ظلال الوجود: تأملات في الحياة والموت والمغادرة

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 12:27
المحور: الادب والفن
    

تكون جالسا بامان الله تخطط للخطوات الصغيرة التي ستخطوها هذا اليوم، فيصدمك خبر فاجع بوفاة صديق، صديق منذ عقود ، فيتعكر يومك وتتعكر حياتك وتتداعى الاسئلة الى ذهنك كانك تخوضها للمرة الاولى .

في انحسار الوجود وتدفقه، تأتي لحظات يتكشف فيها نسيج أيامنا، ويلقي بظلاله على طريقنا ويحجب حياتنا في عباءة من عدم اليقين. في لحظات الاستبطان العميق هذه نجد أنفسنا نتصارع مع الأسئلة القديمة مثل الحياة والموت والانفصال.

مثل سفينة انفرادية تنجرف في بحر شاسع، نبحر في مياه الوجود المضطربة، يطاردها شبح الموت وحتمية طرق الفراق. يبشر كل فجر بفصل جديد في رحلتنا، ولكن تحت قشرة الروتين تكمن حقيقة أعمق وأكثر عمقا - الطبيعة الهشة لوجودنا والجمال العابر لللحظات التي نعتز بها.

في نسيج الحياة، تتشابك لحظات الفرح والحزن، وتنسج سردا غنيا بالتباين والتعقيد. نحن نغمر بدفء الحب والرفقة، فقط لنغرق في أعماق اليأس عندما نواجه احتضان الخسارة والانفصال البارد. ومع ذلك، في لحظات الظلام هذه على وجه التحديد، يضيء الجوهر الحقيقي لإنسانيتنا ألمع، ويضيء الطريق إلى الأمام بمنارة من الأمل والمرونة.

بينما نجتاز ممرات المتاهة للوجود، نواجه الواقع الصارخ لوفياتنا. كل لحظة عابرة تجعلنا أقرب إلى الهاوية الحتمية، ومع ذلك فإن قدرتنا على مواجهة هذا الواقع بشجاعة ونعمة هي التي تحدد عمق إنسانيتنا.

في نسيج الحياة، لا يخدم الموت كنهاية، ولكن كمحفز للتحول - مدخل نمر من خلاله من عالم من الوجود إلى آخر. إنه تذكير بعدم دوام كل الأشياء، والحاجة إلى الاعتزاز بكل لحظة كما لو كانت الأخيرة.

في مواجهة الشدائد، نجد العزاء في معرفة أننا لسنا وحدنا - أن حياتنا متشابكة مع حياة الآخرين في شبكة من الترابط الذي يتجاوز الزمان والمكان. على الرغم من أن الطريق أمامنا قد يكون محفوفا بالتحديات والشكوك، إلا أننا نأخذ العزاء في الروابط التي توحدنا، مع العلم أننا أقوى معا مما يمكن أن نكون منفصلين.

بينما نقف على شفة المجهول، دعونا نحتضن الرحلة التي تنتظرنا بقلوب وعقول مفتوحة، ونحتضن جمال الحياة بجميع أشكالها التي لا تعد ولا تحصى. لأنه في النهاية، ليست الوجهة هي ما يهم، ولكن الرحلة نفسها - شهادة على مرونة الروح البشرية والقوة الدائمة للقلب البشري.

#خالد_خليل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل