محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 23:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا أعلم مقدار العهر والفجر اللازمين للمرء ليتحول لمسخ يؤمن أن قتل الأطفال والنساء جائز على المشاع، وأنه من الأسباب المؤدية لملك المسيح على الأرض.
فكل الأفكار - بشرية كانت أو ربانية - وأعيد التأكيد : " البشرية " لأن ما سواها من تبريرات لا تنتمي إلى البشر بأي حال من الأحوال، بل هي لجماعة من حثالة المخلوقات لم يرتقوا حتى لأدنى مرتبة من مراتب المخلوقات العجماء التي لا تنطق.
إن شرعة المولى كما سماه أبونا إبراهيم في تكوين 18 هي حرمة الدم. فقد فتحت الأرض فاها لتبلع دم هابيل البار لاعنةً لمن أسال الدم الزكي.
وكانت وصية الرب لنوح بعد الطوفان أن يحترزوا من دماء بعضهم البعض. فإنه هو نفسه المقتص الطالب لدم الإنسان من كل من سفكه حيواناً كان أو إنساناً.
ولا أعلم على مدى العصور في ديانة ما من أباح التقتيل لأمة بدون ذنب أو جريرة أو قضاء إلهي محدد سوى في هذا العصر الذي انبرى فيه بعض من تسموا باسم المسيح، وارتدوا زي المسيانيين وزعموا أن نصرة إسرائيل الدولة هو نصرة لرب المجد يسوع المسيح، وتهيئة لأسباب مجيئه المهوب المخوف المملوء مجداً.
ناسين أو متناسين بسبب الثأر القائم بينهم وبين أتباع الدين المحمدي الهمجي أنه تبارك اسمه لا يجلس على عرش من الجماجم المطحونة والرقاب المفصولة ولا يسبح القدوس في لجج من الدماء الحرام.
الذين يقولون بالملك الألفي الحرفي لم يقولوا أبداً في أطروحتهم هذا، وفصلوا تماماً بين إسرائيل الشعب وإسرائيل الدولة، وعلموا تمام العلم أن رجوع إسرائيل للرب شرط لملكه، وأن ما يحدث الآن ما هو إلا بداية لتأديب قاس مرير ينتهي بدكها وقتل بنيها وبناتها، وعندما تعود البقية الباقية من إسرائيل له يأتي ليردهم إليه ويعيدهم لمحضره.
أيها الزاعمون أن المسيح إله دموي :
ترفقوا بمن رفع الإنسان إلى عليين حينما قدم نفسه فداءً عنه على عود الصليب فأعلن أن هذا الكائن هو أحب الكائنات إليه وأقربهم لقلبه فأخذ الذي له وأعطاه الذي له.
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟