أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - من يوميات امرأة محاصرة














المزيد.....

من يوميات امرأة محاصرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استيقظت مبكرة هذا الصباح ، لم استطع النوم الليلة الماضية ، الحرارة لا تطاق ، والكهرباء تنقطع لساعات طويلة من النهار ، وكل الليل ، يبدو أنهم يظنون إننا لسنا بحاجة الى تلك الكهرباء النزيرة ليلا ، لأننا سوف يأخذنا سلطان الكرى بين أحضانه الدافئة ، حين نضع رؤوسنا المنهكة ، على الوسادات ، التي تحضننا بابتهاج قل نظيره ، وإننا من شدة ابتهاجنا ، من انتصارات يومنا ، وافراحه ، سوف نبعد ملك السهاد ، ان ياتي لقلوبنا المطفأة ، حاولت ان احرك بعض النسمات اللطيفة ، علها تعينني على جلب بعض لحظات النوم الهانئة الى جفوني ، ولكن عبثا ، البق اللعين يرى الفرصة الذهبية له كي ينطلق ، ليداعب وجوهنا وأجسادنا ، بقبلاته المتكررة ، أحاول ان أتلافى تلك القبلات من ان تضع رحالها على جسدي المنهك ، لكن جميع محاولاتي تذهب أدراج الرياح ، البق في منطقتنا ، معروف بقدرة عجيبة على مداعبة وجناتنا واذرعنا واقدامنا ، وهو مشهور انه يتمتع بإصرار يدعو للدهشة ، أملت وكما في كل مرة ، ان اخفف ذلك الحر الخانق الذي يطرد سلطان النوم عني ، ويجعله يحيا دائما وهو في خشية ان يقترب من أجفاني ، جررت أقدامي المتعبة ، من عناء العمل المتواصل أثناء النهار ، وذهبت حالمة ان اجد بعض قطرات الماء ، علها تخفف من شدة الهجير الذي أعاني من وطأته هذه المساءات ـ وجدت صنبور الماء ، يابسا جافا ، وكأنه لم يعرف يوما ، ما معنى ماء ، ولم يمر من خلاله ، ذلك السائل العجيب ، والحبيب ، والذي لا يمكن ان نصبر على بعاده ، من شدة العشق والهيام ، سمعت بعض العبارات من جارتي ، القريبة الى نفسي ، والتي عشت وإياها بعلاقة صداقة طويلة ، استمرت أعواما ، كنت أتقاسم واياها لحظات سروري ، وأيام حزني ومرارتي ، فكرت ان أسالها ان تمدني ببعض قطرات من الماء الشهي اللذيذ ، لأبدد به عطشي ، وأسكب منه بعض القطرات ، لتنعش جسدي ، الذي تآلفت عليه جيوش البعوض تلك الليلة المقمرة الطويلة ، وانا من شدة لهفتي ، للحصول على طلبي ، لم أفكر بالحالة الجديدة ، والتي ما أزال غير قادرة على استيعابها ، حتى هذه اللحظة ، ان جارتي ، والتي هي صديقتي ، لا يمكنني ان اذهب اليها ، فكيف أتمكن من ان استجدي منها بعض قطرات الماء التي أصبحت من الأحلام ، البعيدة عن المنال، والتي تعتبر من اكبر المستحيلات ، نسيت ان حينا والحي الذي تسكن به جارتي ، متحاربان ، ما ان يجرؤ احد سكان الحيين على الاقتراب من منطقة الحي الآخر ، حتى تسمع صوت الرصاص يلعلع ، راغبا في استئصال حياته ، فكرت أنها صديقتي ، ومن المنطقي والمعقول ان تنجدني ، في هذه الليلة الليلاء ، وتحقق طلبي ، ولكني بعد هنيئة من التفكير ، اتضح لي انها غير قادرة على تقديم العون لي ، كما أنني عاجزة ، على ان امد لها يد المساعدة ، بقيت تلك الرغبة ، مكبوتة ، في أعماق قلبي ، دون ان اتمكن من تحقيقها ، وبقيت ساكنة مقموعة ، ككل الرغبات ، المجهضة ، التي لم اتمكن من الوفاء بها وإخراجها الى النور
بقيت ساعات من الليل ، لا تريد ان تغادر ني ، ماذا يمكنني ان افعل ؟ لأنال قسطا من الراحة ، لأتمكن من النهوض نشيطة لممارسة عملي المعتاد ، ككل يوم ، فكرت ان أبدد تلك الساعات المتبقية ،، من ليلتي تلك بالقراءة ، نهضت من فراشي ، وأحببت ان أودع البق ،، الى غير رجعة ، وما ان خطوت عدة خطوات باتجاه الغرفة التي وضعت بها مكتبتي ، حتى تذكرت حقيقة ، تناسيتها في غمرة مشاغلي وتمنياتي ، كيف يمكنني القراءة والكهرباء مقطوعة تلك الليلة ، فكرت وفكرت طويلا ، لأريح جسدي المهدود ، وفكري المتعب ، وما أزال في تفكيري المضني ، ورغبتي المستحيلة ، حتى رأيت نورا ،، قد انبثق من النافذة ، أدركت ان الفجر ، يدق علينا الباب : ( هيا استفيقوا أيها الناس ، حان وقت العمل ) نهضت من فراشي ، وأسرعت الى المطبخ كي أجهز بعض اللقيمات تعينني على ابتداء يوم جديد



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف
- عد يا حبيبي
- الكلمة فعل
- صراع : قصة قصيرة
- رسالة الى حبيب بعيد
- لم تشكو ؟؟؟
- التوافق بين الزوجين
- تشابه واختلاف : قصة قصيرة
- تمنيات
- حركات المراة للتحرر
- لماذا تكتب المرأة ؟؟؟
- لماذا تتحمل النساء سوء المعاملة ؟؟
- الطيبون للطيبات
- كل شيء متهم
- من يوميات عظم : قصة قصيرة
- القناعة كنز لايفنى
- من أطفأ شعلة تموز ؟؟
- تاثير الهجران الزوجي على الاولاد
- لنبتسم
- جاذبية الكتاب المطبوع


المزيد.....




- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...
- الشهادة السابعة من حملة #مش_طبيعة_المهنة
- لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - من يوميات امرأة محاصرة