أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!















المزيد.....

لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 02:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(حولة الحملة الشعواء لقوى الاسلام السياسي الشيعي تحت إسم "الجندر والمثلية")

تباكي كاذب!
لقد إستهل التيار الصدري، ومن بعده الولائيين والاطار التنسيقي، التحرك بشن حملة على حكومة السوداني وذلك للاتفاقات التي وُقِعَتْ مع المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ووردت فيها مصطلح "الجندر". ان السؤال المطروح ما هو الشيء الجديد في الامر، ومالذي جعلهم يتذكروا هذا اليوم؟! علماً انهم كانوا جميعاً في السلطة حين وقعت الحكومة هذه الاتفاقيات، ولم يكن لديهم إعتراض، وكانوا طرفاً في هذه الامور بوصفهم لديهم وزراء في الحكومة وعشرات البرلمانيين. إذن، المسالة مفتعلة، وفي جانب منها، توظيف ورقة في الصراع السياسي والمماحكات السياسية بين أقطاب العملية السياسية ذاتها.
بحجة قضايا هي ليست قضايا احد ولا على بال أحد في المجتمع من مثل "الجندر" و"المثلية"، إفتعل مقتدى الصدر وبقية تيارات الاسلام السياسي هذه القضايا لشن هجوم شديد الى ابعد الحدود على حقوق المرأة وحرياتها ومدنية المجتمع إجمالاً. وللرد على تهميشه وإنزوائه السياسي المتعاظم لما يقارب العامين، إفتعل التيار الصدري هذه القضايا لكي يعيد نفسه للساحة السياسية، لكي يقول للآخرين، وبالذات خصومه في الإطار التنسيقي الولائي، إنه موجود وعليهم "أن يحسبوا حسابه"!. وبهدف سحب البساط من تحت أقدام تحركه هذا وتفويت مزايدته السياسية عليهم، سارعت التيارات المليشياتية الولائية والاطار التنسيقي، بالتحرك في الاتجاه ذاته، وإنخرطت في هذه الهجمة.
أهداف:
إن أهداف هذا التحرك واضحة.
1-تثبيت قبضة قوى الإسلام السياسي على المجتمع، ترسيخ سلطته السياسية وترويعه للمجتمع وبالأخص النساء والشبيبة الذين كانت لهم مشاركة مؤثرة في الانتفاضة وفي الدفع بالمدنية في المجتمع وتوجيه ضربة شديدة للاسلام السياسي.
2-فرض التراجع على مدنية المجتمع وحضور المراة المتعاظم في المجتمع والحياة العامة وتزايد السعي الواضح للتخلي عن الحجاب في المولات والاسواق والشوارع والجامعات والتوجه المتعاظم للفتيات والنساء والشباب نحو الملابس والستايلات العصرية. انه رد على تعاظم مدنية المجتمع، وبالذات إثر إنفضاح الإسلام السياسي بكل قواه وتياراته واجنداته وفساده، وبالاخص من انتفاضة تشرين ولحد الان.
منطق مليشيات ومافيات:
استهلت هذا التحرك بحملة شعواء في الجامعات والحسينيات والمنابر الحسينية والقنوات الفضائية التابعة لهم وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وإمتداداً لتحركهم بحجة "حرق القرآن" وإستفادة منه، وبالاستفادة كذلك من أجواء عاشوراء الصاخبة، وإستغلالا لها، اذ تحولت المنابر الى أبواق تقعر 24 ساعة "ضد المثلية والجندر"! وكأن لا مشكلة في هذا المجتمع ولا قضية سوى "الجندر" و"المثلية". كما ان لا مشكلة كهرباء ولا مشكلة ماء ولا فساد ولا جوع ولا فقر ولا بطالة ولا إنفلات أمني وتطاول مستمر على حقوق الناس وغياب القانون والبلطجة والاستهتار بكل القيم الانسانية. إن كل هذه ليست مشاكل بالنسبة للتيار الصدري والولائي وغيرهم. لماذا؟! لأن تصورهم وأهدافهم من هذه السلطة هي السلطة والثروة، الاولى تؤمنها لهم مليشياتهم والثانية يؤمنها بلد ينام على بحار من النفط. هذا ما ينشدونه. انه منطق مليشيات ومافيات. لا يهمها نفوذها الاجتماعي، لأن نفوذها يتم عبر القسر والعنف المليشياتي ومن شراء ذمم شيوخ العشائر. ولهذا لا يهمها وضع المجتمع، التعليم، الطفولة، تقاعد المواطن، الخدمات، مستقبل حملة الشهادات والخريجين، وضع المرأة وحقوقها، واي قيم تسود في المجتمع. كل هذه ليست قضاياهم اصلاً.
خطوة ليست محلية!
ليست هذه الحركة داخلية الطابع أو "محلية" أو "عراقية". بتصوري أنها جزء من حركة أوسع، حركة إقليمية وتخص المنطقة، حركة تيار الاسلام السياسي "الشيعي"، وليست ايادي نظام الجمهورية الاسلامية بعيدة عن هذا التحرك. تيار الاسلام السياسي "الشيعي" تلقى أكبر ضربة سياسية له في المنطقة، وإنفضح وإنكشف زيفه للاغلبية الساحقة من جماهير المجتمع، واصبح موضع نقمة وسخط وسخرية الجماهير في ايران والعراق ولبنان واليمن. ان تحرك الصدر جزء من تحرك أوسع بدأته ايران التي تريد ان تسترد ماء وجهها من الهزيمة التي لحقت بها من قبل نساء وشباب ايران إثر مقتل "مهسا أميني"، إذ إستهلته بطرح "قانون العفة والحجاب" على البرلمان بهدف المصادقة عليه، الحجاب الذي اضرمت العشرات من نساء وفتيات ايران النار فيه بوصفه رمزاً للقمع وللجمهورية الإسلامية. وتزامن مع تحركات مماثلة من قبل حزب الله والحوثيين في لبنان واليمن وكلها بحجة "الجندر" و"المثلية" والحجاب.
خلط الأوراق!
أن هذه الخطوة تهدف الى لجم حركة إجتماعية واسعة ساخطة على الوضع الكارثي للمراة التي تتعرض الى حملة إبادة منظمة. ليس بوسع تيارات الاسلام السياسي، عبر هذه الاساليب، إيقاف نضال النساء والجماهير التحررية الساعية لفرض قانون العنف المنزلي حتى بصيغته المحدودة والمبتسرة. إنهم يتحايلون بتحويل الأمر كذباً الى "قيم غربية" و"مثلية" و"صيانة العائلة من التفكك" و"تدمير القيم العائلية" وغيرها. إنهم وسلطتهم من دمّرت كل انسانية في المجتمع، وهم مسؤولون بالدرجة الأساس بتحول مئات الالاف من النساء الى "بيع الجنس" وبروز ظواهر مثل "الفاشنستيات" و"بغاء المتعة"، وهم مسؤولون عن تفكك الاسر ودمارها جراء الفقر والعوز والجوع، ودمار كل قيم انسانية في المجتمع. الان يريدوا ان يحوّلوا هذه المصائب على رؤوس "المثليين"!!! في عراق اليوم، وحسب احصائيات المؤسسات الحكومية، هناك حالة طلاق كل 8 دقائق، من المسؤول عنها؟! المثليين مثلاً؟! هم من دمروا العوائل، ويكذبوا بأسم "الحفاظ على العائلة وقيمها!" كفى كذباً.
ليس بوسعهم تحجيم مطاليب النساء بالحرية والمساواة وبحياة لائقة للنساء خالية من العنف والدونية وهيمنة واستهتار النزعة الذكورية بحياتهن. لقد جعلوا حياة الفتيات والنساء جحيماً بكل ما للكلمة من معنى. تنتحر النساء بالعشرات شهرياً وتقام بحقهن حملة إبادة وذلك فقط لجنسهن جراء حكم السلطة المليشياتية للإسلام السياسي. ان مطاليب النساء هي حياة آمنة مفعمة بالحرية والخلاقية والابداع و... يريدون عبر هذا السبيل الالتفاف على تلك المطاليب النسوية وصيانة مدنية المجتمع. لا يفيدهم صخبهم هذا وسلّ اسلحتهم، لن تتخلى النساء عن مطاليبهن، ولن يتراجعن مهما زعقوا! رغم كل النكوصات الا ان حركة التاريخ (وفي مقدمتها تحقيق حقوق المرأة) للأمام.
ينبغي ان نأخذ هذه الحملات على محمل الجد. آن أوان دفاع المجتمع وقواه التحررية عن نفسه وعن مدنيته وعن عقود مديدة من المدنية والتقدم الذي تحقق عبر نضالات طويلة في مقدمتهم التحررين والاشتراكيين.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منصور حكمت ومنهجية الحرب (القسم الثاني والاخير)
- (حول حرق القرآن في السويد)! حرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب: (الجزء الاول)
- انتخابات تركيا: صراع فاشيتين إسلامية-قومية وقومية-أتاتوركية!
- بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظل ...
- حول العشائرية.... وحمامات الدم في مدن العراق!
- مكاسب انتفاضة جماهير ايران!
- حول سمات هبّة جماهير ايران
- شكرا لكم -لطفكم-، ولكن لتكف اياديكم عن النساء!
- كيف أطاح نضال المرأة في إيران، بـ-صروح- نظرية بالية؟!
- ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!
- ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية ...
- إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
- صور أفلتت كل هذه العفونة!
- حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
- بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
- -قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
- تكتيك مفضوح!
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
- دور أمريكا في خلق هذه الحرب، ليس أقل من الدور الروسي!


المزيد.....




- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!