أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - تكتيك مفضوح!














المزيد.....

تكتيك مفضوح!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7243 - 2022 / 5 / 9 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(حول عودة السليمان! وتبرئة القضاء له)

بعد كل تلك التهديدات والاتهامات والصراعات الدموية التي ذهب ضحيتها المئات من الشباب إبان حرب تظاهرات المنطقة الغربية، ها هو "علي حاتم السلمان" أحد منظمي وقادة تلك التظاهرات، تتم تبرئته من قبل القضاء العراقي (!!)، وقبله جرى الأمر ذاته مع رافع العيساوي، ويقال إن ثمة اسماء أخرى في الطريق قد يكون من بينها طارق الهاشمي وآخرون.

ورداً على التهم أو اصابع الاتهام الموجهة اليه والى تياره حول "مسلسل البراءات" هذا، تحدث المالكي برياء مفضوح وكاذب عن، إن ليس ثمة شيء خاص بهذا الصدد. إذ لا صلة له بالأمر، وكل ما في القضية انه "ساعدهم" على إن يذهبوا للقضاء الذي هو من يقرر براءتهم من عدمها!!

ولكن ثمة سؤال بسيط يُطرح هنا: ما لذي جرى كي نرى "حفلة البراءات" هذه؟! علماً ان "التهم" هي "من النوع الثقيل" تحديداً؟! لماذا يجري هذا كله الآن؟! وما سر هذا التزامن للبراءات؟! إن خلف الأكمة ما ورائها!

ما سر هذا "الانقلاب المفاجئ"؟! ومع مَنْ؟! السليمان و أمثال السليمان الذي للمالكي وللتيار الولائي إجمالاً صراعات "كسر عظم" معهم؟! اي شيء عظيم جرى بحيث أن أعداء كالسليمان، يتلقفه المالكي والطائفيون الولائيون اليوم بالأحضان؟!

بدءاً، ليس للمسالة أية صلة أو ربط بـ"قضاء" و"براءة" و"تهم" و" تطبيق القانون" و"عدالة" و"أدلة وإثباتات" وغيرها! إن هذه كلها ترهات ساذجة. فالقضاء مسيس اليوم أكثر من اي وقت مضى. بلغ من التردي مرحلة تخطى فيها كثيراً حال القضاء إبان حكم البعث والديكتاتورية وصدام!

لا يمكن فصل هذا عما يسموه اليوم بـ"انسداد العملية السياسية" في العراق. كما لا يمكن فصله عن مساعي طرف ما "تم حشره في الزاوية" لقلب مسار عملية تجري، وبالأخص منذ انتفاضة تشرين 2019، بالضد منه تماماً، وقصدي تجار الحرب الولائيون.

فيما يخص الولائيين، ومن ورائهم نظام الجمهورية الإسلامية، ثمة قاعدة رئيسية تملي عليهم حركتهم أو بالأحرى تنظير لهم إلا وهي: "كل شيء مباح لحماية الإسلام"، ولا يقصدون بالإسلام هو الإسلام او محمد او الدين عموماً. إن ما يقصدوه تحديداً هو سلطتهم وحكمهم. لا غير. إنهم على استعداد لتدمير الكعبة، إذا ما اقتضى إسلامهم، وحكمهم وسلطتهم. قتلوا في منظماتهم أشد الموالين لهم وفق هذه القاعدة، برّروا لتجارة المخدرات وفق هذا، يسّروا أمر دخول القاعدة والزرقاوي للعراق، و لا يرون ثمة "مثلبة" في تفجير قبتي العسكري في سامراء وإشعال حرباً طائفية لم يكن لها مثيل في تاريخ العراق، حمامات دم منظمة "على الهوية" وذلك لهدف استراتيجي يحفظ من ورائه إسلامهم، قل حكمهم وسلطتهم، وتدخلهم وهيمنتهم على الساحة السياسية في العراق!!

وها هو المالكي والعامري والخزعلي و ما يُسموا بـ"الإطار التنسيقي" الشيعي، لا يروا اي مثلبة في مد اليد للسليمان وأمثاله من أجل السلطة والحكم. إن هذا الأمر ليس بغريب. فألم يمدوا اليد لخميس الخنجر بالأمس القريب؟!

إن عودة السلمان، هي إعطاء الضوء الاخضر له، بهدف سياسي محدد. إن الاطار يرى نفسه في مأزق واقعي قاتل ومميت. إنه منبوذ الى أبعد الحدود جماهيرياً، تلقى ضربة انتخابية موجعة على يد غريمه (التيار الصدري)، وفي انسداد أفق سياسي واضح بحيث إن مجمل مكاسبه التي حققها على مدى عقدين من الزمن هي في مهب الريح. ولهذا، فإنه، عبر هذه الخطوة، التكتيك القديم والمعروف والمدعوم إيرانياً، يسعى الى شق صف "البيت السني" وتدمير نفوذ الحلبوسي الذي استطاع، عبر التحالف مع خميس الخنجر، الى لّمْ "البيت السني" والدخول في تحالف قوي مع التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني. إن الهدف من هذه العملية هي الحاق ضربة بتيار الحلبوسي أو، على الأقل، ممارسة الضغط عليه كي لا يرتمي بصورة كاملة خلف حلف التيار الصدري-البرزاني، وبالتالي تفتيت هذا الحلف الثلاثي المقابل أو في أقل الأحوال إضعافه والهبوط بسقف مطالبه وإملاءاته.
إن التيار الولائي، ولشدة تعطشه للسلطة، لعلى إستعداد للدفع بالسليمان وأمثال السليمان ودعمهم وتسليحهم وصولاً لإقامة حمام دم "سني-سني" ودفع المئات من الشباب ارواحهم من أجل المصالح المقيتة للتيار الولائي! أ ثمة إجرام وإستهتار اكثر من هذا بالمجتمع؟!

إن هذه الألاعيب ليست مكشوفة فحسب، بل مفضوحة. الجماهير في العراق، و منذ أمد بعيد، عبرت تلك المرحلة التي من المؤمل من ممارسات "قانونية" مثل هذه ان تنطلي عليهم. إن هذه القوى المليشياتية الطائفية المنبوذة ليست باقية بحكم نفوذها وجماهيريتها، وإنما فقط عبر سلاحها ومليشياتها وإجرامها و الأموال التي نهبتها. و إلا ليس ثمة متوهم بماهية هذه الجماعات المتعطشة للسلطة والحكم والثروة.

شباب العراق همّ من دفعوا ثمن صراعاتهم الطائفية المقيتة. وها هم يدوسون على هؤلاء الضحايا من أجل مصالحهم الوضيعة. ينبغي كنس هذه العملية السياسية بكل قواها عديمة الضمير والرحمة والانسانية.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
- دور أمريكا في خلق هذه الحرب، ليس أقل من الدور الروسي!
- إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!
- السعودية و-حجة قرداحي-!
- من فشل لفشل...!
- بصدد ما بعد إعلان نتائج الانتخابات وقرع الولائيين طبول الحرب ...
- أن تكونوا خلف القضبان، هذا ما تتطلع إليه جماهير العراق!
- بصدد خديعة -من تشرين الى تشرين-
- حول مقترح قانون الكاظمي الخاص ب -إعادة التجنيد الإلزامي-!
- -يقاطع!-... -يشارك!-، غدٌ مشرقٌ يبدأ من صفحة أخرى!
- تعديل المادة 57، والتباكي الكاذب على -حقوق الاباء-!
- بصدد مقاطعة الإنتخابات والبديل عنها!
- تكتيك قديم... وأهداف أقدم!
- قضايا من مجابهة الكاظمي-الحشد
- منْ أنتصر ومن الخاسر في هجوم إسرائيل على غزة؟!
- انها عنجهية وغطرسة اسرائيل!
- تكتيك مفضوح: الخزعلي وسعي للتسلل للناصرية عبر بوابة العشائر!
- اجرام ابشع كثيرا من -إجرام- الأم -الجانية-!
- أيةُ اهدافٍ يتوخاها استعراض -سرايا السلام- اليوم؟!
- من المسؤول.. من المستفيد ... وما الحل؟!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - تكتيك مفضوح!