أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - معادلة (همس)١+١=٣














المزيد.....

معادلة (همس)١+١=٣


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


همس هو عنوان العرض المغربي الذي تم عرضه ضمن فاعليات الدورة الثامنة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب بمحافظة قنا بصعيد مصر،إذ يشير هذا العنوان إلي كل خفي من كلام ونحوه،ومن هذا المعني ينطلق كريم بطرون مخرج،ومؤلف،ومؤدي لشخصية "عادل"في هذا العرض من فرضية رياضية،تسعي لحل إشكالية فعلية،وواقعية بالمجتمع المغربي حتي يثبت أن المعادلة الرياضية ١+١= ٣،إذ يرصد إذدياد حالات الطلاق في المجتمع المغربي إبان ٢٠١٦،محاولا مناقشة الأسباب التي أدت لها،ورافضاً للقناعات المنطقية التي تقر أن ناتج المعادلة الرياضية ١+١=٢،حتي يتمكن المتلقي من البحث عن الشئ الذي كمُن خلف المشكلة التي يناقش العرض قضيتها اليومية المطردة،لذا عمد مؤلف نص "همس" إلي أن يستهل نصه بالراوي الموثوق"يوسف" الذي ادي دوره في العرض الممثل زياد الأدريسي،او الأبن الذي يروي لنا قصة زوج،وزوجة تحت ضغوط الحياة الإقتصادية،والهيمنة السياسية،وقيد الحريات،واختلاف الأيدلوجيات بينهما،فالزوج "عادل" الذي كان في عمر الخامسة والأربعين كانت زوجته ماريا" التي قامت بإداء دورها سماح بوسلام،لا تعمل،وكان يمتعض كثيراً من غيرتها،وإتهامها له بالخيانة،وانفاق المال علي نزواته النسائية،فحين تأزم الوضع الإقتصادي لعادل ،كانت هي من تنفق مالياً عليه الي أن أصبحت معاقة بكف البصر،وهذا جعله كذكر يدرس العلاقة بينهما ،ويدخل في حالة التوتر،والقلق،ثم الإكتئاب،والسأم الذي يعد سبب رئيس للطلاق والإنفصال بين الأزواج،ويقدم لنا الراوي الموثوق نموذج لشخصية "ماريا" بدون إعاقة،إذ كانت تعمل سكرتيرة،لعادل زوجها الذي كان يعمل استاذ جامعي،اي أن المستوي الإقتصادي والثقافي للزوج الذكر يختلف عن النموذج الأول الذي عرض ماريا وهي كفيفة،ورغم ذلك كانت النتيجة واحدة،إذ أن الفردية التي اتسمت بها الشخصيات في كل نموذج لم تعد تؤتي ثمارها في العلاقة الزوجية،فنجاح العلاقة الزوجية يكمن في زيادة درجة التفاهم،والإنسجام المشترك بين الزوجين،إذ أن ليس كل مبصر يبصر،فالبصيرة في القلب بالحب،ويعاود الراوي أن يعرض لنا نموذج لغيرة الزوج من "يوسف"ابن خالة زوجته ليبرز لنا أن مفهوم العلاقة الزوجية للذكر في مجتمع شرقي هو مفهوم متجذر فيه حب التملك للأنثي،لكن حين يدرك كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية أن الإنسجام المشترك بينهما هو أساس نجاح هاته العلاقة،فإن المسلمات (التفاحة)التي أخرجت الزوجين آدم وحواء من الجنة مذ بدء الخليقة،وباعدت بينهما، كانت سبباً في تجميع وانسجام عادل وماريا،وإذدياد التفاهم بينهما،وهذا مايشير الي رفض القناعات المنطقية في عملية البحث عن حلول لقضية العرض
-الحوار الدرامي انقسم الي حوار سردي توثيقي هو حوار الراوي الذي تعددت وظيفته بين التعليق،والتوثيق،والتعقيب علي الحدث الدرامي، والمشاركة في تشخيصه،كما انقسم الحوار الي حوار استرجاعي يجتر الماضي ويصور للمتلقي الجدلية والإختلاف عبر الأزمنة المتشظية،وغير التراتبية في سياق العرض،وفضائه الإفتراضي علي الخشبة .
- لقد استطاعت نورا اسماعيل مصممة السينوجرافيا أن تصور منزل عادل،وماريا،فقسمت المسرح الي منطقتين الأولي،وهي عبارة عن تخت النوم،والذي كان في منتصف عمق المسرح يحده يميناً،ويساراً شريطان من القماش الأبيض تم استخدامهما كشاشة عرض سينمائي،اما المنطقة الثانية فكانت لطاولة الطعام،والتي كان يحدها مقعدين،وكانت في مقدمة يسار المسرح،وهذا أتاح مساحات شاسعة للمخرج لتصميم الميزانسين،والتعبيرعن مايعتل الشخصيات من مشاعر،واحاسيس،فضلاً عن أن الشريطين اللذين علي يمين ويسار تخت النوم،وقد تم استخدامهما كشاشة للعرض السينمائي في محاولة لإزالة الحدود بين مايجري في فضاء العرض ،وبين المتلقي،من خلال تفكيك الفضاء التقليدي،فإستثمرها المخرج في إبراز حالة الإنقسام والتباعد فيما بين الزوجين.
-انتهج المخرج المنهج البريختي في قطع الحدث الدرامي،وتجميد المشهد الصوري،وكسر الإيهام في الحوار الإسترجاعي بين الزوجين،لكنه لم يعمد الي نقل التمثيل الي صالة المتفرجين،لذا عمد المخرج الي التشظي في الأداء التمثيلي، بحيث جاء كل مشهد بطريقة ادائية مختلفة،ومتعددة ثم جمع هذه المشاهد في مشهد واحد يمزج التعددية،ويهجنها،مما ساعد علي الإدراك الحسي للمتلقي،الذي تحركت سواكنه مع العرض الذي لبي رغباته الفنية والحسية فكانت مجازاته لمؤديه بالتصفيق،والإعجاب،او بإطلاق تنهدات الحسرة،والألم،في بعض اللحظات نتيجة مشاركته الفاعلة بوضع نفسه مفكرا في موقف الشخصيات علي الخشبة لبلوغ الغايات الدلالية من العرض.
-استطاع المخرج الإنتقال عبر الأزمنة المختلفة في العرض بسلاسة وجمالية تجلت في الإنتقال عبر الإضاءة من المساء الي الصباح،وكذا في دقات عقارب الساعة أثناء رش الطحين من كلا الزوجين علي بعضهما، ليشعل الرأس شيباً في إشارة للتقدم في العمر .
- اننا سنلاحظ في معادلة كريم بطرون أن معادلة الزوج + الزوجة = الجدلية،والصراع إن كانت الفرادنية هي المحفز الخفي الذي يهمس لكل طرف من أطراف المعادلة ليصير الناتج منطقي كالمعادلة الرياضية ١+١=٢
لكن إن كانت المعادلة محفزها هو الحب،والتفاهم، فإن قوة الزوج +قوة الزوجة،هو مجموع القوتين الناتجة عن التعاون المشترك في حمل اثقال الحياة،لذا فإن مشهد التفاحة الذي صوره المخرج جمالياً ودلالياً مشيراً إلي الحب والتوافق الفكري بين الزوجين والذي كان نتاجه أن يضع الزوج التفاحة علي بطن الزوجة،فتظهر عليها اعراض الحمل في إشارة للتعاون المشترك الذي يحقق فرضية بطرون في البحث عن الخلود والإستمرارية،والتكاثر
التي كان محفزها الحب،والتعاون المشترك .
لتصير معادلة "همس" في وجود محفز هو التعاون المشترك هي الزوج + الزوجة = الأبن+ الحب+ الحياة الأبدية، اي أن ١+١=٣ .



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضية -هنا،والآن- في إثبات البدايات لمسرح الشارع
- -الجسد السارد -
- نحن ندرك كل شئ
- مقدمة كتاب (مسرح الشارع -هنا،والآن)
- اهم ما كُتب عن كتاب مسرح الشارع بين الخلط الشائع -مقاربة مفا ...
- آليات التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع
- مسرح الشارع ( لاشئ خارج النص ...وليس إعلانا بموت المؤلف)
- العزلة الإجتماعية ...صرخة -اوفيليا-النباتية
- مسرح الشارع_الوجود والوعي
- ميكانيكا الكم ما بين الإيقان،والإرتياب أو يوربيدس الجديد (قر ...
- القدريات بين مطرقة المجربين،وسندان المارقين (نص شكسبير في جب ...
- مصطلح مسرح الشارع وغياب المفهوم عربيا
- إشكالية الكتابة النصية للمسرح الجامعي
- أسئلة الفضاء العمومي العربي وإجابات التلقي النقدي حول مفهوم ...
- مسرح الشارع وما بعد الحداثة تعديل المقال المنشور يوم ١& ...
- مسرح الشارع،ومابعد الإنسانية
- مسرح الشارع -الثابت ،والمتغير بين الفضاء وتقنيات الإداء
- -النص المسرحي القصير -بين الإستنساخ والوجه الآخر للمفهوم
- قراءة في كتاب -تمظهرات الحلم في بنية النص المسرحي -تأليف أد/ ...
- -المثليه الثقافيه-رسالة تحذيريه من -جندر مان-


المزيد.....




- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - معادلة (همس)١+١=٣