أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!















المزيد.....

ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 00:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(حول "قبلة" رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم للاعبة!)
(مقابلة الى الامام مع فارس محمود

الى الامام: لقد أثارت حادثة تقبيل رئيس اتحاد كرة القدم الاسباني، لويس روبياليس، للاعبة الفريق الاسباني للسيدات، جنيفر هيرموسو، على الشفاه، بعد فوز الفريق الاسباني للسيدات بالميدالية الذهبية لكاس العالم للسيدات في سدني الاسترالية، ردود فعل قوية وواسعة لا على صعيد اسبانيا وحسب، بل على صعيد العالم، لماذا لقى مثل هذا الحدث كل هذه الاصداء الواسعة؟!
فارس محمود: برأيي استطيع ان أتحدث عن ناحيتين لهذا الموضوع.
أولهما، ان هذا يدلل بوضوح على وجود نزعة إنسانية عالية وواسعة على صعيد المجتمع البشري، نزعة نصيرة لحقوق المرأة، نزعة تسعى للوقوف بكل الأشكال الممكنة بوجه ظلم النزعة الذكورية، نزعة تفوق الرجال، نزعة معادية للمرأة وتستند الى فكرة واهية الا وهي دونية المرأة. يبين ان وقوف البشرية المتمدنة ضد هذا الشكل من الظلم والتمييز بحق النساء وجنس النساء، ظلم يجيز للرجل ان يقبّل إمرأة دون أخذ شعورها ورغبتها ورضاها بنظر الاعتبار لا لشيء الا لكونه رجل!
عبّر الكثيرون عن سخطهم على الفعل الذي يبعث على الاشمئزاز فعلاً، فمن أعلى المؤسسات الرياضية العالمية والدولية من أمثال الفيفا، الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الاوربي وغيرها التي اصدرت قرارات منع وتجميد عمل لويس روبيالس، علما ان هذه الاتحادات ذات قوانين وقرارات صارمة تجاه مثل هكذا حالات، وبالطبع ان هذه القوانين قد جاءت تحت ضغط الحركة النسوية والمدافعين عن حقوق المرأة وحرياتها، الى لاعبات المنتخب الانكليزي، الفريق الخصم في نهائي كاس العالم للسيدات، وتهديد اللاعبات الاسبانيات الفائزات بالبطولة بالامتناع عن اللعب مجددا للمنتخب الاسباني طالما روبياليس وادارة الاتحاد باقية في مكانها وعشرات الامثلة على ذلك.
ولكن الامر لم يبقى في إطار النساء، إذ قام البعض من لاعبي المنتخب الاسباني للرجال بالاعلان عن عدم اللعب في حالة بقاء رئيس الاتحاد في مكانه، وإستقال الطاقم الفني والاداري والطبي لمنتخب نساء اسبانيا (والذين قسم كبيرهم منهم من الرجال) عن العمل كذلك تضامناً مع اللاعبة. وعبّر العديد من اللاعبين البارزين والكثير من الاندية البارزة من مثل برشلونة عن تضامنهم مع اللاعبة ومنتقدين لروبياليس ومطالبين باستقالته. ان كل هذا يدلل بأوضح الاشكال عن سعة نزعة الكراهية للممارسات والتقاليد البالية المعادية للمرأة على صعيد إجتماعي واسع.
أما الزاوية الاخرى هي الاعلام. إن كل حركة الإعلام تتمحور حول "الترند" و"موضوع الساعة" و"الفضائحيات". ان الاعلام يتسابق للحديث عن هذا الموضوع من زاوية "البزنس"، من زاوية "الخبر" و"السبق الصحفي" وغيرها، وليس من زاوية التصدي للنزعة المتخلفة، النزعة الذكورية وتقاليدها البالية ومعاداتها لحقوق الانسان والمرأة بالذات، أي لم يكن تسابقها على "اخبار فضيحة روبياليس" سوى من زاوية فردية، شخص ذا مكان وموقع مهم، رئيس للاتحاد الاسباني للعبة الاولى في العالم، وقصر الموضوع إجمالاً، وفي المطاف الاخير، على "أفراد" وكأن الامر هي حالات فردية، وليس تقاليد ونزعات موجودة في المجتمع، ناهيك عن شن هجمة على هذه النزعة المقيتة. ان هذا أمر مفهوم، فهي لا تنشد توعية أحد بها، ناهيك عن دعوتهم للتصدي لها ونبذها والارتقاء بوحدتهم وتضامنهم ونضالهم وممارسة الضغط من أجل إنهاء شيء بالي وقبيح من حياة المجتمعات.
إلى الأمام: تحدثت عن النزعة الذكورية على إنها، وللأسف، باقية في كل المجتمعات وحتى المتقدمة منها، هل بوسعكم ان توضحوا للقاريء ماهي تبديات وملامح هذه النزعة في البلدان المقتدمة؟!
فارس محمود: على الرغم من المكاسب التي حققتها المرأة على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية جراء نضالات أجيال من المساواتيين والتحررين (نساءاً ورجالاً وفي مقدمتهم الإشتراكيين)، وعلى الرغم من المساواة الحقوقية والقانونية التي انتزعتها النساء عبر هذا النضال، الا انه لازال هناك تمييز بحق المرأة في مجمل ميادين الحياة، ولازالت بعيدة عن المساواة التامة مع الرجل حتى في الدول المتقدمة.
فعلى الصعيد الاقتصادي، لازالت اجور المرأة أقل من الرجل تجاه الاعمال ذاتها (!)، ولازال نصيب المرأة من الترقيات في الوظائف أقل من الرجل بغض النظر عن المؤهلات والخبرات. كما ان مدخرات المرأة بشكل عام هي اقل من مدخرات الرجل في نهاية الحياة الوظيفية بسبب فارق الأجور والسنوات التي تخسرها في الولادة وتربية الاطفال وسائر الالتزامات العائلية. وتكشف النزعة الذكورية عن نفسها في جعل وظائف معينة وظائف نسائية وإبعاد النساء عن وظائف أخرى.
على الصعيد السياسي فان التمييز يكون اكثر شدة بحيث يكون من الصعب على المرأة بشكل عام حتى ممارسة العمل السياسي. يجدر ذكره انه مرت 232 عام على أول انتخابات رئيس لامريكا (1789)، ولحد الان، لم تتبوأ امرأة منصب رئيس جمهورية "قائدة العالم الحر" (!!)، ما تفسير ذلك؟! هل جورج بوش الابن أو ريغان او ترامب مثلاً هم افضل من النساء، والا توجد بأمريكا نساء افضل منهم؟ انها ليست سوى النزعة الذكورية!
في ديسمبر 2019، حين تشكلت حكومة جديدة في فنلندا برئاسة "سانا مارين"، تحدثت وسائل الاعلام بما نصه "حكومة تقودها نساء .. ورئيستها الاصغر بالعالم" والخ من تعليقات بهذا النمط والشاكلة، نفس الشئ حدث حين مثلت النساء 47% من البرلمان الفنلندي في انتخابات 2007، أورد هذين المثالين من فنلندا لأنها الدولة الاكثر تحقيقا للمساواة بين الجنسين، او ان يمثل النساء ما يقارب نصف اعضاء الحكومة في السويد وغيرها، يتم الحديث فوراً عن السويد هو مجتمع نساء، وجنح خيال البعض بقصص ذهنية تعكس خلفيات متخلفة: في السويد تكون التراتبية بالشكل التالي: النساء أعلى الهرم، يأتي من بعدهم الاطفال وبعدهم الكلاب واخيرا "نحن الرجال" وهذا كلام شائع نوعا ما بالأخص بين اللاجئين!
ولكن السؤال: من الذي قال ان مناصب الدولة يجب ان تكون للرجال؟! ومن الذي قال ان إدارة المؤسسات يجب ان تكون أغلبيتها للرجال وليس للنساء؟! بحيث ينظر الى وجود نسبة ملحوظة نسبياً من النساء في البرلمان او الحكومة او الدوائر كأمر "شاذ" و"غير طبيعي" و"مخالف للعادة والتقليد" والخ. ان محور هذه الرؤية هو ليس الكفاءة والأهلية والقدرة والمهارة وانما جنس الانسان، وهذا محور النزعة الذكورية! وللأسف هذه النظرة باقية وقوية حتى في العالم المتقدم.
وعلى الصعيد الاجتماعي، لازالت معظم مسؤوليات والتزامات المنزل والعمل المنزلي الكثيرة وغير المحدودة على عاتق المرأة بالدرجة الأساس. كما تكشف النزعة الذكورية عن نفسها في التحرش الجنسي. ففي أمريكا مثلا 47% من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في موقع العمل و80% من النساء يتعرضن للتحرش في الشارع. والتحرش والتمييز قد يظهر احيانا على شكل تعليقات ومزاح ونكت "بريئة"!!
ان النزعة الذكورية تكشف عن نفسها بمئات الاشكال الأخرى وتجدها في الف زاوية و زاوية مثل العنف المنزلي، استخدام النساء للدعاية التسويقية، فرض أنواع من الجراحات التجميلية على النساء بسبب الضغط الاجتماعي وعشرات المسائل الأخرى.
الى الامام: ولكن السؤال المطروح هو لماذا هذه النزعة باقية لحد الان ورغم كل هذا النضال العظيم والشاق والطويل الذي قامت وتقوم به الحركة النسوية والتحررين والاشتراكيين؟!
فارس محمود: من المعروف ان التقاليد والاخلاقيات والعلاقات التي تفقد ارضيتها المادية وتفقد مصلحة بقائها عند أحد، تزول. لا يهم أحد الابقاء عليها. وفي تأريخ البشرية الكثير من الظواهر التي اندثرت لا لشيء الا لعدم حاجة المجتمع لها. ولكن بقاء النزعة الذكورية يدلل على ان طرف ما لديه مصلحة في بقاءها. حالها حال الدين والطائفية والعشائرية وغيرها.
ان الطبقة الحاكمة، البرجوازية، لها مصلحة مباشرة في الإبقاء على هذه الظواهر البالية. إنها مهمة في حرف أنظار المجتمع عن الصراع الاساسي، صراع الطبقات، الصراع الطبقي، تعارض مصالح الطبقة العاملة والبرجوازية. انها تسعى الى حرف انظار المجتمع عن المسبب الاساسي للظلم والاضطهاد والتمييز والاستغلال. لإبعاد رؤوس رماح النضال عن الرأسمالية، تعرض النزعة الذكورية الامر على ان الامر هو نضال مبني على جنس الانسان. انها تنشد طرح وترسيخ رسالة مفادها ان الصراع ليس صراع طبقات وانما صراع جنسي، وفي مكان اخر صراع حضارات، صراع أقوام، أديان وطوائف وعشائر والخ. كل هذا من اجل إيهام وتضليل العامل والمرأة والتحرري عن حقيقة المسبب وخالق هذه الوضعية.
ولكن مصلحة الراسمالية واضحة بهذا الصدد. فتقسيم البشر على اساس الجنس في ميدان الانتاج يفتح ايادي الراسمالي لجذب النساء للعمل باجور اقل من الرجل في مرحلة "الازدهار"، إن بقت مرحلة إزدهار في حياتها، وبالتالي، يزيد ربحية الراسمالي، كما أن اجور اقل للنساء مقارنة بالرجال يعني تخفيض الوضع الاقتصادي للطبقة العاملة ككل، او في حالة الطرد من العمل في حالة الفائض، يخلق جيش احتياط ضاغط على العمال العاملين، وبالتالي يخفض أجور الطبقة العاملة ككل، وليس أفضل من النزعة الذكورية بيد الرأسمالي لدعم هذه العملية وهذه الاهداف ككل لصالح أرباحه وجشعه. ان ابقاء النزعة الذكورية وظلم المرأة هو نعمة للراسمال والراسمالية.
استطاعت البرجوازية بوسائل اعلامها ومؤسساتها الدعائية ومكاتبها "الفكرية" و"الاكاديمية" سيئة الصيت للاسف في اشاعة مثل هذه الاوهام وعمقتها ووضعت غشاوة كبيرة على عقول وعيون البشر من رؤية حقيقة الامر. ان الخطوة الاولى للتخلص من النزعة الذكورية هو فضح مكانتها الواقعية وضرورتها للنظام الراسمالي وتوعية الطبقة العاملة والجماهير المحرومة بأهداف هذه النزعة والدعاية والنضال من أجل عالم مفعم بالحرية والمساواة بشكل عام والمساواة التامة بين المرأة والرجل بهذا الخصوص.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب (القسم الثاني والاخير)
- (حول حرق القرآن في السويد)! حرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب: (الجزء الاول)
- انتخابات تركيا: صراع فاشيتين إسلامية-قومية وقومية-أتاتوركية!
- بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظل ...
- حول العشائرية.... وحمامات الدم في مدن العراق!
- مكاسب انتفاضة جماهير ايران!
- حول سمات هبّة جماهير ايران
- شكرا لكم -لطفكم-، ولكن لتكف اياديكم عن النساء!
- كيف أطاح نضال المرأة في إيران، بـ-صروح- نظرية بالية؟!
- ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!
- ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية ...
- إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
- صور أفلتت كل هذه العفونة!
- حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
- بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
- -قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
- تكتيك مفضوح!
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!


المزيد.....




- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!