أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نهى نعيم الطوباسي - الاحتلال يستفرد بالأسرى محاولا كسر إرادتهم














المزيد.....

الاحتلال يستفرد بالأسرى محاولا كسر إرادتهم


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 12:16
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بقلم: نهى نعيم الطوباسي

تصاعدت في الشهور الأخيرة تحذيرات المؤسسات المتخصصة بمتابعة أوضاع الأسرى الفلسطينيين ومعها منظمات وهيئات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وسائر الهيئات الرسمية والأهلية، حول خطورة أوضاع الأسرى في داخل الزنازين والمعتقلات الإسرائيلية، في الوقت الذي تستمر إسرائيل بحربها الوحشية على قطاع غزة وأهله. حيث تقوم مصلحة السجون الإسرائيلية بالاستفراد بالأسرى الفلسطينيين، فتنكل بهم وتفرض عليهم شتى أنواع العقوبات والإجراءات القاسية، ثم تواصل التعتيم على أوضاعهم وظروفهم، وتمنع التواصل معهم من المؤسسات والهيئات المعنية بالدفاع عن الأسرى، وقد وصلت عمليات التنكيل الوحشية ضد الأسرى إلى حد القتل والتصفية لبعضهم تحت التعذيب. وانتهاك كل المعاهدات والمواثيق الدولية، واستخدام أكثر الأساليب وحشية ولاإنسانية بتعذيب الأسرى.
حيث وصلت حالات الاعتقال من مختلف المدن والبلدات الفلسطينية، بعد السابع من أكتوبر وفقا لهيئة شؤون الأسرى، إلى أكثر من سبعة آلاف فلسطيني وفلسطينية من الضفة وحدها، إلى عدة آلاف من قطاع غزة ليصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى أكثر من اثني عشر ألف أسير بينهم مئات الأطفال ومئات السيرات، إلى احتجاز جثامين أكثر من عشرين شهيدا من الأسرى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي وعمليات القمع والتنكيل.
تتصاعد أساليب الانتقام ووسائل القمع الجنونية وكافة أشكال التعدي على الأسرى الفلسطينيين، من الضرب المبرح، وسحب الأغطية والملابس والأمتعة والأغراض الشخصية والجماعية بما فيها وأجهزة التلفاز والراديو والكتب والصحف، وتقليص كميات الطعام، واقتصار الوجبات على النوعيات الرديئة والإهمال الطبي ووقف إدخال الأدوية الضرورية اللازمة لعلاج العديد من الأسرى، ومنع زيارات الأهل، والحرمان من الخروج من الزنازين والغرامات المالية، والعزل عن العالم الخارجي تماما. وبقاء شبابيك الزنازين مفتوحة طوال الوقت على الرغم من البرد القارس ليلا، وسوء الأحوال الجوية والاقتحامات المتكررة للزنازين، والقمع وحرمانهم من المياه الصالحة للشرب والحرمان من زيارة المحامين، والتعذيب الذي يصل حتى القتل، وإصدار أحكام لم يرد مثلها في التاريخ تصل في كثير من الأحيان إلى قرون من الزمن.
من المعروف أن إسرائيل، ومنذ العام 1967، تتبع أبشع الوسائل وأسوأ أنماط المعاملة للأسرى الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى للاعتقال، لكن ازدادت الأساليب وحشية مع جنوح إسرائيل نحو مزيد من التطرف والفاشية، ووصول أكثر الحكومات تطرفا ويمينية في تاريخ هذه الدولة، وازداد التصعيد بعد أن أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي في دعايته الانتخابية أنه يسعى للتضييق على الأسرى الفلسطينيين، وإلى الضغط على الكنيست للمصادقة على عقوبة الإعدام بحق الأسرى. وكان آخر الإجراءات الانتقامية اللاإنسانية وأكثرها تعبيرا عن النزعة العنصرية التوحشية لدى الاحتلال الإسرائيلي، مصادقة الكنيست الإسرائيلي، على سلب معتقلي غزة حق التمثيل القانوني أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية في الثامن من شهر شباط الحالي. حيث قَدم المشروع رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست "سيمحا روتمان" من حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، بالإضافة الى أعضاء آخرين في الكنيست.
ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات صارخة للإنسانية وللمعاهدات الدولية بحق الأسرى الفلسطينيين، وصمت العالم على ذلك، يظهر مدى ازدواجية المعايير الدولية والتمييز بين البشر والدول. ويظهر هذا الإجحاف الدولي بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أن تستنفر الدول الغربية، والدولة العظمى بالعالم، وتبذل أقصى جهودها لدعم إسرائيل في حربها الإجرامية وارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تحت ذريعة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، ويستنفر الإعلام الغربي لإثارة تعاطف العالم مع المحتجزين الإسرائيليين، في حين لا يتم الاكتراث بآلاف الأسرى الفلسطينيين وبينهم نساء وأطفال، لديهم أيضا أحباؤهم وذووهم، الذين لم يكلوا أو ييأسوا من الاعتصام بالشوارع، والميادين، وخيم الاعتصام، منذ عقود من الزمن، لإطلاق سراح أبنائهم، لكن العالم لم يبال بهم، ولم يسمع لصرخاتهم وحسراتهم على أبنائهم أولئك الذين يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولم يتحرك لأجلهم جفن من رؤساء العالم وبخاصة قوى الغرب، الذين حركوا حاملات الطائرات والبوارج الحربية من أجل هؤلاء المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما يدل على أن العالم اليوم أصبح بقبضة مجموعة من المتطرفين العنصريين الذين لا يبالون إلا بمصالحهم ونفوذهم بالمنطقة على حساب حقوق الشعوب وكرامتها.
أخيرا، لطالما كانت الحركة الأسيرة، دعامة أساسية من دعائم ومقومات النضال الفلسطيني ورافدا مهما من روافده، في كل مراحل النضال والمواجهة مع الاحتلال والحركة الصهيونية، وهذه الهجمة والحرب الشرسة على الأسرى الفلسطينيين، هي لكسر إرادة الحركة الأسيرة ونضالاتها وإنجازاتها العظيمة، باستهدافها بكافة أشكال القمع والتعذيب، كجزء من مخططات إسرائيل لتقويض صمود الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على كافة أشكال المقاومة للاحتلال الإسرائيلي. وهو ما يتطلب الحراك على كافة المستويات الإقليمية والدولية لوقف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وإنقاذ الأسرى وإطلاق سراحهم والإسراع بالوحدة الوطنية ورص الصفوف الفلسطينية من أجل القضية الفلسطينية ووفاء للشهداء ولتضحيات الأسرى البواسل.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين تزاحم أميركا على الصدارة
- ازدواجية المعايير في حماية الدول والشعوب
- معركة الأسرى والإرادة التي لن تكسر
- خطر نكبة جديدة والتطهير العرقي ما زال قائما
- صعود اليمين الفاشي والشعبوي في إسرائيل
- فلسطين وهدف الشراكة العالمية لتحقيق التنمية المستدامة
- سيادة القانون بين فكي الاحتلال والانقسام
- قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر
- انتصار صديق فلسطين لولا دا سيلفا
- تراجع استراليا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال
- التنمية والبيئة في ظل الاحتلال
- الحرب ومعاناه غزة التي لا تنتهي
- عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن
- أزمة الجسر: الاحتلال والقهر والكرامة
- زيارة بايدن: مكاسب لأميركا وإسرائيل وخيبات للعرب
- بوصلة الفلسطينيين جميعا تتّجه صوب القدس
- المسجد الأقصى وخطة التهويد
- استهداف أطفال فلسطين.. جيل النصر
- عن الحرب والإنسانية
- الهدف 14 للتنمية المستدامة وحقوق فلسطين في بحرها ومياهها


المزيد.....




- اليونيسف تحذر من كارثة حال اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لرفح
- عقوبات ايرانية على اشخاص وكيانات امريكية وبريطانية لدعمها ا ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تغلق شارعا رئيسيا في تل ...
- ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في جامعات أمريكية إلى 1 ...
- لابيد يناقش جهود صفقة تبادل الأسرى مع وزير خارجية الإمارات
- في ثاني تهديد من نوعه خلال أيام.. مندوب أوكرانيا لدى الأمم ا ...
- الجيش الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربي ...
- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - نهى نعيم الطوباسي - الاحتلال يستفرد بالأسرى محاولا كسر إرادتهم