أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - مخاطر لعبة الأمم على الجغرافيا السورية














المزيد.....

مخاطر لعبة الأمم على الجغرافيا السورية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7913 - 2024 / 3 / 11 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الثالثة عشرة لثورة الحرية والكرامة تتعرض سورية لمخاطر عديدة، إذ تتقاسمها قوى الأمر الواقع: نظام الاستبداد مدعوماً من روسيا وإيران اللتين تتقاسمان النفوذ في مناطق سلطة النظام، أما المناطق الأخرى فهي موزعة بين نفوذ كل من تركيا وهيئة تحرير الشام والولايات المتحدة الأميركية التي تدعم قوات " قسد " الانفصالية. وكل من هذه القوى تطمع في حصة من الجغرافية السورية، مستغلة غياب مؤسسات سورية معارضة، ذات مصداقية، قادرة على تمثيل السوريين على طاولة مفاوضات رسم مستقبل سورية.
ومن غير الواضح حالياً، كيف ستتم عملية تقاسم المصالح، وما حدودها الجغرافية الدقيقة، والدول الراعية لها، وما سيترتب على هذه الدول من مسؤوليات وأعباء، وما قد تجنيه في المقابل من مكتسبات. إذ يُتداول حالياً في توافر ثلاث مناطق نفوذ تحت إدارة تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وإشرافها، حيث تكون المنطقة التي تقع شمالي حلب تحت الإشراف التركي، بينما يُعدُّ الساحل السوري إضافة إلى غربي حمص متضمناً حماة والغاب وحلب حتى حدود إدلب، منطقة تحت إشراف روسي، وأن تكون المنطقة الجنوبية على امتداد الحدود مع إسرائيل وحتى القنيطرة هي منطقة تحت إشراف أميركي وإدارة أردنية، إضافة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سورية الديمقراطية " قسد ") في الجزيرة السورية. وربما تكون المناطق الممتدة من الحدود العراقية في اتجاه الرقة تقع حمايتها تحت مسؤولية قوات مُشكّلة من العشائر العربية تحت الإشراف الأميركي المباشر.
ولا بدَّ من ملاحظة التقارير الثلاثة لمؤسسة راند الأميركية، الصادرة في المدة من كانون الأول/ديسمبر 2015 وشباط/ فبراير 2017، حول " خطة سلام لأجل سورية "، والداعية إلى " اللامركزية أصلح نموذج للحكم في سورية المستقبلية "، و" أنّ التطورات الأخيرة في سورية والمنطقة بما في ذلك اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته روسيا وإيران وتركيا سيفتح الآفاق لوقف إطلاق النار على أساس وطني متفق عليه، وهو ما سيفرز مناطق سيطرة تدعمها قوى خارجية ".
وفي الواقع، تتوزع دوافع قوى الأمر الواقع بين الغايات السياسية والأهداف العسكرية والأمنية، فمثلاً ثمة أسباب عديدة لتركيا تبدأ بالتخلص من اللاجئين السوريين في أراضيها، مروراً بتوظيف منطقة الشمال الغربي شريطاً عازلاً على طول الحدود لمواجهة تبلور وضع عسكري وميداني للأكراد السوريين، يؤهلهم لإقامة كانتونهم القومي، مروراً بتحويل المنطقة إلى ما يشبه القاعدة لتجميع فصائل المعارضة المقربين منها، وانتهاء بالرهان على إدارة هذه المنطقة لتفعيل النفوذ التركي، وشرعنة حضوره السياسي والعسكري وفرص محاصصته على المستقبل السوري.
ولكنّ السوريين يتخوفون من أن ينتهي أمر لعبة الأمم إلى تكريس مشروع تقسيم قد يظهر مستقبلاً، وفي واقع الأمر لا توجد أية ضمانات تبدد هذه المخاوف، لأنها مخاوف حاضرة وبقوة في أوسع وسط شعبي سوري، مما يعني أن جميع السوريين اليوم أمام اختبار مصيري لوطنهم، فإما أن يحفظوه وإما أن يخسروه إلى زمن طويل قد يمتد إلى مرحلة غير معلومة.
إنّ البديل الأصوب المشترك الوحيد لكل السوريين هو حلّ جذري وآمن لجميع سورية، ولعلَّ وثيقة 8 آذار 2024 تساهم في فتح أفق وطني سوري جامع مستقل يقطع الطريق على مخاطر لعبة الأمم، بما انطوت عليه من رفض مشاريع التقسيم على حطام الدولة التي هي ملك للسوريين، وضرورة ربط الشمال بالجنوب لمواجهة المشاريع التي تعمل على الاستثمار في خصوصيات مناطق نفوذ الأمر الواقع، وتعزيز حضور المجتمعين الأهلي والمدني في تقرير مستقبل سورية، بما يتجاوز الهياكل الحزبية والتنظيمية السياسية القائمة، وتعزيز امتلاك السوريين لقرارهم والخروج من عباءات القوى المختلفة التي تحاول السيطرة عليهم والتحكم بمصيرهم. وقد عبّر مضر الدبس، أحد المساهمين في صياغة الوثيقة، عن هذا الطموح " ثمة نوعٌ من القناعة بأنّ منهجيات العمل السياسي وأدواته التي بين أيدينا الآن لم تعد صالحة لتحقيق طموحاتنا وحل مشكلتنا، وعليه سوف نسعى معاً إلى تجاوز المنهجيات القديمة القاصرة، وبناء شيء جديد يشبهنا يتجاوز النظام والمعارضة معاً، ويقترب من روح السوري العادي، وهذا سوف ننجزه معاً وبصورة مشتركة على امتداد سورية كلها ".



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي يفتقد الدولة الأنموذج
- تحديات الخطاب السياسي العربي
- العالم العربي بحاجة ماسّة إلى التغيير
- أهم القضايا المؤجلة للنهضة العربية الحديثة
- إخفاق العرب تجاه المطامع الأجنبية والعدوانية الإسرائيلية
- تفاقم احتقان الشعوب العربية على الصعيدين السياسي والاجتماعي
- تعثّر التنمية الشاملة في العالم العربي
- الموارد العربية اسُنزفت والإرادة انتُهكت
- هدر الموارد المادية والبشرية في العالم العربي
- مأزق العمل العربي المشترك
- انبعاث الفكر الأصولي والعصبيات ما قبل الوطنية
- الأبعاد الثقافية للتأخر العربي الراهن
- التعاطي العربي الكلامي السطحي مع المشكلات
- محرقة غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق ا ...
- أهم معوّقات النهوض الحضاري العربي
- مخاطر الماضوية على مستقبل العالم العربي
- شرعية الأمر الواقع في الدول العربية الفاشلة
- أية شرعية للحكومات العربية؟
- تضخم سلطة الدولة وضعف المجتمع المدني في العالم العربي
- كيف تتعامل الحكومات العربية مع الحقل السياسي


المزيد.....




- -صمام أمان-.. أنور قرقاش يؤكد أهمية تعاون و-حكمة- محمد بن سل ...
- السعودية.. انطلاق مناورات -طويق 4- الجوية (صور+ فيديو)
- الولايات المتحدة.. الكشف عن اختلاس أكثر من ربع تريليون دولار ...
- علامات شيخوخة البشرة.. تعرف على ما يمكن أن تواجهه في المستقب ...
- أحداث لبنان وغزة وسوريا والسودان حاضرة على -مأدبة عمدة اللور ...
- أعراض ورم الدماغ
- علماء: سبب النفوق الجماعي للفيلة في بوتسوانا يعود إلى ظاهرة ...
- ماكرون وبن سلمان يبحثان أزمة الرئاسة في لبنان واستدامة الهدن ...
- هل يولد المجرمون أشرارا؟
- 4 علامات مبكرة للخرف تظهر عند المشي


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - مخاطر لعبة الأمم على الجغرافيا السورية