أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهى نعيم الطوباسي - الرعب الإسرائيلي من إقامة دولة فلسطينية














المزيد.....

الرعب الإسرائيلي من إقامة دولة فلسطينية


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام واستكمالا لما بدأته إسرائيل بحربها الانتقامية ضد الشعب الفلسطيني، واستكمالا لمخططاتها الصهيوينة الاستعمارية، صادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة، على تأييد بيان حكومة نتنياهو المعارض للاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. نتنياهو حاول بهذا البيان تقديم أي صورة وهمية للنصر، بعد توالي خيباته وخيبات الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، وعدم تحقيق أي من الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، سوى المذابح والمجازر والإبادة الجماعية، وفرض سياسة التهجير والتجويع والحرمان من الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة من الأطفال والنساء والمدنيين.

يأتي تصويت الكنسيت بالأغلبية الساحقة ضد إقامة دولة فلسطينية، حيث أن 99 من أصل 120 من أعضاء الكنيست أيدوا القرار، ما يعني تصويت أغلبية أعضاء المعارضة إلى جانب كل أعضاء الائتلاف مع القرار، ليقطع الشك باليقين بفشل اتفاقية أوسلو في أن تقود إلى قيام الدولة الفلسطينية، وهو بمثابة إعلان صريح وواضح برفض السلام وأي تسوية سياسية.
من ناحية أخرى يظهر ذلك مدى الرعب الإسرائيلي من إقامة دولة فلسطينية، واعتباره من قبل غالبية القوى الصهيونية خطرا على أمن ووجود إسرائيل، وتجميدا لمخططاتها الاستعمارية والاستيطانية. ومن جهة ثانية تكشف نتائج التصويت مدى التطرف وصعود الفاشية اليمينية المتطرفة وتغلغلها في أوساط المجتمع الإسرائيلي اليهودي، وهو ما يفسر عدم اكتراث نتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي بكل الاحتجاجات والمسيرات، وأصوات الإسرائيليين المطالبين بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل مع المقاومة، واستعادة الأسرى الإسرائليين.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا القرار، فمصادقة الكنيست على بيان نتنياهو الرافض لإقامة دولة فلسطينية، سبقته تصريحات ملغومة من الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تحريكه لخطة تعترف بدولة فلسطينية، وتلا تلك التصريحات ما فاجأ به دافيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا من تصريحات عن احتمالية اعتراف بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وهو ما يظهر تحولا وانقساما بالموقف البريطاني الرسمي تجاه القضية الفسلطينية بعد أحداث السابع من أكتوبر، وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

من المؤكد أن تصريحات جو بايدن حول إقامة دولة فلسطينية، أو وزير خارجية بريطانيا، لاتحمل الكثير من التفاؤل، ولا أي إشارة حول مصداقية نوايا الإدارة الأمريكية وبريطانيا، تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، خصوصا أنه حتى الآن مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل أي قرار لوقف إطلاق النار بمجلس الأمن، عدا عن تصريحات الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته انطوني بلينكن في أكثر من لقاء حول مدى انتمائهم وإخلاصهم للصهيونية ودعمهم المطلق لإسرائيل، فيما يبدو ذلك عرفا وهدفا استراتيجيا توارثه الرؤساء والإدارات الأمريكية منذ النكبة حتى الآن، فالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول الداعمة لإسرائيل، وقفت بالمرصاد ضد كل قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التي تتعارض مع مصلحة إسرائيل، وحمت ودعمت إسرائيل بكل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

وبالطبع لا أمل أن تأتي النجاة من الجلاد، فالحرب الأخيرة على قطاع غزة، أزالت القناع عن الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، وكشفت الوجه الحقيقي لدول الغرب الاستعماري، التي تسعى لحماية مصالحها على حساب سيادة الدول وحقوق الإنسان، وبما أن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي أولوية استراتيجية، فأي جهد أمريكي في هذا الشأن سيكون لصالح إسرائيل وفكرة إقامة الدولة الفلسطينية، سيكون بما يتناسب مع المواصفات والمقاييس الإسرائيلية الصهيونية، أي دولة منزوعة السلاح والسيادة، وبما يضمن حماية أمن إسرائيل، وتحكم إسرائيل بمفاصل القوة والحياة فيها.

أخيرا، بما أن المعركة معركة وجود، وحرب على الجغرافيا والديمغرافيا والوجود الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لن يستسلم، وسيواصل الدفاع عن وجوده وأرضه وكرامته، ولا يمكن للإنسان الفلسطيني قبول أن يتم استخدام قضيته الفلسطينية والتلاعب بحقوقه غير القابلة للتصرف، كوسيلة لكسب الأصوات في الإنتخابات الأمريكية، أو لتحقيق نشوة الانتصار للمتطرفين في الكنسيت الإسرائيلي، فلا يجب أن يغيب عن إسرائيل وحلفائها أن حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني، حق كفله القانون الدولي والشرائع الدولية، وقرار وجود الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، ليس مرهونا بيد الاحتلال وجماعاته المتطرفة وخطط حلفائه، بل أن الشعب الفلسطيني وحده فقط الذي يقرر وقت إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة والكرامة، والتي تليق بالتضحيات العظيمة للشعب الفسلطيني.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال يستفرد بالأسرى محاولا كسر إرادتهم
- الصين تزاحم أميركا على الصدارة
- ازدواجية المعايير في حماية الدول والشعوب
- معركة الأسرى والإرادة التي لن تكسر
- خطر نكبة جديدة والتطهير العرقي ما زال قائما
- صعود اليمين الفاشي والشعبوي في إسرائيل
- فلسطين وهدف الشراكة العالمية لتحقيق التنمية المستدامة
- سيادة القانون بين فكي الاحتلال والانقسام
- قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر
- انتصار صديق فلسطين لولا دا سيلفا
- تراجع استراليا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال
- التنمية والبيئة في ظل الاحتلال
- الحرب ومعاناه غزة التي لا تنتهي
- عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن
- أزمة الجسر: الاحتلال والقهر والكرامة
- زيارة بايدن: مكاسب لأميركا وإسرائيل وخيبات للعرب
- بوصلة الفلسطينيين جميعا تتّجه صوب القدس
- المسجد الأقصى وخطة التهويد
- استهداف أطفال فلسطين.. جيل النصر
- عن الحرب والإنسانية


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهى نعيم الطوباسي - الرعب الإسرائيلي من إقامة دولة فلسطينية