أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - مسرحية للأطفال الكبش الأحمق طلال حسن















المزيد.....

مسرحية للأطفال الكبش الأحمق طلال حسن


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


مسرحية للأطفال








الكبش الأحمق







طلال حسن



المدير يقف أمام
صفين من الكراسي

المدير : " ينظر إلى ساعة في يده " ربما حان
الوقت ، سيأتي بعد قليل " يلتفت إلى
المدخل " لنرَ ماذا يمكن أن يفعل .

تدخل المعلمة وتتوقف ،
وتنظر إلى المدير

المعلمة : أستاذ ، أحضرتُ التلاميذ ، الذين
اخترتَهم .
المدير : أدخليهم ، وليجلسوا في أماكنهم ،
ويلزموا الهدوء .
المعلمة : حاضر أستاذ " تلتفت وتشير لمن في
الخارج " ادخلوا الواحد بعد الآخر ،
واجلسوا على الكراسي بهدوء .

يدخل عشرة تلاميذ ، واضح
أنهم يعانون من التوحد

المعلمة : " تقترب منهم " ليجلس كلّ واحد منكم
على كرسي " التلاميذ يجلسون بهدوء "
سيزورنا ضيف ، رجل طيب ، رجل
محبوب ، ستحبونه جداً ، وسيتحدث إليكم
، وربما يروي لكم حكاية جميلة .
المدير : " ينظر ثانية إلى ساعته " هذا موعده ،
ولا أظن أنه يمكن أن يتأخر ، فقد اتصل
بي أكثر من مرة ، وطلب مني أن أعطيه
فرصة للقاء مع عدد من تلاميذنا ،
والحديث معهم .
المعلمة : " تنظر إليه صامتة " ....
المدير : لم أعرف من هو يالضبط ، ولا دافعه ،
لكن صوته الحزين ، ورجاءه ، جعلاني
أوافق على طلبه .
المعلمة : من يدري ، لعله انسان خيّر ، يريد أن
يقدم خدمة لتلاميذنا المعاقين ، وهم أحوج
ما يكونون إلى الأعمال الخيرية .
الفراشة : " تطل من المدخل " أستاذ ..
المدير : " يلتفت إليها " نعم .
الفراشة : جاء الرجل ، الذي قلت لي ، أن أتنتظره
بالباب .
المدير : فليدخل .
الفراشة : حاضر أستاذ " تخرج " ..
المعلمة : " تنظر إلى المدير " لقد جاء في الوقت
المحدد ، عسى أن يكون مجيؤه خيراً .
المدير : مهما يكن ، فأهلاً ومرحباً به ، نحن
نستقبل كلّ من يحاول التعاون معنا ،
لخدمة تلاميذنا المعاقين الصغار .

يدخل رجل ثلاثيني ، مرتبك ،
متواضع الهندام ، يحمل قناعين

الرجل : " ينحني قليلاً للمدير " صباح الخير ،
أستاذ .
المدير : صباح النور " يمد يده ويصافحه "
أهلاً ومرحباً .
الرجل : أرجو أن لا أكون قد جئت في وقت غير
مناسب ، فأنتم مدرسة خاصة .
المدير : لا ، جئت في الوقت المحدد ، وقد هيأنا
لكَ عدداً من التلاميذ " يشير إلى التلاميذ "
هؤلاء عشرة ، بينهم تلميذتان ، وهم في
حالة متوسطة من التوحد ، آمل أن
يتفاعلوا معك .
الرجل : آمل ذلك " ينظر متردداً إلى التلاميذ ،
إنهم ورود طيبة .
المدير : " يشير له " تفضل .
الرجل : " ينظر إلى المعلمة " صبح الخير ، يا
سيدتي .
المعلمة : صباح النور .
المدير : إنها معلمتهم .
الرجل : أنتِ أم ..
المعلمة : أشكرك ، هذا ما يحتاجه تلاميذنا في هذه
المرحلة بالفعل .
الرجل : " يتقدم قليلاً " أشكرك .
المعلمة : " تتابعه صامتة " ....
الرجل : " ينظر إلى التلاميذ " أبنائي ..
التلاميذ : " يحدقون فيه صامتين " ....
الرجل : " يرفع القناعين ، ويريهم للتلاميذ "
انظروا ، انظروا إلى هذين القناعين ،
انظروا جيداً ، ساضع أحدهما على وجهي
، واخبروني أذا كان يعجبكم أم لا .
التلاميذ : " التلاميذ ينظرون إليه صامتين " ....
الرجل " " يضع قناع الحزن على وجهه "
انظروا ، انظروا جيداً ، هذا وجه حزين ،
ربما سيبكي ، وتجري دموعه على خديه
، و .. هل أعجبكم ؟
التلاميذ : " معظمهم يهزون رؤوسم صامتين
واجمين " ....
الرجل : لا يعجبكم ؟ لا يعجبكم الحزن والدموع ؟
هذا حقكم ، لا للحزن والدموع " ينزع
قناع الحزن " أنا أيضاً لا أحبّ الحزن ،
ولا الدموع ، لنجرب القناع الآخر ، ولنرَ
رأيكم فيه " يضع قناع الفرح على وجهه
" ها ، ماذا تقولون الآن ؟
التلاميذ : " ينظرون إليه بارتياح ، ويبتسم بعضهم
بفرح " ....
الرجل : هذا حسن ، لقد أعجبكم هذا الوجه ، إنه
وجه الفرح ، ومن منّا لا يعجبه الفرح ؟
الأزهار فرح ، الربيع فرح ، المطر ،
المطر نفسه فرح ، تنتظره الأزهار
والأشجار والأطيار و .. " ينصت متلفتاً "
انصتوا ، يا أطفال ، أنصتوا جيداً ، أسمع
صوتاً ، وأنتم أيضا اسمعوه ، لننظر ما
هو ؟ يركز نظره على مكان ما ، ويصدر
صوتاً " اززززز " يصمت " صوت من
هذا ؟ ذبابة ! أتحبون الذباب ؟
التلاميذ : " يهزون رؤوسهم أن لا " ....
الرجل : أنا معكم ، فالذباب يقف على الأوساخ
والقاذورات ، وينقل الجراثيم والأمراض ،
إلينا نحن البشر " يصمت ، ثم يصدر
الصوت ثانية " اززززز " ينظر إليهم "
هذا الصوت ليس صوت ذبابة ، نعم ليس
صوت ذبابة ، اززززز .. آه صوت من
إذن ؟ خمنوا .. احزروا .. هيا يا أطفال ..
احزروا .. ازززززز..
التلاميذ : " يبدو عليهم أنهم يفكرون ، وبعضهم
يُصدر صوتاً بفرح " اززززز .. اززززز
.. اززززز ..
الرجل : " متهللاً " نعم .. نعم .. نحلة .. هذه نحلة
.. ونحن نحب النحل .. فهو بعكس الذباب
.. لا يقف على الأوساخ والقاذورات .. ولا
ينقل الجراثيم والأمراض .. وإنما يقف
على الأزهار .. ويرتشف منها الرحيق ..
ويصنع منه العسل " يتمنطق بلسانه كمن
يتذوق شيئاً لذيذاً " هم م م م .. لذيذ .. حلو
.. وفيه شفاء للناس .. " يصمت " والآن
ماذا تريدون ؟
تلميذة : " تقف " حكاية ..
الرجل : " يبتسم لها " حكاية !
المعلمة : إنهم يحبون الحكايات ، وأنا أحكي لهم
الكثير من الحكايات الجميلة ، احكِ لهم
حكاية .
الرجل : حسناً ، سأحكي لكم حكاية .
المعلمة : " للتلميذة " تفضلي ، اجلسي ، سيحكي
لكم هذا الضيف الطيب حكاية جديدة ،
ستحبونها ، استمعوا إليه .
الرجل : سأحكي لكم حكاية ، لا تحتاج إلى قناع
" ينزع القناع " وجهي يكفي " يغالب
حزنه وانفعاله أثناء روايته للحكاية " ..
التلاميذ : " ينصتون بصمت وشغف " ....
الرجل : كان هناك شاة ، شاة فتية ، وجميلة ،
ولدت حملاً ، كان حملها الأول ، لكنه
للأسف لم يكن جميلاً مثلها ، وكان معوقاً
و .. " يغص بدموعه " ، وعرف أبوه
الكبش ، أن لا أمل في شفائه ، ولم يحتمل
هذا الأمر ، فقرر أن يسافر بعيداً ، وقبل
أن يبتعد ، خيل إليه أنه يسمع الحمل
الصغير يصيح مآآآآآء بابا .. بابا ، كأنه
يقول له .. ابقَ إلى جانبنا .. لا تسافر .. لا
تسافر ، لكن الكبش الأحمق لم يصغِ إليه ،
وسافر بعيداً " يغالب دموعه " .. ندم
الكبش ، لأنه سافر بعيدً ، وترك الشاة
الفتية والحمل الصغير المعوق ، يواحهان
الحياة القاسية وحدهما .
التلاميذ : ينظرون إليه واجمين حزانى " ....
الرجل : " الرجل يصمت ، ويضع قناع الحزن
على وجهه ثانية " ....

التلاميذيصابون بالحزن ،
ويبدو أنهم سيبكون

المعلمة : كفى أرجوك ، التلاميذ متأثرون جداً من
حكايتك ، توقف عن الحكي وإلا بكوا
جميعاً .
المدير : ارجوك ، انزع القناع .
الرجل : " ينزع القناع " عفواً " يمسح دموعه
من عينيه "..
المدير : " للمعلمة " خذي التلاميذ ، وأرجعيهم
إلى الصف .
المعلمة : حاضر استاذ " تتجه إلى التلاميذ " هيا
يا أطفال ، انتهت الحكاية ، لنعد إلى
، عن البلبل الغريد .

التلاميذ ينهضون ، ويخرجون
مع معلمتهم إلى الصف

المدير : " للرجل " يبدو أن بكاءك لم يكن تمثيلاً
، فدموعك حقيقية ، وهي مازالت تغرق
عينيكَ .
الرجل : " يهز رأسه " ....
المدير : " يقدم له منديلاً ورقياً " تفضل ، امسح
عينيك ، وتمالك نفسك .
الرجل : " يأخذ المنديل ، ويمسح عينيه " ....
المدير : الحكاية التي رويتها ، كانت حزينة جداً ،
وكأن فيها شيئاً من الحقيقة .
الرجل : " بصوت باكٍ " نعم ، فيها الكثير من الحقيقة .. أنا الكبش الأحمق ..
المدير : هذا ما خمنته .
الرجل : أنا الكبش ، الكبش الأحمق .
المدير : ينظر إليه صامتاً " ....
الرجل : زوجتي ولدت طفلي الأول ..
المدير : " ينظر إليه مترقباً " ....
الرجل : لم يكن طبيعياً ، قال عنه الأطباء ، أنه
متوحد ، وأنه لا أمل في شفائه ..
المدير : " يهز رأسه " ....
الرجل : حاولت أن أتعايش مع هذا الأمر ، من
أجل الطفل المسكين ، ومن أجل زوجتي
التي أحبها ، لكني لم أستطع ، أوشكت أن
أجنّ ، ولم أجد أمامي إلا الهرب ، فلذت
بالفرار بعيداً عنهما ..
المدير : " ينظر إليه صامتاً " ....
الرجل : وزاد الطين بلة ، حين علمت أن زوجتي
، أضطرت أن تأخذ الطفل ، وتذهب به
إلى أهلها في الريف ، وفي الطريق ،
تعرضت هي والطفل إلى حادث سير
رهيب ، أودى بحياتهما .. آه ..
المدير : " يشد على كتفه " تماسك ، يا رجل ،
هذه مشيئة القدر .
الرجل : بل مشيئتي " يجهش بالبكاء " أنا الكبش
الأحمق .. " يتجه إلى الخارج " أنا الكبش
الأحمق .. أنا الكبش الأحمق .
الرجل يخرج باكياً ،
المدير يبقى وحده
إظلام تدريجي
ستار
31 / 1 / 2020



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة للأطفال شيشرون ...
- صندوق الدنيا طلال حسن
- قصة للأطفال ماما قصة : طلال ح ...
- الدبة الصغيرة
- الاوركا الحوت القاتل ...
- حوارات مع أديب الأطفال ... طلال حسن
- رواية للفتيان مرجانه ...
- قصص للأطفال عصر الديناصورات ...
- قصة للفتيان اب ...
- قصة للأطفال الغرير الصغير ...
- قصص قصيرة جداً عبارة الموت ...
- ثلاث روايات قصيرة للأطفال طلال حسن
- محطاتي على طريق أدب الأطفال ...
- أسد من السيرك
- قصة للأطفال الترمجان قصة ...
- رواية للفتيان اورانج اوتان ...
- قصة للأطفال آدزانومي قصة طلال حسن
- رواية للفتيان تار والسندباد ...
- نصان للفتيان الفقمة ...
- مسرحية للأطفال الفقمة الصغيرة طلال حسن


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - مسرحية للأطفال الكبش الأحمق طلال حسن