أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة















المزيد.....

قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 22:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الموضوع :
سألقي أضاءة مقتضبة ، في هذا البحث المختصر - على النص المستقطع من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / 3 سورة المائدة ) وتفسيرها بأختصار ، وفق أبن كثير / موقع القرآن (( هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف .. أي : صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ولهذا قال تعالى" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم "( أي فارضوه أنتم لأنفسكم ، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام ، وأنزل به أشرف كتبه ) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قول : اليوم أكملت لكم دينكم - وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا . )) .

القراءة :
* في قراءتي سوف لن أتعرض على تفسير المفسرين ، لأن تفاسيرهم تحتاج الى مقالات عديدة ، من كثر ما يرقعون ثغرات النصوص ! .
1 - كتمهيد ، يوجد في سورة المائدة ، 120 آية ، وتسلسل نزول سورة المائدة هو 112 ، علما أن عدد سور القرآن ، كما جاء في / موقع موضوع ( يقول الزركشي : " اعلم أنّ عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحلّ والعقد مئة وأربع عشرة سورة كما هي في المصحف العثماني ، أولها الفاتحة وآخرها الناس " ، ونقل عن مجاهد ، أنّ البعض قد يعدّ سور القرآن الكريم مئة وثلاثة عشر سورة . وذلك بجعل سورتي الأنفال والتوبة سورةً واحدة ، لأنّ سورة التوبة لا تُفتتح بالبسملة ، وقال الزركشي إنّ هذا القول مرفوض ؛ لأنّ رسول الله ، قد سمّى كلّ واحدةٍ منهما باسم خاص بها ) . * تساؤلي .. لماذا لم تكن الآية موضوعة البحث ، في أخر ترتيب سور القرآن ، بأعتبارها تنص على ختام الدين " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. " ! .

2 - الكثير من الآيات المذكورة في سورة المائدة ، ليس لها علاقة ، بفحوى نص " أكمال الدين " ، منها مثلا : مقطعا من الآية 6 " جاء أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يريد ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ " ، فهل هذا موضوعا ينص عليه الله في ختام دين الأسلام " اليوم أكملت لكم دينكم .." وهل موضوعة جاءك : " الغائط " ، لائقة بالله وببنية النص القرآني معا .. كذلك مقطعا من الآية 38 " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، فهل الله قاتلا وعنيفا بهذا القدر / دون تبيين الأعذار والموجبات لهذه العقوبة - لكي يختم دينه ، بقطع يد السارق ، دون معرفة دوافع السرقة ! ، علما أن الخليفة عمر بن الخطاب ، أوقف عقوبة قطع يد السارق ! . ( في خلافة عمر بن الخطاب عنه وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعة شديدة ، وكان ذلك في 18هـ بعد عودة الناس من الحج ، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض ، وهلكت الماشية ، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر ، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد / نقل من موقع قصة الأسلام ) .

* تنويه : في بداية سورة المائدة ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ أُحِلَّتۡ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلۡأَنۡعَٰمِ إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ غَيۡرَ مُحِلِّي ٱلصَّيۡدِ وَأَنتُمۡ حُرُمٌۗ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ / 1 ) ، المتكلم هنا ليس الله ، لورود جملة " إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ مَا يُرِيدُ " ، فهو ضمير ثالث ، أهو محمد ، أم من ! .. وبالرغم من ذلك ، فأن المفسرون ، يفسرون بأن المتكلم هو الله ! .

3 - الملاحظ أن صيغة النص " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ .. / 3 سورة المائدة " ، سردها الله عز وجل ، وبنص قرآني ، لأن القرآن / وفق العقيدة الأسلامية ، هو كلام الله .. ولكن من جانب أخر ، كان من المفروض منطقيا ، أن يأتي هذا الخبر من رسول الأسلام ، لأنه صاحب الدعوة - وان تسرد بحديث صحيح ومتواتر من محمد ، وأن لا تصدر من الله .

4 - الفقرة 3 أنفا ، تقودنا الى تساؤل أخر ، فلو كان الأمر غير ذلك - أي أن النص القرآني جاء ، من مخاطبة محمد للمؤمنين ، وليس من الله / لأن النص جاء بصيغة ضمير ثالث ، فهذا يعني ، أن كاتب القرآن ، هو محمد ، بغض النظر أن كان محمدا أميا أم لا ! وهنا نكون نحن أمام أشكالية معقدة أخرى ، وهي : هل أن القرآن من عند الله أم من عند محمد ! .

خاتمة :
خلاصة الأمر ، ما هي " النعمة " التي تركها محمد للمسلمين ، الواردة في الشطر الثاني من مقطع نص الآية " وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / 3 سورة المائدة " ، فأي نعمة كانت للمسلمين بعد موت الرسول ، لأن الحقبة كانت كلها تصارع على الخلافة ، وحروب و فتن .. ، بدأت بتنافس وشجار على الخلافة بعد موت الرسول / وهو مسجى عند زوجه عائشة ، ولم يدفن بعد - وأنتهت بتولية أبو بكر ، وذلك في سقيفة بني ساعدة سنة 11 هج ، التي ضمت تحت سقفها : أبو بكر وعمر .. والجانب الأخر ، كان : سعد بن عبادة ورهط من الأنصار - بعد تنحية علي . ثم حروب الردة 11 - 12 هج . ثم مرحلة قتال الصحابة بين بعضهم البعض ، حيث تم قتل عثمان والتمثيل به سنة 35 هج - بمشاركة محمد بن أبي بكر الصديق . ومن ثم موقعة الجمل سنة 36 هج - بين علي بن أبي طالب وطلحة بن الزبير ، ترافقه عائشة زوج الرسول / على ظهر الجمل . ومن ثم موقعة صفين سنة 37 هج / واقعة رفع المصاحف على الرماح - بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان . وكارثة مقتل الحسين بن علي / حفيد الرسول ، والتمثيل به ، ومن ثم قطع رأسه ، ورفعه على الرماح والطوفان به بين البلدان .. والقائمة تطول . أن كان محمدا قد أكمل دينه ، فهذا الأمر كان شكليا ، لأن الكل كان منتظرا ومنتهزا فرصته للأنقضاض على الخلافة . خلاصة الأمر : أنه بموت محمد أنتهت الدعوة الأسلامية ، وبدأت بعدها ، مرحلة التصارع على السلطة والخلافة والحكم ، وما يتبعها من غنائم ، مع ترك الدين جانبا - أن أكمل هذا الدين ، أو أن لم يكتمل .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطع القرآن مع الأحاديث حول - المسيح -
- عن موت الرسول محمد ونهاية الدعوة المحمدية
- قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة
- ما قيل وما يقال عن الخمر في الجنة
- تنظير .. في السيرة النبوية
- في رحاب العقل
- أسرائيل و طوفان الأقصى .. أضاءة
- أضاءة في جهاد السبي
- كيف تمخض الأسلام كمعتقد !
- فوضى التدين في الأسلام
- أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية
- الله والعباد
- قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَه ...
- أضاءة في العقل البشري
- أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
- أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
- أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
- قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ...
- وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
- أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ ...


المزيد.....




- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة