الكلمنجي ولقب ابو الكلام

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7924 - 2024 / 3 / 22 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حاز الرئيس عبد الفتاح السيسي على لقب (ابو الكلام) بكل جدارة واستحقاق. ليس بسبب وعوده التي هي مجرد كلام في كلام، ولا بسبب استحواذه على ناصية البلاغة في اللغة بما يؤهله لنيل اللقب، بل لأنه الزعيم الأكثر تكلماً بين جميع زعماء العالم بلا استثناء. وقيل لأنه الزعيم الذي كسر الأرقام القياسية في الأحاديث الطويلة. بعد ان تكررت خطاباته المملة وسط حشود من الوزراء وكبار ضباط الجيش بمعدل مرة أو مرتين كل يوم. .
ليس للسيسي أي شغل هذه الايام سوى الحديث لساعات وساعات في كل المواضيع والمناسبات من دون ان يشعر بالصداع، ومن دون ان يقاطعه احد. .
اللافت للنظر ان بعض الرؤساء العرب لا نسمع لهم همسا حتى في الاحتفالات الوطنية، ولا يحبذون الظهور على شاشات التلفاز، وليست لديهم رغبات لإلقاء الكلمات في المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية. وبعض الرؤساء لا نعرف أسماءهم. من فيكم يعرف أسم رئيس جمهورية العراق الحالي، أو إسم رئيس جمهورية جزر القمر ؟. .
كان عندنا الكثير من الزعماء الكلمنجية. لكنهم انقرضوا ورحلوا إلى العالم الآخر. ومع ذلك لا يمكن مقارنتهم بالسيسي الذي لا يضاهيه أحد في كثرة الخطابات. .
ربما يقول قائل منكم ان لقب (ابو الكلام) كان الصفة المميزة للوزير الهندي محيي الدين أحمد بن خير الدين، وهو اول وزير للتعليم بعد الاستقلال، وكانوا يسمونه (أبو الكلام آزاد)، ثم تكرر الاسم بتولي أبو بكر زين العابدين (عبد الكلام) رئاسة الهند للمدة من 2002 إلى 2007. .
اما المنافس الأقوى الذي اكتسحه السيسي فهو الزعيم الكوبي (فيدل كاسترو) الذي كانت خطاباته الخنفشارية تمتد لساعات، وكان الناس يجلسون ساعات طويلة يستمعون إلى خطابه، ويُذكر انه ألقى خطاباً بهذه المدة القياسية في الأمم المتحدة في أحد الاجتماعات أمام الهيئة العامة. ثم ظهر السيسي في مصر ليتفوق على فيدل كاسترو في كثرة الكلام بكل المواضيع، ولديه شهية مفتوحة للثرثرة، ولا مجال للفرار من خطاباته المملة التي تنقلها الفضائيات كلها. لكنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى مادة للسخرية والتندر. .
قالت العرب: (من كثر كلامه قل فعله). فما بالك بمن كان كلامه كله عبارة عن طنطنة ومطمطة وبقبقة وتهديد ووعيد وتحذير وتنبيه وتوبيخ وسيل من التناقضات ؟. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل