هل الصراع طائفي ؟؟

صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 10:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتساءل البعض متعجبا ، عن أسباب الاقتتال اليومي ، المرعب الذي يجتاح كل جميل في حياتنا ، ، ويستغربون ان يكون للطوائف ذلك التناحر العجيب ، في بلد الحضارات المتعددة ، بلاد بابل وأشور وأكد ، والوطن الذي عاشت به جماعات مختلفة ،،،عرقيا ودينيا ومذهبيا ، منذ آلاف السنين في تالف وتمازج ، استطاعوا ان يحرزوا الانتصارات على أعدائهم ، وان يحققوا المكاسب من اجل خير الإنسان ،، وسعادته
يستغرب من لا يعرف العراق ، ان يحدث التناحر الطائفي بهذه الحدة ، وهذا الشكل الغريب من الشراسة ، في بقعة من العالم عرفت التعاون ، والتراحم والألفة بين البشر ،فهل ان ما يجري بالعراق ، له أسباب طائفية فقط ؟ وكيف غابت الأسباب السياسية عن عيون المتابع الدقيق ؟؟
لماذا تحرص العصابات المسلحة ،، على اغتيال كل شخص يحمل فكرا نيرا ، وعقلا مستنيرا ، ورأيا جميلا عن الناس والحياة ، لماذا يجبر الآلاف من خيرة أصحاب العقول المفكرة على مغادرة العراق ، والا أردوهم قتلى ، لماذا نزح الآلاف من حملة الشهادات الراقية ،، من ارض الرافدين ، الى بلاد الجوار ، او إحدى البلدان البعيدة سعيا الى الأمن ، وإنقاذ نفوسهم من هذا الجحيم المستعر ، لماذا تخلو بلاد الرافدين من الأطباء المهرة ، والعلماء المبتكرين ، والعقول الناضجة ، وأصحاب الأفكار الساعية الى بناء الوطن الحبيب ، لماذا يحارب العراق بتاريخه المجيد ، وتراثه العطر ، وبضالات أبنائه الشجعان من اجل حياة أفضل ، لماذا يرغم الأساتذة على مغادرة ميادين العلم والاجتهاد ، من المستفيد ان يعيش العراق بهذا الرعب المستمر ؟؟ ، بانعدام وسائل الحياة الآمنة ، وخلو الضرورات ، من المستفيد ان يظل العراقي مرعوبا طوال يومه ، يتمنى ان يناله الموت ،،قبل ان يغيب أحبابه ويقضي على أعزائه ، يريدون ان يكون العراق خلوا من الكفاءات ، وفي كل الميادين ، يحبون ان يبدو للعالم ان السنة والشيعة ،، في العراق يتصارعان من اجل أشياء قديمة لا فائدة بها في العصر الحديث ، يرغبون ان يقتلوا أصحاب العقول المفكرة ، ليظل العراق يعبث به الجهلة ،،، عصابات مسلحة تقتل من اجل القتل ، ومن اجل القضاء على كل عناصر الجمال في حياتنا المعاصرة ، قتال سياسي لقتل الروح العراقية الوثابة ، يلبسونه لباسا طائفيا ، ولكنها نفس الأيدي الآثمة تقتل شيعة في هذه المنطقة ،ثم تذهب لتغتال سنة في منطقة أخرى ، ويظن البعض ان السنة والشيعة في العراق يتصارعون ، وتنطلي هذه الأكذوبة على عديمي التفكير السليم ، وان لمن يهمه العراق وشعبه ،،، ان يفكر مليا في سبل الخلاص ،، من هذا الاقتتال الذي أحال الحياة الى جحيم ،،لايمكن الاستمرار في تحمله ، فالى متى أيها العاقلون ، يقتل العراقيون بالآلاف ، وفي سبيل مصلحة من تراق الدماء الزكية الطاهرة ، ولماذا يظل العراق مبتلى بهذه الحرب الطويلة التي لا منتصر فيها الا أعداء الإنسانية والطغاة ،، اما ان للعراقيين ان يوحدوا صفوفهم

#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل