أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - صراع : قصة قصيرة














المزيد.....

صراع : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


أنت في دوامة ، تفكرين في الخروج من الأزمة التي تكتوين بنارها ، دهورا من المعاناة والألم ،كثرت مصاعبك وتناسلت ، وهو قد سافر بعيدا تاركا إياك ، وحيدة كلل السواد أيامك وقضى على فرحتها ، لمن تلجئين ؟؟ ومن يمكنه ان يخفف عنك الألم والشعور القاسي بالظلم الذي يصحبك دائما ، لاسند يقف بجانبك ، ليعينك ، يمد لك يده مؤازرا ، يسمعك كلمة تأييد ، يتضامن مع آلامك ، بابتسامة واثقة ، تبدد ما الم بك من ظلم ، ويخفف ما حل بك من قهر ، وما استبد من ظلام ، ويمسح بيده الحانية على راسك المتعب المحروم ، فيشعرك بالراحة ،،، رحل هو مبتعدا عن هذا الخضم الهائل ، وكنت تظنينه بلسما يشفي جراحك ، مصاعب كل شهر تتكرر ، ولا تجدين لها أملا للحل ، طلبات عديدة عليك القيام بها ، من واجبك تسديدها ، وأنت لا تملكين الا راتبك الضئيل ، الذي يتبخر بداية الشهر
تفكرين وتفكرين في نهاية ، لازمتك المستعصية ، يبدو الا حل لها قريب ،، حلقة مفرغة تدورين بها ،، من يمكنه ان ينتشلك من هذا الألم ؟؟ ويساعدك في التخفيف من جحيم الفاقة التي أحاطت بك ..
لم تعتادي ان تمدي يدك لمخلوق ، أنت أبية دائما ، ولكن ما الذي يفيدك هذا الكبرياء الشامخ ؟؟ والإحساس الكبير بالكرامة ، وأنت مغمورة بحرمان دائم ،، كلماته القليلة ، تظل حافزا يحدوك الى الاحتفاظ بهذا السمو ، الذي يمنح أيامك القا كاد ان يهرب
- عشرون ألف دولار ،، أضعها أمانة بين يديك ، لتسليمها الى ابنتي سعاد
صراع دائم تكتوين بناره ، أمور كثيرة يطلبونها منك ، تعدينهم بالتنفيذ ،، لبيكم ،، سأمنحكم ما تريدون نهاية الشهر ،، أنت واثقة انه لا قدرة لك على الوفاء بوعودك ، راتبك الضئيل يكاد يعجز عن تسديد الضرورات ..
الحل بيدك ،، لماذا أنت حائرة مترددة ؟؟ والله قد أرسل لك من ينقذك من هذا الضنك
- سعاد ستقيم عملية لها في العين اليمنى ، بناء على نصح الطبيب
كل شهر تتكرر الطلبات ، قوائم طويلة عليك تسديدها ، مبلغ الإيجار ،، مبلغ للكهرباء ،، مبلغ للماء ،، مبلغ مأكولات ،، مبلغ مشروبات ، أقساط مدارس الأولاد ، ملابس ، قوائم طويلة من نقود ، من أين لك بها ؟؟ تقفين عند هذا الحد ،،لا تملكين القدرة على إنهاء قراءة اللائحة ، ابنتك تريد عيادة طبيب الأسنان ، ابنك يرغب بالسفر مع الأصدقاء ، كلهم يسافرون يا أمي ،،
وأنت من يقوم بالسهر على راحتك من عناء هذا التعب المتواصل الأليم ؟؟ ولا أمل في شفاء قريب من العوز الأزلي الذي لازمك منذ ان عرفته وحل بدارك ،، هرب بجلده بعيدا ،، وتركك تعانين المصاعب جبالا ترهق نفسك ، أأنت جبل سيدتي ؟؟؟ من يمكن ان يقف بجانبك ؟؟ ويعينك على التخلص من الديون الثقيلة ، وهذا القلق الكبير ؟؟ أنت وحدك ، هرب الآخر ، تركك غريبة في هذا العالم ، أولاد ، ما زالوا صغارا ، لم يعرفوا بعد طعم المعاناة ، ان تعمل وتجتهد ، وتكون عاجزا عن الوفاء بحاجات أسرتك
- لا أثق الا بك ، عشرون ألف دولار ، حددها الطبيب لإجراء العملية
راتبك المتدني القليل ، لا يسد متطلبات الأولاد ، صاحب المنزل القفص الذي تقطنين ، يأتيك في اليوم الأول ، أقساط طويلة ، عليك تسديدها
- سعاد في رعايتك ، بعد ستة شهور ، تجرى لها العملية
الديون تتراكم ، أنت في صراع دائم ، لم تعرفي الخيانة ،طوال حياتك القاسية ، التي شهدتها معه ، أذاقك السم زعافا ، وهرب بعيدا ، أنت وحيدة تناضلين ، جيوشا هائلة من جنود الفقر ، والفاقة ، والترمل
أولاد صغار ، ما زالوا جاهلين مدى تعبك ، من يعلمهم انك تعملين ساعات النهار ، والليل ، لتوفير ما يحتاجون اليه من أشياء ،،
- عشرون ألف دولار تنقذ ابنتي من العمى ، ولا أثق الا بك
مبلغ سينقذك من الفاقة ، يمنح أيامك ابتسامتها الغائبة ، يعيد الفرح المسلوب الى نفوس أبنائك ، فارقتهم البهجة ، حين ولى هاربا الى مكان بعيد ، وتركك تجابهين العالم
-لم تعد الثقة تملأ النفوس كما كانت
أنت في فاقة كبيرة ، تعملين طوال النهار ، وجزءا من الليل ، دون ان يبالي بك احد ، أولادك ،، لم يفهموا ما تعانينه من تعب ومشقة ،، المبلغ الذي بعثه الله لك يخفف عنك ضائقتك ، الأيام أمامك ، اجتهدي ، وجهزي المبلغ لإجراء العملية ، احسبيه دينا عليك ، وسدديه في الوقت المناسب
الخيانة ليست من صفاتك ، وقد عشت بمنأى عن الغدر ، والسطو على حقوق الآخرين
تعود الابتسامة الى ثغرك ، سيدتي ، أنت أهل للثقة ، وسوف تظلين أهلا


صبيحة شبر
14 تموز 2006



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى حبيب بعيد
- لم تشكو ؟؟؟
- التوافق بين الزوجين
- تشابه واختلاف : قصة قصيرة
- تمنيات
- حركات المراة للتحرر
- لماذا تكتب المرأة ؟؟؟
- لماذا تتحمل النساء سوء المعاملة ؟؟
- الطيبون للطيبات
- كل شيء متهم
- من يوميات عظم : قصة قصيرة
- القناعة كنز لايفنى
- من أطفأ شعلة تموز ؟؟
- تاثير الهجران الزوجي على الاولاد
- لنبتسم
- جاذبية الكتاب المطبوع
- اشتياق
- يوم لك ويوم علينا
- مناجاة
- المراة في سورة البقرة


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - صراع : قصة قصيرة