أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهى نعيم الطوباسي - خطر نكبة جديدة والتطهير العرقي ما زال قائما














المزيد.....

خطر نكبة جديدة والتطهير العرقي ما زال قائما


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 11:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد كل موجة تحريض، تطلقها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وأدواتها من الجماعات المتطرفة، ضد الشعب الفلسطيني، يستشرس المستوطنون ضد شعبنا وقراه ومدنه وأراضيه، وممتلكاته، على المواطنين العزل، إما بالقتل وإضرام النيران في المنازل والمتاجر، والمركبات والأراضي الزراعية، أو بتحطيم المحلات وسرقة المحاصيل وتسميم المواشي والآبار بحماية جيش الاحتلال وتواطؤه الكامل.
فالمشاهد المؤلمة للحرائق، والاعتداءات على بلدة حوارة وقرى جنوب نابلس، تذكرنا بحادثة قريبة العهد للاعتداء الوحشي من قبل عصابات المستوطنين، على عائلة دوابشة في قرية دوما المجاورة، عام 2015 وحرق منزلهم وهم نيام، حينها لم ينجُ من ذلك الاعتداء الوحشي سوى الطفل أحمد الذي فقد جميع أفراد أسرته.
في عام 2014، تبنت عضو الكنيست ثم وزيرة الداخلية وبعدها وزيرة القضاء أييليت شاكيد التحريض الذي أطلقه العنصري أوري اليتسور لقتل الأطفال الفلسطينيين ووصفهم " بالثعابين الصغار"، وعلى أثر ذلك، اختطفت عصابات المستوطنين، الطفل محمد أبو خضير من شعفاط، فعذب ونكل به قبل حرقه.
وفي شباط عام 1994، وعلى أثر الدعاوى بشأن التطهير العرقي في الخليل، ومحاولات تهويد المدينة، نفذت مجزرة الحرم الإبراهيمي على يد المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين، سليل حزب كاخ العنصري الذي خرج منه أيضا الوزير الحالي إيتامار بن جفير، وعلى اثرها عاقبت الحكومة الإسرائيلية الضحايا بدل معاقبة المجرمين، فبدأت منذ ذلك الوقت بفرض الإغلاق الشامل على الأراضي المحتلة في الضفة وغزة، ومنعت دخول القدس، ثم نفذت مخططها المُبيّت بتقسيم الحرم الإبراهيمي زمانيا ومكانيا، بما يشمل تقسيم الحرم إلى كنيس ومسجد، وهو المخطط الذي يطمح غلاة المتطرفين إلى تطبيقه على المسجد الأقصى.
سياسة التحريض الدموي ضد الشعب الفلسطيني، وأرضه لم تتوقف في أي مرحلة من المراحل، وذلك بحماية وغطاء جيش الاحتلال الإسرائيلي ودعمه اللوجستي والتسليحي، ففي عام 2022 تم رصد وتوثيق 1.187 اعتداء بمشاركة جيش الاحتلال، ومنذ بداية العام الحالي 2023 سجل الآن أكثر من 130 اعتداء.
وصلت ذروة التحريض مؤخرا، لتنفيذ التطهير العرقي والترحيل القسري للشعب الفلسطيني، بدعوة الوزير بن جفير، إلى ترخيص حمل السلاح لآلاف من عصابات المستوطنين. وهذه الدعوة لتسليح ميليشيات المستوطنين، تُذكر العالم بما سبق أن ارتكبته عصابات الهاغاناة والليحي واتسل الصهيونية، التي تم تشكيلها وتسليحها من قبل الحركة الصهيونية والانتداب البريطاني، لتنفيذ التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، ولا ينسى التاريخ أبشع المجازر والمذابح، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي اقترفت آنذاك في الفترة الممتدة بين 1936-1948.
فقد ارتكب ما يزيد عن خمس وسبعين مجزرة، على أيدي عصابات الهاغاناة المسلحة، وتم خلالها نسف المنازل على رؤوس أصحابها، واستهدف الناس آنذاك استهدافا مباشرا، كمجزرتي دير ياسين وقالونيا غرب القدس، ومجزرة قرية ناصر الدين قرب طبريا، ومجزرة قرية الحسينية، ومجزرة الطنطورة ومجزرة حيفا، وعين الزيتون قرب صفد، ومجزرة أبو شوشة قرب الرملة، ومدينة اللد، وبلدة الدوايمة غرب الخليل. وذلك عشية الإعلان عن إنشاء دولة اسرائيل. على أنقاض القرى المهجرة، وفوق جثث أصحابها، وعلى حساب حق أصحاب الأرض الأصليين في تقرير المصير.
تم على إثر تلك المجازر تهجير، أكثر من 800 ألف فلسطيني واقتلاعهم من أرضهم وتشريدهم خلال النكبة، فمخطط الاحتلال بالإستيطان، والضم والإستيلاء على الجغرافيا وتفريغ الأرض من سكانها وطردهم، وتحويلها بالكامل الى دولة "يهودية". بدأ يتبلور في فكر الصهاينة وخططهم منذ المؤتمر الأول للحركة الصهيونية عام 1897 في مدينة بازل السويسرية، وروج له زعماء الحركة الصهيوينة. والذي كان أهم توصياته الإستيطان على أرض فلسطين بالكامل. وحين تمكنت الحركة الصهيونية من السيطرة على مساحات من الأراضي الفلسطينية بدعم من الانتداب البريطاني بدأت تنفيذ مخططات التهجير مبكرا بدءا من أراضي وادي الحوارث والحولة، ونفذت الحركة الصهيونية وأداتها دولة إسرائيل، كافة أشكال التطهير العرقي للاستيلاء على فلسطين بالكامل، باستخدام القوة المسلحة، والتخويف، والاضطهاد، وشطب الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، وعمليات القتل والإبادة المنهجية الواسعة. وطرد وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بالقوة، حيث يستولي الإسرائيليون على 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (27,000 كم2).
تتكامل برامج الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، مع عصابات المستوطينين، لاستكمال مخططات الحركة الصهيونية، ومشاريع الاستيطان، على حساب دماء الشعب الفلسطيني وحقوقه، بأي ثمن كان، فالنكبة مستمرة ولم تتوقف، وقد اقترب عدد المستوطنين من مليون مستوطن، موزعين على 176 مستوطنة ونحو 186 بؤرة استيطانية خلافا لعدد من البؤر الحديثة ومشاريع الاستيطان التي اقرت مؤخرا.
الغريب هو هذا الصمت العربي والدولي، على هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأرضه. وإذا كانت دول العالم وزعماؤها عام 2005، في مؤتمر القمة العالمي الذي وصف بأنه «أكبر تجمع لزعماء العالم في التاريخ»، وحضره نجو 190 دولة، وأعلن فيه التزام الدول بحماية السكان من الإبادة الجماعية، وجــرائم الحــرب والتطهيــر العرقــي، ومسؤولية المجتمع الدولي، عن الحماية عندما لا تتمكن الدول من حماية نفسها.
على المجتمع الدولي أن يحترم مبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والتزاماته الدولية والقانونية، بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومحاسبة إسرائيل على كافة جرائمها وتحويلها للمحكمة الجنائية الدولية.
وأمام هذا الصمت لا نملك أفضل من التكاتف والتآزر في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وحل الخلافات الداخلية والتسامي عليها، لأجل الشعب ووفاء لشهدائه وأسراه، والتصدي لهذا الاستفراد من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه لحماية شعبنا من نكبة جديدة.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود اليمين الفاشي والشعبوي في إسرائيل
- فلسطين وهدف الشراكة العالمية لتحقيق التنمية المستدامة
- سيادة القانون بين فكي الاحتلال والانقسام
- قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر
- انتصار صديق فلسطين لولا دا سيلفا
- تراجع استراليا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال
- التنمية والبيئة في ظل الاحتلال
- الحرب ومعاناه غزة التي لا تنتهي
- عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن
- أزمة الجسر: الاحتلال والقهر والكرامة
- زيارة بايدن: مكاسب لأميركا وإسرائيل وخيبات للعرب
- بوصلة الفلسطينيين جميعا تتّجه صوب القدس
- المسجد الأقصى وخطة التهويد
- استهداف أطفال فلسطين.. جيل النصر
- عن الحرب والإنسانية
- الهدف 14 للتنمية المستدامة وحقوق فلسطين في بحرها ومياهها
- الهدف 13 للتنمية المستدامة وخطر الاحتلال على البيئة والمناخ
- فلسطين والهدف 12 للتنمية المستدامة: الانتاج والاستهلاك
- الهدف الحادي عشر: استدامة المدن في فلسطين والاحتلال
- الهدف العاشر للتنمية: المساواة والقضاء على التمييز


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهى نعيم الطوباسي - خطر نكبة جديدة والتطهير العرقي ما زال قائما