أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد















المزيد.....

بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 . من الضروري أن نقر أولا ، أنه ليس من أجماع في تأويل أو سبب محدد وموضح ل" تفسير الآيات القرآنية " ، فالكل يدلي بدلوه وفق مذهبه وفرقته ومرجعيته .. ، وذلك لأن الرسول ذاته ، لم يفسر القرآن / سور وآيات ، ألا القليل منها ، وقد قال د . علي جمعة - مفتي جمهورية مصر السابق ، بهذا الصدد ، التالي ( إن القرآن الكريم لم يفسر كله على عهد رسول الله ، وإنما فسر لهم النبي بعض الآيات التي أشكلت عليهم ، وبلغت نحو 200 آية فقط . وأضاف جمعة خلال لقائه ببرنامج « والله أعلم » ، أنه لو فسر الرسول القرآن لن نحيد عنه وسيكون كلامًا نهائيًا لا اجتهاد في تفسيره مرة أخرى / . نقل من موقع الجمهورية ) ، ولا بد لنا أن نبين الآتي : هل من وثيقة تؤكد أن الرسول قد فسر 200 آية فقط ، علما أن عدد آيات القرآن ، أكثر من هذا العدد بكثير ، وأصلا غير متفق على عددها ، ومن موقع / موضوع ، أنقل التالي بصدد عدد آيات القرآن ( اتّفق العلماء على أنَّ عدد آيات القرآن 6200 آية ، لكن تعدّدت آراؤهم ، فقالوا : 6204 آية ، ومنهم من قال : 6214 آية ، ومنهم من قال : 6225 آية ، ومنهم من قال 6236 آية .. ) .
* أي أن الرسول لم يفسر ألا اليسير منها ، وبقى جلها دون أي تفسير - عرضة للأجتهاد ، هذا أذا تأكد قول المفتي ! .

2 . وحتى صحابة الرسول ، لم يكن لهم القدرة الفقهية ، على تفسير بعض الآيات القرآنية ، مثلا ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا / 31 سورة عبس ) ، فقد جاء في موقع / القرآن ، بصددها { وفاكهة ( يريد ألوان الفواكه ( وأبا ( يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس ، مما يأكله الأنعام والدواب ).. ومثله عن قتادة ، قال : الفاكهة لكم والأب لأنعامكم } . ولكن الصحابة قد عصي عليهم التفسير ، بينما فسره الاخرون . { وروي عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله : " وفاكهة وأبا " فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم . وروى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال : كل هذا قد عرفنا فما الأب ؟ ثم رفض عصا كانت بيده وقال : هذا والله" لعمر الله التكلف " ، وما عليك يا ابن" أم " عمر أن لا تدري ما الأب ، ثم قال : اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ، وما لا " تبين" فدعوه } .
* الصحابة ، الذين كانوا مرافقين للرسول ، يجهلون معنى وتفسير الآيات / وهم الأولى بذلك ، فكيف للعامة أن يفسروها! .
* وللعلم أن كلمة أب سريانية ( في الأصل السرياني " أبَا " ومعناه : ثمرة الفاكهة الناضجة ، والفعل في الكلدانية القديمة " أبابا " أي أغلت الأرض وأثمرت { وفاكهة وأبا / 31 سورة عبس } - نقل من موقع رصيف 22 ) ولأجله جهل الصحابة والتابعين وقوم محمد تفسيرها ، وذلك لأنها سريانية ، وغير مستخدمة كمفردة في كلام العرب ، وكذلك باق الآيات .

3 . ولأختلاف أجتهادت تفسير الآيات القرآنية ، وكثرة التأويلات ، برزت العشرات من كتب التفاسير ، ومن أشهرها / وفق موقع المرسال ( جامع البيان في تفسير القرآن : المعروف بتفسير الطبري - تفسير الكشاف : او تفسير الزمحشري ، تفسير القرآن الكريم لابن كثير - تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .. ) ، والأشكالية ، أن عدد كتب التفاسير ، قد فاقت المتوقع ، فقد جاء في موقع / ملتقى أهل التفسير ، حول عددها التالي { وذكر من وجود 5000 تفسير لكتاب الله ( لعله يقصد أي جزء تفسيري ) ، وأن الموجود منها 500 . وهذا رقم كبير ، يدل على عناية علمائنا بكتاب ربنا ، ولم يتركوا جزئية أو مسألة إلا وألفوا فيها . وأن الموجود من التفاسير بما فيها القطع التفسيرية المطبوعة حتى الآن تقارب 200 }. * وكالعادة شيوخ وفقهاء المسلمين ، يعللون ويرقعون ذلك بقولهم ، أن كثرة التفاسير هو ل "عناية علمائنا بكتاب ربنا ".

4 . وأشارة للأشكاليات في التفاسير ، يضاف أليها الخلافات العقائدية والفقهية والفكرية ، والظروف السلطوية والسياسية و التغيرات الزمكانية للواقع المجتمعي ، نشأت المذاهب الأسلامية { ومن بين مذاهب فقهية عديدة ، فإن المذاهب الفقهية الأربعة في أوساط أهل السنة هي الأكثر انتشارا وحضورا في العالم الإسلامي ، وهي على التوالي : المذهب الحنفي - الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (80- 150هـ) ، والمذهب المالكي - الإمام مالك بن أنس (93- 179هـ) ، والمذهب الشافعي - الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150- 204هـ) ،والمذهب الحنبلي - الإمام أحمد بن حنبل (164- 241هـ) }. * وهناك العشرات من المذاهب غير ما ذكر ، منها " مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن حزم ، الإمام زيد ، والمذهب الجريري والأوزاعي والظاهرية والثوري ويمكن أن نضيف المذهب الإباضي .. / نقل من موقع المكتبة الشاملة الحديثة ".

5 . وبالرغم من رأي أهل السنة والجماعة ، بأن الشيعة بالعموم / وينجر الأمر على المذهب أيضا ، هي بدعة دخيلة على الأسلام ، ووفق مقال محمد عبد الرحمن - موقع اليوم السابع ، جاء التالي ( يتفق علماء أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا على أن التشيع أمر طارئ وغريب على الإسلام ، وأنه بدعة في الدين الإسلامي ، ولم يوجد في عصر الرسول ولا في عصر خليفتيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب .. ) . ولكن لشيوخ الشيعة رأيا أخرا ، حيث جاء في موقع / الشيخ محمد القطيفي ، التالي ( إن الذي تعتقده الشيعة الإمامية أن مذهب أهل البيت نشأ في عصر النبي الأكرم محمد ، وأن أول من وضع بذرته وغرسها وقام برعايتها والمحافظة عليها هو النبي . وكان ذلك من خلال النصوص التي كانت تصدر عنه وتشير إلى لزوم متابعة أمير المؤمنين علي ، وأن الملازمين له هم الفائزون يوم القيامة ، وأنه هو وأصحابه خير البرية ).
* شيوخ تقول أن التشيع / وهذا ينجر على المذاهب الشيعية - أنه بدعة ، وشيوخ تقول أن التشيع وضع بذرته الرسول .

6 . في العقود الاخيرة ، برز تفسيرا جديدا للنص القرآني ، يعتمد على القرآن ذاته ، سميت هذه الجماعة بأهل القرآن ، رائد هذه المجموعة هو ، د . أحمد صبحي منصور " (1 مارس 1949 -) هو مفكر إسلامي مصري . كان يعمل مدرسًا في جامعة الأزهر ، لكنه فُصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية القولية ، وتأسيسه المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن مصدرًا وحيدًا للتشريع الإسلامي " والقرآنيون ، يبينون أن " الأحاديث مهما بلغت صحة سندها فهي ظنية الثبوت بإقرار الفقهاء ، و القرآنيون يرفضون فهم الدين و بناء تشريعات دينية على مصادر ظنية .. / نقل من موقع سريالي " .
* هنا ضربت مجموعة أهل القرآن الحديث والسنة معا بمقتل ، وأقتصر أمر التفسير لديها ، بأن القرآن يفسر نفسه بنفسه .

القراءة :
* أشارة لكل ما سبق في أعلاه ، يتضح أن للقرآن مئات الكتب من التفاسير ، وذلك لأن الرسول لم يفسر القرآن ألا اليسير منه ، وفي موقع أبن باز ، يبين ( كان الرسول يوضح لهم شيئًا كثيرًا ، وكان يقرأ عليهم القرآن ويبين لهم معناه تارة في المجالس ، وتارة في الخطب ، وتارة يقرئ عليه القرآن ، ما يحتاج الناس إليه ) .. والتساؤل هنا : كيف كان الرسول يقرأ لهم القرآن وهو " النبي الأمي " .. من جانب أخر ، أن أختلاف الأجتهادات وتعدد التفاسير ، فرقت المسلمين على عشرات المذاهب والفرق والجماعات ، الأمر الذي جعل الرسول أن يقول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال: صحيح على شرط مسلم ) . وكل جماعة أو فرقة تقول : نحن الفرقة الناجية ! .
* مما سبق يتضح أن المعتقد الأسلامي والمسلمين معا ، لا زالوا في قوقعة الماضوية القبلية ، لم يخرجوا منها طوال القرون الماضية ! . ولا زال المتأسلمين / أحزابا وجماعات وشيوخ ودعاة .. يؤمنون بأن الأسلام صالح لكل زمان ومكان . والأسلام أصلا خرج عن نطاق الزمان والمكان ، وعن التاريخ والتحضر ، وبقى لوحده يصارع أشكاليات متعاقبة ! .

* الختام :
شيوخ ورجال ومفكري ودعاة المعتقد الأسلامي ، يحاولون دوما أنتاج وأستحضار الأسلام الماضوي ، غافلين أن الأسلام يحتاج الى عصرنة المعتقد - نصوصا وسننا وأحاديث ، بغض النظر عن التفاسير والتأويل وأسباب النزول ، وذلك حتى يواكب المعتقد ، العصر والتمدن المجتمعي ، ولا يحتاج المعتقد لتهذيب أو أصلاح الخطاب الديني / كما يشاع ! - كي يكون مقبولا . كما أن المعتقد الذي سبت في شرنقته دهرا من الزمن ، ستخنقه الشرنقة .. نقطة رأس السطر .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة للأسلام كأيدولوجية .. وجهة نظر
- قراءة لحديث - طواف الرسول على نسائه .. -
- أضاءة في موضوعة - الأحاديث النبوية -
- قراءة .. بين قرآن محمد ومصحف عثمان ومصحف اليوم
- قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل
- الدين والحكم والدولة
- تساؤلات بقراءة الآية 3 سورة آل عمران
- قراءة للآية - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ / 1 ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى&# ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى ...
- قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة
- تقاطع القرآن مع الأحاديث حول - المسيح -
- عن موت الرسول محمد ونهاية الدعوة المحمدية
- قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة
- ما قيل وما يقال عن الخمر في الجنة
- تنظير .. في السيرة النبوية
- في رحاب العقل
- أسرائيل و طوفان الأقصى .. أضاءة
- أضاءة في جهاد السبي
- كيف تمخض الأسلام كمعتقد !


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - بين غلو التفاسير والمذاهب وبين عصرنة المعتقد