أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - الذبح في الحسينيات: إرهاب جديد على العراقيين: أحكام الإعدام نفذت في غرف للصلاة ومن بقي على قيد الحياة حرّر بعد أن دفعت فديته














المزيد.....

الذبح في الحسينيات: إرهاب جديد على العراقيين: أحكام الإعدام نفذت في غرف للصلاة ومن بقي على قيد الحياة حرّر بعد أن دفعت فديته


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 07:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان حسن محمود يمتلك بنية مصارع و لكنه عندما كان جالسا على الأريكة وشارحا واقع السجن الديني السري بدا جسمه العريض يهتز، فامسك برأسه وبدأ ينتحب بمرارة.ويقول : يؤذيني عندما أتذكّر ما حدث , لأنه يتذكّر ألان مواجهته للموت داخل غرفة صلاة شيعية حيث شهد قطع رأس زميل له اختطف معه.
في الحرب الدائرة في بغداد ، تعمل بعض المساجد كحاميات للناس . حيث يستعملها السنّة كملاجئ دينية للكفاح من أجل الأحياء المختلطة.بينما يحوّل المتطرّفين الشيعة غرف ومساجد صلاتهم،- المسمّاة الحسينيات - إلى غرف للإعدام.
في الوقت الذي يتجه فيه العراق نحو التفكّك، فان أناس مثل محمود يفزعون الآن من بعض أماكن العبادة في بغداد، والتي يعتبرونها gulags))* أماكن مرعبة ومشانق في الحرب الشيعية -السنيّة.
بصوت هادئ يخبرنا محمود الكثير عن محنته ومحنته من عانوا معه لكن القليلين منهم جدا قد نجوا من الذبح. في أواخر أغسطس/آب كان قد ترك بيته للذهاب من اجل التسجيل في دورة تدريبية في كليّة تقنية في جنوب شرق بغداد. وكان قراره بركوب حافلة صغيرة كارثيا ، لأنه وبعد أن تحركت الحافلة مسافة 50 متر سحب رجلين و إمرأة بنادقهم وأمروا محمود وثلاثة مسافرين آخرين بخفض رؤوسهم.وبعد ذلك ادخلوه الى عالم الأصولية الدينية المرعبة في العراق، والساعات الـ24 التالية في حسينية شيعية أدخلته في ظلمات عالم المليشيات، حيث تنفذ أحكام الإعدام حسب المزاج ، ومال الفدية يبتز من عوائل الضحايا.
يتذكّر كيف هو ورفاقه سحبوا من الشاحنة الصغيرة واقتيدوا إلى زاويا غرفة مبنية بالطابوق حيث هجم عليهم ثلاثة حرّاس وقيدوهم وجبروهم على خفض رؤوسهم وأخذوا هواتفهم وأموالهم، هناك كان الجميع بانتظار السيد ، والسيد هو إمام الصلاة وزعيم المليشيات.
جاء السيّد لابسا عمامة وعباءة سوداء وكان يتمنطق بمسدّس دسّ بجانبه. وسأل كلّ رجل من أين أنت ؟أجابه أول رجل انا من العامرية ،.وهو حي سني الذي يعتبره الشيعة المتطرّفين بأنه "عرين للإرهابيين" . وهنا امسك محمود أنفاسه.
أدرك محمود بأنّهم إذا عرفوا أنّه سني فانه سيقتل.لذلك :قال أنا موسوي من حي العامل ، طبعا كذب، وأعطى اسم قبيلة شيعية. وهنا حذّره السيّد بأنه سيكتشف فيما إذا كان ادعائه صحيحا.
الأسيران الآخرين استجوبا أيضا. وقبل أن يتركهم السيّد طلب من كلّ واحد منهم رقم هاتف واسم شخص من عائلته للاتصال به.
أولا اخذوا الرجل من العامرية ثمّ هو كان دور محمود.حيث وجهوا بندقية على رأسه بينما كانوا يسحبونه ووضعوه في الغرفة الأخرى. وكان يسمع صوت السيّد فوق رأسه.
وطلب منه السيّد أن يعرف معلومات عن عائلته وأين يسكنون. وذكر له اسم احد أصدقائه من أيام الكليّة الذي انضم إلى جيش المهدي وقتل مؤخرا. أحد رجال السيّد همس في أذن رئيسه.قائلا “ نعم لدينا استخباراتنا الخاصة. أنا كنت هناك يوم جنازته، اخبرني عنه ,”و عرف محمود الجواب الصحيح. ووصف كيف نصبت خيمة تعزيه لزميله القديم ثم اقتاده الحرّاس وأرجعوه إلى زاوية الغرفة حيث كان كلّ الأسرى ينتظرون لساعات. وفي تمام الساعة 2 صباحا قام الحراس بتقيّيدهم بشرائط البلاستيك البيضاء(تستخدم من قبل الجيش الأمريكي والشرطة العراقية) وربطوا سيقانهم.

أولا امسكوا الرجل من العامرية وأخذه إلى الغرفة المجاورة. وكان محمود يراقب المشهد . “ لفّو جسمه بطبقات من النايلون وطرحوه أرضا على جنبه، وكان يتوسل إليهم وجلس رجل واحد على سيقانه، والآخرون على وروكه. وجاء رجل ثالث، يلبس الأسود، وبقى واقفا وأستل سكينه من غمدها ، وامسك الرجل الضحية من شعره وصاح: يا الله, يا محمد يا علي وبعد ذلك نادى بأسماء عدد من الأئمّة (أحفاد علي) ووضع السكين على حنجرة رجل العامرية الذي كان يتوسل ويصيح بالله عليكم ، لكن الرجل الذي يرتدي السواد قطع رقبته وهو يصيح يا الله يا الله ، وكان الضحية يرفس كالخروف ، ورفع الذباح رأس الضحية وعيونه لازالت مفتوحة.ومسح سكينه بقطعة من القماش.
يقول محمود، لقد انتظرت 4 ساعات لكني أحسست إنها 400 ساعة،وعندما جاءوا إلي انهرت تماما، سحبوني من تحت ذراعي وكان السيد موجودا، استجديت خواطره لأجل الله، وقلت أبي مريض وكبير السن و سيموت من الصدمة. هنا ” ابتسم السيّد وأخبر محمود بأنهم سيطلقون سراحه. ورمى في حقيبة سيارة، معصّبا، وأخذ إلى منطقة الكرادة في بغداد.و عندما وصل إلى البيت أكتشف بأنّ عائلته قد دفعت 10,000 دولار أمريكي لتحريره. وهو مبلغ ضخم في العراق
محمود ما زال يحلم بالرجل الذي ذبح أمامه .ويستيقظ صارخا : “ لا تذبحه. رجاء لا تقتله. ”

http://www.timesonline.co.uk/article/0,,3-2475084,00.html

* مكان أو حالة معاناة ومشقّة عظيمة، تشبّه أحوال البشر في نظام سجن رهيب أو معسكر عمل إجباري.

ترجمة- كهلان القيسي



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيويورك تايمز: الولايات المتّحدة تحارب فدائيين ممتازو التدري ...
- الأطباء يهربون من العراق بالجملة- ولا يوجد أخصائيين في بغداد
- من أوقع أمريكا في المستنقع العراقي ؟ هل هي إيران وحلفائها في ...
- تقرير خاص من داخل البيت الأبيض: إطلاق عنان الشيعة؟
- القصة الكاملة لمقتل الحجاج من أهالي ديالى على يد العصابات ال ...
- جندية أمريكية خدمت في معسكر بوكا و نجت من جحيم العراق - ثمّ ...
- برنامج فكاهي في تلفزيون الشرقية يتحول الى حقيقة - لاجئ عراقي ...
- الواشنطن بوست: ما هي خيارات العراق بعد فشل انقلاب بغداد – أس ...
- الضحايا المخفيين للنزاع الوحشي: نساء العراق- تحقيق لمدّة شهر ...
- الحذر من تقرير لجنة بيكر: الفشل الأمريكي يقر بتقسيم العراق
- صحيفة التايمز ترافق دورية لجيش المهدي في بغداد: عمليات قتل و ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي: مجموعتان من الميلشيات قتلتا الآلاف ...
- مخاوف على الكنوز العراقية القديمة مع وجود الراديكاليين الشيع ...
- في هذه الأثناء في بغداد. . الوضع المريع لأطباء العراق –ج2
- في هذه الأثناء في بغداد. . الوضع المريع لأطباء العراق –ج1
- تقرير: لا يمكنك القبض عليَّ حيا أو ميتاً في العراق- قصة الهر ...
- من يسرق الآثار العراقية ألان ومن يهجر علمائها.؟؟ - تطهير أقد ...
- صمت السيستاني : هل إن صوت البلاد الأكثر فعالية يفقد تأثيره؟ ...
- من لم يهرب من العراق هم أفراد المليشيات وطاقم المنطقة الخضرا ...
- آلاف الأساتذة المهدّدون في الجامعات العراقية يهربون من العرا ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - الذبح في الحسينيات: إرهاب جديد على العراقيين: أحكام الإعدام نفذت في غرف للصلاة ومن بقي على قيد الحياة حرّر بعد أن دفعت فديته