مدافع الإفطار والانشطار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 09:09
المحور: القضية الفلسطينية
    

لم يشهد المسلمون منذ قرون صورة رمضانية دموية مخيفة وحزينة كالصورة التي ظهرت عليها غزة هذا العام، فقد صام المسلمون والمسيحيون سوية عن الأكل والشرب قبل حلول هذا الشهر بخمسة شهور تقريباً. واختلطت توقيتات وأصوات مدافع الإفطار بين متفجرات الهاون ومتفجرات الدبابات وأزيز الطائرات المسيرة بمعدل 24 ساعة باليوم. وتراوحت وجبات الإفطار بين أوراق الشجر وجذور النباتات وأعلاف الماشية والمساعدات منتهية الصلاحية. وتزينت السماء بنيران القنابل العنقودية، و وهج الصواريخ الفسفورية، و وميض الغارات المتكررة. .
في غزة لا تستطيع رؤية النجوم ولا الهلال بسبب كثافة الدخان والرماد المتطاير في الجو. اما صلاة التراويح فقد جرى تعويضها بصلاة الجنازة وصلاة الغائب. وافتقدت جلسات الإفطار إلى لقاءات الأحبة واجتماعاتهم حول المائدة. فقد تفرق أفراد الأسرة الواحدة بين شهيد وجريح ومفقود ومشرد ونازح وتائه. .
في غزة لا وجود للمساجد ولا المآذن ولا مكبرات الصوت. لكنك ترى الصائمون الخاشعون يتوافدون على الساحة المخصصة للصلاة. يخرجون من خيامهم، ويشقون طريقهم بين الأنقاض والحجارة والدروب الوعرة، فتمتلئ تلك الساحة والتفرعات القريبة منها بالمصلين من كل الأعمار. .
لكن التساؤلات التي تطرأ على بال كل إنسان في هذا الكون الفسيح :
- هل يجوز صيام من لا افطار له، ولا سحور له، ولا أهل له ؟. .
- وهل يجور الصيام للمحاصر والمنكوب واليتامى والأرامل والذين تقطعت بهم السبل ؟. .
- وهل يصح صيام الخائف والمذعور والجائع والجريح. .
من هنا يتعين على المسلمين التوقف عن تصوير موائدهم الباذخة وأطباقهم الشهية احتراما لمشاعر قوافل الجياع. فالصائمون في غزة يمرون بأوضاع استثنائية قاهرة اجتمعت فيها كل المآسي والمصائب والويلات. .
فمن كانت لديه ذرة من الحياء والإنسانية لا يتفاخر بطعامه وفاكهته أمام هذه الجموع الصائمة منذ نصف عام تقريباً . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل