أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - القومية عار على البشرية فعلاً!













المزيد.....

القومية عار على البشرية فعلاً!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوضاع "الهرج والمرج" التي تضرب في المنطقة، أوضاع القصف والقصف المقابل بين القوى المليشياتية وأمريكا واسرائيل و... قصفت ايران باكستان، زعمت باكستان ان مدنيين وأطفال ذهبوا ضحية هذا القصف، وردّت بقصف مقابل على ايران التي صرحت باستخفاف وتهكم بان من اصيب هم "من جنسيات اخرى"! أي ليس ثمة مشكلة في ذلك! أناس اخرين، أناس "غير ايرانيين"! اي طالما هم كذلك، فلا يوجد ما يعكر مزاج السلطة.
يتجلى في هذا الرد عمق وبشاعة النظرة القومية والتعامل والاستعلاء القومي. دماء "شعبنا" "عزيزة" و"مهمة"، بيد ان دماء "الاخرين" هي عديمة القيمة. ولكن حتى هنا ثمة كذبة كبيرة: علو قيمة "الدم الايراني" مقارنة بـ"الدم الأجنبي"!! ان هذه كذبة صلفة. فنظام الجمهورية الاسلامية في ايران نظام الاعدامات والقتل الجماعي، نظام الحروب والاغتيالات والقتل، نظام مصادرة ابسط الحقوق المدنية والسياسية، نظام "مفاتيح الجنة"* وإغتصاب السجينات الباكرات قبل إعدامهن**. ولكن، وكما بينت التجربة لقرون مديدة، ان من ترخص عليه دماء "الجنسيات الاخرى" كان قد حسم أمره مقدماً برخص دماء "شعبه"!
انها نظرة فاشية صرف. نظرة "تفوق" و"تميّز" و"أفضلية" و"إستعلاء" قسم من البشر على اخر. أفضلية ليست معلومة مبررها ولا أساس واقعي لها. ان هذا هو الخيط المشترك الذي يجمع كل الهويات سواء أكانت قومية أم دينية أم طائفية أم عشائرية أم عرقية. فانا لا أعرف ما هو فضل عشيرة في هذه المدينة أو تلك من مدن العراق على البشرية مثلاً؟! علمها؟! فهمها؟ّ! ابتكاراتها؟! علومها؟ ان لم يكن إشاعة أحط المشاعر والقيم والأخلاقيات والتقاليد! ان هذه المدن، كسائر مدن العالم، مفعمة بتاريخ وشخصيات ومنجزات ومكاسب فكرية واجتماعية قيّمة، ولكن ليس للعشيرة أو الدين أو القومية ربط بهذه المنجزات!
ان الهويات، سائر الهويات الدينية والقومية والطائفية والعشائرية، تستند الى اساس وجذر واحد، أفضلية قسم من البشر على الاخرين. لدى "السني"، أفضلية وتقدم "السني" على "الشيعي"، ولدى القومي التركي، افضلية "الترك" على "غير الترك"، ولدى العشائري أفضلية عشيرته الخاصة على سائر العشائر وقس على هذا. ان الهويات هي ذات النظرة التي روجت لـ"شعب الله المختار" و"كنتم خير أمة" و"تفوق العرق الالماني" و...غيرها. ولا تعيش الهوية دون "خلق عدو وهمي" لها. لا تعيش دون "اعداء متربصين لها" في الخارج أو على الحدود او... ان الهويات هي نزعة معادية للبشر ومقسّمة للبشر على أساس الهويات المعنية الزائفة والمختلقة لأناس لهم مصلحة من وراء ذلك.
الهوية توحد جماعة من البشر من أجل أهداف هي بالضد من الأغلبية الساحقة لهذه الجماعة. إنها مهمة من أجل الحروب و"الغزو" و"الصراعات" والسيطرة والهيمنة، من أجل توسيع سلطة وثروة قسم، الطبقات والهيئات البرجوازية الحاكمة، على حساب حياة ودماء الاغلبية الساحقة. والهويات مهمة كلحمة لاصقة لهذا الحشد الجمعي. أ لم نرى الى مَ أدت شعارات "ظلم الشيعة" و"الشيعة هي الاغلبية" والخ في العراق من هيمنة جماعات تحت وبحجة هذه اليافطة المغرضة والمخادعة على المجتمع ونهبها لثرواته وإغراقه في حمامات دم من أجل تلك المصالح؟!

*مفتاح الجنة: إبان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988)، لجأت الجمهورية الاسلامية الى تكتيك غسل دماغ الاطفال الفقراء، بالاخص في القرى والارياف، بوضع "مفاتيح الجنة" على رقابهم وإقحامهم لحقول الالغام وتفجيرها باجسادهم الطرية كوسيلة "مجانية" لتفجير الالغام، وهذه المفاتيح هي مفاتيح دخول الجنة. اشرف على عملية تجييش الاطفال هذه وزار القرى من أجلها هو علي خامنئي نفسه.
** هناك نظرية "فقهية" اجرامية لانظمة قمع الجمهورية الاسلامية في ايران تقضي باغتصاب "العذراوات" المحكومات بالاعدام لان بقائهن "عذراوات" تدخلهن للجنة المزعومة!! وهي مكافئة "جنسية" لرجالات الدين والمجرمين والقتلة من القوات القمعية الامنية!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام تنذر بالخطر!
- فلسطين: حلّ -الدولة- أم -الدولتين-؟!
- من قال انها حرباً على حماس؟!
- هل -التقصير- فعلاً هو -المذنب- في فاجعة الحمدانية؟!
- ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!
- لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب (القسم الثاني والاخير)
- (حول حرق القرآن في السويد)! حرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب: (الجزء الاول)
- انتخابات تركيا: صراع فاشيتين إسلامية-قومية وقومية-أتاتوركية!
- بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظل ...
- حول العشائرية.... وحمامات الدم في مدن العراق!
- مكاسب انتفاضة جماهير ايران!
- حول سمات هبّة جماهير ايران
- شكرا لكم -لطفكم-، ولكن لتكف اياديكم عن النساء!
- كيف أطاح نضال المرأة في إيران، بـ-صروح- نظرية بالية؟!
- ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!
- ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية ...
- إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
- صور أفلتت كل هذه العفونة!


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - القومية عار على البشرية فعلاً!