أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مستشفى الديوانية العسكري في الديوانية معلم صحي أزيل بعد الإحتلال الأمريكي














المزيد.....

مستشفى الديوانية العسكري في الديوانية معلم صحي أزيل بعد الإحتلال الأمريكي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 14:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقع المستشفى العسكري على ضفاف نهر الديوانية داخل أراضي الفرقة العسكرية الأولى، مقابل المستشفى الجمهوري الحكومي، التي اندرست معالمه في ثمانينات القرن الماضي، وفي عهد متصرف الديوانية مصطفى بك العمري الذي تمّ تعيينه في شهر شباط عام 1930م ونقل منها في 15 شهر آب عام 1933م, وفي زمانه بوشر ببناء دار الحكومة الجديدة سنة 1932م (بناية متصرفية الديوانية القديمة) وعلى الجانب الأيسر من ضفة نهر الفرات والذي تم بناؤه عام 1935م, وكذلك أنشأت بناية (الثكنة) العسكرية والمستشفى العسكري والنادي العسكري على الجانب الأيمن من ضفة نهر الفرات, وكما تم تأسيس الثانوية للبنين في أواخر أيامه عام 193.
يضمُّ المستشفى العسكري أطباء محنّكين وممرضين ذوي خبرة وأجهزة ومستلزمات طبية حديثة وأدوية وعلاجات وفيرة، وهم الذين كانوا يستقبلون المرضى مقابل الأجور في عياداتهم الخاصة بعد انتهاء دوامهم الرسمي، إنَّ السماح للأطباء العسكريين بفتح عيادات طبية خاصة لهم بعد الدوام الرسمي، أسهم في جعل مدينة الديوانية مقصد المرضى الذين يفدون إليها عند المساء بصورة خاصة من القرى والأرياف والنواحي المحيطة بالمدينة، وكان ثَمّة تفاهم ملحوظ ما بين الأطباء العسكريين والأطباء المدنيين للتعاون في علاج المرضى في المستشفيات، ولعلَّ جيل الأربعينات والخمسينات لا ينسى أطباء لمعت أسماؤهم فأقاموا في الديوانية ردحاً من الزمن، مثل الطبيب رشيد معتوق والطبيب جورج سليم والطبيب عاصم الخيالي والطبيب فؤاد سارة والطبيب حكمت الشعرباف، والطبيب رسام شاشان (عام 1948م) و الطبيب نهاد مراد (عام 1956م) والطبيب فؤاد مراد والطبيب يعقوب سارة (عام 1950م) والطبيب أدور عيسى (1954م)، والأخَوَين الطبيبين شاكر وعبد الأمير توفيق الذين كان لهما فضل تنظيم الأسبوع الصحي في الديوانية.
يذكر الدكتور حكمت الشعرباف حول الأيام التي قضاها كضابط احتياط في مستشفى الديوانية العسكري بعد تخرجه في كلية الطب عام 1960م، "ألتحقت بالعمل في (م.د.ع)، وهو الأسم المختصر لمستشفى الديوانية العسكري.. وجدت الديوانية، كئيبة، ليس فيها ما يسر. وكان نادي الضباط وخدماته المتميزة وحدائقه الواسعة الملاذ الوحيد لقضاء أوقات الفراغ الطويلة. كان من العاملين في المستشفى وقد توطدت لي معهم الصداقة كلٍ من الدكتور سالم سفر والدكتور سعيد غدير والدكتور صالح شلال وطبيب الأسنان خسن عبرة والصيدلي مجيد مشكور. كان آمر المستشفى يومذاك الدكتور بوغوص بوغوصيان، وهو جراح اختصاصي، وكان رجلاً جاداً وحريصاً، إلا أنهُ صعب المراس أحياناً. أما مساعد الآمر والقائم بالشؤون الإدارية للمستشفى فكان الرئيس الأول عباس الدجيلي، وهو عسكري صارم.
كان يحق لنا مغادرة المعسكر للسفر إلى اهلينا مرة كل أسبوعين، وكنا نزود في هذه الحالة بورقة تعرف بورقة (عدم التعرض). كان يذكر في الورقة الساعة التي يسمح لنا عندها بمغادرة المستشفى، وهي الساعة الثانية عشرة ظهراً عادةً. كنا نجلس في غرفة المساعد السيد عباس، ويكون قد أعد هذه الورقة من قبل، ولكنه لا يسلمنا إياها إلا في تمام الساعة المدونة فيها. كان ينظر إلى ساعته ويقول (بقيت عشر دقائق)، ثم (بقيت خمس دقائق)، وهك1ا. تعليقاتنا الساخرة لم تكن تجدي نفعاً. فصك الغفران هذا لا يمكن استحصاله منه إلا بعد أن يكون الوقت قد أزف. من المؤسف أن يتم إعدام هذا الرجل العسكري المثالي بعد قيام حركة 8 شباط عام 1963 بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي العراقي، رحمه الله.
في صبيحة أحد الأيام طلب منا أخذ مسحات دم من كافة المنتسبين من الجنود وضباط الصف وذلك للتحري عن مرض الملاريا. قمنا بهذه المهمة أما والزميل شلال التميمي. انتظم الجنود وضباط الصف وبدأنا عملنا. كانت المهمة سهلة للفاحص والمفحوص، كنا نأخذ قطرة دم من أصبع الجندي بعد وخزه، وكنا نضع هذه القطرة على الشريحة الزجاجية. لاحظت أن أحد الجنود كان شاحب اللون، مصفر الوجه. كان تقديري أن الرجل من (نهي عصبي) وهي حالة كثيراً ما يعاني منها بعض الناس عند رؤيتهم الدم أو مناظر العنف، طلبت منه أن يجلس لكنه رفض مدعياً أنه جندي في القوات المسلحة منذ حرب فلسطين عام 1948م، وأنه فعل بالصهاينة ما فعل...!!. وحين انصرفت لأخذ المسحة من الجندي التالي سمعت صوت ارتطام رأس صاحبنا بالأرض، فقد أغمي عليه، لم تنفع معه بطولاته المزعومة في فلسطين، تمّ نقله إلى المستشفى واتضح أنه أصيب بكسر في الجمجمة. تعافى الرجل من اصابته بعد أسابيع ولكن المنتسبين ظلوا ما أن يلتقون به أو يلتقي بهم حتى يغمزوه ويلمزوه مشيرين إليه قائلين بتهكم (جبناها لفلسطين).
جاء تسريحنا من الخدمة في الثلاثين من تشرين الثاني عام 1961م، كان يوم التسريح يوماً سعيداً، إذ سيكون اليوم الذي أقول فيه للديوانية (هذا فراق بيني وبينكِ). أقسمت في نفسي أن لا أدخلها بعد ذلك اليوم أبداً. غادرنا المستشفى بعد أن ودعنا الجنود البسطاء الطيبين وداعاً حاراً".



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تسقط الأقنعة عن المريض الشيوعي
- قراءة في كتاب الدكتور عبد الحسين شعبان (بشتاشان -خلف الطواحي ...
- قراءة في كتاب الدكتور جواد بشارة (الكون أصله ومصيره.. نظرات ...
- هاشم مطر وقطوف التجربة النقدية في أدب سهيل سامي نادر
- علاء حمد والثقافة النصيّة في مدونة الشاعر حميد العقابي
- جاوان القبيلة الكُردية المنسية ومشاهير الجاوانيين للدكتور مص ...
- استقراء ونقد الفكري الشيعي... عرض لكتاب د. فالح مهدي
- نقابة الفنانين العراقيين تكرم ايقونة المسرح الحلي غالب العمي ...
- الثلاثي الأقدس في مخلوقات الفنان سعد علي
- ساعة الشهيد سلام عادل وموت الضمير الأخلاقي
- صدر كتابي الموسوم تاريخ الأكراد في العراق عن دار الفرات في ب ...
- النمو الحضري... بين الهجرة الريفية والتكييف في المدينة (3-3)
- النمو الحضري... بين الهجرة الريفية والتكييف في المدينة (2-3)
- النمو الحضري... بين الهجرة الريفية والتكييف في المدينة (1-3)
- مفهوم التاريخ (2-2)
- مفهوم التاريخ (1-2)
- الإساءة في قصائد بدر شاكر السياب
- دور المنبر في الحركة الشيوعية العراقية
- رواية منازل العطراني تنصف ضحايا أحداث عام 1963م
- محمد السعدي وأرشيف حكاياته النضالية في مذكراته (بيني وبين نف ...


المزيد.....




- -ستارة من الألوان-.. مسافرة تصف ما رصدته كاميرتها للشفق القط ...
- قائد -سنتكوم- يلتقي قادة عسكريين بالسعودية.. وهكذا وصف دور ق ...
- أنور قرقاش: أمن واستقرار الكويت جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار ...
- نقل الوفد الإسرائيلي المشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية بسب ...
- -ليس في رفح-.. إسرائيل تعلن مكان اختباء يحيى السنوار في غزة ...
- في الذكرى لـ10 لإستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.. زاخاروفا ...
- ناريشكين لا يستبعد إجراء اتصالات مع رئيس وكالة الاستخبارات ا ...
- زاخاروفا: أوكرانيا حولت نفسها إلى دولة منبوذة ذاتيا خلال الس ...
- أمير الكويت ورئيس الإمارات يجريان مباحثات عقب قرارات حل مجلس ...
- الإمارات: التصويت الأممي بشأن منح فلسطين العضوية الكاملة -خط ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مستشفى الديوانية العسكري في الديوانية معلم صحي أزيل بعد الإحتلال الأمريكي