التحول الرقمي: الإيجابيات والسلبيات

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 00:49
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

قبل التطرق لإيجابيات التحول الرقمي، يجدر بنا الوقوف فيىعجالة عند مفهومه وبعده.
ولكن كيف يمكننا تعريف هذا التغيير المرتبط بتطور الإنترنت؟ بحسب ويكيبيديا، التحول الرقمي «ظاهرة الطفرة مرتبطة بتأثير التكنولوجيا الرقمية والإنترنت. هذا هو المصطلح الجديد الذي ظهر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بهدف تصور تأثير ظهور التقنيات الرقمية على المنظمات.»
وهناك من يعتبر أن التحول الرقمي، الذي يُطلق عليه أحيانا الانتقال الرقمي، يشير إلى عملية قيام المقاولة والمنظمة بدمج التقنيات الرقمية بشكل كامل في جميع أنشطتها. وهناك من يرى أن "التحول الرقمي هو تحسين منتجات المؤسسة وعملياتها واستراتيجياتها باستخدام التقنيات الجديدة.
وفقًا لفورستاف، يشير مصطلح "التحول الرقمي"إلى العملية التي بموجبها ستستفيد الشركة من الأدوات الجديدة المتاحة لها (كجزء من التحول الرقمي) من أجل تطوير تنظيمها وأساليب عملها وتحسين إنتاجيتها.
وبعد أن ناقشنا مفهومي الرقمنة والتحول الرقمي، دعونا نركز الآن على إيجابياتهما وسلبياتهما.
التأثير الرئيسي (والهدف الرئيسي) للتحول الرقمي هو زيادة الإنتاجية. كيف يكون ذلك؟
يتم من خلال تبسيط الوصول إلى البيانات وتداولها داخل الأقسام المختلفة لنفس الشركة وبالتالي التعاون والتبادل بين الموظفين.
كما يتيح التحول الرقمي تواصلا أفضل وأسرع وأكثر رسمية
وضمانا لتقليل وقت الاستجابة من أجل تعزيز الإنتاجية.
كما يتيح تجربة أفضل للموظفين وعلاقة جديدة مع العملاء. ذلك
أن استخدام أدوات الاتصال المبتكرة مثل الرسائل الفورية والشبكات الاجتماعية للشركات يكون له تأثير في جعل النغمة المستخدمة أثناء التبادلات بين الموظفين وأحيانًا حتى مع العملاء (الدردشة المباشرة، وما إلى ذلك) أقل "رسمية" و"أكثر ودية".
في الجانب الخاص بالسلبيات، من يقول "أدوات جديدة" يقول أيضًا "مشاكل تقنية جديدة". لهذا السبب، من الضروري تعيين مرجع داخلي للتعويض عن أي أعطال محتملة.
بشكل عام يجب على هذا الشخص: دعم الموظفين من خلال سياسة إدارة التغيير المعدلة، وتعزيز الانفصال بين الفرق وبالتالي الحفاظ على توازن الحياة الخاصة والمهنية للجميع.
ومن سلبيات التحول الرقمي خطر فقدان المعلومات، ومن أسباب هذا الخطر مضاعفة قنوات الاتصال.
لذلك من المهم تنظيم عمليات التبادل وتحديد القنوات المفضلة للحصول على المعلومات الأساسية. مثلا، المراسلة الفورية: رسالة غير رسمية، معلومات غير ذات أولوية
وينبغي تحري الحيطة والحذر من الاتصال الزائد. وفي مواجهة التحسين المستمر للأدوات وتطوير المراسلة الفورية، من المهم تضمين دليل قطع الاتصال في ميثاقك الداخلي.
في الواقع، يجب على الشركة عدم التدخل في الحياة الخاصة للموظف. ولاحترام التوازن الهش بين الحياة الخاصة والحياة المهنية، فعلت بعض الحكومات الحق في قطع الاتصال.
الأشد تأثيرا على المستعمل منشورات الفيسبوك، التغريدات، رسائل البريد الإلكتروني، النشر، الرسائل النصية القصيرة، والإشعارات الفورية، إلخ... نحن نواجه تدفقا متزايد الأهمية من المعلومات ومن المفارقات أن لدينا وقتًا أقل لاستيعابها ومعالجتها.
ويعود تاريخ ظاهرة "الحمل الزائد" هذه إلى التسعينيات ويُطلق عليها بشكل أكثر شيوعا اسم "Infobesity".
وما السبب في ذلك؟ التقنيات التي نستخدمها يوميا من خلال هواتفنا الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
ختاما، يمكن لكل واحد منا أن يلمس مؤشرات التحول الرقمي انطلاقا من ذاته واستحضارا لمجهوده الشخصي في الفضاء السيبراني. ولكن وقفة تأمل عابرة تجعلك تخرج بقناعة مفادها أن عبارة "التحول الرقمي" لا توحي بتغيير الأحوال والأوضاع بشكل إيجابي سوى للتجار ومقدمي الخدمات والمتهافتين على الأدسنس، ولا توحي بنفس الشيء للمثقفين المتمرسين على الكتابة؛ الشيء الذي يعني أن الانتقال الرقمي المفترى عليه لم يعمل سوى على الحفاظ على الوضع كما كان وكما هو كائن..

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات