أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس في كتابات الأسيرات والأسرى2














المزيد.....

القدس في كتابات الأسيرات والأسرى2


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


ب
للقدس المهددة بخطر التهويد والأسرلة علاقة بعدد لا يستهان به من هذه النتاجات الأدبية لعلها بذلك تحافظ على صورة المدينة في أذهان الشعوب العربية وفي أذهان المسلمين والمسيحيين أينما كانوا، لأنها مهد الديانات السماوية، ويفترض أن يحميها المؤمنون بها وبجوهر رسالتها الإنسانية من خطر التهويد الذي يتطاول على طبيعة المدينة وعلى تاريخها العريق بوصفها مدينة فلسطينية خالصة القسمات مكتملة الصفات.
وللأسف؛ فإن القدس في المخيال الجمعي لشعوب أوروبا وأميركا الشمالية يجري التعاطي معها بصفتها مدينة يهودية، وذلك بتأثير نصوص التوراة وبسبب الدعاية الصهيونية التي تسندها كتابات أدبية وقصص وروايات غير قليلة.
عبرت عن ذلك اللبس الشاعرة فدوى طوقان، أم الشعر الفلسطيني على رأي محمود درويش، في قصيدة كتبتها قبل هزيمة حزيران 1967 وصفت فيها حوارًا دار بينها وبين مواطن بريطاني فيما كانت تتمشى على ضفاف نهر التايمز في لندن، قال لها:
-طقس كئيب وسماؤنا أبدًا ضبابية
من أين؟ إسبانية؟
- أنا من روابي القدس
وطنِ السنا والشمس.
-يا، يا.. عرفت؛ إذًا يهودية.
-يا طعنة أهوت على كبدي صمَّاءَ وحشية.
بعد ذلك بسنوات؛ التقى الروائي العراقي علي بدر في أحد المؤتمرات الكاتب الإسرائيلي عاموس عوز، الذي تباهى بأن الأدباء الإسرائيليين كتبوا مئة رواية عن القدس، فكم عدد الروايات التي كتبها الأدباء الفلسطينيون والعرب عنها؟
استفزَّ هذا السؤال علي بدر فراح يجمع معلومات خاصة بالقدس قبل أن يزورها، وكتب روايته: "مصابيح أورشليم". وكتب عرب آخرون روايات عن القدس، مثلما كتب روائيون فلسطينيون وروائيات عددًا غير قليل من الروايات عن المدينة.
ج
سأحاول في هذه المقالة متابعة ما كتبه أسرى وأسيرات عن القدس، حين خرجوا من الأسر أو وهم ما زالوا في الأسر، ولست أدعي أنني ملمٌّ بكل ما صدر من روايات، وسأكتفي بالإشارة إلى روايات أتيح لي أن أقرأها لأسرى ما زالوا يقبعون في ظلام السجون الإسرائيلية، أو روايات وسير ذاتية وشهادات ويوميات كتبها أسرى وأسيرات بعد الخروج من السجن، وكانت القدس مذكورة فيها على هذا النحو أو ذاك، وأرجو أن تكون هذه المقالة مدخلًا أو حافزًا لدراسات ينهض بها نقاد أو دارسون.
ويبدو لي أنه ليس من السهل ممارسة الكتابة الإبداعية من دون التفاعل مع نبض الحياة اليومية.
لذلك تبدو على قدر من الإدهاش تلك الكتابات الإبداعية التي يكتبها الأسرى الفلسطينيون وهم داخل السجون. ولعلنا نلاحظ أن مادة الكتابة تتمّ إما اعتمادًا على الذاكرة التي تستدعي وقائع وتفاصيل عايشها الأسير وهو خارج السجن؛ وإما اعتمادًا على التاريخ أو على قراءات الأسير داخل السجن؛ وقيامه بالتناص مع هذه القراءات.
وبالطبع؛ تشكل المعاناة داخل السجن وقهر السجان، وتبادل الخبرات والتجارب بين الأسرى أنفسهم؛ وزيارات الأهل ومتابعة نضالات الشعب وأحوال الناس في الخارج مادة للكتابة.
لكنّ رتابة الحياة داخل السجن وتشابه الأيام والشهور لا تشكل حافزًا ملحًّا للإبداع، وهنا تتجلّى قدرات المبدعين من الأسرى والأسيرات حيث يصبح الإبداع نفسه عنصرًا من عناصر تحدّي السجن والسجان، وكذلك التشبّث بالحياة والأمل في المستقبل.
ولربّما كانت الكتابات الفكرية والسياسية ووصف تجربة الاعتقال التي مارسها ويمارسها أسرى من أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وأحمد قطامش أكثر طواعية من الكتابات الإبداعية؛ لأنها تعتمد في الأساس على المخزون الفكري والسياسي، وعلى التجربة الحية للأسير أثناء المعاناة من السجن والسجان، من دون أن نستهين بالطبع بالجهود المبذولة في هذا النوع من الكتابات المهمة.
يتبع...



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في كتابات الأسيرات والأسرى
- تحية وسؤال
- للحلم بقية/ مجموعة قصصية للأسير سائد سلامة
- رواية وليد أبو بكر: العدوى... دفاع عن الأمل ضد اليأس
- على هامش الحرب الأخيرة2
- عن كتاب محمود شقير: غسان كنفاني... إلى الأبد/ بقلم: سعيد مضي ...
- القدس وحدها هناك/ لا شيء في القلب غير القدس/ للكاتب محمود شق ...
- عن كتابين لمحمود شقير/ على خطى سندباد مقدسي/ د. بروين حبيب
- تأملات على هامش الحرب
- اسمها سكينة/ ثلاث قصص قصيرة جدًّا
- قصص قصيرة جدًّا
- محمود شقير بين القص الساخر والقصة الومضة/ د. اعتدال عثمان
- رواية جبينة والشاطر حسن والعودة إلى الطبيعة
- مدن فاتنة وهواء طائش/ ظلال مدينة أخرى
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيام متعاقبة
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيوا البحث عن إيقاع ما
- مدن فاتنة وهواء طائش/ يوم الورود في أمستردام
- مدن فاتنة وهواء طائش/ أيام هادئة في مولدي
- مدن فاتنة وهواء طائش/ رام الله التي هناك
- قالت لنا القدس/ شهادة: أنا والمدينة18


المزيد.....




- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس في كتابات الأسيرات والأسرى2