أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )















المزيد.....

سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 9 نيسان 2003 , أي بعد مرور 21 يوم على بدء هجوم القوات الامريكية و القوات المتحالفة معها على العراق لإسقاط نظام الحكم فيه دخلت القوات الأمريكية وسط العاصمة العراقية بغداد و احاطت بساحة الفردوس التي كان في وسطها تمثال لصدام حسين .
بكل المقاييس كان سقوط العاصمة العراقية بغداد سريع و سهل جدا إذ تمكنت قوات الاحتلال الأمريكي قطع المسافة البالغة اكثر من خمسمئة كيلو متر , من الحدود العراقية مع الكويت الى مركز العاصمة العراقية , في فترة زمنية لا تتجاوز الثلاثة اسابيع .
في ذلك اليوم من سنة 2003 , يوم سقوط بغداد , كانت كل الدلائل تشير الى أن المعركة الرئيسية لأسقاط نظام صدام حسين قد تمت وفق المخطط و البرنامج الزمني الموضوع لها من قبل قادة البنتاغون الأمريكي و إن صدام حسين قد هرب من ساحة المعركة و بهروبه استسلمت باقي القوات العراقية و لم يبقى ما تحتاجه قوات الاحتلال سوى الإعلان الرمزي لهذا السقوط , فكان إسقاط تمثال صدام حسين في تلك الساحة هو الإعلان الرمزي للسقوط المطلوب .
في حينها , قيل الكثير عن الكيفية التي سقط فيها تمثال صدام حسين في تلك الساحة التي اكتسبت شهرة خاصة بسقوط تمثال الطاغية فيها , و كأن ذلك السقوط هو سقوط الطاغية نفسه ...!
يبدأ المشهد الأول لسقوط التمثال بتقدم جمهور من العراقيين الفرحين نحو التمثال بكل عزيمة يتقدمهم رياضي عراقي يحمل مطرقة حديدية ثقيلة و يباشر بتهشيم قاعدة التمثال , ضرباته رغم انها كانت بأقصى ما يستطيع من قوة إلا أنها لم تكن كافية لإسقاط التمثال , يتناوب عدد من العراقيين المتجمهرين حول التمثال على ضرب قاعدة التمثال بالمطرقة الحديدية لكن دون جدوى .
ثم يأتي المشهد الثاني و قد اختفى خوف العراقيين المحتشدين حول التمثال من بطش و غضب صدام فوضعوا حبل متين حول رقبة التمثال الذي ظهر و كأنه رأس لصنم عبده العراقيون لسنين طويلة , أخذوا يسحبون الحبل بكل قوتهم يحاولون إسقاط الصنم لكن دون جدوى ايضا فقد بقى التمثال صامدا و اقوى من قدرات العراقيين الذين عجزوا عن اسقاطه .
في المشهد الثالث يأتي دور المحتل الأمريكي ليتدخل بعد أن يجلب معه عدد من مراسلي وكالات الانباء العالمية لنقل اللحظات الحاسمة لسقوط نظام صدام حسين , يضع احد الجنود الأمريكان العلم الأمريكي على وجه صدام و كأنه ايذانا ببدء مرحلة العراق الأمريكي فيغضب عدد من العراقيين تعبيرا عن رفضهم وضع علم امريكا على وجه صدام حسين متمنين أن يكون العلم عراقي و ليس امريكي .
يتمكن المحتل الأمريكي في المشهد الأخير من اسقاط التمثال بسهولة و ذلك بسحب الحبل المتين بواسطة مركبة مدرعة امريكية .
بدت الكيفية التي سقط فيها تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس و كأنها مسرحية أمريكية تم الإعداد لها مسبقا , فهل ما جرى في تلك المشاهد كان عبارة عن مسرحية مخرجها البنتاغون الأمريكي أم انها مجرد احداث متتالية جرت بعفوية ...؟
في كل الحالات , إن كانت مشاهد إسقاط تمثال صدام حسين احداث عفوية أم مدبرة فذلك لا يشكل فرقا كبيرا , فسقوط ذلك التمثال الذي صار رمزا لسقوط النظام السابق بواسطة مركبة مدرعة امريكية له دلالات عديدة منها أن امريكا كانت هي المتحكم بأوضاع العراق السياسية منذ أن وصل حزب البعث , كما يشبهونه , الى السلطة في العراق بواسطة قطار امريكي بعد إسقاطه لحكم عبد الكريم قاسم الوطني في انقلاب 8 شباط 1963 الى أن تم اسقاط نظام هذا الحزب بالقوة المدرعة للمحتل الأمريكي , فأمريكا هي التي اتت بنظام حزب البعث ليحكم العراق و هي التي ازالته .
بعد لحظات من سقوط التمثال انطلق العراقيون المحتشدون في ساحة الفردوس يهرون في شوارع بغداد و هم فرحين بنصر لم يكن نصرهم , يسحلون التمثال المهشم بالحبل الأمريكي المتين .
كان سقوط تمثال صدام حسين باستخدام مدرعة للمحتل الامريكي تعبيرا واضحا عن عجز العراقيين على إسقاط نظام صدام حسين و أثبات أن صدام حسين تمكن من تثبيت اركان نظامه بالقهر و العنف الدموي تجاه شعبه حتى افقدهم كل الإمكانيات لأجراء التغيير لنظام الحكم في بلدهم بأنفسهم , و كأن الطريقة الوحيدة للتخلص من نظام البعث الصدامي كانت الاستعانة بأمريكا التي احتلت بلدهم فقد رضوا باستبدال محتل وطني بمحتل اجنبي ...!
لا شك أن الكثير من العراقيين قد نسوا أن حزب البعث الذي أتى بصدام حسين لرئاسة العراق قد وصل الى السلطة في العراق , كما وصفها بعض قادة حزب البعث , بقطار امريكي .
الحجة التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير غزوها للعراق كانت عبارة عن كذبة كبيرة فبركتها الدولة العميقة في امريكا و نفذت سيناريوهاتها الإدارة الامريكية حيث تم الاحتلال الأمريكي للعراق و إسقاط نظامه الدموي لتجريده هذا النظام من اسلحة الدمار الشامل الذي اثبتت كل الوقائع عدم وجود مثل هذه الأسلحة .
لاستكمال فصول المؤامرة الأمريكية على العراق تم تغيير الخطاب الأمريكي , من تجريد نظام صدام حسين من اسلحة الدمار الشامل الى منح العراق فرصة للتحضر و الانتقال الى عصر الحرية و الديمقراطية فكانت هذه الحرية و الديمقراطية ملطخة بدماء مئات الاف العراقيين الأبرياء و نقلته من حالة الاستبداد البعثي الى حالة الفوضى و التناحر الطائفي و بيئة خصبة تجذب كل الإرهاب التكفيري الموجود في بلدان العالم ليكون العراق بوابة و اقصر الطرق لدخول التكفيريين الاستشهاديين الى الجنة .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 1 ...
- هل ستحمل الانتخابات الرئاسية القادمة في تايوان مستجدات جيوسي ...
- هل تَتَشَكَلْ حاليا حضارة عالمية جديدة ...؟
- الأرجنتين تحت رحمة الفوضى الاقتصادية القادمة
- الاستعمار الحديث و نظامه النقدي
- إبادة الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت
- إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة ( 3 )
- إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (2)
- ايران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (1)
- في سبيل إصلاح النظام النقدي المتبع في العراق ...؟ (2)
- في سبيل إصلاح النظام النقدي المتبع في العراق ...؟ (1)
- الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 2 )
- الدولة الداعشية و الإسلام الأصولي ( 1 )
- هل العرب هم من الأقوام المنبثقة من السومريين ...؟


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر ...
- الموساد الإسرائيلي.. كشف خفايا الحرب على غزة
- تونس.. هل تؤثر العقوبات المفروضة على مباراة الأهلي والترجي؟ ...
- غنائم روسيا من أسلحة الناتو
- فتاة المقطم.. مصرية تعترف بتهمة قتل-المتحرش- بضربة مشرط وتثي ...
- أربع مذيعات في بي بي سي يرفعن قضية أجور ضدها
- مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- سانشو .. من الاستبعاد في مانشستر إلى التوهج مع دورتموند
- استخباراتي أمريكي سابق: الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وتهر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )