أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد خليفة هداوي الخولاني - محاولة لمقابلة مسؤول














المزيد.....

محاولة لمقابلة مسؤول


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 11:25
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقابلة المسؤولين في الدولة ،تقتضيها متطلبات الحياة احياناً والمصلحة العامة احياناً أخرى ،ولم يعد الوصول للمسؤول سهل المنال دائمًا، فلكل مسؤول زمرة تحيط به تنظم امور الحماية والمقابلات وتكشف أمامه المظالم وتسهل له محاسبة الظالم .هؤلاء ربما يُبَصّروه بكل صغيرة وكبيرة، وربما يَحجبوا عنه ما لا يراه خارج كرسي المسؤولية وغرفة جلوسه ،وذلك يعتمد على كفاءة العاملين في التشريفات ومخافتهم لله وتنظيم المقابلات بضمير حي ، وحسن ادارة وعدالة .
منذ أن أحلت على التقاعد لم التقي بمسؤول الا مرة واحدة ، .رغم اني كنت مديرًا عامًا وبرتبة لواء وهي رتبة عالية ومحترمة . ورغم اني كنت ولا زلت لم اقطع صلتي بالقضية الأمنية ،ولا زلت متواصلاً في التأليف والنشر والكتابة ،ولي ثلاثة مؤلفات تدرس في كلية الشرطة، وهذا ما يؤهلني ان اكون (عالمًا او مفكرًا بعلوم الشرطة)، ولا يمضي يوما دون ان اكتب وأقرأ عن قضايا الأمن والشرطة شيئا ما .
وكم سالت الله ان يمد في عمري ليس من أجل ان أتزوج النساء او أجمع الاموال او اتلذذ بالطعام والشراب انما من اجل ان انجز كتبًا خططت لتأليفها وقررت كتابتها ولتبقي بعدي "صدقة جارية كعلم ينتفع به".
وبعد ان قدمت نسخًا من كتاب الاحصاء الجنائي والاساليب الارهابية وسجلات الشرطة وداعش والنساء ، وعرضها أحد الاخوان أمام المسؤول فطلب مقابلتي . استبشرت خيرًا وحملت بعضي وتوجهت لمقابلته وفي ذهني مواضيع ومشاريع كثيرة تخدم العمل الامني ،فانا متقاعد، متابع متواجد وليس ميت قاعد.
لست من المطالبين بجاه او منصب او مكافئة .قنوع بما رزقني به ربي من راتب تقاعدي .ولا امد بصري او يدي لما رزق الله به الاخرين من مال وعقار. الموعد كان الساعة العاشرة صباحًا وتمكنت من الوصول في الوقت المحدد. وانا احمل حقيبة فيها ٧ مؤلفات وجهاز لا بتوب رغم كونها ثقيلة علي، وفكرت في عرض عدد من المواضيع التي تخدم الصالح العام ومصلحة المواطن امام انظاره . انتقلت ومضيفي ضابط متقاعد برتبة عالية ،وكُلِفَ بتولي متابعة قضايا المتقاعدين ، انتقلنا الى الطابق الذي يستقبل فيه المواطنيين ممن لديهم شكاوى او مطالب لعرضها عليه .
وبعد ان سلّمنا على جماعة الاستقبال والتشريفات جلسنا في قاعة طويلة مؤثثة تأثيثاً فخماً ، مخصصة لمقابلة المواطنين ،بانتظار دورنا في المقابلة . كان هناك حضورا برتب مختلفة واناسا مدنيين جالسين في القاعة ينتظرون دورهم في المقابلة .
يدخل للقاعة كل حين موظفًا من التشريفات فيطلب من جماعة، المثول امام انظار المسؤول للمقابلة في الغرفة المجاورة للقاعة . كنت انا ومضيفي اكبر الناس سنًا فانا قاربت من الثمانين وكنت قد احلت على التقاعد منذ ١١سنة .ولنا موعد مسبق لذا كنت متهيئا ومنتظراً في كل لحظة بأنا سنستدعى للمقابلة ، وانا اتمتم مع نفسي "رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " ومرت الثواني ومرت الدقائق ومرت الساعات وخلت القاعة ممن جاءوا قبلنا ومن جاء بعدنا ولم يبقى سوى القهواتي الذي يقدم القهوة الحلوة بين الحين والآخر .وجاء اناس اخرون وتمت مقابلتهم ثم جاء غيرهم وتمت مقابلتهم حتى ادركنا الساعة الرابعة عصراً ونحن جلوس ننتظر المقابلة .كلانا ليست صحته جيدة فتتالت السنين ،وأكل الدهر علينا وشرب . وبعد تجاوز الانتظار ( ٤ )ساعات ،أصبحنا على يقين بانا سوف لن نقابل في هذا اليوم رغم وجود موعد مسبق لنا . استغلينا مرور مسؤول مهم في العلاقات في القاعة الذي قام باجراء مقابلة مع احد القنوات . وبعد ان انتهى اعلمناه بانا منذ الساعة الحادية عشر صباحًا ننتظر ، وَعَدنا خيرًا وذهب ولم نره ثانية .ثم تركنا القاعة وشاهدنا نفس الاشخاص من الشباب الذين ينظمون اللقاءات للذين شاهدناهم عند قدومنا، لم يسالنا احد منهم عن سبب تواجدنا او عن سبب خروجنا رغم إعلامنا لهم عند القدوم بوجود موعد للمقابلة . عندها أدركنا ان المحيطين بالمسؤول هم جماعة ليسوا بمستوى تنظيم آليات المقابلة ، فلم يسالنا احد عن مَنْ نَحنُ وسبب تواجدنا في قاعة استقبال المواطنين ،ولماذا خرجنا . ولنا الحق في العتب انا خدمنا البلد ما يزيد على ٤٠ عاماً، حتى شابت رؤوسنا ، وضعفت قوانا ، في وزارة كان لنا بصمة في عملها ، ثم نخفق في مقابلة مسؤول هو دعانا لمقابلته. وهكذا انتهت محاولة اللقاء بالفشل ،ومضى يوم من ايام حياتي هدراً ، تاركاً أثرًا يحز بالنفس ،ويبقى خجلي من مضيفي الذي جلبت له الاحراج واصبحت مدينا له بالاعتذار . تجربة لن اكررها ما دام لي بقية ايام من الحياة ، فالحياة فانية ، وانما الاعمال بالنيات ، ولكل امرءأ ما نوى، واحمد الله واشكره على كل حال.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتداء على رجال المرور والردع القانوني المطلوب
- الوكيل والنثرية
- لا تخلي لحيتك بيد غيرك
- اصحاب المولدات الاهلية ومخالفة الاوامر الحكومية
- تخطيط الشرطة(4) – قانون الوكلاء والمخبرين
- تخطيط الشرطة (3) - ملف التحقيق في الجرائم بين وزارتي العدل و ...
- تخطيط الشرطة (2)– جامعة بغداد للعلوم الأمنية
- تخطيط الشرطة – تقدير الحاجة السنوية من الضباط والمنتسبين
- التخطيط الاجتماعي لمكافحة الجريمة وتكامل قاعدة البيانات الاح ...
- تجارة المخدرات في العراق تدق ناقوس الخطر
- الشرطة العراقية في الذكرى (101) لتأسيسها محطات تاريخية ومحطا ...
- المستشار مواصفاته ودوره المنشود في ارشاد الدولة
- امام انظار هيئة التقاعد الوطنية استقطاع 24% من الراتب الكلي ...
- شركات الهاتف النقال تسرقنا
- بعوضتان تساعدان على اكتشاف جريمة سطو على مسكن (علم الحشرات ا ...
- الفساد في القضاء العربي وجريمة القاضي ايمن حجاج
- المؤشرات الإحصائية لجائحة كورونا في العراق لشهر حزيران 2022 ...
- أنواع ومظاهر الإرهاب
- المؤشرات الإحصائية لجائحة كورونا في العراق لشهر ايار 2022 كو ...
- المؤشرات الإحصائية لجائحة كورونا في العراق لشهر نيسان 2022 ا ...


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد خليفة هداوي الخولاني - محاولة لمقابلة مسؤول