أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس في كتابات الأسيرات والأسرى3














المزيد.....

القدس في كتابات الأسيرات والأسرى3


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 13:39
المحور: الادب والفن
    


القدس حاضنة المناضلين
كان فائق ورّاد الذي تفتّحت عيناه على الحياة قبل اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى في العام 1936 بعشر سنوات، قد بدأ بحسه الفطري السليم يتلمس مظاهر الفقر والبؤس والتخلف في قريته، التي تشترك في ذلك مع بقية قرى الريف الفلسطيني. وبدأ في الوقت ذاته يتعرف على ما يحيط به من ظواهر عامة، مثّلت الثورة الفلسطينية آنذاك واحدة من أبرزها وأكثرها حسماً في حياته. فثمة عدم استقرار في البلاد، وثمة هجرة وانتداب ونزوع فلسطيني إلى الحرية والاستقلال.
وكان فائق ورّاد في تلك الفترة تلميذًا على مقاعد الدراسة. وقد هيأ له تفوقه وذكاؤه، الانتقال إلى القدس للدراسة في مدرستها الشهيرة: الرشيدية الثانوية، التي عملت فيها نخبة من أبرز المدرّسين الفلسطينيين، وكان في عدادهم أدباء ومثقفون.
أقام فائق ورّاد في القدس وهو تلميذ في مدرستها، أربع سنوات، نقلته من بساطة الريف إلى فضاء واسع متعدد الآفاق، حيث المعرفة والعلاقات المتشابكة المفضية إلى وعي حديث. كانت القدس ويافا وحيفا وغيرها من المدن الفلسطينية، تشهد انطلاقة أكيدة نحو الحداثة والعصرنة رغم ما يخططه لها الصهاينة والانكليز من مصير مشؤوم. وكان المنوّرون الفلسطينيون في حقول الثقافة والأدب والفن والصحافة والعلوم والتربية والتعليم، يواصلون جهودهم لوضع مجتمعهم في قلب العصر ومستجداته التي لا بد منها. وكانت عصبة التحرر الوطني في فلسطين هي التعبير الأكثر اكتمالاً آنذاك عن الحداثة الفلسطينية في حقل السياسة، وعن هموم الشعب الفلسطيني وتطلعاته.
فائق وراد الذي أمضى ثماني سنوات في سجن الجفر الصحراوي قبل هزيمة حزيران 1967 كان من أوائل المبعدين الفلسطينيين من الأرض المحتلة إلى الأردن جراء نشاطه السياسي ضد الاحتلال، وقد كتب عن تجربته النضالية في مذكراته التي صدرت في كتاب عام 2005، وفي الكتاب إشادة بالقدس التي كانت فيها مراكز للتنوير الفكري والسياسي والثقافي، تأثر بها وأخذته إلى طريق النضال الوطني التقدمي الطويل.
***
وكان المناضل المقدسي نعيم الأشهب من أوائل المعتقلين في السجون الإسرائيلية بعد هزيمة حزيران 1967 حيث اعتقل إداريًا عام 1968، وفي عام 2009 نشر سيرته الذاتية في كتاب موسوم ب "دروب الألم.. دروب الأمل" تطرق فيه إلى قضايا كثيرة من بينها علاقته بمدينة القدس ونضاله مع رفاقه وجماهير شعبه من أجل تحررها من المحتلين الإسرائيليين، كان أهل المدينة في الأسابيع الأولى للاحتلال يتلمّسون طريقهم نحو الصمود والتصدي لعسف المحتلين. وها هو نعيم الأشهب يصف أول اعتقال له حين كان مقيمًا في بيت سري في المدينة، يقول:
"كان ذلك يوم 07/01/1968، إذ بينما كنت متوجهًا من بيتي السرّي، صاعدًا بمحاذاة حائط الكلية الرشيدية، في طريقي إلى شارع الزهراء، وإذا بشاب عملاق كالمصارعين أسمر البشرة مجعد الشعر، يبدو أنه من أصول مصرية، يعترضني ويبرز بطاقته إليّ، باعتباره من رجال الأمن الإسرائيلي، وعلى الفور انتزع من وسطه "كلبشات" يريد تكبيل يدي، فقلت له: "أنا لست لصًّا وأرفض تكبيل يدي"، فقال: "لا بأس، انتظر".ص200
بعد ذلك يسرد نعيم الأشهب كيف تخلّص من منشورات كان يحملها في جيب معطفه، وكيف حاول الفرار من الاعتقال، لكن رجل الأمن طارده وهو يشهر مسدسه حتى ألقى القبض عليه من جديد، ليتم توقيفه إداريّا ستة أشهر يطلق سراحه بعدها على أن يقوم "بإثبات الوجود مرتين يوميًّا في مركز الشرطة وعدم مغادرة البيت من غروب الشمس حتى شروقها"ص209
ثم يجري اعتقاله من جديد، يقول: "اقتربت ذكرى وعد بلفور المشوؤم، ووجدناها فرصة جديدة لتعبئة شعور المواطنين ضد الاحتلال. وهكذا، شرعنا نستعد لإضراب على نطاق البلاد، وبمشاركة جميع القوى المستعدة لهذه المعركة. وعصر الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر1968، وعقب توزيع المنشور الداعي للإضراب، ذهبت لإثبات الوجود كالعادة في مركز القشلاق، لكنهم احتجزوني، ودون تحقيق هذه المرة، حولوني إلى مركز التحقيق في المسكوبية" ص212/213
جرّب نعيم الأشهب مرارة السجون الإسرائيلية في المسكوبية والرملة وشطّة والدامون جراء نضاله ضد الاحتلال، ثم أبعد من داخل السجن يوم السابع عشر من آب 1971، وبقي في المنفى اثنين وعشرين عامًا عاد بعدها إلى القدس مع الفوج الثاني من المبعدين العائدين بتاريخ الثالث من أيار 1993.
تبدو القدس هنا ملازمة لنضالات أبنائها، وهم لا يطيقون فراقها إلا مكرهين.
يتبع...



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في كتابات الأسيرات والأسرى2
- القدس في كتابات الأسيرات والأسرى
- تحية وسؤال
- للحلم بقية/ مجموعة قصصية للأسير سائد سلامة
- رواية وليد أبو بكر: العدوى... دفاع عن الأمل ضد اليأس
- على هامش الحرب الأخيرة2
- عن كتاب محمود شقير: غسان كنفاني... إلى الأبد/ بقلم: سعيد مضي ...
- القدس وحدها هناك/ لا شيء في القلب غير القدس/ للكاتب محمود شق ...
- عن كتابين لمحمود شقير/ على خطى سندباد مقدسي/ د. بروين حبيب
- تأملات على هامش الحرب
- اسمها سكينة/ ثلاث قصص قصيرة جدًّا
- قصص قصيرة جدًّا
- محمود شقير بين القص الساخر والقصة الومضة/ د. اعتدال عثمان
- رواية جبينة والشاطر حسن والعودة إلى الطبيعة
- مدن فاتنة وهواء طائش/ ظلال مدينة أخرى
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيام متعاقبة
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيوا البحث عن إيقاع ما
- مدن فاتنة وهواء طائش/ يوم الورود في أمستردام
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيام هادئة في مولدي
- مدن فاتنة وهواء طائش/ رام الله التي هناك


المزيد.....




- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس في كتابات الأسيرات والأسرى3