خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 7922 - 2024 / 3 / 20 - 22:42
المحور:
الادب والفن
في قلب المدينة، يسكن الحزن والضياع، يتجاوز حدود الوجود. هنا، وسط الشوارع المتناثرة بالأنقاض والصرخات الصامتة للمضطهدين، تظهر الحجارة كرمز في مواجهة الشدائد التي لا هوادة فيها.
في ظل الجدران الشاهقة ووسط حطام الأحلام المكسورة، تتنفس البيوت، شهادة حية على الروح التي لا تقهر والتي تتحدى أغلال اليأس. كل همس من الرياح يحمل أصداء الكفاحات القديمة، كل دمعة تسقط على الأرض المحروقة تشهد على مرونة الروح البشرية.
داخل الجيب المحاصر، حيث يومض الأمل مثل لهب هش في الظلام، تحتضن الأمهات أطفالهن وسط الفوضى، وتهويداتهن ترنيمة للحب الذي لا يتزعزع وسط اضطراب الصراع. يعمل الآباء، ذوو الحواجب المجعدة والأيدي القاسية، بلا كلل لنحت مظهر الكرامة من التضاريس التي لا ترحم.
ومع ذلك، وسط الخراب، يزهر تحدي هادئ، ورفض ثابت للاستسلام لطغيان المصير. تظهر الحياة، بمناظرها الطبيعية الندوبة وروحها المكدمة، كرمز للشوق الجماعي للعدالة والكرامة. شوارع المدينة، التي كانت ملطخة بالدماء في يوم من الأيام، بمثابة مسارات للخلاص، مما يدعو البشرية إلى احتضان إنسانيتها المشتركة والوقوف تضامنا ضد قوى الظلام.
المعاناة التي تتكشف داخل حدود هذا الحيز، نلتفت إلى نداءها الصامت من أجل الحياة. لأنه في بوتقة نضالها تكمن حقيقة عميقة - حقيقة تتجاوز الحدود والأيديولوجيات - حقيقة تذكرنا بإنسانيتنا المشتركة وضرورة السعي من أجل عالم يسوده بعض من العدل.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟