أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - البحر السياسي الهائج .. يقذف بألزبد .. الرديء .. اما ماينفعالارض .. فهو باق















المزيد.....

البحر السياسي الهائج .. يقذف بألزبد .. الرديء .. اما ماينفعالارض .. فهو باق


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه الجملة كان يرددها المربيون العراقيون علينا نحن تلاميذ ذلك الجيل .

عند الامتحان يكرم المرء او يهان .. اليوم ودخل العراق بكامله في اصعب امتحان .. فهو بين بقاءه موحدا متلاحما .. او تفتيته وتقسيمه دويلات طائفية وعنصرية قومية .. كما يريد للعراق الاعداء الكارهون ..!!!

الشعب العراقي .. يوم ضرب بأستعمال القوة المفرطة كان كألبحر الهائج .. يطلب خبزا فقده وكهرباء دمره الغزو .. وماء صافي حتى لايموت عطشا .. كما مات ابو الشهداء .. الحسين عليه السلام .. بحر من التلاطم ..
بحر من المشاكل .. وزعت برك الدم .. على مواقعه ومحاليله وأزقته .. قد تتقارب هذه البرك ا و تتباعد .. حسب رغبة زمر الارهاب المسلح الذي جاءوا به متسللين بحجة مد العون للشعب العراقي والمقاومة العراقية الوطنية .. وهم اكثر ضررا من الاحتلال نفسه وأقسى على ابناء شعبه مسببين الرعب والهلاك بين الناس .. ادرك العراقيون عمقها .. فقرروا الخلاص وكيف الخلاص .. هو قبول مبدأ الانتخابات التي دعا اليها اول من دعا .. آية الله العظمى علي السيستاني .

فئة السنة ( حردانون ) اي زعالة .. اداروا ظهورهم عن الانتخابات السياسية .. وهذه الفئة قد وقعت في نفس خطأ الشيعة قبل 83 سنة .. يوم وافق العراقيون شيعة وسنة على تقاسم الادوار .. الشيعة يتبنى الاقتصاد والعيش في الوطن .. والسنة اخذوا على عاتقهم مسؤولية الوطنية ومقارعة الانتداب الانكليزي آنئذ .. ودخل السنة في مشاكل الاحتراب ومقاومة الاستعمار .. وعلى مدى التعامل الزمني لهاتين الفئتين مكوني الشعب العراقي .. السنة والشيعة .. وجدوا السنة انفسهم جيش من الموظفين الخالية جيوبهم من المال .. الا الذين اتاحوا لانفسهم الرشوة والارتشاء واستغلال النفوذ .. اما الشيعة فقد ركنوا الى العمل الحر .. ومن مظاهر ذلك انهم اصبحو فئة مرفهة تسيطر على التجارة وتعلم التجارة من الذين قبلهم فيها .. من مسيحيين ويهود .. وقد كانوا الشيعة اذكياء في مداراتهم لخبزة العيش .. وكم تستروا بألمدارس الدينية انتماءا حتى لايشملهم التجنيد الاجباري .. وآخرون وهم كثرة .. تجنسوا بألجنسية الايرانية لعين وذات السبب .. وكانت هذه الحالة قبل صدور قانون اعفاء العراقي من التجنيد الاجباري اذا ما قام بدفع البدل النقدي .. الكثير من العرب الذين احتموا بألهوية الفارسية حتى لايشملهم التجنيد الاجباري .. اصبح لهم اسماء فارسية .. رغم انهم عرب اقحاح .. حتى وجد جيلنا حالة مألوفة لمثل هذه الانتسابات الظاهرية .. والعراقيون عادة .. والشيعة خاصة .. والائمة تحديدا يطلقون اسماءا على ائمتهم من اخلاق ذلك الامام .. فالامام الكاظم كان يكظم الغيظ .. والهادي كان هادئا بطبيعته .. وهكذا لبقية الائمة الاثنا عشر الاخرين

اما التاريخ المعاصر .. فنجد ان الالقاب تظفى على العوائل حسب مهنتهم .. فعائلة الفارسي سميت بهذا الاسم لان عميدهم نصرت الفارسي كان يعمل في القسم الفارسي من الحكومة العراقية .. وهو عربي اصيل ومن اشهر محامي العراق وأكثرهم باعا بألقانون .

برأيي .. ان موقف السنة لم يأت من فراغ او عدم وضوح الرؤيا .. ولعلي استطيع ان اذكر ملخصا اسباب هذا الموقف :-

اولا:- تمرس اهل السنة بألخوض بألسياسة المباشرة وألتعامل مع الوجود الاجنبي .. وقد تبلور هذا الموقف بعد ثورة العشرين التي فجرتها المرجعيات الشيعية .. مثل الخالصي والحيدري .. وهي مرجعيات ذات اصول عربية .. والتي تصر الى اليوم على عروبة الحوزة والنجف الاشرف .. هذا الموقف من اهل السنة نما عندهم وتعودوا على ارتداء صلاحيات الوظيفة والسلطة .. ويكون التسلط بعض الاحيان على فئات طائفية اخرى .. مما اعطى ببعض الشيعة بأن النظم الحقت بهم ظلما كبيرا .. وهذا في الواقع ليس صحيحا ..
اذ ان في العهد الملكي كان القانون يساوي بين السنة والشيعة .. وكانت المناصب تقسم بين الطائفتين .. وتوالى الشيعة على رئاسة الوزارة .. من محمد الصدر وصالح جبر وغيرهم من من كانوا يتعاطون السياسة لصالح
العراق .. وبأعتقادي ان العهد الملكي وخاصة نوري السعيد اذكى بكثير من التفرد بألسلطة .. حيث انه في ذلك الوقت اتفق مع صالح جبر لتكوين حزب الامة الاشتراكي .. يتوازن ويتوالى سير الامور السياسية .. مع حزب نوري السعيد .. الحزب الدستوري .. وكان للحزبين اثرا كبيرا لدى الشيعة والسنة
لذا نجد ان الكتاب الشيعة المحايدين .. مثل دكتور علي الوردي والدكتور حسن علوي وغيرهم .. انصفوا فترة الحكم السعيدي .. اذ كان نصيب الشيعة في المهام والوظائف الرئاسية عالي جدا .. وكان نوري السعيد ايضا يجنح الى التفكير الطائفي العراقي في اختيار رئيس مجلس النواب ويقسموا الوظائف قسمة عادلة بين المذهبين .. رغم عدم وجود دستور ينص على المحاصصة .. ولكن هناك تفاهم بعد نجاح ثورة العشرين التي اشعلها الشيعة ونجحوا فيها .. وقناعة المراجع بكون المرجع لايجب ان يملك طموحا سياسيا وعليه ان يكون معصوما من شهوة الحكم .. والتاريخ القديم وألمعاصر فيه الكثير من الامثلة في ابتعاد رجال الدين وألمرجعيات الجعفرية الشيعية عن ممارسة السياسة .. فدورهم الوعظ والارشاد وتثقيف طالبي العلم الديني في حلقاتهم المشهورة في النجف الاشرف وبشكل دوري ويومي وعلى مدى التاريخ المعاصر وعلى مدى ذاكرتي .. كيف ان الزعيم جعفرا بو
التمن بردائه الديني .. قاد معارضة وطنية في البرلمان .. وتزعم كتلة برلمانية نشيطة .. ضمن رجال مخلصين مثل ذيبان الغبان ونصرت الفارسي وعبد الرزاق الشيخلي وعيسى طه وخدوري خدوري .. وكانوا كتلة واعية في صفوف المعارضة لعبت دورا كبيرا تحت قبة البرلمان .

ولا ننسى ان مرجعية الشيعة في ايران في نفس الاتجاه والتفكير والامتناع عن زج الائمة والمتدينين بألسياسة طوال فترة حكم الشاه محمد رضا البهلوي .. حتى مجيء الخميني .. يوم اعلن الثورة الاسلامية الشيعية ورفع شعار تصديرها الى الدول المجاورة وخاصة العراق . . ويقول البعض ان الطائفة الشيعية لاتؤمن بألعنف الثوري .. عكس الطائفة السنية .. اذ ان الشيعة ينتظرون قدوم المهدي .. وهو الحل للتغيير الشامل .. وعند السنة فقد تحول بعضهم عن الايمان بمذهب ابي حنيفة الذي لايؤمن بألعنف النشط .. الى ابن تيمية .. الذي اجاز تغيير الحال بألقوة بحد السيف .

المهم اننا امام حالة مغايرة الان .. لقد هادن الشيعة الوجود الامريكي وتحالفوا مع الكرد للوصول الى السلطة ووعدوهك بدولة فيدرالية .. مقابل حكم ذاتي للشيعة .. لمحافظات معينة في الجنوب .. مثل الديوانية والناصرية
والنجف الاشرف ذات الاكثرية الشيعية .. وهذا مايريده الاحتلال وما سجله في اجندته السرية .. دون وجود احصاء رسمي مثبت يثبت نسب السنة والشيعة وعددهم .. اذ لم يجرأ في الماضي اي سياسي عراقي .. بما فيهم صدام .. ان يضع استفسارا عن المذهب الذي يصوت به حامل الاستمارة .

ثانيا :- تصور التحالف الشيعي الكردي واستسهلوا طريقة تقسيم العراق .. على اسس غير واقعية .. فان الاكثرية برأيي في العراق من عرب وكرد لايؤمنون بألتطرف في مثل هذا التقسيم .. خاصة مع وجود الحس الديمقراطي في الشمال وألعلمانية ذات الابتعاد عن التطرف المذهبي في الجنوب .. وكانت هذه التطبيقات تطبخ في اروقة قاعات المؤتمرات في لندن وفي غيرها ايام المعارضة وعملها للآطاحة بصدام .. وكانت امريكا تشرف على هذه الطبخات اشرافا مباشرا .. مع صدور قرارات تحالفية بين الشيعة والاكراد .. مما هيأ فئة كبيرة هي الاكثرية الصامتة التي لم يكن لها صوتا في التجمع لانها لاتملك الدعم الامريكي ولا عراب سياسي يكون همزة وصل ومفتاح مال من الامريكيين .

كل هذا كان قبل تنفيذ الجيش الامريكي احتلال العراق .. ولما حدث .. وجدنا نفس الوجوه .. تنتقل الى العراق وهي نفسها تقيم علاقاتها وتفاهماتها المحاصصة وألطائفية والعنصرية .. ووجد العراق فجأة تشكيل المجلس المؤقت .. على اساس هذه الافكار البعيدة عن مصلحة العراق .. وبدأت اخطاء الحاكم المدني الامريكي وأعضاء المجلس المؤقت القاتلة تتكرر وتزداد .. وأزدياد الفساد الاداري .. حتى اضطر بول بريمر بتشكيل هيئة رقابة تفتيشية عليا لتطبيق مبدأ .. من اين لك هذا .. وكان الشعب العراقي يقدم افواجا من ضحايا ويهدر من ماله الكثير .. هذا الذي شجع الارهابيين والمجرمين العاديين الذين اطلقهم صدام حسين .. على البدء بعمليات الاجرام وبشكل واسع ومنظم .. وأصبح هذا القرار الاجتماعي يتفاعل وبسرعة .. يحرم فئة ويغدق المال على فئة .. ويبوء فئة بسلطة ويحرم غيرها من هذه السلطة .. حتى رأينا ان الوزارات التي قرر بول بريمر حلها بأستثناء وزارة النفط .. اعيد ترتيبها على قاعدة المحسوبية والمزاجية وألطائفية .. حتى ان البنتاغون .. وقد لمس الكثير .. يعلن بصراحة دفاعه عن تطبيق المحاصصة والطائفية والعنصرية .. وقد وجد اصحاب العقود الفنيين ( التكنوقراط ) الذين ذهبوا الى البنتاغون .. ان الموجودين من الخبراء والذين هم امل في استلام ممارسة الحكم كمستشارين لايزيد عدد السنة فيهم عن %5 وآخرون من 380 واحد شيعة وكرد .. مع ثلاثة امريكان فقط من غير اصل عربي هم اصحاب الامر .

وهناك جوانب اخرى من حالات التطور السياسي العراقي مابعد الاحتلال منها :

لماذا الشيعة العرب لايواكبون رغبة ايران او يكونون دعائم نفوذ لها .. ومنها اهمية اشتراك السنة في صياغة الدستور .. ومنها ما هي اخطاء
المرحلة السابقة وكيف معالجتها في المستقبل لينال العراق حريته ..
سنتابع الكتابة فيها مستقبلا .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفاه المادي يؤدي الى وضع سياسي مستقر
- حماة القانون أيغتالهم الارهاب موزعين جثثهم في حي العدل...
- خلط الاوراق وتبريد النفوس الخؤونة ليس في الصالح العام
- العبرة ليست في القانون بل في تطبيقه
- الهوية العراقية .... هي الهدف والطموح
- أطفالنا وأطفال الغير.. لماذا هذا التباين؟!
- لا شيء يعلو على خطر فتنة الطائفية في عراقنا
- تضارب التشريعات وتناقض القوانين
- خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي
- بألوعي وحده نوقف الفتنة الطائفية
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة ..ولكن فلسفتها.. مستحيلة..
- عندما يكون القضاء في العراق مسيسا: محاكمة صدام حسين ورفاقه ن ...
- فُرض التخطيط السياسي والاقتصادي الامريكي على الشعب العراقي
- الدستور العراقي : العيوب القاتلة !!
- المظاهرات الاحتجاجية هي الوسيلة الناجعة لطرد الاحتلال
- تيسير علوني : استقاء الخبر وحرية الصحافة !!
- احتمالات نفوذ الغير في الاعلام العربي
- لماذا...... وما سبب الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الامريك ...
- المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب
- الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - البحر السياسي الهائج .. يقذف بألزبد .. الرديء .. اما ماينفعالارض .. فهو باق