزها مشاكل روح العصر.
من يدافع عن فكر ماركس الصنمي أو الصنم، أقترح تنظيم ندوة في هذا الباب، وهي المناسبة للرفع من قيمة فكر ماركس الذي لم يسقط وبقي شامخا رغم النكسات في مجال الممارسة التي أصابته ومنها النكسة التاريخية التي عرفتها الاشتراكية الواقعية، وليس الاشتراكية، التي تعتبر اليوم مناسبة لإعادة التفكير للمساهمة جماعيا ليبقى فكر ماركس المتجدد المبدع هو البديل للتحرر.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشل الإقتصاديون البورجوازيون في دراسة الأسعار والنقود ...
- نقابات الفيترينا والإضراب البطولي للشغيلة التعليمية.
- في نموذج التنمية البديل وضرورة إسقاط نمط الحكم السائد
- في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.
- لأجل مواجهة هجوم الاستبداد الأوليغارشي
- في شروط بناء اليسار مغربيا وعربيا : ملاحظات تمهيدية
- في شروط التغيير في المغرب
- في الذكرى الخامسة لرحيل المفكر الإجتماعي العربي الكبير سمير ...
- في نقد خطاب الحداثة في المغرب وشروط التغيير.
- في الطبقة السياسية ومهام النضال اليوم
- في اللغة السجالية أو لغة البوليميك.
- انتفاضة المغاربة في وجه نظام سياسي مستبد يروج لنموذج تنموي م ...
- في نقد الخطاب السياسي السائد في المغرب : من سياسة الفرجة إلى ...
- النظرية في الممارسة السياسية .. المغرب نموذجا
- مساهمة سريعة في نقد النخبة الخائنة.
- قصف المثقفين المزيفين أصبح أكيدا بحكم تنامي هذه الفئة من الم ...
- في الذكرى الواحدة والأربعين لاستشهاد المفكر الإجتماعي الأممي ...
- من يصنع السياسة في المغرب وهل التغيير ممكن في الوقت الراهن ؟
- في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد غرامشي العرب، المفكر ال ...


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد زوبدي - في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الراهن.