انتصرت فلسطين وانهزمت اسرائيل

خالد العاني
كاتب
(Khalid Alani)

الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 20:13
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

كانت ردود الفعل متباينة حول عملية طوفان الاقصى فمنهم من اعتبرها عمل انتحاري ومنهم من اعتبرها الطريق الوحيد للخلاص من هيمنة العصابات الصهيونية على كل فلسطين وحتى على الجزء اليسير الذي يضم الفلسطينين في وطنهم المغتصب وتمادت تلك الدولة المارقة في ضرب كل الاتفاقات مع الفلسطينين عرض الحائط بما فيها اتفاق اوسلو المذل كما ضربت عرض الحائط كل القرارات الدولية ولم تنفذ حرفا واحدا منها وهي معتمدة في تصلبها على الدعم الامريكي المطلق بل حتى المشاركة معها في الحروب التي وقعت بينها وبين العرب ودعمها بالسلاح المتطور الذي تحجبه عن دول العرب والخبرة والمال والعساكر بمختلف صنفوهم بل وصل الامر ان ترسل حاملات الطائرات الى البحر الابيض تحسبا لتدخل دول عربية في القتال الدائر بين الصهاينة والفلسطينين وهي تعلم ان معظم الحكام العرب يسيرون وفق النهج الذي تفرضه عليهم ومع امريكيا الغرب المنافق وعلى راسه بريطانيا وفرنسا والمانيا وبقية الذيول التي تتبع امريكيا في كل اجراء تتخذه ضد البلدان التي لا تدور في فلكها ورغم الاحتجاجات التي عمت معظم دول العالم بما فيها شعوب دول الغرب المنافق وحتى الكثير من يهود العالم الذين استنكروا ما تقوم به حكومة الفاشي النتن ياهو ضد الفلسطينين العزل من الشيوخ والنساء والاطفال الابرياء وحولت قطاع غزة الى قاع صفصف حتى منعت الماء والطعام والدواء عنهم ودمرت معظم المشافي ودمرت بشكل كامل البنية التحتية للقطاع وقتلت الكوادر الطبية ودمرت الاجهزة ومحتويات المستشفيات وامريكيا والغرب المنافق يتفرج على الابادة البشرية بحجة القضاء على حماس بعد هذه المقدمة نستنتج امور مهمة نتجت عن هذه العملية
1- لاول مرة ينقلب الراي العام العالمي ضد دولة اسرائيل ويتفهم العالم جوهر القضية الفلسطينية وان الفسطينيين شعب مسلوب الوطن والحقوق ويعامل بوحشية مفرطة من قبل المستعمر الاسرائيلي
2- الخلافات التي ظهرت على السطح بين القادة الصهاينة وحتى بين المستوطنين الصهاينة بعضهم مع بعض والجميع ضد النتن ياهو طالبين ازاحته عن المشهد كليا ولربما اكثر من ذلك
3 - الخسائر الهائلة في قتلى الجنود والضباط الصهاينة والتي لم يسبق له مثيل في كل الحروب التي وقعت بين دول العرب او الفلسطينين ومنذ نشوء الكيان الغاصب
4- كشفت زيف النظام الايراني وضجيجه بفيلق القدس الذي يلهج به منذ 45 سنة مضت بانه من يحرر فلسطين واستعماله للاذرع التي تسير في فلكه في العراق وسوريا ولبنان واليمن كماشة نار للضغط على امريكيا للاذعان لطلباته واخيرا قدوم قاناّي الى العراق والطلب من مجاميع الحشد عدم التعرض للامريكان طبعا هناك تواصل مع الامريكان واسرائيل لا تضربونا ونحن لا نضربكم المهم سلامة ايران وليذهب العراق وسوريا ولبنان واليمن الى الجحيم
5 - كشفت تخاذل معظم حكام الدول العربية والسكوت عن الضيم الذي يلحق بالمحاصرين في غزة وحتى ولو بتجميد العلاقة مع دول التطبيع او سحب الاعتراف او فك الحصار بالقوة وادخال المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الحياة
6 - كشفت تخاذل السلطة الفلسطينية المتمثلة بقيادة محمود عباس وتبعيته لأسرائيل بشكل مخزي بل جعل من منظمة التحرير الفلسطينية الشرطي الذي يحمي اّمن اسرائيل
7 - لاول مره تصل القضية الفلسطينية الى محكمة العدل الدولية واتخذت القضية اطار عالمي لادانة اسرائيل ولاول مرة تصوت الجمعية العامة للامم المتحدة بشبه الاجماع لصالح القضية الفسطينية وامتناع امريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض الذيول عن التصويت لصالح القرار
8 - تاكد للعالم اجمع ان ما تدعيه امريكيا من مباديء وقيم كذب وافتراء وان الحق عندها باطل والباطل عندها حق
9 - صارت اسرائيل في نظر معظم شعوب العالم دولة ارهابية وحماس منظمة وطنية تدافع عن قضيتها الوطنية وتحرير وطنها من دولة الاحتلال الاسرائيلية
10 - بدأت الهجرة المعاكسة من داخل اسرائيل لليهود الذين غادروا اوطانهم الاصلية والعودة كما توقفت المجاميع التي كانت تخطط للقدوم الى اسرائيل تحت المغريات والامتيازات التي تقدم للقادمين الى اسرائيل
واخيرا وليس اخرا بداية النهاية لهذا الكيان المصطنع بعد ان ضجرت حتى الدول التي دعمته من نشوئه ولغاية الان وصار في عزلة شبه اجماعية وكما عانى المستوطنين من الخوف والقلق وعدم الاستقرار والشعور بفقدان الامان بل وسيكون الغد اكثر شراسة بعد ان تتخلص الشعوب العربية من القادة الخانعين وتتوحد كلمة الشعوب العربية بضرورة ازالة هذا الجسم السرطاني من قلب الامة العربية وليعيش السكان الاصليين من المسلمين والمسيحيين واليهود في دولة وطنية لا تفرق بينهم بسبب العقيدة او الدين وينتهي عصر العنصرية بلا رجعة وتعيش البشرية في سلم وامان ابدي

#خالد_العاني (هاشتاغ)       Khalid_Alani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات