أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - فارس محمود - اجرام ابشع كثيرا من -إجرام- الأم -الجانية-!














المزيد.....

اجرام ابشع كثيرا من -إجرام- الأم -الجانية-!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6822 - 2021 / 2 / 23 - 23:22
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


اصدرت محكمة جنايات الكرخ حكماً بالإعدام مرتين شنقاً حتى الموت بحق المرأة الشابة التي رمت طفليها في نهر دجلة اواخر العام الماضي. وبالرد على الجريمة بجريمة، من الواضح ان القاضي قد اراح ضميره بانه ادى واجبه وحقق "العدالة" في المجتمع!
ولكن لو اراد احد ما تحقيق "العدالة" في مجتمع العراق اليوم، فمن المؤكد ان الام الجانية ستأتي في اخر القائمة الطويلة والعريضة. اذ كم ينبغي اعدامهم من "اناس" لتحقيق العدالة اليوم؟! لم تقدم المرأة (1700) بريء في سبايكر لأنياب داعش، وفوق هذا تكرمه العدالة ذاتها بأعلى المناصب الحكومية! ان من قتلوا ما يقارب 800 شاب وعوّقوا عشرات الالاف من الشباب في الانتفاضة لا زالوا على راس السلطة في العراق ينعمون بثروات المجتمع وخيراته ويتحكمون بالمجتمع، ولم يسمع احد كلمة عن "العدالة"؟! اذا توخيت العدالة ينبغي ان تعلق المشانق لكل من نهب ولازال لثروات البلد، لكل من اكنز المليارات من ثروات المجتمع على حساب جوع وفقر الاغلبية الساحقة! الا تعتقدون ان جعل حياة ملايين الشباب هي عملية اعدام متواصلة، كل لحظة وكل ثانية، جراء انعدام الآمال وتبخر الاحلام بحياة بحد ادنى من الحقوق والرفاه. ماذا نعمل بأولئك الذين حرموا المرضى من امكانية الشفاء نظرا لخرافية اسعار المستشفيات والادوية والعلاج، ودفعوا حياتهم مبكراً ثمناً لأمر علاجاته وادويته موجودة؟!. ماهي عقوبة كل من جعل حياة فتاة تعيسة، موت يومي، جراء الظلم والعنف والعبودية ومسخ الشخصية في البيت؟! ما هي عقوبة الاستغلال الجنسي للنساء كشرط من شروط نيل وظيفة، وماهي عقوبة كذا وكذا....؟! اعطيكم وعداً ان في عراق اليوم يجب ان تنصب مشانق لمئات الالاف من الذين دمروا المجتمع عن قصد وعمد واصرار.
ان العدالة التي ينشدوها هي عدالة طبقة حاكمة، سائدة، طبقة البرجوازية وطفيلي المجتمع وسراق ثرواته، وليس لها اي ربط بعدالة انسانية، تحقق الكرامة الانسانية للإنسان. عدالة مشوهة، عدالة تموه المجتمع وتبعد الانظارعن، من هم المجرمون الحقيقيون.
ان ما هو معروف ان الاطفال فلذات الاكباد. ولكن ما الذي يدفع بالمريء الى رمي فلذات الكبد في دجلة؟! اي جنون بلغته تلك المرأة بحيث اقدمت على هذا العمل الشنيع ؟! ومن المسؤول عن هذا؟! ان نرمي الكرة في ملعب المرأة الام، وندير اوجهنا باننا ارضينا ضمائرنا بتحقيق "العدالة" هو انعدام لأي عدالة انسانية!
ان اول نظرة تلقيها على صورة الام، تكشف لك ان هذه المرأة غير طبيعية من الاساس، انها متأزمة نفسياً، ومن المؤكد ان تبعات الزواج كانت تفوق سنها وعمرها وتجربتها وخبرتها، وكل ملمح من ملامحها يثبت لك الجهل وعدم التعلم واستلاب الروح والشرود الذهني و.... ان ما ينبغي ادانته ليس هو المرأة الام، بل مجتمع ودين وقوانين وعادات وتقاليد ترى في التكامل البيولوجي لجسد المرأة وجهازها التناسلي امراً كافياً للزواج، وليس للنضوج الشخصي والانساني والعقلي والفكري والاجتماعي اي مكان، ناهيك عن الخيار الشخصي للمرأة واستعدادها المعنوي والنفسي للزواج (وهي امور ليست واردة في قاموس هذه الثقافة القرو وسطية). من المتوقع هذا، فماذا يعملون بالنضوج الشخصي، طالما هي ناضجة جسديا، اي عالم قبيح هذا. لا يشرف المرء أن يعيش فيه! انها مأساة بكل معنى الكلمة. قبل محاكمة هذه الام، ينبغي محاكمة كل القوانين والاحكام والاخلاقيات والتقاليد البالية والمتهرئة، وفي مقدمتها الدينية.
ترى ان هذا الحكم قد لاقى قبولاً وتأييدا واسعاً من اوساط اجتماعية عديدة. ان دل الامر على شيء، فانه يدل على ان هذه الاوساط، ليس باقل مرضاً من الام. يعني هذا إن هؤلاء عديمو الروح وخاوية ارواحهم من اي انسانية واحترام لبني البشر. ان هؤلاء يحتاجون الى علاج في نظرتهم، في مفاهيمهم، في قيمهم، في اخلاقياتهم، انسانيتهم، اولوياتهم، يحتاجون الى قلبهم رأس على عقب حتى يغدون منسجمين مع مجتمع يليق بإنسان القرن 21.
ان "الاعدام" ليست عقوبة. انها جريمة. جريمة ابشع من جريمة الام بآلاف المرات. فارتكبت الام هذه الجريمة في لحظة ما لأنها تحت الف ضغط وضغط، تحت ضغط الاهانة المتواصلة في "عش، قل مستنقع ودوامة، الزوجية"، تحت ضغط العنف المنزلي المتواصل واستلاب الارادة والروح، انعدام القيمة، سلب الماهية الانسانية والخ. ولكن ما لضغط الذي يرزح تحت القانون والقضاء ورجالاته الذين يعتاشون على هذا الانحطاط المجتمعي؟! فالأخير يقرر بدم بارد وبعدم احساس منقطع النظير ودون اي ضغوط، وبرجالاته المهندمين ببدلاتهم الفاخرة وربطات عنقهم ونوم هانئ في فراش وثير وبذهن صاف من اي قلق حياتي يذكر بسلب حياة انسانة ارتكبت جريمتها في لحظة ياس واحباط عميقين، لحظة لم تمتد لها اي يد عون لتساعدها على عبور هذه اللحظة القاسية. فأي منهما، القضاء ام المرأة، ارتكب جرماً اكبر؟! من الواضح ان جريمة المرأة لا تبرر ابداً جريمة القضاء. ان وصف احدهما بجريمة والاخرى بعقوبة لا يهدف الا الى حرف الحقائق. بشاعتهما لا تقل عن بعض. ولأكن دقيقاً وواضحا اكثر ارى ان جريمة القضاء ابشع بما لا يقاس مقارنة بجريمة امرأة سلبت منها كل ادميتها.
لا يحق لاحد، مؤسسة او دولة او افراد، سلب حياة انسان اخر تحت اي مبرر كان. ان 8 اذار على الابواب. ينبغي تحويل هذا اليوم الى يوم النضال من اجل تحرير المرأة من كابوس العنف المنزلي والهيمنة والاستهتار والغطرسة الذكورية!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيةُ اهدافٍ يتوخاها استعراض -سرايا السلام- اليوم؟!
- من المسؤول.. من المستفيد ... وما الحل؟!
- بصدد اقتحام الكابيتول!
- لا يفيدكم! ترحلوا يعني ترحلوا!
- النزعة الايديولوحية اليساروية وانعدام البصيرة!
- ينبغي ان يرد التهديد إلى نحر اصحابه!
- حول المؤتمر الأول لحشد العتبات!
- الاهداف الحقيقة لما خلف زوبعة اردوغان!
- انه صراع مصالح لا ربط له بمصلحة جماهير سنجار!
- بمناسبة اليوم العالمي الاول لمناهضة -عقوبة- الاعدام: يجب الغ ...
- الاتفاقات الاخيرة مع اسرائيل: اكاذيب...حقائق!
- حلّة جديدة... هدف قديم!
- تعليق على تعليق رفيق سابق!
- بصدد الارضية السياسية والاجتماعية لتأسيس الحزب!
- الى متى هذا -الهولوكست-؟!
- خطة -سلام- ام غطرسة سافرة؟!
- حتى لانقع فريسة الوهم مرة اخرى...!!
- حول حملة تركيا!
- -يوم القدس- الذي لا صلة له بالقدس!
- أللقتلة حق بان يقرروا مايجب او ما لا يجب ان يكون عليه المجتم ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - فارس محمود - اجرام ابشع كثيرا من -إجرام- الأم -الجانية-!