وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)
الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 11:01
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الضمير "هو شعور عند الانسان بان الله يراه وتبعا لذلك يتصرف بكل ما يرضي الله ويتجنب معصيته "ومن حِكَم أحد الأساتذة: "ان الحياء قطرة وليست حب ماء، فإن سقطت القطرة انتهى الحياء ".
نُشر على احدى وسائل التواصل الاجتماعي، في احدى المقابلات بين شخص يحاور فتاة تَدَعى انها طالبة في احدى الكليات، تقول بصراحة دون ان يرف لها جفن وبكل وقاحة: انها تمارس القِوادة على عدد من طالبات الكلية التي تدرس فيها، لقاء مبلغ يبتدأ من 25 ألف دينار فصاعدا، إذ تخرج عدد من الطالبات لعدد من الزبائن لقضاء وقت معهم. ويوجد شخص داخل الكلية مسؤول عليها وجماعتها ويتلقون الامر منه، والطالبة التي تخرج مع شخص لا تستطيع التخلص من سطوتها، إذ انها تقوم بتصوير فديو لها في وضعية مخلة، وبذلك تستغلها وتهددها في حالة محاولة الابتعاد عن هذه العلاقات السيئة المنحرفة.
وإذا صح هذا الحديث فالمجتمع والتعليم امام مشكلة أخلاقية جسيمة، لا يمكن التغاضي عنها، فالتعليم مهدد والمجتمع مهدد، فأرباب الاسر الذين يرسلون فلذات اكبادهم الى الكليات يأملون ان تكون تلك الكليات مراكز لنشر العلم والأخلاق ووقاية بناتهم من السقوط ضحايا في مكائد البؤر المنحرفة.
ليس الجامعة او الكلية وخاصة الاهلية منها ، تهتم فقط بالربح المادي وتترك الطلاب والطالبات لتتهاوى في الفساد والافساد .وان لم يصح هذا الحديث فلا بد من قيام الجهات المختصة بالبحث عن مصادر هذه الاخبار واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.
وإن صح ذلك فإنه يحمّل وزارة التعليم العالي مسؤولية متابعة مثل هذه الظاهرة المنحرفة والتحقق من صحتها وحجمها وابعادها. فالتعليم لا يمكن ان يكون ناجحا إذا لم يكن نزيها اميناعادلا محترما مبنيا على الاخلاق والعلم، للأستاذ فيه كلمته واحترامه واستقلاليته وللهيئة الإدارية رقابتها ومتابعتها واستقلاليتها. وإلا ستكون مثل هذه الممارسات كارثة على المجتمع والبلاد، ووسيلة لنشر التخلف والافساد.
كما ضبط في الرياض (من قبل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )على موظفة في احدى جامعات الرياض تمارس القوادة على طالبات الجامعة لقاء مبلغ 3000 ريال للسهرة الواحدة . وذلك دليل على انتشار مثل هذه الممارسات السلبية الاجرامية في الجامعات والكليات في العديد من البلدان
ان الجامعة والكلية والمدرسة تعتبر احدى مراكز الضبط الاجتماعي والوسيلة الأهم في نشر العلم والمعرفة والتربية الاخلاقية ولما كان المجتمع يشهد انتشاراً واسعا للمخدرات والمواد الممنوعة وجرائم الابتزاز والتهديد وغيرها. وان الحرم الجامعي لا يسمح بممارسة اي نشاط أمنى داخله، لذلك لا بد ان تكون الجامعات والكليات مسؤولة بالدرجة الاولى عن مراقبة النشاطات الاجرامية داخل الحرم الجامعي والتنسيق مع الجهات الامنية بصدده، من اجل خلق جيل فاضل مستقيم قادر على النهوض بحمل راية العلم والمعرفة ومسؤولية بناء المجتمع وتقدمه في المستقبل ووقاية ابناؤنا من الطالبات والطلاب من الانحراف والجريمة.
#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)
Waleed_Khalefa_Hadawe#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟