أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - هواجس لَجوجة














المزيد.....

هواجس لَجوجة


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 7908 - 2024 / 3 / 6 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


(1)
ليس للأفكارِ شكل ولا لونٌ وهي تنولد على قارعة الكلمات لتجلو صورتَها في مرايا الواقع..
واقعٌ برؤىً تهدّلتْ وترهّلَتْ ، يضغطُ بإتجاه تفكيك أحلامٍ تكادُ تَسّاقطُ وسطَ إنكساراتٍ كبرى،
وتغَوُّلٍ للهمجية الكونية .. مقابل عطشٍ رهيبٍ للثقافة الجادة ، يشبه العطشَ لكتبٍ لم نقرأها ،
وللحنٍ شجيٍّ لم يُرطِبْ أسماعَنا بعد ، ولغبطةٍ لم نألفها ، ولأميرةِ منام إستعصت على الأبجدية..
خارجَ ثقافة الإستهلاك وترويج للغيبِ والإبتذال المريع..!
* * *
معنْ بن زائدة:" إذا لم تكتب اليدُ، فهي رِجلٌ"!
أكتُبُ لأنني لا أستطيعُ فعلَ غير ذلك.
أكتبُ تفادياً للنسيان! فالكتابةُ تأجيلٌ للموت..
وهي متعةٌ وفِتنة،
اللغةُ وسيلتي الوحيدة في هذا العالم.. ولا أشعرُ بحريتي إلاّ حينَ أكتب ،
فأكتشفُ علاقاتٍ جديدة لي بالأشياء والمعنى ..
* * *
جاؤا في غَفلَةٍ من البحرِ والطيرِ ..
ذَبَحوا النسيمَ ونثروا أشلاءنا على سيوفِ الجهالة والحقد "المقدس" !
فتكلّسَ التأريخُ في خرائب الحاضر !
* * *
الوطنَ "مبتدأٌ"، فكيفَ يَجرّونَه ؟!
* * *
إقرأْ بمنتهى الهدوء، مثلَ إسطوانة تتهيأُ لإستقبال النغم ،
لأنَّ الموتَ الطائشَ ضلَّ الطريقَ إليكَ، فرطَ الزحام !
كم أنتَ حرٌّ أيها "المنسيُّ".. لا أحدَ يرى أثرَ الناي فيك،
لا أحدَ يحملقُ في حضوركَ أو غيابك ،
نصفُ كأسكَ ملآن والشمسُ تملأ نصفه الآخر،
فأفعلْ ما تشاء.. إخلع قميصك أو حذاءك أو ما يعِنُّ على خاطرك..
لا عدوَّ ولا صديق أو مَنْ يُراقبُ ذكرياتكَ، حبَستها بداخلك !
كم أنتَ حرٌّ في خيالك..!
نامَت الشمسُ على تَقشُّفِ ظلِّها،
فلا تحتاجُ أنْ تُفكرَ بيوم الأحد، لأنَّ ربَّ الحرب يرتاحُ يوم الأحد !
الموتُ لا يعني شيئاً.. نكونُ فلا يكونْ ، أو يكونُ فلا نكونْ !
* * *
أُريدُ أنْ أزورَ ماضيَّ لكنني أرهبُ الخوَنَةَ وقاتلي الأماني ،
الذينَ لا يسمعونَ دقّات قلبِ الحنين !
* * *
مَنْ سَمَّمَ الأرضَ ، فأصابَها برُعافِ البراكين ؟!
* * *
نستيقظُ من نومٍ مُعتَّقٍ بغبار الكوابيس ، لنجدَ التنّينَ والأشباحَ أفلَتَتْ عقالها ، وإحتلّت المُدنَ..
وكانَ ثمةَ في الأعالي مَنْ يرقبُ المشهدَ عن كثبٍ ، يربِتُ على أكتافنا:" نحنُ نعرفُ ونُقدّرُ محنتَكم"!!
* * *
ثديٌ مَرمَروه بالحنظلِ إستعداداً لفِطام الرضيع..
لنْ أُبالي بالمَرارةِ لأنني عشقتُكِ ، بلْ أدمنتُ صدرَكِ !
* * *
الكتابة ، في وجه من وجوهها، تعويضٌ عن خسارةٍ لا تُستردُّ إلاّ بالكتابة ..
مَدينٌ لكُتبي ، أفكاري ومسوداتي ، التي أعادتني إلى نفسي ومكّنَتني من إستعاة توازني بعد كل ما شَهِدتُه وعشتُه من خساراتٍ وخيبات ..!
* * *
أسوأُ الرصاصاتِ، تلكَ التي تأتيكَ من الخلف !
فإذا لم يكن هناكَ من بُدٍّ ، كنْ مثل خليل حاوي..!
إختارَ رصاصتَه ، فصادَ نفسه!
وأنهى عذابَ التفرُّجِ على وطنٍ دنَّسته أقدامُ الغزاة !!
* * *
غيمٌ يحكُّ ظهرَ الموجِ ، وفِضةٌ خَلَعَتْ نَعلَيها ، تأبى أنْ تركِسَ في قاعِ النهر..
تُراقِصُ النسيمَ على وجه الماء .. فتسرق فَراشاتِ النُعاس ، كي لا تُكدِّرَ كرنفال النخيلِ ،
حيثُ يُرتِّلُ السعفُ الراعشُ أُنشودةَ الخَلق الأوليِّ عند ملتقى النهرين !!
* * *
من قصصِ الأطفال" عَنزةٌ قايضت جلدها بالجبل الأخضر"
كنتُ أقرأُ هذه القصة على بُنيَّتي لما كانت صغيرةً في دار الحضانة- وهي اليوم في الجامعة –
تحكي القصة أنَّ عَنزةً - وهي رمزُ الغباء عند الأطفال- إلتقتْ ذئباً فخافت أنْ يأكلها..
قالَ لها لا تخافي.. فأنا أشعرُ بالبرد وأنتِ يعضّك الجوع.. أعطني جلدكِ، وأعطيكِ بدلاً منه ذاك الجبل الأخضر المليء بيانعِ الزرع..

فوافقت ! صاحت صغيرتي "عنزة! لا يمكن أن تكونَ إلاّ غبيّة !!"[تنويه: لا علاقةَ للقصة، التي كُتبت في القرن التاسع عشر، بما قد يتصوَرُ البعض قسراً ، بما يحدث في بلداننا !!]
* * *
الطوفانُ هو الحساءُ الأول للآلهة !
ولما فوجئوا بخرابه ، حاولوا تجميده ..
لكنهم لم يكونوا يعرفون الصفرَ قيمةً !
* * *
لم أُسائل نفسي لماذا أحتفي بصداقة اليومي ، والشيء المُتاح !
ربما أكونُ قد أرجأتُ التفكيرَ بـ"مَلاكِ" الموت ، غيرَ ما يفعلُ صاحبٍ لي ..
كي لا أُظهرَ ما تخفى من حُطامي !!
* * *
من حقِّ الناس أنْ ترى – بعيداً عن ثنائية التشاؤم والتفاؤل – أنَّ العالم قابل للتغيير نحو الأحسن ،
وهو بالتالي ليس "ملعوناً"! فمن حق الفرد أنْ يكونَ سعيداً على هذه الأرض ، وأنْ يعمل من أجل ذلك ،
دونَ تحويل هذه الثقة بالجهد الإنساني إلى "أيديولوجية تفاؤلية" تُوَظَّفُ في مشروعاتٍ سياسية !!
* * *
الآلهةُ أرادتْ أنْ تُعمِّدَ الناسَ جميعاً ، دفعةً واحدة .. فأرسلَتْ طوفانها !
صحيحٌ أنها أوصتْ نوحاً أنْ يُرشدنا إلى رصيفِ مرفأ وَضّاءٍ بقناديلِ النجاة ،
لكن نوحاً كانَ أنانياً ، لم يُفكِّر إلاّ بإنقاذِ عائلته !!
* * *
رغم كل شيءٍ ، مازلنا نتملكُ الكثيرَ مما يمكن فقدانه !!
* * *
علَّموا صغاركم كيف يكتبون جمَلاً لا تبدأ بــ"أنا" !
* * *
حينَ داهمت مجموعةٌ من الغوغاء/ ميلشيا مسلحة/ مَشرباً في كورنيش أبي نؤاس، تبخَرَ السُقاةُ والشاربون..
جمعَ الميليشياويون كؤوسَ " الحرام "، يتقصَّونَ ما ترسَّبَ في الكؤوسِ من همسٍ !!

* * * *
يتبع (2)



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. الإنسان الحُرُ ، موقفٌ وكلمة ، يا هابرماس !!
- دردشة مع صديقي فولفغانغ*
- كوابيس
- على الغرب أن يتهيأ لدفع حساب طال إنتظاره
- الخوف عدونا الرئيس، يجب كَسرُه
- سميرُ الظلمة
- الهبوطُ إلى أعلى..
- رُحماك يا إبنَ رُشد !
- مُتناثِرٌ و وموصول (2)
- المارد العظيم !
- صَخَبٌ وصَمت ..
- - الوقت الضائع -!
- لا خيــار بين السيء والأسوأ !
- قصاصات من المستشفى (3)
- حذار من لُغتهم !!
- مُتناثرٌ موصولٌ
- هل نحن في - مرحلة تحرُّر وطني -؟!
- ما العمل؟ مع الريح ضد التيار .. أم العكس ؟!!
- المُجرَّد والمَلموس
- مُنوّعات


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - هواجس لَجوجة