أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!















المزيد.....

إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(عن خطاب مقتدى الصدر حول فض اعتصام المنطقة الخضراء)



بعد فشل تكتيكاته السياسية الذريع ورؤية ان مسارات الامور تسير باتجاه لا يحمد عقباه، هرع مقتدى الصدر لشاشات التلفاز ليتحدث مرتبكاً ومذعوراً وفاقداً للكياسة والحكمة وصارخاً: "القاتل والمقتول في النار..."، "القاتل والمقتول في النار..."، بل ويمعن كمن يغرز السكين اكثر: "هل اكررها بعد لو كافي؟!"... القاتل والمقتول ليسوا في "نار جهنم" مزعومة، بل كانوا وللأسف وقود نار تياركم وسياساتكم ونهجكم وخصومكم على السواء، نار تيارات ميليشياتية طائفية متكالبة على السلطة والحكم.

أثمة استهتار بحياة الناس أكثر من هذا؟! أثمة تحقير لأناس لم يكن خطئهم سوى انهم التحقوا بنداء "القائد" وبتشدقاته حول "الاصلاح" و"التغيير" و"محاربة الفاسدين والفساد"! ان حديثه هذا هو نموذج على انعدام المسؤولية السياسية وعدم تحمل مسؤولية سياسات أتخذها بنفسه لتيار بني على أساس "حكمة القائد" و"قدسية الزعيم وآل الصدر".

لقد كان صراعاً سياسياً حاداً يخوضه الصدر وتياره بالأخص منذ اشهر ارتباطا بالانتخابات. يهدد خصومه، يصارعهم بحكومته المقبلة، "الصدرية القحة" و"حكومة الأغلبية"، يدخل البرلمان بأغلبية واضحة ويخرج منه، ليترك للآخرين تشكيل الحكومة، وحين يبادر الاطار بذلك، ينقض وعده وينقلب على البرلمان ويحتله، ويحاصر المحكمة الاتحادية ويحاصر البرلمان، ويقتحم مقر رئيس الجمهورية، و سعى لحشد الجماهير حول كذبة "ثورة عاشوراء" ودعا كل من يريد التغيير الارتباط به لان "التغيير لا يأتي الا من خلالي!!!"، ولكن لم يأتي "الشارع" ورائه مثلما تصور. ولأنه بلغ مأزق ان خصومه لا يرضخون مع كل ما قام به، تحدث عن "اترككم للشعب يتعامل معكم فقط، وانا لا علاقة لي بعد"، وفي الحقيقة كان يُصعّد بالأمور. إذ انتشرت قوات السلام التابعة للتيار الصدري في عموم بغداد وهاجمت مقرات الجماعات الميليشياتية الاخرى في بغداد وبقية المحافظات، ودفع التيار الصدري البلد الى أعتاب حرب اهلية بكل معنى الكلمة، إذ قُتل ما يقل عن 40 شخص وجرح ما يقارب 300 اخرين!

وحين رأى النفق المظلم الذي يمر به تياره والوضع إجمالاً، خرج ليشن هجومه على "المنتفضين"، أتباعه، ويصرخ بوجههم من الذي قال لكم ان تعملوا هكذا؟! من الذي قال ان تعرضوا أمان العوائل والابرياء للخطر. متناسياً ان وجود تياره وميليشياته كان بحد ذاته مبعث تهديد لأمان الناس، وان ميلشياته ازهقت ارواح الالاف من الابرياء والعزل. اصبح فجأة "حمامة سلام" صارخاً: تحدثنا عن ثورة سلمية، أهذه هي السلمية؟!" انقضت يوم وليلة وجزء من يوم اخر تحولت فيه بغداد الى ساحة حرب بكل معنى الكلمة، دون ان يقول شيئاً، يتحدث كما لو أن لا علم له بكل ما يجري، ناهيك عن تدخله! ان سؤالاً يطرح نفسه، لماذا جرى كل ما جرى دون ان يلتزم مناصريه وفق روايته، ولكن حين زعق عليهم وانذرهم بإخلاء المنطقة الخضراء و"الا اتبرأ منكم!"، اخليت المنطقة الخضراء فعلا بعد اقل من ساعة!!

القى بجريرة ما جرى على رؤوس أتباعه. ما قام به الصدر ليس بجديد، وفي عالم السياسة والحياة له اسم "اخلاء الكاهل ورمي الأخطاء الدموية على كاهل اتباعه"! رمى بالمسؤولية السياسية على أتباعه، على "القطيع" دون ان ينبس احد منهم بكلمة!! دون أن يقول له احد من اتباعه "انك المسؤول! هذه سياساتك وهذه مشاريعك" وأنك كدت ان ترمي المجتمع كله باتون حرب اهلية مدمرة بحدود لا تصدق ببساطة لان الدول الاقليمية لن تقف مكتوفة الايدي، وكل منها يمد عملائه بالمال والسلاح من أجل تامين مصالحها في العراق والمنطقة.

انه تكتيك بائس! شعر الصدر بأن الجدار أسمك منه ومن قواه، لان في هذه المرة هناك ظروف عالمية جديدة تتحكم باللوحة. ولهذا تراجع! ان ملخص هذه الظروف هو اقتراب توصل ايران وامريكا واوربا الى اتفاق نووي (من الممكن في غضون اسابيع!) وقررت ايران، مستغلة هذا الوضع الجديد، بالتدخل في الوضعية عبر قناة الضغط على الحائري الذي هو مرجع مقتدى والتيار الصدري لشق صف التيار الصدري عبر دعوته الى "جميع المسلمين بإطاعة ولي الفقيه علي الخامنئي" و"كون احد ما من اهل الصدر بحد ذاته لا يكفيه للحكم والقيادة ولا يعني الاهلية" وهي ضربة جدية موجهة للصدر. اي سحب مرجعية مقتدى والتيار يده من مقتدى!

لقد تلقى الصدر ضربة سياسية قوية للتيار الصدري عموماً ولشخص مقتدى الصدر على وجه الخصوص. وان خطاب الصدر المرتجل هو فضيحة سياسية بكل ما للكلمة من معنى. ولكن المسالة لا تتعلق بالصدر وتقلبات الصدر وتخبطاته التي لا تعد ولا تحصى، وانما باتباعه. اذ على اتباع الصدر وعلى المتوهمين به وبكذبة "اصلاح" الصدر ان يعوا الدرس جيدا. درس مفاده: ليس أمراً صعباً ومكلفاً ان يبيعهم الصدر، بل اسهل من شرب كاس ماء. وهذه ليست المرة الاولى. افتقد الصدر للشجاعة السياسية والاخلاقية لتحمل مسؤولية تبعات ممارسته السياسية وعمليات الشدّ السياسي وكسر العظام التي جرت منذ قبل الانتخابات وتواصلت، وتوجّها بالمجزرة التي ارتكبت اخيرا بحق اتباعه.

لو كان للصدر ذرة من الخجل لما رمى بوزر ما جرى على كاهل من دفع حياته ثمن من اجل مقتدى و "آل الصدر"! إذ بدل من تحمل المسؤولية السياسية، رمى الصدر مسؤولية هذه النار على كاهل من تم قتلهم؟! لو لديه ذرة من البصيرة والاحساس بالآخرين لفكر قليلاً وقال: ماذا سيقول اهل الضحايا حين يسمعوا كلامي هذا حول ابنائهم؟! أنهم في وسط مأساة فقدان ابن شاب لهم، و يخرج "زعيمه" و"قائده المقدس" من على شاشات التلفاز ويراه الملايين يتحدث عن ان مصير ابنكم "القتيل" هو النار!!! ان رد عوائل الضحايا ينبغي ان يكون واضحاً: إن أولادنا ليسوا "في النار"، ولكن ما نعرفه اكثر ان دمائهم وعقود من العمر قادمه بكل ما فيها من ماسينا ومصائبنا وفقدنا ولوعتنا وفقرنا وجوعنا الناجم عن غيابهم هي كلها في رقبتك ورقبة تيارك المشؤوم، ونلعن تلك الساعة التي مشى ابنائنا خلفك! أتساءل كيف لأحد يمتلك ذرة من الفهم والاحساس والانسانية والشعور باحترام النفس أن يسلّم امره ونفسه للصدر والتيار الصدري مرة اخرى!

ان هذا درس كبير لجماهير العراق كي تفصل نفسها عن هذا التيار الذي لا يمت بأدنى صلة بتغيير حياة الناس نحو الحرية والمساواة والرفاه والسعادة!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور أفلتت كل هذه العفونة!
- حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
- بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
- -قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
- تكتيك مفضوح!
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
- دور أمريكا في خلق هذه الحرب، ليس أقل من الدور الروسي!
- إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!
- السعودية و-حجة قرداحي-!
- من فشل لفشل...!
- بصدد ما بعد إعلان نتائج الانتخابات وقرع الولائيين طبول الحرب ...
- أن تكونوا خلف القضبان، هذا ما تتطلع إليه جماهير العراق!
- بصدد خديعة -من تشرين الى تشرين-
- حول مقترح قانون الكاظمي الخاص ب -إعادة التجنيد الإلزامي-!
- -يقاطع!-... -يشارك!-، غدٌ مشرقٌ يبدأ من صفحة أخرى!
- تعديل المادة 57، والتباكي الكاذب على -حقوق الاباء-!
- بصدد مقاطعة الإنتخابات والبديل عنها!
- تكتيك قديم... وأهداف أقدم!
- قضايا من مجابهة الكاظمي-الحشد
- منْ أنتصر ومن الخاسر في هجوم إسرائيل على غزة؟!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!