أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - حوارات مع أديب الأطفال ... طلال حسن















المزيد.....



حوارات مع أديب الأطفال ... طلال حسن


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


حوارات مع أديب الأطفال ...




طلال حسن













ببلوغرافيا
طلال حســــــن
. ولد بالموصل 1939
. عضو الاتحاد العام للأدباء في العراق
. عضو اتحاد الأدباء العرب
. عضو مجلس أول رابطة لأدباء وفناني الأطفال في العراق
. عضو نقابة الفنانين في العراق
. عضو نقابة الدراميين
. عضو نقابة الصحفيين
الاصدارات
. صدر له أكثر من " 30 " كتاباً للأطفال في سوريا والأردن وأبو ظبي والسعودية والعراق
. تنشر أعماله في معظم الصحف والمجلات العربية منها : مجلة أحمد لبنان ، مجلة أسامة سوريا، مجلة الشبل السعودية ، مجلة وسام الأردن ، مجلة براعم عمان الأردن ، مجلة أطفال اليوم أبو ظبي ، مجلة ماجد أبو ظبي، مجلة العربي الصغير الكويت ، مجلة سمير وفارس ونور في مصر مجلتي المزمار ــالمسيرة ــالنبراس ــالأسرة والطفل ــ زرقاء نت ــ حديقتي ، حبيبي ، رفقة ، الينابيع ، الشرارة ، صديقي ، الحسيني الصغير ، قنبر ، التربية ـ العراق .
. نشر حوالي " 240 " مسرحية للأطفال من بينها " 40 " مسرحية للفتيان و " 10 " مسرحيات للكبار .
. نشر حوالي " 1500 " قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال .
. أشرف على زاوية براعم نينوى في جريدة نينوى .
. اشرف على ملحق براعم عراقيون في جريدة عراقيون
. أشرف على زاوية الأطفال في مجلة الطفل الأسرة
. رئيس تحرير مجلة قوس قزح وهي أول مجلة للأطفال صدرت في تموز عام " 2003 " بعد التغيير .
. يشرف على تحرير مجلة " الينابيع " ، التي صدرت عن دار عراقيون في الموصل عام " 2010 " .
. رئيس تحرير مجلة بيبونة ، صدرت عام " 2014 "
. نال عدة جوائز عراقية وعربية ، منها الجائزة الثانية لمسابقة مسرح الطفل العربي في أبو ظبي عام 2000,عن مسرحيته " الضفدع الصغير والقمر " .
. الجائزة الثانية لمسابقة السيناريو في دار ثقافة الأطفال ، عن سيناريو " لصوص التاريخ " عام " 2006 "
. الجائزة الثانية لمسابقة مسرح الطفل في دار ثقافة الأطفال ، عن مسرحية " وداعاً جدي " عام " 2009 " .
. الجائزة الأولى لمسابقة مسرح الطفل في دار ثقافة الأطفال عن مسرحية " النملة الصغيرة والصرصار " عام " 2010 " .
. وصل كتابه " قصتنه صارت مثل " إلى القائمة الطويلة في مسابقة الشيخ زايد ، وفاز نفس الكتاب بجائزة العنقاء الذهبية في نفس العام .
. كرمه اتحاد الأدباء في العراق بالقلم الذهبي عام 2017
كتبت عن نصوصه مقالات وبحوث عديدة ، وقدمت عنه في مجال الدراسات العليا ثلاث رسائل ماجستير ، وثلاث أطاريح دكتوراه .

كتب صدرت للمؤلف :

1 ــ الحمامة دار ثقافة الأطفال بغداد 1976
2 ــ البحر مطبعة الجمهورية الموصل 1978
3 ــ ليث وملك الريح دار ثقافة الأطفال بغداد 1980
4 ــ حكايات قيس وزينب كتاب أسامة الشهري دمشق 1983
5 ــ الفراء دار ثقافة الأطفال بغداد 1984
6 ــ نداء البراري دار ثقافة الأطفال بغداد 1985
7 ــ عش لأثنين اتحاد الكتاب العرب دمشق 1986
8 ــالعش دار ثقافة الأطفال بغداد 1989
9 ــ من يوقظ الشمس؟ اتحاد الكتاب العرب دمشق 1993
10ــ مغامرات سنجوب دار ثقافة الأطفال بغداد 1995
11ــدروس العمة دبة دار ثقافة الأطفال بغداد 1997
12ــ حكايات ليث دار كنده عمان 1998
13ــ انكيدو اتحاد الكتاب العرب دمشق 1999
14ــ داماكي والوحش دار التوحيد حمص 2001
15ــ الضفدع الصغير والقمر أبو ظبي 2001
16ــ زهرة بابنج للعصفورة اتحاد الكتاب العرب دمشق 2002
17ــ جلجامش دار الشؤون الثقافية بغداد 2004
18ــ الإعصار اتحاد الكتاب العرب دمشق 2005
19ــ قلنسوة من أجل دبدوبة دار ثقافة الأطفال بغداد 2006
20ــ راكان دبدوب الموصل 2005
21 ـ قمر نيبور دار الشؤون الثقافية بغداد
2009
22 ـ انانا مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي ـ بغداد ـ 2010
23 ـ هيلا يا رمانة ـ مركز دراسات الموصل ـ 2012
24 ـ قصتنا صارت مثل ـ 6 أجزاءـ دار البراق عام 2013
25 ـ أحلى حكايات الغابة ـ دار فنون ـ السعودية ـ 2016
26 ـ النملة الصغيرة والصرصار ـ دار ثقافة الأطفال ـ 2016
27 ـ حجر عثرة ـ دار البراق ـ 2016
28 ـ خمس روايات للفتيان ـ منظمة عمارة وفنون ـ 2018
29 ـ جحدر والأسد ـ دار البراق ـ 2020
30 ـ خمس مسرحيات للفتيان ـ الاتحاد العام للأدباء والكتاب ـ العراق ـ عم 2020






3 أسئلة يجيب عليها الكاتب المسرحي طلال حسن

أجرى اللقاء : حسب الله يحيى

طلال حسن .. من الكتاب المسرحيين
الشباب ، يتابع الحركة المسرحية بانتظام
، وله آراؤه الخاصة فيها ، وفي لقاء ل
ـ الفن ـ معه ، كان هذا الحديث القصير .
* ـ ما هي أسباب التخلف المسرحي في العراق ؟
ـ هناك عوامل عديدة ، تقف وراء أزمة المسرح العراقي ، وقد تناول كتابنا هذه الأزمة في السنوات الأخيرة ، وعالجوا شتى بواعثها في الصحف والمجلات المحلية ، بيد أن معظمهم وقف في تناوله للأزمة عند حدودها الفنية ، وأغفلوا عقبة ـ مزمنة ـ كانت تشكل عاملاً أساسياً في تعثر النشاط الفني والأدبي ، وخاصة في مجال المسرح ، هذه العقبة هي ـ غياب الحرية ـ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من وصاية على الفكر ، أو مصادرة لحق الآخرين في التعبير عن ذواتهم ومبادئهم .
• ـ وما هي في رأيك مميزات المسرحية الجيدة ؟
ـ لا توجد في الحقيقة معايير ثابتة لتقييم العمل المسرحي ، فالمعايير الفنية تتغير باستمرار مع تغير المجتمع وتغير قيمه المادية والروحية ، ولعل المعيارين الوحيدين اللذين يصح ـ في رأيي ـ التعويل عليهما في تقييم العمل المسرحي ، أو أي عمل فني آخر ، هما الصدق والأصالة في ابتكار وإرساء قيم جمالية ، تمثل في الأساس روح العصر وقيمه التقدمية .

• ـ النهوض بالمسرح العراقي .. كيف يتم ؟
ـ لعل أهم عامل يمكن التعويل عليه في مجتمع كمجتمعنا للنهوض بكافة الأشكال الفنية ، وبخاصة المسرح ، هو أن تنهض الدولة بكافة التزاماتها تجاه الفكر التقدمي والحركات الفنية المختلفة ، إن تجارب الدول الاشتراكية ، وحتى بعض الدول العربية التقدمية في هذا الميدان قد دللت بشكل واضح على عظمة الدور الذي تستطيع الدولة أن تلعبه في خلق حركة فكرية وفنية شاملة وأصيلة في قيمها الجمالية والاجتماعية والإنسانية .

جريدة " النور " بغداد
عام " 1969 "




دقيقة رجاء مع : طلال حسن


• ـ بدأت تكتب قصصاً ناجحة للأطفال ..هل أنت ماض في هذه الطريق ؟
ـ نعم ، وكتبت مؤخراً عن الجريمة البشعة التي ارتكبها الصهاينة في " دير ياسين " ، وأرسلتها للنشر في " مجلتي " ، وأكتب الآن قصة أخرى .

• ـ طيب .. وماذا عن قراءاتك ؟
ـ أتممت قراءة ثلاثية الكاتب الجزائري محمد ديب " الدار الكبيرة ، الحرق ، النول " ، وأقرأ الآن لزميله الطاهر وطار رواية " الزلزال " .

• ـ وماذا في الروايتين عن الجزائر ؟
ـ في الثلاثية تأكيد على معاناة الشعب تحت وطأة الاحتلال الفرنسي ، ونضاله البطولي من أجل التحرر والتقدم الاجتماعي . أما " الزلزال " فتتحدث عن التغيرات الجذرية التي تجري الآن في الجزائر ، وعن دور الطبقات الخائنة التي تعاونت مع المستعمر خلال فترة الاحتلال ، في التآمر على الجزائر لإيقاف عجلة الثورة في المضي قدماً على طريق الاشتراكية .

• ـ وممَ تتألم ؟
ـ يؤلمني أن تبقى السكين الامبريالية ـ الصهيونية ـ الرجعية فوق عنق الشعب الفلسطيني والذين يؤازرون نضاله العادل ، ومنهم الحركة الوطنية اللبنانية .

• ـ وأمنيتك ؟
ـ أن تتوحد القوى الوطنية والقومية التقدمية في جميع الأقطار العربية صفوفها ، لصد الهجمة الامبريالية ـ الصهيونية ـ الرجعية على حركة التحرر الوطني العربية ، وأن تتوطد مكانة جبهتها الوطنية ، ويتعزز دورها في النضال والبناء لتكون بحق مثالاَ لكل فصائل الحركة الوطنية في الأقطار العربية .

• ـ شكراً .

جريدة " طريق الشعب "
بغداد في 24 / 8 / 1976



بسرعة مع القاص طلال حسن

• ـ أجمل ما قرأت ؟
ـ ملحمة كلكامش .
* ـ أجمل ما سمعت ؟
ـ نشر مسرحيتي " عذراء اريدو " في مجلة " الحياة المسرحية " السورية ، التي سبقت أن نشرت مسرحيتي " اورنينا " في العام الماضي .
* ـ يوم حلو .
ـ فوزي بجائزة مسرح الطفل العربي في أبو ظبي عام " 2000 " .
* يوم مر .
ـ ما أكثر الأيام المرة ، التي آمل أن تواريها حلاوة الأيام الآتية .







واجهات
ـــــــــــــــــــــــــــــ

القاص طلال حسن


رأيي له هويته الخاصة

الرأي طريقة في التفكير ، ويحصل إذا ارتبط الفعل بالتغيير ، والتغيير بدوره يبتدع طريق جديدة في فكر المستقبل ، وابتدأ الحوار مع القاص طلال حسن على أن الرأي لابد أن يتطور في الخلاف .

* متى يصبح للإنسان رأي ؟
ـ ليس ثمة إنسان ، في رأيي ، لا رأي له ، فالإنسان كما هو موقف ، فإنه قبل ذلك رأي .

* ـ هل لرأيك هوية خاصة ؟
ـ طالما أن لكل إنسان رأي ، فمن الطبيعي أن تكون لرأيه هوية خاصة ، وعليه فإن لرأيي هويته الخاصة .

• ـ صاحب الرأي بماذا يتميز ؟
ـ يتميز صاحب الرأي ، في رأيي ، باحترامه للرأي الآخر ، بقدر احترامه لرأيه .

* ـ ما المقصود بحرية الرأي ؟
ـحرية الرأي لا تعني فقط حقي في إبداء رأيي ، وإنما حق الآخرين في إبداء آرائهم .

• ـ متى بدأ الصراع ينتج أفكاراً ؟
ـ الصراع ينتج أفكاراً وليس العكس .

* ـ من ينبغي أن يمتلك قوة الرأي ؟
ـ الإنسان الذي يتطلع إلى المتقبل انطلاقاً من الماضي والحاضر .

* ـ ومن يمتلك قوة الرأي ؟
ـ المؤمن برأيه ، المتفاعل مع آراء الآخرين .

* ـ ما أمراض التاريخ ؟
ـ الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة ، وفرض هذا الادعاء على الآخرين بحد السيف .

• ـ أي يسبق الآخر الشجاعة أم الرأي ؟
ـ الشجاعة بدون رأي قوة حيوانية هوجاء .


















مرافىء المبدعين
طلال حسن

متألم لمجافاة النقاد أدب الأطفال
أجرى اللقاء : نوفل الراوي

لا أعرف أديباً وهب النشىء الجديد من ثمرة إبداعه ومازال يفعل ذلك بسخاء بقدر ما أعطاه الأستاذ ـ طلال حسن ـ فلقد صدرت له لحد الآن إحدى عشرة مجموعة قصصية كانت لدار ثقافة الأطفال سبعاً منها ـ والبقية صدرت عن اتحد الكتاب العرب في دمشق ، وأخرى صدرت بتعضيد من نقابة المعلمين وخلال أعوام متفاوتة ، كما تضم خزانته خمسً وثلاثين مسرحية للأطفال قد قام بنشرها في مختلف الصحف والمجلات العراقية والعربية ، أذكر منها "" الأقلام ، الطليعة ، الأديب المعاصر ، أفكار الأردنية ، البيان الكويتية وغبرها " .

* ـ قلتُ له : جهودك مكرسة لأدب الأطفال .. لماذا ؟
ـ قدمتُ القصة القصيرة والمسرحية والكتابة النقدية ضمن الإطار العام للأدب ، كما أنني اشتغلتُ في الصحافة لمدة تزيد عن الأربع سنوات ، لكني فضلت الكتابة للأطفال ، فعال الطفولة يشدني لسحره وبراءته ونقاوته وسعة آفاقه .

• ـ كيف تنظر إلى أدب الأطفال في العراق ؟
إن أدب الأطفال في العراق انطلق قبل غيره من البلدان العربية ، لكن الثابت إن هذا الأدب قد اكتسب ولادته الحقيقية بعد ثورة تموز ، حين ظهرت " مجلتي والمزمار " كمجلتين خاصتين بالأطفال ، وقد استطاعت هاتان المجلتان تقديم نماذج متقدمة من أدب الأطفال ، وشاركتهما هذه النجاحات مجلة " المسيرة " التي صدرت في فترة متأخرة قياساً بالمجلتين السابقتين ، ولعل الدارس يوافقني الرأي إذا ما قلت ، إن هذا الأدب يعد في طليعة ما قدمه الأدباء العرب في هذا المجال .

• ـ لماذا غياب الناقد العراقي عن هذا الأدب ؟
من المؤسف أن أدب الأطفال في العراق لم يحظ َ باهتمام الناقد والباحث ، ولعل السبب في ذلك يعود إلى حدة هذا الموضوع وجديته وقلة المصادر النقدية التي توصل إليه ، فضلاً عن انشغال " الكبار " بأدب الكبار .

• ـ أين أنت في هذا النقد ؟
ـ أحمد الله أن كتاباتي استأثرت باهتمام النقاد ، فمن بين الذين كتبوا عني أذكر : د ـ عمر الطالب ، و د ـ ادهام محمد حنش ، و د ـ شجاع العاني ، وباسم عبد الحميد حمودي ، وشفيق مهدي ، وياسين النصير ، وغيرهم . وبالرغم من تحفظاتي عن بعض الآراء التي أسديت ـ لكني أقول لقد أخذت بالشيء الذي قدرت أنه صائب .

• ـ قبل أن نودعك .. هلا أطلعتنا على جديدك .
ـ جديدي ليس قليلاً .. فعن دار ثقافة الأطفال سيصدر لي كتاب بعنوان " وردة من بلاط الشهداء " ، وعن اتحاد الكتاب العرب سيصدر لي كتاب " طائر الثلج " ، وهي مجموعة قصصية تحتوي على خمس وعشرين قصة ، وهناك ستصدر في الأردن مجموعة أخرى يجري طبعها الآن ، وقصص أخرى أحرص على نشرها في جريدة " الحدباء " العزيزة .

جريدة " الحدباء " الموصل
عام " 1998



حديث الكتب والكتاب
القاص طلال حسن


أجرى اللقاء : فارس أحمد

كاتب أطفال ، نشرت له أكثر من ى" 590 "
قصة وسيناريو ومسرحية ، من ضمنها " 14 "
كتاباً صدرت في بغداد دمشق وعمان ، وحوالي
" 60 " مسرحية .

• ـ أول كتاب قرأته .
ـ أول كتاب قرأته كان قصة " الحمال والسبع بنات " ، وهو قصة مستلة من قصص ألف ليلة وليلة .

• ـ أول كتاب نشرته ؟
ـ أول كتاب نشرته كان كتاب " الحمامة " ، وقد صدر عام " 1976 " عن دار ثقافة الأطفال في بغداد .

• ـ آخر كتاب قرأته ؟
ـ إن آخر كتاب قرأته كان مسرحية " كارت بلانش " للكاتب اللبناني عصام محفوظ .
* ـ آخر كتاب نشرته ؟
ـ آخر كتاب نشرته كان مسرحية " انكيدو " ، وقد صدر عام " 1999 " عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق .

• ـ أحب كتاب قرأته ؟
ـ إن " ملحمة جلجامش " هي أحب كتاب قرأته ، ولشدة حبي لهذه الملحمة الخالدة حولتها إلى مسرحية من ثلاثة أجزاء للفتيان ، نشر الجزء الأول منها في دمشق عام " 19999" .

• ـ كتاب ندمت على قراءته ؟
ـ لم أندم على كتاب قرأته ، فحتى الكتب التي قد أختلف معها في الرأي لا تخلو من فائدة .

• ـ أتمنى قراءة رواية " طبل من صفيح " للكاتب الألماني غونتر غراس .

* ـ كتاب تتمنى أن يقرأه الآخرون .
ـ من أولى المسرحيات التي شدتني إلى المسرح ، كانت مسرحية " الذباب " للكاتب الفرنسي جان بول سارتر ، فأتمنى أن يقرأ الآخرون هذه المسرحية الرائعة .

جريدة " الحدباء " الموصل
في عام " 19999 "















القاص طلال حسن

عبد الناصر العبيدي

أدب الأطفال هو النافذة
الأولى للطفل على العالم

الحوار مع القاص الخلوق الأنيق طلال حسن ممتع وجميل ، ويأخذك بسحره إلى عالم حالم بالحب والسكينة والهدوء والأمل الكبير ، فهذا الرجل عاشق للطفل ولعالمه الخاص ، فهو يتمنى أن يعيش معه نجاحات دائمة فالنجاح بالنسبة له هو الأوكسجين الذي يعطيه الحياة ليستمر مع هذا العالم البريء .. إلتقيناه لنحاوره فبدأنا بالسؤال .

س : ماذا تعني لك الطفولة ؟
ـ للطفولة عندي معان كثيرة ، من بينها البراءة والنقاء والتفتح على الحياة ، والأهم أنها صفحة بيضاء علينا أن لا نكتب فيها سوى الحب والتسامح والشعور بأننا جزء من كل هو الإنسان في كل زمان ومكان .

س " هل ثمة خطوات يمكن إتباعها لإعادة الطفولة إلى مكانها الصحيح ؟
ـ الطفولة جزء لا يتجزأ من النظام السياسي ـ الاجتماعي ، فإذا استطعنا تبني نظاماً متوازناً ، فيه من الطمأنينة والسلام بقدر ما فيه من العدالة ، فإننا نضع أولى خطواتنا ليس فقط على طريق " إعادة الطفولة إلى مكانها الصحيح " وإنما أيضاً على طريق بناء عالم سعيد جديد بأطفال العراق .

س : كيف تنظر إلى واقع أدب الأطفال في العراق ؟
ـ في السبعينيات من القرن الماضي ، كان أدب الأطفال في العراق ، يُقيّم على أنه في طليعة أدب الأطفال في العالم العربي ، وقد تراجع في الثمانينيات ، وكاد ينطفىء في التسعينيات ، لكن جذوة هذا الأدب مازالت حية ، وستشع بالتأكيد ، إذا حظيت بالاهتمام والرعاية الضرورية ، وستكون لها مكانتها في العالم العربي والعالم أجمع .
س ـ كيف يمكننا التعامل مع طفولة غارقة في الخراب ؟
ـ الطفولة كانت ومازالت غارقة في الخراب ، لكن الآمال التي كانت معدومة في الماضي ، بدأت تستعيد بعض عافيتها ، وعلينا من خلال كتاباتنا للأطفال ، أن نبعث التفاؤل والإيمان بمستقبل أفضل ، في نفوس أطفالنا ، فعراق الخير والمحبة مازال يستطيع النهوض كالعنقاء ، من رماد خرابه .


جريدة الحدباء
عام 2000















طلال حسن ..
كاتب قصص ومسرحيات الأطفال

الحدباء .. بيتي الصغير الدافىء الذي آوي إليه

أجرى اللقاء : طلال العامري


حملت لنا الأخبار أخباراً عن صدور
ثلاثة كتب في ثلاث عواصم عربية هي
بغداد ودمشق وعمان ، وكاتب الأطفال
طلال حسن ، وبهذه المناسبة ، إلتقته...
الحدباء ، وكانت هذه السطور .

• ـ متى بدأت الكتابة للأطفال ؟
ـ في بداية السبعينات ، بالرغم من إني عرفت ككاتب قصة قصيرة ـ، ولدي الآن أكثر من " 13 " كتاباً للأطفال ، هي في معظمها مجاميع قصصية ، وكانت أولى كتاباتي مسرحية ، وقد نشرت حتى الآن " 50 " مسرحية للأطفال ، وفي مجال القصة ، كانت باكورة أعمالي عام " 1975 " ، وحملت عنوان " العكاز " ، ليأتي العام " 1976 " لإصدار أول كتاب بعنوان " الحمامة " ، حيث قام بتهيئة رسومه الرسام المبدع صلاح جياد .
* ـ لماذا الطفل تحديداً ؟
ـ الطفل هو البداية ، بداية إنسان ، بداية شعب ، بداية أمة ، أمة تسعى أن تأخذ مكانها ، قوية ، فعالة ، موحدة ، تحت شمس هذا العالم ، وأنا أريد أن أغرس في هذه " البداية " ما أراه جديراً بالإنسان وبالعصر الذي أنتمي إليه .

• ـ علمنا بأن إحدى دور النشر الأردنية قد طبعت وأصدرت لك كتاباً جديداً ، فماذا عنه ؟
ـ أجل ، لقد أصدرت لي " دار كنده " للنشر والتوزيع ، والتي تملكها وتديرها كاتبة الأطفال الفلسطينية ـ الأردنية روضة الهدهد كتاباً جديداً يضم أكثر من ثلاثين قصة ، حول ثورة الحجارة بمناسبة مرور " 50 " عاماً على اغتصاب فلسطين ، وقد جاء صدور الكتاب في الأردن بهذا الوقت بالذات ، وكأنه احتجاج على التطبيع مع العدو الصهيوني في شتى المجالات .

* ـ متى بدأت مع الحدباء ، وماذا تمثل لك الآن ، وفي المستقبل ؟
ـ بدأت أولى " شتلاتي " مع الحدباء بقصة " شتلة الزيتون في " 23 / 5 / 1989 " ، ولعل الفضل الأول في بدايتي هذه يعود إلى صديقي الشاعر حيدر محمود ، فقد تبنى نشر قصصي في الصفحة التي كان يشرف عليها في الحدباء ، والآن وبحماس آمل أن أستحقه ، يتبنى قصصي الأخ العزيز الشاعر عبد الوهاب إسماعيل ، والحدباء الآن وفي المستقبل ، بيتي الصغير ، الذي آوي إليه ، في السراء والضراء ، لقد نشرت ومازلت أنشر في العديد من المجلات العراقية والعربية المتخصصة بأدب الأطفال ، لكن قصصي لم تغب يوماً عن الحدباء ، ويكفي أني وخلال هذه المدة نشرتُ أكثر من " 130 " قصة ومسرحية على صفحاتها المحبة .

• ـ من هم برأيك أبرز كتاب أدب الأطفال في العراق ؟
ـ بدأت الكتابة الجدية والمتطورة للأطفال في العراق مع تأسيس " مجلتي " عام " 1969 " و " المزمار " عام " 1970 " ، وقد ظهر على صفحات هاتين المجلتين كتاب مقتدرون ، أكدوا أهميتهم على الصعيدين العراقي والعربي يأتي في مقدمتهم : فاروق يوسف وفاروق سلوم ومحمد شمسي وجعفر صادق محمد وشفيق مهدي وصلاح محمد علي ورياض السالم وزهير رسام وحسن موسى وعبد الإله رؤوف وندوة حسن ، ومن الجيل الجديد الشاعر المبدع جليل خزعل وعبد الرزاق الربيعي وفاضل عباس الكعبي ، ومن المؤسف أن بعض هذه الأسماء ، وأسماء أخرى لا تقل أهمية عنها ، قد غيبها الحصار الظالم على قطرنا العزيز ، ولم تظهر بعدها أسماء يعتد بها .

• ـ الأسلوب الذي تتبعه في كتابة القصة أصبح مميزاً ، هل قلدت أحداً ؟
ـ أتمنى أن يكون أسلوبي كما وصفته ، في سؤالك ، فالكاتب يسعى دوماً لأن يكون له أسلوبه المميز ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإني لم أحاول أن أقلد أحداً ، صحيح إنني معجب ببعض الكتاب العراقيين والعرب إلا أني لم أحاول مطلقاً أن أتبع خطى أحد منهم .

• ـ أي إضافات أخرى .
ـ للكثير من الكتاب ، ولي بالذات ، كتب شهيدة ، أو مفقودة ، أو أسيرة ، ولن أتحدث هنا إلا عن كتابي الأخير " زهرة من بلاط الشهداء " والذي يتناول وبالصدفة موضوع الأسير ، وقد طبع هذا الكتاب و " أسر " في دار ثقافة الأطفال ، فما يطلقه من الأسر .. الشاعر رعد بندر ؟

وفي الختام ، ودعنا القاص الأديب المتخصص بأدب الأطفال طلال حسن على أمل أن نرى أسيره وقد عاد إليه بعد طول غياب .



جريدة " الحدباء " الموصل
أواخر التسعينيات










أدباء الأطفال في العراق ، يقفون
في طليعة الكتاب العرب

أجرى اللقاء : هشام عبد الكريم

طلال حسن ، أديب أطفال ، كاتب القصة ، والسيناريو ، والمسرحية ، صدر له " 8 " كتب ، خمسة منها عن دار ثقافة الأطفال في العراق ، تصدر له قريباً مجموعة قصصية تضم " 25 " قصة عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ، نشر " 12 " مسرحية للأطفال ، في الطليعة الأدبية والأقلام والأديب المعاصر وأفكار الأردنية ، مثلت العديد من مسرحياته ، وترجم بعضها إلى اللغة الكردية ، قدمت مسرحيته " غابة اليوتوبيا " في مختلف محافظات القطر ، كما قدمت في الأردن ، وقامت فرقة " النجاح " في بغداد ، بالتعاون مع الاتحاد العام لشباب العراق ووزارة التربية بتقديم مسرحيته " ريم والأمير الصغير " .

بمناسبة الإعلان عن تشكيل رابطة
أدب الأطفال في نينوى ، التقته
الصفحة الأخيرة ، وحاورته حول
بعض قضايا أدب الأطفال وهمومه .
وحول الرابطة ودورها ، قال طلال حسن : لرابطة أدب الأطفال ، التي تشكلت هذه المرة بمبادرة من الاتحاد العام لشباب العراق ، دور مهم في جمع العاملين في مجال ثقافة الأطفال ، من شعراء وقصاصين ومسرحيين وفنانين ، وتنظيم فعالياتهم ، وبرمجتها ، بما يخدم هذا الأدب ويمكنه من أداء رسالته النبيلة ، وللرابطة في كل محافظة برامجها وفعالياتها من دورات ، ونشاطات ومهرجانات ، ومن المؤمل أن يكون حظ هذه الرابطة أفضل من حظ سابقتها ، التي تأسست عام " 1984 " .

وعن مكانة كتاب أدب الأطفال في
العراق إزاء الأدباء العرب ، يقول
طلال حسن : بدون مبالغة ، يمكنني أن أقول ، إن أدباء الأطفال في العراق ، يقفون في طليعة كتاب الأطفال العرب ، ولعل أبرز ما يميز كاتب الأطفال في العراق عن زميله الكاتب العربي ، حتى في أكثر الدول العربية تقدماً في مجال أدب الأطفال ، إنه كاتب مبدع ، غزير الإنتاج ، وغالباً ما يعكس في أدبه المتقدم فنياً ، أسمى المبادىء والقيم ، وتأكيداً لما قلته فلنقرأ بتمعن قصص كتاب مثل جعفر صادق محمد وفاروق يوسف وشفيق مهدي وفاروق سلوم وصلاح محمد علي وميسلون هادي وعبد الرزاق المطلبي وزهير رسام ورياض سالم والراحل عزي الوهاب .

هناك من يستسهل الكتابة للأطفال ،
وهناك من يقول إنها عملية صعبة ،
فماذا ترى أنت ؟
ـ إن أدب الأطفال ، بنماذجه المبدعة ، المتقدمة ، لا يقل صعوبة عن أدب الكبار ، إن لم يفقه صعوبة ، وكما أن أدباء الكبار ، في العراق وخارجه ، الكثير من الزبد ، فإن لأدب الأطفال عندنا زبده أيضاً ، ومهما كان الأمر ، فإن ما هو حيّ متجدد مبدع إنساني سيبقى ويتطور ، وكلي ثقة إن ما يمكن أن يقدمه كتاب الأطفال في العراق وما سيقدمونه ، سيشكل علامة مضيئة على طريق أدب الأطفال في العالم العربي .

وحول مسرح الأطفال وهمومه ،
يقول طلال حسن : لاشك أن مسرح الأطفال رافد مهم من روافد أدب الأطفال ، وسنخدع أنفسنا إذا قلنا ، إن مسرح أطفال عراقي بدون نص عراقي ، فمن يرعى المؤلف العراقي ؟ إن كتابة النص المسرحي للأطفال ليست بالعمل الهين ، وقلما يحظى هذا النص ، مهما كان جيداً بفرصة للنشر ، ولهذا فإنني شخصياً أهاجر ببعض نصوصي إلى بعض ما هو متاح من المتاهات العربية ، وغالباً ما تنقطع عني أخبارها ، وعلى سبيل المثال عرفت عام " 1983 " أن مجلة أفكار الأردنية نشرت لي مسرحية بعنوان " الذئب " ، وقد حاولت جهدي أن أحصل على عدد من المجلة ، وبعد عشر سنوات " فقط " حصلت على نسخة مصورة من المسرحية ، فيا لصبر أيوب .



جريدة العراق ـ بغداد
1993









كاتب قصص الأطفال طلال حسن في حديث ل " السياسة " :

أنا لا أهدهد الطفل العربي بل أهزه ليعرف الحقائق مبكراً .

• ـ لا أعرف لماذا توجد حواجز كبيرة تمنع أدب الأطفال من الانتشار عربياً ؟

بغداد / مكتب " السياسة "
أجرى الحوار : فاتح عبد السلام


يعد طلال حسن ، الأديب العراقي أبرز كتاب قصة الطفل في العراق ، إذ يعرفه الأطفال أكثر من الأوساط الأدبية ، فهو دائب العطاء لهم يسعى إلى تقديم قصص أطفال تلائم وعي الإنسان العربي وترفع من إرادته في مواجهة تحديات الثقافات الأجنبية التي تلعب أحياناً دور الحرب النفسية غير المباشرة في التأثير على عقول الأطفال العرب .
والقاص طلال حسن أصدر سبعة كتب قصصية للأطفال في بغداد ودمشق ويزاول نشر القصصي والمسرحي في صحافة الأطفال بالعراق وهو عضو في مجلس رابطة ثقافة الأطفال العراقية . وفي حوار " السياسة " معه كشف لعوالم أدب الأطفال في العراق والوطن العربي وأسئلة وإجابات .

• ـ كيف كانت بدايات أدب الأطفال في العراق ، وأين تضع مساهماتك في مسار هذا الأدب وقصة الطفل خاصة ؟
ـ من المعروف ، إن المحاولات الأولى ، في مجال أدب الأطفال في العراق ، وخاصة القصة والشعر ، بدأت في وقت مبكر ، إلا أن البداية الحقيقية انطلقت مع ثورة 17 ـ 30 تموز عام " 1968 " ، ففي نهاية عام " 1969 " صدرت مجلة " مجلتي " عن وزارة الثقافة والإعلام ، وبعد عام واحد تقريباً صدرت مجلة " المزمار " ، كما صدرت عن الاتحاد العام لشباب العراق مجلة أخرى باسم " المسيرة " عام " 1975 " ، وقد أولت هذه المجلات الثلاث ، منذ البداية ، اهتماماً خاصاً بقصة الأطفال ، ومما له دلالة ، إن نسبة الأطفال الذين يفضلون القصة بلغت 8 , 64 / وذلك في استفتاء واسع أجرته مجلة المزمار عام " 1973 " لقرائها من مختلف محافظات القطر .
وقد اهتمت الصحافة الوطنية ، منذ أواسط السبعينات ، بأدب الأطفال ، ففي عام " 1977 " أصدرت جريدة الثورة صفحة " النشىء الجديد " وأصدرت جريدة " العراق " صفحة خاصة للأطفال ، أما جريدة " الجمهورية " فقد أصدرت ملحقاً أسبوعياً يضم " 16 " صفحة بعنوان " تموز " ، ومن المؤسف أن الحرب العدوانية على قطرنا ، وما تبعها من مصاعب معروفة ، أتت على الصفحات ، بل إن نيرانها الغادرة ، أكلت مجلتين مهمتين هما " المزمار " و " المسيرة " ، ورغم كل شيء فإن دار ثقافة الأطفال في بغداد ، مازالت وستبقى ترفد الأطفال في العراق والوطن العربي ، بإصدارات مهمة ، رائدة ، في شتى المجالات ، وفي مقدمتها القصة ، ولعل امتيازها لا يكمن فقط في مستوى ما تقدمه مادة ، وطباعة ، وإخراجاً ، بل في أنها دار ثقافة لقطاع واسع من الأدباء والفنانين العرب ، يصلون عن طريقها إلى الأطفال العرب ، على امتداد الوطن العربي . ولعل ما يمكن أن نأخذه على دار ثقافة الأطفال ، في الوقت الراهن ، هو تأكيدها المبالغ فيه على ترجمة ما تسميه .. روايات عالمية للفتيان ، وإهمالها للكتاب العراقيين ، الذين واكبوا مسيرة أدب الأطفال في العراق ، واغتنوا بانجازات الدار ، وأغنوها بانجازاتهم ، ومما يؤسف له أن أسماء عديدة ، ممن قدموا الكثير لقصة وثقافة الأطفال ، انتهوا بفعل هذه الظروف إلى الصمت .
أما بداياتي ، فقد كانت في أوائل عام " 1975 " ، حين نشرت أولى قصصي حول القضية الفلسطينية ، في مجلة " المزمار " ، وهي قصة " العكاز " ، وسرعان ما أعقبتها بقصة ثانية ، حول الحرب العادلة ضد الصهيونية ، وقد نشرتها في مجلة " المزمار " أيضاً ، وعنوانها " البطة الصغيرة " ، وفي أواسط العام التالي ، نشر لي أول كتاب في سلسلة " مكتبة الطفل " وهي بعنوان " الحمامة " ، وقد وضع رسومها الفنان العراقي المبدع صلاح جياد ، ومنذ ذلك الوقت توالت قصصي ومسرحياتي وسيناريوهاتي ، حتى زادت عن " 150 " عملاً ، من ضمنها " 7 " كتب مطبوعة ، وكتابين تحت الطبع .

• ـ إلى أية عوالم تسعى لأن تأخذ
الطفل العربي إليها .. وأنت تكتب
قصص الأطفال ؟
ـ إنني أسعى .. من خلال ما أكتبه للأطفال ، أن أضع الطفل ضمن عوالم الحقيقة ، ولعل هذه الحقيقة ، تتأتى من صدق ما أحاول أن أطرحه في مجمل كتاباتي ، العالم جميل ، ورائع ، لكنه لا يخلو من قبح وشرور ، هناك التضامن والمحبة والسلام ، لكن هناك أيضاً العدوان والحقد والتمييز والحروب العدوانية ، ولكي ننتصر للجمال ، ولعام يسوده العدل والتقدم والسلام ، لابد من محاربة القبح ، والنضال ضده ، إلى جانب جميع القوى الخيرة في العالم .
إن الطفل العربي يعيش في عالم ممزق ، مستلب مقموع ، ولكي أكون صادقاً ، فإنني لا أهدهد الطفل ، ولا أجعله يغمض عينيه على عالم وردي كاذب ، بل أهزه ، وأجعله يعرف حقيقة العالم ، وأدعوه إلى المشاركة في العمل والنضال والتضامن ، من أجل عالم أفضل . وعلى سبيل المثال ، أقول للطفل العربي ، من خلال كتاباتي عن القضية الفلسطينية ، إن قوى كبيرة ومؤثرة تدعم العدو الصهيوني وتساند عدوانيته ضد الأمة العربية وفي مقدمتها الامبريالية ، وإن أمتنا ممزقة متباعدة ، لكن شعبنا العربي ، وفصائله الطلائعية ، تنهض وتتقدم ، وشعبنا الفلسطيني ، رغم ظروفه الصعبة ، ينتفض ، ويناضل ، والنصر لن يكون إلا لأمتنا ، ولشعبنا الفلسطيني ، لأن قضيتنا عادلة ، ولأن نضالنا مشروع .
إن عوالم الأطفال غنية ، وقلما يوجد موضوع لا يمكن تقديمه للأطفال ، إنني أسعى دوماً ، أن أقدم في كتاباتي عوالم بسعة عوالم الأطفال ، إنه طموح ، ولعلي في بعض ما كتبته على الأقل قد اقتربت من ضفاف هذا الطموح .

• ـ ما هي تصوراتك عن أبرز انجازات
قصة الطفل في العراق خاصة ، والوطن
العربي عامة ؟
ـ إن قصة الأطفال في العراق والوطن العربي مازالت في رأيي في بداياتها ، وإذا كان قد أحرز بعض التقدم ، في هذا البلد العربي أو ذاك ، فإن المسيرة مازالت طويلة على طريق تأسيس تقاليد مميزة لقصة أطفال عربية ، ومن المؤكد ، أن الأوضاع العربية ، وغياب الحرية الكاملة التي أثرت سلباً على عموم الحركة الفكرية والأدبية ، قد تركت ظلها على أدب وقصة الأطفال في الوطن العربي . ورغم الظروف الصعبة ، المثبطة ، برزت في العديد من الأقطار العربية أسماء يمكن أن نشير باعتزاز إلى انجازاتها في مجال قصة الطفل . منهم جعفر صادق محمد وفاروق يوسف وعبد الرزاق المطلبي وحسن موسى من العراق ، وزكريا تامر ودلال حاتم وليلى صايا وعبد الله عبد من سوريا ، وعبد التواب يوسف وسمير عبد الباقي وصنع الله إبراهيم من مصر ، وأسماء أخرى متناثرة على امتداد الخارطة العربية ، ومما يدعو إلى التفاؤل أن هذه الرموز المتقدمة ، وما قدمته من انجازات هامة ، تعكس الوجه الوطني والقومي التقدمي والإنساني لأدب أطفال عربي ، تسعى القوى الخيرة إلى تقديمه للطفل العربي .

• ، كيف تنظر إلى الحملات الموجهة
التي تتعرض لها ثقافة الطفل العربي عبر
أساليب أجنبية مؤثرة ، وما هو دور الأديب
العربي في مواجهتها ؟
لا شك أن معظم كتاب الأطفال في العالم العربي ، يسكنهم الكثير من الطموح ، والأمل ، والإصرار على تقديم ثقافة عربية إنسانية متقدمة للأطفال ، ولعل ما تحقق في هذا المجال ، رغم كل شيء ، ليس قليلاً ، لكن أطفالنا ، على امتداد الوطن العربي ، معرضون إل ثقافات لا إنسانية ، مخربة ، حجمت وتحجم الأثر الايجابي لما يقدمه الكتاب العرب للأطفال . صحيح أن لدينا بعض المجلات الجيدة ، منها مجلتي وأسامة والعربي الصغير لكن بعضها قد لا تصل دوماً إلى الأطفال العرب ، وصحيح أيضاً أن لدينا أدباء مناضلين تقدميين ، لكن أدبهم ونضالهم قلما يجتاز " أسوار " أقطارهم ، أما ما يجتاز كل الأسوار ، ويصل إلى الطفل العربي في كل مكان ، وبدون حواجز ، وعبر شاشات التلفزيون ، والفيديو ، والصحف والمجلات ، فهي ثقافات العنف والتمييز ، وعلى هذا فإن أطفالنا يتأثرون بالرجل الخارق وكرندازر وساسوكي والرجل الحديدي ووو.. من إفرازات المجتمعات الرأسمالية أكثر مما يتأثرون بما يطرحه الكتاب العرب .
ومن المؤسف أن يخترق " الرجل الخارق " عندنا مثلاً ثقافة الأطفال ، ويترك ظلاله المخربة على مجلة رائدة ، ذات تاريخ عريق ، هي مجلة " مجلتي " .


تجدر الإشارة إلى أن القاص العراقي
طلال حسن قد أصدر الأعمال القصصية
التالية : " الحمامة " " البحر " و " الفراء
" و " نداء البراري " عن دار ثقافة
الأطفال ببغداد ، و " حكايات قيس وزينب
" عن منشورات مجلة أسامة ، و " عش
لاثنين " عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق
، وله تحت الطبع أعمال قصصية أخرى
ومسرحيات للطفل .




جريدة السياسة ـ الكويت















الفائز بجائزة ثمينة

مرحلة جديدة .. ومسؤولية جديدة
القاص طلال حسن : الجائزة تعني بداية
حاوره : عبد الناصر العبيدي

فاز كاتب قصة الأطفال طلال حسن ،
بالجائزة الثانية في مسابقة "
مسرح الطفل العربي " في أبو
ظبي في دولة الإمارات العربية
عام " 2000 " م ، وبمناسبة فوزه بهذه
الجائزة التي تعني الكثير لبلدنا العراق
العظيم المحاصر من قبل الصهيونية
والامبريالية الأمريكية التقيناه ودار هذا
الحوار ..

* ـ متى بدأت الكتابة ؟
ـ بدأت الكتابة في وقت مبكر ، وقد ترددت طويلاً قبل أن أنشر أول مقالة نقدية لي حول المسرح عام " 1964 " ، أما كتاباتي للأطفال فإن أول عمل كتبته كان في عام " 1971 " وهو مسرحية من مشهدين بعنوان " الأطفال يمثلون .. " ، وقد أخرجها في نفس العام الفنان علي إحسان الجراح ، ونشرت المسرحية في مجلة النبراس عام " 1976 " وترجمت إلى اللغة الكردية ، ونشرت عام " 1989 " في مجلة " كروان " التي كانت تصدر في محافظة اربيل ، وكانت أول قصة نشرتها للأطفال هي قصة " العكاز " وقد نشرت في مجلة " المزمار " عام " 1975 " .

• تنبؤاتك لمستقبل الطفل ؟
ـ يقال أن أول قصة عربية للأطفال ظهرت في العراق ، وليس في مصر ، ورغم ظهور عدد من مجلات الأطفال ، طوال النصف الأول من القرن الماضي ، فإن الولادة الحقيقية لأدب الأطفال في العراق كانت مع ظهور " مجلتي والمزمار " في أواخر الستينات بعد ثورة " 17 ـ 30 تموز عام " 1968 . وقد نشط أدب الأطفال عامة ، والقصة خاصة ، في السبعينات ، لكنها تراجعت بعض الشيء في الثمانينات ، أما في التسعينات فقد وجهت لأدب الأطفال خاصة ، وبسبب ظروف الحصار الظالم ومضاعفاته ، وجهت ضربة قاضية ، بعثرت وأسكتت معظم كتابه وفنانيه ، وإن واقع أدب الأطفال ، في الوقت الراهن ، واقع قاتم ، ومن الضروري ، في أقل تقدير ، أن تحذو الصحف والمجلات حذو جريدتنا الرائدة .. الحدباء ، فتفتح صفحاتها لأدب الأطفال ، وإلا .. فالمستقبل سيكون أكثر قتامة من الحاضر .

• ـ حين يداهمك الفرح إلى ماذا تنصت ؟
ـ من أين يداهمني الفرح ، والعراق في قبضة الأعداء ؟ والشعب العراقي ، بكل قومياته وألوانه المخنوقة ، تحت وطأة حصار الإخوة ..والأعداء ؟ من أين داهمني الفرح ككاتب ، وكتاباتنا على جمالها ونبلها ، تتسكع خجلة خارج الحدود ، وتوصد في وجهها الكثير من الأبواب داخل الحدود ؟ ولكن لو حدثت معجزة ، وداهمني الفرح ، فإنني سأنصت إلى نبض أجدر الأطفال بالفرح والحياة الكريمة ، أطفال فلسطين وأطفال العراق ، وكل الأطفال المحرومين في العالم ، وأصوغه لهم قصصاً ومسرحيات تفرحهم وتسعدهم وتضيء لهم بعض ما هم فيه من ظلام .

• ـ هل استفزك ناقد ما ؟
ـ النقد عامة دليل اهتمام ومحاولة للوصول إلى الأفضل ، ورغم قلة اهتمام النقاد بأدب الأطفال ، فإن عدداً من النقاد والمهتمين بأدب الأطفال قد تناولوا كتاباتي منهم باسم عبد الحميد حمودي وأنور عبد العزيز وادهام محمد حنش والدكتور عمر الطالب وشجاع العاني وياسين النصير وحسب الله يحيى وعبد المنان إسماعيل ووجيه الشاكر وروضة الهدهد والدكتور محمد صابر عبيد وآخرون ، ومع أن بعض الإخوة قد أشار إلى ما يظنه سلبياً في كتاباتي ، إلا أن هذا لم .. يستفزني .. ولن يستفزني ، إنني أعتقد أن العمل الأدبي يصبح ملكاً للآخرين ما أن ينتهي الكاتب من نشره ، ومن حقهم أن يعجبوا به أو يلقوه في سلة المهملات .

• ـ ماذا تعني لك جائزة ثمينة ؟
ـ الفوز بجائزة ثمينة ، في ظروفنا الراهنة ، قد تعني طوق نجاة ، ولو إلى حين ، من وضع اقتصادي صعب ، أو فرصة للنشر والانتشار ، وفي زمن شحت فيه مثل هذه الفرص ، أو تتويج لمرحلة من المثابرة والجهد المثمر ، وهي عندي بعض من كل هذا ، وهي قد تعني أيضاً بداية مرحلة جديدة ومسؤولية جديدة ، أرجو أن أوفق فيها في كتابة ما هو مفيد وممتع في مجال أدب الأطفال .
جريدة الحدباء ـ الموصل
عام " 2000 "




طلال حسن
عالم من الطفولة .. طفولته العالم


حوار : حسن رحيم


يقف طلال حسن ، قاصاً ومؤلفاً مسرحياً في طليعة المبدعين العراقيين الذين أوقفوا منجزهم الإبداعي لأدب الأطفال ، تأليفاً ونشراً ومطبوعات ، ولأن ثقافتنا مصرة
على إخراج طلال حسن من صمته العميق ،كان لها معه هذا الحوار ، الذي أجراه القاص حسين رحيم .

• ـ هل كانت البدايات مع عالم الطفولة
حصراً ؟ مسرح / قصة ، أم أن هناك تحولاً
ما نقل شغلك من عالم الكبار إلى عالم الطفولة ؟
ـ لم يخطر لي ، وأنا عند خط البداية ، في أوائل الستينيات ، أن أكون كاتب أطفال ، بل لا أذكر أنني قرأت عدداً من " مجلتي أو المزمار " قبل عام " 1974 " ، العام الذي كتبت فيه أول قصة لي بعنوان " العكاز " وكانت حول القضية الفلسطينية ، ونشرتها في " المزمار " لقد كان همي كله منصباً على عالم الكبار من خلال القصة القصيرة والمسرح والنقد ، ورغم اهتمامي الكبير بالعمل الإبداعي ، إلا أن أولى كتاباتي المنشورة كانت عن الأدب القصصي والشعر والمسرح ، وقد تابعت باهتمام ، ولفترة ليست قصيرة ، العروض المسرحية في الموصل ، وكتبت عنها ، ولعل أكثر كتاباتي في هذا المجال تناولت مسرحيات الفنان المبدع شفاء العمري ، أذكر منها القاعدة والاستثناء وفي انتظار اليسار ورأس المملوك جابر وبائع الدبس وغيرها كثير ، كما انشغلت بالعمل الصحفي وحرصت وقتها على أن أبرز الوجه الناصع والمشرق لمدينتي في ميدان الإبداع ، فأجريت عدداً كبيراً من اللقاءات مع محمود جنداري وبشرى البستاني وشفاء العمري ومثري العاني وعبد الوهاب إسماعيل ويوسف ذنون ومحمد النعمان وستار الشيخ وفوزي إسماعيل وراكان دبدوب والفنان الفوتغرافي المبدع مراد الداغستاني ، ومع ذلك فقد نشرت خلال تلك المدة أكثر من عشر قصص قصيرة للكبار، ثلاث منها في مجلة " الثقافة " التي كان رئيس تحريرها الدكتور صلاح خالص ، وهذه القصص هي " الخلاص ، وشتاء الأيام الآتية وأمطر الليل " كما نشرت خلال هذه المدة حوالي عشر مسرحيات للكبار منها " الثلوج " في مجلة النبراس ، و " السعفة " و " الصحراء " في مجلة الجامعة ، ومسرحية " الجدار " وهي مسرحية في ثلاثة فصول ، نشرت في العدد الخاص بالمسرح العربي في مجلة " الأقلام " عام " 1980 " ، إن كتاباتي للكبار ، بالقياس إلى ما كتبته ونشرته للصغار قليلة ، قليلة جداً ، ولعل ذلك يعود إلى بعض ما ذكرته في سؤالك ، فلذت بعال الأطفال بأجوائه الرحبة وأدواته المبدعة ، وعوالمه الغنية ، وما يتيحه من حرية تكاد تكون بلا حدود ، فأوليت ظهري لعالم الكبار ، منصرفاً إلى عالم الصغار ، مع ذلك يراودني بين فترة وأخرى فأنجر لكتابة قصة قصيرة مرة ومسرحية قصيرة أو ذات فصول عديدة مرة أخرى ، بل إنني أعمل الآن على رواية قصيرة آمل أن أحولها إلى فيلم تلفزيوني .

• ـ يمتاز أسلوبك القصصي والمسرحي
بالابتسار والإيحاء الذي يعتمد على ومضة
الفكرة وقوتها في التعبير والمعنى ، وخصوصاً
في نصوصك التي نشرتها في جريدة الحدباء .
ـ إن ما قلته عن قصصي المنشورة في جريدة الحدباء ، تقييم ايجابي أعتز به ، لكني لا أستطيع ، ولا أحب ، أن أتهم أحداً بأنه يقلدني ، وإذا كان أسلوبي " يغري الآخرين بالتقليد " فإنني أتمنى للآخرين ، الذين أحبوا أسلوبي أو تأثروا به ، أن يضيفوا إلى ما كتبته ، ويتجاوزوا ما أنجته ، وما أنجزه بعض الكتاب المبدعين من جيلي في مجال أدب الأطفال ، ومنهم شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وعبد الرزاق المطلبي وحسن موسى وزهير رسام ورياض السالم وندوة حسن ورمزية محمد علي وعبد الإله رؤوف وصلاح محمد علي وغيرهم ، إن الإضافة والتجاوز وليس التقليد ومحاكاة الآخرين سِنة الحياة ، سِنة التقدم والتطور والخلق المبدع ، وأرجو ألا يفشل أي كاتب موهوب ، دؤوب في تمثل وتجاوز الآخرين وتخطيهم .

• ـ هناك مقولة لكاتب روسي تقول : إن
سجايا الكاتب الشخصية وخواصه تهيمن
أو تنعكس على عوالم مؤلفاته وشخصياته
أين طلال حسن في مؤلفاته ؟
ـ إنني مع الناقد الروسي ، ومع مقولته الرائعة ، والكاتب ـ في رأيي ـ هو نتاجه ، والنتاج هو الكاتب ، وإلا فإن الكاتب ونتاجه ، مهما كان مبدعاً كذبة فجة ، ومن جهتي ، فإن كل كلمة كتبتها نابعة فعلاً من شخصيتي وطبيعتي وإيماني ، وإذا كانت بعض قصصي تأخذ طابعاً حزيناً كما ذكرت في سؤالك السابق ، فإن معظم ما كتبته من قصص ومسرحيات وسيناريوهات يفيض بالبهجة والمرح وحب الحياة والثقة الكبيرة بالمستقبل .

• ـ آخر ما أنجزته .
ـ خلال أكثر من ربع قرن من كتاباتي المستمرة في مجال أدب الأطفال ، نشرت أكثر من " 550 " قصة وسيناريو ومسرحية في العراق ولبنان وسوريا والأردن من ضمنها " 14 " كتاباً صدر واحد منها في الأردن ، وثلاثة في دمشق ، والباقي في العراق ، كما نشرت أكثر من " 55 " مسرحية للأطفال منها " ريم " في مجلة الأقلام ، و " غابة اليوتوبيا " في مجلة الطليعة ، و" الذئب " في مجلة " أفكار " و " اشتار " في مجلة " الأديب المعاصر " وأخر مسرحية نشرت لي هي مسرحية " اكيدو " وقد صدرت في أواخر العام الماضي عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ، وهذه المسرحية هي الجزء الأول من ثلاثيو مستوحاة من ملحمة " جلجامش " بعنوان " هو الذي رأى " وقد أبلغتني مجلة " الرافد " بموافقتها على نشر الجزء الثالث من هذه المسرحية ، وهو بعنوان " اوتو نبشتم " ، هذا وقد صدر لي قبل " انكيدو " مجموعة قصصية عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان " من يوقظ الشمس ؟ " ومجموعة قصصية عن دار " كندة " في عمان عن أطفال الحجارة بعنوان " حكايات ليث " ومجموعة قصصية علمية عن دار ثقافة الأطفال في بغداد بعنوان " دروس العمة دبة " أنجزت كتاباً عن ما يتركه غياب الأسير على طفلته وزوجته ، لكن هذا الكتاب " أسر " لسبب لا أدريه في دار ثقافة الأطفال ، ومازال ينتظر الفرج !


جريدة نينوى ـ الموصل
عام " 2000 "













كتاب " الحمامة " هو الأول
مهما كتبت وأنجبت

الكتابة للأطفال تمنحني عالماً بسعة الحلم

طلال حسن .. الطفل يسكن
في قلبي .. قبل وبعد الحصار

حاوره : ناظم علاوي

طلال حسن قاص تحمل ملامح وجهه البريئة آلام طفولته .. لتنزف روحه سلاماً ومحبة نشرها واقتطعها من ساعاته وأيامه .. يعتصره ذلك الحب المبهر إلى أدب الأطفال .. يغوص في كلماته العذبة السلسة البسيطة عميقاً في أسرار طفولة هذا العالم .. هكذا كان لقاء معه بعد حصوله على جائزة زايد بن هزاع آل نهيان لمسرح الطفل العربي عام " 2000 " .

• لماذا الكتابة للأطفال ؟
ـ لن أقول ما قاله شاعر الأطفال الكبير سليمان العيسى " إنني أكتب للصغار يئست من الكبار " بل سأقول الحديث الشريف " خذوهم صغاراً " حيث أنني مربي ، عملت في التعليم أكثر من " 27 " سنة ، ولهذا أود أن آخذ رجل المستقبل " الطفل " وأقدم له أدباً يعبر عن أحاسيسه وطموحاته وتطلعه المشروع إلى حياة هانئة مطمئنة سعيدة ، أدباً يعلمه ويربيه ويمتعه ويدخل البهجة في نفسه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن الكتابة للأطفال تمنحني عالماً بسعة الحلم مفعماً بالصدق والأمل والحرية .

• ـ بمن تأثرت في قراءاتك ، وهل أثرت
فيك شخصية المعلم ؟
ـ في البداية كنت أروي القصص للأطفال ، وكنت ألاحظ حبهم وشغفهم بما أرويه من قصص مما جعلني أميل لأن أحول دروس القراءة إلى قراءة القصص ، وأحيانً كنت أغير بعض القصص المعروفة بما أراه يخدم الأطفال في هذه المرحلة بغية تنشيط وتحفيز مخيلتهم ، ومن هنا تبين أن الشخصية التعليمية ، التي أمارسها ساعدت على تطوير قابلية التشكل الأولى والحب الأول لهذا الفن ، وقد تأثرت بالكاتب العربي السوري الكبير زكريا تامر ، وايسوب اليوناني ، وكرلوف الروسي .

• ـ أين تجد نفسك في الكتابة القصصية
أم الكتابة لمسرح الأطفال ؟
ـ المسرح أقرب إلى نفسي وأحب إلى قلبي لأنني أشعر بحرية التعبير من خلال الحوار ، وأول مسرحية للأطفال كتبتها هي " الأطفال يمثلون .. " ونشرت في مجلة " النبراس " الموصلية على ما أعتقد عام " 1973 " ، وترجمت وقتها إلى اللغة الكردية ونشرت في مجلة " كروان " ، وأول قصة كتبتها كانت في عام " 1975 " بعنوان " العكاز " وقد كانت تتحدث عن القضية الفلسطينية ، ولعل حبي للمسرح جعلني أكتب الكثير من قصصي بشكل مسرحي ، أي يغلب عليها المشهد الواحد والحوار .

• ـ عندما تتكون القصة في مخيلتك ،
كيف تستطيع أن تصوغها وتشكلها بحيث
تصل إلى ذهن الطفل وذائقته .. وخاصة
وأنت في عقدك الخمسين ؟
ـ أعتقد أن الطفل أحوج ما يكون ، وخاصة في المراحل الأولى من حياته ، إلى تلمس وتعلم القواعد الأساسية لكل لون من ألوان الأدب ، ومن الضروري أن يعنى الأديب بلغته بحيث تأتي المفردات والجمل سهلة واضحة ومعبرة ، وهذا لا يعني طبعاً أن تكون الكتابة للأطفال تقليدية جامدة مكررة ، ومن يتابع أدباء العراق وخاصة الشعراء منهم سيلمس بالتأكيد قدراتهم الإبداعية وتجديدهم ومغامراتهم التجريبية .

• ـ هل ثمة صعوبات تواجهك أثناء
الكتابة ؟ وهل ثمة طقوس تمارسها أثناء
لكي تستطيع أن تتواصل مع عقلية الطفل ؟
ـ لكل لون أدبي صعوباته ، والصعوبة الأساسية في أدب الأطفال تكمن في طبيعة الأطفال أنفسهم ، فالكتابة لهم تختلف عن الكتابة للكبار ، بحيث يراعي المراحل العمرية المختلفة ، فما يكتب للبراعم يعد مغايراً تماماً لما يكتب للأطفال ما قبل القراءة ، وكما يختلف بالضرورة مع ما يكتب للفتيان ، وتأتي الصعوبة أيضاً من إشكالية التوصيل فالطفل كما هو معروف متلق صعب ، وليس من اليسير التعامل معه ، وجذب انتباهه وإيصال ما يريد الكاتب إليه ، ومن الصعوبات المحبطة في هذا الأمر قلة فرص النشر ، وخاصة الكاتب المبدئي الجاد .

• ـ نحن نعلم أن " ألف ليلة وليلة "
كانت نموذجاً مهماً للكثير من قصص
الأطفال ، ما مدى تأثر أعمالك بهذا السفر
القصصي التاريخي الملهم ؟
ـ مما لا شك فيه أن في حكاياته سحراً أخاذاً لا يقاوم ، وقد جذبت بسحرها الصغار والكبار ، مع علمنا أن حكاياتها لا تصلح كلها للأطفال ، إلا أن قسماً منها أخذت طريقها إلى كتب ومجلات الأطفال ، كما أعدت للسينما والمسرح ، وأذهلت الأطفال وأسعدتهم بأجوائها الشرقية الساحرة كحكايات " علي باب والأربعين حرامي / البساط الطائر / السندباد / علاء الدين والمصباح السحري / .. " ولعل أكثر ما يسحر الطفل في حكاياتها ذلك الخيال الواسع الخصب ومغامراتها الرائعة وأجوائها الأسطورية ، إضافة إلى جاذبية أبطالها ، وعلى هذا فإن " ألف ليلة وليلة " كانت وستبقى نبعاً لا ينفد لأعمال فنية وأدبية لي ولجميع الأدباء في العالم .

• ـ كيف تنظر إلى أدب الأطفال
العراقي والعربي ؟ وماذا تقول فيما
ترجم من أدب أطفال عالمي ؟
ـ إن بعض ما كتبه الكتاب العرب ، ومن بينهم كتاب عراقيون ، لا يقل في إبداعه عن الجيد والإنساني من أدب الطفل العالمي ، وأستطيع أن أقول إن الكتابة الجيدة والمتطورة للأطفال في العراق لم تبدأ إلا بعد صدور " مجلتي " عام " 1969 " و " المزمار " عام " 1970 " ، وتأسيس دار ثقافة الأطفال ، ومن خلالها برز عدد من الكتاب الجيدين .. فعلى سبيل المثال في شعر الأطفال هناك فاروق سلوم وفاروق يوسف وخيون دواي الفهد وجليل خزعل ، وفي القصة برز شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وميسلون هادي وعبد الرزاق المطلبي وزهير رسام ، أما في مجال السيناريو فقد برزت أسماء عديدة منها ندوة حسن وعبد الإله رؤوف ورياض سالم ، أما فيما يخص الشطر الآخر من سؤالك فإني أقول وبصوت عال ، إن ما يترجم من أدب الطفل العالمي وتداولته البراعم كافة على امتداد وطننا العربي ليس كله رائعاً ، بل إن بعضه إن لم يكن أغلبه ، وبالأخص ما يترجم من المجلات الأمريكية ، أدب يسيء إلى الطفولة ، حيث يؤكد على البطولة الخارقة ، وإشاعة الأوهام والأحلام المخدرة ، وخلاصة القول أستطيع أن أقول ، إن أدب الأطفال العراقي يعد في المقدمة ، وخير دليل على ذلك فإن دار ثقافة الأطفال كانت وخاصة في السبعينات والثمانينات في طليعة دور النشر العربية الأهلية منها والرسمية غزارة وإنتاجاً وتنوعاً .

• ـ لقد نشرت " 360 " قصة ومسرحية
وسيناريو ، وصدر لك " 14 " كتاباً
، طيف تقيم هذا المنجز الثر بعد رحلة
خمسة وعشرين عاماً من الكتابة ، وأي
الأعمال أقرب إلى نفسك ؟
ـ لكل كتاب من كتبي مكانته ، لكن يبقى لكتاب " الحمامة " الصادر عن دار ثقافة الأطفال في العراق عام " 1976 " مكانة خاصة ، وذلك لكونه كتابي الأول الذي يشبه الطفل الأول ، فهو الأول مهما أنجبت .

• ـ أخيراً سنفرش بساط الصراحة
ونقول ، هل اغترفت من بئر إبداعك
كل ما أردت أن تقوله ؟
ـ لا أعتقد أن كاتباً عربياً واحداً على امتداد الوطن العربي ، يستطيع أن يقول صادقاً بأنه كتب كل ما أراده ، ومع ذلك أستطيع أن أقول إنني كتبت الشيء الكثير مما أردت كتابته ، وأن الكتابة عن بعض ما تريده أفضل من أن لا تكتب شيئاً .




جريدة " المنبر " ـ تكريت
30 / 9 / 2001














وسام آخر للإبداع العراقي

القاص طلال حسن
يقطف الجائزة

وراء ما تحقق يقف الجهد
والمثابرة وتخطي الإحباط

حصولي على الجائزة .. يعد فوزاً للإبداع العراقي


الكاتب المسرحي والقاص طلال حسن
لمناسبة فوزكم بجائزة الشيخة فاطمة
في النص المسرحي ، حدثنا عن ذلك ؟
ـ تقام في أبو ظبي ـ الإمارات العربية المتحدة كل عام مسابقات واسعة في مجال " ثقافة الطفل العربي " ، وتشمل أربع جوائز في القصة والشعر والمسرح والسيرة .. وقد بدأت هذه المسابقات منذ أواسط التسعينيات ، ويبدو أن المشاركة في هذه المسابقات ، وعلى نطاق الوطن العربي ، واسع جداً حتى أن عدد المشاركين في عام " 2000 " كان أكثر من " 1200 " . وفاز في المسابقات الأخيرة من العراق كاتبان فقط هما الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ، ونال الجائزة الثانية مناصفة في مجال الشعر ، أما في المسرح فقد فاز كاتب هذه السطور بالجائزة الثانية عن مسرحية " الضفدع الصغير والقمر " .

• ـ حدثنا عن نصك المسرحي الفائز بالمسابقة .
ـ تبدأ هذه المسرحية بأصوات دفوف وأصوات أطفال ينشدون " يا حوته يا منحوته ردي كمرنا العالي " ، يظهر ضفدع ويتقدم من الجمهور ويقول " إنهم يدقون الدفوف وينشدون منذ المساء " يضحك " إنهم يظنون أن الحوت قد ابتلع القمر ، آه من منا لم يعتقد في صغره بشيء كهذا " ثم يروي ما حدث له من صغره ، فقد اختفت أمه ذات يوم ، وراح يبحث عنها دون جدوى ، فتحاول جدته أن تهدئه ، وتقول له ، إن أمه ستعود يوماً ، وما عليه إلا أن يصبر . ويلمح القمر في البركة ، ويظن أن أمه مضت لتقيم فيه ، فيجلس على الشاطىء ليحرس القمر ، فتقترب سمكة شوهاء من القمر في البركة ، فيصيح الضفدع الصغير : يا ويلتي ، السمكة ستأكل القمر . ويخل ضفدع عجوز ، ويسمع ما قاله الضفدع الصغير فيحدق في البركة ، ويقول : إنني جائع ، سآكل هذا القمر . ويجزع الضفدع الصغير ، ويتوسل إليه أن يدع القمر ويعده بأنه سيصطاد له ما يكفيه من البعوض ، ويأكل الضفدع العجوز ما اصطاد الضفدع الصغير من بعوض .. يخلد إلى النوم .. وفي اليوم التالي يكتشف الضفدع الصغير بأن القمر قد نقص ، فينقض على الضفدع العجوز متهماً إياه بأنه وراء هذا النقص فيرد الضفدع العجوز بأن الذنب ذنبه لأنه لم يصطد له البارحة ما يشبعه ، وقد يأكل القمر كله إذا لم يشبع اليوم ..ويبذل الضفدع الصغير جهداً كبيراً ليوفر للضفدع العجوز ما يشبعه حتى لا يأكل القمر .. ولم يرتح إلا حين أخبره الضفدع العجوز بأنه سيسافر . وسافر الضفدع العجوز ، لكن القمر استمر في التناقص ، وظن الضفدع الصغير بأنه مختبىء في مكان ما ، فيجد في البحث عنه أياماً ، دون أن يعثر له على أثر .. وحين يعود يفاجأ بأن القمر قد نقص كثيراً فينهار باكياً .. وتأتي جدته ، وتوضح له حقيقة الأمر قائلة : إن القمر ليس في البركة بل في السماء ، وأن أحداً لا يستطيع الوصول إليه ويأكله .وأخيراً يقول الضفدع بعد أن كبر طبعاً : أيها الأصدقاء اسمعوا ، مازالوا يدقون الدفوف وينشدون أيها الحوت .. أترك قمرنا العالي .. لكنهم سيكبرون يوماً مثلي ويعرفون أن القمر لم يبتلعه الحوت .. وبالتالي فإن هذه الدفوف والأناشيد لن تعيده ..

• ـ ما هي مشاريعك بعد الفوز ؟
ـ إن مشاريعي بعد الفوز بهذه الجائزة ، التي أراها فوزاً للإبداع العراقي المحاصر هي استمرار لمشاريعي قبل الفوز بالجائزة ، ولعل هذا الفوز جاء تكريماً لا لمسرحية بعينها وإنما لجهد مسرحي متواصل استغرق سنين طويلة ، لقد بدأت مسيرتي مع مسرح الطفل منذ ثلاثة عقود .. نشرت خلالها حوالي " 60 " مسرحية ، وخلال هذه الفترة اتضحت لي قبل أن تتضح لغيري معالم مشروعي المسرحي لمسرح الطفل ، وقد نفذت .. عبر ما كتبت ونشرت من مسرحيات معظم خطوط هذا المشروع والمتمثلة بكتابة مسرحيات متنوعة لمختلف المراحل العمرية للطفل .. فنشرت عشرين مسرحية للأطفال ـ البراعم الذين تتراوح أعمارهم ما بين " 7 إلى 9 " سنوات لا يتجاوز طول المسرحية الواحدة صفحتين .. كما نشرت " 13 " مسرحية من سلسلة تضم " 90 " مسرحية تعليمية بطلتها العمة دبة موجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين " 9 ـ 12 " سنة ، وصفحاتها لا تقل عن " 3 " صفحات ولا تزيد عن " 6 " صفحات .. ونشرت عدداً لا بأس به من المسرحيات على لسان الحيوان أو الإنسان لأطفال من المرحلة السابقة نفسها ولأطفال لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة ، كما نشرت " 12 " مسرحية للفتيان تتراوح أطوالها بين " 30 إلى 90 صفحة أو أكثر " من بينها " غابة اليوتوبيا " في مجلة الطليعة الأدبية و " ريم " في مجلة الأقلام ، و " اشتار " في مجل الأديب المعاصر و " الذئب " في مجلة أفكار الأردنية و " انكيدو " صرت في كتاب عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق . إن هذا المشروع على ما أعتقد لم يسبقني إليه أي كاتب عراقي ، وجل ما نشر من مسرحيات حتى الآن لا يزيد عن توليف أو إعداد من أعما وحكايات أجنبية ، كما فعل الأستاذ قاسم محمد أو إعداد من حكايات شعبية بسيطة كما فعل الأستاذ عزي الوهاب ، ومهما كان الأمر فإن مسرح الطفل على الرغم مما قدمته في مجالي القصة والسيناريو كان وسيبقى مشروعي الأثير الدائم ، وآمل أن يكون ما قدمته من مسرحيات خطوة إلى أمام على طريق أصعب الفنون .. المسرح .. ومسرح الأطفال بالذات .

• ـ إن الجهد والصبر والمواظبة هي
التي شكلت تاريخك الإبداعي فكانت
الحصيلة هو هذا الفوز .. ما هي
نصيحتك بهذا الخصوص ؟
ـ إن هذا الفوز جاء تتويجاً لعمر من الجهد والعمل والصبر والمواظبة ، ولم يأتِ صدفة أو من فراغ ، ويحضرني هنا ما قاله الروائي الانكليزي المعروف سومرست موم من أن الموهبة في الإبداع عامة لا تمثل أكثر من واد في المائة أما الجهد والمثابرة والعمل المستمر فيمثل " 99 / " وأنا مع سومرست موم في هذا ، بل وأستطيع أن أضيف إن ما حققته إذا كنت قد حققت شيئاً فإنما يقف وراءه الجهد والمثابرة ومواجهة الصعاب وتخطي الإحباط وحتى الفشل . إنني لا أنصح الكتاب الشبان ، فمن أنا لأنصح ؟ إنما أدعوهم ومن خلال ما تعلمته من تجاربي ، أدعوهم إلى القراءة المنفتحة والمستمرة والكتابة الدائمة ، والتعلم من تجارب الآخرين ، وأيضاً من تجاربهم الناجحة وغير الناجحة .
إن في أعماق كل مبدع شعلة ، شعلة صغيرة حية ، ستنطفىء حتماً إذا لم يرعها ويتعهدها بالجهد المستمر والصبر والمثابرة .. وكلي ثقة أن في مدينتنا العزيزة الموصل الآن أقلاماً شابة في مجال المسرح ستضيف الشيء الكثير إلى ما أبدعه معد الجبوري وشفاء العمري وحيدر محمود وعماد الدين خليل ورعد فاضل وطارق فاضل ومحمود فتحي ويوسف الصائغ وسالم الدباغ .. ومن بين هؤلاء الشبان سعدي صالح وأحمد الماجد ومروان ياسين ....



جريدة نينوى ـ الموصل
18 / 1 / 2001

















طلال حسن
نذر حبره وريشته للأطفال

حوار أجراه : معن عبد القادر آل زكريا


منذ سنين وأنا أقرأ لكاتب الأطفال
طلال حسن قصصاً ومسرحيات
وسيناريوهات للأطفال ، في مجلتي
والمزمار وتموز ، وكذلك في جريدتي
الحدباء ونينوى ، وقد أحببت وأنا واحد
من قرائه ومحبي فنه أن أقدمه إلى القراء ،
فكان هذا الحوار .

• ـ كيف كانت تجربتك الأولى مع
الكلمة الجميلة للأطفال ؟
ـ تجربتي الأولى مع قصة الأطفال ومسرح الأطفال ، التي بدأت منذ أوائل السبعينات كانت صدفة ، لكن الصدفة وحدها لم تصنع مني كاتباً للأطفال ، والتعلم من إخفاقاتي ونجاحاتي نفسها والتعامل بموضوعية مع كتابات النقاد حول نتاجي لما كانت لتلك الصدفة أي أهمية . ولعل البعض لا يعرف أنني كتبت مسرحية للأطفال قبل أن أكتب قصة الأطفال بسنين عديدة ، فقد كتبت أول مسرحية للأطفال في بداية السبعينات ، وكان عنوانها " الأطفال يمثلون .. " أما أول قصة لي فكانت " العكاز " وقد نشرت في مجلة المزمار في عام " 1975 " .

• ـ كيف ترى مستوى قصة الأطفال
في العراق والوطن العربي ؟
ـ المتابع لميلاد أدب الأطفال في العراق والوطن العربي وتطوره يلاحظ أن قصة الأطفال لم تتطور مع ميلاد مجلات وطنية رصينة في معظم عواصم المشرق العربي مثل " مجلتي والمزمار وأسامة والعربي الصغير والشبل وماجد " وبعض المجلات المصرية واللبنانية ، وفيما يتعلق بالعراق ، فقد ولدت قصة الأطفال وتطورت تطوراً كبيراً مع ميلاد " مجلتي والمزمار " وبلغت أوج تقدمها ونشاطها واندفاعها وانتشارها وتنوعها في عقد السبعينات ، لكنها بدأت تتراجع في الثمانينات ، وأصيبت بضربة مؤذية في التسعينات ، لكن مجمل منجزها وفي نماذجه الجيدة يبقى طليعة المنجز العربي .

• ـ من هم أبرز كتاب قصة الأطفال
في العراق والوطن العربي في نظرك ؟
ـ أبرز رموز قصة الطفل في العراق ، والذين مازال بعضهم يواصل العراق هم : شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وصلاح محمد علي وعبد الرزاق المطلبي وجليل خزعل وزهير رسام ورياض السالم وعبد الاله رؤوف وميسلون هادي ، أما على الصعيد العربي فتأتي سوريا ومصر في طليعة الدول العربية ، وأبرز كتابها هم : زكريا تامر ودلال حاتم وعبد الله وليلى صايا من سوريا ، وعبد التواب يوسف وسمير عبد الباقي وصنع الله إبراهيم من مصر ، وأسماء أخرى متناثرة على امتداد الوطن العربي ، ومن المؤسف أن جدران الحصار عزلتنا عن كثير من الأقلام العربية ، وعزلتهم عنا ، فلا نعرف عنهم ولا يعرفون عنا إلا القليل .

• ـ هل فكرت بتحويل بعض قصصك
إلى مسلسلات كارتونية ؟
ـ طالما تمنيت لو تتاح لي فرصة لتقديم مسلسل كارتوني كما قدمت العديد من مسرحيات الأطفال ، وخاصة وأني كتبت ونشرت الكثير من السيناريوهات في مجلتي وتموز والشبل وغيرها من مجلات الأطفال ، لكن متطلبات المسلسلات الكارتونية كما هو معروف غير متطلبان المسرح ، وهو أيضاً مجرد كتابة سيناريو ، وعلى هذا الصعيد كتبت أكثر من سيناريو لفنانين شباب حاولوا بجهودهم الذاتية إنتاج مسلسل كارتوني ، لكن صعوبات كثيرة مادية وغير مادية حالت دون ذلك ، وعلى صعيد آخر وبالتعاون مع نقابة الفنانين في نينوى أوشكنا على إنتاج " 30 " مسرحية قصيرة للأطفال من مسرحيات الدمى ، وقد توقف العمل في المشروع للأسباب نفسها ، وقد واصلن كتابة المزيد من هذه المسرحيات ، ولدي الآن في حوزتي " 90 " مسرحية للدمى تنتظر من يحركها ويبعث الحياة في أوصالها الجامدة ، ويبقى الكارتون حلماً مثل الكثير من أحلامنا المؤجلة .

• ـ هل حاولت كتابة شعر للأطفال ؟
ـ إنني أحب الشعر عامة ، وأحب الشعر الحديث بشكل خاص . وأقرأ بمتعة كل ما يترجم من الشعر العالمي ، وأقرأ بالأخص كل ما ينشر من قصائد الأطفال ، وبدون أي تحيز فإنني معجب حد التعصب بشعراء الأطفال من بلدي : فاروق سلوم وفاروق يوسف وعبد الرزاق المطلبي وجليل خزعل والواعد المبدع ابن حدبائي أحمد جار الله ، وطالما تمنيت لو أدخل بعض القصائد في مسرحياتي التي أكتبها للأطفال لكن للأسف لست شاعراً ، وربما كانت قراءاتي القليلة للشعر العربي الأصيل وراء عجزي هذا ، فلم أتعلم أوزان الشعر ، وشعر الأطفال بالذات يجب أن يكون في رأيي موزوناً ، ومكتوباً بلغة سلسة .. سليمة .. جميلة معبرة ، ومن يدري لعل ما يراه البعض من أن كتاباتي للأطفال القصصية منها والمسرحية مكتوبة بلغة شعرية جميلة .

• ـ كيف تنظر إلى جيل الشبان من
كتاب قصة الأطفال ؟
معظم كتاب الأطفال البارزين في العراق ، إن لم يكونوا جميعهم ، ولدوا إبداعياً مع ميلاد " مجلتي والمزمار " ، وتواصلوا مع مواصلتها وتقدمها ، وحين اهتزت هاتان المجلتان وتراجعتا في الثمانينات والتسعينات اهتز معهما الكثير من الكتاب ، وتراجعت كتاباتهم الإبداعية ، وإذا كان عقد التسعينات يكاد يكون عقيماً ، وما ولد منها في الظروف القاسية لم يكن يحقق لمنجزه حضوراً متميزاً ، ومما يبعث على الأمل ما نراه من ايماضات مبشرة في المشهد الأدبي على صعيد أدب الأطفال ، فعلى صفحات جريدتي نينوى والحدباء تولد أسماء معطاءة أذكر منهم : هشام عبد الكريم و فيصل قصيري وأحمد جار الله وزهير بهنام وصباح سليمان وغيرهم .


هذا الحوار أجراه في الحقيقة الكاتب
الشاب صقر ، لكن المحرر فضل أن
ينشره باسم أبيه .. معن عبد القادر آل
زكريا .


جريدة نينوى ـ الموصل
31 / 3 / 2002










الأديب طلال حسن
الأدب رسالة أحملها لأطفال العراق


حاورته : سرى محمد خيري


حوار : سرى محمد خيري

من بين أدباء الأطفال العراقيين ، الذي حقق حضوراُ وفعالية داخل العراق وخارجه ، والذي تميز بتنوع نتاجه وغزارته الأديب طلال حسن ، فقد نشرت قصصه وسيناريوهاتي ومسرحياته في أبرز مجلات الأطفال في العراق والوطن العربي ، وصدر له " 16 " كتاباً ، ونشر أكثر من " 800 " قصة وسيناريو ومسرحية ، كما نشر " 117 " مسرحية للأطفال ، وهو رئيس تحرير مجلة " قوس قزح " ، وعن أدبه وكتاباته كان لنا معه هذا اللقاء ، الذي كانت إجاباته مغلفة بدبلوماسية ولكنها تنبع من روح فنان أعطى لفنه كل ما يستحق .

• ـ ما الذي يمثله أدب الأطفال لديك ؟
أدب الأطفال عندي ، وعبر ثلاثة عقود من العمل المتواصل الدؤوب رسالة أحملها للأطفال حيثما يكونون ، إنه نضال من أجل عالم جديد مفعم بالمحبة والتفاهم والتسامح والسلام .

• ـ أين تضع أدب الأطفال العراقي
بالنسبة لما يكتب الآن ؟
ـ إن أدب الأطفال العراقي ، الذي انطلق مع بداية السبعينيات ، كان في طليعة أدب الأطفال في الوطن العربي ، لكنه تراجع منذ بداية الثمانينات حتى كاد يتوقف ، ومما يبعث على الأمل أن العديد من رموزه مازال يعمل بصبر ونكران ذات ، وسنبذل قصارى جهدنا إذا توفرت الظروف الملائمة من أجل إعادة أدب الأطفال في العراق إلى مكانته الطبيعية والتي يستحقها .
منذ فترة ليست قصيرة ، وأنا أسعى إلى تحويل بعض سيناريوهاتي إلى أفلام كارتون ، بل إنني كتبت سيناريو طويل بعنوان " علي بابا " لمجموعة من الفنانين الشباب كانوا يطمحون إلى صنع فيلم كارتوني ، لكن التمويل يمثل عقبة حقيقية أمام انجاز مثل هذه الأعمال الطموحة ، وقد أتيحت لي فرصة طيبة ، قبل أكثر من عام ، حيث تعاقدت مع شركة " النهج " في بغداد على إنتاج أكثر من " 15 " سيناريو ، ومن المؤمل أن أتعاقد معهم عل إنتاج سيناريوهات جديدة .

• ـ هل ستدخل القصائد الشعرية إلى مسرحياتك ؟
ـ طالما تمنيت أن أكتب مسرحية شعرية ، لكني للأسف لست شاعراً ، وإن كان البعض يرى أن لغتي المسرحية شعرية فعلاً ، ولعل هذا دفعني إلى إدخال بعض القصائد الشعرية في مسرحياتي ، منها مسرحية " هيلا يا رمانة " التي استفدت فيها مما جمعه الأستاذان زكي إبراهيم وحسين قدوري من شعر تراثي للأطفال ، أما مسرحيتي الأخيرة " الحورية والصياد " فقد كتب قصائدها الشاعر الموصلي المبدع عبد المنعم الأمير .

• ـ يرى البعض بأن قصصكم التي تكتبها
للأطفال هي فوق استيعاب الطفل ؟
ـ أقول إن بعض ما أكتبه وليس كله فوق مستوى بعض الأطفال وليس كلهم ، فالأطفال مثل الكبار ، مستويات مختلفة وأنا لا أريد أن أفرط بفنية القصة ليفهمني كل الأطفال .

• ـ كيف تنظرون لجيل الشباب بعد السقوط ،
وما هي الأسماء التي تتوقعون بأنها ستقدم شيئاً
في هذا المجال ؟
ـ إن شبابنا قبل السقوط وبعده ، يضجون حيوية ونشاطاً وتطلعاً إلى كل ما هو جديد ومتقدم ، وإذا كان النظام السابق سدّ الكثير من الأبواب في وجه الشباب ، فإن النظام الراهن لم يفتح بعد ما يتطلع إليه الشباب من أبواب ومنافذ ، ونحن نتطلع بأمل أن تتاح للشباب كل الفرص ليعيشوا حياتهم ويلعبوا دورهم الحيوي في تحقيق أدب .. حر شجاع .. متقدم .

• ـ شكراً لكم .

• ـ أشكركم أيضاً جزيل الشكر .

مراسل جريدة " الأهالي في
الموصل " 19 / 11 / 2003





قصص وحوار

الأديب والمسرحي طلال حسن
التعددية وآفاق المستقبل

حاوره : نور الدين حسين
و طي حاتم

يعد طلال حسن من أبرز كتاب الأطفال ليس في الموصل وحدها بل في عموم العراق والعالم العربي ، حيث نشر " 16 " كتاباً في بغداد ودمشق وعمان ، وأكثر من " 800 " قصة وسيناريو ومسرحية في المجلات العراقية والعربية المتخصصة بأدب الأطفال منها مجلتا " مجلتي والمزمار في العراق وأسامة في سوريا وأحمد في لبنان والعربي الصغير في الكويت والشبل في السعودية وسامر في الأردن " إضافة إلى ما ينشر في العراق وبعض صحف الأقطار العربية .
• ـ من مواليد 1939م
• حائز على الجائزة الأولى في مهرجان المسرح الكردي في السليمانية عن مسرحيته " غابة اليوتوبيا " ، حائز على الجائزة الثانية في مسابقة أنجال الشيخ زايد آل نهيان في مجال مسرح الطفل عن مسرحيته " الضفدع الصغير والقمر " أبو ظبي عام " 2000 " ، صدر له " 16 " كتاباً منها " الحمامة " 1976 .
• البحر .. الموصل ـ مطبعة الجمهور " 1978 "
• حكايات قيس وزينب .. دمشق ـ 1983
• عش لأثنين .. اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 1986
• العش .. دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1989
• حكايات ليث .. دار كندة ـ عمان ـ 1998
• انكيدو .. اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1999
• والمسرحيات :
• مسرحية " الأطفال يمثلون .. " لسنة 1971 م
• مسرحية " اشتار "
• مسرحية " ريم " لسنة 1992 م قدمتها فرقة النجاح في بغداد بالتعاون مع وزارة التربية واتحاد الشباب من إخراج محمود أبو العباس حيث استمر عرضها أكثر من " 5 " أشهر
• مسرحية " الوسام " حول القضية الفلسطينية نشرت في مجلو " النبراس " ومثلت عدة مرات في الموصل وبقية المحافظات ، وقدمت في التلفزيون
• وقد كان للتآخي معه هذا اللقاء :

* ـ شيء عن البداية .
ـ كانت بدايتي مع الرواية ثم القصة القصيرة والمسرح ، وأول عمل نشر لي كان مقالة نقدية حول مسرحية " فلسطين " تأليف عبد الإله حسن ، أما في مجال أدب الأطفال فقد بدأت بالمسرح ، وكانت أول مسرحية في سنة " 1971 " م بعنوان " الأطفال يمثلون .. " ، وقد مثلت على قاعة الربيع في الموصل ، ونشرت في مجلة " النبراس " وترجمت إلى اللغة الكردية ونشرت في مجلة " كروان " ، وكتبت أول قصة للأطفال في أواخر سنة " 1974 " وكانت بعنوان " العكاز " وبعدها بأيام كتبت قصة أخرى بعنوان " البطة الصغيرة " وكلتاهما كانتا حول القضية الفلسطينية قد نشرتا عام " 1975 " في جريدة " المزمار " ، وخلال العقود الثلاثة تتالت كتبي القصصية ومسرحياتي وسيناريوهاتي فنشر لي " 16 " كتاباً منها " 6 " كتب في سوريا وكتاب في الأردن ، ونشر لي أيضاً " 117 " مسرحية للأطفال ، وبلغ مجموع ما نشر لي أكثر من " 800 " قصة وسيناريو ومسرحية .

• ـ كيف تنظر إلى واقع قصة الطفل في العراق ؟
ـ من الصعب القول إن قصة الطفل في العراق والعالم العربي ، وبعد هذه السنين من نشأتها قد أرست أسساً ثابتة ومتميزة تنطلق منها إلى آفاق رحبة قد تقترب من الآفاق التي بلغتها في البلدان المتقدمة ، ولعل الأوضاع اللاديمقراطية في معظم الدول العربية والعزلة القطرية وقلة مجلات الأطفال ودور النشر المتخصصة بهذا اللون من الأدب قد أثرت تأثيراً سلبياً على تطور قصة الطفل العربي عموماً ، لقد جندت قصة الطفل وأدب الأطفال عامة لخدمة الحروب التي مازالت آثارها وبشكل جذري ـ قضية الأدب والفن في العراق .

• ـ التعددية في مجال الصحافة ،
كيف تنظر إليها ؟
ـ التعددية في كل مجال مظهر من مظاهر التقدم والعافية ، وتعددية الصحف على أهميتها وايجابياتها مازالت كالسيل العرم فيها الكثير من الطمى والخصب ولكن فيها أيضاً بعض الأوشال ، ومع الزمن سيهدأ السيل ويترسب الطمى وتشف المياه ، وبذلك تخف أو تزول الأوشال ، وتتقد التعددية صحافة وفكراً وأحزاباً على طريق البناء والسلم والتقدم الحضاري ، مهما يكن لننظر إلى المستقبل بتفاؤل رغم السحب والبروق الخلب .

• ما هو جديدك الآن ؟
ـ لدي جديد في الكتابة باستمرار ، ومنذ بدأت الكتابة للأطفال في سنة " 1971 " لا أكاد أتوقف عن الكتابة ، وعلى هذا الصعيد نشرت في العام الماضي مجموعة قصصية للأطفال في اتحاد الكتاب العرب في دمشق عنوانها " زهرة بابونج للعصفورة " ، ولدي الآن مجموعة جديدة بعنوان " آه يا وطني " أما أهم جديدي فهو صدور العدد الأول من مجلة شهرية للأطفال بعنان " قوي قزح " تقع في " 28 " صفحة ملونة ، أنا رئيس تحرير هذه المجلة ويعمل معي كل من محمد العدواني وشاهين علي وأنور درويش وعمر طلال .

• ـ ما هو رأيك بتشكيل الحكومة الجديدة ؟
ـ إن مجلس الحكم المؤقت الذي أعلن قبل فترة والذي جاء بعد مخاض صعب ما هو إلا بداية ، وبداية موفقة وستكون أكثر توفيقً إذا تشكلت حكومة دائمية واسعة التمثيل وذات صلاحيات يمكن أن تضع العراق أخيراً على الديمقراطية بعد دكتاتورية دامت أكثر من ثلاثة عقود ونيف .



التآخي ـ بغداد
2003













عالم طلال حسن


حاوره : فخري أمين


الطفل كائن عالمي يتخطى حدود الاثنيات والمذهبيات...
أعمل لطفولة عراقية واعية لمحيطها ...
كبيرة عندي أن ندع الطفل يغمض عينيه في نص جميل عندما يغادره يجد العالم مختلفاً
أحب شخصيات قصصي التي تمردت معلنة حقها في الحياة
البلبل الطائر المحب للحياة والحرية والغناء يغرد عندي للإنسان العراقي
مقاربة رموز التاريخ العربي الإسلامي تتطلب الحذر ـ أتصرف بالموروث العراقي والإنساني القديم بحرية أكبر .
إلى أحيقار الحكيم الآشوري العظيم أجدني أقرب ربما لكونه يمثل ذاكرة وذكاء المكان
هل يحتاج إلى طاقة وتقييم تقليدي ؟ سأسميه ابن مقفع زماننا ، لافونتينه ، اوريله ، ربما أكون بهذا أرضيته ، ربما أغضبته ، إلا أنهم ـ ثلاثتهم ـ في أعماله يحضرون ، ويظل طلال حسن فاتحاً عينيه بقوة على عالم الحيوان ، سابراً أغواره ، ليس بحيادية وموضوعية العالم ، ولكن بروح الأديب المبشر بقيم عالم جديد . أليس مفارقة مضحكة أن نبحث في غابات وبراري الحيوان عن معايير مستقبلية لأخلاق بشري رفيعة . أهي عودة إلى الطبيعة ، أم دعوة لرفض ثمار الحضارة مرة ، بقدر ما رفعت عنا من أعباء ، فإنها وضعتنا في غربة قاسية وحرمتنا من الارتماء اللذيذ في أحضان أمنا الدافئة . ها هي الأسئلة تتدافع في ذهني غافلة أن الرجل إنما يوجه خطابه ، قصصه ومسرحياته أصلاً إلى طفولة ما تزال تحمل رائحة الحليب ، الارتباط النفسي القريب بالأمومة ـ الطبيعة ، وحتى بالنسبة إلى الكبار فإن الرجوع إلى الطبيعة يمثل استعادة لإنتشاءات ذات مفقودة ، فرح التحليق في سماواتها الطفلية البكر ، لذلك تحس وأنت تقرأ أعماله بأنها موجهة للكبار أيضاً ، فهي تشتمل على عمليتي إسقاط واستنطاق ذهنيتين لعام الحيوان ، في جهد واضح لأنسنته ، إنها بقدر ما تسعى لزرع قيم الصداقة والنبل والشجاعة وحب العمل والتضامن والعدل بالجمال لدى الأطفال ، فإنها تحرض الكبار على التمسك بذات القيم ، وإعادة زراعتها في مساحات إنسانية أوسع ...
بعد مسيرة طويلة في براري الطفولة ، وممارسة أربت على الثلاثة عقود في عالم الكتابة للأطفال أردنا في هذا الحوار ، إضاءة كونه الداخلي المتسع التخوم بأسئلة مستفزة قليلاً .

• ـ ألا تحس أنك تثقل على الأطفال خلي
الباب بهموم ليست همومهم ؟
ـ يأخذ بعض النقاد ، على العديد من كتاب الأطفال العرب إسقاطهم لهمومهم السياسية والاجتماعية والفكرية على الأطفال ، عبر ما يكتبونه لهم من قصص وسيناريوهات ومسرحيات ، ويرون أن على أدباء الأطفال عدم تحميلهم في هذا العمر المبكر هموماً جساماً يفترض أنها ليست من همومهم . ومما لا شك فيه ، أن الأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة ، والتي تمتد في نظر بعض الباحثين إلى سن " 16 أو 17 " سنة هم جزء مهم وحيوي وفاعل ومتفاعل من المجتمع ، ولعلهم يتحملون وطأة الظروف السياسية والاجتماعية أكثر مما يتحمله الكبار ، ثم متى كان أطفالنا في العراق مثلاً خليي البال ، ونحن نخوض حروباً طاحنة مازالت مستمرة منذ ثلاثة عقود ، راح ضحيتها أكثر من مليون إنسان ، معظمهم من الأطفال ؟ هل كان أطفال كردستان خليي البال ؟ هل كان أبناء الجنوب والأهوار خليي البال ؟ إن معظم أطفال العراق لم يعيشوا طفولتهم ، وفتحوا أعينهم على عراق تلتهمه نيران الحروب والقمع والتصفيات والحصار وأخيراً الاحتلال والمستقبل المجهول ، وعليه فإني أرى أن من أولى مهم أديب الأطفال هو وضعهم ضمن عالمهم بكل إشكالاته وصعوباته ، مع التأكيد على قدرة الإنسان على تغيير واقعه ، وبناء واقع أفضل في العراق والعالم أجمع .

• ـ من الملاحظ أن مصادر الكتابة
عندك تقتصر على عالم الحيوان والتاريخ
القديم ، وأنك قلما تتناول التاريخ الإسلامي .
ـ إن مصادر كتاباتي للأطفال ، لا تقتصر فقط على عالم الحيوان وتاريخ العراق القديم ، وإنما تمتد إلى كل ما في العالم من إنسن وحيوان ونبات وجماد ، وعلى هذا فإن العالم الذي أجسده في كتاباتي ، هو عالم واسع ، مفتوح ، لا تحده حدود طبيعية أو قومية أو كذهبية .. الخ ، فالطفل في رأيي كائن عالمي ، يعيش في عالم جميل ، يفسده الكبار باصطناع الحدود المختلفة ، أما في ما يتعلق بتاريخ العراق القديم ، فإني غالباً ما ألجأ إليه ، حيث أكتب مسرحيات طويلة للفتيان ، فهو يتيح لي الكثير من الحرية في تناول العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية الشائكة ، فضلاً عن أن هذه الفترة من تاريخ العراق ، هي واحدة من أهم تلك والحضارية في تاريخ العالم ، لكن هذا لم ينسني التاريخ العربي الإسلامي ، والتراث العربي القديم بتنوعه وغناه ودلالاته ، فبالرغم من صعوبة تناول هذه المرحلة ، والإشكالات التي تواجه الكاتب عامة ، وكاتب الأطفال خاصة ، فإنني كتبت العديد من القصص والروايات والمسرحيات التي أستلهمها من مناخ هذه الفترة وسحرها الآسر ، فأجواء بغداد هارون الرشيد وألف ليلة وليلة ، وبطولات عرب الصحراء ، ومناقبهم ، وصفاتهم ، كانت واحدة من مصادر كتاباتي للأطفال .

• ـ نعرف أن النخلة ترمز إلى
العراق ، فأي من أبطالك تعده
رمزاً للإنسان العراقي ؟
ـ إذا كانت النخلة رمزاً مهماً ودالاً من رموز العراق ، فإن البلبل هو رمزي الأثير في كتاباتي للأطفال ، للإنسان العراقي خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة ، البلبل هو بطل ثالث قصة كتبتها للأطفال أواسط السبعينيات ، ونشرتها على صفحة وجزء من صفحات " طريق الشعب " في يوم الطفل العالمي عام " 1976 " ، وهو أيضاً ، أي البلبل عنون وبطل مجموعة قصصية تضم " 30 " قصة ، من المؤمل أن تنشر في اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، والبلبل في قصصي طائر ثائر محب للحياة والحرية ، يصر على التغريد والتعبير عن مكنوناته ، ويرفض الصمت ، الذي تفرضه قوى الظلام على الغابة .

• ـ ما هي الشخصيات التي ابتكرتها للأطفال ؟
وأي واحدة منها أحب إليك ؟
ـ منذ ثلاثة عقود ونيف ، وأنا أكتب للأطفال ، وقد نشر لي " 16 " كتاباً في العراق وسوريا والأردن وأبو ظبي ، ونشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية أكثر من " 110 " مسرحيات ، وأكثر من " 40 " سيناريو ، وبلغ ما نشرته أكثر من قصص ومسرحيات وسيناريوهات أكث من " 800 " . وخلال هذه المدة ، وعبر هذا العدد الكبير من النصوص ، ابتكرت العديد من الشخصيات منها شخصية " سنجوب " التي نشرت حولها أكثر من " 100 " قصة ، " والبلبل " أكثر من " 40 " قصة ، و " العمة دبة " أكثر من " 50 " قصة ومسرحية ، ولعل أهم شخصية إنسانية ابتكرتها ونشرت حولها أكثر من " 60 " قصة هي شخصية قيس وأخته زينب ، ولحبي الشديد لهذه الشخصية أسميت أحد أبنائي باسمها ، وقد تخيلت في إحدى قصصي عن هاتين الشخصيتين ، إنهما تمردا عليّ وطالبا أن أتركهما وشأنهما ، حتى يعيشا ويكبرا مثل بقية الناس ، وقد أسميت القصة " دعنا نكبر " ولعل من الطريف أن أذكر أن العديد منت أبطال قصصي ، وبد أن عشت معهم هذه المدة الطويلة ، يعيشون في داخلي ، وأحس بوجودهم أكثر من إحساسي بالعديد من الناس الذين أعرفهم .

• ـ بمن تأثرت من الكتاب القدماء
والمحدثين ؟ وأيهم تحسه أقرب إليك ؟
ـ الكاتب مهما كان مبدعاً ومبتكراً ، هو نتاج عدد من الكتاب المبدعين ، الذين هضم كتاباتهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم ، مع ما يمكن أن يضيفه إلى مجمل هذه الإبداعات من ابتكارات وسمات تميزه عن الآخرين ، وقد لا يكون هذا الكاتب قد تأثر بكاتب معين ، إلا أن كتابات بعض الكتاب تتسلل بشك أو بآخر إلى نصوصه المختلفة ، ومن جهتي فإنني لم أتأثر بكاتب معين ، لكن لابد أن في كتاباتي شيئاً ممن أعجبت بهم من الكتاب ، رغم أن بعضهم لم يكتب خصيصاً للأطفال ، ومن بين هؤلاء الكتاب : احيقار الآشوري ، ايسوب اليوناني ، وكرلوف الروسي ، إضافة إلى الخالد ابن المقفع ، ومن الكتاب العرب ، الذين أعجبت بكاباتهم زكريا تامر وليلى صايا ودلال حاتم وثلاثتهم من سوريا ، أما من العراق فقد أعجبت بكتابات شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وندوة حسن وفاروق يوسف .



جريدة " طريق الشعب "
بغداد ـ 27 / 3 / 2004













طلال حسن كاتب قصص الأطفال يعترف لدجلة

أنا أحب جميع ألوان الأدب
وأدب الأطفال أعتبره مشروع حياتي


حاوره : رياض الحيالي

التقت " دجلة " بكاتب الأطفال الأستاذ طلال حسن ، وأجرت معه الحوار التالي حول مسرحياته وسيناريوهاته .

• ، عفت بكتابة القصة والرواية والمسرحية
والسيناريو ، فأيها الأقرب إليك ؟
ـ لكل لون ميزته وخصائصه وقراؤه ، وأنا أحب هذه الألوان جميعها ، وأعدها أجزاء من كل واحد ، هو أدب الأطفال ، الذي أعتبره مشروع حياتي .
* ـ نشرت الكثير من القصص والقصص
المصورة والروايات ، فماذا عن المسرح ؟
ـ ربما لا يعرف البعض ، أنني بدأت مسرحياً ، فقد كتبت أولى مسرحياتي للأطفال عام " 1971 " ، وكانت بعنوان " الأطفال يمثلون .. " ، وقد أخرجها الفنان علي إحسان الجراح في نفس العام ، وقدمها على قاعة الربيع ، ونشرتها في مجلة " النبراس " عام " 1976 " وترجمت إلى اللغة الكردية ، ونشرت في مجلة " كروان " ، وفي عام " 1974 " نشرت مسرحية " الوسام " في مجلة " النبراس " حول القضية الفلسطينية ، وقد كانت لهذه المسرحية صدى كبير ، ومثلت في معظم مراكز الشباب في محافظة نينوى والمحافظات الأخرى ، كما قدمت مرتين من تلفزيون نينوى . ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن ، وأنا أواصل مع مسرح الأطفال ، وقد نشرت خلال هذه المدة أكثر من " 120 " مسرحية للأطفال والفتيان في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، وكذلك في كتب صدرت داخل العراق وخارجه . ولأن الأطفال مراحل عمرية مختلفة ، ولكل مرحلة شروطها ومتطلباتها ، فقد نشرت " 40 " مسرحية من صفحتين فقط للأطفال الصغار ما بين " 7 ـ 9 " أعوام ، ونشرت حوالي " 40 " مسرحية من أصل " 90 " مسرحية كتبتها لمسرح الدمى ، وكان من المؤمل أن تقدم في التلفزيون بإخراج الفنان غازي فيصل ، أما بقية المسرحيات المنشورة فهي مسرحيات منوعة ، ومتفاوتة الطول ، بعضها للفتيان ، وقد نشرتها في أهم المجلات العراقية والعربية ، منها مسرحية " ريم " في مجلة " الأقلام " عام " 1989 " ، و " اشتار " في مجلة " الأديب المعاصر " عام " 1992 " ، و " الذئب " في مجلة " افكار " الأردنية عام " 1982 " ، و " اورنينا " في مجلة " الحياة المسرحية " في دمشق عام " 2002 " ، أما المسرحيات التي صدرت في كتب مستقلة فهي : " داماكي والوحش " حمص ـ سوريا عام " 2001 " ، " انكيدو " ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1999 " ، الضفدع الصغير والقمر " ابو ظبي ـ 2002 ، " جلجامش " ـ دار الشؤون الثقافية ـ بغداد ـ 2004 ، وقد مثلت العديد من مسرحياتي في شتى محافظات القطر منها : الأطفال يمثلون .. ، الوسام ، غابة اليوتوبيا ، ريم ، اشتار ، شمورامات ، الملك البديل ، من الجاني ؟ انكيدو.. الخ .

• ـ هذا عن مسرح الأطفال ، فماذا عن السيناريو ؟
ـ في استفتاء قامت به مجلة " المزمار " أواسط الثمانينات في بغداد ، قالت بأن 63 / من الأطفال الذين شملهم الاستفتاء بأنهم يفضون القصة على الألوان الأدبية الأخرى ، لكن الأطفال في العراق والأقطار العربية الأخرى يفضلون نشر السيناريوهات ، وهذا أمر مهم لا للأطفال عامة والصغار منهم خاصة ، يحبون السيناريوهات ، لأنها تجمع بين القصة والتصوير الجميل المعبر ، وقد بدأت كتابة السيناريو متأخراً عن كتابة المسرح والقصة ، ولعل أول سيناريو كتبته كان في بداية الثمانينات ، بعد مرور عشر سنوات على كتابتي لأولى مسرحياتي ، وخلال هذه المدة نشرت أكثر من خمسين سيناريو في المجلات التالية : تموز ، مجلتي ، الشبل ـ السعودية ، وقد قام برسم هذه السيناريوهات العديد من الرسامين العراقيين البارزين كان منهم : هناء مل الله ، محمد العدواني ، شاهين علي ، انطلاق محمد علي ، عماد يونس ، فؤاد حسون ، وابني عمر ، كما رسم إحدى سيناريوهاتي الرسام الايطالي البارز .. سانشيز .

• ـ كلمة أخيرة تود أن تقولها .
ـ أشكر جريدة " دجلة " لإتاحتها لي هذه الفرصة لأتحدث عن كتاباتي المسرحية وسيناريوهاتي ، وأتمنى لها النجاح والتوفيق ، خدمة للعراق العظيم ، الذي يستحق منا كل محبة وجهد من أجل تقدمه وازدهاره ، أما بخصوص أدب الأطفال في هذه المدينة العريقة الزاخرة بالمواهب في شتى المجالات ، ومن بينها أدب وفن الأطفال ، إن أطفالنا الذين عانوا كثيراً من جراء الحروب والصراعات الدامية والتمييز ، جديرون أن يتمتعوا الآن بخيرات وطنهم وإبداع أدبائهم وفنانيهم في ظلال الأمن والسلم والتقدم .

طلال حسن في سطور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين
عضو اتحاد الأدباء العرب
عضو نقابة الدراميين
عضو نقابة الصحفيين
عضو نقابة الفنانين
عضو مجلس أول رابطة لأدباء وفناني الأطفال قي العراق
نشر " 17 " كتاباً للأطفال في سوريا والأردن والعراق
نشر أكثر من " 120 " مسرحية للأطفال
نشر عدة قصص قصيرة ومسرحيات للكبار
نشرت أعماله في لبنان وسوريا والأردن والسعودية والكويت وأبو ظبي والعراق
فاز بالجائزة الثانية في مسابقة مسرح الطفل العربي في أبو ظبي عام " 2000 "
نال وسام يوم العلم عام " 2002 "
رئيس تحرير مجلة قوي قزح
سكرتير تحرير مجلة " فواصل " للكبار
معد ملحق " براعم عراقيون " للأطفال
يساهم في تحرير زاوية الأطفال في مجلة زرقاء ـ نت
محرر في مجلة " الطفل والأسرة "




جريدة دجلة ـ الموصل
14 / 10 / 2004














دليل المسار إلى عالمه الإبداعي
طلال حسن :
لن أدع الطفل يفتح عينيه على نص جميل
عندما يغادره يجد العالم مختلفاً


أعد اللقاء : فخري أمين


ببلوغرافيا
ــــــــــــــــ
ـ تولد الموصل عام 1939
ـ عضو الاتحاد العام للأدباء في العراق
ـ عضو اتحاد الأدباء العرب
ـ عضو مجلس أول رابطة لأدبا وفناني الأطفال في العراق
ـ عضو نقابة الفنانين في العراق
ـ عضو نقابة الدراميين
ـ عضو نقابة الصحفيين
الإصدارات :
ـ صدر له " 19 " كتاباً في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق
ـ تنشر أعماله في معظم الصحف والمجلات العراقية والعربية منها : مجلة أحمد ـ لبنان ، مجلة أسامة ـ سوريا ، مجلة الشبل ـ السعودية ، مجلة وسام ـ الأردن ، مجلة براعم عمان ـ الأردن ، مجلة أطفال اليوم ـ أبو ظبي ، مجلة ماجد ـ أبو ظبي ، مجلة العربي الصغير ـ الكويت ، مجلتي والمزمار وتموز والمسيرة والنبراس والأسرة والطفل و زرقاء ـ نت وصديقي وحديقتي وحبيبي .. العراق .
ـ نشر 137 مسرحية للأطفال و 10 مسرحيات للكبار
ـ نشر أكثر من 930 قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال
ـ أشرف على زاوية براعم نينوى في جريدة نينوى
ـ أشرف على ملحق براعم عراقيون في جريدة عراقيون ـ أشرف على زاوية الأطفال في مجلة الطفل والأسرة
ـ رئيس تحرير مجلة قوس قزح ، وهي أول مجلة للأطفال صدرت بعد التغيير .




الكتابة للطفل كتابة صعبة ، ومركبة ، تقتضي قدراً من الفهم والإدراك والحساسية والفن ، إنها كتابة ذهنية وبصرية في آن ، لأن آلية تلقي الطفل الأولى هي آلية بصرية ، فهو يقرأ بعينيه قراءة مشاهدة وتلمس ، لذا فإن الكتابة للطفل مهمة شاقة جداً ، تتطلب البحث الدائم عن الوسائل والمؤثرات القادرة على خلق اتصالية واسعة مع حواسه وعقله ..
وقد اختارت ثقافة " المسار " تقديم واحدة من أهم التجارب المتخصصة ، الناجحة ، القليلة ، المتفردة في امتدادها وعطائها وتجددها الإبداعي .. إنها تجربة الكاتب المبدع ، الذي أوقف حياته على هذا الفن الصعب ، الأستاذ طلال حسن ..

طفولة بشرية مبكرة
المسار : عبر منجزك الأدبي الكبير ، تعددت
الأساليب التي اتبعتها للوصول إلى عالم الطفل
.. وما بين الإنساني والحيواني والخارق
والأسطوري والتاريخي توزعت شخصيات
قصصك ومسرحياتك ، وبحسب معلوماتي
فإنك تجرب اليوم مجالاً جديداً ، أتمنى أن تحدثنا
عن هذا الجانب من تجربتك الإبداعية .
طلال : في الستينات عندما كانت كتاباتي تقتصر في توجهها على الكبار ، بدا لي العالم الإبداعي محدوداً ، ولعل ذلك يعود إلى محدودية عالمي ، الذي كانت تحكمه الاهتمامات السياسية والأيديولوجية ، وربما يعود أيضاً إلى محدودية عالم الكبار الذي تتحكم به قيم وموضوعات ومصاعب تحد من انطلاقة الكاتب ، وتحدد الأفاق التي يمكن أن يحلق فيها .
وما إن تعرفت على عالم الأطفال ، في أوائل سبعينات القرن الماضي ، حتى تفتحت أمامي الآفاق واسعة بسعة الأحلام ، ورحت أجوس في كل العوالم التي حرمني منها عالم الكبار ، ولقد ضم عالم الأطفال هذا فيما ضم : عوالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد والخارق والأسطوري والفانتازي ، وكذلك التاريخي ، وآه من التاريخي ، فجل مسرحيتي للفتيان التي نشرتها في الثمانينات والتسعينات ، والتي تزيد عن " 15 " مسرحية طويلة ، كانت تاريخية ، والأدق أنها كانت في إطار تاريخي ، فطروحاتها وأفكارها واستشرافاتها معاصرة ومستقبلية .
وكنت تمنيت دائماً أن أكتب ملحمة جلجامش ، وأقدمها للأطفال ، وقد كتبتها بالفعل في ثلاثية مسرحية نشر الجزء الأول منها " انكيدو " في اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام " 1999 " ونشرت الأجزاء الثلاثة كاملة في بغداد عام " 2004 " نشرتها دار الشؤون الثقافية .
أما المجال أو المؤثر الجديد الذي أشتغل عليه الآن ، فهو عالم الإنسان القديم ، إنسان الكهوف ، إنه يمثل الطفولة البشرية ، لحظة بدأت إنسانية الإنسان ، وبدأ ارتقاؤها نحو إنسان المستقبل ، عبر التاريخ الإنساني ، المليء بما يشوه كلمة إنسان ، والمليء أيضاً بما يؤشر إلى ما يمكن أن يكون عليه إنسان المستقبل من رقي وتقدم وإنسانية ، وقد أنجزت في هذا المجال مؤخراً كتابة " 20 " قصة قصيرة عن إنسان الكهوف ، كما كتبت رواية عنه تقع في حوالي " 60 " صفحة .

عام أغنية التم

ومن جديد هذا العام ، الذي أسميته عام " أغنية التم " ، إنني وضعت نفسي في مواجهة تحد انجازي كبير كنت حققته في عام " 1991 " وكان رقماً قياسياً بالنسبة لي ، وقررت تجاوزه ، فقد حققت في ذلك العام كتابة " 272 " قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال ، فقررت في عام " أغنية التم " هذا كتابة مالا يقل عن " 365 " قصة وسيناريو ومسرحية ، إي بعدد أيام السنة ، وقد أوشكت على انجاز هذا الرقم رغم إننا مازلنا في الشهر الثامن . أشبه نفسي أحياناً بطائر " الدج " ، الذي يبدأ تغريده مع بداية العاصفة ، وكلما اشتدت العاصفة يرتفع تغريده ، وهل أشد الآن وأخطر من العاصفة التي تضرب حياتنا وحياة شعبنا وحياة الأعز .. العراق .

معيارية اللغة

المسار : مفهوم أدب الطفل شاسع ومركب
ومعقد ، خاصة ما يتصل باللغة ، لأنها الأداة
ـ المعيار التي تحدد الفئة العمرية التي يتوجه
إليها الخطاب ، نجد هذا واضحاً في كتب
القراءة المدرسية ، ألا تتلمس مثلي الحاجة
إلى إجراء دراسات نفسية ـ اجتماعية ـ فنية
ـ لغوية لوضع تصنيفات معيارية صورية
ـ لغوية لماهيات أدب الطفل ؟
طلال : هذا السؤال ، بأسلوب صياغته ، ينطوي على جل ما أراه حول ماهية أدب الطفل ، وما ينبغي أن يكون عليه . وإن كانت اللغة في الحقيقة ليست المعيار الوحيد ، الذي يحدد الفئة العمرية ، التي يتوجه إليها النص الطفلي ، فالموضوع وأسلوب معالجته ، هما معياران قد لا يقلان أهمية عن المعيار اللغوي ، فضلاً عن تنفيذ هذا النص تصويراً وتصميماً ، في صحيفة أو مجلة أو كتاب ، وعلى صعيد آخر ، نحن بحاجة فعلاً إلى إجراء الكثير من الدراسات النفسية والاجتماعية واللغوية للطفل ، فما كتب وما يكتب حتى الآن من أدب الطفل ليس في العراق وحده ، بل في عموم الوطن العربي ، يتسم بالعفوية التجريبية والاجتهاد ، من الصعب أن يكتب على هذا الأساس أدب أطفال عربي ناجح .

الحاجة إلى تحديد المفهوم

المسار : يعتقد البعض ممن يمارسون
الكتابة للطفل ، أن أي عمل أدبي يكون
للأطفال دور فيه هو أدب أطفال ، طيف
تنظر إلى هذه المسألة ؟
طلال : علينا منذ البداية ، أن نفرق بين أدب للأطفال ، وأدب يكتب عن الأطفال ، فمن المعروف أن هناك روايات عربية وعالمية أبطالها من الأطفال منها : الجزء الأول من رواية " الأيام " لطه حسين ، واولفر توست لدكنز ، وطبل من الصفيح لغونتر غراس ، وتوم سوير لمارك توين ، وأنا معك ، إن بعض أدبائنا يخلطون بين الكتابة للأطفال والكتابة عن الأطفال ، فليست كل قصة أ رواية أو مسرحية بطلها طفل تكون نص أطفال ، وإن كانت بعض هذه الأعمال يمكن إعدادها وتقديمها للأطفال ، سواء في كتاب أو رسوم متحركة أو في السينما ، وهذا ما جرى للكثير من الأعمال المعروفة منها : نساء صغيرات ، وتوم سوير .. الخ .

معادلة الآباء ـ الأطفال

المسار : لطالما دعونا إلى تحرير أدب
الأطفال من عقد ، ترسبات ، أوهام وآلام
الكبار ، لكنها تبقى دعوة نظرية فقط ، والسؤال
الأهم هو : هل في الوسع إنتاج أدب طفلي سليم
في مجتمع يعاني الآباء فيه من الظلم والقهر
والخوف والعوز والهوان .. ؟ كيف تقرأ جدل
هذه المسألة ؟
طلال : يرى بعض النقاد ، وربما بعض كتاب الأطفال ، أن لا يمل قراءه من الأطفال هموم الكبار وانشغالاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية ، أي أن عليّ مثلاً أن لا أحدثهم عن الواقع الرهيب الذي عاشوه والذي مازالوا يعيشونه ، وأن لا أحدثهم عن القضية الفلسطينية أو القضية الكردية أو الاستعمار والصهيونية والعنصرية والتفرقة ، أن لا أحدثهم عن الفقر والتمييز والفوارق الطبقية والخرافات التي تفترس إنسانيتهم ، وأن عليّ فقط أن أحدثهم عن كل ما يفرحهم ويمتعهم .. ألا أكون بهذا قد كذبت عليهم ، وضللتهم ، أليست الهموم التي يواجهها الكبار الآن سترحل ليواجهها الأطفال أنفسهم في المستقبل .. ؟ لقد قلتها مرة في لقاء أجرته معي جريدة " السياسة " الكويتية ، عليّ أن أهز الطفل لا أن أهدهده ، عليّ أن أجعله يفتح عينيه على الواقع كما هو ، لا أن يغمض عينيه ، على مخيلته الغضة شريطاً مفرحاً ملوناً بألوان الفيتافزيون ، ولكن عليّ أيضاً أن لا أثبطه ، وأبث فيه روح اليأس ، بل عليّ أن أقول له الحقيقة ، وأبعث في دواخله روح الأمل ، وحتمية التغيير وتجاوز الصعاب والوصول إلى الأفضل .
وأتفق معك إن الظلم والقهر والخوف والهوان الذي يلحق بالآباء يقلل من فرص تحقق طفولة سليمة ، ويبرهن ذلك على جدلية هذه العلاقة القديمة .. النضال ضد أسباب الظلم والقهر والخوف هو نضال من أجل طفولة سليمة ، والنضال من أجل طفولة سليمة يتمثل في النضال ضد تلك العوامل .

أؤسس لقيم إنسانية جديدة

المسار : اعتبرك بعض النقاد رائداً ومجدداً
في أدب الأطفال ، بيد أنني أرى فيك فضلاً
عن ذلك مبشراً ومؤسساً لقيم وأخلاقيات
حداثوية تنبع من داخل الإنسان ، ما قولك ؟
طلال : لئن كان بعض النقاد يعتبرونني رائداً في مجال أدب الأطفال ، فإنني في الحقيقة ، وهذا ما أتمناه ، واحداً من رواد عديدين ، نشأوا وترعرعوا وقدموا إبداعاتهم منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي ، ولئن كان البعض يعتبرني مجدداً ، وهذا ما أتمناه أيضاً ، فإنني واحد من المجددين في العراق والعالم العربي ، وأنا مدين بما أنجزته لنخبة من الأدباء العراقيين والعرب والأجانب منهم : جعفر صادق محمد وفاروق يوسف وشفيق مهدي من العراق ، وزكريا تامر ودلال حاتم وليلى صايا من سوريا ، وعبد التواب يوسف من مصر ، وايسوب اليوناني واحيقار الآشوري ، وكرلوف الروسي ، ووايلت دزني الأمريكي ، إضافة إلى الكتاب الروس في الحقبة السوفيتية ، أما عن القيم الأخلاقية التي أشرت إليها فإنني فعلاً أسعى على الدوام إلى تجسيد الأخلاقيات الإنسانية للإنسان ، في كل زمان ومكان ، وأؤكد على غلبة الخير على الشر في الإنسان ، نافياً صفة الإطلاقية الساذجة عنهما " مسرحية الثعلب فات فات مثلاً " تلك القيم التي تطمسها وتقصيها أحياناً التوجهات والنزعات التعصبية للكبار ، ومهما يكن فإنني عندما أكتب للطفل الذي لم تحرفه بعد عن طبيعته الإنسانية النقية الطاهرة البريئة ، أخلاقيات الكبار اللاأخلاقية ، وعقدهم وأمراضهم وتعصباتهم اللاعقلانية ، فإنني أزرع بذور القيم الإنسانية الرفيعة والحديثة على مساحات شاسعة من الأرض البكر ، والحب واحدة من بين تلك القيم ، تتناولها قصصي ومسرحياتي ، والتي يتحرج منها العديد من كتاب الأطفال ، كأنها من المحرمات .

أسرتي الإبداعية : الأبناء

المسار : ما هي أهم الشخصيات التي ابتكرتها ؟
وأي واحدة منها الأحب إليك ؟
طلال : منذ ثلاثة عقود ونيف ، وأنا أكتب للأطفال ، وقد نشر لي " 18 " كتاباً ، في العراق وسوريا والأردن ، ونشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية أكثر من " 130 " مسرحية ، وأكثر من " 50 " سيناريو ، وبلغ مجموع ما نشرته من قصص ومسرحيات وسيناريوهات أكثر من " 1000 " ، وخلال هذه المدة ، وعبر هذا العدد الكبير من النصوص ابتكرت العديد من الشخصيات ، منها شخصية : سنجوب ، والعمة دبة ، والبلبل ، ولعل أهم شخصيتين إنسانيتين ابتكرتهما ونشرت حولهما أكثر من " 60 " قصة كانتا شخصيتا " قيس وأخته زينب " ، وقد تخيلت في إحدى قصصي عن هاتين الشخصيتين أنهما تمردا عليّ وطالبا أن أتركهما وشأنهما حتى يعيشا ويكبرا مثل بقية الناس ، وقد أسميت القصة " دعنا نكبر " .

البلبل رمز الإنسان العراقي

المسار : نعرف أن النخلة ترمز إلى
العراق ، فأي من أبطالك تعده رمزاً
للإنسان العراقي ؟
طلال : إذا كانت النخلة رمزاً مهماً ودالاً من رموز العراق ، فإن البلبل رمزي الأثير ، في كتاباتي للأطفال للإنسان العراقي ، خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة ، والبلبل هو بطل ثالث قصة كتبتها للأطفال أواسط السبعينات ، ونشرتها في جريدة " طريق الشعب " في يوم الطفل العالمي عام " 1976 " وهو أيضاً ، أي البلبل ، عنوان وبطل مجموعة قصصية تضم " 30 " قصة من المؤمل أن تنشر في اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، والبلبل في قصصي طائر ثائر محب للحياة والحرية ، يصر على التغريد والتعبير عن مكنوناته ، ويرفض الصمت الذي تفرضه قوى الظلام على الغابة .

بائع الأجنحة

المسار : عندما أنتهي من قراءة أحد نصوصك
أحسني صرت خفيفاً وأكاد أرف ، فهل احترفت
أخيراً صناعة الأجنحة ؟
طلال : الشاعرية تقصد ، إن العالم مليء بالشعر ، وهو ملازم ومرتبط بكل ما يدور حولنا من أشياء ، ومهما بدت الأحداث والأشياء تافهة وضئيلو فإنها تنطوي على كثير من الشعر ، ويقتصر عملي على اكتشاف وإظهار هذا الوجه الجميل منها .

القسوة المتناهية

المسار : باعتبارك متابعاً حد التبحر في عالم
الطبيعة ، كيف تنظر إلى هذا العالم ؟
طلال : إنني لا أنظر إلى الطبيعة " عالم النبات والحيوان وكذلك الإنسان " نظرة العالم الموضوعي ، وإنما نظرة الإنسان المفعم بالمشاعر الإنسانية والمثل العليا ، ولهذا فإنني أعتبر الطبيعة مبنية على القسوة المتناهية ، البعيدة عن المشاعر والمثل ، فالكائنات النباتية منها والحيوانية ، يعيش بعضها على البعض الآخر ، وتقوم أساساً على سفك الدماء والافتراس ، ولعل البطل الأول في سفك الدماء والافتراس هو الإنسان ، فبقدر ما هو جميل وذكي ومبدع فإنه أيضاً وحش ، وتاريخ العالم المليء بالحروب والمجازر والإبادة يشهد على ذلك ، وفي قصصي الموجهة للأطفال أحرص بشدة على التنبيه إلى تلك الوقائع القاسية ، إنني أكره أن ندع الطفل يغمض عينيه في نص جميل ، عندما يغادره يجد العام مختلفاً .. لكن العزاء أن بين هؤلاء البشر وجد ويوجد دائماً أمثال : بيتهوفن ، واحيقار ، واورنيكا ، والجواهري ، وكوران ، وايسوب ووو ..





جريدة المسار ـ الموصل
30 / 8 / 2005








بعد أن أنجز نشر ألف نص ونص

كاتب الأطفال طلال حسن : أستقي فكرة
العمل القصصي أو المسرحي من أعماقي
وليس لي شيطان أدبي


الموصل ـ التآخي ـ فوزي القاسم

لعل الصدفة وحدها التي جعلت إجراء هذا اللقاء يترافق مع احتفال كاتب الأطفال طلال حسن بإنجازه مرحلة يعدها مرحلة متقدمة من مراحل مسيرته الأدبية على طريق أدب الأطفال . فقد بلغ ما نشره حتى الآن ألف نص ونص توزع بين الرواية والقصة المصورة والسيناريو والمسرحية .. ولكن أغلب ما كتبه من هذه النصوص كان موجهاً للأطفال والفتيان ، أعود لأقول بأني دعوته لإجراء لقاء معه فإذا به يفاجئني بدعوته لأشاركه الاحتفال بعد أن كان قرر أن يحتفل لوحده بهذا الإنجاز .. فعلى مدى واحد وثلاثين عاماً تمكن هذا الكاتب الدؤوب من أن يحقق هذا الكم والنوع من النصوص . وكما يقوا فإن مسيرة الألف قصة تبدأ بقصة ، حيث نشر أول قصة في مجلة المزمار وكانت بعنوان " العكاز " فيما كانت آخر مسرحية للأطفال بعنوان " الطبيبة " قد نشرها في شهر آب " 2006 " في جريدة " دجلة " الموصلية وهي التي جلست على مقعد العدد الواحد بعد الألف وهو بهذا كأنه أراد أن يجعل من نصوصه الأدبية التي كتبها أن تتواءم مع قصص " وحكايات ألف ليلة وليلة " عدداً وتنوعاً ، التقت به التآخي وكان لنا معه هذا اللقاء :

• ـ هل كنت تتوقع أن تصل بإنتاجك
الأدبي إلى هذا العدد ؟
أجاب بعد أن دفع قليلاً بجسده إلى الوراء وقد أخذت منه الأيام ليتكىء على لوح الكرسي وهو يحاول أن يتذكر ـ: مما أذكره أنني في بداية الثمانينات اقتنيت كتاباً باللغة الانكليزية يضم " 365 " قصة وقصيدة ، وبعد أن قراءته تمنيت أن أو أتمكن من انجاز مثل هذا العدد من النصوص حياتي ، .. ويضيف .. ورغم أني لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذا العدد لأنه كان ـ أمنية ـ ولكن ها أنا بعملي المتواصل الدؤوب أنجز نشر أضعاف هذا العدد .
• ـ كيف اتجهت للكتابة للأطفال ؟
ـ لعل المصادفة هي التي قادتني عامة إلى أدب الأطفال ، وفي مقدمته مسرح الأطفال ، ففي أوائل السبعينات كنت أحاضر في مدرس أم المعونة الابتدائية في الموصل ، فطلبت مني مديرة المدرسة ـ وكانت راهبة ـ أن أكتب مسرحية للأطفال ليقدمها التلاميذ بمناسبة أعياد الميلاد المجيد فاعتذرت قائلاً : إنني لا أكتب للأطفال وإنما أكتب للكبار . فردت ببساطة : من يكتب للكبار يستطيع أن يكتب للأطفال أيضاً . يتوقف قليلاً قبل أن يكمل ليقول : وكأنها استفزتني رغم بسلطة قولها ، وفعلً فقد كتبت لها خلال أيام مسرحية مؤلفة من مشهدين اخترت لها عنوان " الأطفال يمثلون .. " وهذه أول مسرحية أكتبها للأطفال وقد أخرجها في حينها الفنان الموصلي المعروف علي إحسان الجراح . ثم ترجمت إلى اللغة الكردية ونشرت في مجلة " كاروان " في أربيل في عام " 1989 " . ويستطرد في الحديث ليضيف : وللمصادفة أيضاً دورها في مجال اهتمامي بقصة الطفل ، ففي الموصل وفي العام " 1974 " على الأغلب صادفت أخي المبدع النشط حسب الله يحيى في شارع النجفي ـ وهو شارع يكتظ بالمكتبات ـ فطلب مني أن أقرأ قصة للأطفال ستنشر له قريباً في مجلة " المزمار " وكانت وقتها جريدة ، وكانت القصة بعنوان " النهر " ، وقرأت القصة فعلاً وقلت في نفسي أنني أستطيع كتابة ما يماثلها ، وفي اليوم التالي كتبت قصة " العكاز " ثم أعقبتها بقصة " البطة الصغيرة " وأرسلتهما إلى جريدة " المزمار " ونشرتا بعد فترة قصيرة ، وقد أخبرني صديق يعمل في دار ثقافة الأطفال أن الأستاذ مالك المطلبي مدير الدار وقتها أمسك بالقصتين ، وقال : " لقد اكتشفت كاتبً جديداً للأطفال " .

• ـ هل تعتقد أنك حققت كل ما تصبو إليه
في مجال أدب الأطفال ؟
ـ لا ، لم أحقق ما أصبو إليه رغم ما حققته على صعيد الكم والنوع ، لأنني من خلال جهدي أسعى إلى تحقيق الأفضل في كل ما أكتبه وخاصة في مسرح الفتيان الذي أعتبره عالماً بكراً أضرب في أرجائه بدون دليل يذكر .. ويضيف .. ولعلي أكثر كاتب عراقي بل وعربي أيضاً نشر مسرحيات للأطفال والفتيان فقد بلغ ما نشرته في الصحف والمجلات العراقية والعربية أكثر من " 160 " مسرحية .

• ـ بعد هذا الكم والنوع من النصوص
هل تمكنت من امتلاك مفردات الكتابة
المسرحية للأطفال ؟
ـ أعتقد أن سؤالاً كهذا يجيب عنه بشكل أفضل القراء المتمرسون والمشاهدون والنقاد ، ولعل الكثيرين لا يرون أن الكتاب يحكمون بحيادية وموضوعية على نتاجهم ، ونحن نعرف أن العديد من ـ الكتاب النرجسيين ـ يطلقون تقييمات على نتاجهم مبالغ فيها .. ويضيف .. ومن جهتي فأنا أحاول جهدي أن أمتلك هذه المفردات اعتماداً على قراءاتي ومشاهداتي وإن كنت أعول أساساً على ثقافتي المسرحية وما أبذل من جهود كبيرة للوصول إلى أقصى ما أستطيعه وأتمناه من إجادة .. ويبدو أنني حققت في هذا المجال الشيء الكثير وهذا ما أكده معظم الذين كتبوا عني .

• ـ كيف تلتقط فكرة النص القصصي
أو المسرحي ؟
ـ يتحدث بعض الأدباء وخاصة الشعراء عن الوحي ، وكان العديد من شعراء الجاهلة يتحدثون عن شيطان الشعر ، أما أنا فليس لي شيطان ولا وحي وإنما أستقي فكرة العمل القصصي أو المسرحي من أعماقي وما تراكم فيها من تجارب وخبرات وأحلام ، كما أستقيها من الواقع والتاريخ والأسطورة والحكايات الشعبية والتراث .. ويضيف .. وهنا أحب أن أؤكد أن تاريخ العالم هو تاريخي وكذلك حكاياته وأساطيره وتراثه وفكره و .. وأن جلّ ما كتبته ونشرته من مسرحيات الفتيان وعددها " 17 " مسرحية استقيته عن حب عميق من تاريخ العراق القديم الزاهر .. فالعراق بحق مهد الحضارات .

• ـ ما الذي يستفزك للكتابة ؟
ـ أصبحت الكتابة عندي عملاً يومياً ، عملاً لا أمله ولا أستطيع الحياة من دونه ، وكل ما حولي وأنا في معتزلي " بيتي " الذي قلما أغادره يستفزني للكتابة والتعبير عما أراه ، الجمال والقبح الخير والشر التطرف والتسامح التعصب الأعمى والحيوانية السياسية الطبقية ، ويكفي أنني نشرت ثلاثة كتب للأطفال عن القضية الفلسطينية كما كتبت عشرات بل مئات القصص التي أدين فيها الحروب المجنونة والدكتاتورية والاستعمار .. يتوقف عن الكلام قليلاً قبل أن يضيف وبتشدد ليقول .. أما عن الطائفية فإنني أشعر بالخجل من تناولها في عمل أدبي لأني لم أفكر أن عراقنا الرائع هذا وشعبنا المجيد خذا يمكن أن يظهر فيه مثل هذا " الايدز " .

• ـ كيف تنظر إلى النقد الموجه إلى
أدب الأطفال في العراق ، وخاصة
إلى مسرح الأطفال ؟
ـ من الصعب أن يكون عندنا حركة نقدية نشطة وجدية ومتطورة في مجال أدب الأطفال ، إذا كان أدب الأطفال وخاصة المسرح يحبوا متردداً يتقدم خطوة ثم ينكص خطوتين في أجواء من الإرهاب والدكتاتورية والشوفينية .. ولو تساءلنا هل لدينا مسرح للأطفال ؟ هل لدينا نصوص مسرحية وعروض مسرحية مستمرة ومنتظمة ومتطورة ؟ ليس في المحافظات المتباعدة فقط وإنما في العاصمة نفسها ؟ الجواب في رأيي .. لا بالتأكيد .. وعليه فإننا لا نتوقع أن يكون لدينا نقد إلا في مستوى ما لدينا من مسرح ، ومما له دلالة .. ويضيف .. إن مسرحية " ريم " التي نشرتها في مجلة الأقلام عام " 1989 " وقدمتها فرقة " النجاح " عام " 1992 " بالتعاون مع وزارتي التربية والشباب وأخرجها الفنان المعروف محمود أبو العباس قد دام عرضها خمسة أو ستة أشهر ، هذه المسرحية لم يكتب عنها " حسب علمي " سوى ناقد واحد هو الأستاذ كريم رشيد ، وقد قيمها بشكل ايجابي وأشاد بنصها واعتبرها من النصوص الناجحة في مجال مسرح الفتيان .. ويستدرك في حديثه ليقول : لا يفوتني هنا أن أثمن عالياً دور قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة في نينوى الذي كان له دور مهم في احتضان وتشجيع مسرح الأطفال في محافظة نينوى ، ففي عام " 2000 " أقام قسم المسرح وبمبادرة من الدكتور محمد إسماعيل حلقة دراسية عن مسرح الأطفال في الموصل قدمت خلالها العديد من البحوث وقد بدأها الدكتور محمد إسماعيل بتقديم مسرحية " انكيدو " التي صدرت في دمشق عن اتحاد الكتاب العرب ، وهي جزء من ثلاثية صدرت كاملة عن دار الشؤون الثقافية عام " 2004 " ومن ضمن البحوث كان بحث الأستاذ يونس عناد عن مسرح الأطفال في الموصل خلال العقد التسعيني من القرن الماضي ، وقد أحصى الأستاذ عناد عدد المسرحيات التي مثلت أو نشرت في ذلك العقد فكان عددها " 55 " مسرحية ، كان " 51 " منها من تأليفي . وفي عام " 2003 " أقام قسم المسرح في الكلية ذاتها مهرجانً لمسرح الفتيان استمر ستة أيام قدمت فيه على مدى تلك الأيام ست مسرحيات كان أربع منها من تأليفي .. يبتسم قبل أن يكمل ليقول : وقد علق أحد الزملاء ، لماذا تقولون مهرجان مسرح الفتيان الأول قولوا مهرجان طلال حسن لمسرح الفتيان .

• ـ ما هي إسهاماتك في مجال
صحافة الأطفال ؟
ـ إنني أول من بدأ صحافة الأطفال في نينوى وأولى مساهماتي أني استحدثت زاوية للأطفال في جريدة نينوى وذلك في العم " 2000 " ثم أصدرت ملحقاً من أربع صفحات لجريدة " عراقيون " التي صدرت في الموصل بعد التغيير في العام " 2003 " وكذلك في جريدة " المسار " من خلال تخصيص نصف صفحة ، وأربع صفحات للأطفال في مجلة " الطفل والأسرة " وصفحتين للأطفال في مجلة " زرقاء ـ نت " التي تطبع في لبنان طبعة عصرية .. ويضيف .. ولكن الأهم في رأيي أنني أصدرت بالتعاون مع شركة مطبعة الزهراء في الموصل أول مجلة للأطفال تصدر في العراق بعد التغيير عام " 2003 " وهي مجلة " قوس قزح " من ثماني وعشرين صفحة ملونة .


التآخي ـ بغداد
2006






طلال حسن .... وأدب الأطفال


أجرى الحوار : طالب

على نهر دجلة الخالد ،ـ وفي مدينة الموصل الحدباء ، ولد القاص طلال حسن في عام " 1939 " بمنطقة الساعة ، وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في الموصل ، عين معلماً في ناحية " القيارة " عالم " 1958 " ، متزوج وله أربعة أولاد ، أكبرهم " عمر " فنان تشكيلي في معهد الفنون الجميلة بالموصل . يعتبر هذا القاص من طليعة الأدباء والمثقفين القرن الماضي ، ومن أبرز كتاب قصص الأطفال في العراق بل وفي الوطن العربي ، حيث حقق الكثير من الانجازات ، وحصد جوائز إبداعية كثيرة من فترة السبعينات إلى وقتنا الحاضر .
الحقيقة التقت القاص طلال حسن ، وبادرته بالسؤال التالي : بداية نرحب بالأستاذ القاص طلال حسن ونقول ، أهلاً وسهلاً بك في ضيافة " الحقيقة " ، أستاذ طلال سؤالي الأول هو ..
الحقيقة : ما الذي دفعك للعمل في مجال الصحافة ؟
طلال : إنني أديب ، أديب أطفال ، قبل أن أكون صحفياً ، ولم أعمل في مجال الصحافة إلا لفترة محدودة لا تزيد عن الخمس سنوات ، في فترة السبعينات ، وفي جريدة " طريق الشعب " ، وحين أغلقت الجريدة عام " 1979 " تركت العمل في الصحافة ، ولم أعد إليها إلا عام "2000 " عندما بدأت أعد زاوية للأطفال في جريدة " نينوى " ، وبعد التغيير عام " 2003 " عملت في " عراقيون والمسار ودجلة والحقيقة ، وكذلك في مجلتي زرقاء ـ نت والطفل والأسرة ، إضافة إلى مجلة " الشبل " التي تصدر في السعودية مرتين في الشهر .

الحقيقة : ما هي أول مسرحية وأول
قصة كتبتها للأطفال ؟
طلال : " الأطفال يمثلون " كانت أول مسرحية أكتبها للأطفال ، وكان ذلك في عام " 1971 " ، وقد نشرتها في مجلة " النبراس " عام " 1976 " ، وقد ترجمت إلى اللغة الكردية ونشرت في مجلة " كروان " عام " 1989 " ، أما أول قصة فكانت " العكاز " ، وقد نشرت في مجلة " المزمار " عام " 1975 " ، وتوالت قصصي ومسرحياتي طوال أكثر من ثلاثة عقود حتى زاد ما نشرته على " 1050 " قصة وسيناريو ومسرحية .

الحقيقة : ليتك تحدثنا عن جلجامش .
طلال : لعل أهم كتاب قرأته في حياتي ، وأثر فيّ تأثيراً عميقاً هو ملحمة جلجامش ، وطالما تمنيت أن أقدم هذه الملحمة الخالدة للأطفال على شكل قصص أو رواية أو مسرحية أو سيناريو ، وأخيراً في أواخر التسعينات نجحت في كتابة مسرحية ثلاثية مستقاة من هذه الملحمة الخالدة ، وهذه الثلاثية تضم المسرحيات التالية :انكيدو ، خمبابا ، اوتونا ـ بشتم .

الحقيقة : ما هو مصير مجلة " قوس قزح "
للأطفال ، التي صدرت في الموصل
عام " 2003 " ؟
طلال : " قوس قزح " أول مجلة للأطفال تصدر في مدينة الموصل ، وهي أول مجلة للأطفال تصدر بعد السقوط في " 9 / 4 / 2003 " ، وقد صدرت ملونة بالتعاون مع مطبعة " الزهراء " لكن المجلة للأسف توقفت عن الصدور بسبب الظروف الأمنية المتردية ، وقد حاولت جهدي طوال هذه الفترة إعادة إصدارها لكن دون جدوى .

الحقيقة : ما هو دافعك للكتابة حول
القضية الفلسطينية ؟
طلال : الشعب الفلسطيني شعب ينتمي إلى أمتنا العربية الممزقة المنكوبة بحكومات دكتاتورية متخلفة ، سلبت أرضه ، وشُرد في أصقاع الأرض ، وإذا كان من حق كل شعب أن يُقرر مصيره فلماذا لا يحق للشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره ، وتكون له دولة على أرضه ؟ من هذا المنطلق ، وبسبب ما يعانيه الشعب الفلسطيني ، وتأييداً لنضاله العادل ، كتبت وأكتب عن القضية الفلسطينية ، وقد بلغ ما نشرته حول هذه القضية حتى الآن أكثر من " 65 " قصة ، من ضمنها ثلاثة كتب هي : الحمامة ، البحر ، حكايات ليث ، والكتاب الأخير صدر عن دار " كنده " في عمان ، ويضم " 32 " قصة حول الانتفاضة ، لكن عمان في الأردن الشقيق ، رفضت كلها توزيع الكتاب بسبب التطبيع مع إسرائيل .

الحقيقة : ما هي أهم الجوائز التقديرية التي
حصلت عليها على المستوى العربي ؟
طلال : حصلت على الجائزة الثانية في مسابقة الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان في أبو ظبي عن مسرحية " الضفدع الصغير والقمر " .

الحقيقة : وأخيراً من هم أهم الكتاب
الذين تميزوا في مجال قصة الطفل
وخصوصاً في العراق ؟
طلال : لقد ظهرت قصص متميزة بأقلام كتاب معروفين أمثال : شفيق مهدي ، زهير رسام ، حسن موسى ، صلاح محمد علي ، كفاح عباس ، عبد الإله رؤوف .

وفي النهاية نشكر الأستاذ طلال حسن ، وتمنياتنا لك بالنجاح والموفقية .

جريدة الحقيقة ـ الموصل
20 / 3 / 2007








حوار مع الأديب طلال حسن
الرائد في أدب الأطفال

نحن بحاجة فعلاً إلى إجراء الكثير من الدراسات
النفسية والاجتماعية واللغوية للطفل ، فما كتب وما
يكتب حتى الآن من أدب الطفل ليس في العراق
وحده بل في عموم الوطن العربي ..


في زيارة جميلة ، إلى بيت وعام الإبداع ، دخلنا بيت الأستاذ طلال حسن ، لنتعرف عليه عن قرب ، وكما عرفناه رجلاً هادئاً متماسك قوي بأفكاره ، بسيط في إجاباته ، وانتقائه للجمل والعبارات .. فهو شخصية مركبة بين الرجل الشاب والطفل الجريء ، الرأيء ، يدخل قلبك في أول لقاء ، حتى أنك تشعر في اللحظات الأولى بأنك في بيتك ومع أهلك ، وقد كان لنا معه هذا الحوار .

الضيف في سطور :
طلال حسن
تولد الموصل 1939
عضو الاتحاد العم للأدباء في العراق
عضو اتحاد الأدباء العرب
عضو مجلس أول رابطة لأدباء وفناني الأطفال في العراق
عضو نقابة الفنانين في العراق
عضو نقابة الدراميين
عضو نقابة الصحفيين

الإصدارات
ـــــــــــــــــــــــ
صدر له " 19 " كتاباً في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق .
تنشر أعماله في معظم الصحف والمجلات العربية منها : وجلة أحمد / لبنان ، مجلة أسامة / سوريا ، مجلة الشبل / السعودية ، مجلة وسام / مجلة براعم عمان / الأردن ، مجلة أطفال اليوم / أبو ظبي ، مجلة العربي الصغير / الكويت ، مجلتي والمزمار وتموز والمسيرة والنبراس والطفل والأسرة وزرقاء ـ نت وحديقتي / العراق .
نشر " 137 " مسرحية للأطفال ، و " 10 " مسرحيات للكبار .
نشر أكثر من " 930 " قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال .
أشرف على زاوية براعم نينوى في جريدة نينوى .
أشرف على زاوية الأطفال في مجلة الطفل والأسرة . رئيس تحرير مجلة " قوس قزح " وهي أول مجلة للأطفال صدرت بعد التغيير .

الحوار : الكتابة للطفل كتابة صعبة ، وشاقة جداً ، خاصة أنك تكتب مسرحيات تتطلب منك البحث الدائم عن الوسائل والمؤثرات القادرة على خلق اتصالية واسعة مع حواسه وعقله وعالمه الطفولي الخاص ، كما أنك تكتب شخصيات مسرحياتك وقصصك بيا الإنساني والحيواني ، وبين الماضي والحاضر والأسطورة والواقع ، هل لنا أن نعرف ما سبب هذه الميول وهذا اللون في الكتابة ؟
طلال : في الستينات ، عندما كانت كتاباتي تقتصر في توجهها على الكبار ، بدا لي العالم الإبداعي محدوداً ، ولعل ذلك يعود إلى محدودية عالمي الذي كانت تحكمه الاهتمامات السياسية والأيدولوجية ، وربما يعود أيضاً إلى محدودية عالم الكبار الذي تتحكم به قيم ومعضلات ومصاعب تحد من انطلاقة الكاتب وتحدد الآفاق التي يمكن أن يحلق فيها . وما إن تعرفت على عالم الأطفال ، في أوائل السبعينات من القرن الماضي ، حتى تفتحت أمامي الآفاق واسعة بسعة الأحلام ، ورحت أجوب في كل العوالم التي حرمني منها عال الكبار ، ولقد ضم عالم الأطفال هذا فيما ضم ، عوالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد والخارق والأسطوري والفانتازي ، وكذلك التاريخي ، وآه من التاريخي ، فكل مسرحيات الفتيان التي نشرتها في الثمانينات والتسعينات ، والتي تزيد عن " 15 " مسرحية طويلة كانت تاريخية ، والأدق أنها كانت في إطار تاريخي ، فطروحاتها وأفكارها واستشرافاتها معاصرة ومستقبلية ، وكم تمنيت أن أكتب ملحمة كلكامش ، وأقدمها للأطفال ، وقد كتبتها بالفعل في ثلاثية مسرحية ، نشر الجزء الأول منها " انكيو " في اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام " 1999 " ونشرت الأجزاء الثلاثة كاملة في بغداد عام " 2004 " نشرتها دار الشؤون الثقافية في بغداد ، أما المجال أو المؤثر الجديد ، الذي أشتغل عليه الآن فهو عالم الإنسان القديم ، إنسان الكهوف ، إنه يمثل الطفولة البشرية المبكرة ، لحظة بدأت إنسانية الإنسان ، وبدأ ارتقاؤه نحو إنسان المستقبل ، عبر التاريخ الإنساني المليء بما يشوه كلمة " إنسان " والمليء أيضاً بما يؤشر إلى ما يمكن أن يكون عليه إنسان المستقبل من رقي وتقدم وإنسانية ، وقد أنجزت في هذا المجال مؤخراً كتابة " 20 " قصة قصيرة عن إنسان الكهوف ، كما كتبت عنه رواية تقع في حوالي " 60 " صفحة .

ـ الحوار : ما هي آخر مشاريعك وانجازاتك ؟
طلال : من جديدي هذا العام ، الذي أسميته عام " أغنية التم " ، فإنني وضعت نفسي في مواجهة تحد انجازي كبير ، كنت حققته عام " 1991 " ، وكان رقماً قياسياً بالنسبة لي ، وقررت نجاوزه ، فقد حققت في ذلك العام كتابة " 272 " قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال ، فقررت في عام " أغنية التم " ما لا يقل عن " 365 " قصة وسيناريو ومسرحية ، أي بعدد أيام السنة ، وقد أوشكت على تجاوز هذا الرقم ، رغم إننا مازلنا في أواسط هذا العام ، أشبه نفسي أحياناً " بطائر الدج " ، الذي يبدأ تغريده مع بداية العاصفة ، وكلما اشتدت العاصفة يرتفع صوته وتغريده ، وهل أشد الآن من وأخطر من العاصفة التي تضرب حياتنا وحياة شعبنا وحياة الأعز .. العراق .

ـ إن ما هو مفهوم في أدب الأطفال ،
إنه شاسع ومركب ومعقد ، وخاصة ما
يتصل منه باللغة لأنها الأداة التي بها
يتوجه الخطاب إلى الفئة العمرية الصغيرة ؟
طلال : إن اللغة في الحقيقة ليست المعيار الوحيد الذي يحدد الفئة العمرية التي يتوجه إليها النص الطفلي ، فالموضوع وأسلوب معالجته هما معياران قد لا يقلان أهمية عن المعيار اللغوي ، فضلاً عن تنفيذ هذا النص تصويراً وتصميماً في صحيفة أو مجلة أو كتاب ، وعلى صعيد آخر نحن بحاجة فعلاً إلى إجراء الكثير من الدراسات النفسية والاجتماعية واللغوية للطفل ، فما كتب وما يكتب حتى الآن من أدب الطفل ليس في العراق وحده بل في عموم الوطن العربي .

ـ الحوار : ماذا تقول في مسألة أن هناك
البعض يعتقد ممن يمارسون الكتابة للطفل أن
أي عمل أدبي يكون للأطفال دور فيه هو أدب أطفال ؟
طلال : علينا منذ البداية أن نفرق بين أدب يكتب للأطفال ، وأدب يكتب عن الأطفال ، فمن المعروف أن هناك روايات عربية وعالمية أبطالها من الأطفال منها : الجزء الأول من رواية " الأيام " لطه حسين ، واولفرتوست لدكنز ، وطبل من الصفيح لغونتر غراس ، وتوم سوير لمارك توين ، وأنا معك أن بعض أدبائنا يخلطون بين الكتابة للأطفال والكتابة عن الأطفال ، فليست كل قصة أو رواية أو مسرحية بطلها طفل تكون نص أطفال .
ـ الحوار : لطالما دعونا إلى تحرير أدب
الطفل من عقد وترسبات وأوهام وآلام الكبار
، فهل في الوسع ، إنتاج أدب طفلي سليم في
مجامع يعنى بها الأدباء ؟
طلال : يرى بعض النقاد ، وربما بعض كتاب الأطفال ، أن لا يحمل قراء من الأطفال هموم الكبار وانشغالاته السياسية والفكرية والاجتماعية ، أي أن عليّ مثلاً أن لا أحدثهم عن الواقع الرهيب الذي يعيشونه وأن لا أحدثه عن القضية الفلسطينية والاستعمار والصهيونية والعنصرية والتفرقة ، وأن لا أحدثهم عن الفقر والتمييز والفوارق الطبقية والخرافات التي تفترس إنسانيتهم ، وأن عليّ فقط أن أحدثهم عن كل ما يفرحهم ويمتعهم ، ألا أكون بهذا قد كذبت عليهم وضللتهم ؟ أليست الهموم التي يواجهها الكبار الآن سترحل ليواجهها الأطفال أنفسهم في المستقبل ؟ لقد قلتها مرة في لقاء أجرته معي جريدة " السياسة الكويتية : عليّ أن أهز الطفل لا أن أهدهده ، عليّ أن أجعله يفتح عينيه على الواقع كما هو لا أن يغمض عينيه وأعرض أمام مخيلته الغضة شريطاً مفرحاً ملوناً بألوان الفيتافزيون ، ولكن عليّ أيضاً أن لا أثبطه وأبث فيه روح اليأس بل عليّ أن أقول له الحقيقة ، وأبعث في دواخله روح الأمل وحتمية التغيير وتجاوز الصعاب والوصول إلى الأفضل . وأنا معك إن الظلم والقهر والخوف والهوان الذي يلحق بالآباء يقلل فرص تقيق طفولة سليمة ، ويبرهن ذلك على جدلية هذه العلاقة القديمة ، النضال ضد أسباب الظلم والقهر والخوف هو نضال من أجل طفولة سليمة ، والنضال من أجل طفولة سليمة يتمثل في النضال ضد تلك العامل .

الحوار : هل من كلمة أخيرة .
طلال : لن أدع الطفل يغمض عينيه في نص جميل عندما يغادره يجد العالم مختلفاً ، وسأظل أكتب للطفل ما يسره ويفرحه ، ويعيش طفولته لحظة بلحظة .

الحوار : شكراً للأستاذ المبدع طلال حسن على هذه الأوقات الجميلة ، التي أرجعتنا ذاكرتنا إلى طفولتنا ، وإلى هذه الأوقات التي عشنا فيها طفولة جميلة .


مجلة الحوار ـ أربيل
تموز ـ 2006





مع القاص طلال حسن

الدكتور : قيس فاضل النعيمي


أديب ومثقف عراقي من مدينة الموصل ، كان له الدور الفاعل منذ بداية الستينات في القرن الماضي مع طليعة من أدباء ومثقفي هذه المدينة المعطاء بالأدب والثقافة من خلال ظهور اسمه لأول مرة في كتابة القصة والنقد في صفحات المجلات والصحف المحلية ومنه صحيفة فتى العراق ، كما عرف أنه ذو شخصية تتميز بالهدوء والصبر من خلال طبعه وسلوكه الهادىء وقد انعكس ذلك على احترام الآخرين له .
ولد القاص طلال حسن عام " 1939 " في محلة الجولاق " الأوس " القريبة من منطقة الساعة بالموصل ، إذ عاش ربيعها وشتاءها وصيفها وتقلبات الأيام فيها بكل طيبها وقسوتها مع أهلها الطيبين ومشهدها الثقافي والاجتماعي ، وبعد إكماله الدراسة في مدارس الموصل الابتدائية والمتوسطة والثانوية عام " 1958 " التحق بالدورة التربوية ليتخرج معلماً وعين في مدرسة ابتدائية في القيارة ثم انتقل بعدها إلى مدرسة ميسلون إلى أن أحال نفسه على التقاعد عام " 1986 " ليتفرغ للكتابة والإبداع . أما عن كتاباته لقصص الأطفال والذي سماه مشروع عمري فقد بدأت انطلاقته الأدبية في بداية السبعينات في القرن الماضي ، عندما كان يحاضر في مدرسة أم المعونة الأهلية ، إذ طلبت منه مديرة المدرسة حينذاك أن يكتب لها مسرحية للأطفال ، فكانت باكورة مسرحياته بعنوان " الأطفال يمثلون .. " التي عرضت على مسرح قاعة الربيع فلاقت إعجاب الكبار والصغار على حد سواء ، وكانت الحافز الأول في دفعه إلى كتابة القصص والمسرحيات للأطفال ، إذ أعجب القاص طلال حسن بكتابات من سبقوه في هذا المجال وتأثر بهم أمثال زكريا تامر وليلى صايا ودلال حاتم وعبد التواب يوسف ، كما تأثر بكتاب عالميين أمثال كرلوف وأندرسن وايسوب ولندا ملفيا فضلاً عن كتاب أدباء سوفييت متخصصين بالكتابة للأطفال .
أما إبداعه في النشر فقد نشلا أكثر من " 1000 " قصة وسيناريو ومسرحية ورواية للأطفال وقد أصدر منها كتاباً وأكثر من " 165 " مسرحية للأطفال والفتيان ، ومن خلال هذا العدد لا أعتقد أن كاتباً عراقياً أو عربياً نشر بكم هذا العدد من مسرحيات الأطفال منها " 7 " كتب صدرت له في سوريا ، و " 5 " منها صدرت عن اتحاد الكتاب العرب كان آخرها مسرحية تحمل عنوان " الإعصار " أما باقي إصداراته فكانت عن دار ثقافة الأطفال في بغداد ، وفي الأردن صدرت له مجموعة قصصية بعنوان " حكايات ليث " وتضم " 32 " قصة للأطفال ، أما محطات نشره فكانت أهم الصحف والمجلات العراقية والعربية منها مجلتا " أحمد وتوته : اللتان تصدران في لبنان ، ومجلة " أسامة " التي تصدر في سوريا ، ومجلة " براعم عمان " التي تصدر في عمان ، ومجلة " الشبل " التي تصدر في السعودية ، ومجلة " العربي الصغير " التي تصدر في الكويت ، ومجلة " ماجد " التي تصدر في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة فضلً عن مجلات عراقية معروفة أمثال مجلتي والمزمار والمسيرة وصديقي وحبيبي فضلاً عن الصحف المعروفة سابقاً ومنها الثورة والجمهورية والقادسية والتآخي والحدباء وطريق الشعب ونينوى وعراقيون والمسار فضلاً عن أهم الصحف الأردنية منها الرأي والدستور .
حصل القاص طلال حسن على عدة جوائز وتقديرات ثمناً لإنجازاته الأدبية من خلال إصداراته آنفة الذكر ، منها تكريمه من وزارة الثقافة والإعلام عام " 1980 " وفي عام " 1982 " كرم من الوزارة نفسها ، كما كرم من نقابة الفنانين ومعهد الفنون الجميلة واتحاد أدباء العراق ومركز دراسات الموصل وكلية الفنون الجميلة فضلاً عن فوزه بالجائزة الثانية في مسابقة الشيخة فاطمة بنت هزاع ال نهيان في مسرحية " الضفدع الصغير والقمر " في أبو ظبي ، وقد فاز بالجائزة الأولى في مسابقة المسرحية التي أقامتها دار ثقافة الأطفال عام " 2004 " عن مسرحية " احيقار " ، كما فاز عام " 2005 " بالجائزة الثانية التي أقامتها الدار نفسها ، لمسابقة كتابة السيناريو وعندما سألت القاص طلال حسن عن الفرق بين الكتابة لأدب الكبار عن أدب الأطفال بقوله : هناك اختلافات كثيرة ، سواء في اللغة أو البناء أو المضمون ، وهذا ما أنفذه فعلاً ، وإن أغلب ما يقدم للكبار يمكن تقديمه للأطفال بصيغ مختلفة ومناسبة طبعاً ، حتى أن أحد كتاب الأطفال المعروفين في العراق هو الدكتور شفيق مهدي قال عني في إحدى مقالاته ، بأنني أتناول في بعض أعمالي موضوعين قلما يتناولهما أديب أطفال وهما " الحب والموت " .
وعبر عن رأيه في أن تكون للموصل مجلة للأطفال ، قال : إن محافظة نينوى محافظة الإبداع والمبدعين تفتقر إلى مجلة للأطفال ، علماً أن زاخو تصدر مجلة للأطفال ، وفي دهوك تصدر ثلاثة مجلات للأطفال ، بينما لا تصد في الموصل مجلة واحدة ، وقد كان لنا في الموصل تجربة رائدة في هذا المجال ، ففي عام " 2003 " أصدرتُ بالتعاون مع مطبعة الزهراء مجلة للأطفال في " 28 " صفحة ملونة ، أبدعها ونفذها كتاب وفنانون من الموصل ، لكن الظروف المعروفة في العراق حالت دون توزيعها ، فتوقفت للأسف وقد حاولت مع جهات عديدة إصدارها لكن دون جدوى .




فتى العراق ـ الموصل













طلال حسن يتحدث ل " الزمان " عن
الفرق بين الكتابة للأطفال وعنهم :


الصفات الإنسانية تروّض حتى الوحوش

في مخيلة الطفل

حوار : سامر الياس

موقف ترك في مخيلتي أثراً عميقاً ، حينما أمسكت معلمة مدرسة طبشورها الأبيض لتكتب حكمة أسبوع ما على اللوح الأسود عبارة " التلميذ أمانة والمعلم راعيها " ، ولا أدري لماذا جاءت حروف تلك العبارة وأبرزت نفسها في مخيلتي من جديد حينما حزمت أوراقي لألتقي المتخصص بقصة الأطفال طلال حسن حينها أدركت كم أمانة أؤتمن عليها هذا الشيخ من خلال الكم الذي تركه من قصص خاصة مستلة من عالم البراءة ليضعها على مائدة ذلك الكائن الرائع حتى بلغت عشرون كتاباً طبعت في بلدان مختلفة منها سوريا والأردن وأبو ظبي فضلاً عن العراق وكانت البداية مع كتاب " الحمامة " الذي أصدره عام " 1976 " والكتاب الذي حمل رقم " 20 " والذي حمل عنوان " قلنسوة من أجل دبدوبة " والذي صدر عام " 2006 " وأفصح عن اعتزازه به حيث رسم رسومات الكتاب الراحل مؤيد نعمة .
كما قدم لمسرح الطفل ما يربو على " 200 " مسرحية ناقشت عالمهم وتناغت مع أسئلتهم التي امتزجت بالبراءة والصدق كما منح مسرح الكبار عشر مسرحيات فيما تضمنت سيرته الإبداعية حصوله على جوائز تقديرية منها ما كان مختصاً بمسابقة الطفل المقامة في أبو ظبي عام " 2000" حينما نال جائزتها الثانية عن نصه " الضفدع الصغير والقمر " كما نال جائزة دار ثقافة الأطفال عن سيناريو " لصوص التاريخ " في المسابقة المختصة بسيناريوهات الأطفال عام " 2005 " وتفاصيل أخرى تضمنتها السيرة الإبداعية وضمتها سطور حواري معه عبر عجلة السؤال والجواب التي دارت بهذه الحصيلة :

• ـ كيف تتعامل مع التأثير الذي تتركه
الشخصيات التي تستعين بها في قصصك
خاصة إن المتلقي لها هو في عمر الزهور ؟
ـ خلال مسيرتي مع عالم القصة ابتكرت العديد من الشخصيات لعل منها ما ترك تأثيرً ايجابياً أذكر منها قصص " قيس وزينب " التي بدأت أولى مغامراتهم عبر قصة نشرتها في جريدة " طريق الشعب " عام " 1978 " ونشرت قصة أخرى من وحي هاتين الشخصيتين في مجلة " أسامة " السورية في العام التالي كما جمعت المجلة المذكورة ثلاث قصص أخرى ونشروها في كتاب معنون " حكايات قيس وزينب " وبالنسبة لهاتين الشخصيتين فهما قد نمتا بالتدريج واستقرتا على سمات معينة ومحببة خاصة لدى أوساط الأطفال ومنها الذكاء والطرافة والتعاون مع الآخرين بالإضافة إلى حب المعرفة وخلال الأعوام السابقة نشرت " 70 " قصة ، وقب عامين ابتكرت شخصية أخرى أطلقت عليها " توتو " وهي طفلة صغيرة دون سن الروضة وأنا شخصياً أحب الكتابة عن مثل هذه النماذج لأنها تمثل الطفولة ببراءتها وتفكيرها وتطلعاتها وكتبت أكثر من " 90 " قصة تمحورت حول الشخصية المذكورة معتمداً فيها تقنية القصة القصيرة جداً وقد نشرت أغلبها في الصحف والمجلات كما أن الأيام القادمة ستشهد إصدار " 16 " قصة سيجمعها كتاب معنون ب " حكايات توتو وقطقوطة " مع رسوم جميلة بريشة الفنان عمر طلال والكتاب سيصدر عن مؤسسة مدارك البغدادية .

• ـ إذن ما هي آلياتك إزاء التعامل مع
الشخصيات الخطرة والبدائل التي تتخذها
للحد من الصورة التي تتركها في مخيلة الطفل ؟
ـ الشخصيات الخطرة أو بصورة أدق الحيوانية الخطرة تبدو في كتاباتي ذات صبغة إنسانية أو أنسنها لأحافظ على سماتها وطبائعها وحياتها في بيئتها ومن خلال السمات أحاول أن أوجز صفاتها في عظة معبرة أقدمها للطفل أو أن أحاول تغيير انطباع بعض الشخصيات والتأثير الذي يمكن أن تمنحه البيئة لها فمثلاً طائر البومة هو في الموروث الشعبي طائر نذير شؤم لكنها في التراث العالمي تعتبر رمزاً للحكمة وقد قدمتها في قصة عنونتها ب " البومة الصغيرة " ككائن يحاول التخلص من انطباع الآخرين ويذكرهم بفائدته والتي منها قضائه على الحشرات الضارة والقوارض .

• ـ وهل تستخدم الموروث الشعبي
والحكايات المستلة من التاريخ وهل
لتلك الحكايات تأثير ايجابي على تعليم
الطفل وإتقانه للغته ؟
ـ لا يتحدد التراث عندي بالتراث المستل من الموروثات الشعبية العراقية والملتصق بالتاريخ العربي عموماً ، لكن التراث الذي أعنيه هو تراث البشرية ومن حقي بلا من واجبي أن أعرف الطفل على هذا التاريخ الغني وأقول له عبر تلك الحكايات بأنك إنسان تنتمي للبشرية بغض النظر عن المكان والبيئة وعليك أن تنهل من هذه البشرية ما هو مفيد ونافع وتترك الميت فيه وأعتقد بأن أدب الطفل هو أدب ينطوي على رؤية تعليمية يتقن خلالها الطفل اللغة والمثل العليا وكل ما يفيده وينفعه في حياته المستقبلية وفي الجانب الآخر ينبغي على كاتب هذا الأدب تقديمه للمتلقي بفنية عالية .

• ـ كيف ترى تعامل المؤسسات
المعنية بأدب الطفل وكيف تجد
تعاملها مع المبدع العراق ؟
ـ قبل أن أرد على سؤالك لابد من عودة لبداية السبعينات وبالتحديد مع انطلاقة مجلتي والمزمار حيث تزامن انطلاقتهما ولادة جيل رائد ومبدع في مجال أدب الطفل حيث قدم هذا الجيل أعمالاً كبيرة خلال تلك الفترة وعدتها النخبة من أهم ما قدمه الأدباء العرب في مجال أدب الأطفال لكن مع ذلك تأثر هذا الجيل بالواقع السلبي الذي بلورته الحروب وفترة الحصار فانعكس على واقع المؤسسة الأدبية فأدى إلى ضعفها ففي حين كانت مجلتي والمزمار تصدر أسبوعياً وبواقع منتظم فضلاً عن إصدار دار ثقافة الأطفال لوالي " 100 " عنون سنوياً فإن واقعه اليوم عكس تلك الفترة تماماً مما جعلها غير قادرة على النهوض بنفس الوتيرة بسبب عدم دعم وزارة الثقافة لها وتنشيطها بواقع يلبي رغبة الطفل الثقافية في الوقت الذي اضطلعت بأداء هذا الواجب بعض المؤسسات الأهلية والمدعومة من جهات مختلفة وهذا ما يمنحنا شعوراً بجعل العجلة تعاود دورانها إلى أمام ومما يجدد طاقتها بالشكل الايجابي .

• ـ في ملعب من تلقي مسؤولية إنشاء
صالونات ثقافية متخصصة بأدب الطفل
وتخلق جيلاً إبداعياً من هذه الخامات ؟
ـ تبدو مسؤولية رعاية الطفل والاضطلاع بثقافتهم ذات حدود كبيرة وواسعة وذو محاور متعددة أذكر منها المدرسة والأسرة والمؤسسات المعنية بثقافة الطفل فضلاً عن المراكز التي تهتم بالطفولة وتعني بها بما في ذلك رعاية مواهبهم وإنماء مداركهم لذلك لا يوجد ملعب معين أرمي به كرة المسؤولية لأنها مسؤوليتهم وإذا وجد تقصير ما في جهة من هذه الجهات فتنعكس بالسلب على الجهات الأخرى .

• ـ هل لقصص الأطفال القدرة على
التنشئة السليمة للجيل الجديد تماماً كالدور
الذي تلعبه الرسالات السماوية ؟
ـ ثقافة الأطفال وبما تعنيه هذه الكلمة من أدب وفنون متنوعة لها القدرة الكبيرة على تشكيل عجينة الطفل تماماً كالرسالات السماوية العظمى لأنها تحض على المثل والقيم العليا فيما يختار الأدب والفن جمالية الحياة ليقدمها بقالب يتحسس تلك الحياة وقيمتها والحرص عليها والحوار مع الآخر بشكل حضاري ومتقدم .

• ـ يصف البعض مشروع الكتابة للطفل
بأنها مهمة صعبة وشائكة فلماذا تتأتى
هذه التوصيفات من قبل بعض الأدباء ؟
ـ لا أجد فرقاً ملموساً بين الكتابة سواء كانت للكبار أو للأطفال ففي أي مجال إبداعي سواء كان شعراً أو قصة أو مسرحاً أو .. أو .. فكلها تعتمد على الموهبة أولاً ومن جانبي كتبت في بداياتي لفئة الكبار القصة القصيرة والمسرح والمقالة ولكنني وجدت مدادي يحول بوصلته لعالم الأطفال فأسالها بمئات من النتاج الإبداعي الذي تنوع ما بين قصة ومسرحية وسيناريوهات وهذه كلها وجدتها نافذة منحتني السعادة التي لم أجدها في عالم الكتابة للكبار وأنا أتفق مع الآراء التي تؤكد صعوبة أدب الطفل لكنني في الجانب الآخر أؤكد مرة أخرى على الموهبة والجدية والدأب المستمر فبدونها لا يستطيع الكاتب إنتاج أدب جيد .

• ـ ولكن محاور أدب الأطفال لها محاور
شائكة وتكمن صعوبتها في عدم الخوض
فيها كمحوري الموت والحب ؟
ـ أذكر مرة أن الدكتور شفيق مهدي كتب عني في إحدى الصحف متناولاً تجربتي الإبداعية بالتفرد بتناول موضوعين يبدوان شائكين في أدب الطفل وهما ما عنيتهما في سؤالك كالموت والحب وأنا بدوري أجد أن مواضيع أدب الأطفال لا تصلح إلا إذا قدمت بشكل مناسب وكنت قد كتبت الكثير من القصص التي تمحورت في موضوعة كالحب وقد رفضت نشرها بعض المجلات ومنها مجلة " أحمد " اللبنانية بدعوى أن الأطفال لا يتحسسون هذا الموضوع وعلينا كأدباء تجنبه أما موضوعة الموت وهو الموضوع الذي يثير حساسية أكبر فعلينا تقديمه بشكل مناسب للأطفال متوخين دقت متناهية في التطرق للموضوع وعبر هذا التقديم علينا أن نجعل الأطفال مدركين حقيقة أن العالم الذي يعيشونه ليس بالوردية وعلينا أن نعيشه بواقعية صادقة حتى يتسنى للطفل أن يقدر على التغيير بما يحقق الإبداع والتفرد.


جريدة الزمان ـ لندن
15 / 1 / 2009















أديب الأطفال طلال حسن

صحافة الأطفال تزدهر في نينوى

حاوره : حمدي حميد

يعد طلال حسن واحداً من أهم كتاب الأطفال في العراق ، ولعله أكثر كاتب عراقي له حضوره في المشهد الأدبي العراقي ، في مجال أدب الأطفال ، فكتاباته تنشر في سوريا ولبنان والسعودية والكويت وأبو ظبي والعراق ، وهذا لقاء مع طلال حسن حول مجمل تجربته الواسعة والمثمرة في ميدان أدب الأطفال .

• ـ أنت كاتب أطفال معروف ، هل
كانت كتاباتك الأولى للأطفال ؟
طلال : رغم أنني كتبت الكثير للأطفال ، وخلال عقود عديدة من الزمن ، حيث كتبت لهم القصة والسيناريو والقصة المصورة والمسرح ، إلا أنني بدأت كاتباً للكبار وليس للصغار ، وقد كتبت القصة القصيرة والمسرح والمقالات النقدية ، بل وعملت لسنوات في الصحافة ، لن حبي الكبير كان وسيبقى لأدب الأطفال .

• ـ ما الذي جعلك تترك أدب الكبار ،
وتتجه للكتابة للأطفال ؟
طلال : لم أترك أدب الكبار تماماً ، فما زلت أكتب لهم القصة القصيرة والمسرحية ، بل مازلت أكتب للصحافة ، لكن أكثر ما أكتبه ، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود ، هو للأطفال ، ولعل توجهي للأطفال متأتي من حبي لهم ، وقربي إليهم ، فقد عملت في التعليم حوالي " 28 " عاماً والأهم أن أدب الأطفال فتح أمامي آفاق واسعة ، ومنحني حرية كبيرة ، لم يستطع أدب الكبار أن يوفرها لي .

• ـ هل عُرضت بعض كتاباتك
المسرحية على المسرح وفي التلفزيون ؟
طلال : من المؤسف أن الفرق المسرحية والعاملين في التلفزيون ، قلما يلتفتون إلى مسرح الأطفال ، لكن مع ذلك أخرجت العديد من مسرحياتي على خشبة المسرح ومنها : مسرحة الأطفال يمثلون ، وكانت من إخراج علي إحسان الجراح ، ومسرحية " الوسام " التي قدمت مراراً على المسرح وفي التلفزيون ، ومسرحية " غابة اليوتوبيا " من اخرج جمعة زغير ، كما قدمت مراراً في الموصل وبغداد ومحافظات أخرى ومسرحية " ريم " التي قدمتها فرقة " النجاح " في بغداد ، بالتعاون مع وزارتي التربية والشباب ، وأخرجها الفنان محمود أبو العباس ، واستمر عرضها شهوراً عديدة ، ومسرحية " اشتار " التي قدمت في بغداد باسم مغاير ، وبدون علمي ، ومثلت فيها هاديا حيدر وعزيز كريم ، ودام عرضها عدة شهور ، وفي كلية الفنون في الموصل قدمت لي الكثير من المسرحيات ، ومن إخراج أساتذة فنانين من بينها : مسرحية اشتار ، ومسرحية الملك البديل ، من إخراج الدكتور محمد إسماعيل ، ومسرحية " الضفدع الصغير والقمر " من إخراج الأستاذ عباس علي ، كما أخرجت لي مسرحيات أخرى كن بيتها : من الجاني ؟ واللؤلؤة ، والنبع الجديد ، وجحا .

• ـ ما هو أول عمل لك للأطفال ؟
طلال ـ أول مسرحية للأطفال كانت مسرحية " الأطفال يمثلون .. " ، وقد مثلت عام " 1971 " ونشرت في مجلة " النبراس " عام " 1976 " ، وأول قصة نشرتها للأطفال كانت " العكاز " ونشرت في مجلة " المزمار " عام " 1975 " ، أما أول كتاب صدر لي فهو كتاب " الحمامة " وكان حول القضية الفلسطينية ، وقد رسمه لي الفنان المبدع صلاح جياد .

• ـ كم يبلغ عدد ما نشرته في مجال أدب الأطفال ؟
طلال : لقد نشرت طوال أكثر من ثلاثة عقود ما يزيد على " 1250 " قصة وقصة مصورة وسيناريو ومسرحية من ضمنها أكثر من " 220 " مسرحية للأطفال بينها " 33 " مسرحية للفتيان ، أما عدد الكتب التي صدرت لي داخل العراق وخارجه ، فهي تزيد عن العشرين كتاباً ، وقد نشرت في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق ، ولي الآن أربعة كتب تحت الطبع .

• ـ ما هي الجوائز وشهادات التقدير
التي حصلت عليها ؟
طلال : حصلت على العديد من الجوائز داخل العراق وخارجه منها : الجائزة الثانية في مسابقة " مسرح الطفل العربي " في أبو ظبي عام " 2000 " ، والجائزة الأولى في مسابقة " مسرح الطفل " في دار ثقافة الأطفال عن مسرحية " احيقار " ، والجائزة الثانية في مسابقة " سيناريو الأطفال " التي أقامتها دار ثقافة الأطفال عام " 2006 " عن سيناريو " لصوص التاريخ " ، والجائزة الثانية في مسابقة " مسرح الطفل " التي أقامتها دار ثقافة الأطفال في بغداد بمناسبة مرور " 40 " عاماً على تأسيس دار ثقافة الأطفال عن مسرحية " وداعاً جدي " ، أما شهادات التقدير فقد نلت العديد منها من : نقابة الفنانين ، واتحاد الأدباء ، وجامعة الموصل ، ومركز الدراسات ، وجريدة عراقيون وغيرها .

• ـ من هم أبرز كتاب الأطفال في
العراق والعالم العربي ؟
طلال : لعلي لا أبالغ إذا قلت أن كتاب الأطفال العراقيين ، كانوا أبرز الكتاب العرب في هذا المجال ، لكن أدب الأطفال وكتابه أصيبا بضربة موجعة ، منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية ، ولم يستعيدا عافيتهما رغم مرور سنوات عديدة على تغيير النظام ، أما أبرز كتاب الأطفال فهم من العراق : شفيق مهدي وفاروق يوسف وحسن موسى وميسلون هادي وندوة حسن ووجدان عباس وزهير رسام ، ومن سوريا ليلى صايا ودلال حاتم وزكريا تامر وسليمان العيس ، ومن مصر سمير عبد الباقي وعبد التواب يوسف ومحمد منسي قنديل .
• ـ هل ترجمت بعض أعمالك
إلى لغات أخرى ؟
طلال : ما أعرفه أن مسرحية " غابة اليوتوبيا " وكذلك مسرحية " الأطفال يمثلون .. " وعدد ليس بالقليل من قصصي ترجمت إلى اللغة الكردية ، وترحم بعضها على ما أعلم إلى اللغة السريانية ، ومنا مسرحية " سمورامات " ومثلت في دير بلبنان ، وترجمت مسرحيتي الفائزة في أبو ظبي الضفدع الصغير والقمر " إلى اللغة الانكليزية ، كما ترجمت مجموعة من قصصي إلى اللغة الانكليزية أيضاً ، وقامت بترجمتها ابنتي رشا ، وهي عضو في اتحاد الأدباء في العراق .


جريدة الإصلاح ـ بغداد
26 / 4 / 2010








الدراسات الجادة أخفقت في متابعة منجزنا

الأديب طلال حسن : الكتابة للأطفال مهمة صعبة

حاوره : سعدون هليل

أدب الأطفال ومسرحهم صنف مهم ومتميز من أصناف الأدب والفن ، وقد اهتم به الكثير من الأدباء والفنانين المبدعين ، منهم الكاتب العراقي طلال حسن ، الذي كتب العديد من المسرحيات والقصص والسيناريوهات الخاصة بأدب الأطفال .
صفحة " الثقافة " إلتقته ، وحاورته عن أدب الأطفال وما يشكله من ضرورة ملحة خاصة بعد التحولات التي طرأت على العراق والفسحة التي حصل عليها المثقفون في إرساء دعائم ثقافة وطنية متميزة ومنها ثقافة الطفل ، فكان معه هذا الحوار :

* ـ كيف تؤشر إلى القراء البدايات .
ـ لعل البعض ممن يهتمون بأدب الأطفال لا يعرفون أن أولى كتاباتي في هذا المجال لم تكن كتابة القصة أو القصة المصورة أو السيناريو ، وإنما المسرح . وقد كتبت أول مسرحية للأطفال عام " 1971 " وكانت بعنوان " الأطفال يمثلون .. " ومثلت في نفس العام بمناسبة أعياد رأس السنة ، وأخرجها لمدرسة أم المعونة الفنان علي إحسان الجراح ، وعرضت في قاعة الربيع ، وهي أكبر وأهم قاعة في الموصل ، ونشرت هذه المسرحية في مجلة " النبراس " الموصلية عام " 1976 " وترجمت إلى اللغة الكردية ، ونشرت في مجلة " كروان " في أربيل أواسط الثمانينات ، أما أول قصة كتبتها للأطفال فكانت قصة " العكاز " وكانت حول القضية الفلسطينية ، ونشرت في " المزمار " عام " 1975 " وأخبرني الأستاذ عبد الإله رؤوف فيما بعد ، أن الأستاذ مالك المطلبي ، رئيس تحرير " مجلتي والمزمار " وقتها ، أمسك قصصي الأولى التي وصلتهم ، وقال : اكتشفت كاتباً جديداً للأطفال . وتوالت قصصي في مجلتي والمزمار وتموز وكذلك في صفحة " مرحبً يا أطفال " في جريدة " طريق الشعب " التي كنت مراسلاً لها منذ أواسط السبعينات حتى أغلقت عام " 1979 " .

• ـ أنت تكتب منذ فترة طويلة ، كيف ترى
موقف الأدباء والمثقفين من أدب الأطفال ؟
ـ قلة هم الأدباء والمثقفون الذين لا يحتفون بأدب الأطفال ، أو ينظرون إليه نظرة وإلى كتابه نظرة سلبية ، ومن المعروف عالمياً ، أن كبار الكتاب في العالم أبدو اهتماماً كبيراً بأدب الأطفال ، بل وكتبوا فيه ، وكانت إبداعاتهم في مستوى كتاباتهم للكبار ، إن لم يكن أفضل ، ونذكر على سبيل المثال تولستوي ، كاتب الرواية الخالدة الحرب والسلام ، والكاتب الفرنسي الشهير اوكزوبري مؤلف رواية بريد الجنوب وأرض البشر ، الذي كتب رائعته للأطفال الأمير الصغير ، التي ترجمت إلى العربية أكثر من مرة ، ومن بين أبرز مترجميها الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف ، وعربياً لا يمكن أن ننسى كتابات الشاعر السوري سليمان العيسى ، والقاص السوري المدد زكريا تامر . ومما له دلالة أن العديد من الصحف تُصدر ملاحق للأطفال ، وغي طليعتها جريد " طريق الشعب " التي أصدرت ومنذ أواسط السبعينات صفحتها المعروفة " مرحباً يا أطفال " والتي كانت بحق مدرسة متقدمة للعديد من كتاب الأطفال في العراق ، وقد حذت حذوها العديد من الصحف ، التي تصدر حالياً ، ومنها " عراقيون ، والمسار ، ودجلة ، والحقيقة ، ومجلة التربية ،ومجلة الطفل والأسرة ، ومجلة زرقاء ـ نت " . ومن المؤكد أن الكتابة للأطفال ليست بالأمر السهل ، فلا يقدم عليها الكثير من الكتاب ، وخاصة ممن ينظرون إلى كتاباتهم بجدية ومسؤولية واحترام ، وقد التقيت بقاصنا الكبير محمد خضير في مؤتمر المثقفين في بغداد قبل سنوات ، وسألته مازحاً : ألم تكتب شيئاً للأطفال ؟ فأجابني باسماً : الحقيقة إنني حاولت ، لكني لم أرضَ عما كتبته .

• ـ لك تجربتك مع مسرح الأطفال ،
فكيف تنظر إلى مسيرتك ومسيرة مسرح
الأطفال في العراق ؟
ـ نعم ، لي تجربة في هذا المجال ، وتجربة طويلة ، بدأت منذ أوائل السبعينات واستمرت حتى الآن ، وكل ما أرجوه أن تكون قد أضافت إلى منجز المسرحيين الآخرين شيئاً له أهميته ، ومن المؤسف كما تعرفون ، أن الاهتمام بمسرح الأطفال من قيل الجهات المعنية ، كان على الدوام مزاجيً وموسمياً وتقطعاً ، مما لم يتح لهذا النمط من المسرح أن ينمو نمواً طبيعياً متدرجاً ليصل إلى المستوى الذي نتمناه .
ولعل مراجعة سريعة لما كتبه وقدمه أبرز من كتب مسرحيات للأطفال ، وهم عزي الوهاب وقاسم محمد وحسن موسى وجبار صبري العطية وناطق خلوصي ، يؤكد ما ذهبت إليه ، فمعظمهم ، ربما عدا حسن موسى ، لم يكتب سوى عدد قليل من المسرحيات لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة . أما أنا ، وربما لأني عملت في التعليم فترة طويلة من الزمن ، وكنت قريباً من الأطفال ، في مراحلهم العمرية المختلفة ، فقد كتبت مسرحيات كثيرة ، ولمختلف الأعمار ، من تلاميذ المرحلة الأولى الابتدائية ، حتى الفتيان ، طلبة المدارس الثانوية ، ويكفي أنني نشرت أكثر من " 220 " مسرحية للأطفال ، بينها و" 33 " مسرحية للفتيان ،ليس من حقي أن أحكم على تجربتي المسرحية ، فهذا من حق القراء والمشاهدين والنقاد .

• ـ واكبت بقصصك صفحة " مرحباً يا أطفال "
منذ أواسط السبعينات ، وأنت مازلت تكتب فيها ،
كيف تنظر إليها الآن ؟
طلال : لي تجربة مديدة مع صفحة " مرحباً يا أطفال ، والتي صدرت ضمن جريدة " طريق الشعب " قبل أواسط السبعينات من القرن الماضي ، وعلى قلة ما نشرته فيها وقتئذ ، حوالي " 12 " قصة ، إلا أنني كنت أكثر كاتب للأطفال نشر في " مرحباً يا أطفال " وأول قصة نشرتها في هذه الصفحة الرائدة ، كانت قصة " حدث في صيف شديد الحرارة "وهذا العنوان ليس لي قصة طويلة ، هي قصة " البلبل " وكانت القصة إدانة واضحة وصارخة للدكتاتورية ، وقد حرمني هذا " البلبل " من النشر في " مجلتي والمزمار " فترة طويلة من الزمن ، وقد رسم لي هذه القصة المبدع الراحل مؤيد نعمة ، الذي رسم لي أيضاً قصتي الأولى وكذلك قصتي الأخيرة " الشمعة " التي نشرت عام " 1979 " ، ولم يصل منها إلى مقر الحزب في الموصل سوى نسخة واحدة ، مازلت أحتفظ بها باعتزاز في أرشيفي الخاص ، وأثناء كتابتنا في هذه الصفحة ، نبهتنا هيئة التحرير إلى ضرورة تخفيف لهجتنا ، والابتعاد عما يثير الرقابة ، التي كانت على ما قيل لنا ترصد " مرحباً يا أطفال " وتتوجس منها أكثر من بقية صفحات الجريدة . والآن وقد عادت " طريق الشعب " إلى الصدور ، وعادت معها صفحة " مرحبً يا أطفال " عادت قصصي وسيناريوهاتي إلى الظهور فيها مرة أخرى ، وستبقى متواصلة معها حتى النهاية . ومهما كان رأينا ايجابياً بهذه الصفحة ، التي نمت وغدت ملحقاً من ثمان صفحات ، فإننا نأمل أن تكون أكثر تطوراً وازدهاراً ، وأن تولي أدب الأطفال قصة ، شعراً ، سيناريو ، ومسرحية ، مزيداً من الاهتمام لتساهم مساهمة فعالة في إرساء أسس وتقاليد لأدب أطفال إنساني متقدم .

• ـ كيف تنظر إلى موقف النقاد من أدباء
الأطفال وكتاباتهم عامة ؟
طلال : منذ أواخر الستينات وبداية السبعينات ، أنتج أدباء الأطفال في العراق ، الكثير في هذا المجال ، وخاصة في القصة والشعر والسيناريو ، ولم يواكبه للأسف إلا النزر اليسير من الدراسات الجادة ، وحتى الدراسات الأكاديمية ، سواء كانت رسائل ماجستير أو أطروحات دكتوراه ، كانت قليلة ، وفيها الكثير من التعميم ، ومعظمها أقرب إلى دراسة تاريخ أدب الأطفال من تقييم هذا الأدب وأدبائه ، وقليلة هي الكتب الجيدة ، التي تناولت أدب الأطفال في العراق بشيء من التفصيل والدقة والموضوعية ، ويبقى كتاب الأستاذ ياسين النصير " المكان في قصص الأطفال " واحداً من أبرز هذه الكتب ، وكذلك كتاب " أدب الأطفال في العراق " للدكتور عمر الطالب .

• ـ يذهب البعض إلى أن المسرحية تُشاهد
ولا تقرأ ، ما رأيك أنت ؟ وهل عُرضت لك
مسرحيات في الموصل أو خارجها ؟
طلال : المسرحية ، منذ سوفكلس حتى بيكت ، مروراً بشكسبير وابسن وبخت وتوفيق الحكيم ويوسف العاني ، نص أدبي يُقرأ ، لكنه بخلاف الرواية والملحمة والقصيدة ، يمكن إخراجه وتجسيده على خشبة المسرح ، والحقيقة إنني أتمتع بقراءة المسرحية أحيانً أكثر من مشاهدتها على المسرح ، ولا أستعد أن يكون السبب في حالتي هذه ، إنني لم أشاهد ، في ما شاهدته ، عرضاً مسرحياً مبهراً يضيف إل النص المسرحي ما يغنيه ويرتفع به كثيراً عن نصه الأدبي . لقد نشرت أكثر من " 220 " مسرحية للأطفال ، من بينها " 33 " مسرحية للفتيان ، وأنا سعيد لأن بعض هذه المسرحيات قام بإخراجها فنانون مبدعون يأتي في مقدمتهم الفنان المبدع محمود أبو العباس ، الذي أخرج لي مسرحية " ريم " عام " 1992 " والدكتور محمد إسماعيل الذي أخرج لي في كلية الفنون في الموصل مسرحيتين هما " اكيدو " و " اشتار " وعلي إحسان الجراح الذي أخرج مسرحية " الأطفال يمثلون " عام " 1971 " ومسرحية " جحا " عام " 2009 " والأستاذ عباس الذي أخرج لي مسرحية " الضفدع الصغير والقمر " ، وأود أن أشيد هنا بكلية الفنون ومعهد الفنون في الموصل ، لاحتضانهم المستمر للنص الموصلي ، وتشجيع الطلبة على التعامل مع الكاتب المسرحي المحلي والوطني . وقد أقامت كلية الفنون في الموصل حلقة دراسية حول مسرح الطفل في الموصل ، قدمت في بدايته ، ومن إخراج الدكتور محمد إسماعيل مسرحية للفتيان من تأليفي هي مسرحية " انكيدو " ، وألقيت في الحلقة العديد من المحاضرات المهمة حول مسرح الطفل في الموصل ، كما أقامت كلية الفنون مهرجاناً تحت عنوان " المهرجان الأول لمسرح الفتيان في الموصل " وقد قدمت ست مسرحيات للفتيان ، كان أربع منها من تأليفي ، وهذه المسرحيات هي : اشتار ، الملك البديل ، من الجاني ؟ اللؤلؤة .

• ـ ظهرت مجلات للأطفال ، كيف
تنظر إلى هذه التجربة ؟ وهل لكم ما
يماثلها في محافظة نينوى ؟
طلال : منذ وقت مبكر ، في أواسط تسعينات القرن الماضي ، اقترحت أن تُخصص زاوية للأطفال في جريدة " الحدباء " الموصلية ، لكن اقتراحي هذا لم يجد أذناً صاغية من أحد ، وفي عام " 2000 " عندما صدرت جريدة " نينوى " في الموصل ، دُعيت لتحرير زاوية أسبوعية للأطفال ، وقد أسميتها " براعم نينوى " ، وبع التغيير ، أصدرت مجلة للأطفال بالتعاون مع مطبعة " الزهراء " الموصلية باسم " قوس قزح " والمجلة تقع في " 28 " صفحة ملونة ، وقد صدر العدد الأول منها في تموز عام " 2003 " ثم أصدرت ماحقاً شهرياً لجريدة " عراقيون " يقع في أربع صفحات ، كما حررت أكثر من صفحة للأطفال في الصحف والمجلات الموصلية التالية : جريدة المسار ، وجريدة دجلة ، وجريدة الحقيقة ، وجريدة الموصلية ، ومجلة التربية ، ومجلة الطفل والأسرة ، ومجلة زرقاء ـ نت .
وأنجزنا الآن ، أنا والكاتب المسرحي المعروف ناهض الرمضاني مجلة جديدة للأطفال بعنوان " بيبونة " والمجلة من رسوم محمد العدواني وعمر طلال وتصميم ضرغام حسين ، وهي تقع في " 32 " صفحة ملونة ، وعن دار " عراقيون " للنشر ، سيصدر قريباً العدد الأول من مجلة جديدة للأطفال ، وأنا رئيس تحرير كلتي المجلتين ، كما كنت رئيس تحرير مجلة " قوس قزح " .



جريدة طريق الشعب ـ بغداد
19 / 5 / 2010







نحو أدب أطفال عربي متقدم

حوار

طلال حسن

بمناسبة حصول المسرحي طلال حسن
على جائزة الشيخ زايد بن هزاع آل نهيان
لمسرح الطفل العربي
أجرينا معه هذا اللقاء

حاورته : ميه ممدوح

يعد طلال حسن من أرز كتاب الأطفال العراقيين ، ولعله أكثرهم انتشاراً خارج وطنه العراق . لقد نشر له أربعة عشر كتاباً في بغداد ودمشق وعمان ، كما نشر له أكثر من " 570 " قصة وسيناريو ومسرحية في المجلات العراقية والعربية المتخصصة بأدب الأطفال منها : مجلتي والمزمار والمسيرة في العراق ، وأسامة في سوريا ، وأحمد في لبنان ، والعربي الصغير في الكويت ، والشبل في السعودية ، وسامر في الأردن ، إضافة إلى ما نشره وينشره في الصفحات المخصصة للأطفال في صحف العراق وبعض صحف الأقطار العربية .

في مرآة النقد

عبر مسيرته الطويلة والمثمرة في مجال أدب الأطفال ، التي بدأت مع نشر مسرحيته الأولى " الوسام " عام 1973 " وقصته الأولى " العكاز " عام " 1975 " ، تناول العديد من النقاد طلال حسن وكتاباته الإبداعية ، ولعل من المفيد أن نذكر بإيجاز شيئاً مما قاله فيه بعض النقاد العراقيين .
قال الناقد باسم عبد الحميد حمودي في جريدة " الجمهورية " عام " 1976 " عن قصته " الحمامة " التي صدرت في كتاب عن دار ثقافة الأطفال " القصة قد نجحت في تحقيق أهدافها " ثم قال " نحن والقراء الصغار بانتظار قصة ممتعة أخرى ومؤثرة كالحمامة ".وقال الناقد أنور عبد العزيز في جريدة " الجمهورية " عام " 1979 " عن مجموعته القصصية " البحر " التي تضم ست قصص حول القضية الفلسطينية " إنها اسهامة طيبة لقاص أحب أدب الأطفال ، وله فيه إسهامات متتابعة " .
وقال عنه كاتب الأطفال المعروف حسن موسى في مجلة " العصفور " عام " 1985 " " جمل قصيرة مستخدمة في حوار مشدود يكون الإنسان محوره الأساس بطلاً وقضية مع ميل للبوح بما يتلاءم وحجم المسؤولية التي يتعامل معها طلال حسن مؤلفاً ومبشراً ومدافعاً " .
وقال الفنان المسرحي كريم رشيد في مجلة " ألف باء " عن مسرحيته " ريم " التي قدمتها فرقة " النجاح " عام " 1992 " واستمر عرضها أكثر من خمسة أشهر ، وأخرجها الفنان القدير محمود أبو العباس " إن حكاية ريم تنطوي على أحداث متسلسلة وواضحة مما يعكس تفهم الكاتب للاعتبارات الأساسية في الكتابة للأطفال ، المحتكمة لنظام الوضوح والتشويق والإثارة وخلق الانفعالات المتنوعة كالترقب والتعاطف مع البطل والمتعة والمواقف الطريفة المضحكة والأفعال المثيرة للانتباه " .
أما الناقد المبدع حسب الله يحيى ، فقد قال عنه في جريدة " الجمهورية " عام " 1997 " في معرض حديثه عن مجموعته القصصية " من يوقظ الشمس ؟ " التي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق " وأما الظاهرة السلبية التي يواجهها أدب الأطفال في العراق اليوم ، نجد كاتباً دؤوباً حرص على هذا الفن وأخلص له وظل يسير فيه ويعمق صلته به ، هذا الكاتب الذي لم تشهد له الساحة الأدبية الخاصة بالأطفال مثيلاً هو القاص طلال حسن " .
وقال عنه الناقد الفنان مثري العاني في معرض حديثه عن مجموعته القصصية " حكايات ليث وقصص أخرى " ، التي صدرت عن دار كنده في عمان عام " 1998 " بمناسبة مرور خمسين عاماً على احتلال فلسطين " شعرت وأنا أقرأ المجموعة القصصية الخاصة بالأطفال للكاتب المبدع طلال حسن وكأنه يحمل بيده مقلاعاً وبداخله حجر يرميه فيفقأ عين جندي صهيوني ويهزمه " .
وقالت الكاتبة الأردنية المبدعة روضة الهدهد في معرض تقديمها لكتاب " حكايات ليث وقصص أخرى " ، الذي ضم " 32 " قصة حول الانتفاضة " إن طلال حسن الكاتب الصامد على أرض العراق الجريح هو أحد الكتاب القلائل الذين يكتبون للطفل العربي عن القضية الفلسطينية " .
وأخيراً قال عنه الأديب شفيق مهدي في معرض حديثه عن كتابه " مغامرات سنجوب " : من يقرأ هذه القصص سيدرك سعة خيال المبدع الأستاذ طلال حسن " وأضاف في مكان آخر من مقالته " بنجاح موفق ، استطاع طلال حسن أن يتطرق إلى موضوعات يكاد يحجم عنها ، إن لم يحجموا تماماً أدباء الأطفال ، وهما موضوعا الحب والموت ، لقد عاج طلال حسن هذين الموضوعين الحساسين بأسلوب رائع مقنع " .


البداية والمسيرة

س : بعد هذه المقدمة ، حبذا لو تحدثنا
عن بداياتك ومسيرتك ، وبعض ثمارها
في مجال أدب الأطفال .
ج : إذا بدأنا من اللحظة الراهنة ، ولا أقول من النهاية ، فالنهاية لن تأتي مادام القلم حيّاً في يدي . فإن ثمار مسيرتي تتمثل في أكثر من " 570 " قصة وسيناريو ومسرحية ، من ضمنها أربعة عشر كتاباً صدر في بغداد ودمشق وعمان ، وأكثر من " 55 " مسرحية ، وأكثر من " 35 " سيناريو نشر في مجلتي ، هذا عن ثمار المسيرة ، وأضنها مرضية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الأديب العراقي ، أما عن البداية فقد نشرت أول قصة لي عام " 1975 " وكانت حول القضية الفلسطينية وعنوانها " العكاز " وأعقبتها بقصة " البطة الصغيرة " عن القضية ذاتها ، وفي أواسط العام التالي " 1976 " صدر لي عن دار ثقافة الأطفال أول كتاب بعنوان " الحمامة " وكان حول القضية الفلسطينية أيضاً ، وقد رسمه الرسام العراق المبدع صلاح جياد ، ثم تتالت أعمالي بدون انقطاع حتى اللحظة الراهنة .

عالم بسعة الحلم

س : لكل كاتب عالمه ، فما هو
عالمك الذي تسعى إلى أخذ الطفل
العراقي والعربي إليه ؟
ج : قبل أن أكتب للصغار ، كتبت للكبار ، كتبت القصة القصيرة ، وكتبت المسرحية ، وقد نشرت لي " 7 " مسرحيات في ملة الجامعة والنبراس ، كما نشرت لي مسرحية من ثلاثة فصول في مجلة الأقلام ضمن عدد خاص بالمسرح العربي المعاصر عنوانها " الجدار " لكنني هربت في بداية السبعينات من عالم الكبار إلى عالم الصغار ، وكأني أهرب من عالم ضيق ، كئيب ، خانق ، قاتم ، إلى عالم بهيج ، مشرق ، واسع بسعة الحلم ، ولكن ورغم ذلك فإنني أسعى دائماً إلى أن أضع الطفل العربي أمام الحقيقة ، ولعل هذا يتأتى من صدق ما أحاول أن أقدمه للطفل في مجمل كتاباتي ، إنني أقول للطفل من خلال عمل أحاول أن يكون متقدماً فنياً ، إن العالم جميل ورائع لكنه لا يخلو من قبح وشرور ، هناك التضامن والمحبة والسلام لكن هناك أيضاً العدوان والحقد والتمييز والحروب العدوانية ، ولكي ننتصر للجمال ولعالم يسوده العدل والتقدم والسلام لابد من محاولة القبح والنضال ضده إلى جميع الخيرين في العالم ، إن الطفل العربي يعيش عامة في عالم ممزق مستلب مقموع ولكي أكون صادقاً معه فإنني لا أهدهده ولا أجعله يغمض عينيه على عالم وردي كاذب بل أكشف له الحقيقة وأدعوه إلى المشاركة في العمل والنضال حسب طاقته من أجل عالم أفضل .

الواقع والطموح

س : كيف تنظر إلى واقع وطموح قصة
الطفل في العراق والعالم العربي .
ج : من الصعب القول إن قصة الطفل في العراق والعالم العربي ، بعد هذه السنين من نشأتها قد أرست أسساً ثابتة ومتميزة تنطلق منها إلى آفاق رحبة تقترب من الآفاق التي بلغتها في البلدان المتقدمة ، ولعل الأوضاع اللاديمقراطية في معظم الدول العربية والعزلة القطرية وقلة مجلات الأطفال ودور النشر المتخصصة بهذا اللون من الأدب ، قد أثر سلباً على تطور قصة الطفل بل أدب الطفل العربي عموماً .
ورغم هذا برزت أسماء يعتد بنتاجها في هذا البلد العربي أو ذاك منهم : شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وفاروق يوسف وميسلون هادي من العراق ، وزكريا تامر ودلال حاتم وليلى صايا وهيثم يحيى الخواجة من سوريا ، وعبد التواب يوسف وسمير عبد الباقي وصنع الله إبراهيم من مصر ، وروضة الهدهد ومنير الهور وفخري قعوار من الأردن ، وكتاب آخرون من أقطار عربية مختلفة ، وعذراً إذا لم أذكر بعض الأسماء الجديدة الشابة فأنا في عزلة شبه تامة منذ عشر سنوات ، وقلما تقع في يدي مجلة عربية رصينة متخصصة بأدب الأطفال ، وإنني أرى أد أدب الطفل سيبقى يراوح في سجونه القطرية وعزلته وآفاقه المحدودة ما بقيت هذه الأوضاع .


تلازم وتكامل

س : كتبت القصة والسيناريو والمسرحية ،
فأياً من هذه الأنماط هو الأقرب إليك ، ولماذا ؟
ج ـ لكل نمط من هذه الأنماط جمالياته ، وشروطه، ودواعي كتابته ، كتبت المسرحية أولاً ، ثم انغمست في كتابة القصة ، لكن السيناريو استهواني فنشرت العديد من السيناريوهات رسمها لي خيرة رسامي الأطفال في العراق ، أذكر منهم : هناء مال الله ، ونبيل يعقوب وانطلاق محمد علي وختام حميد وغيرهم ، ورغم حبي للقصة وكتابتي مئات القصص إلا أن حبي الأساسي يبقى للمسرح ، فأنا أميل إلى الحوار ، وأجدني أكثر قدرة على التعبير كما تسحرني أجواء المسرح والاقتراب كثيراً من الأطفال ، ومهما يكن فإن هذه الأنماط الثلاثة تبقى عندي متلازمة ومتكاملة ، ولا أعتقد أنني أستطيع أن أستغني عن أي منها في التعبير عما أحب أن أقدمه للأطفال .


خطوات على طريق
مسرح الطفل

س : ذكرت أنك تحب المسرح ، وأن مسيرتك
مع أدب الأطفال بدأت بالمسرح ، ليتك تحدثنا
عن بعض ما قدمته من مسرحيات للأطفال .
ج : نعم إن أول عمل قدمته للأطفال كان مسرحية ، وآخر كتاب نشر لي كان مسرحية أيضاً ، وقد صدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام " 1999 " بعنوان " انكيدو " .
وخلال هذه المسيرة التي استغرقت حوالي ثلاثين سنة ، نشرت أكثر من خمس وخمسين مسرحية ، منها " 21 " مسرحية للبراعم تتألف من صفحتين فقط ، بطلها بطلي الأثير " سنجوب " ، و " 23 " مسرحية تعليمية بطلتها " العمة دبة " ، ومسرحيات كثيرة متفرقة من فصل واحد تتراوح بين " 5 ـ 20 " صفحة ، ثم مسرحيات الفتيان التي نشرت منها بالضبط " 12 " مسرحية تتراوح بين " 30 ـ 87 " صفحة ، ومنها مسرحية " غابة اليوتوبيا ، ريم ، اشتار ، شيروكين ، سمورامات ، داماكي والوحش ، وأخيراً انكيدو " ، لقد صممت أن أكتب مسرحيات لمختلف المراحل العمرية للأطفال ، وهذا ما فعلته ، وأترك الحكم على ما حققته للقراء والنقاد المتخصصين في هذا المجال .


كتب صدرت للمؤلف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الحمامة
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1976
2 ـ البحر
الموصل ـ مطبعة الجمهور ـ 1978
3 ـ ليث وملك الريح
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1980
4 ـ حكايات قيس وزينب
كتاب أسامة الشهري ـ دمشق ـ 1983
5 ـ الفرّاء
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1984
6 ـ نداء البراري
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1985
7 ـ عش لاثنين
اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1986
8 ـ العش
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1989
9 ـ من يوقظ الشمس ؟
اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1993
10 ـ مغامرات سنجوب
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1995
11 ـ دروس العمة دبة
دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1997
12 ـ حكايات ليث وقصص أخرى
دار كنده ـ عمان ـ 1998
13 ـ انكيدو
اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1999




مجلة رأس الخيمة
شباط / 2001


















لقاء مع كاتب الأطفال



طلال حسن


أجرت اللقاء : ميه ممدوح



* نحو ثقافة أطفال إنسانية متقدمة


* سبل النهوض بمسرح الأطفال


* جيل السبعينيات هو جيل التأسيس والازدهار والتقدم

* رواية الأطفال .. تكاد تكون غائبة .. لماذا


منذ بداية السبعينيات ، والأديب طلال حسن يكتب للأطفال ، دون توقف . كتب المسرحية في البداية ، لكنه سرعان ما أضاف إليها القصة والسيناريو ، وكذلك الرواية للأطفال والفتيان . وكانت حصيلة كتاباته ، خلال هذه العقود الأربعة ، عشرين كتاباً، صدرت في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق ، ونشر أكثر من " 1200 " قصة وقصة مصورة وسيناريو ومسرحية ، في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، كما أشرف على زوايا وصفحات للأطفال في العديد من الصحف والمجلات في مدينة الموصل ، منها زوايا في صحيفة نينوى ودجلة والحقيقة ومجلة الطفل والأسرة وزرقاء ـ نت وملحق من أربع صفحات صدر عن جريدة عراقيون ، والجدير بالذكر، أنه أصدر وبالتعاون مع مطبعة الزهراء في الموصل ، في تموز عام 2003 أول مجلة للأطفال في العراق بعد التغيير ، عنونها " قوس قزح " ، وقد نال عدة جوائز عراقية وعربية ، كما كرّم مرات من قبل وزارة الثقافة وجامعة الموصل ومعهد وكلية الفنون في الموصل وجهات عديدة أخرى ، مثلت مسرحيات مرات في بغداد وكذلك في بعض المحافظات الأخرى وله تحت الطبع ثلاثة كتب هي : 1 ـ قمر نيبور ، وهي مسرحية للفتيان تصدر عن دار الشؤون الثقافية في بغداد 2 ـ حكايت توتو وقطقوطة ، وهي مجموعة قصصية للأطفال تصدر عد دار مدارك في بغداد 3 ـ وعن نفس الدار تصدر مجموعة قصصية للأطفال تضم " 38 ، قصة مختارة لأبرز كتاب الأطفال في العراق .

هذه وقفة ، في الشبكة ، مع طلال حسن ، ولنبدأ
من حيث بدأ ، أعني المسرح ، أستاذ طلال ،
كيف تنظر إلى مسرح الأطفال في العراق ؟
وما السبيل إلى النهوض به ؟
طلال :من الصعب أن نقول ، أن هناك مسرحاً متطوراً في العراق ، ومما لا شك فيه، أن الفنان الكبير المعروف قاسم محمد ، قد ساهم مساهمة كبيرة في محاولة خلق مثل هذا المسرح ، رغم أن تجاربه القليلة ، التي لا تزيد على أصابع اليد الواحدة ، كانت أقرب إلى الإعداد ، ومنها مسرحية " الصبي الخشبي " المأخوذة عن رواية الأطفال الإيطالية " بينوكيو " ، كما أن الفنان الراحل غزي الوهاب ، بمسرحياته الأربع ، التي أخذها من حكايات شعبية معروفة ، ونشاطه المثمر والمبدع في مجالي الإخراج والتمثيل ، لعب دورا مهماً قي هذا المجال . ومما يؤسف له ، أن العديد من مسرحيات الأطفال ، التي مثلت ، وخاصة في السبعينيات ، لم تنشر نصوصها ، مما عرضها إلى الإهمال وربما النسيان . ورغم محاولات تفعيل نشاطات مسرح الأطفال ، وإن لم تكن في فترات متقاربة ، ظل مسرح الأطفال ، وحتى بعد التغيير ، يراوح في مكانه ، ولعل تكوين فرقة مسرحية خاصة بمسرح الأطفال ، وتشجيع كتاب الأطفال ، وكتاب المسرح ، على كتابة مسرحيات للأطفال ، وإجراء المسابقات والمهرجانات الخاصة بهذا النوع من المسرح ، وتفعيل دور معاهد وكليات الفنون في هذا المجال لعل كلّ هذا يساعد على إرساء أسس ثابتة لخلق مسرح أطفال متطور في العراق .

• ـ عايشت ثقافة الأطفال خلال مراحل متعددة
من عمرها ، ما تقييمك لتلك المراحل وممثليها من
الأدباء والفنانين ؟
طلال : رغم أن أدب الأطفال ، قد لاحت إرهاصاته منذ عشرينيات القرن الماضي ، إلا أن بداياته الحقيقية والمتواصلة والمتطورة ، كانت مع صدور " مجلتي " في عام" 1969 " ، وصدور " المزمار " في بداية السبعينيات ، وقد ولد مع هذه البداية ، وتطور بتطورها ، خلال فترة السبعينيات ، جيل مبدع من الأدباء والفنانين ، ساهموا مساهمة فعالة في إنضاج تلك التجربة الخلاقة الرائدة ، وتحديد سماتها ومزاياها ، إن جيل السبعينيات هو بحق جيل التأسيس والازدهار والتقدم في مجال أدب وفن الأطفال في العراق ، يأتي في مقدمة هذا الجيل الأدباء جعفر صادق محمد وشفيق مهدي ومالك المطلبي وفاروق يوسف وحسن موسى وعبد الإله رؤوف وميسلون هادي وندوة حسن وزهير رسام وعزي الوهاب، ومن الفنانين المبدعين طالب مكي ومؤيد نعمة ونبيل يعقوب وهناء مال الله وصلاح جيد وفيصل لعيبي وعلي مندلاوي ومنصور البكري ، ومن المؤسف أن هذه التجربة الخلاقة تراجعت وتعطلت أبرز سماتها الإيجابية ، مع بداية الحرب العراقية الإيرانية ، وما أعقبتها من حروب وفواجع ، وقد تشتت معظم أدباء وفناني هذا الجيل الرائد ، ولم يبقَ منها إلا آثار منجزها الكبير ، الذي يدلل على قدرة المبدع العراقي على التجدد والعطاء ، إذا أتيحت له الفرصة للعمل والإبداع في ظروف طبيعية ، بعيدة عن القمع والتسلط والإرهاب . ونتيجة للظروف القاهرة ، التي أعقبت السبعينيات ، والتي عطلت مسيرة ثقافة الأطفال في العراق ، عطلت معها رفد هذه المسيرة بدماء شابة جديدة ، فلم تظهر في ساحة أدب الأطفال إلا أسماء قليلة ، راحت تشق طريقها بصعوبة أكبر ، داخل العراق وخارجه . لكن مسيرة الإبداع في هذا المجال لن تتوقف ، وستخلق الأجيال القادمة مبدعيها ، الذين سيضيفون إلى ما قدمناه في ظروفنا الصعبة الشيء الكثير ، وبما يتلاءم مع التغييرات الإيجابية التي تجري على أرض الواقع في العراق في الوقت الحاضر .

* ــ بعد التغيير ، الذي تمّ في 9/ 3 /2003 ، ما
الذي تغير في ثقافة الأطفال ، وما الذي تأمله
في هذا المجال ؟
طلال : لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يتوقع حدوث تغيير جذري في مجال الثقافة عامة ، وثقافة الأطفال خاصة ، لمجرد ما حدث من تغيير سياسي في العراق ربيع عام" 2003 " ، ورغم أن الدعوات والمحاولات مستمرة وصادقة لإزالة وتجاوز ثقافة التمييز والعنف والقمع ، إلا أن رواسب هذه الثقافة وآثارها ستحتاج الكثير من الجهد والوقت لإزالتها وإبدالها بثقافة السلم والانفتاح والتعاون .

• ـ قرأنا لك الكثير من من القصص
والسيناريوهات وكذلك المسرحيات ،
ماذا عن الرواية ؟
طلال ـ المتابع لما نشر في العراق من أدب أطفال ، ومن خلال دار ثقافة الأطفال بالذات، لابد أن يلاحظ طغيان المجموعات القصصية والشعرية على حساب المسرح والرواية ، ومن الغريب أن أحد المحررين برر لي ذلك قائلاً : إن الأطفال لا يحبون قراءة المسرح ، ويري البعض ، أن الأطفال يحبذون القصص القصيرة ، ولا يحتملون القصص الطويلة وكذلك الروايات ، ولعل مثل هذه الآراء كانت وراء عدم إقبال العديد من كتاب الأطفال على كتابة المسرحيات والروايات .ومن جهتي ، فقد كتبت الكثير من المسرحيات للأطفال وكذلك للفتيان ، واضطررت إلى نشرها في الصحف ،المحلية ، رغم قلة قرائها ، أو نشرها في الخارج ، ولذا فإن قراء مسرحياتي ، على ما أعتقد، ليسوا كثيرين ، بل إن معظم المعنيين بمسرح الأطفال لم يطلعوا إلا على عدد قليل من مسرحياتي التي نشرت منها أكثر من " 200 " مسرحية ، من بينها ثلاثية جلجامش ، التي صدرت عن دار الشؤون الثقافية ، ومسرحية داماكي والوحش التي صدرت عن دار التوحيدي في حمص ، ومسرحية الإعصار التي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب . أما الروايات ، فبالرغم من أنني كتبت أكثر من عشرين رواية ، فإنني لم أستطع أن أنشر منها إلا عدة روايات قصيرة منها : ليث وملك الريح ونداء البراري

• ـ في العديد من المحافظات ، وخاصة
في اربيل والسليمانية ودهوك ، صدرت
مجلات للأطفال ،هل ترى أن من الممكن
والمجدي تعميم هذه التجربة في المحافظات
الأخرى ، وماذا عن تجربتكم ، في هذا المجال
، في محافظة نينوى ؟
طلال : منذ مطلع التسعينيات ، صدرت في أربيل والسليمانية و دهوك ، مجلات عديدة للأطفال . ومهما يقال عن مستواها الفني والأدبي ، فإنها أسست لصحاف أطفال متطورة خارج بغداد ، وبذلك أكدت إمكانية إصدار مثل هذه المجلات في محافظات القطر الأخرى ، وخاصة الكبيرة منها مثل الموصل والبصرة، ولعل تجربتي ، في مجال صحافة الأطفال ، في الموصل ، منذ عام " 2000 " تؤكد مثل هذه الإمكانية ، فبالإضافة إلى إشرافي على عدد من الزوايا والصفحات الخاصة بالأطفال في الصحف والمجلات الموصلية ، وخاصة بعد التغيير ، فقد أصدرت بالتعاون مع مطبعة الزهراء في الموصل إصدار أول مجلة للأطفال في تموز عام 2003 بعنوان " قوس وقزح " وكانت في " 28 " صفحة ملونة ، لكن ونتيجة للأوضاع الأمنية المتدهورة توقفت المجلة عن الصدور .

* ـ الكثير من أدباء الأطفال يشكون من إهمال
النقاد لكتاباتهم ، وعدم مواكبتهم لما يبدعونه
، ماذا تقول أنت ؟
طلال : ليس أدباء الأطفال وحدهم يشكون من هذا ، وإنما جميع الأدباء ، والرأي السائد ، أن قلة قليلة من النقاد أولت شيئاً من الاهتمام لأدب الأطفال ، وليت بعض هذه القلة تتمتع بدراية عميقة في هذا المجال ، ولهذا فإن جلّ ما كتب عن أدب الأطفال ، كان يتسم بالعمومية والأحكام النظرية الجاهزة . ولكي ننصف النقد ، فإن علينا أن نعترف بصدور دراسات جادة قيمة يعتد بها على قلتها ، ومن هذه الدراسات كتاب " أدب الأطفال في العراق " للدكتور عمر الطالب ، وكتاب " المكان في قصص الأطفال " للناقد البارز ياسين النصير ، ورسالة ماجستير قدمتها في جامعة الموصل الطالبة رائدة عباس ، وأطروحة الدكتوراه عن قصة الأطفال في العراق للسيدة طاهرة دخيل ، ولعل الدراسة الأخيرة ، كانت أوسع وأهم دراسة كتبت عن قصة الأطفال حتى الآن . وإلى جانب هذه الدراسات الهامة ، كتبت مقالات ومتابعات صحفية لها أهميتها بأقلام كتاب معروفين من بينهم : الدكتور شجاع العاني والدكتور صابر عبيد والدكتور شفيق مهدي وحسب الله يحيى وأنور عبد العزيز وباسم عبد الحميد حمودي ومحسن ناصر الكناني .


• ـ لك تجربتك في النشر خارج العراق
، ما الدافع إلى ذلك ، وما تقييمك لهذه التجربة ؟
طلال : لعل معظم ما نشرته حتى الآن ، وربما أفضل ما نشرته ، كان خارج العراق، وخاصة في سوريا والسعودية ، ففي سوريا ، وبالإضافة إلى ما نشرته من قصص في مجلة أسامة ، منذ عام 1969 وحتى الآن ، فقد صدر لي فيها سبعة كتب ، خمسة منها كانت عن اتحاد الكتاب العرب . أما في السعودية فقد نشر لي أكثر من " 200 " قصة وقصة مصورة وسيناريو في مجلة " الشبل " التي تصدر في الرياض مرتين في الشهر . كما نشرت كتاباتي في مجلة " أحمد " ومجلة " توته " في لبنان ، ومجلة " سامر " و" براعم عمان " وجريدة " الدستور " وجريدة " الرأي العام " في الأردن ، ومجلة " العربي الصغير " في الكويت ، ومجلة " ماجد " في أبو ظبي .ولعل الدوافع الأساسية، التي حدت بي إلى اللجوء للنشر في الخارج ، هي ليست فقط رغبتي في الانتشار على مساحة الوطن العربي ، أو الوصول إلى الأطفال العرب في كلّ مكان ، ونقل نموذج من التجربة العراقية إلى النماذج المتقدمة في الوطن العربي ، وإنما أيضاً التنفس بشيء من الحرية ، بعيداً عن القبو الخانق ، الذي كانه العراق ، خلال عقود من الحروب الدائمة . ومهما يكن ، ورغم أن تجربتي هذه أعطتني الكثير ، وأوصلت كتاباتي إلى ما لم تصله الكتابات الصادرة داخل العراق ، إلا أنها حرمتني من شيء بالغ الأهمية بالنسبة لي ، نعم ، لقد حرمتني من أن أصل بكتاباتي هذه إلى أطفال وطني العزيز ، العراق .

مجلة الشبكة ـ بغداد


















القاص طلال حسن
مازال القلم في يدي وسأكتب للأطفال

حاوره : عماد إبراهيم


من مواليد مدينة الموصل سنة 1939
قضى سنوات الطفولة الأولى في مدينة الموصل ، ومن ثم انتقلت العائلة إلى مدينة دهوك وبقي هناك ثلاث سنوات ، بعد ذلك عادت العائلة لمدينة الموصل وعندها كان في الصف الرابع الابتدائي حيث أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية .
وفي عام 1958 عين معلماً في إحدى مدارس منطقة القيارة ، وبعد أن قضى فيها مدة من الزمن عاد لمدينة الموصل معلماً في مدرسة ميسلون الابتدائية لحي إحالته على التقاعد في العام 1986 .
هو من الذين يحبون العمل بخفاء بعيداً عن الأضواء ، دون أن ينتظر من الآخرين أي ثناء ، وراحته وقمة سعادته تكمن في إيصال فكرة إيجابية لطفل هنا وآخر هناك ، وتغمره السعادة حد الري كلما أمسك بالقلم ليكلم الأطفال عن طريق التأليف لهم وكتابة القصة أو السيناريو أو المسرحية فقد نذر نفسه ومنذ عشرات السنين للكتابة للأطفال والفتيان .
إنه الكاتب والقاص الموصلي الكبير طلال حسن .
سمعت عنه الكثير فاستغربت عندما عرفت أن هذا العملاق يكتب الساعات تلو الساعات لا يهمه ولا يشغله شاغل عن الكتابة بل إنه في بعض الأحيان يكاد يعتكف في مكتبه الذي دخلته فوجدت عجباً ، إذ وجدت في المكتب إضافة للمنضدة والكتب ومجموعة الأقلام والحاسوب ، كان هناك سرير ، استشفيت ومن دون سؤال أنه عندما يغلبه التعب ولا يريد الخروج من جو القصص التي يعيش فيها يستلقي هناك قليلاً ليأخذ قسطاً من الراحة ومن ثم يعاود الكتابة .
فهو يكتب منذ زمن ولم يتوقف أبداً بالرغم من الظروف التي أحاطت بالبلد عبر السنين الماضية ، بل كلما مرّ بتجربة زادته خبرة وإصراراً على الكتابة ، وأن حين أجريت معه هذا الحوار اقتطعت من وقته الثمين شيئاً مهماً لأنه يقدس الوقت ويعتبره أنه هو الحياة ، فالوقت عنده حياة .

الحوار : كيف كانت بداياتك مع قصص الأطفال ؟
ـ من خلال وجودي في مهنة التعليم بين الأطفال ، حاولت ولوج هذا العالم الواسع من خلال الكتابة لهم والاستماع لهم في بعض الأحيان وهم ينقلون إليّ ما روته لهم جداتهم وأمهاتهم من قصص تناولتها الأجيال جيلاً عن جيل ، وكانت هذه القصص تتناول نواح شتى من الحياة ، لذا تجد فيها التاريخ والخرافة والأسطورة والحكم والتقاليد و الموروثات .
لذا شعرت بالرغبة في دخول هذا العالم محاولاً تصويب أفكارهم وتثقيفهم من خلال الكتابة القصصية التي هي من أقصر الطرق للدخول إلى عالم الأطفال .
كانت بداياتي مع النقد الأدبي ثم مع الكتابة المسرحية وبعد ذلك وتحديدا ًفي أواسط السبعينات انتقلت للكتابة للأطفال وما أزال لهذا اليوم أكتب لهم وأستمتع بما أقدمه لهم من خلال القصص الموجهة ، ومجموع ما قدمته للأطفال لغاية اليوم هي أكثر من عشرين كتاباً موجهاً للأطفال ، صدرت هذه الكتب في العراق وخارج العراق ، وكذلك لي أكثر من ألف قصة وسيناريو ومسرحية ، وقد نشر لي أكثر من مائتين وعشرين مسرحية من ضمنها ثلاث وثلاثون مسرحية موجهة للفتيان ، وكذلك نشرت أعمالي في كتب ومجلات تعنى بالمجال الأدبي في العراق وخارج العراق وفي أهم المجلات العربية الخاصة بأدب الأطفال .
الحوار : لماذا تخصصت بأدب الأطفال
مع صعوبته ، في حين كانت أبواب الأدب
مفتوحة أمامك نقداً وتأليفاً وغير ذلك ؟
ـ أحياناً ترى الكاتب والأديب يكتشف إمكانياته وقدراته من خلال عمله ، ففي بداياتي وكما أسلفت الذكر فإنني كتبت القصة والرواية والمسرحية والنقد الأدبي بشكل عام ، ولكن عندما بدأت كتاباتي للأطفال أحسست بخطورة هذا العمل وعظمته ، لأن أدب الأطفال مهم جداً ، وأنا أملك في نفسي القدرة والقابلية على دخوله والتعامل معه بل والإبداع فيه ، لذا صممت على ذلك فشحذت همتي وسخرت لهذه المهمة كل إمكانياتي ، وأدب الأطفال يعتمد على مفردات كثيرة مثل الحيوان والنبات والجماد والتاريخ والأسطورة وما إلى ذلك ما جعلني أتحرك فيه بحرية .
أقصد بالحرية التي أتحدث عنها والتي كنت أريدها لم أجدها إلا من خلال كتاباتي للأطفال ، وذلك من خلال إيصال الفكرة التي أعيشها أنا في مخيلتي لأنقلها على شكل قصة هادفة للأطفال خاصة ومن خلالهم للكبار في بعض الأحيان ، فكنت أكتب عن الحيوان والنبات والطيور فأغرس فيها المعاني والأفكار التي أريد إيصالها للقارىء ، وكنت أكتب قصصي على مستويين ، الأول هو ما يستطيع فهمه الصغار ويتمتعون به ، والمستوى الثاني هو موجه للكبار من خلال الكتابة للأطفال ، وبهذه الطريقة كنت أفلت من الرقابة في العهد السابق .
وأرى في الكتابة للأطفال محاولة لسبر أغوار مخيلات الطفل وتوجيهها التوجيه الايجابي وذلك محاولة في تربية وتنشئة الأجيال على خير ما يرام .

الحوار : كونك معلماً في المدارس
الابتدائية ، هل لذلك تأثير في تكوينك الأدبي ؟
ـ لو لم أكن معلماً ابتدائياً ، ما كنت أبداً في يوم من الأيام لأكون كاتباً أو قاصاً يهتم بأدب الأطفال وما يريدونه من خلال قربي منهم واحتكاكي بهم وتدريسهم على مدى سنوات طويلة ، فكنت عندما أريد التحدث إليهم وإسعادهم ، كنت أقص عليهم القصص الهادفة والتي تدور حول قضايا كثيرة مثل الحكايات الطريفة لأنها أقرب الطرق إلى قلوبهم فهم يحبونها أكثر من أي شيء آخر ، ولهذا أنا أظن بأن المناهج الدراسية للسنوات الأولى لو اعتمدت على الحكايات فسيكون لها مردود أفضل .
وعملي في المدارس الابتدائية زادني معرفة وثقافة في عالم الأطفالوكذلك أغنى موهبتي في مجال الكتابة والتأليف ، فمن خلال عملي كنت أجرب قراءة بعض القصص التي أكتبها على الأطفال كي ألاحظ ردود أفعالهم تجاهها فمن هذه الملاحظات كنت أرى نتيجة القصة سلباً وإيجاباً .

الحوار : بمن تأثرت من الأدباء
المعاصرين أو القدماء ؟
ـ منذ أواسط الخمسينات كنت أقرأ العديد من الكتاب وفي عدة مجالات ، فقرأت في النقد والأدب والتاريخ والاقتصاد ، ولكن شيئاً فشيئاً برزت ميولي للكتابات الأدبية أنهل منها معيناً لا ينضب ، وعلى نفس المنوال حيث أنني وجدت نفسي أميل لأدب الأطفال فأحببته .
ومنذ أواسط السبعينات اهتممت بالقراءة في الأدب السوفيتي لأنني كنت أجد فيه الاهتمام في الجانب الإنساني والعلمي والمعرفي بالإضافة إلى اهتمامهم بأدب الأطفال وبالكتب الموجهة لهم من حيث استخدامهم لأساليب طباعية جيدة من حيث التشكيل واللون والإخراج وتأثرت بالكاتب اليوناني " ايسوب " والكاتب الروسي " كرلوف " وبالكاتب العربي " زكريا تامر ، وأيضاً تأثرت ببعض الكتاب العراقيين مثل شفيق مهدي وجعفر صادق محمد وفاروق يوسف ، فحاولت أن أضيف أفضل ما عندي إلى أفضل ما عندهم لغرض الخروج بتجربتي الخاصة التي كونت شخصية طلال حسن الأدبية .

الحوار : تناولت في قصصك الجوانب
التاريخية للعراق فأي الحقب التاريخية
تستهويك للكتابة فيها ؟
ـ للجواب على هذا السؤال عليّ العودة بالتاريخ والذاكرة إلى الصف الأول المتوسط حيث كانت بدايات حبي لتاريخ العراق القديم وهذا الحب سببه هو حبي لمدرس مادة التاريخ حيث كان بارعاً في سرده للتاريخ وفي إيصال المادة للطلاب ، ومازلت أذكر لحد الآن حديثه عن كلكامش واوتونبشتم وانكيدو وغيرهم من الشخصيات وشخصيات تاريخية أخرى ، وأذكر أنني استعرت أول كتاب وكان عنوانه " تاريخ العالم " وكنت أركز في هذا الكتاب الضخم المليء بالصور على تاريخ العراق القديم ومصر القديمة واليونان ، وكان أحب شيء لي في تاريخ العراق القديم هو الفترة الآشورية لأن نينوى ونمرود كانتا متعاشقتان مع تاريخ الموصل ، ولكوني ابن هذه المدينة أحس بأهمية دراسة ذلك التاريخ مع التاريخ العراقي القديم وبشكل عام .
وفي شبابي كنت أريد أن أختص بدراسة التاريخ ، ولكن مع الأسف لم أتمكن من ذلك ، ولكن عالجت هذه الرغبة في كتابة القصص التي تتحدث عن بعض من جوانب هذا التاريخ الكبير وتأثرت كثيراً بملحمة كلكامش ما جعلني أفكر بتقديمها بشكل مبسط وجميل للفتيان ، ولحسن الحظ تمكنت من كتابة هذا الكتاب الذي أعتبره من أحب كتبي إليّ ، ونشرت أكثر من " 35 " مسرحية تاريخية تعنى بالتاريخ العراقي القديم وكلها موجهة للفتيان من خلال مشروع مسرح الفتيان والذي ضم أكثر من " 30 " مسرحية .
وكنت مهتماً بالحقب التاريخية القديمة للعراق كالبابلية والآشورية والسومرية ، وهذه الحقب منحتني من الحرية في الكتابة والمعالجة التاريخية أكثر مما هي عليه في فترة التاريخ الإسلامي مع أنها من الحقب المشرقة في التاريخ العربي بل والعالمي والإنساني ، وأعود لأذكر بأن الذي منعني من الكتابة في هذه الحقبة ما فيها من الحساسية في بعض النواحي وأنا لا أكتب التاريخ وإنما أكتب أفكاراً معاصرة في إطار تاريخي .

الحوار : عملتم في التعليم والصحافة
والكتابة ، فأين يرى طلال حسن نفسه ؟
ـ شأني في هذا الأمر شأن كل الكتاب والنقاد والأدباء إذ أن أن كل ما كتبته لو لم أكن أشعر به وأحبه ما كتبته ، فأنا أكتب ما أحب ، ولذا أحب ما أكتب .
إنني أعطيت من عمري " 28 " عاماً للتعليم قضيتها بين الأطفال أعلمهم وأربيهم وأحاكيهم وأجد نفسي في نجاحاتهم ، فكل منهم هو ابني ، وأجمل فترات حياتي هي التي قضيتها في مهنة التعليم لأنني أرى في مهنة التعليم على أنها أنبل مهنة عرفها البشر على الإطلاق .
في عام " 1958 " عرض عليّ أن أدخل الكلية العسكرية لأتخرج منها ضابطاً في الجيش ولكني رفضت وفضلت التعليم على كل شيء ، وأنا الآن في السبعين من عمري أرى إنني لم أندم على أي يوم قضيته بين الأطفال بل على العكس فأنا أراني أشعر بالفخر عندما أعلم بأن من بين الطلبة الذين علمتهم في سني عمري المهني منهم من تقلدوا مناصب رفيعة في المجتمع ، فهذا هو مصدر الفخر الحقيقي لكل معلم أراد في مهنة التعليم أن يؤدي الأمانة حق الأداء ، وأنا أشعر بأن الكتابة للأطفال إنما هي مرحلة مكملة لأن المعلم في سنوات التعليم قد يعل المئات أو الآلاف ولكن حينا يكتب للأطفال فإنه قد يخاطب مئات الآلاف بل وأكثر وأيضاً جو المعلم محصور بين جدران الصف التعليمي وعدد من التلاميذ ، في حين يكون جو الكاتب من السعة واللامحدودية لأنه قد يخاطب أطفالاً من أماكن شتى ومن بلدان شتى وثقافات وغير ذلك من التنوع حيث أنني أشعر في كتاباتي أني أكتب للعربي والكردي والمسلم وغير المسلم على حد سواء بل وحتى من هم خارج العراق من بلدان الوطن العربي .

الحوار : هل ثمة مشاريع جديدة موجهة
للأطفال في جعبتك ؟ وهل يمكن أن تعطينا
فكرة مبسطة عنها ؟
ـ بعد أن نشرت القصص في أواسط السبعينيات من القرن الماضي وكنت حينها مشغولاً جداً بالقضية الفلسطينية ، لاحظت أن هناك موضوعاً مهماً بالإضافة للقصص ألا وهو السيناريو ، فقمت بإعداد سيناريوهات لبعض الأدباء العرب والسوفيت ، فقلت في نفسي لم لا أقوم بكتابة السيناريو الخاص بي وبقصصي فقمت من ذلك الوقت بكتابة السيناريو . والسيناريو هو عبارة عن قصة مصورة ومقطعة إلى مقاطع ، والسيناريو الأول الذي كتبته لاقى نجاحاً كبيراً وكان عنوانه " النملة الصغير والصرصار " .
وداومت على كتابة السيناريو بعد نجاح السيناريو الأول حيث نشرت الكثير منها ، وأذكر أن رساماً أجنبياً اسمه سانشيز كان يزور دار ثقافة الأطفال قد رسم لي سيناريو من حلقتين في " 48 " مقطعاً . ورسم لي بعد ذلك رسامون عراقيون وموصليون كثر منهم الرسام المبدع محمد العدواني فقمنا متعاونين بنشر عشرات السيناريوهات في مجلة الشبل السعودية ، وكذلك في مجلة العربي الصغير التي تصدر في الكويت ، أما الآن فإن ولدي عمر المدرس في معهد الفنون الجميلة للبنات هو أحد الرسامين الذين يرسمون لي السيناريوهات وما زلنا نعمل سوياً .
والآن وبالتعاون مع الأديب ناهض الرمضاني نقوم سوياً بالإعداد لمجلة خاصة بالأطفال نتمنى أن تحظى باهتمام من قبل المسؤولين والأطفال .

الحوار : حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير أي من هذه الجوائز أسعدتك أكثر
وما هي الجائزة التي تتمنون الحصول عليها ؟
ـ الجائزة الأولى التي حصلت عليها كانت هي المرتبة الثانية في مسابقة مسرح الطفل العربي في " أبو ظبي " عام 2000 .
ـ الجائزة الثانية كانت هي المرتبة الأولى في مسرح الطفل من دار ثقافة الأطفال ـ بعداد عام 2005 .
ـ في العام " 2008 " حصلت المرتبة الثانية في السيناريوهات الخاصة بالأطفال عن دار ثقافة الأطفال عن السيناريو الموسوم " لصوص التاريخ " والذي تناول سرقة الآثار العراقية .
ـ وفي العام 2009 قامت وزارة الثقافة مسابقة للقصة والمسرحية بمناسبة مرور " 40 " سنة على افتتاح دار ثقافة الأطفال فشاركت في المسرح وحصلت على المرتبة الثانية بعد أ حُجبت الأولى لأسباب لا أعرفها . وكذلك حصلت على عدد من الشهادات التقديرية عن جهات ثقافية أكاديمية .
وأما عن الجائزة الكبرى التي أتمنى الحصول عليها فهي أن تصل كتاباتي لكل الأطفال في العراق والوطن العربي بل وأبعد من ذلك لكل الأطفال عموماً ، وهذه هي الجائزة الأغلى ، أما أنا فلن أترك القلم من يدي محاولاً الكتابة لكل الأطفال ، ولن أتوانى عن الكتابة لأي مجلة تكتب للأطفال سواء في البصرة كانت أو في السليمانية أو الأنبار ، وفي الحقيقة فأنا الآن أكتب لمجلة " بيفين " التي تعنى بالثقافة والأدب وتصدر باللغة العربية في مدينة السليمانية وقد نشرت هذه المجلة الكثير من أعمالي المسرحية .

الحوار : هل من الأدباء الشباب الآن من
يحذو حذوك في الكتابة للأطفال ؟
ـ بالرغم من الظروف التي مرّ بها العراق من محن وحروب جعلت من الصعب ظهور كتاب من هذا النوع ولكن أقةلها بكل صراحة لابد من ظهور كتاب يكتب البعض منهم للأطفال مثل ما يكتب البعض للعمة ذلك لأن أرض العراق ماتزال خصبة ، وأنا متفائل جداً بذلك حينما تسنح الفرصة لذلك ، وأنا سأضرب المثال في ذلك ، ففي اقليم كردستان الآن يوجد عدد من دور الثقافة المختصة بالأطفال تدعم البعض منها الحكومة والبعض الآخر تدعمها بعض مؤسسات المجتمع المدني وزرت في مدينة السليمانية دارين من هذه الدور أحدهما ينشر باللغة الكردية والآخر يترجم إلى اللغة الكردية ، ولكني عاتبتهم إذ لم أجدهم يترجمون عن اللغة العربية ، فأهديتهم أحد كتبي وهو " زهرة بابنج للعصفورة " بين الأخوة في البلد الواحد أن يتفرقوا فالعرب والكرد والتركمان وغيرهم كلهم إخوة في الوطن وواجبنا أن نذكرهم بهذه الأخوة مهما حصل .

الحوار : ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
ـ أنا أعتبر نفسي مشروعاً خاصاً بالأطفال فأنا نذرت لهم حياتي لأكتب لهم وأحاكيهم فأنا مستمر على ذلك مادام فيّ عرق ينبض فسأكتب من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه الأجيال ، الجيل تلو الجيل فالأطفال مشروعي وكنزي الذي لا يوازيه كنز في الدنيا .

الحوار : هل من كلمة أخيرة توجهها للشباب ؟
ـ أقول للشباب في كل المجالات ليس في عالم الكتابة فقط ، بل في كل مجال من مجالات الحياة ، أنتم عماد الغد والمستقبل أمامكم فلا تعتمدوا إلا على أنفسكم ولا تتعذروا بالظروف ولا تنتظروا العون من أحد سوى الله والاعتماد على قدراتكم الذاتية كما قال الكاتب الانكليزي سومرست موم " الموهبة 1/ والجهد 99 / .
فهناك كتاب قضوا سنين من عمرهم في غياهب السجون ، ولكن ما انطفأت شموع الإبداع في دواخلهم بل أصبحت لدى البعض منهم دافعاً من دوافع الإصرار على التفوق والإبداع .
وأخيراً أتمنى من الكتاب الشباب أن يحسوا بمدى المسؤولية وعظم الأمانة الملقاة على عاتق الفرد منهم وأتمنى أن يراعوا هذه الأمانة حق الرعاية فالأمانة كبيرة .


مجلة الحوار ـ اربيل
نيسان ـ 2010








طلال حسن
والحديث عن شجون أدب الأطفال

حاوره : فرات أحمد


طلال حسن ، كاتب أطفال موصلي معروف ، نشرت قصصه ومسرحياته وسيناريوهاته في العراق والعديد من الدول العربية ، وفاز بأكثر مكن جائزة في مجال أدب الأطفال ، التقته الصفحة الثقافية ، وأجرت معه هذا الحوار ..

× ـ متى بدأت بكتابة قصص الأطفال ،
ولماذا اخترت هذا اللون من الأدب دون غيره ؟
ـ بدأت الكتابة للأطفال ، منذ أوائل السبعينات ، وأول مسرحية كتبتها كانت بعنوان " الأطفال يمثلون " وقذ نشرت في مجلة " النبراس " عام " 1976 " ، وترجمت إلى اللغة الكردية ونشرت في مجلة " كاروان " التي كانت تصدر في اربيل ، ومثلت وقدمت على قاعة الربيع في الموصل . وأول قصة للأطفال كانت قصة " العكاز " ونشرت في مجلة " المزمار " عام " 1975 " وأنا لا أكتب للأطفال " دون غيرهم " فأنا صحفي وناقد وقاص ومسرحي للكبار ، لكن أكثر ما كتبته وأكتبه هو للأطفال فعلاً ، فأنا أحب عالم الطفولة الرحب والبريء ، وهو منحني ما لا يمنحه لي أدب الكبار .. من حرية .

× ـ ما عدد كتبك ، وما هو أفضل
نتاجك ، وأي من أعمالك فازت بجوائز ؟
ـ لي عشرون كتاباً للأطفال ، صدرت في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق ، كما صدر لي كتاب للكبار عن الفنان التشكيلي الكبير راكان دبدوب ، ونشر لي داخل العراق وخارجه أكثر من ألف ومائة قصة وروايو ومسرحية وسيناريو للأطفال ، وعل صعيد الجوائز فازت مسرحيتي " الضفدع الصغير والقمر " بالمرتبة الثانية في مسابقة مسرح الطفل العربي في أبو ظبي عام " 2000" ، كما فاز أحد سيناريوهاتي بالجائزة الثانية في مسابقة أجرتها دار ثقافة الأطفال قبل سنتين .

× ـ كيف ينظر طلال حسن إلى
واقع ومستقبل أدب الأطفال في العراق ؟
ـ ولد أدب الأطفال في العراق ، كأدب حقيقي أصيل ومبدع ، مع ولادة مجلتي والمزمار ، أواخر الستينات وبداية السبعينيات ، وشهد العقد السبعيني ، وهو العقد الذهبي للأدب والفن في العراق ، تطور هذا النوع الصعب من الأدب ، حتى غدا في مقدمة أدب الأطفال في الوطن العربي ، وقد واكبه نهوض خارق لفن الأطفال ، من خلال أسماء كبيرة ، حققت انجازات كبيرة في هذا المجال ، ولعل أبرز الكتاب الرواد والمبدعين في هذا المجال جعفر صادق محمد وشفيق مهدي وميسلون هادي وفاروق يوسف وحسن موسى وزهير رسام وطلال حسن ، ومن الفنانين المبدعين طالب مكي ومؤيد نعمة وانطلاق محمد علي وعلي مندلاوي ونبيل يوسف وهناء مال الله وحنان شفيق ومنصور البكري وعبد الرحيم ياسر وغيرهم .

كلمة أخيرة .
ـ منذ التغيير عام " 2003 " ، وحتى الآن ، أحاول جهدي وبالتعاون مع عدد من الأدباء والفنانين في الموصل ، أن أقدم للأطفال في محافظتنا نينوى ، ما يحتاجونه ويتطلعون إليه من أدب وفن خاص بهم ، لكن دون جدوى ، رغم أنني استطعت في تموز عام " 2003 " ، وبالتعاون مع مطبعة الزوراء ، اصدر مجلة ملونة للأطفال في " 28 " صفحة بعنوان " قوي قزح "إضافة إلى زوايا وصفحات في الصحف والمجلات المحلية منها : جريدة نينوى وعراقيون والمسار والحقيقة ودجلة ، ومجلات مثل التربية والطفل والأسرة وزرقاء ـ نت .
وعلى هذا ، فإنني أهيب بالمسؤولين في محافظة نينوى ، ومجلس المحافظة ، ومنظمات المجتمع المدني ، أن تادر إلى تبني اصدار مجلة خاصة للأطفال في نينوى ، علماً أن في مدينة زاخو مجلة للأطفال ، وفي دهوك ثلاث مجلات ، وفي أربيل والسليمانية العديد من المجلات ، ودار لثقافة الأطفال ، فهل من مجيب ، أم أن كلماتي هذه كغيرها .. صرخة في واد .




جريدة طرق الشعب ـ بغداد
2010













أجرى الحوار : هيثم بهنام بردى




• أتمنى أن يتبنى شعراء الأطفال عندنا كتابة المسرحية الشعرية للأطفال
• لا اذكر بين من قرأتهم من الكتاب العرب من استطاع أن يصل إلى ما يمكن أن نسميه ( أدب فكاهي للأطفال )
• الكثير من الكتاب العرب الذين استلهموا قصص ألف ليلة وليلة أعادوا سردها أو إنتاجها حرفياً .0

طلال حسن ، مبدع عراقي مثابر ومتميز ، اختصاصه الكتابة للأطفال فهو في مسيرته الإبداعية التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود كتب القصة والرواية والمسرحية … ونشر أكثر من ( 650 ) قصة ومسرحية ورواية وسيناريو ، من بينها ( 70 ) مسرحية للأطفال في الصحف والمجلات العراقية والعربية الخاصة بأدب الأطفال منها :
• المزمار / مجلتي / المسيرة / تموز … ( العراق )
• وسام / حاتم / براعم عمان / الدستور … ( الأردن )
• أسامة … ( سورية )
• احمد … ( لبنان )
• ماجد … ( الإمارات )
كما انه اصدر ( 14 ) كتاباً متوزعاً بين القصة والرواية القصيرة والمسرح هي :
1- الحمامة ( قصة ) / دار ثقافة الأطفال – بغداد – 1976
2- البحر ( مجموعة قصص) / مطبعة الجمهور – الموصل – 1978
3- ليث وملك الريح ( رواية قصيرة ) / دار ثقافة الأطفال – بغداد – 1980
4- حكايات قيس وزينب ( مجموعة قصص ) / كتاب أسامة الشهري – دمشق – 1983
5- الفرّاء ( قصة ) / دار ثقافة الأطفال – بغداد – 1984
6- نداء البراري ( رواية قصيرة ) / دار ثقافة الأطفال – بغداد – 1985
7- عش لأثنين ( مجموعة قصص ) / اتحاد الكتاب العرب – دمشق – 1986
8- العش ( مجموعة قصص ) / دار ثقافة الأطفال - بغداد – 1989
9- من يوقظ الشمس ( مجموعة قصص ) / اتحاد الكتاب العرب – دمشق –1993
10- مغامرات سنجوب ( مجموعة قصص ) / دار ثقافة الأطفال - بغداد – 1995
11- دروس العمة دبة ( مجموعة قصص ) / دار ثقافة الأطفال - بغداد – 1997
12- حكايات ليث ( مجموعة قصص حول الانتفاضة ) / دار كندة – عمان – 1998
13- انكيدو ( مسرحية للأطفال ) / اتحاد الكتاب العرب – دمشق – 1999
14- داماكي والوحش ( مسرحية للأطفال ) / دار التوحيدي – حمص – 2001
له تحت الطبع :-
• الضفدع الصغير والقمر / المسرحية الفائزة بالجائزة الثانية في مسابقة مسرح الطفل العربي – أبو ظبي لعام 2000
وطلال حسن … عضو في اتحاد الأدباء العراقيين والعرب ، ونقابة الفنانين العراقيين ، ورابطة أدباء الأطفال في العراق .

هيثم : هل من الممكن أن نتوقف قليلاً عند البداية ؟
طلال : لعل بدايتي مع أدب الأطفال كانت صدفة، وبالرغم من إني عُرفت بأني كاتب قصة ، إلا أني بدأت حقيقة بالمسرح ، ففي عام 1971 طلبت مني مديرة مدرسة ( أم المعونة ) الأهلية ، وكانت راهبة ، طلبت أن اكتب لتلاميذ المدرسة مسرحية للأطفال ليقدموها بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة . على ما اذكر ، وقد اعتذرت لها وقلت إنني لم اكتب سوى للكبار فأجابتني : إن من يكتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار أيضاً … مع إني خالفتها في الرأي، وقلت لها إن الكتابة للصغار تحتاج بالأساس استعداداً خاصاً ، إلا أني كتبت لها نصاً مسرحياً من مشهدين بعنوان ( الأطفال يمثلون ) والنص معد عن حكاية شعبية معروفة ، وقد مثلت هذه المسرحية وقتها على قاعة ( الربيع ) في الموصل ، وأخرجها الفنان على إحسان الجراح ، واعدت كتابتها فيما بعد ونشرت في مجلة النبراس عام 1976 ، وترجمت إلى اللغة الكردية وتم نشرها في مجلة ( كروان ) عام 1989 وهذه هي أول مسرحية اكتبها . أما بدايتي مع القصة فقد كانت أواسط عام 1975 عندما نشرت في مجلة ( المزمار ) أول قصة اكتبها للأطفال حول القضية الفلسطينية بعنوان ( العكاز ) ، ولم تكد تمضي سنة واحدة حتى نشرت دار ثقافة الأطفال أول كتاب لي ، وقد كان حول القضية الفلسطينية بعنوان ( الحمامة ) وضع رسومه الفنان المبدع صلاح جياد ، لقد أسرتني القضية الفلسطينية ، والنضال البطولي للشعب الفلسطيني ، ونشرت حتى الآن ، داخل العراق وخارجه ، أكثر من خمسين . قصة حول هذه القضية ، منها أكثر من عشرين قصة حول الانتفاضة في الأرض المحتلة ، وقامت جريدة ( الدستور ) الأردنية بمبادرة من كاتبة الأطفال الأردنية المعروفة روضة الهدهد بإعادة نشر هذه القصص في صفحة الأطفال من الجريدة المذكورة .. إنني كاتب قصة، وقد حققت ، وهذا ما أتمناه ، بعض النجاح ، لكن المسرح ، ومسرح الأطفال بالذات، هو حبي الأول ، وقد لا ينجح هذا الحب ويحقق ما يطمح إليه ، لكنه مع ذلك ، يبقى عزيزاً ، قريباً من القلب .
هيثم : ( عظيم هو فن الاستهلال ، ولكن أعظم منه فن الاختتام ) انطلاقاً من هذه النظرية التي أطلقها لويكفيلو … هل لنا أن نعرف أين مكمن الصعوبة لديك : الاستهلال أم الاختتام ؟ وهل انك من أنصار الوحدات الثلاث : البداية – الذروة – النهاية . أم انك من دعاة رأي التحرر منها؟
طلال : تأتي القصة ، أو المسرحية ، عندي … ومضة … فكرة … حدثاً ، وغالباً ما اكتبها بسهولة ، وما تتعسر كتابته ، واقلبه مرات ، لا ينتج عنه في النهاية عملاً مرضياً ، وصحيح إني املك ( الشجاعة ) لأفرق بعض مالا أرضى عنه ، إلا أنني لا أحاول أن انشر إلا ما أراه جيداً ، ومع هذا فقد ندمت على بعض ما نشرته ، وأنا عادة أعيد كتابة القصة أو المسرحية أكثر من مرة ، واستطيع أن أقول ، رغم ذلك ، إني لا أجد صعوبة في الكتابة ، لا في بداية القصة ولا في نهايتها .
أما فيما يتعلق بالوحدات الثلاث : البداية والذروة والنهاية ، فأنني جئت أدب الأطفال ، بعد أن كتبت للكبار ، كتبت القصة ، وكذلك المسرحية ، ولي ثقافتي ومتابعاتي في هذا المجال ، وأدرك أهمية وحتمية التجديد في الأدب ، ولكن مع ذلك ، إنني أرى أن قصة الأطفال بالذات، تتطلب الالتزام بهذه الوحدات ، ربما لان الطفل أساساً يحب ( الحكاية ) والحكاية كما نعرف لها بداية وذروة ونهاية ، وبالرغم من ذلك فقد نوعت كثيراً في بناء القصة والمسرحية وحاولت جهدي ألا أجمد عند قالب واحد ، ولعل المطلع على كتاباتي المختلفة ، في مجال القصة والقصة القصيرة جداً والمسرح والسيناريو يلمس ما أقول بوضوح .
هيثم : المورث الأسطوري الحكائي العربي ، هذا الإرث الثر ، كيف يمكن للقاص أن يتعامل معه ويوظفه بالطرائق المعاصرة للقص .. وهل جربت أن تخوض غمار هذا المعترك الشائك ؟
طلال : لأدب الأطفال ، رأيي ، خاصيته فهو أكثر عالمية وشمولاً من أدب الكبار ، وعلى هذا فأن الموروث الأسطوري العالمي ، وليس العربي فقط ، هو الإرث الأول والأساس لهذا الأدب ، وقد استفدت من هذا الموروث واستلهمته في الكثير من قصصي ومسرحياتي ، وأنا أدين بالكثير إلى ايسوب اليوناني ، واحيقار الآشوري ، وكريلوف الروسي ، والموروث العربي القديم من أدب في سومر وأكد وبابل … وطبيعي إني احرص أن أطور ما آخذه واجعله ملائماً لفكري وعصري ، وأصوغه بقالب وأسلوب ، يستفيد من المنجز المتقدم في مجال الأدب ، وبالرغم من إني لا أعتبر نفسي ( أسداً ) في عالم أدب الأطفال ، فان الأسد كما يقال ، هو عدد من الخراف المهضومة .
هيثم : لأيهما يميل الطفل أكثر : القصة أم الرواية .. ؟
طلال : في استفتاء واسع ، أجرته مجلة المزمار عام 1973 ، أكد 64.8 % من القراء الأطفال ، إنهم يفضلون القصة ، ولأسباب موضوعية ، تتعلق بسبل النشر المتاحة ، فأن الكثير من كتاب الأطفال يفضلون كتابة القصة ، وطالما دعوت إلى تشجيع القصة الطويلة التي تقودنا بالتأكيد إلى كتابة الرواية ، ولكن ما زالت القصة على ما يبدو سيدة الموقف ، أما بخصوص المسرحية، فان الأطفال قلما يطلعون عليها ، نصاً أو عرضاً مسرحياً ، ولهذا فأن صلتهم بالمسرح والمسرحية محدودة جداً ، ولا شك أن نشر المسرحية العراقية والعربية ، وتشجيع كتاب المسرح والفرق المسرحية سينمي هذه الصلة ويقويها ، ويجعل الأطفال يقبلون على المسرحية مثل إقبالهم على القصة ، إن لم نقل أكثر .
هيثم : ثمة تجارب مسرحية عديدة قدمت للطفل في العراق . هل تعتقد أن ما قدم من عروض مسرحية للأطفال تمتلك من الرصيد الفني ما يجعلها لا تغيب عن الذاكرة وهل جربت كتابة المسرحية للأطفال ؟
طلال : لاشك إن ما قدم للأطفال من مسرحيات قليل ، وما نشر منها قليل جداً ، ومعظم المسرحيات التي نشرت ، سواء كانت لقاسم محمد أم لعزي الوهاب أم لغيرهما ، معدة عن حكايات شعبية أو قصص معروفة للأطفال ، وهذه بداية ، على ما يبدو ، لا بأس بها ، ولكن لأسباب كثيرة ، لم يتطور مسرح الأطفال عندنا ، ولم يظهر الكاتب المسرحي الذي ينطلق من أسر هذه البدايات ، ويحقق ، ولو جزئياً ، بعض ما نطمح إليه من مسرح للأطفال ، فيه من الإبداع والتجديد والأصالة ، بقدر ما فيه حب للأطفال والتصاق بواقعهم وهمومهم وطموحاتهم وكم أتمنى أن تكون محاولاتي المتواضعة خطوة على هذا الطريق الصعب . لقد نشرت حتى الآن (70) مسرحية ، منها ثلاث مسرحيات طويلة ، اثنتان منها تقع في ثلاثة فصول وهي ( غابة اليوتوبيا ) و ( اشتار ) والمسرحية الثالثة ( ريم ) تقع في ستة فصول ، وقد قدمت ( غابة اليوتوبيا ) مرات كثيرة وترجمت إلى اللغة الكردية ، كما قدمت في الأردن ، وقامت فرقة النجاح في بغداد ، بالتعاون مع اتحاد الشباب بتقديم مسرحية ( ريم ) على مسرح النجاح وقد استمر عرضها أشهراً عديدة ، وخلال السنتين الأخيرتين كتبت أربع مسرحيات طويلة ، تدور ثلاث منها ، إضافة إلى مسرحية ( اشتار ) في إطار تاريخ العراق القديم .
هيثم : المسرح الشعري هو نمط من الكتابة المهمة التي كتبها العرب وكان لهم منها شأن … هل هنالك مسرح شعري للأطفال في العراق ؟ وهل كتبت المسرحية الشعرية ؟
طلال : من المؤسف أن شعراءنا ، ومنهم شعراء الأطفال بالذات يحجمون لسبب أو لآخر عن خوض هذه التجربة الصعبة والمثمرة ، وما أتمناه أن يتطور شعراء الأطفال عندنا باتجاه كتابة المسرحية الشعرية ، بل والقصة الشعرية أيضاً ، وكلي ثقة أن العديد من شعرائنا الموهوبين ، يملك القدرة والإبداع لتحقيق أعمال جيدة في هذا المجال .
هيثم : هل تعتقد إن كتاب القصة العرب نجحوا في استلهام حكايات ألف ليلة وليلة وصبوها في قالب قصصي ناجح للأطفال .. ؟
طلال : من المعروف ، أن أدباء الأطفال العرب استلهموا منذ البداية حكايات ألف ليلة وليلة ، ولعل أول من استلهم هذه الحكايات وقدمها لطفل العربي ، هو رائد أدب الأطفال الكاتب المصري المعروف كامل كيلاني ، وقد اصدر كتاباً في هذا الميدان بعنوان ( قصص من ألف ليلة وليلة ) تضمن عشر حكايات ، ولا اعتقد أن هناك كاتباً عربياً جاداً ، كتب للأطفال ، لم يستلهم هذا الأثر الخالد بشكل أو بآخر ، كما أن العديد من كتاب الأطفال في شتى أنحاء العالم قدموا قصصا من ألف ليلة وليلة ، قدموها بالسينما أو المسرح أو الدمى أو الرسوم المتحركة ، وخاصة قصتي علي بابا والسندباد البحري ، ويبقى أن الكثير من الكتاب العرب الذين استلهموا هذه القصص أعادوا سردها ، أو إنتاجها بحرفيتها ، ورأيي ، إن مثل هذه القصص وكذلك كل ما هو موروث سواء كان عربياً أو غير عربي ، لابد من إعادة إنتاجها وكتابتها بما يتواءم مع ما نطمح إلى تقديمه لطفلنا العربي في هذه المرحلة .
هيثم : أيهما أكثر موائمة لإدراك الأطفال : الرمزية أم الواقعية ؟
طلال : الأطفال ليسوا مرحلة عمرية واحدة ، وما يكتب للأطفال في سن التاسعة مثلاً ، لا يلائم أطفالاً في سن السادسة ، أو سن ما قبل القراءة ، ومهما يكن ، فالأطفال عامة يميلون إلى الخيال ، وعالم ( الواقعية ) البعيد عن الفوتوغرافية والنقل الجامد للواقع ، عالم غني يجذب الأطفال ويمتعهم ، ومعروف أن الكثير من كتاب الأطفال يحمّلون قصصهم رموزاً يرون إنها تلائم الصغار وتُغْني عالمهم ، وعموماً فأن الرمز إذا كان ملائماً وشفافاً وقريباً من مدراك الطفل ، فانا لا أرى أن الأطفال يمكن أن يرفضونه . وأدب الأطفال في النهاية ، كأدب الكبار ، عالم رحب ، غني ، يتسع لشتى المدارس الأدبية .
هيثم : يرى مارك توين أن ثمة أنواع عديدة من القصص ، ولكن نوعاً واحداً منها فقط هو صعب: النوع الفكاهي ، هل تحاكيه في رأيه ؟ .. وهل جربت كتابة القصة الفكهة ؟
طلال : في مقالة ترجمتها مجلة ( ثقافة الأطفال ) أبدى الشاعر المعروف اليوت إعجابه الشديد بروايات مارك توين وبالأخص روايته ( مغامرات هكبري فن ) ويشيد اليوت بجملة ما يشيد بفكاهة أدب مارك توين و ( هزليته ) وحقاً ما قاله مارك توين حول صعوبة الأدب الفكاهي فكم يوجد في العالم من نوع موليير وبرناردشو ومارك توين .. ؟ ولا شك أن النماذج الكوميدية قليلة ، بل قليلة جداً في مجال أدب الأطفال . وان كان من الممكن الإشارة إلى كاتب له محاولاته في هذا الميدان هو عبد الإله رؤوف ، ولا اذكر بين من قرأتهم من الكتاب العرب من استطاع أن يصل إلى ما يمكن أن نسميه ( أدب فكاهي للأطفال ) .. ومن ناحيتي فقد كتبت العديد من القصص والمسرحيات بأسلوب كوميدي واذكر هنا مما نشرته مثلاً ، مسرحية غابة اليوتوبيا ، واشتار ، وريم ، كما أن معظم قصصي عن قيس وزينب ، التي نشرت منها حتى الآن أكثر من ( 35 ) قصة تدور في هذا المجال ، وطبعاً ليس لي أن احكم بنفسي على مدى نجاحها فهذه مهمة الآخرين ، ومهما يكن ، فاستطيع أن أقول ، إن الكوميديا فن صعب قد يستسهله البعض ولكن لا ينجح فيه عادة سوى القلة .
هيثم : عندما تكون الشخصيات حية حقاً أمام مؤلفها فليس عليه سوى متابعتها في أدائها ، هذا قول مأثور للويجي بيرانديلو .. أحدث مرة أن فلت البطل من إساره وتحرر من ربقة ريشتك وسحبك إلى عالمه الخاص الذي يعيش فيه بمحض إرادته ؟
طلال : في رأيي ، إن كل ما يوضع على الورق من شخصيات وأحداث هو من صنع المؤلف ، أما أن تكون الشخصية حية أو غير حية ، فهذا ما يراه القاريء ، أو المشاهد في المسرح ، فإذا شعر أنها حية فهذا يعني أن المؤلف قد نجح في صياغتها وتجسيدها والعكس صحيح ، وبالتأكيد ليس كل شخصية ( حية ) داخل المؤلف سواء كانت هذه الشخصية حقيقية أو مختلقة ، تكون حية على الورق ، او في المسرح ، وأنا أقول انطلاقاً من تجربتي الشخصية المتواضعة ، إن القصة بكل ما فيها ، وبالأخص شخصياتها تبقى تحت سيطرة الكاتب حتى الكلمة الأخيرة، وعلى هذا لا استطيع أن أتصور أن ( البطل ) يمكن أن يسحب الكاتب إلى عالمه الخاص ، علماً أن كل ما في هذا العالم ، بما فيه ( البطل ) هو من صنع الكاتب نفسه .
هيثم : شكراً .
طلال : شكراً لك .


جريدة الزمان ـ لندن
جريدة طريق الشعب ـ بغداد




" لقاء مع القاص طلال حسن"


حاوره: هيثم بهنام بردى

• ربما كان لولادتي في نينوى, وزياراتي المبكرة لأثار النمرود , وحبي لكل ما هو عراقي , الأثر الفاعل في توجهي إلى استلهام تاريخ العراق القديم في اغلب مسرحياتي التي كتبتها للفتيان.


هيثم :(( لا أستطيع طبعا أن احشر وأطوف الموضوعة في الحكاية , ولاكني أحاول أن أصل إلى النقطة ذاتها بصورة غير مباشرة))
هذه رسالة بعث بها الكاتب رديارك كلنبك إلى صبي في السادسة عشر عام 1895 هل يعتقد طلال حسن أن الموضوعة تعمل على الارتقاء بالذاكرة الغصة للطفل نحو فهم واستكناه لب الحكاية , أم انك تتفق مع ما ذهب إلية كلنبك ,وهل تعتقد أن الموضوعة قد تجدي بالأعمار دون المراهقة ؟ وهل هدف الحكاية الوصول إلى المسلمات والبديهيات فقط, أم شيء أخر؟
طلال : من المؤكد أن التعليم هدف من أهداف الفنون والآداب , بما فيها الحكاية . والموعظة رغم نقلها وتقليديتها واحدة من أساليب التعليم وان اقترنت بالفوقية المباشرة وإذا كان أدب الأطفال الجيد منه بالطبع لا يخلو غالبا من الموعظة إلا أنها تقدم كما يقول رديارك كلبنك (( بصورة غير مباشرة)) وبقدر عال من الفنية والجمال والموعظة في رأي لا (( تعمل على الارتقاء بالذاكرة الغضة للطفل أو للصبي نحو فنهم واستكناة لب الحكاية )) وإنما توظف عناصر الحكاية لتوصيل الموعظة , وبشكل فني جميل وممتع إلى القارئ سواء أكان طفلا أو صبيا. ومما لاشك فيه إن هدف الحكاية ليس فقط الوصول إلى المسلمات والبديهيات , وإنما فتح أفاق بسعة خيال الطفل ( وأحلامه) تشع بالتفاؤل والثقة والأيمان بالمستقبل والإنسان .
هيثم: يقول الفذ ديستوفسكي أقوى الذكريات وأشدها تكاد تكون دائما ذكريات الطفولة " هذا صحيح جدا خصوصا فيما يتعلق بالمبدع. هل كانت ذكريات الطفولة عند طلال تأثيرها نحو الكتابة للطفل , وهل الذكريات تجعل المبدع يستقي موضوعات تصلح للطفل ؟ ومن جانب أخر يجنح بعض الكتاب لكتابة إبداع موجه للكبار على السنة أطفال أو صبيان فهل هذا متأت من هذه الذكريات . أم ثمة أسباب أخرى ؟
طلال :نعم أنا مع الكاتب الروسي العظيم ديستوفسكي إن (( أقوى الذكريات هي ذكريات الطفولة)) والأحرى إن الطفولة هي الأساس وكل ما يضاف هو بناء فوق هذا الأساس وإذا كانت الطفولة الأساس هشة مضعضعة فان البناء كله سيبقى هشا مضعضعا لا بناء بدون أساس ولا حاضر ولا مستقبل بدون ماضي والطفولة هي الماضي الذي لا يمكن دفنه , أو الهرب منه, انه في داخلنا وسيبقى في داخلنا أنى ذهبنا , إنني لا أحب طفولتي وقلما كتبت عنها وربما لهذا السبب فان ذكرياتي هي أقوى الذكريات في داخلي . ولعل الكتب الموجة للكبار , والتي أبطالها من الأطفال مثل( اوليفر تويست وتوم سوير وبطل رواية بطل من الصفيح) هي نتاج (( ذكريات الطفولة)) .
هيثم :طلال حسن كتب المسرح بنوعيه للأطفال والفتيان, إلا أن الملاحظ أن المسرح الموجه للفتيان يكون أكثر نضجا مما يكتبه للأطفال , هل هذا راجع للفكرة أم للصنعة أم للتكنيك, أم ثمة أسباب أخرى؟
طلال :نعم كتبت مسرحيات لكل الأعمار للأطفال والفتيان والكبار ولكل نمط عندي جماله وأهميته ووظيفته ومعظم ما كتبته منذ بداية السبعينات حتى ألان كان للأطفال وأغلبه على لسان الحيوان ولأني عملت في التعليم وكنت على تماس دائم مع الأطفال فإنني كتبت مسرحيات متنوعة يمكن تقديمها في ساحة ألمدرسه بل وفي داخل الصف أيضا وقد نشرت في هذا المجال أكثر من ((40)) مسرحيه عن سنجوب لا يزيد حجم الواحدة منها على صفحتين ونشرت أكثر من (45) مسرحية عن ألعمه دبه . وهي مسرحيات مدرسية تعليمية يتراوح عدد صفحاتها بين الثلاث والست صفحات , كما نشرت العديد من المسرحيات الأكثر طولا, يصل عدد صفحات بعضها العشرين صفحه , إن مسرح الأطفال عالم رحب عميق ممتع , ورغم إنني نشرت حوالي (155) مسرحية للأطفال والفتيان إلا إنني اشعر أن هناك أصقاعا لم ابلغها بعد , وأمل أن ابلغ بعضها . وأنا اضرب في هذه الغابة البكر بدون خارطة أو دليل يعتد به , ولئن نشرت أكثر من عشر مسرحيات للكبار, وبأساليب فنيه مختلفة, إلا إنني اقرب إلى مسرح الفتيان مني إلى مسرح الكبار. ولعل الإطار الذي فيه هذا النوع من المسرح. وهو إطار تاريخ العراق القديم وأجواء ألف ليله وليله والأجواء الأسطورية, منحني من الحرية وفضاء الإبداع والتنوع, ما لم يمنحني إياه مسرح الكبار , وقد يأخذ علي البعض إنني باهتمامي بمسرح الفتيان, بالإطار الذي اكتب فيه., إنما اهرب من جحيم الحاضر إلى يوتوبيا الماضي السحيق, ولابد أن القارئ المدقق لكتاباتي المسرحية يرى إنني احمل صخرة الحاضر, وان بدت على سطحها بعض الإشارات والملامح القديمة , فلا مهرب من الحاضر مهما كان قاسيا مادمنا نتطلع إلى المستقبل.
هيثم : يلاحظ أن قصص وروايات الفتيان تقرا من قبل الكبار بكثرة, وحتى أفلام الأطفال ألمستنبطه من روايات ومسرحيات مكتوبة أصلا للفتيان, يقبل كبار السن على مشاهدتها, هل هذا نابع إلى المعادلة التالية:
مرحلة الطفولة --------- الرجولة------- الكهولة (( الطفولة من جديد ))
أم إن الرجل يبقى طفلا حتى وهو على أعتاب ومغادرة المرحلة الثانية من هذه المعادلة (الرجولة) أم لطلال رأيا أخر؟
طلال : يبدو لي إن في داخل كل منا طفل يتشبث بطفولته ولا يريد أن يغادر مرحلة الطفولة , وحتى عندما يغادرها عمرا فإنه يأخذها معه فلا يتركها في أية مرحلة من مراحل العمر, وربما ينشغل عنها في مرحله البلوغ وهمومها ومهامها وطموحاتها , وما أن يبلغ مرحلة الكهولة حتى ينبش عنها في داخله, وعلى الورق والسينما والمسرح والتلفزيون ,. هذا من جهة. ومن الجهة الأخرى فإنني لا أظن أن هناك " سور الصين" بينما يكتب للأطفال والفتيان وما يكتب للبالغين , والعكس صحيح, ولابد أن في أدب الأطفال وفنونهم ما يجذب الكبار إلى قراءتها ومتابعتها على المسرح أو في السينما والتلفزيون . ومن المعروف أن الكثير من الفتيان وحتى الأطفال يقرؤون بعض ما يكتب للكبار من أدب ويتابعون ما يعرض لهم من مسلسلات وأفلام وبرامج مختلفة في التلفزيون.
هيثم : يقول اوكوتيبي )) كل امرئ ... شخصية عظيمه جدا, مهمة جدا)) , انطلاقا من هذا القول أين يجد طلال ألمتعه في ألكتابه عن رموز تاريخية مشرقة أم عن أناس يعيشون في الظل أو الهامش وهم يبحثون عن الشمس؟
طلال : إن ما يجذبني إلى إيه شخصية أتناولها في إعمالي للأطفال والفتيان, ليس شهرتها ومكانتها ألاجتماعيه والتاريخية , وإنما الإنسان الذي في داخلها, وهنا يستوي عندي شيروكين الملك , وشمو رامات الملكه, وننليل ابنة صياد السمك, وباني بستاني الملك, فهم جميعا إذا نزعوا أقنعتهم وخلعوا ملابس أدوارهم في الحياة, سنرى منهم . وهذا هو المهم ... الإنسان على حقيقته في ضعفه وقوته في إنسانيته ووحشيته في واقعة وأحلامه وطموحاته اللامحدودة. إنني في أعمالي عامة , وعلى مدى حوالي ألف قصة وسيناريو ومسرحية لم ارجم أي إنسان أو كائن بحجر .
هيثم : يقول ستاندال:" الرواية مرآة تسير في الطريق العام " كيف يرى طلال مرآته هل هي بذلك النصوع الذي يجعله يسير في الطريق العام دون عثرات, وهل وجد صعوبة في كتابه الرواية ؟

طلال : لعل من الأفضل أن نقول , إن الروائي والأديب والفنان عامة , مرآة تسير في الطريق . وإذا كانت المرآة تكتفي بعكس الواقع المرئي , وان بصدق تام , فان مرآة الروائي والأديب والفنان لا تكتفي بذلك , وإنما تتوغل في أعماق المرئيات وتسير أغوارها وتفك رموزها وشفراتها المتداخلة. وهذا ما حاوله وأحاول في كتاباتي للأطفال والكبار , ولعل الكثيرين لا يعرفون إنني بدأت وفي وقت مبكر في كتابة الروايات للكبار , ولكنني للأسف أتلفتها جميعا , وقد كتبت العديد من الروايات للأطفال , ونشرت بعضها في دار ثقافة الأطفال : ليث وملك الريح . ونداء البراري . إنني أحب الرواية كما أحب المسرح ولا أجد صعوبة في كتابتها , وان وجدت واجد الكثير من الصعوبات في نشرها .
هيثم : يمكن للمرء أن يكتب في أي وقت إذا ما هيآ نفسه بإصرار لذلك هذا قول يؤمن به صاموئيل جونس , هل تتفق معه طلال؟ وما هي طقوس طلال في الكتابة ؟
طلال : نعم اتفق مع صامويل جونس , إنني اكتب في أي وقت ومن الليل أو النهار وفي مختلف فصول السنة , والغريب إنني انكب على الكتابة في أوقات الشدة أكثر من أي وقت آخر, بل إنني اكتب في الحر الشديد أكثر مما اكتبه في الأوقات المعتدل , ولعل مما له دلاله إنني في أوائل سنين الحصار , ربما في عام 1990 كتبت "47" قصه ومسرحيه وسيناريو وقد قررت في العام الماضي "2005" أن أتجاوز وللمرة الأخيرة ما حققته سابقا , وقد أسميت هذا العام وليس من باب التشاؤم , عام أغنية التم . وفي البداية أردت أن اكتب نصوصا بعدد أيام السنة أي "365" نصا وقد حققت ما قررته , بل وتجاوز الرقم إلى ما يفوق الضعف.
هيثم : يقول تولستوي :" من السنة الخامسة إلى السنة الخمسين خطوة واحدة فقط " ولكن من الطفل الوليد إلى السنة الخامسة مسافة شاسعة جدا؟ كيف يقطع طلال هذه المسافة الصعبة المليئة بالعثرات والمصائب والمطبات وغابات مجهولة تفضي إلى أفق رصاصي أكثر غموضا؟
طلال : ولدت إبان الحرب العالمية الثانية , في 24 شباط 1939 , في حي عتيق من أحياء مدينة الموصل , وهذا يعني أن سني طفولتي الأولى حتى سن الخامسة. كانت في ظل حرب عالمية طاحنة , توقفت آثارها البالغة على العالم كله , بما فيه عالمنا العربي , وفي مقدمته العراق, وإذا كانت المرحلة الأولى حتى سن الخامسة , قد كتبت على غيري , بإزميل من النار , فان المرحلة الثانية حتى سن الخمسين, وما بعدها , لم تكن بعيدة عن الجحيم , ورغم ذلك , وربما بسبب ذلك أيضا" ، نشرت 18" كتابا للأطفال في سوريا والأردن وأبو ظبي والعراق ,كما نشرت حوالي ألف قصة وسيناريو ومسرحية ورواية داخل العراق , وفي معظم أقطار المشرق العربي , بالكتابة والكتابة المستمرة , سرت وسأسير حياتي , حتى النهاية .
هيثم : يقول كوليرج:" علينا أن نكتب على ملكات الطفل التي توقظها الطبيعة أولا , والتي تكون بناء على ذلك , المجال الأول للرعاية , ونعني بذلك الذاكرة والخيال"
وحسب علمي انك عشت جزءا من طفولتك في بيئة جبلية ( دهوك) هل ألهمتك طبيعة هذا المكان إضافة إلى طبيعة مدينة الموصل , وهيمنت على ملكات ذاكرتك وخيالك لإنتاج أدب يحاكي الطبيعة . هذا من جهة افتراض أن الطبيعة هي التي انكبت على ملكات الطفل الذي كان طلال في حينه , ومن جهة أخرى هل ثمة رجل أو معلم مثل كويرج انكب ووجهه ملكاتك في طفولتك؟
طلال : قلت إن الطفولة هي الأساس . الذي يقوم عليه بناء العمر , ومن الصعب أن تبني بناء متكاملا على أساس يعتوره الضعف والمصاعب , ولهذا فإنني في كتاباتي انكب فعلا" على مكامن الطفل التي توقظها الطبيعة" وأحاول أن اقترب برفق وحساسية من ذاكرته, وافتح كل الآفاق , بدون حواجز ورواسب وعقد أمام خياله , الذي لم يحده أي حد بعد. ولا شك أن البيئة والطبيعة تلعبان دورا مهما في اغناء ذاكرة الطفل وخيالة , ورغم إنني لا اعني كثيرا بالمكان في كتاباتي للأطفال , وأوظف الطبيعة وعناصرها المختلفة, في بناء نص الأطفال, إلا أن البيئة والطبيعة المتمايزتان في دهوك والموصل, أثرتا كتاباتي وأضافتا عليها الكثير .
هيثم : الم يتقاعد رقيب الذاكرة بعد , وتعتقت قصص ومسرحيات طلال السجينة في الذاكرة إلى فضاء النشر؟
طلال : محضوض هو من لم يكن على ذاكرته الأدبية غير رقابته الذاتية ,ولا اعتقد أن أحدا منا , نحن الأدباء الفنانين , من استطاع أن يهرب تماما من الرقباء السياسيين وغير السياسيين , ولعل السبب الأساس في فقر دم المسرح العراقي عامة, ومسرح الأطفال خاصة , هو مصاصو دماء الإبداع من الرقباء السياسيين . ومن حسن الحظ . إنني لجأت إلى أدب الأطفال , وعالمة الرحب واستطعت بذلك أن "الغي" الكثير من الرقباء ,وأتفاهم مع رقابتي الذاتية المحبة المتسامحة ,والتي لا تريد مطلقا أن تتصالح مع الرقباء بكل أطيافهم القاتلة للإبداع .
هيثم : في بعض المسرحيات المستنبطة من التاريخ وخصوصا الرافديني نلاحظ ابتكارك لحوادث غير مدونة في الرقيم الطيني المكتشف, وخاصة ثلاثيتك المسرحية "جلجامش" و"انليل وننليل" و"الإعصار".......الخ, هل ترى أن إضفاء رؤيا عصرية تتمثل بفكر المؤلف المعاصر يتقاطع مع المدونة الموضوعة الأصلية؟ أم أن ذلك يشكل دافعا مؤثرا نحو قراءة عصرية للموروث؟
طلال : قلة هم كتاب الأطفال .الذين تناولوا تاريخ العراق القديم ,اذكر منهم حسن موسى , الذي كتب قصة "نور" . تدور أحداثها في بابل القديمة , وكذلك جعفر صادق محمد , الذي كتب قصة تدور أحداثها أيضا في بابل , وربما هناك قصص أخرى لا أتذكرها , أو لم اطلع عليها , ولعل قلة اطلاع أدباء الأطفال على تاريخ العراق القديم , رغم توفر العديد من المصادر والنصوص الأدبية المهمة , هو السبب الأساس في ابتعادهم عن تلك الأجواء , التي اعتقد أن الأطفال عامة يحبون الاطلاع عليها والانطلاق في فضائها الغريب الساحر . ومن جهتي .فربما كان لولادتي في نينوى وزيارتي المبكرة لآثار النمرود , وحبي لكل ما هو عراقي، الأثر الفاعل في توجهي إلى استلهام تاريخ العراق القديم في اغلب مسرحياتي التي كتبتها للفتيان , لقد سحرتني ملحمة كلكلمش , التي أعدها أفضل نص قراءته في حياتي , وطالما حلمت أن أقدمها للأطفال , في أية صيغة من الصيغ , وأخيراً , وفي أواخر التسعينات , استوحيتها في كتابة ثلاث مسرحيات طويلة هي على التوالي : انكيدو, خمبابا, اوتونابشتم, وقد نشرت الجزء الأول منها عام "200" في اتحاد الأدباء العرب في دمشق, تم نشرت الأجزاء الثلاثة مجتمعة عام 2004 في دار الشؤون الثقافية في بغداد . وقد كتبت قبل ذلك وبعد ذلك العديد من مسرحيات الفتيان في إطار العراق القديم منها: اشنار, شيروكين, شمو رامات , الملك البديل ,اورنينا , عذراء اريدو, انليل وننيل , إضافة إلى ذلك ,لدي العديد من مسرحيات الفتيان التي لم تنشر بعد , تستلهم أيضا تاريخ العراق القديم .
من المؤكد ,أن الذين يتابعون مسرحياتي , التي كتبتها للفتيان والتي استقيت معظمها من تاريخ العراق القديم , يلاحظون إنني لم التزم بالأحداث التاريخية المدونة على الرقم الطينية , أو التي كتبها مؤرخون قدماء أو معاصرون. فانا لا اكتب مسرحيات تاريخية , لالتزم بأحداثه وشخصياته وأفكاره , وإنما استخدم التاريخ أحداثا وشخصيات لأعالج أفكارا أوضاعا وأفكارا معاصرة وهذا ما فعلة كتاب كثيرون عراقيون وعرب وأجانب .منهم على سبيل المثال : عادل كاظم من العراق ,وسعد الله ونوس وعلي عقلة عرسان من سوريا , وتوفيق الحكيم والفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي من مصر ,وجان بول سارتر من فرنسا , ويوجين اونيل من أمريكا , كما إنني لا أقوم بقراءة عصرية للموروث , ولا بقراءة ثانية أو مغايرة له . فهذه ليست مهمتي , إنني أتطلع إلى المستقبل, انطلاقا من الحاضر, واه من الحاضر. استنادا إلى الماضي.
هيثم : في قصصك القصيرة ألموجهه للأطفال من 7 إلى 13 سنه , نلاحظ تمثلها بالقصة القصيرة جدا وخاصة في مجموعتك القصصية "زهرة بابونج للعصفور" تتبنى الأسس التي تشكل بنيان هذا الجنس الأدبي كالتكثيف والمفارقة والاختزال , هل ترى هذا الجنس يلائم ذائقة المتلقي في هذه الى الحساسة , وهل ان هكذا قص هو من المستقبل؟
طلال : بدأت الكتابة في وقت مبكر من حياتي , وكانت جميع كتاباتي للكبار ولم أبدا الكتابة للأطفال إلا في أوائل السبعينات, ورغم استغراقي تماما في هذا النوع من الكتابة , إلا أن أفكارا , لأتمت بصلة للطفولة , كانت تراودني أحيانا , فاعمد إلى كتابتها على شكل قصص قصيرة جدا , وان كان بعضها على لسان الحيوان أو النبات أو الجماد, وليس الإنسان , وقد نشرت منها أكثر من مئة قصه , وعلى هذا فأنت محق في ملا حضتك , أن مجموعتي القصصية "زهرة بابونج للعصفور" التي صدرت عن اتحاد الأدباء العرب عام "2002" والتي تضم "37"قصة للأطفال . تمثلت فعلا أسس القصة القصيرة جدا كالتكثيف والاختزال والمفارقة والضربة , إضافة إلى ما يكمن تحت سطح عباراتها من معاني تقولها القصة بصورة غير مباشرة , وهذا النوع من القصص يلائم برأيي الكثيرين من الأطفال . وأنا وان كنت لا أقول , إن هذا الأسلوب في القصص هو فن المستقبل فالتنوع وليس الشكل الواحد هو ما يغني به الأدب عامة , وأدب الأطفال خاصة , لكني اعتبر هذا النوع من القصص القصيرة جدا هو واحدا من الأنواع المهمة , والذي ستكون له مكانته البارزة في أدب الأطفال في المستقبل , ومما له دلالته إن ابرز كتاب الأطفال في العراق , أبدعوا عددا كبيرا من هذا النوع من القصص , يأتي في مقدمتهم , الكاتب المبدع شفيق مهدي وكذلك فاروق يوسف وجعفر صادق محمد.
هيثم : لو خيرت بين كتابة هذه الأربعة أيهما تختار : المسرح, القصة, الرواية, السيناريو؟
طلال : يا للمحنه كيف يمكن أن أضحي بالرواية , رغم أن رواياتي ليست كثيرة, وكيف أفرط في القصة وهي جزء من حياتي اليومية , وكيف أدير ظهري للسيناريو, هذا الفن الجميل الرائع, مهما يكن , وإذا كان لابد مما ليس منه بد , فإنني لا يمكن أن أضحي ..... أو أفرط... ,أو أدير ظهري ... لجوهر كل الفنون... الفن الأساس .. فن الماضي والحاضر والمستقبل , نعم , المسرح هذا هو خياري .




بيبلو غرافيا .

طلال حسن , مبدع عراقي مثابر ومتميز , اختصاصه الكتابة للأطفال، فهو في مسيرته الإبداعية التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود كتب القصة والرواية والمسرحية والسيناريو , ونشر أكثر من ألف نتاج موزع بين الأجناس الآنفة الذكر. في مختلف الصحف والمجلات العراقية والعربية منها : المزمار,مجلتي , المسيرة , تموز , بانيبال ( العراق) ... وسام , حاتم, براعم عمان, الدستور ( الأردن) , أسامة (سورية) . أحمد ( لبنان) , ماجد ( الإمارات) , الحياة المسرحية ( سورية ) , البيان ( الكويت) , أفكار ( الأردن) .
وطلال حسن: عضو في اتحاد الأدباء العراقيين والعرب, ونقابة الفنانين العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين , ونقابة الدراميين , وعضو مجلس أول رابطة للأدباء والفنانين في العراق.



كتب صدرت لطلال حسن :


1-الحمامة
دار ثقافة الأطفال بغداد 1976
2-البحر مطبعة الجمهور الموصل 1978
3- ليث وملك الريح
دار ثقافة الأطفال بغداد 1980
4- حكايات قيس وزينب
كتاب أسامة الشهري دمشق 1983
5- الفراء
دار ثقافة الأطفال بغداد 1984
6- نداء البراري
دار ثقافة الأطفال بغداد 1985
7- عش لاثنين
اتحاد الأدباء العرب دمشق 1986
8-العش
دار ثقافة الأطفال بغداد 1989
9- من يوقظ الشمس
اتحاد الكتاب العرب دمشق 1993
10- مغامرات سنجوب
دار ثقافة الأطفال بغداد 1995
11- دروس العمة دبة
دار ثقافة الأطفال بغداد 1997
12- حكايات ليث
دار كنده عمان 1998
13-انكيدو
اتحاد الكتاب العرب دمشق 1999
14 ـ داماكي والوحش
دار التوحيدي حمص 2001
15-الضفدع الصغير والقمر
أبو ظبي 2001
16 ـ زهرة بابنج للعصفورة
اتحاد الكتاب العرب دمشق 2002
17- جلجامش
دار الشؤون الثقافية بغداد 2004
18 ـ الإعصار
اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق 2005













الفهرست
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ ببلوغرافيا 2
2 ـ ثلاثة أسئلة يجيب عليها طلال حسن 6
3 ـ دقيقة رجاء مع طلال حسن 8
4 ـ بسرعة مع القاص طلال حسن 10
5 ـ واجهات 11
6 ـ مرافىء المبدعين 14
7 ـ حديث الكتب والكتاب 16
8 ـ القاص طلال حسن 20
9 ـ طلال حسن 23
10 ـ أدباء الأطفال في العراق .. 28
11 ـ كاتب قصص الأطفال 32
12 ـ الفائز بجائزة ثمينة 41
13 ـ طلال حسن .. عالم من الطفولة 45
14 ـ كتاب الحمامة هو الأول 58
15 ـ وسام آخر للإبداع العراقي 62
16 ـ طلال حسن .. نذر نفسه 69
17 ـ الأديب طلال حسن 75
18 ـ قصص وحوار 79
19 ـ عالم طلال حسن 84
20 ـ طلال حسن كاتب قصص الأطفال 93
21 ـ دليل المسار 99
22 ـ بعد أن أنجز 113
23 ـ طلال حسن وأدب الأطفال 119
24 ـ حوار مع الأديب طلال حسن 124
25 ـ مع القاص طلال حسن 132
26 ـ طلال حسن يتحدث ل الزمان 137
27 ـ أديب الأطفال طلال حسن 145
28 ـ الدراسات الجادة 152
29 ـ نحو أدب أطفال عربي متقدم 162
30 ـ لقاء مع كاتب الأطفال 174
31ـ القاص طلال حسن 199
32ـ طلال حسن والحديث عن شجون.. 203
33 ـ حوار مع القاص طلال حسن 220
34 ـ لقاء مع القاص طلال ح



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية للفتيان مرجانه ...
- قصص للأطفال عصر الديناصورات ...
- قصة للفتيان اب ...
- قصة للأطفال الغرير الصغير ...
- قصص قصيرة جداً عبارة الموت ...
- ثلاث روايات قصيرة للأطفال طلال حسن
- محطاتي على طريق أدب الأطفال ...
- أسد من السيرك
- قصة للأطفال الترمجان قصة ...
- رواية للفتيان اورانج اوتان ...
- قصة للأطفال آدزانومي قصة طلال حسن
- رواية للفتيان تار والسندباد ...
- نصان للفتيان الفقمة ...
- مسرحية للأطفال الفقمة الصغيرة طلال حسن
- رواية للفتيان دلمون الأعماق ...
- مسرحية ريم للاطفال
- رواية للفتيان الغابة طلال حسن
- رواية للفتيان دموع رينيت طلال حس ...
- قصة للأطفال آتٍ مع الشمس
- رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو ...


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - حوارات مع أديب الأطفال ... طلال حسن