أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - نحن ندرك كل شئ














المزيد.....

نحن ندرك كل شئ


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


تكمن الغايات الدلالية،التي هي هدف الإتصال المتوقع من لدن صناع عرض مسرح الشارع بالمتلقي له في رسالة إتصالية تتلخص في عبارة واحدة مؤداها "نحن ندرك كل شئ "،فكيف لصناع مسرح الشارع أن يحققوا تلك العبارة كغاية دلالية،او كرسالة إتصالية ؟
-لاشك أن فوضوية المؤدي التي تصادف المتلقي في فضاء عرض مسرح الشارع،و تنطلق من مسرحة هذا المكان المنتخب للعرض خارج العمارة المسرحية،تخلق نظام جمالي ناتج عن عملية المسرحة،فالمكان الممسرح، هو "ذلك الحيز أو الفضاء المادي الطارئ المشغول من خلال وجود المؤديين وعلاقاتهم بالجمهور او المتلقيين"،وحيث إن طبيعة المكان الغير ثابتة في مسرح الشارع تخلق تلقائيا جوا من التحفيز ينطلق من حيوية الشارع، ومسرحه الذي يتبني شعار إستخدام كل المساحة المتاحه جغرافيا ودون تقسيم بين منطقة الأداء، ومنطقة التلقي التي تذوب في عروض مسرح الشارع،
فإن وضع المتلقي في عروض مسرح الشارع ذلك المكان المحايد خلق تحديًا أمام صناع مسرح الشارع ينبغي بحثه،ودراسته جيدا قبل الشروع في تنفيذ عروض مسرح الشارع، وكيف تمنحه(المتلقي) إحساس مغاير لوضعه، وهو يشاهد عرض مسرحي في قاعة مسرحية،مما يعني الزج بهذا المتلقي داخل رقعة الحركة والتمثيل من أجل إخضاعه لتجربة مغايرة بها نوع من الصعوبة، والمتعة، وإحساس التشاركية التي يجد المتلقي نفسه فيها جزء من نسيج العرض.
-إن هذه التشاركية، هي امتزاج كل عناصر المسرح في منطقة فضائية واحدة هي فضاء الشارع الذي يدخل في حالة صيرورة الإندماج الذاتي مع عناصره مكونا سينوغرافيا طبيعية قائمة بذاتها.
-لذا فالخيال الذي يخلقه او يصنعه الممثل،او المؤدي في مسرح الشارع يتحول تلقائيا الي مدرك حسي بطبيعة المكان، وحدوده الجغرافية، والزمانية.
-إن إدراك المتلقي لخصوصية المكان عامة يحدث التحول في ذهنيته من مجرد تصور اللعبة التشخيصية التي تحدث امامه الي وعي بأن ما يشاهده حقيقة، ومن هنا يصبح المكان الممسرح في الشارع والذي ليس وظيفته الأصلية العرض المسرحي، مكان يعتمد التجسيد الخيالي من خلال التوظيف الأشاري لهذا المكان الفارغ العشوائي.
-إن التعارض بين العرض والمكان عادة ما يؤدي الي تحييد تأثير العرض ذلك ان قابلية تحول المكان الي مكان ممسرح تتسق مع الرسالة، والموضوع الذي يكرسه المكان في اسلوبه، فعلي سبيل المثال لا الحصر،إذا تم طرح مشكلة وضع المقاعد علي الأرصفة خارج المقهي وكيف تؤثر علي حركة الماره علي الرصيف وتعرضهم للخطر اثناء سيرهم في الشارع ؟فإن الرسالة التي يطرحها هذا المكان العارض بوضعه المقاعد علي الأرصفة، هي رسالة دعائية لجذب المارة ليكونوا من رواد المقهي، لكن الرسالة الأصلية، هي رسالة الشارع الذي يصبح الرصيف فيه ملاذ لكل المارة، فإذا كان العرض المقدم في المقهي متفق مع موضوعه، ومتسق في اسلوبه مع النظام الذي يكرسه المكان (رصيف الشارع) ازدادت قوة تأثير العرض.
-إن الممثلين في مسرح الشارع عليهم ان يستهدفوا المشاهدين المصادفين عشوائيا للعرض، وأن يكونوا حيز العرض،بجعل هؤلاء المشاهدون متلقون، ولذا فإن المكان في الشارع اصبح بعد مسرحته مكان مادي مشغول بالمؤدين والمتلقيين، واكتسب صفة الفضاء المسرحي الذي يشترط لتحقق هذه المسرحة هو حركة الممثل فيه ووجود جمهورالمتلقين داخل حيزه، معتمدا علي نمط عشوائيته او شكل تكوينه الطبيعي او المعماري، ولذا فإن فضاء الشارع الممسرح هو فضاء محدد وسينوجرافيته سوف تشمل منطقتين هما منطقة الأداء، ومنطقة التلقي، اللتين تذوبتين في لحظة تتمحور حول أبعاد قيمية وإنسانية، فالمكان في مسرح الشارع لايعطي المتلقي احساس انه يشاهد عرضاً او لعباً متأثراً بالفضاء التخيلي، او الوهمي، ويرجع ذلك لأن عروض الشارع لا يستخدم فيها الإضاءة المسرحية وعادة ما تعرض نهاراً، فتنتفي الفضاءات الوهمية والنفسية والتخيلية، حتي لو تم استخدام الإضاءة المسرحية، فإن الفضاء في مسرح الشارع اصبح وحدة واحده مندمجة لعدم الفصل بين المتلقي، والمؤدي في عرض الشارع.
-ان العشوائية الجغرافية تبقي علي حالها في شكل ومحتوي المكان المختار للعرض، وبالتالي فطاقة الممثل تتناسب طرديا وتلك العشوائية، فطاقة الممثل في عروض مسرح الشارع كمكان ممسرح بعشوائيته الجغرافية، قد يعطيه الأنفلات في الإرتجال وقد يدفع الممثل،او المؤدي الي التمرد والمشاكسة علي الإرتجال، والذي يعني فن الخلق في لحظة التنفيذ، وهذا الإنفلات الإرتجالي نابع من هواجس صناع مسرح الشارع القائمة علي إمكانية توليد علامات متدفقة، فالمكان في مسرح الشارع غايته توليد إشارات مسرحية، بلا حدود لتدل علي معاني متناهية ناتجة عن التشكيل في المكان، او الفضاء، او حيز الشارع .
-هذا التشكيل في مساحة المكان لا يهتم بالمساحة من الناحية النظرية، بل يهتم لكونها اصبحت أداة تميز لنشوء علاقة بين الباث، والمُستقبل لا تتحقق إلا بالتركيز الذي لن يتأتي إلا، إذا توحدت الرؤية في ظل ظروف موضوعية بين المساحة والأداء.
-لذا فإن طبيعة الأداء في الشارع تكون ذات خلق وارتباط المبدع بالمكان ذاته،فالمكان في مسرح الشارع يشكل العرض، ويشكل طبيعة الأداء، وبالتالي، فإن المكان يعتمد قيمة ما يقدم من شكل، ومضمون للعرض، وقيمة اداء الممثل،او المؤدي لبلوغ الغايات الدلالية لعرض مسرح الشارع،وحتي يتثني لصناع العرض الشارعي أن يبلغوا هدف الإتصال المتوقع بمتلق العرض يجب أولاً أن يدركوا كل شئ في تلك العملية الإتصالية،ويعوا جيدا طبائع الفضاء المادي الطارئ المعمارية،والجغرافية،والإنفلاتية،وكيفية التغلب علي المعوقات التي تواجههم،وتكون سبباً في إيقاف العرض أو إلغاؤه في هذا الفضاء المنفلت،إذ أن المكان في الشارع يكتسب جماليته من كونه فضاء صاخب، ومنفلت تتحرك فيه الدلالات بسهولة ويسر ولأن هذا المكان هو في الأصل فضاء للمتلقي الذي تتم مناقشة قضاياه اليومية فيه،
فإن الدراسات الديموغرافية،والسيسيولوجية،والسايكولوجية للمتلقي المُستهدف لهذا الفضاء ستعين صناع العرض علي وضع محددات الرسالة الإتصالية التي مفادها "نحن ندرك كل شئ ".



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب (مسرح الشارع -هنا،والآن)
- اهم ما كُتب عن كتاب مسرح الشارع بين الخلط الشائع -مقاربة مفا ...
- آليات التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع
- مسرح الشارع ( لاشئ خارج النص ...وليس إعلانا بموت المؤلف)
- العزلة الإجتماعية ...صرخة -اوفيليا-النباتية
- مسرح الشارع_الوجود والوعي
- ميكانيكا الكم ما بين الإيقان،والإرتياب أو يوربيدس الجديد (قر ...
- القدريات بين مطرقة المجربين،وسندان المارقين (نص شكسبير في جب ...
- مصطلح مسرح الشارع وغياب المفهوم عربيا
- إشكالية الكتابة النصية للمسرح الجامعي
- أسئلة الفضاء العمومي العربي وإجابات التلقي النقدي حول مفهوم ...
- مسرح الشارع وما بعد الحداثة تعديل المقال المنشور يوم ١& ...
- مسرح الشارع،ومابعد الإنسانية
- مسرح الشارع -الثابت ،والمتغير بين الفضاء وتقنيات الإداء
- -النص المسرحي القصير -بين الإستنساخ والوجه الآخر للمفهوم
- قراءة في كتاب -تمظهرات الحلم في بنية النص المسرحي -تأليف أد/ ...
- -المثليه الثقافيه-رسالة تحذيريه من -جندر مان-
- التراث و مناخ الأسئلة في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنو ...
- الحلقة العاشره والأخيره -من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع ...
- -المدينة البلاستيكيه-مونودراما مسرحيه


المزيد.....




- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - نحن ندرك كل شئ