أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهى نعيم الطوباسي - قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر














المزيد.....

قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 11:46
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


عقدت الأسبوع الماضي في شرم الشيخ المصرية قمة المناخ العالمية المعروفة ب(كوب 27)، بحضور زعماء وقادة أكثر من 120 دولة، لتجديد الوعود والالتزامات الهادفة لاحتواء أزمة المناخ ووضع حد لانبعاثات الكربون، والحد من الاحتباس الحراري بحسب ما تم الانفاق في اتفاقية باريس لعام 2015. ومساعدة الدول الضعيفة على مواجهة أزمة المناخ التي يشهدها العالم أجمع. وما ينجم عن ذلك من كوارث طبيعية من فيضانات، وأعاصير، وحرائق الغابات وجفاف وتصحر، وذوبان الجليد وانقراض كثير من الأنواع الحية.
اجتماع القادة في قمة كوب 27، يذكر العالم باجتماع زعماء أكثر من خمسين دولة عام 1945 في المؤتمر التأسيسي لإنشاء الأمم المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية. ذلك المؤتمر تضمن أيضا إطلاق الوعود لاحتواء الحروب، والتعهد بتحقيق السلم والأمن الدوليين، وإنقاذ الشعوب من الويلات والدمار، وتم إقرار ميثاق الأمم المتحدة الذي تعهدت فيه الدول بإنقاذ الأجيال المقبلة، وأكدت على الحقوق الأساسية للإنسان وكرامة الفرد وقدره، بما في ذلك الرجال والنساء، والأمم كبيرها وصغيرها، من حقوق متساوية.
أكد قادة العالم إذن على تحقيق العدالة، واحترام الالتزامات الناشئة والتعهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، واتفقوا على الدفع من أجل الرقي بالمجتمعات، ورفع مستوى الحياة في جو من الحرية، وعلى العيش بسلام وحسن جوار، ووضع الخطط لكي لا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة. حسب ما ورد في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة.
من يتفحص حال العالم بين القمتين، سيعرف مصير تلك الوعود بعد كل تلك السنوات، ويرى العالم الذي اتفق اولئك القادة على إنقاذه ممزقا بفعل ويلات الحروب، وعمليات الإبادة البشرية، والهجرات القسرية، والفقر والمجاعات، والأمراض الناتجة عن سوء التغذية والتلوث.
مثلا، وبحسب منظمة العفو الدولية، وصل عدد النازحين قسريا بفعل الصراعات المسلحة، نحو 80 مليون إنسان، وهو أكبر عدد تم تسجيله على الإطلاق بحلول نهاية 2019، وغير ذلك من ارتفاع عدد ضحايا الحروب، وتفاقم حجم الفوارق وأوجه عدم المساواة في العالم.
تلفت قمة المناخ النظر إلى تلك المفارقات الواضحة، وازدواجية المعايير التي تحكم التنظيم الدولي، فالدول العظمى التي قادت أِشرس الحروب، والتي تسارع إلى التسلح والحروب وامتلاك اسلحة الإبادة الجماعية، هي نفسها التي تساهم بإطلاق أكبر نسبة من انبعاث الكربون ، فأكثر من 80% من انبعاثات الكربون تسببه مجموعة العشرين. وتتحمل مسؤولية انعدام الاستقرار في العالم، سياسيا واقتصاديا وبيئيا، هي نفسها التي تقف على منصة القمة لتعد العالم، ببذل كل الجهود لاحتواء أزمة المناخ، من ناحية أخرى فإن معظم الخطابات أشارت إلى أزمة الطاقة والغذاء، التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن تم تجاهل النزاعات المسلحة وأثرها على التغيير المناخي في العديد من دول العالم خصوصا في آسيا وأفريقيا.
أما العجيب، فهو وقوف رئيس دولة الإحتلال ليتحدث أمام العالم حول الأشواط التي قطعتها اسرائيل في التصدي لأزمة المناخ، وفي مدى تقدمها في التحول نحو الطاقة النظيفة، والأغرب من ذلك ان يقرأ آيات من القرآن، في محاولة للتحايل على العالم حول ما تمارسه اسرائيل من عنصرية وانتهاكات سافرة للقانون الدولي بحق الإنسان والجغرافيا والطبيعة والبيئة في فلسطين. فاليد التي تمدها إسرائيل من أجل شرق أوسط جديد مزعوم، هي ذاتها التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وهي نفسها التي تؤدي إلى تدهور المناخ في كل المنطقة.
لفت رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية في خطابه، إلى أن الاحتلال ينتزع ما قيمته 41 مليار دولار من مقدراتنا الوطنية سنويا، وهي مبالغ تفوق كل ما تقدمه لنا الدول المانحة بأضعاف مضاعفة، إضافة إلى استنزاف مصادرنا المائية، حيث أصبح لدينا عجز مائي يصل إلى 135 مليون متر مكعب سنويا، ويستهلك الفلسطيني ثُلث ما يستهلكه الإسرائيلي من مياه".
والاحتلال يدمر الطبيعة الفلسطينية، من خلال المستوطنات ويسرق المقدرات ويدفن مخلفاته الصلبة والخطرة في أراضي الفسلطينين، ويسطو على المياه، ويقتلع الأشجار، حيث اقتلعت إسرائيل أمليونين ونصف المليون شجرة منذ احتلال العام 1967، منها 800 ألف شجرة زيتون، وتشير الدراسات إلى أن البحر الميت يتعرض لخطر وجودي بسبب استنزافه من قبل إسرائيل. إضافة لكل ذلك فلا يمكن تجاهل أن إسرائيل بحروبها المتالية على غزة، قد أدت إلى تلوث مصادر المياه والتربة والهواء، نتيجة مخلفات الأسلحة ومخلفاتها السامة.
العالم يترقب ماذا سيحل بعد هذه القمة والتي سميت بقمة التنفيذ، فإما الانتحار الجماعي أو التضامن الجماعي كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، وهذا ما تترقبه شعوب العالم فلا يمكن وقف هذه الخطر المحدق من تغيير المناخ، خصوصا في ظل التوتر الأميركي الصيني. وتفاقم الأزمة الأوكرانية الروسية ونشوب مزيد من النزاعات المحلية والدولية في العديد من المناطق، عدا عن استمرار الممارسات العنصرية وعدم المساواة تجاه الشعوب المقهورة، مما يضعف قدرة الدول النامية على التصدي لآثار تغيير المناخ والصراعات المسلحة.
آن الأوان لفرض العدالة الدولية، وأن تأخذ الدول العربية دورها المهم في السياسة الدولية خصوصا مع كل ما تملكه المنطقة من ثروات وإمكانيات، ولا بد أولا من وقف التهديد الإسرائيلي لكل الأمن العربي والإقليمي، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، والتزام الدول العربية بالمبادرة العربية، والضغط على المجتمع الدولي لوقف الكيل بمكيالين، ومحاسبة اسرائيل على كل جرائمها بحق الشعب الفسلطيني، وتحذير العالم من خطرها على المنطقة والعالم، وإلا فإن القمة وتعهداتها ستكون مجرد حبر على ورق وتعمق الشعور بالظلم وانعدام الثقة لدى شعوب العالم بالتنظيم الدولي. الذي لا يعطيهم سوى الوعود البراقة.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار صديق فلسطين لولا دا سيلفا
- تراجع استراليا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال
- التنمية والبيئة في ظل الاحتلال
- الحرب ومعاناه غزة التي لا تنتهي
- عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن
- أزمة الجسر: الاحتلال والقهر والكرامة
- زيارة بايدن: مكاسب لأميركا وإسرائيل وخيبات للعرب
- بوصلة الفلسطينيين جميعا تتّجه صوب القدس
- المسجد الأقصى وخطة التهويد
- استهداف أطفال فلسطين.. جيل النصر
- عن الحرب والإنسانية
- الهدف 14 للتنمية المستدامة وحقوق فلسطين في بحرها ومياهها
- الهدف 13 للتنمية المستدامة وخطر الاحتلال على البيئة والمناخ
- فلسطين والهدف 12 للتنمية المستدامة: الانتاج والاستهلاك
- الهدف الحادي عشر: استدامة المدن في فلسطين والاحتلال
- الهدف العاشر للتنمية: المساواة والقضاء على التمييز
- الهدف التاسع للتنمية وحال الصناعة في فلسطين
- كيف حال العمل اللائق في فلسطين؟
- قطاع الطاقة وفرص الانفكاك عن الاحتلال
- سياسة تعطيش الفلسطينيين وأهداف التنمية المستدامة


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهى نعيم الطوباسي - قمة المناخ والاحتلال والوعود الآيلة للتبخر